الغفران هو – بلا شك – عمل صعب. وهو أيضاً عملية تحتاج وقتاً طويلاً، خاصة إذا كان الجرح عميقاً.
لكن الغفران يفتح الطريق أمامك للشفاء من جرحك، ومداواة نفسك.
وأحياناً، يعمل الغفران – أيضاً – على إصلاح العلاقة المكسورة بينك وبين من تسبب لك في الجرح أو الإساءة.
إن كنت تدرك أنك تحتاج إلى أن تغفر، لكن –
في نفس الوقت – تعلم أنك لست مستعداً بعد للغفران،
إليك هذه الخطوات التي يمكنك اتباعها لتساعدك على الغفران:-
أولاً:- حدد الإساءة التى لحقتك بدقة:
إنه من الصعب أن يغفر الإنسان شيئاً ليس واضحاً تماماً بالنسبة له.
ثانياً:- ابحث عن شخص تثق به، ليس بهدف أن يحكم في القضية، لكن لينصت إلى قصتك:-
وجود شخص يصغي إلينا هو جزء من عملية الشفاء والمداواة.
إن حديثك مع الله في الصلاة، أو بكاؤك مع صديق موثوق به، أو طلبك لنصيحك مشير متخصص، هي كلها وسائل فعالة لمساعدتك.
ثالثاً:- أطلق العنان لألمك:-
جميعنا يرغب في الهرب من هذا الإحساس، إحساس الألم. حتى يسوع قد صلى إلى الآب طالباً منه أن يجيز عنه ألم الصليب (متى 26: 39).
ومع ذلك، فقد كان الألم الذي اجتازه يسوع بسبب خطايانا هو جزء من خطة الله. في الكثير من الأحيان،
نفضل أن نشعر بالغضب بدلاً من الألم، معتقدين أن هذا سيسبب لنا مقداراً أقل من الأذى. لكن، في الواقع أن الغفران
يتطلب أن نتيح لأنفسنا الشعور والتعبير عن بالألم الذي تسبب به الآخرون لنا بأفعالهم.
رابعاً:- اعرف أن مشاعرك لن تكون طيبة أو محببة إلى نفسك:-
لن يساعدك أن تقول لنفسك إنك “لا يجب أن تشعر بهذه المشاعر”. في الواقع أنك تشعر بهذه المشاعر بالفعل.
إن مواجهة الحقيقة أمام الله هو بداية تحررك (يوحنا 8: 32).
خامساً:- قم بتقييم صادق لرد فعلك تجاه الأذى الذي لحق بك:-
في أحيان كثيرة، تكون ردود أفعالنا تجاه الإساءة الموجهة لنا مماثلة لتلك الإساءة في الخطأ.
إدراك هذا الأمر سيساعدك على اتخاذ نظرة واقعية وأنت تتأمل مشاعرك، وأيضاً، تحمل مسئوليتك عن إيذائك للآخرين.
سادساً:- قرر ما إذا كنت تريد مواجهة المخطئ في حقك أم لا:-A
إن قاعدة هذا القرار بسيطة. إن كنت ترغب في الاحتفاظ بعلاقتك بالشخص الذي أساء إليك،
فعليك أن تقوم بهذه المواجهة مهما كانت صعبة عليك. أما إن لم تكن ترغب في ذلك، فعليك نسيان الأمر.
جميعنا لديه طاقة عاطفية محدودة. ليس من الحكمة أن نهدرها في غير موضعها. إن الصلاة ستساعدك على الرؤية بوضوح لاتخاذ القرار السليم.
سابعاً:- افهم أن الغفران يستغرق وقتاً:-
أحياناً يستغرق الغفران سنيناً. يجب ألا تكون معركتك اليومية غايتها ليس إدانة المخطئ في حقك أكثر وأكثر،
بينك وبين نفسك، بل أن تتجاوز عن خطئه في حقك، بمعونة الله، حتى تصل إلى التحرر والفرح.
إننا جميعاً نحتاج إلى الغفران، خاصة الغفران من الله.
أشرف مكرم – تلمذة أونلاين