” طوبى لرجل يُؤدبه الله ” ( أيوب 5 : 11 )
+ التأديب واجب للنفس العاصية، والرافضة للتوجيه السليم ، وقد يضطر الرب إلى تأديب أولاده غير المطيعين لصوته ( أم 1 : 3 ) حينما لا تفلح الوسائل اللينة والهادئة ( وعظ – إرشاد – توعية – مشورة صالحة ) من إصلاح الإعوجاج ، والعناد بغباء دائم .
+ وهو ” تأديب ” وتهذيب وإصلاح للنفس والروح ، وليس ” عقاباً ” لأن العقاب فى الأبدية ، وليس فى الدنيا .
+ وخير للمسيحى أن يؤدبه الرب فى الأرض ، حتى لا يعاقبه فى الأبدية ( إر 23 : 33 ) ، ” وتوبيخات الأدب طريق الحياة ( الأبدية ) …. ” ( أم 6 : 23 ) فلا تحزن من التأديب .
+ وقال أيوب الصديق والمختبر : ” هوذا طوبى لرجل يؤدبه الله . فلا ترفض تأديب القدير ، لأنه يجرح ويعصب ، يسحق ويداه تشفيان ” ( أيوب 5 : 17 – 18) .
+ واستفاد داود من تأديبات الله له ، وقال : ” تأديباً أدبنى الرب وإلى الموت لم يسلمنى ” ( مز 118 : 18 ) .
+ وقال : ” طوبى للرجل الذى تؤدبه يارب ، وتعلمه من شريعتك ” ( مز 49 : 12 ) والأدب والثقافة الأدبية والعملية العامة لازمة ، كالعلم الروحى تماماً ، فلا تتهاون عن تحصيلها والنمو فيها باستمرار .
+ وقال سليمان الحكيم : ” يا أبنى لا تحتقر تأديب الرب ، ولا تكره توبيخه ( من أى مصدر ) ، لأن الذى يحبه الرب يؤدبه ، وكأب بابن يُسر به ” ( أم 3 : 11 – 12 ) ، ولا بد من انتفاعه فعلاً بالتأديب الإيجابى ، لإصلاح النفس المعوجة والمنحرفة .
+ ونفس الكلام كرره القديس بولس الرسول ، الذى أدبه الرب وقال :
” يا إبنى لا تحتقر تأديب الرب ، ولا تخُر إذا وبخك فأى أبن لا يؤدبه أبوه ؟! ولكن إن كنتم بلا تأديب ، فأنتم نغول ( أبناء غير شرعيين ) لا بنون ” . فالأب لا يؤدب أبناء جيرانه الأشرار .
+ ويضيف القديس بقوله : ” ثم كان لنا آباء أجسادنا مؤدبين ، وكنا نهابهم ، أفلا نخضع – بالأولى – لأبى الأرواح فنحيا ؟!! لأن هؤلاء ( الأباء) أدبونا حسب استحسانهم ، وأما هذا ( التأديب الألهى ) فالأجل المنفعة ( الروحية ) لكى نشترك فى قداسته ، ولكن كل تأديب – فى الحاضر – لا يُرى أنه للفرح ، بل للحزن – وأما أخيراً ، فيعطى الذين يتدربون به ثمر بر للسلام ” ( عب 12 : 5 – 11 ) ، فاشكر الله على تأديباته المباركة .
+ واستفد منه ، ولا تعد إلى نفس الخطأ الذى أغضب الرب وسمح لك بالتأديب بسببه ، والحكيم من تعلم من الألم .
+ واشكر الله كثيراً ، لأن تأديب الأرض ، مهما أشتد ، لن يكون مثل العقاب الأبدي ( والمقصود التأديب لا العقاب الآن ) .