المسيحية بحسب المسيح

المسيحية الحقيقية ليست كما يدّعي البعض بأنها حياة سهلة ومليئة بالورود وبأنها رحلة لا تخلو من المشاكل والظروف الصعبة، فالذي يفتح أذنيه جيدا لما قاله المسيح سيعرف أن المسيحية هي

حياة ممتعة وعميقة وشيقة ولكنها ليست سهلة، فالتنوع الرائع الذي يسودها يجعلها مميزة بين الجميع.

فأحيانا تجد نفسك تبكي من اضطهاد أحد الأشخاص لك فتشعر بالإحباط والهزيمة والضعف، ولكن الله في تلك اللحظات يعطيك حبا مدهشا لا مثيل له لهذا الإنسان الذي اضطهدك بسبب الإيمان فتجد نفسك تحبه وتريد له الأفضل. “طوبى لكم اذا عيروكم وقالوا عليكم كلّ كلمة شريرة من أجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السموات. فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم” متى 5: 11 و12

وفي أوقات الضيق والشدّة حيث الأبواب كلها مقفلة وعند الهزيع الرابع، تجد الله يتدّخل بطريقة غريبة يهدم فيها كل السدود العالية ويخرق المستحيل ليعطيك أملا جديدا، فهو الحاضر دائما في كل زوايا حياتك ليحتضنك تحت ظل جناحيه. “بخوافيه يظللك وتحت أجنحته تحتمي. ترس ومجن حقه” مزمور 91: 4

وفي زمن الحزن والفشل والتقهقر، وحينما تظن أنك لن تستطيع أن تقف من جديد، وسط هذا الكم من الضغط النفسي تشعر بتدخل يد الله القديرة تنتشلك من أعماق الركام والدمار فيلمع في قلبك نفحة نجاح نابعة من لدن أبي الأنوار. “لأن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوّة والمحبة والنصح” 2تيموثاوس 1: 7

وفي أيام القحط المادي حيث لا يوجد حمل في الكروم والحقول لا تصنع طعاما ولا بقر في المذاود يفتح الله أبواب بركاته من السماء لكي يسدّ العوز. “أيضا كنت فتى وقد شخت ولم أر صديقاً تخلّي عنه ولا ذرّية له تلتمس خبزا” مزمور 37: 25

وأيضا المسيح وضّح مفهوم المسيحية بأنها دعوة لترك كل شيء ولحمل الصليب. “من أحب أبا وأما أكثر مني فلا يستحقني. ومن أحب إبنا أو إبنة أكثر مني فلا يستحقني. ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني. من وجد حياته يضيعها. ومن أضاع حياته من أجلي يجدها” متى 10: 37

هذه هي المسيحية بحسب المسيح فيها دموع وألم وحزن وأيضا فيها فرح وقوة وإنتصار، والذي يميّز المسيحية عن الجميع أن رئيسها هو المسيح الذي مات من أجلنا وقام من أجل تبريرنا فهل تحب أن تكون مسيحيا!

 

كلمة الحياة