القيمة الحقيقية للإنسان

ويظل الانسان يسعى حتى يحصل على قيمته في المجتمع وبين الناس بفضل أحد تلك الأشياء. فيلهث الفقير باحثا عن فرصة لكي يصبح غني أو يبحث البسيط لكي يكون له نفوذ وسلطة، فيشعر بالقيمة التي يفتقدها.تشعر الانثى في المجتمعات البدائية أو التي تفتقر الى تقدم حضاري بالمعاناة من التمييز العنصري لأنها إمرأة

يصرخ السائق في الولد الذي يعمل معه ليساعد الركاب في الركوب ولجمع الأجرة منهم، قائلاً: (هات الربع ده). كانت الأجرة في ذلك الوقت ربع جنيه مصري ( خمسة وعشرون قرشاً). ويعني السائق ان كل راكب رجل او سيده ماهو الا ربع جنيه يضاف الى رصيد حصيلته من الدخل ولذلك يشير الى الركاب بكلمة (ربع) ويعني بذلك لا تدعنا نخسر الربع جنيه من وراء هذا الراكب. وهكذا مع كل فرصة راكب جديد يصرخ السائق على صبيه فيكرر (هات الربع ده) كلما رأى أحد الركاب ينتظر في الطريق. إن قيمة الإنسان بالنسبة لسائق أتوبيس الأجرة هي فيم يحصله من الراكب (ربع جنيه) ولا يرى في الراكب سوى (ربع)!

تنظر بعض الدول الى الانسان على أنه:

1-       عبارة عن رقم يشكل اجمالي تعداد سكان الدولة

2-       قيمة الفرد يحددها ما يملكه من المال أو الاعمال التجارية التي يديرها

3-       المركز والشأن الذي يمثله الفرد وسلطته ونفوذه

4-       المؤهلات والشهادات العلمية التي حصل عليها شخص ما

5-       العائلة والنسب التي ينتمي اليها الفرد

6-       جنس الشخص سواء ذكر ام انثى

7-       الدين الذي يتبعه ويؤمن به أو معتقد الانسان

8-       الدولة التي ينتمي اليها الانسان

9-       مظهر الشخص، ملامحه، ملابسه، سيارته، طريقة كلامه، قوته البدنية أو عمره

للأسف يقيم العديد من البشر انفسهم في ظل هذه المفاهيم. ويظل الانسان يسعى حتى يحصل على قيمته في المجتمع وبين الناس بفضل أحد تلك الأشياء. فيلهث الفقير باحثا عن فرصة لكي يصبح غني أو يبحث البسيط لكي يكون له نفوذ وسلطة، فيشعر بالقيمة التي يفتقدها.

تشعر الانثى في المجتمعات البدائية أو التي تفتقر الى تقدم حضاري بالمعاناة من التمييز العنصري لأنها إمرأة فهي اقل من الرجل شأناً وعليها ان تقوم بكل الاعمال المهينة فتتعرض لاشكال كثيرة من القهر والاستبداد بل والضرب والقمع حتى يتهمن بالقصر العقلي وانهن السبب وراء كل كوارث الزمن مما يسبب للمرأة الاحباط والشعور بأنها عديمة القيمة بلا نفع في الاسرة وفي المجتمع!

يمثل الطفل كما مهملا في المجتمعات البدائية فيتعرض للاهانة والاحتقار والسخرية والضرب. تعطى له الاعمال المهينة ويستغل الاطفال في اعمال قد تكون فوق طاقتهم. تحطيم نفسية الطفل والضحك عليه والاستهتار به والتطاول عليه امام الجميع تسلية بعض الكبار بل مزاج للاشقاء الكبار ان ينتقموا باخراج طاقة غضبهم مم تسلموه من اهانات من الكبار فيصبونها على من هم اقل منهم سناً في العائلة! ينال الطفل تجاهلا ومركزا متدنيا امام الضيوف وزوار العائلة فغير مصرح للطفل بالمشاركة برأيه امام الاخرين او مناطحة الكبار في أحاديثهم. كما لا تخلو مدارسنا من اضطهاد الطفل والتهكم عليه وضربه بل وشتمه واهانته والسخرية منه مما يقتل فيه كل مواهب الابتكار واحترام الذات والثقة بالنفس والابداع.

ربما تخلو بذاتك متسائلاً:

هل سبق أن تسبب الناس في شعورك أنك بلا قيمة؟

تحاول جاهدا أن تحصل على قيمة ولو بسيطة لكي تكون مميزا ولكي يكون لك شأن وسط أهلك وجيرانك واصدقاؤك

ترغب في الحصول على المال حتى لو كان بالتهاون مع مبادئ الامانة والصدق ولك في ذلك مبررات عديدة تبرير ذلك بانك لا تضر احد او ان الجميع يفعل ذلك او ربما الحكومة والظروف تضطرك الى ذلك الى آخر المبررات التي لا يقبلها ضميرك مع انك تتجاهله؟

هل تنازلت عن شهامتك ومبادئك في سبيل الوصول إلى النفوذ؟

هل خنت وخزلت أعز الناس لك حتى تحصل على مركز أو منصب أو ترقية او منفعة ما ؟

بعض الاسباب التي معها لا يشعر الانسان بقيمته:

  1. الأحتياج المادي
  2. سخرية الاخرين منك بسبب شكلك أو إسمك او طريقة كلامك او تعليمك او بلدك …الخ.
  3. اختلافك البين عن اقرانك بسبب مظهرك، ثقافتك، عمرك، جهلك باصول الاتيكيت.
  4. انك منبوذ بسبب ديانتك أو طائفتك أو عائلتك أو بلدك
  5. انت محبوب او محترم ليس من قلب نقي لشخصك ولكن اما بسبب المجاملة لمصلحة ما او لاتقاء الضرر

كثيراً ما يفقد الانسان قيمته بسبب اخيه الانسان الذي يلعب التمييز والانحياز للاسباب التي شرحناها سلفا دوراً هاماً في رسم قيمة الفرد في المجتمع. من الصعوبة أن تجد قيمتك لدى الآخرين دون وجود مصالح متوقعه او علاقات منفعة متبادلة أو مطلوبة منك. لذلك عندما نجد شخص ما يعطينا قيمة وكرامة واعتبارا ولو قليلاً نجري خلفه وننسى أولويات حياتنا حتى يمكننا أن نتجاهل أهم المبادئ والقيم التي نؤمن بها!

هل تعلم أن هناك حب بلا مقابل وبدون شروط ؟

هل تعلم أن هناك شخص يقدر قيمتك جيداً ويعتز بك بلا حدود وليس له أي مصلحة معك أو له اية توقعات منك؟

اخالك تبتسم الان وانت تقرا هذه الكلمات لو اتيح لك ان تنطق تقول هل تهذي ام تتخيل. هذه المشاعر ليست على ارض الواقع كفاك خيالا وحلماً!

الأخبار السارة:

اسمح لي ان اخبرك بعض الشئ عن هذا الشخص

إنه موجود وحي ويعرفك باسمك ويراك ويسمعك وانت تهمه جداً

هذا الشخص يرغب فعلاً في أنك تسترد قيمتك الحقيقية وليست القيمة التي يعطيها لك العالم.

لا يهمه كم تملك من المال ولا يقدرك بأموالك

لا يعنيه في شئ مستوى تعليمك وما حصلت عليه من شهادات

لا يفرق معه من اي عائلة تنحدر وما هو نسبك

لا يقدرك بقواك الذهنية او العضلية

اهميتك لديه تفوق اغلي ثمن يمكن ان تبيع به اعضاءك!

لا ينبهر بمنصبك ومركزك مهما كان

لا يحتقرك لاي سبب، لا يعايرك بسبب ضعفك ..حتى أي نوع من أنواع ضعفك

مع ذلك لا يمكنك ان تخدعه او تخفي عنه حقيقتك لانه يعرفك تماما

لا يمكنك ان تبهره وتحصل على صداقته بعطاياك لانه مالك الكون كله

ولكنه يحبك ولك قيمة لديه تفوق قيمة الكون كله فلا مقارنة بين قيمتك لديه وبين الكواكب وكل الوجود!

من فضلك لا تصرخ بصوت عال انا اسمعك وانت تقول:

أنا …؟ تقصدني أنا؟…..لماذا؟……

أنا لا شئ…..

لماذا أنا بالذات؟….

بصراحة.. لا افهم…لا اصدق

انا لا شئ

هو كل شئ

أين انا … واين هو….

يبدو انك لا تعلم من أنا ….

انا ما إلا حفنة تراب!!

الاخبار السارة:

  1. لقد خلق العالم كله لأجلك، لا شئ في العالم باسرة يساوي قيمتك امامه، بل أنت أغلى من الكون كله بجميع كنوزه المُعلنة والمخبأة. كل ذهب العالم وكل حجارته الكريمة هي لأجلك وليس العكس.
  2. نفسك الخالدة قيمتها لديه تفوق أعظم كنوز العالم.
  3. أنت أمامه أهم بكثير من منصبك أو الكرسي الذي أنت فيه أو تسعي إليه، فمنصبك ولقبك كان بسماح منه.
  4. لقد سمح لك ان تكون احد افراد عائلتك فلست تستمد قيمتك من نسبك بل يهتم بك لذاتك انت

تصور؛ شاب احب فتاة ومن أجلها ضحي بحياته حتى تنعم هي بالحياة! ألا تكون هذه الفتاة أسعد فتاة؟ بالفعل ستكون كذلك، لأنها تحيا بسبب من ضحي لاجلها، فحبه تاج على رأسها وهبها كرامة لا مثيل لها وهبها قيمة عالية جداً لانها لديه أغلى من عمره!

هل اكتشفت من هو هذا الشخص الذي يعطيك قيمتك التي ربما تعتقد انها اكثر مم تستحق! ولا يبخل عليك أو يقلل من قيمتك. بل هو بالفعل يعطيها لك كما تستحق.

لعلك تسألني، ان كان شخص احبني بهذا القدر فما الذي فعله لاجلي؟ وكيف اعرف قيمتي أنا في نظره؟

أولا خلق العالم كله من أجلك ( تكوين 1). إذن قيمتك لديه أغلى من العالم كله بكل ما يحويه من كنوز وأموال وبيوت ومناصب وملابس ومؤهلات وشهادات. بكل ما يحويه من حيوانات ونباتات وصخور. أنت الأعلى قيمة فيها كلها. لأنها كلها خُلقت من أجلك.

ثانياً وهبك حرية الإختيار ( تكوين 2) : بالرغم من أنه يمتلك القدرة لتحديد إقامتك وإختياراتك لكنه إحترم حرية إرادتك وأعطاك كل الحرية للإختيار.

ثالثاً الستر والفداء: عندما أسأت الإختيار وإخترت الخطيئة التي نهايتها النار الابدية لم يجبرك على الرجوع في قرارك. بل جاء بنفسه لكي يُعيدك إلى صوابك ويردك اليه ويصالحك مع نفسه. كان لابد ان يسدد دين اثامك فيتحمل بنفسه العقاب الذي كان حتما يجب ان تاخذه انت حتى تنجو أنت من عقاب كان يجب ان تناله بسبب عصيانك.

هذا هو المحور الاساسي لما عمله لاجلك بفداؤه لك لكن عطاياه واهتمامه بك لا حدود له مما يفعله معك ومن أجلك عندما تقبل محبته العظيمة لك. فهل تعلم من هو؟

هو الله الذي أحبك للدرجة التي جعلته يخلق لك العالم بكل ما فيه من كنوز لأجلك انت! ونفسك لديه أهم واغلى من العالم بأسره. بل الأكثر من ذلك هو أنه يحترم رغبتك وقراراتك وحريتك ويترك لك حرية الاختيار. وبسبب إحترامه لرغبتك وقرارتك فقد قرر أن يتحمل الجحيم بالنيابة عنك مع علمه انه من حقك ان تقبل النجاة التي اعدها لك او ترفضها!!!

قيمة الإنسان كما يعلنها الله في الإنجيل:

1-       تجسدت كلمة الله (الله الكلمة) يسوع المسيح الازلي على الارض لكي يقدم فداء عن الجنس البشري والله الآب اعلن محبته لك انها تستحق التضحية بالفداء الذي قدمه الكلمة (الله المتجسد) يسوع المسيح. اعلن الانجيل عن ذلك في يوحنا 16:3 “لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.

2-       أنت تساوي قيمة دم إبن الله المسفوك لاجلك والتي لا يُقدر بثمن. اعمال الرسل20-28: اِحْتَرِزُوا اذاً لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ.

3-       يحبك في علاقة حميمة تشبه محبة العريس لعروسه (تشبيه قوة المحبة من خلال علاقة روحية طاهرة). افسس 5-25: أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضاً الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا،

4-       لا يتوان أبداً أن يقبلك لكي تكون ابنا او ابنة له بل عضواً في ملكوته ومملكته. أعلم أن بعض الأديان تحرِّم التبني. لكن الله أعلنها صراحة أنه يرغب في تبني الإنسان وأن يحصل الإنسان على كل ما لله. ويصبح لك عائلة وإسم عظيم تفتخر به. غلاطية ٥:٤ لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ.

5-       أعطاك القوة لتدعوه ( أبي). أليس ذلك مدعاة للفخر أن يكون الله أبيك؟. رومية ١٥:٨  إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ:«يَا أَبَا الآبُ».

6-       جهَّز لك مدينة عظيمة أساساتها وأعمدتها من أنقى حجارة كريمة. وبها ما لا يمكن لعينك أن تبصره أو يتخيله عقلك أو تسمعه أذنك ( رؤيا 21: 9-27)

والآن, ما هو قرارك؟ هل تصمم على إختيارك للجحيم؟

هل تظل تبيع نفسك للخطية وعبدا لكل من يشتري ابديتك بأبخس الأثمان؟

هل سمعت صوته محذرا يدوي في اعماق كيانك محذراً: ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟

الله يحبك ويقدم نفسه لأجلك فهل تأتي إليه طوعاً وحباً لكي تنجو من الجحيم والعذاب الأبدي؟

 بقلم خادم الرب: اميل منصور – نور لجميع الأمم