لانستطيع من نفسنا ان نكون مبشرين او رعاة او معلمين ، لكن الرب هو الذي يرسل كما قال المسيح (( فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده )) فلابد للرب ان يدعوالانسان للعمل الذي سيكلفه به بعد ان يعده الله لهذا العمل . والله يوصينا ان نطلب من رب الحصاد ان يرسل فعلة لهم حتى يبشروهم بمحبة الله وبموت المسيح على الصليب ليحمل خطايانا ويطهرنا بدمه الكريم من كل اثم ، ويكون ان كل نفس تؤمن تنتقل من الانزعاج الى الطمأنينة ومن الانطراح الى الوقوف في محضر الله .
هل لابد من وجود فعلة لكي تتم عملية الحصاد ؟
مكتوب عن المسيح (( ولما رأى الجموع تحنن عليهم اذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها )){مت٩: ٣٦}. فالمسيح هو الراعي الصالح للذين يؤمنون به ويتبعونه فقط ، اما المنزعجون والمنطرحون فهم الجموع الذين لم يؤمنوا به ، ولما رآهم يسوع منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها (( حينئذ قال لتلاميذه الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون .
فأطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده )){ مت٩ : ٣٧ ، ٣٨ } فالجموع المنزعجة هي الجموع التي تحتاج الى الكرازة بالانجيل والله يوصينا ان نطلب من رب الحصاد ان يرسل فعلة لهم حتى يبشروهم بمحبة الله وبموت المسيح على الصليب ليحمل خطايانا ويطهرنا بدمه الكريم من كل اثم ، ويكون ان كل نفس تؤمن تنتقل من الانزعاج الى الطمأنينة ومن الانطراح الى الوقوف في محضر الله .
ومن المعتاد ان الرب يستخدم الكنيسة في الكرازة كما قال بولس الرسول عن نفسه وعن ابلوس (( فأننا نحن عاملان مع الله …)) {١كو ٣ : ٩ } ومكتوب ايضا (( لان كل من يدعو باسم الرب يخلص فكيف بمن لم يؤمنوا به . وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به وكيف يسمعون بلا كرز ، وكيف يكرزون ان لم يرسلوا … )) { رو١٠ : ١٣-١٥ } وهنا نجد الرب اعطى امتيازا للكنيسة التي هي جسده ان تعمل مع المسيح في توصيل البشارة للنفوس . لكن هذا لاينفي ان المسيح هو الذي يعمل كل شئ . فهو راس الجسد وهو العامل فينا ان نريد وان نعمل من اجل المسرة ، وهو المخلص الذي يخلص شعبه من خطاياهم ، لكن المسيح في محبته العظيمة للكنيسة يكرمها بشركة الخدمة في حمل بشارة السلام لبشرية ، وليس ذلك فقط بل نجده يمتدح الكنيسة قائلا (( ما اجمل اقدام المبشرين بالسلام المبشرين بالخيرات )) { رو١٠ : ١٥ }.
ولكن لانستطيع من نفسنا ان نكون مبشرين او رعاة او معلمين ، لكن الرب هو الذي يرسل كما قال المسيح (( فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده )) فلابد للرب ان يدعوالانسان للعمل الذي سيكلفه به بعد ان يعده الله لهذا العمل .
مكتوب في انجيل يوحنا (( انا هو الباب . ان دخل بي احد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى )) { يو ١٠ : ٩ }ولكي يرسلنا الرب للحصاد لابد لنا اولا ان نخلص وذلك بان نسلم حياتنا ونعطي قلبنا بالكامل للمسيح عن طريق التوبة عن الخطايا والندم عليها .وهنا يحتاج الانسان الى معونة من الله كما هو مكتوب (( يارب السيد قوة خلاصي … )){ مز١٤٠ : ٧ }وايضا (( لانه يقول في وقت مقبول سمعتك وفي يوم خلاص اعنتك .
هوذا الان وقت مقبول هوذا الان يوم خلاص )) { ٢ كو ٦ : ٢ } وعند اتمام هذه الخطوة بنعمة المسيح تاتي الخطوة الثانية وهي ان ندخل الى اعماق الحياة الجديدة والشركة الجديدة مع المسيح ، وهذاوضع طبيعي من الناحية الروحية لانه بالايمان بشخص المسيح تنسكب محبةالله في قلوبنا بالروح القدس ، وهذه المحبة تجعلنا نأكل الكتاب المقدس من كثرة شهوتنا لمعرفة ارادة الله وتجعلنا نلاحظ انفسنا والتعليم لنختبر ماهو مرضى عند الرب كل يوم . وبذلك نتعمق اكثر فأكثر في شخص المسيح الى ان يحين الوقت ويدعونا الرب ان نخرج للخدمة . مكتوب (( … يدعو خرافه الخاصة باسماء ويخرجها . ومتى اخرج خرافه الخاصة يذهب امامها والخراف تتبعه لانها تعرف صوته ) { يو ١٠ : ٣ – ٤ } وهذا يعني ان الرب يدخلنا معه في الشركة الى ان نعرف صوته ونميزه من صوت الشيطان . وبعد ذلك يرسلنا للخدمة وهو يخرج امام خرافه الخاصة وهي تتبعه . اما الغريب فلاتتبعه بل تهرب منه لانها لاتعرف صوته ولا تستجيب الا لصوت المسيح لان الاذان قد ختنت وختان الاذان
هذا نقرا عنه في خطاب اسطفانوس لرؤساء الكهنة (( ياقساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والاذان … )) { ا ع ٧ : ٥١ } ففي عملية الختان يحدث سفك دم ، وهذا يعني ان رؤساء كهنة اليهود لم تختتن قلوبهم ولم تغتسل ولم تتطهر وتتقدس بدم يسوع المسيح ، فقلوبهم ممتلئة بارادة الشيطان كذلك اذانهم ايضا تشتاق ان تسمع الى كلام الشيطان لذلك يفعلون الشر ويحكمون على شعب الله . اما بالنسبة لاولاد الله فهم قد اختبروا ختان المسيح في القلب والفكر والاذان وكل اعضاء الجسد، وذلك يصير كل الجسد مكرسا ومخصصا لخدمة المسيح وفي خدمة المسيح وما اجمل الترتيب في كلام الله ، قال المسيح (( انا هو الباب ، ان دخل بي احد فيخلص ويخرج ويجد مرعى )) { يو١٠ : ٩ }
والدخول في المسيح الذي هو الباب يمتعنا فيه بهذه النعم بهذا الترتيب :
١- ان نخلص
٢- ان ندخل
٣- ان نخرج
٤- ان نجد مرعى
ما اعظم الدخول من الباب ، لنحرض بعضنا بعضا على الدخول والجهاد لاتمام مشيئة الله في حياتنا لان عدو كل بر يريد ان يمنع الانسان من الدخول ويريد ان يعيق جهاد المؤمنين وان حدث هذا سيهلك كل من لم يدخل وسيتعب جدا كل من لم يكمل خدمته لانه لا راحة الا في طاعة راس الجسد المسيح(( لكي لايكون انشقاق في الجسد بل تهتم الاعضاء اهتماما واحدا بعضها لبعض )) { ١كو ١٢ : ٢٥ } ليهبنا الرب نعمة فيرسلنا رب الحصاد فعلة الى حصاده ، آمين .
نور لجميع الأمم