يقول الكتاب المقدس :
(ولا تشاكلوا هذا الدهر.بل تغيّروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة) رو 2:12
هل أنت مستعدة للتغيير ؟ هل تفتحي قلبك اليوم وتقولي له : تكلم يا رب لأني عبدتك سامعة ؟؟
إفتحي قلبك اليوم لكلمة الله وإجعليها تغير قلبك وحياتك، إغلقي أذنيكِ عن أي صوت آخر من حولك ، صرخ أيوب وقال لأصدقاؤه (قد سمعت كثيرا مثل هذا.معزون متعبون كلكم ) أيوب 2:16
إنّ الإساءة درجات:
1. الإساءة مرة واحدة
2. الإساءة المتكررة
3. الإساءة المستمرة، وعادةً في البيت أو الجيرة أو العمل أو الكنيسة.
4. الإساءة المستمرة منذ الطفولة، وهي الأشد لأنها تحمل جروحاً قديمة متجددة، وقد تدمر الشخصية، وتشوّه أجمل ما في سجل الذكرى الطفولة.
هل تتعرضين للإساءة ، هل تشعرين بالألم النفسي ؟ هل لا تستطيعي الغفران ، هل غضبك سيعصف ببيتك وبأعز ما تملكي (زوجك وأطفالك ؟ )
تعرّض يوسف إلى أشد أنواع الإساءات: الإساءة المستمرة منذ الطفولة:
أمه راحيل راحلة، وإخوته العشرة يغارون منه ويبغضونه، وليس له إلا أخوه الصغير من أمه، وأبوه المحب والعاجز، ويحمل من الماضي ذكريات باهتة من حنان أم مع إساءات مستمرة يومية مؤلمة وسخرية واستخفاف وتحقير من عشرة مسيئين يحيطون به ويعيشون معه في البيت كل يوم، وهم إخوته، فإلى مَن يذهب؟ ثم أتت المؤامرة الكبرى، وهي حرمانه من الوحيدَين المحبَين، أبيه وأخيه، وقلعه من بيته وبيعه عبداً لغرباء قساة في أرض بعيدة، وبعدها صار يوسف ملكا مقتدراً، وأتت المفاجأة.. سامحهم، بل أحسن إليهم. (تكوين 45: 14، 15 و50: 14-21) لماذا؟
لم يكن باستطاعة يعقوب دفع أذى إخوة يوسف، ولكنه استطاع الأهم: بناء علاقة شخصية حميمة وفريدة بين يوسف وأبيه السماوي القادر أن يحفظه، حتى بعد رحيل يعقوب. أساءوا له كل يوم، لكنه ولأنه كان كل يوم على علاقة حميمة مع أبيه السماوي قبل الإساءة بصمت ووداعة، وبقي يسلك باستقامة وأمانة أمام أبيه السماوي، فقد ربي يوسف، وهو يعلم تماماً بأن حياته في يد أب سماوي محب وقادر؛ لا أحد يقدر أن يخطفه من يده، ولا أحد يقدر أن يغلق ما يفتح أو يفتح ما يغلق، فأدرك بأن هؤلاء المسيئين أضعف من أن يتحكموا بحياته ويحددوا مصيره، لأن الله هو الذي يمسك بزمام حياته كلها من أولها إلى آخرها في خطة محبة وفريدة.
بإساءاهم اليومية، كانوا مصدر كابوس دائم له، نهارًا وليلاً، فلم يكن غريباً أن يحلم بهم في الليالي. لكن في أحلام الليل هذه، أراه الله الحقيقة: هم يسجدون لك.. المسيء يسجد للبار.. “مبغضو الرب يتذللون له” (مزمور 81: 15) “الشر يميت الشرير، ومبغضو الصديق يعاقبون” (مزمور 34: 21). علم بأنهم هم الخاسرون بإساءاتهم لا هو. لذلك بدلاً من أن يمتلئ قلبه عليهم بالغيظ والحقد والرغبة بالانتقام، امتلأ بالشفقة؛ شفقة المحبة ، وهكذا أيقن يوسف بأن الرب قادر أن يحول إساءاتهم للخير، وهكذا صار أنّ:
إساءاتهم كانت حجارة العبور إلى المجد؛ أعظم إساءة، أوصلته إلى أعظم مصير، عرش مصر.
إساءاتهم جعلته منكسر القلب “قريب هو الرب من المنكسري القلوب ويخلص المنسحقي الروح” (مزمور 34: 18).
إساءاتهم جعلته يتكل على الرب بكل قلبه؛”ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب. طوبى للرجل المتوكل عليه”(مزمور34: 8).
إن نتي لا تقدرين على المسامحة ، أدخلي إلى عرش النعمة ، إرفعي عينيكي إلى فوق وأطلبي هذه المعونة ، أتركي الموضوع في يد الرب القادر على حله ، لا تنتقمي لنفسك ، بل إعلني ثقتك في الإله ، مكني المحبة للشخص الذي يسىء إليكى ، وإنتظري الرب ستري خلاصه بعينيكي ، وستلمسي نصرته في حياتك.
أمين
inarabic.org