كم نحن في هذه الايام بحاجةٍ ماسة وملحّة الى الجلوس عند قدميّ الرب طلباً للغفران والمسامحة. كل ما يدور حولنا يُنذر بكوارث لا يُحمد عقباها.هل انتشرت الخطيئة بين الناس والتهمت قلوبهم كما تلتهم النار الاشجار اليابسة.هل الظلم اصبح سيد المنابر والمناصب على جميع انواعها.هل انقطع التقيّ من بين البشر.اوهل تخلّى الرب عنّا فبتنا كورقة في مهب الرياح تتقاذفنا وترمي بنا هنا وهناك وتجرّحنا وتهشّمنا.اسئلة كثيرة نطرحها على انفسنا عندما نركن الى فراشنا او عندما تطالنا مصيبة ما. لما كل هذا يا رب ماذا فعلنا؟
دائماً الانسان يتسائل عمّا فعله ناسياً ما ارتكبته يداه من جرائم وافعالٍ شنيعة وما انتجه فكره من ادوات تدميريّة والقتل وسحق اخيه الانسان والاساليب الكثيرة التي يستعملها ويستغلّها كلها لما يناسب مصلحته ورغباته وشهواته.لننظر الله ونصرخ ونقول بكل ايمان: يا سامع الصلاة اليك يأتي كل بشر.اثام قد قويت عليّ.معاصينا انت تكفّر عنها.(مزمور65/2و3)
نعم نحن بأمسى الحاجة اليوم قبل الغد ان نأتي الى الله وحده هو سامع الصلاة،هو من يعلم حاجاتنا واحتياجاتنا.هومن يقف من بعيد ينتظرنا حتى نرجع اليه نركن عند قدميه صارخين كما صرخ الابن الضال :يا ابي أخطأت الى السماء وقدّامك ولست مستحقاً ان أُدعى لك ابناً.اجعلني كأحد اجراك.(لوقا15/21)
كم يعتقد البعض بانه كلما ابتعد عن الله انه يُصبح من المستحيل العودة اليه، لان خطاياه اصبحت كثيرة وثقيلة ولا يُمكن ان يغفرها الله له.هذا خطأ شاسع بين الناس فبدلاً من ان يبحثوا عن وسيلة او يقتربوا من الله لكي يعلموا إن كانوا على صواب ام على خطأ،لا بل يساعدهم ابليس كثيراً ان يفرّوا من وجه الله لانّه ظالم وعقابه اليم.فيمعنون فساداً وتدهوراًً بحجة <<هيك هيك آكلينا>>.
ذهب احدهم في التمادي بالامر ليقول لي ويسأل :هل الرب يغفر ما ارتكبه نيرون من جرائمٍ او هتلر من حروب ودمار وقتل؟فكان جوابي وبحسب الكتاب المقدّس ان الله يغفر ويسامح كل من يأتي اليه نادماً طالباً الصفح والغفران بدم المسيح.فالرب حتماً يسامح وذلك ليس استنتاجاً شخصيّاً بل هذه هي كلمة الله.فأنا لا اعلم ما فعله هتلر او نيرون او اي شخص قبل موته،فالله الذي يدين وليس البشر.
فكان جوابه لي اذا انا لم اصل بعد الى حدود هتلر فهناك فرصة اكبر لكي امعن و اتمتّع اكثر بشهواتي واموري وبعدها عندما اشعر انني على فراش الموت وليس هناك امل في الشفاء اطلب الرحمة والغفران وهكذا يسامحني الرب و بهذا اكون قد تمتّعت في الدنيا وكسبت الآخرة.
يا غبي الليلة تُخطف نفسك منك وهذه التي اعددتها لمن تكون هذا ما قاله الملاك للغني الذي جلس يدرس مشاريع المستقبل من توسيع مخازنه لكي يستطيع ان يزيد ارباحه.كذلك ايّها الانسان الذي له نفس التفكير ماذا اذا الرب طلب نفسك فجأةً ولم تنل الفرصة لكي تفتح فاك اوبالحري لكي تلفظ امام الرب ولو بالفكر كلمة اغفر لي. كما يقول الرب يسوع:ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه.ماذا تفيدك اموالك واعمالك وشهواتك التي صرفت عليها عمرك ووقتك ومالك.من يستطيع ان ينجّيك من الموت الثاني عندما تقف امام الديّان لتحاكم على ما فعلت.هل ستقول للرب لم تعطني فرصة.وهو الذي منذ ان كنت في البطن يحمل همّك ويسير معك ويرسل اليك اولاده ويسمعك صوته في كل الوسائل المرئيّة منها او المسموعة او المكتوبة.انت بلا عذر ايّها الانسان لانّ الرب ليس بظالم ليظلمك وليس بقاتل ليقتلك انما هو القلب المحب والراعي الصالح الذي بذل نفسه عن الخراف.لم يأت لكي يديننا بل ليُعبِر عنّا الدينونة ولينقلنا من الموت الى الحياة.
هذا هو الرب الحنون الذي يصرخ لك اليوم ويقول :تعالوا اليّ يا جميع المتعبين وثقيليّ الاحمال وانا اريحكم.
هل تبقى بعيداً،هل تبقى مثقلاً بخطايك.اليوم يوم خلاص اليوم يوم مقبول ان سمعتم صوته فلا تقسّوا قلوبكم كما يقول الكتاب المقدّس.لا نترك لإبليس مكاناً في قلوبنا وفي حياتنا بل لنطرده بإسم يسوع ولنجعل من فدانا ودفع عنّا الجزية ان يحتلّ قلوبنا عندها يحلّ السلام في بيوتنا وعملنا وحتى بلادنا.كم نسمع اليوم عن كوارث طبيعيّة يقول عنها العلماء انها غير مسبوقة احياناً من جرّاء التغيير المناخي الذي اصاب الارض وبعضهم يذهب بعيداً بتكهناته عن إمكانيّة وفرضيّة حدوث اموراً اكثر دماراً وخرابا. قلبنا يدمي لما حدث في ولاية برزبن وغيرها من المناطق الاستراليّة،نصللي من اجل الذين فقدوا اعزّاء في تلك المحنة ونسأل انفسنا ماذا لوحصل هذا لنا ايضا فجأةً ونحن نيام او على غفلة غير مصدّقين ما يمكن ان تفعله المياه حينما تغضب. يا رب اعبر عنّا هذه الكأس،انه لامر مؤلم على جميع الاصعدة.لنأتِ الى الرب ونجلس عند قدميه صارخين مع داود:يا سامع الصلاة اليك يأتي كل بشر ارحمنا وارحم نفوسنا واغفر خطايانا واجعلنا خليقة جديدة تسبّح اسمك وترنّم لشخصك لانك حررتنا بعد ان كنّا عبيداً للخطيئة واقبل توبتنا وصلاتنا يا رب باسم من فدانا ومات وقام لاجلنا شخص ربنا يسوع المسيح له المجد الى ابد الدهور.
آمين.
arabicchristianchurch.com.au