عندما دخل الإنسان في الخطية دخل قلبه الخوف، فقال آدم للرب “سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فاختبأت” (تكوين 10:3). و كل البشر أخطأوا و بالتالي صاروا خائفين من الله و لا يشعرون بالسلام “لا سلام قال الهي للأشرار” (إشعياء 22:48). و بحق ما اقل السلام على هذه الأرض. لكن الرب يسوع المسيح “رئيس السلام” جاء إلى العالم فهتفت الملائكة “المجد لله في الأعالي و على الأرض السلام و بالناس المسرة” (لوقا 14:2)، ثم مات من اجل خطايانا فصنع لنا السلام “تأديب سلامنا عليه و بحبره شفينا” (إشعياء 5:53)، “عاملاً الصلح(أي السلام)بدم صليبه” (كولوسي 20:1). لذلك يخبرنا الروح القدس أن المسيح هو سلامنا (أفسس 14:2) و هو أيضا “رب السلام” (2 تسالونيكي 16:3).
لذلك ممكن لأي شخص أن يمتلك الآن السلام مع الله بالإيمان بالمسيح “فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح” (رومية 1:5). هذا السلام مع الله هو سلام الضمير إذ أصبح للمؤمن ضمير مطهر غير مُثقل بالخطايا لأنه تيقن أن المسيح حمل جميع خطاياه على الصليب.
و لنا كمؤمنين “سلام الله الذي يفوق كل عقل” يحفظ قلوبنا و أفكارنا في المسيح يسوع (فيلبي 7:4). فالرب أعطى تلاميذه سلامه إذ قال “سلاماً اترك لكم. سلامي أعطيكم” (يوحنا 27:14). أي نفس السلام الذي كان متمتعاً به هو هنا على الأرض، فلقد كان الرب متمتعاً بالسلام رغم مقاومة الأعداء له. و عندما يقول في ( إشعياء 6:9 ) إن الرب هو ” رئيس السلام ” فهذا يعني انه سيحكم العالم بالسلام عندما يأتي للملك على الأرض ألف سنة، عندئذٍ لا تكون هناك حرب ” لا ترفع أمة على أمة سيفاً و لا يتعلمون الحرب فيما بعد ” (إشعياء 4:2).
كانت العاصفة تزأر و البحر الصاخب يقذف الصخور بأمواجه العاتية، كانت البروق تلمع و الرعود تقصف و الرياح تزمجر… لكن العصفور الصغير كان نائماً في فجوة الصخر و قد ستر رأسه بجناحيه، آمناً مطمئناً، هذا هو السلام.. السلام هو أن نقدر على النوم في قلب العاصفة. في المسيح لنا الراحة و الطمأنينة و السلام مهما كان يحيط بنا في هذه الحياة من حيرة و تشويش و مشاكل معقدة. العاصفة تزأر و تهيج لكن قلوبنا هادئة مطمئنة.
أخي .. أختي .. انك تستطيع اليوم أن تمتلك السلام مع رئيس السلام. سلاماً مع الله بالإيمان القلبي بالرب يسوع الذي مات لأجلك و الذي قال مرة للمرأة الخاطئة التائبة “أذهبي بسلام” (لوقا 50:7) و تتمتع أيضا بسلام في كل ظروف حياتك فتقول مع المرأة الشونمية في اشد الظروف المؤلمة “سلام” (2 ملوك 23:4-26). وَيُدعَى اسمُهُ عجيباً مُشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السَّلام ( اشعياء 6:9 )
مسيحيات