في إنجيل يوحنا توجد سبعة تعبيرات نطق بها الرب يسوع تبدأ بالقول (أنا هو). و أول هذه التعبيرات هو “أنا هو خبز الحياة”. لقد اشبع الرب الجموع بخمسة أرغفة و سمكتين، و فضل عنهم. و في اليوم التالي بحثوا عنه إلى أن وجدوه؛ لكن الرب كشف دوافع قلوبهم – لأنه الإله العليم الذي به توزن الأعمال- أنهم يطلبونه لأنهم أكلوا من الخبز و شبعوا. و ابتدأ يحول أفكارهم عن الخبز المادي إلى شخصه المبارك، خبز الحياة. و يُذكر عن الرب في يوحنا 6 انه :
1. الخبز الحقيقي.
2. الخبز النازل من السماء: أي انه سماوي.
3. خبز الله.
4. خبز الحياة: أي الذي يعطي الحياة و يحفظها و يغذيها.
5. الخبز الحي: أي أن المسيح له حياة في ذاته.
و لكن يأتي سؤال هام؛ و هو : لماذا شبه نفسه بالخبز؟ ذلك لعدة أسباب منها:
1. لأن الخبز هو طعام ضروري للحياة: و هكذا بدون المسيح يهلك الإنسان إلى الأبد.
2. الخبز هو طعام مناسب للكل: يوجد بعض الناس لا يأكلون الحلوى، و البعض الآخر لا يأكل اللحوم؛ لكن الكل يأكل الخبز. انه طعام الأغنياء و الفقراء. هكذا المسيح يقابل كل احتياجات البشر المختلفة.
3. الخبز هو طعام يومي: لا يؤكل في فصول معينة من السنة؛ بل هو لازم للحياة اليومية . و هكذا فالمسيح هو طعامنا اليومي لكي نتغذى عليه.
4. الخبز هو طعام مشبع: و هكذا إذا ذهبنا بعيدا عن المسيح نختبر الجوع مثل الابن الضال (لوقا 15).
5. الخبز يدخل في كياننا: فبعد هضمه يتحول إلى خلايا في أجسادنا. هكذا المسيح، بالإيمان صار هو حياتنا.
6. المراحل التي يمر بها الخبز قبل أن نأكله: فهو ينمو سنابل قمح، تُقطع و تُدرس و تُطحن إلى دقيق، ثم تدخل النار لتصير خبزاً. و المسيح قُطع من ارض الأحياء و سُر الله أن يسحقه بالحزن، و اجتاز نيران عدالة الله عندما اخذ مكاننا فوق الصليب محتملا دينونة خطايانا، و بذلك اصبح خبزاً مناسباً لحياتنا الروحية.
7. الخبز هو طعام شخصي: فلا يمكن أن يأكل أحد الخبز بدل الآخر، كل واحد يأخذ طعام نفسه.
أخي …. أختي؛ إن الأكل من الخبز ضرورة لكي يحيا الإنسان. قد يُعجب واحد بالخبز و يتكلم عنه دون أن يأكل، نصيب هذا الشخص هو الموت و الهلاك. لذلك ينبغي أن تعبر عن احتياجك و جوعك للمسيح فتأتي إليه بالإيمان فتجد فيه الشبع و الحياة؛ انه من قال … “أنا هو خبز الحياة … من يُقبل إلي فلا يجوع، و من يؤمن بي فلا يعطش أبداً” ( يوحنا 35:6 )