حروب من أجل السلام

كلما نظرنا في هذا العالم نلاحظ أن الإنسان يبحث عن السلام من خلال الحروب، وقد تبدو هذه المعادلة محيّرة ولكنها واقعية. فنجد الدول القويّة صاحبة النفوذ تريد أن تفرض السلام من خلال

سطوتها العسكرية والسياسية والإقتصادية، فتارة تدمّر دولاً أصغر منها بقوتها الجبارة وبعدها تفرض معادلات السلام كما تراها هي مناسباً، وتارة أخرى تريد أن توهم الناس بأن قوتها هي التي تفرض السلام في قلوب الجميع. فهذا الأمل مزيف لأنه مبني على الحروب وعلى القوة الإنسانية المحدودة ومصيره الموت قبل الولادة، فيدفن الأمل والرجاء المختبئ خلف هذه الكذبة الرهيبة.

وهناك من يريد أن يفرض سلاماً غير حقيقي من خلال الحروب النفسية العنيفة التي هي أشد فتكاً من صوت الأسلحة، فيستخدم الضغط على البشر بقمع حرّيتهم الشخصية زعما منه أنه يحقق سلاماً، فلا سلام من دون المسيح لأنه الوحيد مصدر الطمأنينة والسلام الراسخ والرجاء الأكيد فهو مِرْساتنا وسط العواصف الهوجاء “الذي هو لنا كمرساة للنفس مؤتمنة وثابتة تدخل إلى ما داخل الحجاب” عبرانيين 6: 19

كم من معاهدات كتبت وكم من خرائط رسمت وكم من وعود إتخذت من أجل تثبيت السلام بين الشعوب على أساس قوانين أرضية زائفة، فلا الحروب استطاعت أن تأسس لأي شيء صالح ولا حتى كل إتفاقيات العالم. فالكتاب المقدس واضح وصريح بأن السلام الحقيقي الذي يدخل الفكر والقلب هو نابع من فوق من خلال رئيس السلام نفسه “قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فيّ سلام. في العالم سيكون لكم ضيق. ولكن ثقوا. أنا قد غلبت العالم” يوحنا 16: 33

وعندما يأتي الخاطىء إلى المسيح بالتوبة والإيمان، يسلمه علم السلام السماوي ويجعله بركة وسط هذا العالم المظلم لكي يحمل شعلة النور والمحبة ويزرع السلام في القلوب اليائسة وفي الضمائر البعيدة فيرجعهم إلى محبة الله الحقيقية “وكيف يكرزون إن لم يرسلوا؟ كما هو مكتوب ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام المبشرين بالخيرات” رومية 10: 15

فرسالة الله لجميع المتحاربين في العالم ولجميع الذين يتخبطون في عالم الخطية، لا سلام ولا راحة من دون الإنسحاق والتوبة ورفع الراية البيضاء أمام الذي رفع خطايانا على الصليب وصالحنا مع الآب السماوي وجعل نفسه فدية عن كثيرين. “لأن إبن الإنسان أيضا لم يأت ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين” مرقس 10: 45

جاء المسيح لكي يرجع العالم عن ضلاله فهو الذي بشر المساكين بالملكوت السماوي، وهو الذي شفى منكسري القلوب من جراء ظلم الناس وتسلط الخطية ونادى الجميع لكي ينالوا غفران الخطايا. “روح الرب علي لأنه مسحني لأبشر المساكين. أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق والعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية”. هذا هو المسيح الذي يستطيع أن يثبّت سلامه من دون حروب وأن يزرع محبته من دون قمع الحريات. فهل أنت مستعد أن تستفيد من سلامه؟

 

كلمة الحياة