اختارنا لنكون قديسين

«اختارَنا فِيهِ قَبلَ تأسِيسِ العَالَمِ، لِنكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قدَّامَهُ فِي المَحَبَّةِ» ( أفسس 1: 4 )
هدف الله من وراء خلاصك لم يكن فقط أن يجعلك تعيش سنواتك القليلة على الأرض بصورة أسهل أو أكثر إمتاعًا. كانت رؤيته تحمل نهاية أبدية. كان هدفه أن يجعلك قدوسًا، كما هو قدوس، حتى تستطيع أن تُمجِّده بصورة كاملة، حتى تُرضيه وتتمتع بشركة عميقة معه للأبد.

إن «اللهُ … اخْتَارَنَا … لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ .. فِي الْمَحَبَّةِ». فقداستك ليست هدفًا ثانويًا لأي هدف آخر لك في الحياة، بل هي إرادة الله العُليا لحياتك. إنها شيء أرادَهُ الله، وخطَّط لأجله، وأمدَّك بالإمكانيات له، حتى قبل أن يخلق العالم.

وهذه ليست فقط دعوتنا الفردية أن نكون قديسين، بل أيضًا دعوتنا الجماعية كجسد المسيح. إن الكنيسة كائن حي، يسكنه روح الله القدوس، ومستعدٌ ليكون عروس الرب يسوع. والغرض المُعلَن من عريسنا نحو عروسه هو أن «يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً … مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ» ( أف 5: 27 ).

ومثلما يتوق العريس الأرضي لتلك اللحظة التي تسير فيها عروسه عبر ممر (الكنيسة) للقائه، مكسوَّة برداء جميل ناصع البياض، ليس فيه بقعة واحدة، هكذا يتوق الرب يسوع لليوم الذي سنظهر أمامه، خالين من كل عيب، مكسوِّين ببرّه، لنكون عروسه المقدسة للأبد. وكما تستعد المرأة المخطوبة بشوق ومحبة ليوم عُرسها، راغبة أن تكون الأجمل لعريسها، هكذا يجب أن فكرة الزفاف لعريسنا القدوس تحفزنا لقضاء حياتنا – على الأرض – في اتباع القداسة، التي هي غاية الله النهائية لنا، وشوق قلبه العظيم لعروسه.

أن نكون قديسين هو غرضُ خلقنا. وهو مآلنا، لأنه الحال النهائي لكل ابن حقيقي لله، ولكل جسد المسيح، بحسب الوعد الرائع «إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ» ( 1يو 3: 2 ). إذًا، ما هو رد فعلنا أمام هذا اليقين؟ «وَكُلُّ مَنْ عِنْدَهُ هَذَا الرَّجَاءُ بِهِ، يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا هُوَ طَاهِـرٌ» ( 1يو 3: 3 ). حين نضع في الاعتبار غرض خلقنا ومصيرنا النهائي؛ حين نتذكَّر أننا عروس رائعة طاهرة تتجهز لعريسها، يُلهمنا هذا باتباع القداسة بإصرار، وبشوق لهذا اليوم المجيد الذي فيه سنكون أخيرًا قديسين قلبًا وقالبًا.

هل تُشارك الله في غرضه لحياتك؟ ما الذي تعيش لأجله؟ منذ الصباح حتى الوقت الذي تسند فيه رأسك بالليل، هل تتعاون إراديًا معه، وتتبع غرضه الأبدي في جعلك قدوسًا؟

 

طعام وتعزية – نانسي لي دي موس