أين الدليل على ان المسيح إنسان كامل؟

السؤال
هل قال المسيح لتلاميذه وأتباعه، إنه يتكون من جزء لاهوتي وجزء ناسوتي؟ وأنه إله كامل وإنسان كامل؟ نطالبكم بالأدلة النقلية من الكتاب المقدس على لسان المسيح التي تثبت ذلك.

ثم إذا كان الناسوت واللاهوت هو ركيزة أساسية في النصرانية وسبب من أسباب الانقسام والحروب والاضطهاد والكراهية بين النصارى. فماذا قال المسيح عنها؟ كيف شرحها لهم؟

وإذا كان هذا من البدع التي ابتدعوها بعد السيد المسيح عليه السلام فكيف يكون أساس الدين وأكثر الأمور جدالا حولها لم يشرعه الله ولم يتكلم عنها المسيح؟

الإجابة

أنت تطالب بأدلة على لسان المسيح، وبما أن المسيح هو كلمة الله (إنجيل يوحنا 1) فكل كلام الكتاب المقدس على لسانه… لذلك سأشرح لك من محتوى الكتاب المقدس ما تريد معرفته.

نحن رأينا في المسيح الإنسان الكامل من مفهومنا للكتاب المقدس.

كيف وصلنا لهذه الفكرة … اقرأ معي:

1- منذ أن كان المسيح طفلا عبر عنه البشير لوقا وقال إنه كان ينمو في النعمة والقامة … وهذا تعبير عن الانسان الكامل.

2- في اليوم السابع قامت العذراء مريم بختانه وهو هنا إنسان كامل

3- نحن نؤمن أن المسيح هو الخروف الذي يكفر عن الخطايا، ومن صفات الخروف أن يكون ذكراً بلا عيب .. إذا المسيح من الناحية الإنسانية بلا عيب، كما قال بلسانه في إنجيل يوحنا 8: 46 “مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟”

4- أما عن شهوته للنساء … فالوصايا العشر منها وصية تقول لا تشته ووصية أخرى تقول لا تزن … وقد شرح المسيح الزنى بأنه كل من نظر الى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه، والمسيح بلا خطية، لذلك على الرغم من قدرته الذكورية الا أنه لم يشته تلك الشهوة التي هي في الواقع خطية، والدليل على هذا هو شهادة الناس عنه وشهادة الله عنه وشهادة النبي يوحنا عنه.

5- أما عن الشهوة عامة فالكتاب يحدثنا أنه اشتهي فيقول (شهوة اشتهيت أن آكل الفصح معكم) فالشهوة المقدسة كان يشعر بها المسيح.

6- يصف الكتاب المقدس المسيح بأنه آدم الثاني، وبما أن آدم الأول إنسان كامل فالمسيح (آدم الثاني) أيضا إنسان كامل.

7- نرى المسيح وهو يصلي لله كأي يهودي تقي، ونراه يتشفع عن تلاميذه وعن العالم، ونراه يتنبأ كنبي … فنراه بكل هذه الصفات إنساناً كاملاً

8- أيضا نرى المسيح قد جاع وعطش، وهذه كلها صفات الإنسان الكامل.

نأتي الى الجانب اللاهوتي

1- اقرأ في انجيل يوحنا الأصحاح الأول ستجد أنه يعبر عن المسيح بعبارة: وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ، والمسيح هو الكلمة، إذا فالمسيح هو الله.

2- المسيح قال عن نفسه إنه هو الله في أكثر من موضع وبأكثر من طريقة (يوحنا 10: 30 “أنا والآب واحد”؛ يوحنا 14: 9 “اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآب”؛ يوحنا 10: 33 “َأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلهًا” = يوحنا 10: 36 “فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ، أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ، لأَنِّي قُلْتُ: إِنِّي ابْنُ الله”.

3- اليهود طلبوا أن يرجموا المسيح في يوم من الأيام لأنه ساوى نفسه بالله (يوحنا 10: 33)

4- عبر أشعيا النبي في العهد القديم أكثر من مرة بنبوات عن ذلك المرسل الذي اسمه عمانوئيل ( معناه الله معنا)

5- كتاب كامل كتبه خادم الرب يوسف رياض يشرح فيه كل الجانب اللاهوتي للمسيح، نرجو الرجوع اليه، عنوانه هل قال المسيح أنا الله فاعبدوني؟

من هذا المنطلق عرف المسيحيون من الكتاب المقدس (على لسان المسيح) أنه إنسان كامل وإله كامل

 الجزئية الأخرى من السؤال عن حروب البشر، أنت تقول ان الناسوت واللاهوت هما السبب في ذلك … من فضلك اذكر المرجع الذي على أساسه قلت هذا الكلام … وفي الواقع أنا لا أعرف حرباً تسبب بها اللاهوت والناسوت … بل أن تلك الحروب التي سجلها التاريخ، هي بسبب البعد عن كلمات الإنجيل، فلا يوجد أي نص كتابي يبرر أي حرب قد حدثت، فالجهاد في المسيحية ضد شياطين واجناد الشر الروحية، إبحث عن هؤلاء الذين جهادهم مع بشر مسالمون، يشهرون لهم السيف ويهددون أمنهم حتى يغيروا من معتقدهم. أبحث في التاريخ لتعرفهم، أم الإنجيل فبريء تماماً منذ هذه التهمة.

عماد حنا
ماجستير في اللاهوت

الحياة

علاقة الأقانيم بعضها ببعض

السؤال

تدَّعون أن الأب والابن والروح القدس ثلاثة أقانيم متحدة ، فهل تعتمد هذه الأقانيم على بعضها البعض؟ وهل لكل منهم وظيفة لا يستطيع الآخر أن يقوم بها؟ فإن كانوا يعتمدون على بعضهم فليس أي منهم إله، لأن الإله لا يعتمد على غيره. وإن كانوا لا يعتمدون على بعضهم، فيكونون حينئذٍ ثلاثة آلهه وليس إلهاً واحداً. وبالمثل إن كان لكل منهم وظيفة لا يستطيع الآخر القيام بها ، لا يكون أى منهم إله ، لأن الله كامل ، وعلى كل شيء قدير. وإن كان لكل منهم وظيفة محددة ، يكون كل منهم إله ناقص ، ولا يُقرُّ دينكم هذا.

الإجابة

يا عزيزي … لماذا تشغل نفسك بهذه الأمور الغريبة؟ … إن الكتاب المقدس يعلن في كل سطر من سطوره ان الله واحد، ولأنه استخدم تعبير الآب والابن والروح القدس عن ذلك الإله الواحد فاستخدم المسيحيون نفس التعبيرات … وكلها تطلق على الله الواحد

الله واحد قادر على كل شيء يصفه السيد المسيح إنه “روح”، قول في حواره مع المرأة السامرية “اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا” ( يوحنا 4: 24) ولكن الله في قدرته العظيمة ظهر لنا في الجسد بغرض محدد ولفترة محدودة، فرأينا صورة أخرى من صور الله وهو الإله المتجسد … فاستخدمنا نفس التعبير الذي استخدمه الكتاب المقدس وهو”الابن”، وأثناء وجود الابن على الأرض قال إنه “فَأَنَا مَاضٍ إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي، … إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي، وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ.” (راجع يوحنا 16) ليمكث معنا إلى الأبد في نفوس تابعيه. وعندما وعد الابن أنه سيمكث معنا بروحه القدوس استعملنا نفس التعبير الذي استعمله المسيح وهو الروح القدس.

الابن قال: أنا والآب واحد … وقال إن الله روح وأن الروح سيمكث مع المؤمنين، وقال إنه لن يترك المؤمنين ولكنه باق معهم … تعبيرات متواصلة تدل على أن نفس الشخص هو الذي يتحدث معنا وهو الإله الواحد … فلماذا هذه الفلسفة الغريبة … نحن عندما نتكلم عن أي من الآب أو الابن أو الروح القدس نقصد شخصا واحدا هو شخص الله.

دعني أسألك سؤالاً عن نفسك … هل أنت جسد فقط؟ تأكل وتشرب وتتزاوج ثم تموت؟ أم هناك في داخلك ما يسمى بالنفس الإنسانية؟ … تتألم وتغضب وتحزن وتفرح؟ … وهل لديك هذه النفس فقط؟ أم لديك الضمير الذي يوجهك لصنع الصواب … ليس ذلك فقط ولكن أعتقد أن لديك روحاً تسعى إلى الله تحاول أن ترضيه … كلها جوانب داخلية فيك ولكننا لا نرى الا ما يظهر منك، وهو الجسد، وأحيانا نتحسس ونرى من خلال عرض مشاعرك جوانب خارجية من نفسك، ولكننا عند نقطة معينة لا نستطيع أن ندخل الى أعماق أعماق نفسك الانسانية، بل هناك جوانب أنت نفسك لا تعرفها عن نفسك بسبب عمقها، فلا يعرف تلك المناطق إلا الله الخالق الذي يعرف كل شيء عنك .

فإذا كنت أنت الإنسان مكوناً من جسد ونفس وروح، هل تستطيع أن تفصل بين الثلاثة فتصير ثلاث شخصيات؟ … هل يعتمد كل جانب من شخصيتك على الآخر مثلما تفضلت وحاولت أن تسأل وتجزئ الله؟

إذا كنت لا تستطيع أن تفعل مع نفسك أنت ذلك، فلماذا تسأل تلك الأسئلة العجيبة عن الله … الله واحد، رأيناه في إعلانه عن نفسه للبشر بثلاث صور ونحن أسمينا تلك الصور أقانيم، وذلك للتقريب ولكننا نعرف أنه مجرد تعبير وربما لا يعبر بصورة حقيقية عن الله، ولكنه الأقرب، وأقول أيضا بكل ثقة أننا يمكن ان نستغنى عنه لأنه غير كتابي … ولكن نحن نرى الله الواحد آباً ونراه ابناً ونراه روحاً، فعبرنا عما رأيناه دون أن ننسى أنه واحد .

عماد حنا
ماجستير في اللاهوت

الحياة

لماذا الأب أب؟ ولماذا لا يكون إبن؟

السؤال
يزعم النصارى أن المسيح مولود من أبيه أزلاً … ونحن نقول : إذا كان الأمر كما تقولون فيكونان موجودان أزليان الله الأب أزلي والله الابن أزلي فإن كان الأب قديماً فالابن مثله وإن كان الأب خالقاً فان الابن خالقاً مثله ، والسؤال هو :
لم سميتم الأب أباً والابن ابناً ؟
فإذا كان الأب استحق اسم الأبوة لقدمه فالابن أيضاً يستحق هذا الاسم بعينه لأنه قديم قدم الأب، وإن كان الأب عالماً قديراً فالابن أيضاً مثله، فهذه المعاني تبطل اسم الابوة والبنوة، لأنه إذا كان الأب والابن متكافئين في القدرة والقدم فأي فضل للأب على الابن حتى يرسله فيكون الأب باعثاً والابن مبعوثاً؟

ألم يقل يوحنا أن الأب أرسل الابن للعالم؟ ولا شك أن الراسل هو غير المرسل.

الإجابة
من جديد فكرة أن الراسل غير المرسل فكرة مغلوطة، وهذا السؤال بصفة عامة فيه إدعاء غريب، فنحن لم نطلق مسميات، فلا نحن أطلقنا على الآب أباً ولا على الابن ابناً!!! ولكنه الإعلان الإلهي في الكتاب المقدس هو الذي أعطانا هذه المسميات، وعلينا أن نفهمها من الكتاب المقدس نفسه.

ولكي أرد على سؤالك لابد أن اضع بعض النقاط الهامة:

في الإلهيات الأبوة ليست أقدم من البنوة، فكيف نُدخل الزمن كعامل لمن هو خارج إطار الزمن؟!! بمعنى أن موضوع الزمن ليس له وجود لأن الله خارج الزمن، ولكن للأبوة والبنوة معنى إلهياً علينا أن نفهمه .

البنوة تعبير عن ما تم الإعلان عنه، فهو تعبير عن إعلانات الله للبشر عن الله. ويوضح لنا القديس يوحنا في إنجيله عمل الابن بهذه العبارة: “اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.” (يوحنا 1: 18) كما أننا نرى في الرسالة إلى العبرانيين أنه يؤكد الفكرة فيقول: “اللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ” (عبرانيين 1: 1و2)

فالإبن إذاً مرتبط بحالتين هامتين “الإعلان والكلمة”.

بل لقد سُمي بالابن كنتيجة لأنه هو من أعلن مجد الله وأوضحه للبشر. فقبل ذلك الإعلان كان معروفاً عن الله أنه أب، فيقول عن نفسه في نبوة إشعياء: “رَبَّيْتُ بَنِينَ وَنَشَّأْتُهُمْ، أَمَّا هُمْ فَعَصَوْا عَلَيَّ.” (إشعياء 1: 2) بعد أن أعلن الله عن نفسه بالحضور الإلهي والحلول وسط البشر من خلال ابنه تحول تعبير الأب الى آب … والآب معناه الذات الألهية، أما الابن فهو ما يمكن الاستدلال عنه بالكلمة.

رأينا الكلمة في الخلق، وبالكلمة كان الخلق، وكمال الإعلان تم في تجسد الكلمة، وظهوره في شكل بشري.

إذا فقد سُمي الإبن بهذا الاسم، لأنه نتاج الإعلان الإلهي للإنسان، ونتاج كلمة الله الذي قال كن فكان.

من الواضح أن الزمن عامل يخص الإنسان، ولا يخص الله، فالإعلان جاء لاحقاً للوجود الإنساني، ومن الطبيعي بالنسبة للبشر أن يكون الآب أو الذات الألهية سابقاً للإعلان الإلهي، ولكن بالنسبة لشخص الله لا يوجد سابق أو لاحق.

أكرر: الإنسان عرف الابن بعد سلسلة من الإعلانات الأخرى التي نوهت عنه، ولكن في النهاية أعلن الابن وتمثل بشراً … فالتوقيت يخص الإنسان ولا يخص الله.

الاستنتاج النهائي:

الثالوث الذي أعلنه الكتاب المقدس لنا هو الآب والابن والروح القدس، وهو لم يذكر لنا كلمة ثالوث، ولكنه قدم لنا مفاهيم استدلالية، فعرفنا أن كلمة الله الذي هو فكر الله تمثل بشراً وصار بيننا (يوحنا 1: 14) فهل نستطيع أن نقول ان الذات الإلهيه (الآب) تسبق العقل؟ بالتأكيد هذا ليس منطقياً فبالعقل والفكر الالهي قد تم خلق العالم، وبه أيضا أراد الله أن يعلن ذاته للعالم من خلال التجسد، لذلك يقول: “وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا”

في القديم رأينا الله يريد أن يكون وسط شعبه من خلال خيمة الاجتماع التي تعبر عن الحضور الإلهي وسط الشعب، ولكن هذا الحضور الإلهي كان مجرد ظهور حسي ويمهد لذلك الظهور الحقيقي ليعلن للإنسان طبيعة الله. على فكرة، كلمة “حَلَّ” في عبارة وحل بيننا في الأصل اليوناني هي “خَيَّمَ”.

لا أعرف لماذا التنبير على مسألة الباعث والمبعوث وكأن هناك مشكلة جوهرية. الأمر ببساطة هو التمايز الوظيفي الموجود بين الأقانيم، بينما الجوهر واحد، فلا تمايز في الجوهر.

فنجد مثلاً الآب يُرسِل الابن (يوحنا 5: 37)، والآب والابن يرسلان الروح القدس (يوحنا 14: 26؛ 16: 7)، الروح القدس يمجد الابن (يوحنا 16: 14)، الابن يمجد الآب (يوحنا 17: 4)، والآب يمجد الابن (يوحنا 17: 5)، ويتمجد بالابن أيضاً (يوحنا 11: 4).

فكرة التمايز بين الأقانيم قديمة وموجودة في العهد القديم قبل أن نراها في العهد الجديد. فمثلاً في سفر المزامير يقول المرنم: “قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ».” (مزمور 110: 1) وقد وردت هذه الآية في العهد الجديد في إثبات تفوق المسيح على كل خليقة الله، كالله المتجسد، لا لسبب إلا لأنه أعلى من كل تلك الخليقة فهو خالقها. لاحظ ما جاء في الكتاب “لأَنَّهُ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ:«أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ»؟ وَأَيْضًا:«أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا»؟ وَأَيْضًا مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ:«وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ». وَعَنِ الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ:«الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحًا وَخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَارٍ». وَأَمَّا عَنْ الابْنِ:«كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ. أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلهُكَ بِزَيْتِ الابْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ شُرَكَائِكَ». وَ «أَنْتَ يَارَبُّ فِي الْبَدْءِ أَسَّسْتَ الأَرْضَ، وَالسَّمَاوَاتُ هِيَ عَمَلُ يَدَيْكَ. هِيَ تَبِيدُ وَلكِنْ أَنْتَ تَبْقَى، وَكُلُّهَا كَثَوْبٍ تَبْلَى، وَكَرِدَاءٍ تَطْوِيهَا فَتَتَغَيَّرُ. وَلكِنْ أَنْتَ أَنْتَ، وَسِنُوكَ لَنْ تَفْنَى». ثُمَّ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ:«اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ»؟” (إقرأ العبرانيين 1: 5-13).

لاحظ في هذا النص أن المتكلم هو الله في العدد الخامس، وهو نفسه المتكلم في العدد الثامن عندما يقول عن الابن “كُرسيّك يا أللهُ.”

إذا فلفظ “الابن” لفظ حديث ويتناسب مع إعلان العهد الجديد الذي فيه تم استعلان مجد الله للبشر، فالأمر ليس استحقاقاً أو عدم أستحقاق، ولكن هو الله.

عماد حنا
ماجستير في اللاهوت

الحياة

كيف أعالج الأخطاء الماضية؟

كلنا نخطئ ونفعل أشياء لا يجب أن نفعلها، نكذب، نسرق، نقول أشياء نأسف عليها فيما بعد. نروج إشاعات سيئة، نشتم ونتفوه بكلمات بذيئة على الآخرين، نتخذ مواقف معينة، ونعتقد أننا أفضل من الآخرين، ونهتم غالباً بأنفسنا فقط.

كل هذه الأفعال الخاطئة والكلمات القاسية والطبائع السيئة ما هي إلا دلائل للخطيئة التي وردت في الكتاب المقدس، وكلمة خطيئة ليست مستحبة للسمع.

وكلنا نظن أننا أناس صالحون. لكن طبيعتنا البشرية الخاطئة هي التي تقودنا إلى سلوكنا الذاتي لنعمل ما نريد. ولا يهم أن نعتقد أننا صالحون لأن خطايانا تقف حائل بيننا وبين الله: “لأَنَّ الْجَمِيعَ أَخْطَأُوا …. ” (رومية 3: 23) وهذه الخطايا تبعدنا عن معرفة محبة الله.

مع ذلك هناك أخبار سارة و مفرحة. يسوع المسيح طهرنا من آثامنا بموته على الصليب قبل 2000 سنة وبذلك دفع الثمن لعقوبة خطايانا كلها. وعلى حساب ذلك يمكننا أن نحصل على علاقة صحيحة مع الله وننعم برحمته ومحبته الواسعة، وأن نحصل على ضمان السعادة في الأبدية  (الجنة)  من الآن. وبسبب موت يسوع المسيح على الصليب وقيامته يمكن أن تغفر كل عيوبنا وأخطائنا وآثامنا و الرب يسوع المسيح هو الوحيد الذي يمكنه أن يصفح عنا ويوفي ما يطلبه عدل الله.

لكي تفكر بالموضوع وتفهمه دعني أعطيك مثال على ذلك. امرأة شابة  حصلت على مخالفة السرعة على الطريق السيار  فاقتضى حضورها أمام القاضي للمحاكمة. بعد إطلاع القاضي  على التهمة الموجهة لها حكم عليها من خلال القانون بغرامة كبيرة.
لكن المرأة عاجزة أن تدفع هذه الغرامة الكبيرة وأمامها  إما دفع الغرامة أو  أن تقضي مدة طويلة في السجن.
هنا القاضي وبتصرف غير عادي ينزل من مقعد القضاء ويزيل ملابس القاضي التي عليه ويفتح محفظته و يقدم عرضاً بدفع الغرامة المالية كاملة. الآن الأمر يرجع إلى المرأة  أن تقبل هذا العرض الكريم من القاضي أو ترفضه. هذه القصة تصور لنا ما فعله يسوع المسيح من أجلنا جميعا.

هو يعرف خطايانا وعندما نقف بتواضع أمامه، هو راغب أن يسامحنا عن آثامنا بالكامل.
يسوع المسيح عرض لنا النعمة كهبة مجانية. ونحن نحتاج فقط أن نقبل هذه النعمة والهدية ونستلمها.

الحياة

كيف يمكن أن أتغير حقاً؟

غالباً عندما يواجه الناس السيد المسيح شخصياً يقولون: “أنا أرغب أن أصبح من أتباع يسوع  المسيح، لكن أن افعل هذا، فبالتأكيد لن أكون قادراً على أن أعيش الحياة التي أريدها”. و ارتكبت أخطاء كثيرة، وفي داخلي قلق ودائماً أواجه الإغراءات، وقلت أشياء كثيرة لا يجب أن أقولها. لهذا أنا لا أستطيع أن أعيش الحياة التي ترضي الله.

هذه فعلا حقيقة، فلا يهم كم أنت إنسان جيد، أنت لا تستطيع أن تعيش الحياة التي ترضي الله لوحدك. وعندما تصبح من أتباع الرب يسوع المسيح، تسأله أن يعيش في حياتك.  لذلك لا يهم بعد ماذا تفعل، لكن ما يفعله  الرب يسوع المسيح هو من يمنحك القوة على التغيير. وهو يعطيك المقدرة على أن تعيش حياة جديدة، لتبدأ من جديد حياة مقدسة و كلها فرح وسلام مع الله.

ماذا يمكن أن يفعل الرب يسوع المسيح لك؟

المسيح  يمكن أن يعطيك الهدف والمعنى لحياتك. هو يمكن أن يمنحك السلام طوال يومك. وهو يمكن أن يمحو كل خطاياك، ويمنحك المغفرة. ويعطيك القوة على التغيير. وذلك بالإيمان به وقبوله ربا و مخلصا لحياتك، وستكتشف فضل الله في حياتك.

الحياة

هو نور العالم

“… أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة” (يوحنا 12:8). الموجود في الظلمة يحتاج إلى نور لكي يتلمّس طريقه فيصل إلى الشاطىء الأمين، والجالس في الظلمة دوما يشعر بأن العالم بأسره مغلق في غرفة صغيرة لا مجال للرؤية فيها، فلا مجال للشك بأن هذا الإنسان القابع في ظلمة الخطية يحتاج إلى نور لكي يعيد له الأمل في الحياة من جديد،

فما أعظم قصد الله في قلوب الناس وما اروع طريق الخالق للجميع، ففي وسط هذه الظلمة يتدخّل نور المسيح الساطع والبراّق لينهي هذا الظلام فيجعل غفران وخلاصا وأملا جديدا يظهر فيبدّل كل شيء ويقلب الموازين الأرضية ليجعل نوره يحرّك القلوب نحو التوبة فيطلق الإنسان من أسره ليصبح هذا الخائف من العتمة شخصا جديدا ينير بقلبه روح الله القدوس “إذا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدا” (2 كونثوس 17:5).

فيا أيها التائه من دون أمل ويا من تظن نفسك تعبد الله ويا من لا تعترف بوجود الخالق، تعال من حيث أنت من وسط شكوكك وظلمتك وخطاياك، واسكب النفس أمام المسيح بتوبة وإيمان واعترف له بكل ذنوبك وخوفك، فستجد نورا عميقا ورهيبا ومميزا قد دخل قلبك وسلاما ساميا قد بدّل حزنك، هذا هو المحبوب يسوع هو نور للعالم الذي لا مثيل له، فقبضته على الخطية قوية وسلطانه في الغفران للإنسان الخاطيء حقيقي وغير محدود، وتشجيعه للبائس جديّ، فتعال من حيث أنت أيها القابع في ظلمات هذا الدهر الحزين فيضيء لك نور المسيح.

“لأنكم ان لم تؤمنوا أني أنا هو تموتون في خطاياكم” (يوحنا 24: 8).

 

alnour.com

هل يستجيب اللـه لصلواتنا؟

الصلوات التي تستجاب

هل سبق لك أن التقيت بشخص يثق فعلاً بالله؟ عندما كنت ملحداً كان لي صديقة كانت تصلي دائماً وكانت تخبرني كل أسبوع عن اختبارات لها وعن استجابات لطلبات الصلاة. كانت تثق بالله بالكامل.

كانت واثقة أنه يهتم بجميع أمور حياتها وكنت أرى أن الله كان يفعل أمراً غير إعتيادياً في حياتها ويستجيب لصلواتها. هل تدرك مدى صعوبة هذا على الشخص الملحد أن يرى الله يستجيب لصلوات من يؤمنون ويثقون به .

لماذا يستجيب الله لصلوات صديقتي؟ إن السبب الرئيسي هو أنها على علاقة مع الله. لقد أرادت أن تتبع الله في جميع مراحل حياتها ولقد إستمعت إليه جيداً وكانت تعلم أن الله لديه الحق في توجيه حياتها وقد وافقت وقبلت بهذا لأنها كانت تثق بأنه يريد الأفضل لها. وكان أمراً عادياً بالنسبة لها أن تطلب طلبات من الله إذ هي على علاقة روحية شخصية رائعة معه ولذا فكانت تشعر براحة كبيرة عندما كانت تطلب من الله تلبية إحتياجاتها ومطالبها وكل ما هي بحاجة إليه في حياتها إضافة إلى كل هذا لقد كانت واثقة تماماً بأن الله يريدها أن تعتمد عليه كلياً لأن هذا ما قاله في الإنجيل.

“وهذه هي الثقة التي لنا عنده: إنه إن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا” (1يوحنا 5: 14).
“لأن عيني الرب على الأبرار، وأذنيه إلى طلبتهم” (1بطرس 3: 12).

لكن لماذا لا يستجيب الله لصلوات الجميع؟
ربما لأنهم لا يتمتعون بعلاقة تربطهم مباشرة مع الله، بالرغم من أنه يمكن أن يكونوا واثقين من أن الله موجود وربما يكونون مؤمنين بذلك ويسبحون الله من وقت لآخر ولكن هؤلاء الذين لا تستجاب صلواتهم بالتأكيد ليست لديهم علاقة مع الله وربما لم ينالوا الغفران الكامل لخطاياهم.

“ها أن يد الرب لم تقصر على أن تخلص، ولم تثقل أذنه عن أن تسمع، بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم، وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع”
(أشعياء 59: 1-2).

عادة يبدأ هؤلاء الأشخاص بالصلاة على هذا الشكل يا رب أنا بحاجة فعلاً لمساعدتك وبعدها يقولون” نحن نعلم بأننا خطاه ولا نستحق أن تستجيب لصلواتنا وليس لنا الحق بأن نطلب منك المساعدة”

إذاً نحن نرى أن هؤلاء الفئة من الناس على يقين تام بأنهم خطاة ربما هم لا يعلمون كيف يطلبون الغفران من الله على خطاياهم وربما أيضاً أنهم لا يعرفون كيف يبنون علاقة مع الله ليستطيع الله أن يسمعهم. فهذا هو الأساس العلاقة مع الله تجعل الله يستجيب لصلواتنا.

هل تتم إستجابة صلواتنا بناءً على هذا الأساس “العلاقة مع الله”

علينا أولاً البدء بعلاقة مع الله وعندها سوف نصبح أولاد الله وسوف ننتمي إليه إن كنا في علاقة معه فسيسمع صلاتنا ويستجيب لها. قال يسوع: “أما أنا فإني الراعي الصالح، وأعرف خاصتي وخاصتي تعرفني.” (يوحنا 10: 14).

“خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني، وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي” (يوحنا 10: 27-28).

هل تعرف الله جيداً وهل يعرفك هو؟ هل لديك علاقة تربطك به؟ أم هل الله بعيد كل البعد عنك وهو مجرد إله بالنسبة لك؟ إذا كنت تريد علاقة تربطك بالله لتكون على علاقة رائعة به وليستمع لك ولصلواتك وليستجيب لها فعليك البدء الآن.

هل من المؤكد أن يستجيب الله لصلواتك ؟
يبدو الله كريماً جداً بالنسبة لهؤلاء الذين يؤمنون به ويعتمدون عليه.
“إن ثبتم فيّ وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم” (يوحنا 15: 7).
هذا يعني أن يثقوا به تماماً وأن يسمعوا كلامه ويطيعونه وبعدها سوف يتمكنون من أن يطلبوا منه ما يشاؤون.
“وهذه هي الثقة التي لنا عنده: إنه إن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا. وإن كنا نعلم أنه مهما طلبنا يسمع لنا، نعلم أن لنا الطلبات التي طلبناها منه” (1يوحنا 5: 14 – 15).
الله يستجيب لطلباتنا حسب إرادته وحسب حكمته وحسب محبته ومجده وقداسته.

ماذا يتطلب هذا؟ ما الذي ينوي الله ويميل إلى فعله؟
بالإمكان ملئ صفحات وصفحات عن نوايا الله نحونا. حتى أن الإنجيل بأكمله هو عبارة عن وصف لطبيعة العلاقة التي يريدنا الله أن نختبرها معه ووصف للحياه التي يريد أن يمنحنا إياها:
“ولذلك ينتظر الرب ليتراءف عليكم، ولذلك يقوم ليرحمكم، لأن الرب إله حق، طوبى لجميع منتظريه” (اشعياء 30: 18).
“الله طريقه كامل. قول الرب نقي. ترس هو لجميع المحتمين به” (مزمور 18: 30)
“يرضى الرب بأتقيائه، بالراجين رحمته” (مزمور 147: 11)
“ليس لأحد حب أعظم من هذا. أن يضع أحد نفسه لأجل أحباءه” (يوحنا 15: 13).

هذا كان ما فعله الله من أجلنا. لذلك إن كان الرب معنا فمن علينا. “الذي لم يشفق على إبنه، بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا أيضاً معه كل شيء؟ (رومية 8: 32).

ماذا عن الصلوات الغير مستجابة؟
بالتأكيد هناك من يمرض وهناك من يموت، البعض يواجهون مشاكل مادية وهناك من يواجه أشكال مختلفة من المشاكل والمصاعب ولكن ماذا بعد ذلك؟

الله يريدنا أن نلقي كل همنا عليه “ملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم” (1بطرس 5: 7).

قد تبدو الظروف خارجة عن إرادتنا لكن هذا غير صحيح لأنه حتى لو إنهار العالم فإنه بإمكان الله أن يخرجنا من هذه الظروف وهذه المشاكل.
“ليكن حلمكم معروفاً عند جميع الناس. الرب قريب، لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتعلم طلباتكم لدى الله. وسلام الله الذي يفوق كل عقل، يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع” (فيلبي 4: 5-7).

قد يقدم الله إقتراحات أو حلول للمشاكل ويعطينا سلاماً تجاه أي موضوع. قال يسوع: “سلامي أترك لكم سلامي أعطيكم، ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا، لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب” (يوحنا 14: 27).

علينا الوثوق بالله وقدرته على تولي أمور حياتنا بالكامل، ليس هو الإيمان الأعمى بل هو الثقة بالله وما بمقدوره فعله. فالله يطلب منا أن نثق به وبشخصه وبحبه وبحكمته فقد قال: “محبة أبدية أحببتك، من أجل ذلك أدمت لك الرحمة” (ارميا 31: 3).

بإختصار كيف تستجاب الصلاة؟
لقد عرض الله على أولاده أن يستجيب لصلواتهم (هؤلاء من آمنوا به وقبلوه مخلصاً لهم وقرروا أن يتبعوه) لقد طلب منا الله أن نطلب كل ما نريده منه وهو سوف يستجيب حسب ما يراه مناسباً وحسب ما هو أفضل لنا كل ما علينا فعله هو أن نلقي عليه كل همومنا وإحتياجاتنا وهو سوف يتصرف. إن أملنا ورجاؤنا هو في شخص الله نفسه. فكلما عرفناه أكثر كلما وثقنا به أكثر..

everyarabstudent.com

أبداً لم تكن عادة – عن الصلاة أتكلم

أبداً لم تكن عادة فالصلاة في اصلها هي الصلة مع المولى عز وجل. والتواصل مع الخالق يتطلب وجود علاقة فلا يوجد تواصل بين الإنسان وربه دون وجود علاقة حقيقية. تجمع الإنسان بخالقه. لكن للأسف قام البعض من تحويل الصلاة من علاقة روحية سامية مع الله الى عادة يقوم بها الإنسان خوفاً من الله. أو تقرباً منه وكلاهما ابعد ما يكون عن ما أراده الله من الصلاة. فإختزال الصلاة في مجموعة من الحركات التي يتم تأديتها بشكل دوري منتظم، أو مجموعة من الكلمات الروتينية التي يتم ترديدها دون أي ادراك. لمجرد إنجاز فرض عليك، كل هذا هو إفراغ الصلاة من مضمونها ومحتواها الأساسي الا وهو الصلة والتواصل المستمر مع الخالق.

الله ليس اله سادي متحكم –أستغفر الله- لكي يفرض على البشر ان يقوموا بمجموعة من الحركات عدد معين من المرات يومياً. متمتماً بمجموعة من الكلمات – التي لا تمثل اي شيء لقائلها ولا تعبر حتى عن ما يشعر به – فقط ليرضى هذا الإله عنه. كلا ليس هذا الله الذي أعرفه. الله الذي أعرفه هو اله محب للبشر يرغب في سماع مشاعرهم وأفكارهم بل وحتى شكوكهم. إله يهتم بأدق تفاصيل حياتهم. إله يرفض كافة أشكال العبادة السطحية الشكلية. إله يهتم بما في القلب لا بمجرد كلمات اللسان. إله يهتم أن يكون دافع صلتك معه هو الحب. لا خوفاً من عقاب ما أو طمعاً في مكسب ما. فهو يرفض ان تصلي له خوفاً منه. ولكنه يقبل تواصلك وصلاتك فقط إن كانت حالتك القلبية كإبن يتكلم مع ابيه. وليست كعبد خائف من عقاب سيده.

هل سمعت عن السيدة الشهيرة و قصتها مع قبيلتها. فقد خرجت في يوم من خيمتها حاملة مشعل نار وجردل ممتليء بالماء. وتجمهر الناس حول تلك الفيلسوفة الشاعرة متسائلين عن ما تنوي ان تفعله. وكانت إجابتها الحكيمة، أنا ذاهبة لأحرق الجنة وإطفيء النار. حتى عندما أعبد الله بعد الأن لا أكون طامعة في جنته أو مرعوبة من ناره. بل أعبده لأن قلبي قد أصبح أسير بحبه.

لقد أدركت هذه السيدة ببساطة ما المقصود بالصلة مع الله وعبرت عنها لقبيلتها بذكاء شديد.

كما أن الصلاة ليست وسيلة لإظهار التدين بأي شكل من الأشكال لكن الهدف منها التحدث مع الله لذلك يعلمنا الكتاب المقدس “ومتى صليت فلا تكن كالمرائين، فإنهم يحبون أن يصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع، لكي يظهروا للناس. الحق أقول لكم: إنهم قد استوفوا أجرهم! وأما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك وأغلق بابك، وصل إلى أبيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية. وحينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلا كالأمم، فإنهم يظنون أنه بكثرة كلامهم يستجاب لهم”. (الكتاب المقدس بشارة متى الفصل 6 أية رقم 5)

كما أنه لأن الصلاة موجهة ل الله المحب فلابد من أن تجد إستجابة ” ام اي انسان منكم اذا سأله ابنه خبزا يعطيه حجرا. وان سأله سمكة يعطيه حية. فان كنتم وانتم اشرار تعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيدة فكم بالحري ابوكم الذي في السموات يهب خيرات للذين يسألونه” (الكتاب المقدس بشارة متى الفصل 7 أية رقم 9)

هذه هي كلمات السيد المسيح عن استجابة الصلاة

لذا يا صديقي العزيز أسمح لي أن أسألك ما أخبار صلتك وصلاتك مع الله؟

هل هي حقيقية؟ أم مجرد أمر شكلي؟

هل علاقتك ب الله حقيقية أم أنها مبنية على الخوف منه؟

متى أخر صلاة أستجيبت لك من الله؟

 

everyarabstudent.com

فهم العلاقة مع الرب يسوع المسيح

إن طلبك بإخلاص وبساطة سائلا يسوع المسيح أن يدخل في حياتك سيجعل علاقتك الشخصية مع الله مضمونة. لقد بدأت حياة مثيرة وشيقة مع الله في محبته وقدرته العظيمة.

أما وقد قبلت المسيح يسوع فماذا حدث لحياتك؟

1- لقد غفر لك ذنوبك ومعاصيك
جميع ذنوبك وآثامك التي ارتكبتها وفعلتها في الماضي قد غفرت لك وذلك بموت المسيح على الصليب فداءاً وكفارة عنك.
” فَفِيهِ لَنَا بِدَمِهِ الْفِدَاءُ، أَيْ غُفْرَانُ الْخَطَايَا؛ بِحَسَبِ غِنَى نِعْمَتِهِ”(أفسس1: 7)

2- لقد جعلك المسيح مقبولاً عند لله
” أَمَّا الَّذِينَ قَبِلُوهُ، أَيِ الَّذِينَ آمَنُوا بِاسْمِهِ، فَقَدْ مَنَحَهُمُ الْحَقَّ فِي أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ. وَهُمُ الَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ رَغْبَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ رَغْبَةِ بَشَرٍ، بَلْ مِنَ اللهِ” (يوحنا 12:1-13)

3- لقد دخل المسيح  حياتك ولن يتركك أبدا
اسمعه يقول ” وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَعْمَلُوا بِكُلِّ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْتِهَاءِ الزَّمَانِ!” (متى 20:28)
ويقول أيضاً ” وَلكِنَّ كُلَّ مَا يَهَبُهُ الآبُ لِي سَيَأْتِي إِلَيَّ، وَمَنْ يَأْتِ إِلَيَّ لاَ أَطْرَحْهُ إِلَى الْخَارِجِ أَبَداً” (يوحنا 37:6).

4- لقد وهبك حياة جديدة
“فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ، فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: إِنَّ الأَشْيَاءَ الْقَدِيمَةَ قَدْ زَالَتْ، وَهَا كُلُّ شَيْءٍ قَدْ صَارَ جَدِيداً” (2 كورنثوس 17:5)

إنها فرصتك الآن لتبدأ حياة جديدة، الله سينمي فيك سجايا وصفات جديدة كلما عرفته أكثر.

5- لقد أعطاك الرب يسوع  المسيح حياة أبدية خالدة
“وَهَذِهِ الشَّهَادَةُ هِيَ أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَأَنَّ هَذِهِ الْحَيَاةَ هِيَ فِي ابْنِهِ. فَمَنْ كَانَ لَهُ ابْنُ اللهِ كَانَتْ لَهُ الْحَيَاةُ. وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ ابْنُ اللهِ، لَمْ تَكُنْ لَهُ الْحَيَاةُ! يَامَنْ آمَنْتُمْ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ، إِنِّي كَتَبْتُ هَذَا إِلَيْكُمْ لِكَيْ تَعْرِفُوا أَنَّ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ مِلْكٌ لَكُمْ مُنْذُ الآنَ.” ( 1 يوحنا 11:5-13)

إن الحياة الأبدية الخالدة قد بدأت فيك منذ اللحظة التي صرت فيها من اتباع المسيح. وأصبحت باراً عند الله، وبذلك ستقضي حياة الخلود معه.

كل هذه النعم والبركات تمنح فقط من خلال يسوع  المسيح وحده. إننا لا نستطيع اكتساب هذه العطايا بمقتضى أعمالنا لكننا أخذناها في اللحظة التي وضعنا ثقتنا وإيماننا في الرب يسوع المسيح.

التعامل مع الشكوك أو عدم اليقين
بعدما اتخذت القرار باتباع المسيح سيكون من الطبيعي أن تعتريك بعض الشكوك. ربما” تشعر” في لحظة انك لست من اتباع المسيح. تذكر، هناك أشياء كثيرة تؤثر على مشاعرنا وعواطفنا مثل الأصدقاء والصحة والجو وأشياء أخرى كثيرة. لا تقيس علاقتك بالمسيح بأحاسيسك أو انفعالاتك العاطفية التي كثيرا ما تتغير،  لكن بالأحرى ضع كل ثقتك في الله  وفى الحق المدون بالكتاب المقدس الذي لا يعتريه تغيير ولا تبديل.

اقتراحات أخرى للنمو في الإيمان
في كل يوم من أيام الأسبوع تأمل في واحدة من الحقائق الخمسة السابقة وأقرأ آيات الكتاب المقدس المرتبطة بها وأحمد الله على كل منها.
شارك شخصا آخر بما حدث لك من تغيير عندما بدأت علاقتك الجديدة مع الرب يسوع المسيح.

الخلاصة
بعد قبولك للمسيح  أصبحت علاقتك بالله مضمونة وصرت صالحاً عنده. لقد غفر كل ذنوبك أعطاك حياة جديدة وأبدية ولن يتركك أو يهملك.
إذا إعتراك أي شك تعلق وتمسك بكلام الله المدون في الكتاب المقدس ولا تعتمد على مشاعرك.

alhayate.com

المسيح يتألم لآلام الكنيسة

احيانا نتألم لاننا نحصد مازرعناه من أهمال أو تدخل فيما لا يعنينا أو بسبب إختياراتنا الخاطئة والمغلوطة لأسباب تمثل طمع أو أنانية .. مثل تلك المعاناة لا يجوز لنا أن نحمل الله مسؤليتها أو نتهمه بالتقصير. ولا يخفى علينا أن الله يسمح ايضا بتأديب شعبه ويتوقع منا أن نقبل ذلك التأديب. عبرانيين 6:12 لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله.

 

كولوسي 24:1  الَّذِي الآنَ أَفْرَحُ فِي آلاَمِي لأَجْلِكُمْ، وَأُكَمِّلُ نَقَائِصَ شَدَائِدِ الْمَسِيحِ فِي جِسْمِي لأَجْلِ جَسَدِهِ، الَّذِي هُوَ الْكَنِيسَةُ،

لكي نفهم المقصود من هذه الآية المباركة نذكر ثلاث ملاحظات:

 

أولاً: لا يتحدث بولس الرسول هنا عن الآلام الكفارية للرب يسوع. فقد تألم المسيح كنائب عن البشرية وهذه الآلام تدعى الآم كفارية. والآم المسيح تلك كاملة وكافية وليست ناقصة.

بطرس الاولى 18:3 فإن المسيح أيضا تألم مرة واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة، لكي يقربنا إلى الله، مماتا في الجسد ولكن محيى في الروح،
أعمال 18:3 وأما الله فما سبق وأنبأ به بأفواه جميع أنبيائه أن يتألم المسيح قد تممه هكذا.

ثانياً: مايؤلم الكنيسة يؤلم المسيح: يؤكد الرب يسوع أنه يتألم كرأس للكنيسة فهذه الآلام مستمرة في جسده الذي هو الكنيسة. فما يحدث للكنيسة من الام هو منسوب شخصيا للمسيح. لذلك عند مقابلة المسيح لبولس في البداية اخبره بانه يضطهد الرب مع بولس كان يضطهد الكنيسة وليس الرب. فلا يمكن ان يضطهد اي بشر الرب شخصيا. لكن اضطهاده للكنيسة جعله الرب اضطهادا له نفسه.
أعمال 14:26 فلما سقطنا جميعنا على الأرض سمعت صوتا يكلمني باللغة العبرانية: شاول شاول لماذا تضطهدني؟ صعب عليك أن ترفس مناخس

فيلبي 6:3 من جهة الغيرة مضطهد الكنيسة. من جهة البر الذي في الناموس بلا لوم.

ثالثا: لأن الآم الكنيسة مستمرة فلذلك الآم المسيح في تزايد مستمر! لذلك ما عبر عنه بولس هنا يخص جسد المسيح بان يكمل ما نقص من الآمها. ومن المفترض أن يكون هذا هو نفس تعبير حالنا. اننا مستعدين دائما لاكمال نقائص شدائد المسيح في جسده الذي هو الكنيسة. اي ان الام الكنيسة هي الام المسيح شخصيا. وهذا يعزينا اننا في رحلة حياتنا نتيقن ان ما يؤلمنا يؤلم الرب شخصياً.

احيانا نتألم لاننا نحصد مازرعناه من أهمال أو تدخل فيما لا يعنينا أو بسبب إختياراتنا الخاطئة والمغلوطة لأسباب تمثل طمع أو أنانية .. مثل تلك المعاناة لا يجوز لنا أن نحمل الله مسؤليتها أو نتهمه بالتقصير. ولا يخفى علينا أن الله يسمح ايضا بتأديب شعبه ويتوقع منا أن نقبل ذلك التأديب. عبرانيين 6:12 لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله.

لكن قد يسمح الله بالألم لأولاده وهذه الآلام نتيجة حتمية لاشتباك اولاد النور مع مملكة الظلمة وحرب قوى البر مع الشر، ولكن هذه المعاناة تمجد الله عندما يبرهن أتباع المسيح أن محبتهم له ليست محبة انانية مغرضة وان إيمانهم به مشرف للبشر والملائكة والشياطين. ولكن وعد المسيح اولاده وبناته انهم فيه أعظم من منتصرين (رومية 37:8) وانهم في المسيح غالبين دائماً. (يوحنا 33:16)

رابعا: ترتكز الرسالة الى كولوسي حول شخص واحد فقط هو ” المسيح رأس الكنيسة التي هي جسده” لذلك وفي نفس الآية يتحدث أن الآم بولس كانت في جسد الرب يسوع أي الكنيسة.
كولوسي 18:1 وهو رأس الجسد: الكنيسة. الذي هو البداءة، بكر من الأموات، لكي يكون هو متقدما في كل شيء.

لقد افتدانا بدمه ولم يبخل علينا بحياته بل قدمها طوعاً لكي نحيا بموته وننجو من عقاب خطايانا بفدائه. وبعد ان يهبنا الغفران يمنحنا سلطان البنوية ثم يسكن فينا روحه القدوس ليحيا ويتحدث معنا ومن خلالنا، كما يضمن لنا حياة ابدية فيه اذ يكتب اسمائنا في سفر الحياة الأبدية ويعطينا طبيعة جديدة سماوية لا تطيق الإثم وتطوق للوجود في حضرته. كما يتعهد برعايتنا والحديث معنا بل والبحث عنا ان ابتـــعدنا عنه.. ويقدم لنا حب عجيب اذ يهتم بشعر رؤوسنا (لوقا 7:12) وباحوالنا جمعيها (متى 20:28 ). وهو هنا يؤكد لنا أن ما نجتازه من الآلام يشعر به هو شخصيا ويتألم به في جسده ومشاعره واحشائه. كيف لا وهو الذي يقول: هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم إبن بطنها؟ حتى هؤلاء ينسين، وأنا لا أنساك. اشعياء 15:49

 

أميل منصور – نور لجميع الأمم

ذبيحة الخطية

في ذبيحة الخطية ينكشف وجه آخر من أوجه الصليب (لا 4 : 3) فلا نسمع في ذبيحة الخطية أنها للرضى والمسرة ولا كأنها رائحة سرور بل نسمع فقط أن مقدمها يضع يديه عليها معترفاً بخطاياه فتُنقل خطاياه منه إلى ذبيحته فتساق الذبيحة للموت عوضاً عنه وهكذا أيضاً رأينا هذا العمل يكمل على الصليب إذ تقدم المسيح لله حاملاً خطايا وآثام ونجاسات الإنسان الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر (1 بط 2 : 24) إذن فلا مجال للمسرة وليس الوضع هنا وضع رضى بل على النقيض تماماً نجد الآب يحجب وجهه عنه من هذه الناحية أو بالأصح ينحجب وجه الآب عنه بسبب ما كان في موقف العار والفضيحة إذا صار لعنة لأجلنا (غل 3 : 13) لذلك على الصليب نسمعه يقول إلهي إلهي لماذا تركتني (متى 27 : 46) وما ذلك إلا لأنه وقف ضمناً موقف الخطاة الذي لم يعرف خطية صار خطية لأجلنا (2 كو 5 : 21) ومعلوم جيداً لدينا أن الله لا يرى الخطية من أجل ذلك احتجب وجه الله عن المسيح حامل الخطية.

وعبر الرب يسوع عن شناعة هذا الوجه من أوجه الصليب بقوله إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس (متى 26 : 39) مع أننا سمعناه في صورة الإبن البار الطائع يقول الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها!

إذن في الصليب عملان متداخلان يظهران وكأنهما متعارضان ولكن لم يدع الطقس القديم محلاً لتعارض ولا اعتراض فالمسيح أكمل على الصليب ذبيحتين معاً ذبيحة محرقة للرضى والسرور وذبيحة خطية ولعنة وكان يليق به أن يفرح بالصليب ويقبل اليه كعلامة طاعة وإظهار بر النبوة وكان يليق جداً أن يرتعب ويفزع منه كخشبة عار وعلامة لعنة!

ولطالما تبلبلت عقول الناس بسبب هاتين الصورتين المقترنتين معاً في الصليب مع أن الطقس الذي جمعهما في العهد الجديد فرقهما وميزهما في العهد القديم بلا لبس ولا إبهام في ذبيحتي المحرقة والخطية وإذا قارنا بين عمل الذبيحتين على الصليب نجد أن ذبيحة المحرقة تعبر موقف المسيح على الصليب أمام الله ببره الشخصي فينال الرضى والمسرة بالضرورة بينما نجد ذبيحة الخطية تعبر عن موقف المسيح أمام الله وعليه نجاسات الانسان.

لذلك بينما نجد أن ذبيحة المحرقة كانت تفحص بالسلخ والتقطيع والغسل إشارة إلى الفحص الذي أثبت بر المسيح لا نجد مثل هذا الفحص في ذبيحة الخطية على العكس كان يخرج بها الكاهن خارج الهيكل وخارج المحلة كلها إشارة إلى عدم ترائيها أمام الله أو عدم إمكانية رؤية الله لها توضيحاً لجرم الخطية وشناعتها فإن الحيوانات التي يدخل بدمها عن الخطية إلى الأقداس بيد رئيس الكهنة تحرق أجسامها خارج المحلة لذلك يسوع أيضاً لكي يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب فلنخرج إذن اليه خارج المحلة حاملين عاره (عب 13 : 11 – 13).

ولنلاحظ أنه في ذات الوقت وعلى ذات الصليب ولذات الإبن الوحيد تمت هاتان الذبيحتان معاً ففي الوقت الذي احتجب فيه وجه الآب عن الإبن بسبب الخطية التي حملها عن الإنسان كان في ذات الوقت وعلى الصليب هو هو بنفسه موضع فرح ومسرة وقبول ورضى الآب بسبب طاعته وبره وكماله الشخصي وقوله على الصليب إلهي إلهي لماذا تركتني، لأنه كان يكمل العملين معاً.

ولكن للأسف بعض الشرائح قالوا ان المسيح عندما قال إلهي إلهي لماذا تركتني كان يتكلم بناسوته هذا محض افتراء وتقسيم فاضح لطبيعته الواحدة لأن ناسوتة لم يفارق لاهوته قط، لا في قول ولا في عمل لا لحظة واحدة ولا طرفة عين.

كذلك أيضاً من يقول أنه كان يتكلم تحت الألأم عندما قال فلتعبر عني هذه الكأس (متى 26 : 39) وفي قوله لماذا تركتني هو هو المسيح الذي قال أنا والآب واحد الآب الحال في هو يعمل الأعمال (يو 14 : 10) الإبن الوحيد الذي هو في حضن الآب (يو 1 : 18) ابن الإنسان الذي هو على الأرض هو في السماء (يو 3 : 13) هو لم ينقسم قط ولا انقسمت طبيعته ولا تكلم بلسانين ولا أبدى مشيئتين ولا عمل عملاً نسخ به عملاً سابقاً قط ولكن الحقيقة تكمن في أن المسيح عمل عملاًُ واسع الاختصاصات وأكمل بالصيب صوراً عديدية متضاعفة ومتعددة الآثار.

وليس في ذلك أي ذنب على الله بل العيب وكل العيب في الإنسانية الشقية التي فتحت حصنها الإلهي ((العقل)) للشيطان ومكنته من احتلال أركانه فجاء الرب يسوع ليعمل ويُصالح ويجدد هذه الأركان.

ذبيحة الخطية قدم نفسه حاملاً خطايا الإنسان ونجاساته في جسده على الخشبة (1 بط 2 : 24) متألماً إذا لم يكن يحمل الخطية في جسده بسرور ؟؟ وقبل بحزن عظيم أن يصلب خارج أورشليم كحامل عار ولعنه الإنسان.

بعد أن علمت بقوة ذبيحة الخطية التي أكملها المسيح عنك ووضعت يدك على ذبيحة الصليب معترفاً بخطاياك وعلمت أنه بسبب انتقال خطاياك منك الى جسد المسيح على الخشبة مات المسيح على الصليب فهل لا يزال لك ضمير مثقل بالخطايا (عب 10 : 2) احذر ذلك لئلا تهين قوة الذبيحة! بل إحذر جداً أن تتقدم إلى الله وشركة دم المسيح مستكثراً خطاياك على عمل الدم الإلهي (1 يو 2 : 2).

شكراً للذي أحبنا وقد غسلنا بدمه وجعلنا ملوكاً وكهنة لله أبيه له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين (رؤ 1 : 5 ، 6)

inarabic.org

كيف تتخلصين من الخجل؟

في الكثير من المجتمعات الشرقية يُعتَبر الخجل قيمة من القيم المهمة بالنسبة للأنثى بشكل عام والفتاة بشكل خاص.
يعتقد الكثيرون أن الجرأة بالنسبة للفتاة تعني الوقاحة، أو تعني أن “وشها مكشوف” كما يقولون في مصر. إلا أن هذا غير حقيقي على الإطلاق؛ فهناك فرق كبير بين الجرأة وبين الوقاحة؛ كما أن هناك فارق بالغ الضخامة، لا يدركه غالبية الناس، بين الثقة بالنفس من ناحية وبين الفجور من ناحية أخرى.

حين نشجعك عزيزتي على التخلص من الخجل، نحن لا نعني على الإطلاق أن تكون فظة وقحة في كلامك أو نظراتك أو سلوكياتك. بل على العكس، ما نقصده هو أن تتحلي بالجرأة الممتلئة بالثقة بأن لك قيمة في كل ما تقولينه أو تفعلينه.

للأسف الكثير من المجتمعات الذكورية التي تهمش المرأة تزرع التمييز بين البنت والولد منذ الطفولة، وترسخ من خلال قهر الفتاة لفكرة أن تعبير الفتاة عن رأي مخالف لرأي أبيها أو لرأي الذكور في البيت ما هو إلا علامة على الوقاحة.

اليوم أقول لك عزيزتي أن تلك كذبة: التعبير عن نفسك بجرأة وباحترام للآخرين ليس وقاحة، ولا تعدٍ على حقوق الغير، ولكنه تعبير عن أنك تعرفين أن لك قيمة تساوي قيمة “المسيح” ذاته لأنه مات من أجلك، حيث إنه مات من أجل الكبار والصغار والرجال والنساء.

كما أن غياب الخجل في الكثير من الأحيان يتم الخلط الجاهل بينه وبين الفجور، إلا أن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. غياب الخجل في حياتك كأنثى يعني أنك تملكين قدرًا كبيرًا من الثقة بالنفس. الثقة بالنفس تعبر عن نفسها في كلماتك وفي سلوكك وفي نظراتك نحو الآخرين، كما أنها تظهر في أفعالك وردود أفعالك نحو ما يحدث في مجتمعك القريب والبعيد.

إن صوت المرأة ليس عورة، وقدرها لا يساوي نصف قدر الرجل، لا في الشهادة، ولا في الميراث ولا في أي شيء… عزيزتي… لستِ ناقصة العقل حتى تخجلي من كونك أنثي. لست ناقصة الفهم حتى تخجلي من التعبير عن رأيك الحقيقي في المواقف المختلفة.

الخجل الحقيقي هو الحياء والأدب والاحتشام المتناسب مع القيم السامية… أما الخجل المزيف الذي نشجعك على التخلص منه فهو الخجل الذي يساوي الناس بينه وبين الوقاحة أو السفور… الجرأة والثقة بالنفس لا تعنيان والوقاحة ولا السفور!

الجرأة والثقة بالنفس من سمات الفتاة التي تعرف أن لها قيمة في ذاتها، والتي تعي جيدًا أنها ليست أقل من الجنس الآخر… الفتاة التي تعي أن قيتها تساوي قيمة المسيح لن تكون منطوية خائفة ولن تكون سافرة وقحة… بل ستكون واثقة ممتلئة بالفرح والقيمة والحرية الداخلية. غلاطية 3: 28 “لا فرق بعد الآن بين يهودي ويوناني، أو عبد وحر، أو ذكر وأنثى، لأنكم جميعا واحد (متساوون) في المسيح يسوع.”

 

inarabic.org