Under Martyrdom – ظل الاستشهاد

ليس للإنسان المكرس المسلم حياته للرب تسليما كليا سوى هم واحد هو أن يتمجد المسيح في حياته. حتى أن الحياة والموت بالنسبة له سيان في سبيل هذا الهدف السامي.
إذا قرأت حياة جون وبتي ستام تجد فيها نغمة النصرة تكرر في الكتاب كله، تلك النغمة التي عبّر عنها بولس الرسول بقوله “الآن يتعظم المسيح في جسدي سواء كان بحياة أو بموت”(فيلبي1: 20).
وتجد هذه النغمة نفسها في كتابات جم اليوت، الذي وهو طالب في كلية هويتون، كتب في مفكرته يقول “أني مستعد أن أموت لأجل أكلة لحوم البشر”.
وكتب في وقت آخر، “أيها الآب، خذ حياتي، بل أيضا دمي إذا أردت، ولتلتهمه نار محبتك المضطرمة. أني لا أريد أن استبقيه لأنه ليس ملكي. خذه يا رب، خذه كله، واسكب حياتي كلها سكيبا لأجل العالم، فلا قيمة للدم ألا عندما يسكب على مذبحك”.

وكثيرون من أبطال الله أدركوا هذه الحقيقة وتيقنوا أنه أن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها. ولكن أن ماتت تأتي بثمر كثير (يوحنا12: 24). لقد كانوا يرغبون أن يكونوا حبة حنطة.
وهذا هو الموقف بعينه الذي أراد المسيح أن يعلمه لتلاميذه عندما قال لهم “فأن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من أجلي فهذا يخلصها”(لوقا9: 24). ونحن كلما فكرنا في هذه التعاليم تجلت لنا حقيقتها.

أولا: أن حياتنا ليست ملكنا. أنها ملك ذاك الذي اشتراها بدمه الكريم. فهل نتعلق بغيره لأن أنانيتنا تدفعنا إلى ذلك؟ أجاب عن هذا السؤال. “ستد” فقال
“عرفت شيئا عن موت المسيح لأجلي ولكنه لم يدر بخلي أنه بذلك العمل اشتراني من آخر وهذا يعني أنني لم أعد لذاتي بل للذي اشتراني. وهو معنى الفداء. فداني الرب بدمه لكي أكون له لا لذاتي ولا لأي شيء أو شخص آخر. فلم يبق لي ألا أحد أمرين أما أن أكون لصا واحتفظ بذاتي لذاتي، أو أن أكون أمينا فأقدم كل شيء لله. ولما فهمت معنى موت المسيح لأجلي، لم يصعب عليّ أن أقدم الكل له”

ثانيا: سنموت كلنا، وقد نموت قبل المجيء الثاني للرب.
فأين المأساة أن نموت في خدمة ملك الملوك أو أن نموت موتا عاديا بعيدين عنه؟ هل كان جيم اليوت على صواب عندما قال: “ليس غبيا من يقدم ما لا يستطيع أن يحتفظ به ليربح ما لا يمكن أن يفقده”.

ثالثا: أليس من المعقول أن نمون في سبيل من مات لأجلنا؟
أن كان العبد ليس أعظم من سيده، فأي حق لنا أن ندخل السماء دون أن نتألم كما تألم هو؟ ولهذا قال “ستد” “أن كان يسوع المسيح -وهو الله- قد مات لأجلي، من تضحية يحق لي أن أبخل بها عليه”.

رابعا وأخيرا: من الأجرام أن نحتفظ بحياتنا في حين لو بذلناها طوعا بدون تحفظ لفاضت بركات أبدية على أخوتنا في البشرية. فكم جاد الناس بحياتهم في سبيل بحث طبي! وكم جاد آخرون بها لينقذوا أعزاءهم من بيت مشتعل بالنار. وما زال يجود كثيرون بحياتهم في معارك حامية الوطيس لإنقاذ وطنهم من قوات الأعداء. فما هي إذا قيمة حياة الناس في نظرنا؟ هل نستطيع أن نقول مع “مايرز”:
“أني أرى النفوس من بعيد مقيدة بالأغلال، بينما كان لها أن تظفر وتنتصر. وأرى الناس عبيدا وكان يجب أن يكونوا ملوكا، أراهم يشاركون بعضهم بعضا في أمل زائل مكتفين بمظهر الأشياء دون جوهرها”.
فاندلعت في صدري نيران من الشوق، وانطلق صوت من أعماق نفسي كأنه بوق يناديني ويهيب بي أن أتقدم لإنقاذهم حتى ولو تعرضت في سبيل ذلك للموت!
ليس مفروضا على الجميع أن يموتوا شهداء. قليلون فقط يستشهدون بالحراب أو بالمقصلة أو سواها، ولكن على كل منا أن يحمل بين جوانحه روح الشهيد وغيرته وولاءه. وعلى كل منا أن يحيا حياة أولئك الذين سكبوا حياتهم على مذبح الاستشهاد في سبيل المسيح!

where is your treasure – أين كنزك

أين يكون الكنز هناك يكون القلب. وهذا إما أن يكون في خزنة المال الآمنة أو أن يكون في السماء! لكنه لا يمكن أن يكون في المكانين في آن واحد. لقد قال احدهم: “إما أن يترك المسيحي غناه أو أن يذهب معه.”
لقد منع الرب يسوع من تلاميذه ان يكنزوا لهم كنوزا على الأرض. لقد أراد أن تكون قلوبهم في السماء.
مع هذا فإن تعليم المسيح هذا يظهر لنا اليوم أنه متطرِّف ومتعصِّب. هل بالحقيقة كان يقصد ذلك تماماً؟ أليس المنطق السليم يعلمنا أننا يجب إعداد ما فيه الكفاية لشيخوختنا؟ ألا يتوقع منا أن نكون حكماء ونخزن للأيام الماطرة؟ أن نهتم بمن نحبهم؟ هذه أسئلة جادة يجب مواجهتها باستقامة وصراحة من كل الذين يعترفون بأتباع للمسيح.
لما هي الأجوبة؟ ما الذي يعلمه الكتاب المقدس بما يتعلق بالغنى في حياة المؤمن؟ هل من الخطأ جني الغنى الشخصي؟ ما هو مستوى معيشة المؤمن؟

أولاً، جميعنا متفقون على أن الكتاب المقدس لا يمنع ربح المال. لقد اشتغل الرسول بولس لأجل احتياجاته الشخصية (اعمال1:18-3؛ 2تسالونيكي8:3). لقد علّم أن الذي لا يريد أن يشتغل فلا يأكل ايضاً (2تسالونيكي10:3). لا شك في أن الكتاب يشدد على أن الشخص يجب أن يشتغل بنشاط لأجل تدبير احتياجاته واحتياجات عائلته.

فهل يمكننا القول أن على المؤمن أن يجني أكثر ما يمكنه من المال؟ طبعاً لا، لأن تصريح مثل هذا يجب دعمه من كلمة الله. بل يمكنه أن يربح بقدر استطاعته، ولكن مع التحفظات التالية:
• أن لا يُسمح لشغله أن يأخذ جلَّ الإهتمام على حساب ما للرب.
• عليه عدم إهمال اي من التزاماته لملكوت الله وبرّه (متى33:6).
• يجب أن لا يتسبب شغله بخسارة للبركة والسجود والخدمة عند السعيً وراء المصالح.
• يجب على المؤمن ايضا أن يجني ماله بطرق مستقيمة (امثال17:20). ربما تكون سمعة عمله ممتازة، لكن الطرق التي يجني بها ارباحه تكون غير مستقيمة. مثال على ذلك:
• عدم التصريح بمدخوله الحقيقي كما يجب (ام22:12)
• يغش بالموازين والقياسات. (ام1:11).
•يعطي الرشوة للمفتشين والمسؤولين (ام23:17).
•يقوم بالدعاية عن افضليات في منتوجاته لكن هي في الحقيقة غير حقيقية (ام6:20).
•يغش بخصوص المصروفات فيزيدها. (ام5:13).
•يراهن في السوق العامة أو في سوق المال مما يشكل نوعاَ من القمار. (ام11:13)
•دفع اجرة العامل والموظف اقل من استحقاقه (ام16:22)

لهذا التصرف الاخير يصرخ يعقوب قائلاً، “هوذا اجرة الفعلة الذين حصدوا حقولكم المبخوسة منكم تصرخ وصياح الحصادين قد دخل الى أذني رب الجنود.”(يعقوب4:5).
يمكن للمؤمن أن يجني قدر ما يستطيع من المال بدون تعريض صحته للضرر، لأن جسده هيكلٌ للروح القدس (1كورنتوس19:6). فيجب ألا يتلف صحته سعيا وراء الغنى. اخيرا، يمكن للمؤمن أن يجني بقدر ما يستطيع بدون ان يصبح طماعاً. يجب أن لا يصبح عبدا للمال بتاتاً (متى24:6)
جناية المال أمر مقبول ولكن يجب أن لا تقع في حبه (مزمور10:62).
مختصر القول. يمكن للمؤمن أن يربح بقدر استطاعته على أن يعطي الله المكان الاول. أن يتمم واجبه لعائلته، وأن يشتعل بطريقة بنائة، أن يتعامل بامانة وصدق، يحافظ على صحته، ويمتنع عن الطمع.

Spiritual Growth – النمو الروحي

أهمية النمو:
• إن النمو ظاهرة طبيعية تميز الكائنات الحية عن غيره.
• أن الطفل بعد ولادته حياً لابد له أن ينمو باستعمال مسببات النمو.. «وكأطفال مولودين الآن 00 اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به» (1بط2:2).
ويجب أن نلاحظ أن النمو الروحي في حياة المؤمن يأخذ وقته تماماً مثل ما يحدث في حياتنا الجسدية فنحن نولد أطفالاً رضع حتى أننا لا نستطيع أن نتكفل بأنفسنا، فالإنسان يولد طفلاً لا يستطيع الحركة ثم بمرور الأيام يبدأ الطفل يتحرك ثم يتعلم كيف يقف ويمسك بحافة السرير، ثم يخطو خطواته الأولى. ثم يتعلم المشي بمفرده، ثم يجرى، ثم يصير صبياً، ثم فتى، ثم شاباً، ثم رجلاً قوي البنية.
هنا نرى بوضوح مراحل النمو المتعددة من الرضاع إلى الطفولة إلى الصبوة إلى الشباب إلى الرجولة. وعلى النمط عينه في المستوى الروحي نحن نبدأ كأطفال روحيين ثم ننمو إلى الصبوة الروحية ثم النضج الروحي.
وقد تختلف درجة النمو من واحد لآخر. ومع أن كلمة الله توصينا بالقول “انموا…” لكن في الواقع أننا نكتشف حالات مؤسفة من تأخر النضج الروحي للمؤمنين, مثل تلك التي وردت الإشارة إليها في رسالة بولس الرسول إلى المؤمنين في كورنثوس, والتي وصف الرسول أصحابها أنهم أطفال في المسيح وجسديين (1كو 3 : 1 ـ 4 ).

كيف أنمو؟

أولاً: من خلال الصلاة
عندما تقابل الرب يسوع مع شاول الطرسوسي وهو في طريقه إلى دمشق وغير حياته (أعمال 9)، أرسل إليه تلميذاً اسمه حنانيا وأعطاه دليلاً على أنه حصل على الحياة الجديدة إذ قال له: «هوذا يصلى» (أع11:9).
– الصلاة تبرهن على أنه قد صارت لنا علاقة بالله.
– الصلاة هي مشغولية الفكر الدائمة والتحدث الدائم مع الله.
– يوصينا الرب بالقول «ينبغي أن يصلى كل حين ولا يمل» (لو1:18).
– يقول الرسول بولس للمؤمنين في مدينة تسالونيكي «صلوا بلا انقطاع» (1تس5: 17).
– يقول الرسول بولس للمؤمنين في مدينة كولوسي «واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر» (كو4:2).
– عندما نصلى يجب أن نعترف بما صدر منا من أخطاء (1يو1: 5-9).
– في الصلاة نشكر الرب لأجل كل عطاياه, ونشكر أيضا على كل شئ (أف20:5).
– في الصلاة نطلب ما نحتاج بثقة (في6:4).
فالصلاة دائماً كالتنفس: (شهيق وزفير) الذي يحتاج إليه الطفل بعد ولادته وقبل اللبن أيضاً، فبدون التنفس يحدث الاختناق والموت، هكذا كل من ولد من الله.

ثانياً:قراءة كلمة الله
كما أن الطفل يحتاج إلى اللبن ويشربه على دفعات طوال اليوم لكي ينمو، هكذا المولود من الله يحتاج إلى كلمة الله المشبهة باللبن (1بط2:2، عب5: 12و13)، ومع نمو المؤمن المستمر تتحول ذات الكلمة في فهمها إلى طعام قوي (عب14:5)،.

إن كلمة الله لها دور فعال في نمو حياتنا الروحية:
– هى سراج ينير لنا الطريق لنسلك بدون زلل (مز105:119).
– هى كالماء لتنقية الحياة (أف26:5).
– هى نار تحرق كل الشوائب في الحياة، ومطرقة تحطم قساوة القلب (إر29:23).
– هى كالمرآة تكشف كل ما هو خفي عنا في حياتنا لإصلاحه (يع23:1).
ولذلك اقتن كتاب مقدس واختر أفضل أوقاتك للقراءة وليكن في الصباح الباكر. وصل قبل أن تقرأ كتابك, وأقرأه بروح الصلاة, واقرأه بروح التأني, واطلب الرب ليعطيك الفهم لكلمته وصلي ما قرأته.

* واحترس من أن تهمل قراءته لئلا تهمله يوما فتجد نفسك قد أهملته كل يوم. إن كثرة تأملك بروح الصلاة في كلمة الله يقودك إلى الملء الروحي والتعمق في معرفة المسيح وكفاية عمله
إنه من الضروري أن نهتم بدراسة كلمة الله واثناء الدراية يجب أن:
١.نقرا “وقرأوا في السفر في شريعة الله ببيان وفسروا المعنى..” (نح8: Cool.
٢. نفتش. قال الرب يسوع “فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية. وهي التي تشهد لي” (يو5: 39) ويقول أيضا “فتشوا في سفر الرب واقرأوا. واحدة من هذه لا تفقد” (إش34: 16).
٣. نفحص. جاء هذا القول عن أهل بيرية “وكان هؤلاء أشرف من الذين في تسالونيكي فقبلوا الكلمة بكل نشاط فاحصين الكتب كل يوم هل هذه الأمور هكذا” (أع17: 11).
٤. ناكل. “وجد كلامك فأكلته فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي” (إر15: 16).
٥. نلهج. “طوبى للرجل… في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهارا وليلا” (مز1: 1-3).
٦. نحفظ. “طوبى لحافظي شهادته…وصاياك أحفظ…” (مز119: 2وCool.
٧. نخبىء كلمته فى قلوبنا: “خبأت كلامك في قلبي لكي لا أخطئ إليك” (مز119: 11).
٨. نعمل بها: “إن علمتم هذا فطوباكم إن عملتموه” (يو13: 17).

ثالثاً: الشهادة عن الرب يسوع
الإنسان الحي دائم الحركة. هذه الحركة تعطى عملية امتداد ونمو للعضلات والأنسجة. وما نقصده بالحركة الشهادة عن المسيح أمام الآخرين.
– هذا ما قاله الرب يسوع للإنسان الذي كان مجنوناً بعد أن حرره من لجئون «اذهب إلى بيتك واخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك. فمضى وابتدأ ينادى في العشر المدن كم صنع به يسوع» (مر5: 19-20).
– لقد قال الرب يسوع للتلاميذ «أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم» (يو16:15).
– أيضاً قال الرب يسوع «بهذا يتمجد أبى. أن تأتوا ثمر كثير فتكونون تلاميذي» (يو8:15).
– قد قيل عن شاول الذي اصبح بولس بعد أن تقابل معه الرب يسوع وغير حياته «وللوقت جعل يكرز في المجامع بالمسيح أن هذا هو ابن الله» (أع20:9).
وأنت مدعو أيضا للشهادة عن ما صنع المسيح في حياتك (سيساعدك الاشتراك بكورس كيف اشارك ايماني في هذا عمليا)

رابعاً: الشركة مع المؤمنين
– تقول كلمة الله «ولكن إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض» (1يو1: 7).
– قيل عن شاول بعد تجديده مباشرة «وكان شاول مع التلاميذ في دمشق أياماً (أع19:9).
– لما جاء شاول إلى أورشليم «حاول أن يلتصق بالتلاميذ» (أع26:9).
– قيل كثيراً عن التلاميذ إنهم كانوا بنفس واحدة، وهذا يجعلنا ندرك أهمية حضور الاجتماعات الروحية. لذلك يقول الرسول «غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة (عب25:10).
– من خلال شركتنا مع المؤمنين نتعلم منهم الكثير، ونكون في دفء روحي.
– المؤمن الذي يعيش في عزلة وانطواء هو عرضه لهجمات الشيطان.

خامساً:الامتلاء من الروح القدس
إن معنى الامتلاء بالروح القدس هو أن نكون تحت سيطرة الروح وفي ملء قوته.
إن طريق الامتلاء بالروح القدس هو الإيمان. إلا أن هناك عوامل كثيرة تهيئ القلب لهذا الملء ومنها مثلاً:
١. يجب أن يكون في القلب رغبة صادقة في أن تكون لنا الحياة التي تسر قلب الرب أي يكون عندنا جوع وعطش إلى البر (مت6:5).
٢. يجب أن يكون في القلب رغبة صادقة في تسليم الحياة بجملتها للرب يسوع بحسب الوصية الواردة في (رو12: 1و2) «أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله».
٣. الاعتراف بكل خطية يشير الروح القدس إليها (1يو1: 8و9).
٤. يجب أن نستند على الوصية القائلة «امتلئوا بالروح» (أف18:5)، والوعد القائل «إن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا. وإن كنا نعلم أنه مهما طلبنا يسمع لنا نعلم أن لنا الطلبات التي طلبناها منه» (1يو5: 14و15).
٥. الشركة مع الرب وممارسة وسائط النعمة تقود إلى المليء بالروح القدس.

وإذ نمتلئ بالروح القدس تكون النتيجة:
• أن حياتنا تختبر أكثر فأكثر ثمر الروح (غل23:5).
• نصبح أكثر فأكثر مطابقين لصورة المسيح (2كو3: 17و18).
• حياة الصلاة فينا تزداد عمقاً.
• دراستنا لكلمة الله سوف تصبح أكثر إشراقاً ومعنى.
• نكون أكثر استعداداً للصراع الروحي ضد العالم (1يو2: 15-17) والجسد (غل5: 16و17) والشيطان (1بط5: 8و9).
• نختبر قوة الروح القدس لمقاومة اغراءات الخطية (أف10:6، رو1:6-16)، ونسلك السلوك الذي يمجد الله.

سادساً: الخضوع لمشيئة الله
يجب أن يكون لنا التسليم لمشيئة الله واضعين ثقتنا الكاملة فيه. ويجب أن ندرك أن أفضل مخطط حكيم في حياتنا هو مخطط الله النابع من إرادته لنا. لذلك يجب أن نعرف الله في حقيقته. فهو الآب المحب، القدوس، الحكيم، العطوف، العادل. وليس هو الجبار المنتقم.
كما يجب علينا أن نتمسك بمواعيد الله التي في كلمته وننتظر الرب حتى يتمم مشيئته بصورة محددة. مع ملاحظة أن القرب من المكتوب والملء بالروح القدس والخضوع والطاعة لإرشاده النابع من سيطرته على حياتنا، يعطى لنا فهما أكثر لمشيئة الله في حياتنا.

ولفهم ما يأمرنا به الرب، فإنه يجب أن نتبع هذه الطريقة لمعرفة هل هذا الشيء من الله أم من الشيطان أم من أفكارنا الذاتية، نسأل :
١- إن كان دافعنا أن نكرم أو نعظم إلهنا بصورة ما .. أم لا؟
٢- إن كان هذا يتفق مع تعاليم ومبادىء كلمة الله المكتوبة .. أم لا؟
٣- إن كانت دوافعنا نقية وطاهرة .. أم لا؟
٤- إن كانت تجلب البركة لكنيسة المسيح (شعب الله) … أم لا؟
٥- نسأل مشورة مؤمنين حقيقيين ممتلئين بالروح القدس وبروح الصلاة. نسألهم النصح والإرشاد مع ملاحظة أنه لا نعتمد على نصائحهم كقضية مسلم بها.

النمو الروحي شيء ضروري لذلك لنصغ ونعمل بهذه الوصية العظيمة:
«ولكن انموا في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح» (2بط18:3)

why do we preach – لماذا نكرز

الهدف الأساسي:
معرفة الأساس الكتابي للكرازة، وبناء القناعة الشخصية الداخلية بأن تكون مبادرًا بالكرازة للآخرين ومعرفة ما هو الهدف الرئيسي من وجودك في هذا الجيل؟

الأهداف التعليمية:
معرفة مفهوم الكرازة في الكتاب المقدس
الإجابة الكتابية على سؤال ” لماذا نكرز؟ ”
ملخص وتطبيق

مقدِّمة عامة:
إن معرفتنا  للأسس الكتابية  للكرازة، ومعرفة ما يجب أن يدفعنا لمثل هذا العمل، قد يغيِّر أسلوبَ حياتنا ونظرتنا للآخرين.

سؤال للمناقشة؟
من وجهة نظرك، لماذا يجب أن نكرز ؟

الكرازة في الكتاب المُقدَّس:
لمعنى الأساسي للكرازة في اللغة اليونانية هو”كيريسو”، ومعناها “يعلن أو ينادي” وهي تُستخدَم نحو 60 مرة في الكتاب المقدس، وكان “المنادي” قديمًا شخصيةً مهمةً؛ إذ كان رجلًا صاحب مكانة، يستخدمه الملك أو الدولة لإعلان القوانين والأوامر والأحكام العامة والمناداة بها للشعب.

  • ورغم استخدام الكلمة أكثر في العهد الجديد، فإن هذا لا يعني أنه لم توجد كرازة في العهد القديم؛ فقد كان الأنبياء ينادون برسالة الله بدعوةٍ منه، فقد أمر الربُّ يونانَ أن يذهب إلى نينوى وينادي عليها (يون 1: 1، 3: 1) ويُقال عن نوح إنه كان “كارزًا للبر” (2بط 2: 5) وجاءت كلمة (Kerysso) “يكرز” في الترجمة السبعينية بمعنى ينادي (يؤ 1: 14)، و”يبشِّر” (إش 61: 1)، كما أن كلمة “الجامعة”  (جا 1: 1، 12) تعني من يجمع حوله جماعةً من الناس ليخاطبهم.
  • وكذلك يُستَخدَم الفعل “يبشِّر” ومشتقاته أكثر من 50 مرة لتأكيد طبيعة الكرازة

اعمَلْ عَمَلَ المُبَشِّرِ. تمِّمْ خِدمَتَكَ ” (2 تى 4: 5).

  • يجب أن نميِّز بين الكرازة والتعليم؛ فيقول متى البشير: “وكانَ يَسوعُ يَطوفُ كُلَّ الجليلِ يُعَلِّمُ في مجامعهمْ، ويَكرِزُ ببِشارَةِ الملكوتِ، ويَشفي كُلَّ مَرَضٍ وكُلَّ ضَعفٍ في الشَّعبِ” (مت 4: 23). ومع اختلاف الكرازة عن التعليم، فإن لكليهما أساسًا واحدًا؛ فالكرازة هي التبشير بما فعله اللهُ في المسيح لأجلنا، والتعليم هو كيف نسلك ونعيش كما يحق لإنجيل المسيح.
  • إن أهم ما يميِّز الكرازةَ فى العهد الجديد أيضًا هو أنها أمر إلزامي لكل المؤمنين كما سنعرف فيما بعد، كما أنها ليست دورَ أشخاصٍ معيَّنين فقط داخل الكنيسة، لكنها أمرٌ لكل المؤمنين عبر كل العصور، ولكن يوجد من تكون موهبتهم الروحية هي التبشير “وهو أعطَى البَعضَ أنْ يكونوا رُسُلاً، والبَعضَ أنبياءَ، والبَعضَ مُبَشِّرينَ، والبَعضَ رُعاةً ومُعَلِّمينَ، لأجلِ تكميلِ القِدِّيسينَ لعَمَلِ الخِدمَةِ، لبُنيانِ جَسَدِ المَسيحِ” (أف 4: 11- 12)، وهؤلاء أشخاص يتخصَّصون في التبشير ليكون هو كل خدمتهم.

الكرازة:

هي المناداة ببشارة الخلاص ،وتوصيل رسالة محبة الله وصليب المسيح، سواء بشكلٍ فردي أو أمام مجموعةٍ.

الأساس الكتابي للمبادرة في الكرازة:

  1. الناس هالكون لأنهم منفصلون عن الله.
    الناس هالكون بدون المسيح.

يقول الكتاب في (لو 19: 10): “لأنَّ ابنَ الإنسانِ قد جاءَ لكَيْ يَطلُبَ ويُخَلِّصَ ما قد هَلكَ”. الناس هالكون بدون المسيح؛ لأنهم لا يستطيعون أن يجدوا طريقهم إلى الحق والنور، وهم يعيشون في مملكة الشيطان المظلمة دون أمل في النجاة، لذلك، فهم عاجزون عن تخليص أنفسهم.

في (مت 9: 36)، تحنن يسوعُ على الجموع؛ لأنهم منزعجون ومنطرحون كغنمٍ لا راعي لها، أشار يسوعُ مرارًا وتكرارًا إلى الناس على أنهم هالكون كالغنم؛ فهم بدون المسيح أمواتٌ بالنسبة لله، وإذا تُرِكوا حتى يخلِّصوا أنفسهم، فسيكونون منفصلين عنه بلا رجاءٍ، وربما لا يدركون غالبًا حاجتهم للمسيح، ولهذا، فمن الضروري أن نخبرهم وكثيرين ممَّن يدركون حاجتهم لمعرفة الله ولا يعرفون الطريقَ إلى معرفته بذلك؛ فلدى الإنسان ميلٌ طبيعي إلى كسب الخلاص بالأعمال الصالحة أو الأخلاق الفاضلة.

صنع اللهُ تدبيرًا لخلاص أولئك الذين يقبلون هذا التدبير.

يقول بولس الرسول في (رومية 5: 8): “ولكن اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لنا، لأنَّهُ ونَحنُ بَعدُ خُطاةٌ ماتَ المَسيحُ لأجلِنا” المسيح وحده هو الذي دفع ثمنَ خطايانا، وعلى الرغم من التكلفة  الباهظة التي كان عليه أن يتحمَّلها، فقد كان مستعدًّا أن يموت حتى يعرفه الناسُ. يعرف كثيرون اليوم حقائقَ الصلب، لكنهم لا يدركون أهميتها حتى يتم شرحها لهم، ولا بد أن يحضر اللهُ قلوبهم حتى يفهموا.

2– الله يعد الناس للخلاص
يقول بطرس الرسول في (2 بط 3: 9): “لا يتباطأُ الرَّبُّ عن وعدِهِ كما يَحسِبُ قَوْمٌ التَّباطؤَ، لكنهُ يتأنَّى علَينا، وهو لا يَشاءُ أنْ يَهلِكَ أُناسٌ، بل أنْ يُقبِلَ الجميعُ إلَى التَّوْبَةِ”. يؤكد هذا العددُ أن الله يريد أن يخلِّص الجميعَ.

3يأمرنا اللهُ بأن نقوم بتوصيل رسالة محبته للجميع.

فهو الذي صنع التدبيرَ للخلاص، وجهَّز من يسمعون الرسالة، ولكنه اختارنا لنذهب ونوصل رسالته لهؤلاء الناس.

لماذا نكرز؟ (دوافع الكرازة)

1 شهوة قلب الله:
يقول الكتاب المقدس: “الذي يُريدُ أنَّ جميعَ الناسِ يَخلُصونَ، وإلَى مَعرِفَةِ الحَقِّ يُقبِلون” (1 تي 2: 4).عندما يعلن اللهُ عمَّا في داخل قلبه تجاه العالم، وعندما نؤمن أنه يحب ويدعو الجميع “لأنَّهُ هكذا أحَبَّ اللهُ العالَمَ حتَّى بَذَلَ ابنَهُ الوَحيدَ، لكَيْ لا يَهلِكَ كُلُّ مَنْ يؤمِنُ بهِ، بل تكونُ لهُ الحياةُ الأبديَّةُ” (يوحنا 3: 16)، وعندما تكون العلاقة بالله والشركة معه قائمةً على الحب ـ فقد أحبنا أولًا، ونحن علينا أن نحبه من كل القلب (مرقس 12: 30) فنقترب ممَّا في قلبه ـ فعلينا إذًا أن نكرز.

2- الملائكة لا تكرز:
“وكانَ في قَيصَريَّةَ رَجُلٌ اسمُهُ كرنيليوسُ، قائدُ مِئَةٍ مِنَ الكَتيبَةِ التي تُدعَى الإيطاليَّةَ. وهو تقيٌّ وخائفُ اللهِ مع جميعِ بَيتِهِ، يَصنَعُ حَسَناتٍ كثيرَةً للشَّعبِ، ويُصَلِّي إلَى اللهِ في كُلِّ حينٍ. فرأَى ظاهِرًا في رؤيا نَحوَ السّاعَةِ التّاسِعَةِ مِنَ النَّهارِ، مَلاكًا مِنَ اللهِ داخِلاً إليهِ وقائلاً لهُ: “يا كرنيليوسُ!” فلَمّا شَخَصَ إليهِ ودَخَلهُ الخَوْفُ، قالَ:”ماذا يا سيِّدُ؟” فقالَ لهُ:”صَلَواتُكَ وصَدَقاتُكَ صَعِدَتْ تذكارًا أمامَ اللهِ. والآنَ أرسِلْ إلَى يافا رِجالاً واستَدعِ سِمعانَ المُلَقَّبَ بُطرُسَ. إنَّهُ نازِلٌ عِندَ سِمعانَ رَجُلٍ دَبّاغٍ بَيتُهُ عِندَ البحرِ. هو يقولُ لكَ ماذا يَنبَغي أنْ تفعَلَ”” (أع ١٠: ١-٦).
كان من السهل أن يكمل الملاكُ لكرنيليوس الرسالة ويكلِّمه عن المسيح الذي مات لأجله، ولكن الله أراد أن يستخدم بطرسَ ليقوم بذلك، فلا ننتظر أن يستخدم اللهُ خدَّامَه الملائكة لتوصيل رسالة حبه للعالم؛ لأنه يبحث عنَّا لنكرز.

3 فلنأتِ بثمرٍ لأننا أغصان في الكرمة:
“أنا الكَرمَةُ الحَقيقيَّةُ وأبي الكَرّامُ. كُلُّ غُصنٍ فيَّ لا يأتي بثَمَرٍ يَنزِعُهُ، وكُلُّ ما يأتي بثَمَرٍ يُنَقِّيهِ ليأتيَ بثَمَرٍ أكثَرَ. أنتُمُ الآنَ أنقياءُ لسَبَبِ الكلامِ الذي كلَّمتُكُمْ بهِ. اُثبُتوا فيَّ وأنا فيكُم. كما أنَّ الغُصنَ لا يَقدِرُ أنْ يأتيَ بثَمَرٍ مِنْ ذاتِهِ إنْ لم يَثبُتْ في الكَرمَةِ، كذلكَ أنتُمْ أيضًا إنْ لم تثبُتوا فيَّ. أنا الكَرمَةُ وأنتُمُ الأغصانُ. الذي يَثبُتُ فيَّ وأنا فيهِ هذا يأتي بثَمَرٍ كثيرٍ، لأنَّكُمْ بدوني لا تقدِرونَ أنْ تفعَلوا شَيئًا” (يو 15: 1- 5).
“وكانَ إلَيَّ كلامُ الرَّبِّ قائلاً: “يا ابنَ آدَمَ، ماذا يكونُ عودُ الكَرمِ فوقَ كُلِّ عودٍ أو فوقَ القَضيبِ الذي مِنْ شَجَرِ الوَعرِ؟ هل يؤخَذُ مِنهُ عودٌ لاصطِناعِ عَمَلٍ مّا، أو يأخُذونَ مِنهُ وتدًا ليُعَلَّقَ علَيهِ إناءٌ مّا؟ هوذا يُطرَحُ أكلاً للنّارِ. تأكُلُ النّارُ طَرَفَيهِ ويُحرَقُ وسطُهُ. فهل يَصلُحُ لعَمَلٍ؟ هوذا حينَ كانَ صَحيحًا لم يَكُنْ يَصلُحُ لعَمَلٍ مّا، فكمْ بالحَريِّ لا يَصلُحُ بَعدُ لعَمَلٍ إذ أكلَتهُ النّارُ فاحتَرَقَ؟” (حز 15: 1- 5).
لقد شبَّهنا المسيحُ بالأغصان في الكرمة، وعلينا أن نثبت لنأتي بالثمر، مع العلم بأن غصن العنب ليست له أي وظيفةٍ أخرى ولا يصلح لأي عملٍ غير الإثمار؛ فدورنا الأساسي هو أن نأتي بثمر ثلاثين وستين ومائة، وأن يدوم ثمرنا (يو15: 16).

4- الضرورة والمسؤولية:
لأنَّهُ إنْ كُنتُ أُبَشِّرُ فليس لي فخرٌ، إذ الضَّرورَةُ مَوْضوعَةٌ علَيَّ، فوَيلٌ لي إنْ كُنتُ لا أُبَشِّرُ” (١كو٩: ١٦).
قد تكون الضرورةُ موضوعةً عليك لأنك الوحيد الموجود في مكانٍ ما وتعرف المسيح حقيقةً، أو لأنك في مكان دراستك أو عملك أنت النور وسط عالمٍ مظلمٍ، أو حتى داخل أسرتك وبين أقاربك قد تكون ممَّن وُضِعت عليهم الضرورة، وأن عليك أن تقم بدورك في توصيل الرسالة، وكثيرًا ما يُوجِدنا الربُّ في ظروف نتحمَّل فيها المسؤولية كاملةً.

علينا أن نعرف أيضًا أننا مسؤولون عمَّن نعرفهم ولم ننذرهم وسنعطي حسابًا عن كل مرةٍ كان من الممكن فيها أن ننقذ نفسًا من الهلاك ولم نفعل ذلك، وكثيرون لا يأخذون الموضوعَ بجدِّيةٍ، وكأنهم أطفالٌ يلهون ويلعبون لعبة المسيحية بينما يحترق العالم حولهم.

إذا قُلتُ للشِّرِّيرِ: موتًا تموتُ، وما أنذَرتَهُ أنتَ ولا تكلَّمتَ إنذارًا للشِّرِّيرِ مِنْ طريقِهِ الرَّديئَةِ لإحيائهِ، فذلكَ الشِّرِّيرُ يَموتُ بإثمِهِ، أمّا دَمُهُ فمِنْ يَدِكَ أطلُبُهُ. وإنْ أنذَرتَ أنتَ الشِّرِّيرَ ولم يَرجِعْ عن شَرِّهِ ولا عن طريقِهِ الرَّديئَةِ، فإنَّهُ يَموتُ بإثمِهِ” (حز ٣: ١٨-19).
قال شارلي إستاد: “يريد البعضُ أن يبقوا داخل كنائسهم يسمعون صوتها ويقرعون جرسها، أما أنا فأريد أن أركض لأنقذ إنسانًا على بُعد متر من الجحيم”.

5- النتيجة الطبيعية:
“آمَنْتُ لِذَلِكَ تَكَلَّمْتُ” (مز١١٦: ١٠).
“فقُلتُ:”لا أذكُرُهُ ولا أنطِقُ بَعدُ باسمِهِ”. فكانَ في قَلبي كنارٍ مُحرِقَةٍ مَحصورَةٍ في عِظامي، فمَلِلتُ مِنَ الإمساكِ ولم أستَطِعْ” (إر٢٠: ٩).
الإيمان الحقيقي دائمًا تتبعه أعمالٌ تثبت صحتَه، ومن أهمها أن يشهد المؤمنُ عمَّا حدث في حياته من معجزةٍ غيَّرت حياته.

6 الاحتياج الشديد والحل الوحيد:
نفوس كثيرة من حولنا تصرخ وتعلن احتياجها لمن يروي ظمأها ويشبع جوعها للحب غير المشروط، وإذا نظرنا نحن على من هم حولنا، وعدد من يهلكون في كل ساعةٍ دون أن يساعدهم أحدٌ ليعرفوا الطريقَ الوحيد للخلاص، لأدركنا عمقَ الاحتياج للكرازة في كل فرصةٍ متاحةٍ لنا “أنقِذِ المُنقادينَ إلَى الموتِ” (أم 24: 11) و”قالَ لهُ يَسوعُ: “أنا هو الطَّريقُ والحَقُّ والحياةُ. ليس أحَدٌ يأتي إلَى الآبِ إلا بي”” (يو14: 6)، فليس بأحد غيره الخلاص، ولا يوجد شخصٌ آخر تحت السماء يستطيع أن يُخلِّص البشر، إنها الحقيقة، كما أوجد الروحُ القدس أيضًا جوعًا وعطشًا نحو الله في قلوب البشر بكل مكان، وهذا واضحٌ في قبول الكثيرين لرسالة المسيح عندما تصلهم بشرى الخلاص بقوة الروح القدس.

7- أمر إلهي:
صاحبُ السلطان في السماء وعلى الأرض يقول: “اذهَبوا إلَى العالَمِ أجمَعَ واكرِزوا بالإنجيلِ للخَليقَةِ كُلِّها” (مر 16: 15)، والأمر هنا للجميع، وفعل الأمر من إلهٍ محب لا يحمل الكثيرَ من المعاني؛ فهو أمر وتكليف لكل التلاميذ على مر العصور، وهو ليس اختيارًا ولكنه أمرٌ يحتاج إلى قرارٍ وتنفيذ في الحال.

ملخص
ليست الكرازة من اختصاص مجموعةٍ معيَّنةٍ، وليست الشهادة عن المسيح وظيفةً لبعض المؤمنين؛ فقد قال الربُّ يسوعُ إننا نور العالم وملح الأرض (مت 5: 13، 14)، وعلينا أن نقتنع داخليًّا ـ بدافع حبِّنا لله وللناس ـ بأن لنا دورًا وإرساليةً في هذا الجيل، وهي أن نكرز ببشارة الملكوت لكل الناس من حولنا، وذلك للأسباب التالية:

  1. لأنها شهوة قلب الله.
  2. لأن الملائكة لا تكرز.
  3. لأننا أغصانٌ في الكرمة.
  4. للضرورة والمسؤولية.
  5. النتيجة الطبيعية.
  6. الاحتياج الشديد والحل الوحيد.
  7. أمر إلهي.

ودورنا ليس فقط أن نكرز كما سنتعلم في هذه الدورة التدريبية، ولكن أن نتابع ونتَلمِذ آخرين أيضًا، ليكونوا هم أيضًا فعلةً حقيقيين “وما سمِعتَهُ مِنِّي بشُهودٍ كثيرينَ، أودِعهُ أُناسًا أُمَناءَ، يكونونَ أكفاءً أنْ يُعَلِّموا آخَرينَ أيضًا” (2 تي2: 2).

سؤال تطبيقي:
كيف تشرح باختصارٍ قناعتَك الشخصيةَ عن دورك في الكرازة؟

صلاة

  • يارب، سامحني على كل وقتٍ كان من الممكن أن أكرز فيه لشخصٍ ما ولم أفعل ذلك،
  • ضع فيَّ محبتك للنفوس يارب، حتى أشعر كم هي غالية عليك حياتهم!
  • اجعلني أقوم بدوري كسفيرٍ لمك الملوك، وغصنٍ في الكرمة يجب أن يأتي بثمرٍ.

wait God , do not hurry – أنتظر الله , لا تستعجل

أراد ابراهيم ان ينجب ابنا قبل الوقت, ولم ينتظر وقت الله، فأنجب ولداً وصنع مشكلة.

أراد موسى ان يخلص شعب الله قبل الوقت بقوته الذاتية، ولم ينتظر وقت الرب, فقتل المصري ورفُض من الجميع, وظل هاربا 40 عاماً.

أراد يوسف ان يعجل خروجه من السجن قبل الوقت، فطلب من الساقي ان يذكره امام فرعون. ولو كان الساقي قد ذكره لكان قد خرج من السجن عبداً لا سيداً على كل مصر.

إن وقت أو أجندة الله لا تخطئ أبداً، إن ساعة الله لا تبطئ.

إنه واضع النجوم في افلاكها, وضابط الأرض في مدارها.

إنه الخبير بنفوسنا, والمحصي شعور رؤوسنا.

انه الوحيد المحب, القادر, وضابط الكل. لذلك اذكر قول الكتاب:

(جَيِّدٌ أَنْ يَنْتَظِرَ الإِنْسَانُ وَيَتَوَقَّعَ بِسُكُوتٍ خَلاَصَ الرَّبِّ.) مراثي ارميا3: 26.

المحبة لا تسقط أبدا – Love never fails

ولكن هناك طريقة واحدة يذكر الكتاب المقدس عنها أنها لم ولن تسقط أمام أى إختبار أو متغيرات أو ثقافات أو أفكار. فالمحبة هى الوسيلة الوحيدة التي صالحت السماء بالأرض. بالمحبة يستطيع الدنيئ أن يحظى بكرامة ويجد له قيمة في عين من يحبه. بالمحبة عرفنا العالم الذي لا ينحصر فكره فقط على الذاتية والأنا، وشبع النفس فحسب، إنما إنسلخت من القوقعة وتخطت حدود الأنا، لتفكر في الآخرين.

بالمحبة تتجدد الأرض والعالم كله، فعندما ينزوي الإنسان بمحبته على نفسه فقط، ويموت هذا الإنسان، تموت معه هذه المحبة، فلا تخرج خارج إطار هذا الجسد الذي يُواريه التراب. ولكن عندما تنطلق المحبة من الإنسان إلى آخرين، ويموت هذا الإنسان، لا تتوقف المحبة عنده فقط، بل تمتد وتُثمر في الأخرين. فمع كونه ميت بالجسد، إلا أنه يظل يتكلم بمحبته العاملة في الآخرين.
تتجسد هذه المحبة في الله الواهب حب وحياة للبشرية. الشمس لا تفرق بين شرير وصالح عندما تلقي بآشعتها على وجه البسيطة، فتحجب عن هذا وتمنح لذاك. فإذا كانت الشمس وهى شئ جامد يهب الدفء والنور للجميع دون فرق، فكم وكم يكون الأمر مع الله الذي هو محبة (الله محبة)

نتسابق في المناسبات والأعياد لتقديم المحبة لذوينا وأقربائنا، من خلال أشياء عينية أو هدايا، أو بعض الكلمات المصحوبة ببعض المشاعر المرهفة والرقيقة، التي لا يُخطئ أبداً متلقيها في فهمها والإستمتاع بها.
لكن هناك من أحب، بدون مناسبة، وبدون أى ميزة فيمن أحبهم. فقط لأنه محبة، وهذا الشخص هو الله، عندما أحب العالم أجمع، أحبهم إلى المنتهى. أحبهم وقد كلفه هذا الحب ثمناً باهظاً. حياة إبنه. هذا الإبن الوحيد قدم ذاته دون تأخير، طواعيةً دون أى شرط، لا لشئ إلا لأنه أحب كل إنسان.

الله في محبته الفائقة قد دبر لنا خطة الفداء الثمين إذ أرسل المسيح ليكفر عن خطايانا بموته على الصليب، كما هو مكتوب “أن المسيح مات من أجل خطايانا” (1كو15: 3)
وثمة دليل آخر على محبة الله الشديدة للإنسان هو:
أنه يطرق على باب حياتك. يقول الرب يسوع المسيح: “هأنذا واقف على الباب وأقرع، إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي” (رؤيا3: 20)
فبكل الحب، الرب مستعد أن يغفر خطايانا مهما كانت بشعة وقبيحة، فقط إن كنا نعترف بها ونطلب منه المعونة حتى يحفظنا منها. فالكتاب المقدس يقول: “إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم” (1يو1: 9).

الله في محبته لا يجبر إنسانا على قبوله، ولكنه يقف على الباب ويقرع بالحب، وينتظر من الإنسان أن يتجاوب معه بالحب. ولهذا قال الرسول يوحنا الحبيب: “نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً” (1يو4: 19)
فكل ما تراه من حب في هذا العالم، إنما هو ممتد من محبة الله الفائقة التي لا تستطيع المياه الكثيرة أن تُطفئها، هيا أخي الحبيب لتدرك حب الله الذي بلا حدود لشخصك؟

هل ترغب في أن تبادله حبا بحب؟
هل تريد أن تتمتع ببركات هذا الحب، من فداء وغفران وحياة أبدية؟
هل تحب أن تطلب منه الآن لكي يحل في قلبك؟ وهل تثق أنه يستجيب لك؟
هل أنت مستعد أن تتمم خلاصك في محيط هذا الحب اللانهائي.
طلبتي إلى الله أن يعطيك نعمة لكي تتخذ قرارا حاسما الآن، ولا تؤجل الفرصة.