الخشبة التي تنقذ من الموت! (2)

من جانب آخر يقول كاتب القرآن بلسان المسيح فى (سورة آل عمران 3 :49):
” وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49)”.
أى أن المسيح قادر على أقامة الموتي بإذن الله ولم يحدد كاتب القرآن أى نوع من الموتى، وهل من هؤلاء الموتى الذين أقامهم المسيح كان عظام رميم؟

وفى (سورة المائدة 5: 110):
” إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (110)”.
وفى سورة المائدة يؤكد كاتب القرآن ان المسيح كان يخرج الموتى من قبورهم إلى الحياة وأيضاً لم يحدد كاتب القرآن أى نوع من الموتى، وهل من هؤلاء الموتى الذين أقامهم المسيح كان عظام رميم؟

المسيح أقام حام ابن نوح من الموت أى عظام وهو رميم:
“رَوَى عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : (قَالَ الْحَوَارِيُّونَ لِعِيسَى – عَلَيْهِ السَّلَامُ – : لَوْ بَعَثْتَ لَنَا رَجُلًا شَهِدَ السَّفِينَةَ يُحَدِّثُنَا عَنْهَا، فَانْطَلَقَ بِهِمْ حَتَّى انْتَهَى إِلَى كَثِيبٍ مِنْ تُرَابٍ فَأَخَذَ كَفًّا مِنْ ذَلِكَ التُّرَابِ، قَالَ أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : هَذَا كَعْبُ {كعب قدم} حَامِ بْنِ نُوحٍ قَالَ فَضَرَبَ الْكَثِيبَ بِعَصَاهُ وَقَالَ : قُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يَنْفُضُ التُّرَابَ مِنْ رَأْسِهِ، وَقَدْ شَابَ; فَقَالَ لَهُ عِيسَى: أَهَكَذَا هَلَكْتَ ؟ قَالَ: لَا بَلْ مُتُّ وَأَنَا شَابٌّ; وَلَكِنَّنِي ظَنَنْتُ أَنَّهَا السَّاعَةُ فَمِنْ ثَمَّ شِبْتُ. قَالَ : أَخْبِرْنَا عَنْ سَفِينَةِ نُوحٍ ؟… إلخ ” فذكر الخبر بطوله.
أنظر الجامع لأحكام القرآن – تفسير القرطبي – محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي – تفسير سورة هود عليه السلام – قوله تعالى ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه – طبعة دار الفكر – الجزء التاسع – ص 29.
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=11&ayano=40

ونفس الكلام قاله ابن كثير:
أنظر تفسير ابن كثير – تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – تفسير سورة هود – تفسير قوله تعالى”وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن” – الجزء الرابع – ص 320 – طبعة دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م.
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=11&ayano=37

ملحوظة هامة: الزمن بين حام ابن نوح والمسيح حاولي 2400 سنة أى أربعة وعشرون قرناً.

ويؤكد البغوي فى تفسيره قائلاً:
“قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَدْ أَحْيَا أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ، عَازِرَ وَابْنَ الْعَجُوزِ، وَابْنَةَ الْعَاشِرِ، وَسَامَ بْنَ نُوحٍ، فَأَمَّا عَازِرُ فَكَانَ صَدِيقًا لَهُ فَأَرْسَلَتْ أُخْتُهُ إِلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنَّ أَخَاكَ عَازِرَ يَمُوتُ وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ مَسِيرَةَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فَأَتَاهُ هُوَ وَأَصْحَابُهُ فَوَجَدُوهُ قَدْ مَاتَ مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَقَالَ لِأُخْتِهِ: انْطَلِقِي بِنَا إِلَى قَبْرِهِ، فَانْطَلَقَتْ مَعَهُمْ إِلَى قَبْرِهِ، فَدَعَا اللَّهَ تَعَالَى فَقَامَ عَازِرُ وَوَدَكُهُ يَقْطُرُ فَخَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَبَقِيَ وَوُلِدَ لَهُ.
وَأَمَّا ابْنُ الْعَجُوزِ مُرَّ بِهِ مَيِّتًا عَلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى سَرِيرٍ يُحْمَلُ فَدَعَا اللَّهَ عِيسَى فَجَلَسَ عَلَى سَرِيرِهِ، وَنَزَلَ عَنْ أَعْنَاقِ الرِّجَالِ، وَلَبِسَ ثِيَابَهُ، وَحَمَلَ السَّرِيرَ عَلَى عُنُقِهِ وَرَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ فَبَقِيَ وَوُلِدَ لَهُ.
وَأَمَّا ابْنَةُ الْعَاشِرِ كَانَ [أَبُوهَا] رَجُلًا يَأْخُذُ الْعُشُورَ مَاتَتْ لَهُ بِنْتٌ بِالْأَمْسِ، فَدَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ [بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ] فَأَحْيَاهَا [اللَّهُ تَعَالَى] وَبَقِيَتْ [بَعْدَ ذَلِكَ زَمَنًا] وَوُلِدَ لَهَا. وَأَمَّا سَامُ بْنُ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَإِنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ جَاءَ إِلَى قَبْرِهِ فَدَعَا بِاسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ فَخَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَقَدْ شَابَ نِصْفُ رَأْسِهِ خَوْفًا مِنْ قِيَامِ السَّاعَةِ، وَلَمْ يَكُونُوا يَشِيبُونَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ فَقَالَ: قَدْ قَامَتِ الْقِيَامَةُ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنَّ دَعَوْتُكَ بِاسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: مُتْ قَالَ: بِشَرْطِ أَنْ يُعِيذَنِي اللَّهُ مِنْ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ فَدَعَا اللَّهَ فَفَعَلَ”.
أنظر تفسير البغوي – الحسين بن مسعود البغوي – الجزء الثاني – ص 41 – طبعة دار طيبة.
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=51&ID=&idfrom=169&idto=278&bookid=51&startno=28

أما حديث سلمان الفارسي فقال أن الذى أقامة المسيح هو سام ابن نوح :
فقد ورد فى كتاب المنتظم في تاريخ الأمم لابن الجوزي:”أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُصَيْنِ بْن دُومَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَطَّان، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْرِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ:
” لَمْ يَبْقَ فِي مَدِينَتِهِمْ زَمِنٌ، وَلا مُبْتَلًى، وَلا مَرِيضٌ إِلا اجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَدَعَا لَهُمْ فَشَفَاهُمُ اللَّهُ، فَصَدَّقُوهُ وَاتَّبَعُوهُ، ثُمَّ قَالُوا لَهُ: ابْعَثْ لَنَا مِنَ الآخِرَةِ، قَالَ: مَنْ تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: سَامَ بْنَ نُوحٍ، فَإِنَّهُ قَدْ مَاتَ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا أَلْفِ سَنَةٍ، قَالَ: تَعْلَمُونَ أَيْنَ قَبْرُهُ قَالُوا فِي وَادِي كَذَا وَكَذَا، فَانْطَلَقُوا إِلَى الْوَادِي، فصلى عِيسَى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَبِّ إِنَّهُمْ سَأَلُونِي مَا قَدْ عَلِمْتَ فَابْعَثْ لِي سَامَ بْنَ نُوحٍ، فَقَالَ: يَا سَامُ بْنَ نُوحٍ، قُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ، ثُمَّ نَادَى مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ نَادَى الثَّالِثَةَ، فَأَجَابَهُ فَنَظَرَ إِلَى الأَرْضِ قَدِ انْشَقَّتْ عَنْهُ فَخَرَجَ وَهُوَ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ وَهُوَ يَقُولُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَلِمَتَهُ، هَا أَنَا ذَا قَدْ جِئْتُكَ. فَقَالَ: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، هَذَا عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ، ابْنُ الْعَذْرَاءِ الْمُبَارَكَةِ، رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ، فَآمِنُوا بِهِ وَاتَّبِعُوهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا رُوحَ اللَّهِ، إِنَّكَ لَمَّا دَعَوْتَنِي جَمَعَ اللَّهُ مَفَاصِلِي وَعِظَامِي، ثُمَّ سَوَّانِي خَلْقًا، فَلَمَّا دَعَوْتَنِي الثَّانِيَةَ رَجَعَتْ إِلَيَّ رُوحِي، فَلَمَّا دَعَوْتَنِي الثَّالِثَةَ خِفْتُ أَنْ تَكُونَ الْقِيَامَةَ، فَشَابَ رَأْسِي وَأَتَانِي مَلَكٌ، فَقَالَ: هَذَا عِيسَى يَدْعُوكَ لِتُصَدِّقَ مَقَالَتَهُ، يَا رُوحَ اللَّهِ سَلْ رَبَّكَ أَنْ يَرُدَّنِي إِلَى الآخِرَةِ فَلا حَاجَةَ لِي فِي الدُّنْيَا، قَالَ عِيسَى: فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَكُونَ مَعِي، قَالَ: يَا عِيسَى، أَكْرَهُ كَرْبَ الْمَوْتِ، مَا ذَاقَ الذَّائِقُونَ مِثْلَهُ فَدَعَا رَبَّهُ فَاسْتَوَتْ عَلَيْهِ الأْرَضُ، وَقَبَضَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ، فَبَلَغَ عِدَّةُ مَنْ آمَنَ بِعِيسَى سَبْعَةُ آلافٍ “.
قَالَ: منذ كم مت ؟ قَالَ: منذ أربعة آلاف سنة ما ذهبت عني سكرة الموت .
أنظر المنتظم في تاريخ الأمم لابن الجوزي – أبواب ذكر المخلوقات – باب ذكر عِيسَى ابن مريم عَلَيْهِ السلام. رقم الحديث: 116 – الجزء الثاني – ص 22).
https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=405399&bk_no=837&startno=14

معاوية بن قرة يقول إِنَّ سَامَ بْنَ نُوحٍ هو الذى أقامه المسيح:
أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب “من عاش بعد الموت” ص 59 – من طريق خَلَفِ بْن هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ مُوسَى، سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ، قَالَ:
“سَأَلَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالُوا: يَا رَوْحَ اللَّهِ وَكَلِمَتَهُ إِنَّ سَامَ بْنَ نُوحٍ دُفِنَ هَاهُنَا قَرِيبًا، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَبْعَثَهُ لَنَا، قَالَ: فَهَتَفَ نَبِيُّ اللَّهِ بِهِ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا وَهَتَفَ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، فَقَالُوا: لَقَدْ دُفِنَ هَاهُنَا قَرِيبًا، فَهَتَفَ نَبِيُّ اللَّهِ، فَخَرَجَ أَشْمَطُ، قَالُوا: يَا رَوْحَ اللَّهِ وَكَلِمَتَهُ، نُبِّئْنَا أَنَّهُ مَاتَ وَهُوَ شَابٌّ، فَمَا هَذَا الْبَيَاضُ؟ فَقَالَ لَهُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَا هَذَا الْبَيَاضُ؟ قَالَ:”ظَنَنْتُ أَنَّهَا مِنَ الصَّيْحَةِ فَفَزِعْتُ” .
(إسناده صحيح عن معاوية بن قرة).
http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=256&pid=822489

أما الزهري فيؤكد أن حام هو الذى أقامه المسيح:
أخرجه ابن الجوزي في كتاب “المنتظم في تاريخ الأمم لابن الجوزي”من طريق ابن وهب عن ابن لهيعة، عَنِ ابْنِ الهاد، عَنِ ابْنِ شهاب، قَالَ: قيل لعيسى بن مريم عليه السلام: أحي حام بْن نوح، فَقَالَ: أروني قبره، فأروه فقام فقال: يا حام بن نوح احي بإذن اللَّه، فلم يخرج، ثم قالها الثانية، فإذا شق رأسه ولحيته أبيض. فَقَالَ: ما هَذَا؟، قَالَ: سمعت الدعاء الأول فظننت أنه من اللَّه عز وجل ، فشاب له شقي ، ثم سمعت الثاني فعلمت أنه من الدنيا فخرجت. قَالَ: منذ كم مت؟ قَالَ: منذ أربعة آلاف سنة ما ذهبت عني سكرة الموت”. وإسناده حسن عن الزهري.
أنظر المنتظم في تاريخ الأمم لابن الجوزي – أبواب ذكر المخلوقات – باب ذكر عِيسَى ابن مريم عَلَيْهِ السلام. رقم الحديث: 116 – الجزء الثاني – ص 22).
https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=405399&bk_no=837&startno=14
ومما سبق نستنتج أن اصح الكتب الإسلامية تؤكد أن المسيح أحيا العظام وهي رميم وبحسب النص القرآني الوارد فى (سورة يس 36: 78 – 79):
“وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79)”.
بما أن المسيح له القدرة على أحياء الموتي بعد أن تحولوا لعظام رميم.. أذاً هو الذى أنشأها أول مرة أى خالقها أى أن المسيح هو الله سبحانه وتعالَّ.
وللرد على قول المسيح “بأذن الله” أرجع لمقالتنا:
“قول المسيح فى القرآن “بِإِذْنِ اللَّهِ” يثبت أنه هو الله الظاهر فى الجسد”.
http://www.islamicbag.com/news-articles/our-articles/item/2190-christsayinginquran-god-swilling-approvesheisgodintheflesh

2 – المسيح هـوعـالم الغيب:
وبالرغم أم القرآن أختص الله وحده بالغيب وعلم الغيوب:
“.. فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ … ” (سورة يونس 10 : 20) و (سورة الرعد 13 : 9).
وأيضاً: ” قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ” (سورة النمل 27 : 65).
“هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ”(سورة الحشر 59 : 22).
” عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ” (سورة الجن 72 : 26).
إلا أن القران أختص المسيح بعلم الغيب فيقول عن نفسه:
“وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ”(سورة آل عمران 3 : 49).

3 – المسيح هـو الذى يحيي الموتى:
وبينما يختص القرآن الله بصفة أحياء العظام وهى رميم قائلاً:
“لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ” (سورة الدخان 44 : 8).
“وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ . قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ” (سورة يــس 36 : 78 – 79).

ثم يخص القرآن المسيح بأقامة وأحياء الموتي فيقول:
“وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ” (سورة آل عمران 3 : 49).
ويختصه إله القرآن بأخراج الموتى من القبور أى يحي العظام وهى رميم لآنه لم يحدد الفترة الزمنية التى قضاها هذا المقام من بين الأموات الخارج فى القبر قبل أن يقيمه المسيح، فيقول له:
“.. وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي.. “(سورة المائدة 5 : 110).
ويؤكد الجلالين فى تفسيره للنص أن المسيح هو الذى يحيى ويميت:
” قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ عَلَامَةٍ عَلَى صِدْقِي مِنْ رَبِّكُمْ هِيَ أَنِّي ، وَفِي قِرَاءَةٍ بِالْكَسْرِ اِسْتِئْنَافًا أَخْلُقُ أُصَوِّرُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ مِثْلَ صُورَتِهِ، فَالْكَافُ اِسْمُ مَفْعُولٍ فَأَنْفُخُ فِيهِ اَلضَّمِيرُ لِلْكَافِ فَيَكُونُ طَيْرًا ، وَفِي قِرَاءَةٍ طَائِرًا بِإِذْنِ اللَّهِ بِإِرَادَتِهِ فَخَلَقَ لَهُمُ اَلْخُفَّاشَ لِأَنَّهُ أَكْمَلُ اَلطَّيْرِ خَلْقًا فَكَانَ يَطِيرُ وَهُمْ يَنْظُرُونَهُ فَإِذَا غَابَ عَنْ أَعْيُنِهِمْ سَقَطَ مَيِّتًا..”.
أنظر تفسير الجلالين – جلال الدين المحلي – جلال الدين السيوطي – سورة آل عمران – تفسير قوله تعالى ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه- طبعة دار ابن كثير –- سنة النشر: 1407 هـ.
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=341&idto=341&bk_no=211&ID=345

4 – المسيح هو الذى يرزقكم:
فالقرآن يختص الله بأنزال الرزق من السماء فيقول :”هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاء رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ” (سورة غافر 40 : 13).
و أيضاً يختص المسيح فى القرآن بأنزال الرزق الحسن من السماء لأشباع الجموع فيقول:
” قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ” (سورة المائدة 5 : 114).

5 – المسيح هــو الرب الشافي:
تحدى إبراهيم قومه وإلهتهم وأختص الله بأنه هو الشافى فى القرآن فقال: “وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ” (سورة الشعراء 26 : 80).. وهو النص الوحيد الذي يقر بأن الله يشفي من المرض..
بينما يختص المسيح نفسه إيضاً بأنه يبرئ ويشفي فيقول:
“وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ” (سورة آل عمران 3 : 49).
ويختصه الله بالشفاء فيقول له فى القرآن:
“وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي” (سورة المائدة 5 : 110).
{أبرىء الأكمة = أخلص المولود أعمى من العمى= المولود أعمى،}
ويقول الجلالين فى تفسيره للنص:
“وَأُبْرِئُ أَشْفِي الأَكْمَهَ اَلَّذِي وُلِدَ أَعْمَى وَالأَبْرَصَ وَخُصَّا بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُمَا دَاءَا إِعْيَاءٍ وَكَانَ بَعْثُهُ فِي زَمَنِ اَلطِّبِّ فَأَبْرَأَ فِي يَوْمٍ خَمْسِينَ أَلْفًا بِالدُّعَاءِ بِشَرْطِ اَلْإِيمَانِ..”.
أنظر تفسير الجلالين – جلال الدين المحلي – جلال الدين السيوطي – سورة آل عمران – تفسير قوله تعالى ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه- طبعة دار ابن كثير –- سنة النشر: 1407 هـ.
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=341&idto=341&bk_no=211&ID=345
ملحوظة:
البرص = مرض ليس له علاج قديماً وهو الجذام حديثاً.

6 – المسيح هـــو الحي القيوم:
“اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ” (سورة البقرة 2 : 255).
“اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ” (سورة آل عمران 3 : 2).
“وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا” (سورة طه 20 : 111).
ويقول أن الله رفعه حياً بعد أن قتل وصلب:
“بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا” (سورة النساء 4 : 158).
“إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ..” (سورة آل عمران 3 : 55).
بل ويقول القرآن أن المسيح هو الوحيد الذى سيبعث حياً من السماء:
“وَالسَّلَامُ {هو أسم من إسماء الله الحسنى} عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34)” (سورة مريم 19 : 33 – 34).
ونرى المسيح هو الذى ألقى السلام على نفسه، وإذا قارنا ببن هذه الآية والآيات الآخر التى يلقي إله القرآن السلام على الآخرين:
“وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا” (سورة مريم 19 : 15).
” قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ” (سورة مريم 19 : 47).
“سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ” (سورة الصافات 37 : 79).
“سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ” (سورة الصافات 37 : 120).
“سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ” (سورة الصافات 37 : 109).
“سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ” (سورة الصافات 37 : 130).
“وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ” (سورة الصافات 37 : 181).
والسؤال :
لماذا المسيح هو الوحيد الذى يلقى السلام {معرف بألف ولام فيقول والسلام على هو أسم من أسماء الله الحسني} على نفسه؟
إلا ترى معي أنه حلول لاهوت فى ناسوت؟

7 – المسيح هو قول الحق الذى خُلق به السموات والأرض، أى كلمة قدرة الله:
“وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ {الأصح كان يقول كن فكان} قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ” (سورة الأنعام 7 : 73).
وهذا النص يدل على أن العالم قد خُلق بالمسيح لأن القرآن يقول عن المسيح هو قول الحق إذ يقول:
“ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ” (سورة مريم 19 : 34).
ونحن دائماً نقول أنه ينبغى على الرجل أن يكون قدر كلمته فهل الله فى الإسلام قد كلمته وقوله؟ … فالمسيح هو قول الحق والله هو الحق فهل الله كقوله؟
“ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” (سورة الحـج 22 : 6).
وكما قال كاتب العبرانيين: ” ١ اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، ٢ كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ {أى حامل طبيعته}، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ،..” (رسالة العبرنيين 1 : 2- 3)..
ثم يكمل قائلاً: ” ٣ بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ، حَتَّى لَمْ يَتَكَوَّنْ مَا يُرَى مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ.” (رسالة العبرانيين 11 : 3).
نكتفى بالأمثلة السابقة وهى كثيرة جداً ..

الأخ مجدي تاد
كنيسة كلمة المصالحة