التجارب المتنوّعة التي تحصل لنا خلال وجودنا على هذه الارض نتعلّم منها الكثير الكثير من الامور.نأخذ منها عبرةً ونحاول عند ايّة تجربة مماثلة ان نتجنّب الاخطاء التي وقعنا بها في السابق.كم نكون السبّاقون الى النصيحة عندما يتحدّث الينا احدهم عن حادثٍ ما او امرٍ ما حدث في حياته،فنتلو عليه نتيجة تجاربنا في هذا المضمار ونحاول ان نثنيه عن الوقوع بنفس الاخطاء التي قد وقعنا بها.لكنّ هناك تجارب قويّة تنزل كالصاعقة على حياة الانسان تدمّر كيانه واماله واحلامه ويشعر انه مثل ريشةٍ في مهب الريح لا يساوي شيئاً.الكثير من الناس تلجأ الى بعضها البعض طلباً للمساعدة او النصيحة او ربما طلباً للمال للتخلّص من هذا المأزق.كم تخيب آمال الكثيرين لانهم يجدون عند المحن انفسهم وحيدين يتخبّطون بالمصيبة او الكارثة التي حلّت بهم.اين الاصحاب، اين الاقارب اين الاهل الكثير يدير القفا لا الوجه بحجّة الانهماك بالعمل او العين بصيرة واليد قصيرة.اين هم من كانوا يجلسون على موائدهم يأكلون الاطايب ويشربون ويمرحون ويرددون كلمات كلّنا قد سمعناها في كل الظروف:الدم على حسابك،اامر وانا خرطوش فردك،لو تركك الجميع انا لا اتتركك …الى آخره من كلمات رنّانة وطنّانة عندما تأتي لتصرفها لا تساوي شيئاً لانّ اصحابها يفرّون ويختفون عند المصاعب والشدائد.يمكن ان تجد بعض المخلصين ولكن ليس باليد حيلة فهم يروّن ولكن لا يستطيعون.واحد اوحد لم يكن في بالك،ولم تدعه يوماً ليسكن في قلبك،ولم تنظر اليه ولم تسمع صوته ولم تلاحظ وجوده.يقف على باب قلبك ويقرع، يناديك ولكن ضجيج العالم يفصل بينك وبينه.هو الله القادر على كل شيء الذي يسهر عليك ويمشي معك كظلّك وانت لا تبالي به ولا تهتم.وعندما تقع في تجربة ويرحل كلّ من كان حولك،وتشعر انك وحيداً منسيّا تصارع الالم والمرض وقد يئست من الادوية وغيّرت الكثير من الاطباء تتذكّر ما تعلمّته وانت طفل انّ هناك يسوع الذي قال تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم.فتخجل من نفسك ولكن مرضك اشدّ الماً والانسان المريض يتعلّق بحبال الهواء كما يقولون فكيف اذ الرب يسوع هو طبيب الاطباء هو الله القادر على كل شيء.
تزول الغمامة والقشور التي كانت تحجب بصرك وبصيرتك عن رؤية الرب وسماع صوته،وتبتدىء تتذكّر كلماته الحنونة تسجد وتصرخ مع المرنّم وتقول:امّا انا فالى الرب اصرخ و الرب يخلّصني.(مزمور55/16)
نعم هو الله الذي يستطيع كل شيء ولا يعسر عليه مر،هو الخالق الذي يستطيع ان يغيّر حياتنا ويقلبها رأساً على عقب ويجعل منّا كهنة وقدّيسين.هو يسوع عندما تصرخ اليه تجده امامك في كل الظروف،هو الصديق الالزق من الاخ كما هو مكتوب الذي لا يتركك عند المحن بل يجلس بقربك يطبب جروحك النفسيّة قبل الجسديّة ويعطيك الامل الذي فقدته مع الآخرين وينير لك الطريق الذي يوصلك الى السماء حيث الراحة الابديّة.
هو من ينقذك من براثن الشر والخطيئة ويسيّج حولك وينزع عار الخطيئة من حياتك وينقّي قلبك ويطرد الباعة الذين كانوا يفترشونه قبله والذين كانوا يتاجرون بحياتك ويحاولون بيعها بارخص الاثمان.يسوع عندما تلفظ اسمه على فمك تشعر بسعادة لا توصف لم تشعر بها قبلاً مع الاصحاب والذين كنت تتمتّع معهم بالسكر والامور الملتوية ناسياً ما هو مكتوب :فرح الفاجر للحظة.تعود الى بيتك وعندما تستفيق تشعر بان الامور هي هي لا الشرب ولا السهر ولا اي شيء آخر من ملذّات الدنيا استطاع ان يزيل عنك كربك وهمّك ومرضك لتعود الى عاداتك في اليوم التالي علّه ارحم من الاول وهكذا دواليك تبحث عن الشفاء وعن السلام الحقيقي ولا تجده لانّ ابليس اعمى بصيرتك وبصرك وجعلك تشيح بنظرك عن الباب الذي ان دخلته تتغيّر حياتك وترى النور.الباب الحقيقي هو يسوع القائل انا هو الباب.نعم هو باب الفرج والحياة الابديّة.عندما تجده وتسلّم له امرك ينفتح الباب وتجد السلام والمرعى الحقيقي الذي يثلج قلبك ويغذّي نفسك ويشفي الآمك وامراضك هو الكتاب المقدّس الصديق الوفي الذي لا يغشّك ولا يستغلّك او يستثمرك بل هو الصديق الذي يرشدك الى الحياة الابديّة الى يسوع الذي بذل نفسه من اجلك دون مقابل لا بل دفع الجزية عنك حتى آخر نقطة دم وماء.هو يسوع الذي قام ليقيمنا من قبور خطايانا ولينقلنا من الظلمة الى النور هو يسوع راحتنا بين يديّه مهما قسيت علينا التجارب وتنوّعت ،آمن به فقط وسلّم له امرك عندها تستطيع ان ترنّم وتقول:بسلامة اضطجع بل ايضاً انام لانّك انت يا رب منفرداً في طمأنينةٍ تُسكنني.(مزمور4/8)
الرب نوري وخلاصي ممن اخاف الرب حصن حياتي ممن ارتعب.هذه الكلمات النابعة من قلبٍ وثق بالرب وبقدرته فلا يخاف شرّاً ولا يستطيع ابليس ان يكسره لانّه محصّن بكلمة الرب ويسوع الحارس الامين الذي لا ينعس ولا ينام يسهر على راحتك ايّها المؤمن .لاتخافوا ولا تضطرب قلوبكم هو قالها ويقولها لنا كل يوم يكفي ان نؤمن به وبكلامه لكي نعيش راحة وسلام.تشعر بيأس او مرض عجز الاطبّاء عن شفائه،مصيبة حلّت بك او اي امر امرّ حياتك ثق انّه يناديك اغلق بابك واسجد له واصرخ من اعماق قلبك وقل له يا رب لقد تعبت وجرّبت كل شيء وها انا يا رب احصد ما زرعته،الكل تركني والجميع رحلوا وما تبقّى انا يا رب لم اعد بحاجةٍ اليهم لانّهم كما يقول ايوب النبي انهم معزّون مُتعِبون.اريدك انت يا رب وحدك ولا اريد غيرك اغفر لي وانتشلني من الظلمة التي انا اعيش فيها واجعلني اتمتّع بنورك العجيب امسح يا رب كل دمعة ومد يدك المباركة والمس جسدي وقلبي ونفسي فأطهر انا اعلم انك تريد انّ جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون،ليس يا رب من اجل اي استحقاق فيّ بل من اجل ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح له المجد الى الابد.
آمين
arabicchristianchurch.com.au