لا مزيد من العار والشعور بالذنب
أتلقى على الدوام الآلاف من الرسائل من أناسٍ يرغبون بمشاركة قصص عن خلاصهم. كما أن هناك الكثير من الشهادات التي تروي كيف يحرر الله الناس، وعن الأمور الرائعة التي يصنعها في حياتهم. ومعظم هذه الشهادات التي يقدمونها تتعلق بالتحرّر من قيود الشعور بالعار والذنب. لا ينبغي على أي فرد من كنيسة يسوع المسيح أن يرزح تحت عبودية الشعور بالذنب والعار، لأن المسيح قد جاء ليحرّر الأسير. واليوم علينا أن نقول ككنيسة: “لا مزيد من العبودية، لا مزيد من العار، لا مزيد من الشعور بالذنب!”
إنّ قلبي يُلمس عندما يشارك أحد المستمعين صراعه مع العار فيما مضى. لقد نشأتُ وسط ثقافة إسلامية تعمل على مبدأ الترهيب باستخدام سياسة العار، حيث كانت تولّد الشعور بالذنب والخزي في داخلي. كانوا يقولون لي أنه من غير المناسب أن أضحك علنًا. ولم أختبر الضحك بصوتٍ عالٍ حتى أتيت إلى أمريكا. إن هذه الروح القمعية هي من شيطان الاضطهاد. هذا الشيطان يضع الشعور بالذنب والعار والدينونة على كاهلك. كما نلاحظ هذا أيضًا في أمريكا وفي أجزاء أخرى من العالم وحتى في الكنيسة.
إليك هذه الآية التي أرغب في أن تحفظها
“إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ. لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ.” (رومية 8: 1-2)
الدينونة تعني الشعور كما لو كنت بدون تقديرٍ لذاتك، وهذا لأن إبليس قد أخبرك بالأكاذيب قائلًا أنّ لا قيمة لك. كما يهمس دائمًا في أذنك بالأكاذيب. وفي الكثير من الأوقات يستخدم أشخاصًا آخرين ليهمسوا بالأكاذيب في أذنك.
لا يمكن لله أن يضع عليك العار والذنب، لذلك فعندما تشعر بالذنب والعار والدينونة، تأكد أن هذا ليس من الله. فعندما تدرك أن الأكاذيب هي من إبليس وتتوقف عن تصديقها، يمكنك حينها التوقف من الشعور بالقسوة على نفسك.
ربما كانت حياتك المنزلية سيئة، وأنت تشعر بالعار تجاه هذا الأمر. وربما قد شاهدت بعض الأمور التي سببت لك الصدمة. إن الرب يريد أن يحفر بالعمق إلى داخلك ليمنحك الشفاء من هذه الصدمات. إن كنت لا تدرك قوة الصليب بعد فاليوم هو يومك لتتعرف إلى هذه القوة!
قد يكون هناك أمورٌ في ماضينا كنّا قد واجهنا مشكلة في مسامحة أنفسنا عنها. فأنا قتلتُ طفليَّ الاثنين قبل أن يولدا، وحتى قبل سنتين من الآن لم أستطع مسامحة نفسي بل جردت نفسي من كل شيء. لقد أحسست بالعار والذنب لوقتٍ طويل إلى أن جاء الله وحررني.
ربما قد تعرضتم إلى التحرش أو للاغتصاب في سنّ مبكرة أو قد هربتم من عملية إتجار بالجنس. وربما قد انتُهك الكثير من كرامتكم وقد جردتم نفسكم من مستقبلٍ مشرقٍ بسبب هذا الاعتداء. أريد أن تعرفوا أن هذا لم يكن خطؤكم. إذا فعل أحدهم شيئًا لك، فلست أنت المُلام. ولا ينبغي أن تحمل أنت العار.
من الممكن أن تكون أنت قد أسأت لأحدٍ ما، وتحمل عار هذه الإساءة. فلن تستطيع التخلص من العار والذنب حتى تعترف به وتتوب عنه. والآن، عندما تعترف وتتوب عن خطئك، عليك أن تحصل على قوة دم يسوع الذي أريق في الجلجثة من أجلك. والآن احصل على حرّيتك!!!
“لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ.” (عبرانيين 12: 1-2) لقد أخذ يسوع هذا العار الذي كان لنا على عاتقه. لقد استحقه بدلًا منا. لقد قال: “أعطني ذلك العار. أعطني لك الذنب. وأنا سأدفع الثمن على الصليب من أجلك.” كل ما تحتاجه هو أن تتخذ كل العار والشعور بالذنب وإدانة الذات ورفض الذات وتسّلمها كلّها ليسوع.
لدينا المزيد من الأخبار السارة من كلمة الله. يقول كاتب سفر إشعياء “عِوَضًا عَنْ خِزْيِكُمْ ضِعْفَانِ، وَعِوَضًا عَنِ الْخَجَلِ يَبْتَهِجُونَ بِنَصِيبِهِمْ. لِذلِكَ يَرِثُونَ فِي أَرْضِهِمْ ضِعْفَيْنِ. بَهْجَةٌ أَبَدِيَّةٌ تَكُونُ لَهُمْ.” (إشعياء 61: 7)
وأيضًا، فإن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة يلاقون صعوبةً في الصراع مع أكاذيب إبليس. وذلك بسبب عجزهم، فقد يهمس إبليس لهم بأنهم ليسوا جيّدين كأي شخصٍ آخر. ويخبرهم بأنّ لا نفع لهم. مما يسبّب لهم ضعفًا في الشخصية. أنا أقول دائًما: “99% من الوقت الذي ترى فيه شخصًا معوّقًا، فإنك ترى أيضًا الشخص الذي تمّ تعطيله من الداخل.” أعرف شخصًا بساقٍ واحدة. وكان صعبًا عليّ التواجد بصحبته لأنه كان دائم التفكير في نفسه فقط. لقد بدا وكأنّ شخصًا ما عليه أن يعوّضه عن ساقه المفقودة. من الممكن أيضًا أن يمتلك الشخص المعوّق عاطفةً وقلبًا مصابًا بالإعاقة وأن يشعر بالغضب والمرارة في التعامل مع عواطفه.
يستهويني كيف أن الله يهتم بالناس. حيث نرى في 2صموئيل 9: 1-13 أنّ لديه خطة لهذا الشخص العاجز. إليكم ملخّص القصة:
وَقَالَ دَاوُدُ: “هَلْ يُوجَدُ بَعْدُ أَحَدٌ قَدْ بَقِيَ مِنْ بَيْتِ شَاوُلَ، فَأَصْنَعَ مَعَهُ مَعْرُوفًا مِنْ أَجْلِ يُونَاثَانَ؟” …. فَقَالَ صِيبَا لِلْمَلِكِ: “بَعْدُ ابْنٌ لِيُونَاثَانَ أَعْرَجُ الرِّجْلَيْنِ”…. فَجَاءَ مَفِيبُوشَثُ بْنُ يُونَاثَانَ بْنِ شَاوُلَ إِلَى دَاوُدَ وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَسَجَدَ … فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: “لاَ تَخَفْ. فَإِنِّي لأَعْمَلَنَّ مَعَكَ مَعْرُوفًا مِنْ أَجْلِ يُونَاثَانَ أَبِيكَ، وَأَرُدُّ لَكَ كُلَّ حُقُولِ شَاوُلَ أَبِيكَ، وَأَنْتَ تَأْكُلُ خُبْزًا عَلَى مَائِدَتِي دَائِمًا”. فَسَجَدَ وَقَالَ: “مَنْ هُوَ عَبْدُكَ حَتَّى تَلْتَفِتَ إِلَى كَلْبٍ مَيِّتٍ مِثْلِي؟”. (لاحظ رفض الذات ودينونة الذات، حيث كان قد جرّد نفسه من أي شيء جيد بسبب إعاقته!) … فصار مفيبوشث يأكل على مائدة الملك داود كواحد من بني الملك.
لقد أعاد الملك داود كل أرض شاول إلى مفيبوشث وجعل صيبا وأولاده خدّامًا لمفيبوشث يزرعون الأرض ويأتون بالمحاصيل ويقدّمونها لمفيبوشث.
إن العار والذنب يسرق منك الكثير، ولكنّ كل ما يُسرَق منك يمكن أن يعاد لك.
إن ملك السماء يدعوك الآن: “تعال وكُل على مائدتي.” تعال واحصل على بركاتك الإبراهيمية لأننا ورثته بواسطة يسوع المسيح. الملك يدعوك: “تعال.”
بإمكانك أن تأكل على مائدة الملك لبقيّة أيام حياتك، إذا قبلت الحصول على حريته.
فاقبلها الآن!