التغلب على الخوف من الآخرين
بالنظر إلى الوراء أدرك أنه كانت لديّ مشكلة في الماضي. حيث كنت أصاب بالخوف الشديد من الناس في حياتي. ربما أنت أيضًا تعاني من نفس المشكلة. لذلك أودّ أن أشجعك في معركتك هذه، بل أريد أن أكون مشجعك الروحي. فأنت جزءٌ من فريق الحلم في كنيسة الله ويمكنك التغلب على أية مخاوف.
ما هو الخوف؟
إنّه ذاك الانفعال المرعب والمجحف الذي بمقدوره أن يشلّ الإنسان. هو التفكير بالأسوأ وهذا ما يسبب الضغط.
ولكن، حيث يكون روح الله، هناك حريّة. لذلك تستطيع اليوم أن تتحرر من خوفك من الناس. لن تخاف بعد اليوم من المرهبين أو العتاة. نحن بحاجةٍ ليسوع أن يأتي ويقوم بعمله في قلوبنا، من خلال العمل المدهش للروح القدس.
عليك أن تطرح هذا السؤال: “لماذا أشعر بهذه الطريقة؟” أو “لماذا أشعر بالقلق حيال هذا الشخص؟” فنحن بحاجة إلى الوصول إلى جذر المشكلة، لأن الله لا يرضى أن تعيش بهذا الشكل.
ربما تستند قيمة شخصك على آراء الناس أو إساءاتهم اللفظية. فيستخدم إبليس هذا الأمر ليجعلك تشعر بأنّ لا قيمة لك، ما يجعلك متخوّفًا. وربما قد تعرّضت في السابق للاعتداء الجسدي أو للرفض أو للخيانة. وربّما كان والداك شخصين متهكّمين أو مهينين أو مصطادين للأخطاء.
كثيرًا ما نصنَّف نحن من نعاني من الخوف مع الخجولين والمتقوقعين. فلا نرغب بأن نكون بالقرب من الشخص الذي يخيفنا. في الحقيقة لا يمكننا أن نحب أو نحترم أو نتودد للشخص الذي نخاف منه. بل إذا كنت تخاف من شخصٍ ما، فسيصبح هذا الشخص عدوّك.
أيها الآباء والأمهات، هل ترغبون أن يخاف منكم أولادكم؟ كائنًا من كان الشخص الذي تخاف منه سيصبح عدوّك. بالطبع على أطفالكم أن يحترموكم، ولكن لا أن يجزعوا منكم. صلوا مع أطفالكم. واطلبوا منهم أن يسامحوكم عندما تخطئون بحقهم، فهذا سيساعدهم كثيرًا. كما سينقذ علاقتكم. حتى أن المصالحة ستتم بشكل أسهل عندما لا يقلق أطفالكم مما ستقولونه أو تقومون به.
نسمع كثيرًا في الأخبار عن شخصٍ كان مسالمًا جدًا، وبعدها يحصل أمرٌ ما في يوم من الأيام فينفذ خطةً مجنونةً ومريعة. يبغض الخوف وينفّذ خطته لبث الرعب في حياة الناس بسبب الخوف الذي لطالما ساوره في السابق. هناك دائمًا نقطة ضعف. وهذا هو سبب حاجتنا إلى علاج الله في التعامل مع الخوف من الآخرين، لا إلى أسلوب البشر.
لا أحدٌ منا أفضل أحدٍ آخر. لا ينبغي علينا أن نشعر بالخوف من بعضنا البعض. إنّ الله دائمًا معنا. كما يقول الكتاب المقدس: “لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الْمُمْسِكُ بِيَمِينِكَ، الْقَائِلُ لَكَ: لاَ تَخَفْ. أَنَا أُعِينُكَ.” (إشعياء 41: 13) وفي الكثير من المناسبات قال الله لشعبه: “لا تخف”.
إن الخوف يولّد الظلم، والذي يمكن أن يتحول إلى الاكتئاب. إن الإسلام مدفوعٌ بالرعب. ولكوني نشأت في دولة مسلمة، فأنا أعلم مدى القمع الذي تمارسه تلك الثقافة. الناس قابعين تحت الديكتاتورية في العالم الإسلامي. الخوف والظلم يسيران جنبًا إلى جنبٍ. فعندما أذهب لزيارة بلدٍ إسلامي، يمكنني أن ألمس هذا الظلم حالما تهبط الطائرة في هذا البلد.
ضع إيمانك قيد التدريب
توجد هناك قوى شيطانية تمارس نفوذها مسبّبةً الخوف. وسيتوجب علينا أن نربط هذه القوى. في اللحظة التي ستبدأ بدفعي، سأقول: “أقيّد هذه القوة باسم يسوع. ولن يكون لديها أية سلطان عليّ. لن ترهبني أو تخيفني أبدًا. ولن أسمح لهذا الشر أن يحوّلني إلى ممسحة. أنا أطلق محبة الروح القدس والسلام الآن وفي هذا المكان باسم يسوع المسيح، آمين.” فعندما تكون ابنًا لله، ستمتلك سلطانه لتقيّد الخوف، “لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ.” (2تيموثاوس 1: 7). هذا هو السلطان المعطى من الله لتتغلب على الخوف.
لقد قال الله ليشوع: “أَمَا أَمَرْتُكَ؟ تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ! لاَ تَرْهَبْ وَلاَ تَرْتَعِبْ لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ مَعَكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ.” (يشوع 1: 9). إنّ الله يقول لنا الشيء نفسه. دعونا نأخذ كلمة الله ونثق به.
يجب على الخوف من الناس أن يغادرنا اليوم
يا رب، أصلي في هذا الوقت بالنيابة عن كنيسة الحلم. كلّ شخص في الجماعة، جميعهم ملكٌ لك. لقد تكلّمتَ إلى قلوبهم وقلت لهم أنهم لا ينبغي أن يعيشوا في خوفٍ بعد الآن. بل علينا فقط أن نخافك ونقدسك وحدك، ولا أحد غيرك. يا رب، أرجوك أن تغفر لنا بدءًا من هذا اليوم، فنحن نعترف ونتوب عن خوفنا من الآخرين. ونطلب منك اليوم شفاءً كاملًا وتجديدًا وتحريرًا لكل قلوبنا. نطلب منك أن تقتلع مخافة الناس بالكامل من قلوبنا. فلن يتمكنوا بعد الآن من أن يتسلطوا علينا، ولن يتمكنوا من أن يسودوا علينا. نحن نخضع لك وحدك أيها الرب يسوع. ونسألك أن تملأ قلوبنا بذلك الفرح والحب والقوة وأن تجعلنا أقوياء. اجعلنا أقوياء! باسم يسوع أصلي. آمين.
تذكّر أن يسوع المسيح قد جاء ليحررك من الخوف من الآخرين.