كسر الحلقة
لقد درّبتني عائلتي المسلمة بشكل جيد. لقد دربوني على أن أقصّ أكاذيب بيضاء صغيرة. لقد كنت آلة كذبٍ. وقد كانت الأكاذيب أمرًا عاديًّا بالنسبة لي. كما اعتدتُ أن أعيش خلف الأقنعة. ولم يكن أحدٌ يعرف الوجه الحقيقي لي. ولكنني بعد أن قابلت يسوع، كان عليّ أن أكسر عادة الكذب. فقد كانت تعرضني هذه الأكاذيب للمتاعب. لقد كان أمرًا جيدًا بالنسبة لي أن يعرضني فمي لهذه المتاعب، لأنني في كلّ مرّة كان يتوجّب عليّ العودة إلى الله للاعتراف. لقد قام بعملٍ مدهش في حياتي لكسر هذه الحلقة.
لكسر العادات القديمة، يجب أن يكون هنالك توبة واعتراف وطلب للغفران. هذه هي الخطوات التي كما اتخذتُها أنا، عليك أن تتخذها أنت أيضًا. عليك أن تتوب وتعترف وتطلب من الله الغفران. لا مزيد من الاختباء. اخلع الأقنعة وكن حقيقيًا.
هل تصدق أنّ 70% من الناس الذين خرجوا من السجون يعودون إليها ثانيةً؟ حيث لا يستطيعون كسر الحلقة التي أرسلتهم إلى هناك. يقول هؤلاء الناس أنهم لا يعرفون كيف يعيشون خارج السجن. كم هذا أمرٌ محزن؟! ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الناس الذين خارج القضبان ولكنّهم يعيشون داخل سجون عقولهم وأفكارهم. لقد كنت أنا أحدهم. كنت حينها مسيحيةً، وسجينةً في نفس الوقت. عزيزي، إن الله يريد أن يحرّرك اليوم. فيسوع المسيح قد مات على الصليب من أجل تحريرك.
يمكن أن يكون التغيير صعبًا. لقد رأيتُ أناسًا في الخمسينيات والستينيات، وحتى في السبعينيات من عمرهم. وقد أضاعوا حياتهم. وهم يعيشون في سجونهم الخاصة. ماذا عنك أنت؟ هل تفضل أن تبقى في سجنك وفي قيودك؟ أم أنك تريد كسر تلك الحلقة والتغيير؟ هل أنت قابل للتعليم؟ ربما يكون عمرك 80 سنة ولكنّك ما تزال قابلًا، لم يفت الأوان بعد لتتحرر إن كنت قابلًا للتعليم. لم يفت الأوان مطلقًا للقيام بالشيء الصحيح.
إذا كنت تريد أن تكسر الحلقة وكنت عالقًا في ظروفك، أو كنت غير قابلٍ للتعليم، فعليك أن تسلّم نفسك ليسوع المسيح وتقول للرب: “يا رب، أنا لا أريد أن أكون شخصًا صلب الرقبة، وقاسي القلب فيما بعد.” التسليم والخضوع هو في الفكر. أحبائي شعب الكنيسة، يمكننا أن نصلب ذواتنا القديمة ونصبح خليقة جديدة بالكامل. “مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي.” غلاطية 2: 20
عندما يمتلك الشيطان عقلك، سيسيطر عليك. فهو سيدير حياتك، سيدير طعامك ونومك. سيدير كل مساحةٍ في حياتك مهما كانت. فسيقول لك مثلًا: “أنت بحاجةٍ إلى تناول طعامٍ فارهٍ الآن.” كما أنه سيوصلك إلى حالة من الاكتئاب إذا سمحت له بالاستمرار في إدارة حياتك. علينا أن نكون متنبّهين إلى الأمور الصغيرة. وأن نكسر قوّته التي بها يتحكم في عقولنا.
“لأَنَّهُ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ فَيُعَلِّمَهُ؟” وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ.” (1كورنثوس 2: 16). نحن كمسيحيين، لنا فكر المسيح. وهذا ما نحتاج لأن نصليه: “أعطني يا رب فكرك. فكما تقول كلمتك: أنا لديّ فكر المسيح.” عندما نحفظ آيات الكتاب المقدس عن ظهر قلب، يصبح بإمكاننا أن نتذكرها ونعلنها، وأيضًا عندما نعلن هذه الآيات، يساعدنا هذا على حفظها جيدًا. والآية الرئيسية التي سنتعلمها اليوم هي 1كورنثوس 2: 16. اطلب من الله أن تمتلك فكر المسيح. وحالما تفعل ذلك، تكون قد كسرتَ الحلقة التي قيّدتك بالأصفاد، كما كسرتَ قوة تسلّط إبليس.
التوبة تعني تغيير الفكر. التوبة هي دليل خلاصك. إن أصعب أمرين للتغيير هما عاداتك في الاتصال وفي الطعام. ربما تقول: “لا يمكنني التغيير.” أنت محقّ. فلا يمكنك فعل ذلك بنفسك، ولكن مع يسوع، التغيير مستطاع.
يقول الرسول بولس في فيلبي 4: 13 ” أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي.” إذا كنت تمتلك يسوع وتقول أنّك لا تستطيع، فإنك تكذب. وربّما تقول في نفسك: “أنا أصلّي وأصلّي، ولا يحدث أي شيء!” أو تقول: “إنني أعلن وأردد كلمة الله ولكن هذا لا ينفع.” فأنت تكذب ثانيةً. هذا الخطاب السلبيّ يجب أن يتوقف. فبهذا أنت تتهم الله بأنه لا يستجيب لصلواتك.
اكسر اتفاقك مع الأكاذيب والخداع. ربّما في أيام صباك، كان الناس من حولك يتفوهون بالأكاذيب حيال شخصيتك، وكنت تتقبّل هذه الأكاذيب على أنها حقيقة، كما خُدعتَ فيما يتعلق بقيمتك. الآن أنت في المسيح، أنت الآن حرٌّ، ولا يمكنك تصديق هذه الأكاذيب فيما بعد. أنت الآن خليقة جديدة. انقض ذلك الاتفاق الذي قد نشأتَ عليه. مزّق هذا الاتفاق إلى أشلاء وارمه في القمامة. عليك أن تتخذ هذا القرار وتعمل على تنفيذه. ربما سيساعدك الأمر أن تكتب هذه الأكاذيب على ورقة وتمزّقها بصورة واقعية.
اترك الماضي في الماضي وانقض لعنة الأجيال. مهما كانت الصورة التي نشأت عليها عائلاتنا، لا يجب علينا أن نستمر بهذه الأساليب القديمة. يقول الكتاب المقدس في (غلاطية 3: 13) “اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا...” لذلك علينا أن نتخذ كلمة الله لنفوسنا بالإيمان وأن نتوبَ عن كل المعتقدات القديمة التي جعلتنا نتراجع. وفي كلمة الله أيضًا يعطينا إشعياء رجاءً أكبر بأننا نستطيع التغيير: “لاَ تَذْكُرُوا الأَوَّلِيَّاتِ، وَالْقَدِيمَاتُ لاَ تَتَأَمَّلُوا بِهَا. هأَنَذَا صَانِعٌ أَمْرًا جَدِيدًا.” (إشعياء 43: 18-19). لقد افتدانا المسيح وها هو يصنع لنا أمرًا جديدًا! كم هذا رائعٌ جدًا!
تذكّروا أنّ لنا فكر المسيح. لذلك علينا أن نصلي ونقول: “يا رب، أعطني فكرك. فأنا لي فكر المسيح. علمني عن الأمر الجديد الذي تصنعه في حياتي.”
ربّما تمنعك الأكاذيب من تحقيق أهداف هامة في حياتك. كان هناك رجلٌ يقوم بعملٍ لديّ، وكان موهوبًا ومحترفًا جدًا. فاستدعيته وسألته إذا كان حاصلًا على شهادة الدراسة الثانوية. فأجابني قائلًا: “لا، لا أحد من عائلتي لديه شهادة ثانوية منذ أجيال.” لاحظ أنّه ظنّ أنه ليس بوسعه أن يكمل دراسته فقط لأنّه لا أحد من عائلته قد فعلها من قبل. فأخبرتُه أنه يتوجّب عليه الحصول على الشهادة الثانوية وإلا فسيفصل من عمله خلال ستة أشهر. نعم، ربما كان هذا تحايُلًا عليه، ولكنني كنت مديرته وكانت رغبتي هي فعل الخير لهذا الرجل. لقد كان مستاءً لأنه لم يكن يجيد القراءة والكتابة. وكنت أعلم هذا مسبقًا لأنه لم يقم بملء استمارات العمل الخاصة به.
لقد تعلّم بالفعل القراءة والكتابة في غضون ستة أشهر. كما أصبح الشخص الأول الذي يحصل على شهادة التعليم العامة في عائلته. ثمّ منحته ترقية في عمله بالإضافة إلى علاوة في مرتّبه. وأخبرته بأنّه إذا بدأ بحضور الصفوف الدراسية في المعهد فسأدفع له بدلًا نقديًا لذلك. لقد استفاد من هذه الميزة، ثمّ في وقتٍ لاحق أقامت عائلته حفل تكريمٍ على شرفه. وهو اليوم يمتلك منصبًا رفيعًا في شركة أخرى. لقد كسر حلقة لعنة الأجيال. وأنت أيضًا يمكنك أن تكسر أية حلقة تحيط بك. هذا الأمر مستطاع من خلال يسوع المسيح.
في قصة الأرملة اللجوجة في إنجيل لوقا 18 نتعلّم أن الله سوف يحقق العدالة: “وَقَالَ الرَّبُّ: اسْمَعُوا مَا يَقُولُ قَاضِي الظُّلْمِ. أَفَلاَ يُنْصِفُ اللهُ مُخْتَارِيهِ، الصَّارِخِينَ إِلَيْهِ نَهَارًا وَلَيْلاً، وَهُوَ مُتَمَهِّلٌ عَلَيْهِمْ؟ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُنْصِفُهُمْ سَرِيعًا! وَلكِنْ مَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ، أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الإِيمَانَ عَلَى الأَرْضِ؟” (لوقا 18: 6-8) أنت بحاجة لأن تمتلك إيمانًا لجوجًا كإيمان هذه الأرملة. إلجأ إلى الله بمتاعبك ومشاكلك مؤمنًا بأنّه يريد أن يريحك. لا تتراجع عن إيمانك. كن لجوجًا. فسوف تحصل على العدالة.
وأيضًا، عليك أن تحصل على الغفران عن أخطاء ماضيك. قدّم توبة عنها وامضِ قُدمًا. فكّر بكلمة الله وذكّر نفسك بأنّ خطاياك مغفورة. استمرّ في الوقوف بوجه الأفكار السلبية مع كلمة الله. فأنت تملك قوة صليب المسيح.