the transparency in your life – الشفافية

الشفافية هى استعداد لكى نكون معروفين وفقاً لما نحن عليه حقاً . ليس هناك موقف وسط مع الله فاما ان تكون فى الضوء او تختبئ فى الظلام . يوجد البعض منا الذين يستخدمون واجهة الروحانية لتغطية الانانية الداخلية فاذا قمنا باستخدام مواهبنا وامكانياتنا نسعى لمجرد البحث عن فائدتنا وجعل انفسنا نبدو صالحين امام الاخرين فنحن انانيون .

  • لدى خبر سار لاجلك الله لا يريد ان يجرح كبرياءك انه يريد ان يقتلها انه فقط عن طريق ضربة ممتعة لقلب غرورنا وانانيتنا يمكننا ان نصبح الشعب الذى خلقنا الله لكى نكونه .
  • مهتمين بعضكم لبعض اهتماماً واحداً غير مهتمين بالامور العالية بل منقادين الى المتضعين لا تكونوا حكماء عند انفسكم . ( رومية 12 : 16 )
  • الذين يعتقدون انهم اسمى منزلة من الاخرين . لديهم موقف داخلى بالتنازل وهو اعتقاد بانهم بطريقة ما فانهم اقرب الى الله او انهم افضل من الاخرين .
  • ان الكبرياء وليست التعاليم او الخلافات او الفروق السياسية او الجنس او الفقر فاذا امنا حقاً فى قلوبنا للاخرين المختلفين عنا فان الفرقة والانقسامات وعدم الثقة والصراع العنصرى تتبخر وتختفى .
  • التعليقات الجارحة يمكن ان تكون مقبولة اجتماعياً ولكن ليس لها مكان بين اتباع يسوع .
  • يسوع لم يستخدم السخرية ابداً عند التعامل مع التلاميذ عندما كانت تثار مشكلة كان يتكلم مباشرة مع الناس المعنيين

 

the Lies – الأكاذيب

ما هو مضحك بالنسبة لك قد يكون محزناً بالنسبة لله .

  • لست مضطراً تكذب لكى تفضح شخصاً ما ، ان مجرد قول الحقيقة عن ضعفات الناس يمكن ان يحط من قدرهم .
  • عن طريق نفاد الصبر نعلن ان افكارنا ومشروعاتنا وبرامجنا وجداول اعمالنا اكثر اهمية مما لدى الاخرين .
  • اذا اضطهدنا او رفضنا من قبل شخص ما ولم نبذل جهداً واعياً لكى نصفح فنحن فى خطر ان نصبح قساه القلب .
  • من خلال غفران الله لنا وغفراننا التالى للاخرين نختبر المحبة الحقيقية لله ولبعضنا البعض ومن خلال الصفح عن الذين يخطئون ضدنا نكشف حرية جديدة فى قلوبنا .
  • لا احد منا فى غنى عن الحاجة للتصحيح فى احد جوانب الحياة عندما يواجهك شخص ما هل تستمع ام تتجاهل ما يقوله هذا الشخص ؟ هل تقبل التوبيخ ام تصبح مستاءً حين يجرؤ شخص ما على تصحيح شئ ما فى حياتك ؟ هل تبرر وتقدم الاعذار ام تفسر موقفك هل تقف موقف الدفاع ؟
  • كلما اصبحنا ناضجين اصبحنا اكثر ترحيباً بمدخلات وتصحيحات الاخرين من قبل الاصدقاء والذين نتفق معهم .
  • تمر علينا اوقات ينبغى فيها ان نتبع الله حتى ان كان ذلك يعنى عدم ارضاء الاخرين .
  • اذا كان لابد ان تضطهد تاكد ان ذلك يرجع لطاعة يسوع وليس بسبب حماقتك او كبريائك .
  • المتملق لديه دافع مختلف يستخدم التملق غالباً كطعم يتم تدليته امام الناس لسبر غور ولائهم وقابليتهم للسقوط .
  • رثاء الذات نتيجة مباشرة لفشلنا فى تسليم مشكلاتنا الى الرب وعن طريق التعلق بجروحنا واحباطاتنا وياسنا فنحن نلقى باللوم على الله والاخرين وانا اعتقد ان بعضنا منا يستخدم رثاء الذات لجذب الالتفات او لعمل ما نريد

 

the prayer and the honestly life – الصلاة والأمانة

الامانة مثل المفصلة فى الباب انها شئ صغير ومع ذلك فبدونها لا يمكن لاكبر الابواب ان تنفتح

  • لا يمكن ان تكون مواعيد الله مبرراً للصعود فوق اكتاف الاخرين اتماماً لمشيئته .
  • ليس هناك طريق لكى نقترب من يسوع اعظم من ان نعطى وقتاً معه فى الصلاة واولئك المنهمكون جداً لدرجة انهم لا يقضون وقتاً مع يسوع وحدهم فى الصلاة متكبرون جداً لدرجة انهم لا يتعلمون منه .
  • لن نصبح مثل يسوع بدون صلاة .
  • اولئك الشديدو الانهماك لدرجة انهم لا يستطيعون ان يقضوا وقتاً مع يسوع متكبرون جداً لدرجة انهم لدرجة انهم لا يمكنهم ان يتعلموا منه .·         بدون صلاة فان خدمتنا لله والاخرين قد ترضينا لبعض الوقت ولكن تاتى لحظة تصرخ فيها نفوسنا طالبة المزيد .
  • سوف تاتى اوقات كثيرة تجد فيها الاغراء بان تتفاوض مع يسوع فيما يتعلق بمشيئة فى حياتنا ويكون الاغراء بان نكتشف ما يريده منا ثم نقرر ان كنا نحب ذلك ام لا ولكن الصلوات المتضعة تعطينا الفرصة لكى نقبل مشيئتة لحياتنا .
  • ان حبنا للعالم مقياس لحبنا لاجل يسوع .
  • لا يمكننا ان نركز من كل قلوبنا سوى على شخص واحد فى نفس الوقت على انفسنا او على يسوع .
  • اختيارنا ان نركز على يسوع فاننا نتحرر من الانهماك بانفسنا .
  • سبعة تدريبات للصلاة :
    1 – الصلاة خلف الابواب المغلقة
    2– صل الصلاة الربانية
    3– الصلاة من خلال الاستماع
  • ما يجب ان نمارسة اكثر من اى شئ اخر هو التمثل بيسوع وبدلاً من التفكير فى اى مسار نسلكه او اى برنامج سوف تبداه علينا ان نفكر فى يسوع .

 

the evangelizm , Follow Jesus — الكرازة , اتبع يسوع

ما هى المسيحية ؟ انها المسيح ولا شئ اكثر من ذلك.

  • ما الذى يعنيه التمثل بيسوع عملياً ؟يسوع هو الرسالة يجعل يسوع معروفاً
  •  نكون مسحاء ليس بسبب من نحن ولكن بسبب يسوع الذى يحيا فينا .
  •  نحن لا نسال ما الذى يمكن ان يفعله يسوع ؟ بل ما الذى يفعله – الان فينا ومن خلالنا ؟
  •  نركز على شخص المسيح وليس على قضية المسيح ان التركيز على قضيته او ارساليته لا يعنى اننا فى الحقيقة نتبع يسوع .
  •  نحن نضع انفسنا على الدوام على الصليب فى قلوبنا ونطلب من يسوع ان ياخذ العرش .
  • نمارس الشركة مع الاخرين الذين يكونون مثالاً ليسوع .
  •  ان كل القادة الدينيين العظام الاخرين قدموا معتقداً او فلسفة قال كونفوشيوس اتبعوا الحكمة وقال بوذا اتبعواالطريق الثمانى ان يسوع فقط تجاسر بان يشير الى نفسه ويقول اتبعنى واى ديانة اخرى بما فيها الديانة المسيحية تعد صنمية اذا استبدلت بذلك التكريس الكامل ليسوع .
  • كل عظة وكل كتاب وكل مسيحى عاقل تحدثت معه يدافع عن الصيرورة مثل يسوع وما فشل كثيرون ان يقولوه هو ان علينا ان نكون مثل يسوع من اجل الاخرين .
  • مشاركة يسوع لا يمكن اختزالها فى اسلوب معين .
  •  على الرغم من ان يسوع اراد ان يصل الى اكبر عدد ممكن من الناس على قدر ما يستطيع الا انه قضى المزيد من الوقت فى التفاعل مع المجموعات الصغيرة والافراد باكثر مما فعل مع الجامير الكبيرة .
  •  فى كل مرة حيث كان يسوع يتفاعل مع المجموعات الكبيرة من الناس كان يعلمهم ويشارك الاخبار السارة معهم ويعطف عليهم ويشفى العشرات منهم ويطعمهم ويقيم الموتى ويدافع عنهم ضد القادة الدينيين وكان يلهم الناس لتصور الحياة التى كان الله يريدها الشئ الوحيد الذى لم يكن يسوع يفعله بشكل متناغم فى كل تفاعلاته مع الجماهير الكبيرة كان الضغط عليهم لكى يصبحوا من تلاميذه .
  •  لكنه حاول مع ذلك ان يثير الاهتمام الروحى للناس فى وسط الجماهير وقد تكلم بالفعل لاثارة احلامهم وتوقعاتهم لما يمكن ان يحدث فى حياتهم اذا اتبعوا الله .
  • لقد وضعك الله حيث انت لسبب وانت تصبح الشخص الذى يريدك الله ان تكونه بان تكون اذناً صاغية وشخصاً معداً لاستخلاص المعلومات منهم بعد يوم شاق وشخصاً مامون الجانب يمكن التحدث معه عن اعباء الحياة يمكنك التاثير على الناس لاجل يسوع بزيارة الجيران والسير معهم خلال فترات الاستراحة لتناول القهوة فى العمل .
  • الباحثون مثل نيقوديموس وزكا او قائد المئة سمعوا عنه وارادوا معرفة المزيد كان هناك اناس مختلفون كانت لديهم اسباب مختلفة للبحث عن يسوع .
  • لقد كان يسبر الغور ويحس النبض وكان متسائلاً وكان يطلب فى معظم الاوقات شيئاً مكلفاً من الباحثين .
  • اذا اتخذوا خطوة واحدة كان يسوع يقدوهم الى الخطوة التالية .
  • اذا طلبنا من الناس ان يصلوا لكى يقبلوا يسوع ثم اخبرناهم انهم مسيحيون لانهم صلوا تلك الصلاة نكون فى خطر تجنب الخطوة الحاسمة بان نطلب من الباحثين ان يقدموا على خيارات مكلفة ضرورية ليكونوا تلاميذ يسوع ان امر .
  •  كان يسوع يريد كل شئ بالنسبة ليسوع كانت الكرازة تعنى التلمذة .

 

Christian discipleship accessories – شروط التلمذة المسيحية

الحياة المسيحية هي حياة تلمذة Discipleship.
وكل الذين آمنوا بالمسيح، دعوا تلاميذًا له.

أما هو فَدُعِيَ “المعلم”، و”المعلم الصالح”.  وعلى الرغم من تلمذة الجميع عليه، كان له تلاميذ خصوصيون، دعوا “خاصته” (إنجيل يوحنا 1:13).  هؤلاء أعدّهم لخدمة الكلمة (سفر أعمال الرسل 4:6).  عن هؤلاء قيل إنه: “دعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانًا على أرواح نجسة ليخرجوها” (متى 1:10).

قيل في العظة على الجبل: “تقدم إليه تلاميذه، ففتح فاه وخاطبهم..” (متي 2،1:5).  ولما أراد أن يحتفل بالفصح، أرسل اثنين من تلاميذه، ليقولا إن المعلم: “يسأل أين المنزل حيث آكل الفصح مع تلاميذي؟” (أنجيل مرقس 14،13:14).

كذلك أتباع يوحنا المعمدان دعوا تلاميذًا له:
قيل إنه حدثت مرة “مباحثة بين تلاميذ يوحنا واليهود من جهة التطهير” (آنجيل يوحنا 25:3) (نص الكتاب موجود هنا بموقع الانبا تكلا).  وفي إحدى المرات جاء إلى السيد المسيح تلاميذ يوحنا قائلين: “لماذا نصوم نحن والفريسيون كثيرًا، وأما تلاميذك فلا يصومون؟” (متى 14:9).

و الفريسيون كانوا يدعون أنفسهم تلاميذ موسى:
لذلك في مناقشة اليهود مع المولود أعمى الذي وهبه الرب البصر، قالوا له: “أنت تلميذ ذاك، أما نحن فتلاميذ موسى” (يوحنا 28:9).

ونلاحظ أن الكرازة كانت تسمى تلمذة:
فلما أرسل الرب تلاميذه ليكرزوا بالإنجيل، قال لهم: “اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم..  وعلموهم جميع ما أوصيتكم به” (متى 19:28).  ولما ذهب بولس وبرنابا إلى دربة، قيل أنهما: “بشرا في تلك المدينة وتلمذا كثيرين” (سفر الأعمال 21:14).

والتلمذة كأمر عام لا تشترط على شيء محدد..  فالتلمذة قد تكون على كلمة المنفعة، أو التلمذة على الحياة، أو يأخذ الإنسان دروسًا من الموت، أو يتتلمذ على الكتب أو الطبيعة أو الحيوان أو الطقوس أو الأحداث ومجريات الأمور.. إلخ.

* شروط التلمذة:
في موضوع التلمذة، يجب أن نورد ملاحظتين:
1- إن التلمذة ليست على التعاليم فقط، بل على الحياة.
2- لذلك فللتلمذة شروط لا بُدّ من توافرها في الحياة العملية.
وهكذا يقول السيد الرب لتلاميذه: “إن ثبتم في كلامي، فبالحقيقة تكونون تلاميذي” (يوحنا 31:8).  إذن فمجرد سماع الكلام من معم، لا يعني التلمذة له.  إنما الثبات في تعليمه.  ومعنى هذا تحويل الكلام إلى حياة، وإلى مبادئ راسخة تثبت فيمَن يتعلم.

ويعطينا السيد المسيح علامة ومثالًا عمليًا بقوله لتلاميذه:
“بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي، إن كان لكم حب بعضًا لبعض” (يوحنا 35:13).  هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.
هنا يقدم شرطًا، بدونه لا يكونون تلاميذًا له، مهما تعلموا منه نظريًا عن الحب.  وإن من يجد الناس فيهم هذه المحبة المتبادلة، لا يمكنهم أن يقولوا إن هؤلاء تلاميذ للمسيح..!  إنها علامة لازمة.
كما كان المسيح يحب الكل، هكذا ينبغي أن يكون تلاميذه.  “كما سلك ذاك، يسلكون هم أيضًا” (رسالة يوحنا الأولى 6:2).

يذكرني هذا بقول الرب لليهود المفتخرين بأنهم أولاد إبراهيم: “لو كنتم أولاد إبراهيم، لكنتم تعملون أعمال إبراهيم” (يوحنا 39:8).
إذن، التلمذة الحقيقة هي تلمذة على حياة، تظهر بأسلوب عملي في حياة الإنسان، ويعلن بها تلمذته على معلم تميز بهذا النوع من الحياة، وبهذا اللون من التعليم.

ولهذا يقدم السيد المسيح عينات من الناس لا يمكن أن يكون تلاميذًا له، منها:
يقول: “إن كان أحد يأتي إليَّ، ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته، فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا”، “ومَنْ لا يحمل صليبه ويأتي ورائي، فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا”، “فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله، لا قدر أن يكون لي تلميذا” (إنجيل لوقا 33،27،26:14).
وهكذا وضع السيد المسيح قاعدة للتلمذة عليه، وهي التجرد، ومحبة الله فوق محبة الأقرباء.

ومن هذا المنطلق قال له تلميذه بطرس: “قد تركنا كل شيء وتبعناك” (متى27:19).  فأجابه السيد بنفس تعليمه الروحي: “كل مَن ترك بيوتًا، أو أخوة أو أخوات، أو أبًا أو أمًا أو امرأة أو أولادًا أو حقولًا، من أجل اسمي، يأخذ مائة ضعف، ويرث الحياة الأبدية” (متى 29:19).

إذن هو مبدأ في التلمذة على الرب، أن تترك كل شيء من أجله، أو على الأقل تكون مستعدًا قلبيًا لترك كل شيء.  ولا تندم على ذلك.
ولهذا أضاف الرب شرطًا آخر وهو: “ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح إلى ملكوت الله” (لوقا 62:9).  فالتلمذة على الرب تحتاج إلى ثبات في الطريق وعدم رجوع إلى الوراء.  وتحتاج إلى أن يحتمل الإنسان من أجل الرب ومن أجل خدمته، ويتعب في سبيل ذلك.  ولذلك قال الرب:
“مَنْ لا يحمل صليبه ويأتي ورائي، فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا” (لوقا 27:14).

هناك شروط أخرى للتلمذة منها الالتزام والتنفيذ.
فالذي يريد أن يتتلمذ، عليه أن يلتزم بما يسمعه وينفذه، وهكذا يحول المعلومات إلى حياة.  لأنه ما فائدة الكلام إن كنا نسمعه وننساه، أو نحتفظ به في أذهاننا فقط لمجرد المعرفة.  ولذلك جميلة تلك العبارة التي كان يقولها مَنْ يزور الآباء: “قل لي كلمة، لكي أحيا بها”. فالكلمة هي طعامه الروحي.  يأخذها ويغذي بها روحه، فيحيا بها، وينتفع.  ليس مجرد المنفعة الفكرية، إنما ينتفع بها في حياته العملية، فتصبح كلمة منفعة..

the disciples are a steward people – التلاميذ هم وكلاء

روى الرب مثل وكيل الظلم ( لوقا16 :1-31 ) للتلاميذ، وفيه بيَّن لهم المبادئ التي تنطبق على التلاميذ في كل العصور. أليس التلاميذ وكلاء عهد الرب إليهم العناية بماله ومصالحه هنا على الأرض؟وهذا المثل عسر الفهم ويبدو في الظاهر أنه يمتدح الخداع والالتواء. لكن إذا فهم على حقيقته فهو مليء بتعاليم ذات أهمية كبرى جدا. وقصة هذا المثل تتلخص في أن رجلا ثريا أستأجر وكيلا عهد إليه بالأشراف على أعماله. وبعد مضي مدة من الزمن عرف السيد أن وكيله كان يبذر أمواله فاستدعاه في الحال وطلب منه أن يقدم حساب وكالته، مع تدقيق كامل في دفاتره، وأعطاه إنذارا بإنهاء خدمته وأدرك الوكيل أن مستقبله كئيب مظلم. فقد كان متقدما في السن بحيث لا يستطيع أن يقوم بعمل يدوي متعب، وكان خجولا يستحي بأن يستعطي. وسرعان ما خطر له خاطر يضمن له أصدقاء في أيام المحنة القادمة. فذهب إلى واحد من مديوني سيده وسأله: “كم عليك لسيدي” ؟ فأجاب: “مئة بث زيت ” أي ما يعادل ثلاثة آلاف لتر من الزيت. قال الوكيل: “ادفع ما يعادل النصف ونضبط الحساب “.ثم مضى إلى مديون آخر من مديوني سيده وسأله السؤال نفسه : ” كم عليك لسيدي” فأجاب: “مئة كرّ قمح ” أي ما يعادل ثمانية وعشرين ألف كيلو غرام من القمح فقال له ادفع “ثمانين كرّ قمح “_ أي ما يعادل أثنين وعشرين ألف كيلو غرام من القمح _ “ونسدِّد الحساب ” وأغرب من تصرف هذا الوكيل غير الأمين التعليق الذي يليه: فمدح السيد وكيل الظلم إذ بحكمة فعل. لأن أبناء هذا الدهر أحكم من أبناء النور في جيلهم” (لوقا16 :8 ).

كيف نفهم نحن هذا المديح الذي يبدو وكأنه يشجع الخداع والخيانة في المعاملات؟
هناك أمر مؤكد لا شك فيه وهو أن سيد وكيل الظلم وسيدنا المبارك لم يمتدحا هذا الخداع وعدم الأمانة. بل أن عدم الأمانة هي التي سببت، بالدرجة الأولى، طرده من العمل.وهل يمكن أن نجد شخصا مستقيما يشجع على الغش أو يمتدح الخيانة؟ فمهما حوى هذا المثل من تعاليم فليس فيه أية إشارة تبرر الاختلاس أو السرقة على أية حال من الأحوال. أنما هناك شيء واحد يستحق أن يمتدح عليه وكيل الظلم وهو تخطيطه أو تدبيره للمستقبل. فقد اتخذ خطوات ليؤمن لنفسه أصدقاء بعد انتهاء وكالته. لقد عمل للمستقبل لا للحاضر. هذه هي النقطة المركزية في المثل: أن أهل العالم يتخذون خطوات جديدة لتأمين مستقبلهم _ أي زمن شيخوختهم وأعوام تقاعدهم. فهم يعملون بكل جد واجتهاد ليضمنوا لأنفسهم راحة، عندما لا يستطيعون العمل والربح وهم لا يتركون سبيلا ولا بابا إلا ويطرقونه ليحصلوا على ضمان اجتماعي. من هنا نقول أن غير المخلصين أحكم من المسيحيين. أما السبب في ذلك فلأن مستقبل المسيحي هو في السماء وليس على هذه الأرض. هذا هو بيت القصيد. فأن مستقبل غير المؤمن ينحصر في الوقت الذي يقع بين حاضره والقبر. أما مستقبل المؤمن فهو الأبدية التي تقضى مع المسيح. ويعلمنا هذا المثل أن غير المتجددين هم أحكم وأنشط في الاستعداد لمستقبلهم على الأرض من المسيحيين في الاستعداد لمستقبلهم في السماء. وفي هذه المناسبة يقدم لنا الرب يسوع التطبيق العملي لهذا المثل فيقول: “وأنا أقول لكم اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية ” ويعني بمال الظلم هنا الثروة والممتلكات الدنيوية، فهذه تمكننا أن نستخدمها لربح النفوس للمسيح. والنفوس التي نربحها بواسطة أمانتنا في استعمال المال تسمى في المثل “أصدقاء “. وسيأتي يوم يدركنا الموت أو نخطف في السحب لملاقاة الرب في الهواء، الأمر الذي سيتم سواء كنا راقدين أم أحياء، ويكون أن “الأصدقاء ” الذين ربحناهم بحكمتنا في استعمال أموالنا يكونون معنا في المظال الأبدية. بهذه الطريقة يخطط الوكلاء “الحكماء ” للمستقبل _لا بأنفاق حياتهم في السعي الباطل للحصول على ضمانات في الأرض، بل في السعي النشيط المتحمس للحصول على أصدقاء في السماء، أصدقاء ربحناهم بأموالنا. فعندما يتحول المال إلى كتب مقدسة وأناجيل وأجزاء من الكتاب المقدس ونبذ روحية ومطبوعات دينية أخرى،وعندما ينفق على خدَّام المسيح والكلمة من مرسلين وغيرهم، أو ينفق لتمويل برامج الإذاعات المسيحية وسائر النشاطات المسيحية الأخرى الجدير بالتشجيع، وبعبارة مختصرة: عندما يستخدم المال لنشر الإنجيل في العالم، عندئذ يتحول المال إلى أصدقاء يرحبون بنا في السماء. فالمال الذي ينفق على عمل الرب في هذا العالم هو نفسه المال الذي يكنـز في السماء. عندما يرى المؤمن أمواله وممتلكاته الزمنية وقد استخدمت لخلاص النفوس الثمينة، يفقد محبته للأشياء المادية وتضيع لذته في الترف والثروة والمظاهر المادية الجذابة، فلا يعود يستسيغها ولا يحبذها، ويشتاق إلى أن يرى مال الظلم يتحول بكيمياء إلهية إلى عبّاد للحمل يسجدون له إلى أبد الآبدين. وعند ذلك تستأ سره فكرة القيام بعمل في حياة البشر يؤول إلى مجد دائم لله وسعادة مقيمة له ولشعب الله. وكل ما في العالم من ماس وجواهر ولآلئ، وودائع في البنوك، وبوليصات التأمين، وقصور ويخوت وسيارات فاخرة، تصبح في عينيه “مال الظلم ” أن استخدمها المرء لنفسه وحسب، فلا فائدة منها، أما أن أنفقت لأجل المسيح تحوّلت إلى غنائم وأرباح تبقى إلى الأبد. والطريق التي بها نستخدم أموالنا وممتلكاتنا، والمدى الذي به نتمسك ونتعلق بها هو محك أخلاقنا. وقد أكد المسيح ذلك في العدد العاشر بقوله:”الأمين في القليل أمين أيضا في الكثير. والظالم في القليل ظالم أيضا في الكثير”. و”القليل” المذكور في هذا العدد هو وكالتنا في الأشياء المادية. فالرجل الأمين هو الذي يستخدمها لمجد الله وبركة أخوته. و”الظالم” هو الذي يستخدمها لراحته الشخصية ولتنعمه الذاتي وتمتعه الأناني. فإذا كان المرء غير أمين ولا يمكن أن يعهد إليه بالقليل أي بالأشياء المادية، فكيف يمكن أن يعهد إليه بالكثير أي بالأشياء الروحية؟ وإن كان غير أمين في مال الظلم، فكيف ننتظر منه أن يكون أمينا كخادم للمسيح وكوكيل سرائر الله (كورنثوس الأولى 4 :1 )؟ ويشدد المخلص على هذا بشكل أكثر فيقول :”أن لم تكونوا أمناء في مال الظلم فمن يأتمنك على الحق ” (11).
الغني الحقيقي ليس هو في الكنوز الأرضية، لأن قيمتها محدودة ووقتية. لكن الكنوز الروحية هي الغني الحقيقي لأن قيمتها ل يمكن أن تقاس أو تحد. وإذا لم يكن الإنسان أمينا في استعمال الأشياء المادية، فهل يقدر أب يكون أمينا في الأمور الروحية؟
ثم يخلص المسيح في مثله إلى القول: “أن لم تكونوا أمناء في ما هو للغير فمن يعطيكم ما هو لكم” (12).
أن مقتنياتنا المادية ليست لنا، بل هي أمانة من الله، وكل ما نملكه ليس ألا وكالة مقدسة يأتمننا لله عليها. وأما ملكنا الحقيقي فهو ما نبذله من جهود لنكون أمناء في وكالتنا في سبيل المكافأة التي سنحصل عليها نتيجة لأمانتنا في الديار الأبدية. فأن لم نكن أمناء في التصرف بمال الله، فلا نقدر أن نتفهم حقائق كلمة الله العميقة، ولا يجوز أن ننتظر المجازاة في الحياة الأبدية، وأن كانت الحياة الأبدية نفسها من نصيبنا.
وبعد ذلك نصل إلى الذروة إذ يلخص المسيح التعليم الذي ينطوي عليه المثل قائلا: “لا يقدر خادم أن يخدم سيدين لأنه أما أن يبغض الواحد ويحب الآخر. أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال”.
لا يمكن أن يكون هناك ولاء منقسم، فالتلميذ لا يستطيع أن يخدم معلّمين، والوكيل أما أن يحب الله أو المال. فأن أحب المال فقد ابغض الله.
واذكر، يا أخي، أن هذا الكلام موجّه للتلاميذ، لا لغير المخلّصين.

Zeal- الغيرة

يعذر التلميذ الذي لا يملك قدرة عقلية فائقة، ويعذر التلميذ الذي لم يتوفر لديه قوة جسمانية فذة. ولكن لا يعذر التلميذ يفتقر إلى الغيرة. ألا يقاصص من لم يضرم قلبه بحماس روحي.
أليس المسيحيون أتباع ذاك الذي قال: “غيرة بيتك أكلتني ” (يوحنا 2: 17)؟ لقد كان مخلصا متقدا غيرة لله ولجميع ما يختص بالله. فكيف يرضى لذاته بأتباع فاترين؟
عاش المسيح حياة ضغط روحي شديد. وهذا ما يشير إليه كلماته “لي صبغة اصطبغها وكيف انحصر حتى تكمل” (لوقا12: 50)، كما تشير إليه أيضا عبارته المشهورة: “ينبغي أن اعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار، يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل” (يوحنا9: 4).
وشهد الرب لغيرة يوحنا المعمدان بقوله: “كان هو السراج الموقد المنير” (يوحنا 5: 35 ).
وكان بولس الرسول غيورا جدا، وقد حاول أحدهم أن يصف غيرة حياته في المقطع التالي :
“أمامنا رجل لا يهتم بجمع زمرة من الأصدقاء، أو ثروة مادية، لا قيمة عنده للأشياء العالمية، عاش بلا هم في الحياة وبلا خوف من الموت. رجل لا يسعى لمنصب ولا يتحمس لبلد ولا يسعى إلى تحين حالته. همّه الأوحد إنجيل المسيح. رجل له غرض واحد هو مجد الله، حسبه الناس غبيا، فرضي بذلك لأجل المسيح، حسبوه متعصبا مهيجا للفتن فلم يعترض على أن يلقيه الناس بما شاؤا…وأن دعوه تاجرا، أو رب بيت، أو مواطنا، أو صاحب ثروة، أو رجل علم، أو رجل عالم، أو حتى صاحب ذوق سليم، فلا يؤثر أحدهم على سجاياه. عليه أن يتكلم أو يموت، ولن يحجم عن الكلام حتى إذا أدى به ذلك إلى الموت. لم يعبأ بالراحة بل راح يجوب البر والبحر فوق الصخور، وفي برار مجهولة لم يسلكها قبله إنسان، وهو ينادي بصوت عال لا يسكت، ولا ينثني عن عزمه. في السجن يرفع صوته، وفي عواصف المحيط لا يهدأ، وقدام المجامع الرهيبة المفزعة وعروش الملوك يشهد للحق. لم يستطع أحد أن يخمد صوته ألا الموت بل حتى في ساعة الموت، وقبل أن تفصل السكين رأسه عن جسمه، نسمعه يتكلم، ويصلي، ويشهد، ويعترف، ويتوسل، ويناضل وأخيرا يبارك الشعب القساة.”
وآخرون من رجال الله تذرعوا بهذه الغيرة الملتهبة نفسها لإرضاء الله. فقد كتب شارلي إستاد ذات مرة: “يريد بعضهم أن يعيشوا داخل الكنيسة يسمعون صوتها ويقرعون جرسها. أما أنا فأريد أن اركض لانقذ إنسانا على بعد متر من جهنم”.
وبهذه المناسبة نذكر، عوضا، أن الذي قاد إستاد إلى تكريس تام للمسيح كان مقالا كتبه ملحد هذا نصه: “لو كنت أؤمن حقا وعن يقين، بما يؤمن به ملايين المسيحيين القائلين بأن معرفة الدين وتطبيقه في هذه الحياة يقرران المصير في الحياة الأخرى، لو كنت أؤمن بهذا لجعلت الدين كل شيء في حياتي. ولحسبت كل تمتع دنيوي نفاية، وكل الهموم الأرضية حماقة وكل الأفكار الدنيوية والمشاعر العالمية باطلا، لكنت اجعل الدين فكري الأول عندما استيقظ، وآخر صورة ترتسم أمامي قبل أن استغرق في النوم واستسلم للاشعور، وكنت اعمل في قضية الدين وحدها، ولا اهتم بعد ألا بالأبدية وحسب. وكنت أقدر أن ربح نفس واحدة للمسيح يعادل حياة كاملة من الألم. وما كانت تعطل يدي أو تقفل فمي عواقب أرضية، فأن الأرض بأفراحها وأحزانها لا أعيرها لحظة من أفكاري بل أسعى إلى الأبدية وحدها وانظر إلى النفوس الخالدة حولي وقد أوشكت على أبدية سعادة أو أبدية شقاء! كنت اذهب إلى العالم واكرز في وقت مناسب وغير مناسب متخذا آية موضوعي: “مإذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ ”
كان جون وسلي إنسانا غيورا وقد قال مرة: “أعطني مائة شخص يحبون الله بكل قلوبهم، ولا يخافون سوى الخطية، وأنا أهز بهم العالم”.
وكان جم اليوت _ شهيد اكوادور _ شعلة من نار لأجل المسيح يسوع. كان في يوم من الأيام يتأمل هذه العبارة: “الصانع خدامه نارا ملتهبة” (عبرانيين1: 7) فكتب في مذكرته يقول: ” هل أنا ملتهب؟ نجني يا إلهي من أن أكون فتيلة لا تشتعل، امنحني أن أتشبع وأمتلئ بزيت الروح حتى أستطيع أن أكون لهيبا. ولكن اللهيب وقتي قصير العمر، فهل تستطيعين يا نفسي أن تكوني زائلة قصيرة العمر في غيرتك؟ وبما أن روح ذلك العظيم الذي عاش حياة قصيرة أكلته خلالها غيرة بيت الله يسكن فيّ فلا بد أن تجعلني يا رب لهيبا لك ونارا متقدة. ”
وهذا السطر الأخير مقتبس من قصيدة تتميز بالغيرة والاضطرام كتبتها أمي كار ميكل. ولا عجب أن استمد جم اليوت إلهاما عظيما من هذه القصيدة:
نجني يا رب، نجني أنا عبدك حررني

نجني من أن التمس التهرب في حياتي

نجني من الخوف الذي يخشى الطموح

نجني من الرعب الذي يتهيب التسلق

نجني من النفس الناعمة كالحرير

واجعلني جنديا شجاعا جديرا باتباعك أيها القائد.

نجني من اختبار الهنات الهينات

نجني من الاستسلام والتسليم للضعفات

فليس هذا هو الحصن المطلوب

وليس هذا هو الروح الموهوب

لمن يسير في طريق المصلوب

فمن هذا نجني يا حمل الله الحبيب

امنحني المحبة التي تقودني في الطريق

امنحني الإيمان الذي لا يخشى الضيق

امنحني الرجاء الذي لا يخشى الفشل

امنحني الحماس الذي يضرم في نار العمل

حتى لا أكون قطعة طين باردة خامدة

بل اجعلني يا رب لهيبا لك ونارا متقدة

عار الكنيسة في القرن العشرين هو أنها سمحت لأتباع المذهب المادي وأنصار البدع المستحدثة أن يكون لهم غيرة أكثر من المسيحيين. ألا نخجل نحن بصفتنا مسيحيين عندما نذكر أن لينين وسبعة عشر من اتباعه بدأوا يهاجمون العالم عام 1904 حتى بلغ عددهم أربعين ألفا عام 1918 وقد استطاعوا أن يملكوا زمام مائة وستين مليونا، ثم تضاعف عددهم حتى أصبح يضم نحو ثلث سكان العالم في هذه الأيام؟ ومهما خجلنا من كتاباتهم وادعاءاتهم غير أننا لا نستطيع ألا أن نقدر حماسهم.
كم من المسيحيين شعروا بالخجل والصغر عندما قرأ بلي جراهم رسالة أرسلها شاب إلى خطيبته يشرح لها سبب إرغامه على فسخ الخطبة_ وهذا نص الرسالة:
نحن نتزايد بنسبة مدهشة جدا. أننا نلقى حتفنا بالرصاص، ونشنق ونسجن، ونطرد من وظائفنا، ونلاقي كل عذاب وتنكيل.. أننا نعيش في السجون المظلمة، وفي الفقر المدقع. ونقدم كل مبلغ نربحه، مما يزيد عن حاجاتنا الضرورية للحزب الذي ننتمي إليه. فأننا لا نذهب إلى السينما، ولا إلى الملاهي، ولا إلى الحفلات، ولا نبني القصور، ولا نقتني السيارات الفخمة، لنوفر كل ما نستطيع أن نوفره لنشر مبدئنا. وحياتنا كلها تتجه إلى هدف واحد، هو نشر مبدئنا. هذا المبدأ هو حياتي، وعملي، وديني، وهوايتي، هو خطيبتي، وزوجتي، وسيدتي، وطعامي، وشرابي. لأجل هذا المبدأ اعمل في النهار، وبه أحلم في الليل. وهو مبدأ يملك كل حواسي، ينمو ولا يضعف بمرور الزمن. لهذا لا احتفظ بصداقة، ولا علاقة حب، ولا حديث لا علاقة له بهذه القوة الدافعة المسيطرة على حياتي. وتقديري للناس والكتب والأفكار والأعمال أنما يقاس بمقدار أثرها في خدمة هذا المبدأ ونشره. وأني على استعداد لأن اذهب في سبيل هذا المبدأ إلى السجن بل إلى الإعدام. ”
فأن كان”أهل العالم ” يكرسون أنفسهم لقضيتهم إلى هذا الحد، فكم بالأحرى على المسيحيين أن يكرسوا أنفسهم بل أن يسكبوها في ولاء تام مملوء بالحب والفرح لسيدهم المجيد. حقا، إذا كان الرب يسوع يستحق شيئا فهو يستحق كل شيء. أو كما قال فندلي “أن كان الإيمان المسيحي يستحق أن نؤمن به إطلاقا فهو يستحق أن نؤمن به بكل شجاعة وبطولة.”
وقال جايمس ديني:”أن كان الله حقا قد أعلن للعالم خلاصه في المسيح، فمن واجب كل مسيحي أن يرفض كل رأي وكل نظرية تنكر هذا الحقيقة أو تحط من قدرها.”
أن الله يريد أناسا يضعون أنفسهم تماما تحت آمرة الروح القدس وقيادته. قد يظن بعض الناس أنهم قد امتلأوا سلافة أو سكروا بالخمر، والبعض الآخر يعرفون أنهم مسوقون إلى الله بعطش شديد لا يروي وبحماس متقد لا يطفأ.
فكل من يريد أن يكون تلميذا للمسيح عليه أن يملأ قلبه بغيرة وقادة، وأن يصبر ليتم في حياته الوصف الذي ذكره الأسقف رايل في كتابه المشهور” المسيحية العملية”.
“يكرس الرجل المتدين الغيور نفسه لأمر واحد. فلا يكتفي بأن يقال أنه غيور، محب، لا يهادن، دقيق، كلي التكريس حار في الروح، بل ليس أمام ناظريه ألا شخص واحد، ثم أنه يهتم بشيء واحد، ويستغرق وقته شيء واحد، وهذا الشيء الواحد هو إرضاء الله_ فسواء عاش أو مات، وسواء صح أو مرض، وسواء اغتنى أو افتقر، وسواء أرضى الناس أو أغضبهم، وسواء أصابه مدح أو ذم، وسواء كرم أو أهين، فلا يهم الرجل الغيور شيء من كل هذا. فأن احترق وفني فهو قانع راض، شاعر أنه مصباح قد صنع ليحترق، وأن فني باحتراقه فإنما هو يتمم العمل الذي للأجله أوجد الله. وأن لم يستطع أن يبشر، أو يعمل، أو يعطي، فهو يصرخ وينتحب ويصلي. أجل، وأن كان فقيرا معدما، أو مريضا ملازما للفراش فهو، حتى في هذه الحالات، يعرقل دواليب الخطية، وذلك بصلواته المستمرة ضد الخطية. وإذا لم يستطع أن يحارب في الوادي مع يشوع، فسيعمل عمل موسى وهرون وحور على الجبل (خروج17 : 9-13 ) وأن كف هو نفسه عن العمل فهو لا يسكت ولا يدع الرب يسكت، حتى تأتي المعونة من باب آخر، ويتم العمل بشخص آخر. هذا ما اقصده عندما أتكلم عن الغيرة في الدين.”

the faith — الايمان

تتوقف التلمذة على الإيمان الصادق العميق بالله. فمن أراد أن يقوم بأعمال عظيمة جبارة لله عليه أن يثق فيه ثقة تامة.فأن “كل رجال الله العظام كانوا دائما وأبدا أناسا ضعفاء قاموا بأعمال عظيمة لله لأنهم اعتمدوا على الله المساند لهم، كما قال هدسون تيلر.
يؤسس الإيمان الحقيقي دائما على وعد من مواعيد الله أو على فقرة من الكتاب المقدس. هذا أمر على جانب كبير من الأهمية، فالمؤمن يقرأ أو يسمع وعدا ما من الله، فيأخذ الروح القدس ذلك الوعد ويطبقه في قلبه وضميره، فيدرك المسيحي أن الله قد كلمه مباشرة. وبثقة تامة في الذي وعد وهو أهل لكل ثقة، يحسب المؤمن أن الوعد مؤكد ومضمون كما لو كان قد تم فعلا، ولو أنه يبدو مستحيلا من وجهة النظر الطبيعية.
ولعلّ المؤمن يتأثر بوصية وليس بوعد ولا فرق بين الحالتين. فأن كان الله يأمر، فهو يمكّننا من إتمام الأمر. فإذا أمر بطرس أن يمشي على الماء فلبطرس أن يتأكد من نوال القوة التي يحتاج إليها لذلك (متى14: 18). وهكذا هي حالنا فإذا أمرنا أن نكرز بالإنجيل للخليقة كلها فلنا أن نتأكد من نوال النعمة التي نحتاج إليها لذلك.
والإيمان لا يتمم عمله في دائرة الممكن، فلا مجد لله في إتمام ما يمكن إتمامه بشريا. إنما الإيمان يبدأ حيث تنتهي قوة الإنسان أو كما قال جورج مولر “أن دائرة الإيمان تبدأ حيث تنتهي الممكنات وحيث يفشل العيان والحس ” يقول الإيمان “أستطيع أن أتمم كل مستحيل”. قال ماكنتوش: “الإيمان ينـزل الله إلى دائرة العمل، ولذلك لا يصعب عليه شيء، لا بل هو يهزأ بالمستحيلات. يرى الإيمان أن الله يحل كل مشكل وكل صعوبة، أنه يضع كل أمر أمام الله فلا يهم الإيمان في كثير أو قليل أن كان المطلوب ستمائة ألف ليرة أو ستمائة مليون. فأنه يعرف أن الله قادر على كل شيء وهو يسد كل اعوازنا. أما عدم الإيمان فيسأل: كيف يمكن هذا وكيف يمكن ذاك؟ هو مملوء تساؤلات. أما الإيمان فله الجواب الأعظم الأوحد الألف كيف وكيف، وذلك الجواب هو الله “.
يستحيل بشريا، أن ينجب إبراهيم وسارة ابنا، لكن الله وعد، ويستحيل عليه_بالنسبة لإبراهيم_ أن يكذب. “فهو على خلاف الرجاء آمن على الرجاء لكي يصير أبا لأمم كثيرة كما قيل هكذا يكون نسلك. وإذ لم يكن ضعيفا في الإيمان فلم يعتبر جسده وهو قد صار مماتا إذ كان ابن نحو مئة سنة ولا مماتية مستودع سارة. ولا بعدم إيمان ارتاب في وعد الله بل تقوى بالإيمان معطيا مجدا لله . وتيقن أن ما وعد به هو قادر أن يفعله أيضا”.
أن الإيمان القوي، يرى الوعد، ويتطلع إلى الله وحده ويهزأ بالصعوبات، ويصيح قائلا “لا بد أن يتم “.
إلهنا إله في أجراء المستحيلات (لوقا1: 37) لأنه “هل يستحيل على الرب شيء ” (تكوين 18: 14) كلا! بل أن “غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله”.
يتمسك الإيمان بالوعد ويقول “كل شيء مستطاع للمؤمن” (مرقس 9: 23) ويهتف مع بولس قائلا: “أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني” (فيلبي4: 13).
“الشك يرى الصعوبات، أما الإيمان فيرى الطريق: الشك يحدق بالليل، أما الإيمان فيرى النهار، الشك يخاف أن يخطو خطوة، أما الإيمان فيحلّق في الأعالي، الشك يتساءل: من يصدق هذا؟ فيجيب الإيمان: أنا.”
ولأن الإيمان يعني خرق الأنظمة الطبيعية وتصديق الله لذلك يبدو غير معقول. ليس من المعقول أن يخرج إبراهيم وهو لا يعلم أين يتوجه لكنه صدق وعد الله وأطاع أمره. وحسبه هذا (عبرانيين11 :8 ). وليس من الذكاء أن يهجم يشوع على أريحا بدون أسلحة قتالة (يشوع 6: 1-20 ). فأهل العالم يضحكون على مثل هذه المغامرات الجنونية، لكنها أثبتت معقوليتها وتممت مأموريتها.
والحق يقال أن الإيمان هو عين المعقول. أليس من الصواب أن يثق المخلوق في خالقه؟ هل من الجنون أن نؤمن بمن لا يمكن أن يكذب أو يتخلى أو يخدع؟ الثقة في الله هي الأمر المعقول، المنطقي، المقبول الذي يمكن أن يفعله الإنسان. فهو ليس قفزة في الظلام بل أنه يتطلب أقوى تأكيد وأعظم برهان، فيجد هذا التأكيد وهذا البرهان في كلمة الله التي لا تسقط. وما أحد وضع ثقته في الله وخاب قط، ولن يخيب أحد يفعل ذلك فالإيمان بالله لا تحدق به آية مخاطرات على الإطلاق.
الإيمان يمجد الله، ويضعه في مكانه الصحيح، لأنه أهل للثقة التامة دون سواه.أما عدم الإيمان فيهين الله، إذ يتهمه بالكذب (1يوحنا5 : 10 ) ويحد الإله القدوس(مزمور78: 41) والإيمان يضع الإنسان أيضا في مكانه الصحيح كمعتمد على الله متضع أمامه، ينحني فوق التراب أمام الرب سيد الجميع.
الإيمان عكس العيان. يذكّرنا بولس الرسول بقوله “لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان” (2 كورنثوس 5: 7 ). والسلوك بالعيان معناه الاعتماد على وسائل منظورة والاستعانة بها، وتدبير احتياطات للمستقبل، واستخدام المهارة البشرية في عمل الضمانات ضد الأخطار غير المنظورة. أما السلوك بالإيمان فهو عكس ذلك. هو الاعتماد على الله وحده في كل لحظة. هو اتكال مستمر على الرب. فالجسد ينفر من موقف الاتكال الكامل على إله غير منظور، ويحاول أن يجد له وسادة يستند إلها ضد الخسائر المحتملة، وفي عدم استقراره يتعرض الانهيارات العصبية، لكن الإيمان يقفز بخطى ثابتة إلى الأمام أطاعة لكلمة الله، ويسمو فوق الظروف، واثقا أن الرب يهتم بكل الاحتياجات.
ولابد الله أن يجرب إيمان كل من تلاميذه فيجد – عاجلا أم آجلا – أن موارده البشرية قد بلغت نهايتها وانقطعت تماما. وفي ضيقه المرير يحاول أن يلجأ إلى رفقائه وأصدقائه. وأما إن كان يثق بالرب حقا فيتطلع إلى الرب وحده.
إني أهين الرب وأخدعه إذا أعلنت احتياجاتي لأصدقائي مباشرة أو غير مباشرة  منتظرا معونتهم فكأني أصرح أن الله قد تركني وخيب أملي فأكون بذلك قد حدت عن الينبوع الحي لألتجئ إلى آبار مشققة، ولا ضع نفسي بين يدي المخلوق دون الخالق فأخسر بركات الرب وعطاءه وأسلبه مجده وعظمته.
يجدر بكل تلميذ أن يطلب زيادة إيمانه (لوقا17 :5). فغليه بعد وضع ثقته في المسيح، أن يسعى إلى مدها إلى سائر نواحي الحياة وإخضاعها لسلطانه وأمرته. ففيما هو يواجه المرض، والتجارب، والمآسي والأحزان، يتسنى له أن يعرف الله بطريقة جديدة واختبار أعمق وبهذا يتقوى إيمانه. وحينئذ “لنعرف فلنتتبع لنعرف الرب” (هوشع 6: 3 ) وكلما زادت معرفته في قوة الله وقدرته، تاق إلى مزيد من الثقة فيه للتغلب على أمور عظيمة.
وحيث أن الإيمان بالخبر، والخبر بكلمة الله، فأن أقصى ما يتمنى التلميذ ينبغي أن يكون إشباع نفسه بالكتاب المقدس فيقرأه ويدرسه ويحفظه، ويلهج فيه نهارا وليلا فهو خارطته ودليله، ومرشده وعزاؤه، ومصباحه ونوره.
وفي حياة الإيمان يوجد دائما مجال للتقدم. فعندما ندرس ما حققه الإيمان، ندرك أننا أطفال نلهو على الشاطئ محيط لا نهاية له ولا حدود. وقد ذكرت بعض أعمال الإيمان الجبارة في عبرانيين 11، ووصلت إلى الذروة في الأعداد 32-40 “وماذا أقول أيضا لأنه يعوزني الوقت أن أخبرت عن جدعون وباراق وشمعون ويفتاح وداود صموئيل والأنبياء. الذين بالإيمان قهروا ممالك، صنعوا برا نالوا مواعيد سدوا أفواه أسود أطعأوا قوة النار نجوا من حد السيف تقوّوا من ضعف صاروا أشداء في الحرب هزموا جيوش غرباء، أخذت نساء أمواتهن بقيامة. وآخرون عذبوا ولم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامة أفضل. وآخرون تجربوا في هزء وجلد ثم في قيود أيضا وحبس. رجموا نشروا جلدوا ماتوا قتلا بالسيف طافوا في جلود غنم وجلود معزى معتازين مكروبين مذلين. وهم لم يكن العالم مستحقا لهم. تائهين في برار وجبال ومغاير وشقوق الأرض. فهؤلاء كلهم مشهود لهم بالإيمان لم ينالوا الموعد إذ سبق الله فنظر لنا شيئا أفضل لكي لا يكون لا يكملوا بدوننا.”
وفي الختام نقول أننا ذكرنا، في ما سبق، أن العالم يعتبر تلميذ المسيح الذي يسلك بالإيمان حالما أو متعصبا، بل قد يعتبره المسيحيون الآخرون كذلك. ومن المستحسن أن تقتبس كلمة… ماكنتوش في هذا الصدد “أن الإيمان الذي يمكن الإنسان من السير مع الله يمكنّه أيضا من تقويم أفكار الناس وتقديرها”.

the prayer , meaning, How and when — الصلاة , معناها , وكيف نصلي , ومتى

الكتاب الوحيد الكافي الذي عالج موضوع الصلاة في أي عصر من العصور هو الكتاب المقدس. أما كل ما كتب عنها في غير الكتاب المقدس فيشعرنا بأن هناك أعماقا لا يمكن الوصول إليها، وأعال لا سبيل لبلوغها. ولا ننوي في هذا الكتيب الصغير أن نحسّن أو نـزيد على ما كتبه الآخرون . بل كل ما نستطيعه هو أن نلخص بعض المبادئ الهامة للصلاة، لا سيما تلك المبادئ التي تتصل بالتلمذة الحقة.

1-أفضل الصلوات هي التي تصدر عن حاجة داخلية قوية ملحة وكم اختبرنا جميعا صدق هذا في حياتنا. فعندما تكون حياتنا هادئة ساكنة، تكون صلاتنا ضعيفة فاترة. ولكن عندما نجوز بأزمة، أو نواجه خطرا، أو نقاسي مرضا بالغ الخطورة، أو نجتاز في حزن مرير، تصبح صلواتنا حارة وحيوية ونشيطة. قال أحدهم: “من أراد أن يدخل سهمه في كبد السماء عليه أن يطلقه من قوس منحن تمام الانحناء”. وكذلك فالقلب المنحني المنكسر والشعور بالضعف والحاجة تغمر الصلوات المؤثرة التي تصل إلى أذن الله.
ونحن، مع الأسف،ننفق أفضل أيام حياتنا في الجهاد لتأمين المستقبل والحصول على جميع ضروريات الحياة وكمالياتها، وبالوسائل المتعددة البشرية نحصل على ثروة، ونكدس الأموال، حتى لا نشعر بحاجة لشيء. ثم نسائل أنفسنا بعد ذلك: لم ترى صلواتنا منحلة فاترة؟ ولماذا لا تنـزل نار من السماء؟ لو كنا نسلك حقا بالإيمان لا بالعيان، لتفجرت صلواتنا وتأثرت بها حياتنا.

2-من شروط الصلاة الناجحة أن “نتقدم بقلب صادق” (عبرانيين10: 22 ). وهذا يرينا وجوب الإخلاص والصدق أمام الرب. فنطرد الرياء، ولا نسأل الله أبدا شيئا في مقدورنا نحن نفعله، مثلا لا نسأل الله أن يدبر مبلغا معينا من المال لمشروع مسيحي أن كان عندنا نحن أنفسنا فائض من المال يمكن استخدامه في هذا المشروع. فأن الله لا يخدع ولا يؤخذ على حين غرة. وهو لا يجيب صلاة سبق أن أجابها، ونحن رفضنا ذلك الجواب. ولا يجوز أن نصلي إلى الله ليرسل عمالا لأعمال نأبى نحن القيام بها. كم من الصلوات رفعت طالبة اهتداء البعيدين، غير المسيحيين من بوذيين وهندوسيين ومسلمين ووثنيين وغيرهم! ولو أن جميع أولئك المصلين انطلقوا بإرشاد الرب إلى هؤلاء الناس لاستخدمهم المسيح خير استخدام،ولتغير تاريخ الإرساليات المسيحية وأسفر عن أطيب النتائج المشجعة.

3-لنصّل ببساطة وإيمان أكيد دون ريب. ولا نشغل أنفسنا بالمشكلات اللاهوتية المتعلقة بالصلاة، كي لا تتبلد حواسنا. ولندع علماء اللاهوت يحلون بلاهوتهم المشاكل اللاهوتية المتعلقة بالصلاة، أما نحن فكمؤمنين بسطاء علينا أن نلج أبواب السماء ونقرعها بثقة البنين. قال أغسطينوس: “يغتصب البسطاء السماء ببساطتهم، أما نحن فبكل علمنا لا نسمو فوق اللحم والدم.”

4-أن أردت أن تحصل على قوة الصلاة فلا تحجز شيئا ولا تمنع شيئا، بل سلم الكل تمام التسليم للمسيح، كن له بجملتك. أترك كل شيء واتبع المخلص. الصلاة المشفوعة بالتكريس التام المعترفة بسيادة المسيح وملكه الشامل، هي الصلاة التي يستجيبها الله.

5-يقدر الله الصلاة التي تكلفنا شيئا. فالذين يستيقظون باكرا ينعمون بشركة مع ذلك الذي في الصبح باكرا جدا قام ومضى إلى موضع خلاء،واختلى مع أبيه منتظرا توجيهاته لليوم الذي أمامه. وكذلك الذين بملء أرادتهم يصرفون الليل كله في الصلاة ينعمون بقوة الله التي لا يمكن إنكارها. أما الصلاة التي لا تكلف شيئا فلا تساوي شيئا لأنها “منتوجات” مسيحية رخيصة.
كثيرا ما يربط العهد الجديد بين الصلاة والصوم. فالامتناع عن الطعام يمكن أن يكون مساعدا كبيرا في الرياضات والتدريبات الروحية. وهو من الناحية البشرية يساعد على الصفاء والتركيز وحدّة الذهن. ومن الناحية الإلهية يبدو أن الرب يسرّ خصيصا بالصلاة التي نفضلها عن الطعام الضروري.

6-تجنب الصلاة الأنانية. قال يعقوب في رسالته: تطلبون ولستم تأخذون لأنكم تطلبون رديا لكي تنفقوا في لذاتكم (4: 3 ) أن الثقل الرئيسي في صلاتنا يجب أن تكون الاهتمام بما للرب. يجب أن نصلي أولا “لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض” ثم نصلي بعد ذلك قائلين “خبزنا كفافنا أعطنا اليوم”.

7-يجب أن نكرم الله بأن نطلب منه طلبات عظيمة لأنه إله عظيم. ليكن لنا إيمان ينتظر أشياء عظيمة من الله. فكم أحزنّا الرب بطلباتنا الصغيرة التافهة. كم قنعنا بانتصارات ضئيلة، ورضينا بنتائج حقيرة، وأشواق ضعيفة، لا تمت إلى الأعالي بصلة، لذلك لم ير الذين حولنا أن إلهنا إله عظيم، لم نطبق تعاليمه وإرادته في حياتنا كما يجب ولذلك عجزنا عن أن نمجده أمام الذين لا يعرفونه، فلم نثرهم للتساؤل عن سر القوة التي فينا وبذلك لم يمجدوا الله فينا.

8-علينا أن نصلي حسب مشيئة الله، عندئذ نثق أنه يسمعنا ويجيبنا “وهذه هي الثقة التي لنا عنده أنه أن طلبنا شيئا حسب مشيئته يسمع لنا. وأن كنا نعلم أنه مهما طلبنا يسمع لنا نعلم أن لنا الطلبات التي طلبناها منه” (1يوحنا5 : 14و15). الصلاة باسم الرب يسوع معناها أن نصلي حسب إرادته. فعندما نصلي باسمه فكأنه هو يصلي ويقدم الطلبة إلى الله أبيه: “مهما سألتم باسمي فذلك افعله ليتمجد الآب بالابن. أن سألتم شيئا باسمي فأني افعله”(يوحنا14: 13و14). “مهما سألتم باسمي فذلك افعله ليتمجد الآب بالابن. أن سألتم شيئا باسمي فأني افعله” (يوحنا14: 13و14). “وفي ذلك اليوم لا تسألونني شيئا. الحق الحق أقول لكم أن كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم. إلى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي. اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا “(يوحنا16: 23, 24). “وأقول لكم أيضا أن اتفق اثنان منك على الأرض في أي شيء يطلبانه فأنه يكون لهما من قبل أبي الذي في السموات. لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم”(متى18: 19, 20 ) أن كنا نطلب باسمه ونصلي باسمه فهذا يعني أنه يمسك أيدينا ويجثو إلى جانبنا فتجري إرادته فينا ويرشدنا إلى مإذا نطلب. هذا معناه أن نصلي باسمه. فاسمه كناية عن شخصه وطبيعته، وبالتالي فالصلاة باسم المسيح معناها أننا نصلي حسب إرادته المباركة. هل يمكن أن نطلب شرا باسم ابن الله؟ إذا صلاتي يجب أن تكون تعبيرا صادقا عن طبيعته. هل أستطيع أن افعل ذلك في الصلاة؟ يجب أن تظهر في صلواتنا نفخة قوة الروح القدس، وفكر المسيح، ورغبات المسيح فينا ولأجلنا. ليت الرب يعلمنا أن نصلي باسمه وحسب مشيئته، وليس فقط أن نختم الصلاة بهذه العبارة: “نطلب هذا باسم المسيح ربنا المبارك”. فهذا لا يكفي فأن الصلاة كلها يجب أن تتشبع وتتشرب باسم المسيح المبارك، وأن تكون حسب ما تقتضيه طبيعة هذا الاسم.

9-إذا أردنا أن ننال نتيجة صلواتنا فعلينا أن نتحاسب مع الله يوما بعد يوم أي يجب أن نعترف بخطايانا ونتركها حالما نشعر أنها دخلت إلى حياتنا. “أن راعيت أثما في قلبي لا يستمع لي الرب”(مزمور66: 18). يجب أن نثبت في المسيح “أن ثبتم فيّ وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم”(يوحنا15: 7) فالشخص الذي يثبت في المسيح يمكث بالقرب منه ويمتلئ من معرفة إرادته، يستطيع أن يصلي بذهنه واثقا من الجواب. والمكوث بقرب الرب يدعونا إلى أطاعة وصاياه إطاعة عمياء بل يأمرنا بها: “ومهما سألنا ننال منه لأننا نحفظ وصاياه ونعمل الأعمال المرضية أمامه” (1يوحنا3: 20). وأن أردنا أن تسمع صلواتنا وتستجاب فعلينا أن نضع أنفسنا بين يديه لتكون مرضية أمامه.

10-لا يجوز أن نكتفي بالصلاة في أوقات معينة محدودة أثناء اليوم، بل علينا أن ننمي في أنفسنا روح الصلاة، فننظر إلى الرب بلا انقطاع ونحن نمشي في الشارع أو نسوق السيارة أو نشتغل في المكتب أو نخدم في البيت. وقد قدم لنا نحميا مثالا عن هذه الصلاة الدائمة التلقائية( نحميا2: 4) فما أحسن أن نسكب في ستر العلي بدلا من أن تكون لنا زيارات متقطعة إليه.

11-أخيرا نصلي لأمور معينة محددة وألا كيف ننتظر الإجابة أن لم يكن الطلب محددا ومعينا.
أن في الصلاة امتيازا عجيبا إذ بها نستطيع_ كما قال هدسون تيار_ أن نحرك الإنسان بواسطة الله. قال: جويت “ما أعظم القوى التي تضعها الصلاة بين أيدينا. وبواسطتها نقوم بمعجزات عظيمة. فأننا نستطيع أن نحمل نور الشمس إلى الأماكن المظلمة الباردة، وأن نضيء مصباح الرجاء في سجن اليأس وأن نحل سلاسل السجناء وقيودهم، وأن نحمل لمحات وومضات وخواطر عن بيتنا السماوي إلى من يجهلونه وأن ننعش الفاترين الضعفاء بنسمات سماوية منعشة ولو كانوا يعملون عبر البحار. هذه بعض معجزات الصلاة”.

وشهد أيضا كاتب يدعى “ونهام” فقال “أن الكرازة موهبة نادرة لكن الصلاة أندر. الكرازة سلاح كالسيف نستخدمه في محيطنا مع الذين هم من حولنا، لكن لا يمكن أن يصل إلى البعيدين. أما الصلاة فمثل بندقية بعيدة المدى، نصل بها إلى الأصقاع البعيدة كما أنها تطيب الأماكن القريبة”.
فالصلاة، يا إلهي تغيِّر شعور نفسي وتفكير ذهني. أن ساعة في حضرته تزيل حملي الثقيل وهمي المضني.
أجثو أمامك ضعيفا حقيرا، واقف جبارا قويا،
لمَ أثقل نفسي بالهموم واحنيها بالأنات
وأنت بقربي تشدد وتعين يا إله البركات
انفخني بروح الصلاة فاذلل كل العقبات
وانتصر على الهموم والكروب والسقطات
فيك تجد نفسي القوة والسرور والبهجة
أنا لك ربي بين يديك.

The Spiritual warefare – الحرب الروحية

لا يستطيع أحد أن يقرأ العهد الجديد، ولو بصورة عريضة، دون أن يدرك أن برنامج المسيح على الأرض يوصف وكأنه حرب ونضال. فأن المسيحية الحقيقية أبعد ما تكون عن المسيحية العصرية التي هي أشبه بتسليات “أرغن المتسولين” وهي في حقيقتها تختلف كل الاختلاف عن عيشة الترف وعن حياة اللذة التي تنشر بين الناس اليوم، فأنها بالأحرى جهاد حتى الموت، ونضال لا ينقطع ضد قوات الجحيم. ولا يستحق تلميذ أن يكون ملح الأرض ما لم يدرك أن المعركة قد نشبت وأنه لا يمكن إخمادها.
ويتحتم أن يكون هناك وحدة في الحرب. فلا وقت للمنازعات والمماحكات الصغيرة والغيرة الحزبية، والولاء المنقسم: فكل بيت ينقسم على ذاته يخرب. من أجل هذا وجب على جنود المسيح أن يتحدوا، والتواضع هو السبيل إلى الوحدة. هذا ما نتعلمه من الإصحاح الثاني من رسالة فيلبي. فمن المستحيل أن يكون هناك نـزاع مع إنسان متواضع حقا. ولا بد من اثنين حتى يقوم نـزاع.والنـزاع أو المخاصمة تأتي من الكبرياء. وحينما انتفت الكبرياء انتفى النـزاع.
تتطلب حياة الحرب الزهد والتقشف والتضحية. ولا بد للانتصار من التضحية. لذلك علينا نحن المسيحيين أن نضحي بكثير من نفقاتنا, فنستخدم مواردنا في جهادنا وحربنا.
قليلون استطاعوا أن يروا هذه الحقيقة بجلاء كما رآها تلميذ للمسيح من الشباب المتجددين حديثا اسمه ر.م. كان هذا الشاب رئيس الصف الأول في مدرسة مسيحية. وفي أثناء رئاسته هالته النفقات التي اعتادوا إنفاقها على فرق الصف وعلى الهدايا التي تمنح للصف في بعض المناسبات. ولكن هذا الشاب إذ رأى أن هذا النفقات لا تؤول إلى تقدم الإنجيل. استقال من وظيفته كرئيس للصف، ووزع على زملائه في يوم استقالته خطابا هذا نصه:

أيها الزملاء الأعزاء
عندما بحثت في النفقات والهدايا المعتاد توزيعها على فرق الصف أمام المجلس، رأيت لزاما على كرئيس للصف أن اتخذ موقفا مسيحيا إزاء هذه الأمور.
أعتقد أننا نجد فرحا أعظم لو بذلنا أنفسنا، وأموالنا للمسيح وللآخرين. فنجد بذلك صدق قوله “من أضاع حياته من أجلي يجدها”.
أن إنفاق المال والوقت على هذه الأشياء لا تنتج منها نتائج مباشرة لغير المؤمنين، فنحن عن طريقها لا نشهد ولا نبني كنيسة الله، وهذا يبدو مناقضا لمبدئنا، سيما والحقائق المؤلمة تؤكد أن 7000شخص يموتون يوميا من الجوع، ونحو نصف سكان العالم لم يسمعوا قط عن رجاء الإنسان الوحيد. أليس من الأفضل أن نستخدم المال في سبيل تمجيد الله ونشر الإنجيل بين سكان العالم الذين لم يسمعوا قط عن يسوع المسيح وبين البيوت الكثيرة في محيطنا بدلا أن ننفقه على حفلاتنا وملذاتنا التي تستنفد وقتنا ولا طائل منها؟
وبما أنني أعلم يقينا أن هنالك حاجات ملحة وفرضا كثيرة سانحة يمكن أن تنفق فيها الأموال لنشر ملكوت الرب يسوع ومجده عن طريق خدمة الآخرين في بلادنا وخارجها، فمن المستحيل عليّ أن اسمح _بصفتي رئيس الصف_ بأن تنفق أموال الصف على أنفسنا بدون مبرر.
فلو كنت أحد هؤلاء المحتاجين المعوزين، لرجوت كل الذين بإمكانهم مساعدتي أن يبذلوا ما في طاقتهم لسد أعوازي وإفساح المجال لي للتمتع بإنجيل المسيح وخلاصه. “وكما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضا بهم”. “وأما من كان له معيشة العالم ونظر أخاه محتاجا وأغلق أحشاءه فكيف تثبت محبة الله فيه؟ “لذلك فأني بروح المحبة والصلاة طالبا أن تروا أن الرب يسوع أعطى كل ما له (2كورنثوس 8: 9) أتشرف بتقديم استقالتي لكم كرئيس للصف سنة 1963.
زميلكم بالرب يسوع”ر.م.
الألم ملازم للحرب . فإذا كان الشباب اليوم يريدون أن يبذلوا حياتهم عن طيب خاطر في سبيل وطنهم، فكم بالأحرى يجب على المسيحيين أن يكونوا أكثر استعدادا لبذل حياتهم عن طيب خاطر لأجل المسيح ولأجل الإنجيل! لأن الإيمان الذي لا يكلف شيئا لا يساوي شيئا. وأن كنا نهتم بالرب يسوع، فيجب أن يكون هو الكل في الكل بالنسبة لنا. فلا يؤخرنا عن خدمته خوف من خطر، ولا محبة ذاتية ولا عناية جسدية.
لما أراد بولس الرسول أن يدافع عن رسالته ضد المنتقدين من صغار النفوس لم يشر إلى مركزه العائلي ولا إلى ثقافته ولا إلى امتيازاته العالمية بل أشار بالحري إلى آلامه لأجل الرب يسوع المسيح.
“أهم خدام المسيح. أقول كمختل العقل: فأنا أفضل في الأتعاب أكثر، في الضربات أوفر، في السجون أكثر، في الميتات مرارا كثيرا: من اليهود خمس مرات قبلت أربعين جلدة ألا واحدة. ثلاث مرات ضربت بالعصي. مرة رجمت. ثلاث مرات انكسرت بي السفينة. ليلا ونهارا قضيت في العمق. بأسفار مرارا كثيرة، بأخطار سيول. بأخطار لصوص. بأخطار من جنسي. بأخطار من الأمم. بأخطار في المدينة. بأخطار في البرية، بأخطار في البحر، بأخطار من أخوة كذبة. في تعب وكدّ، في أسهار مرارا كثيرة، في جوع وعطش. في أصوام مرارا كثيرة. في برد وعري. عدا ما هو دون ذلك. التراكم عليّ كل يوم. الاهتمام بجميع الكنائس” (2كورنثوس11: 23-28).
وفي مناشدته النبيلة وتحديه السامي لابنه تيموثاوس حضّه قائلا:
“فاشترك أنت في احتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح”.(2تيموثاوس2: 3).
الطاعة العمياء إحدى متطلبات الحرب. فالجندي يطيع أوامر قائده دون استفهام أو تأجيل. فأن كان القائد الأرضي ينتظر هذا النوع من الطاعة من جنوده أفلا يجدر بالرب يسوع أن يطلبها في أتباعه. ألا يجدر بخالق العالم ومخلصه أن ينتظر طاعة عمياء، من أتباعه فيذهبون أنى يرسلهم دون تأجيل أو تفضيل؟
وتتطلب الحرب مهارة في استخدام الأسلحة. وأسلحة المسيحي هي الصلاة وكلمة الله. فعليه أن يواظب على الصلاة الحارة بلجاجة لأنها الوسيلة الوحيد التي تستطيع أن تهدم حصون العدو. وعليه أيضا أن يكون ماهرا بارعا في استخدام سيف الروح الذي هو كلمة الله. فالعدو يستخدم كل حيلة ممكنة ليسقط ذلك السيف من يده، فيلقي عليه ظلا من الشكوك في وحي الكتاب المقدس، ويشير إليه بما هنالك من مناقضات مزعومة، ويغرقه بحجج مناقضة من العلم والفلسفة والتقاليد البشرية ليصدّه عن الإيمان. لكن على جندي المسيح أن يقف راسخا في أساسه، شاهرا سلاحه القاطع ليستخدمه في وقت مناسب أو غير مناسب.
تبدو أسلحة المسيحي الحربية ضعيفة وغير لائقة في نظر أهل العالم. فالخطة التي استخدمها يشوع في الانتصار على أريحا تبدو غبية في نظر القادة العسكريين اليوم. وجيش جدعون الصغير يثير كثيرا من الهزء والسخرية . وماذا نقول في مقلاع داود، ومنساس البقر في يد شمجر، وجيش الله الصغير ممن يحسبهم أهل العالم من الأغبياء على مر العصور؟ الذهن الروحي يعرف أن الله لا يهمه ضخامة المدفعيات، لكنه بالأحرى يحبُّ أن يستخدم الضعفاء والفقراء والمزدري بهم في هذا العالم ليمجد نفسه بواسطتهم.
والحرب تتطلب أيضا معرفة العدو واستراتيجيته. وهكذا هي حال الحرب المسيحية: “فأن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات” (أفسس6: 12). ونحن نعلم أن “الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك نور. فليس عظيما أن كان خدامه أيضا يغيرون شكلهم كخدام للبر. الذين نهايتهم تكون حسب أعمالهم” (2كو11 : 14و15). ويعرف الجندي المسيحي المدرب أن أمر مقاوميه هم قادة الدين. لا يقاومه السكير، أو اللص، أو الزانية، بل خادم الدين. أما سمَّر قادة الدين مسيح الله على الصليب، أما اضطهدوا الكنيسة الأولى، أما لاقى بولس الرسول أشد الهجمات الوحشية على أيدي الذين اعترفوا بأنهم خدام الله. هذا ما حدث على مر السنين، فأن خدام الشيطان يغيرون شكلهم إلى خدام للبر، يتحدثون بلغة الدين، يلبسون ثياب الدين، يعلمون بتقوى وورع، لكن قلوبهم ملأى بغضا للمسيح وللإنجيل.
والحرب تتطلب تركيزا لا تشتيت فيه، لأنه “ليس أحد وهو يتجند يرتبك بأعمال الحياة لكي يرضى من جنده” (2تيموثاوس2: 4). وكذلك تلميذ المسيح يتعلم بألا يتساهل في أي شيء يحول بينه وبين التكريس التام للرب يسوع. فهو يصمد جامدا دون أن يعثر، يقف راسخا ثابتا، ولكن ضمن حدود اللياقة والأدب، له هدف واحد، يستنفد في سبيله كل حماسه وقواه، ويضحي لأجله بكل غال وثمين.
أما الشجاعة فضرورية جدا لمواجهة الخطر. “من أجل ذلك ألبسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير، وبعد أن تتمموا كل شيء أن تثبتوا” (أفسس6: 13و14). ذكر أن الجندي المسيحي (أفسس6: 13-18) لا يرتدي درعا على ظهره، لأنه لا مكان للتقهقر والانسحاب. ولماذا الانسحاب؟ مادام “في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا”، فلا يقدر أن يتغلب علينا أحد، أو يهزمنا أحد لأن الله معنا، وأن كان الظفر مؤكد لنا قبل أن نبدأ المعركة، فكيف نفكر في التقهقر والانسحاب؟ بل نتقدم إلى المعركة ونحن نرنم:
حربنا العظمي تشب كاللظى الشديد

أنما الفادي المحب قائد مجيد

نعمة الرب العظيمة ضعفنا تعين

كيف نخشى من هزيمة نصرنا مبين

Expense account – حساب النفقة

لم يملق الرب الناس لقبول الإيمان، ولم يحاول قط أن يقنعهم بسهولته بل على العكس فقد شرح لهم شروطه الصعبة وتكاليفه الباهظة التي لا تقبل المواربة أو التعديل. فأنذر سامعيه بأن كل من يريد أن يتبعه يجب عليه أن

يجلس أولا ويحسب النفقة فقال:
“من منكم وهو يريد أن يبني برجا لا يجلس أولا وبحسب النفقة هل عنده ما يلزم لكماله. لئلا يضع الأساس ولا يقدر أن يكمل. فيبتدئ جميع الناظرين يهزؤون به قائلين هذا الإنسان ابتدأ يبني ولم يقدر أن يكمل. وأي ملك أن ذهب لمقاتلة ملك آخر في حرب لا يجلس أولا ويتشاور هل يستطيع أن يلاقي بعشرة آلاف الذي يأتي عليه بعشرين ألفا. وألا فما دام ذلك بعيدا يرسل سفارة ويسأل ما هو للصلح”(لوقا14: 28-32).

هنا يشبّه المسيح الحياة المسيحية ببناء أو بحرب.
فمن الغباوة البالغة أن يبدأ أحد ببناء برج ما لم يكن لديه المبالغ والأرصدة الكافية لا كماله وألا يبقى ذلك البرج الناقص رمزا لقصر النظر ونقص الحكمة.
ما أصدق هذا في الحياة المسيحية! يسهل على الإنسان أن يقرر تسليم نفسه للمسيح في حماسة عاطفية أثناء حملة انتعاشية. لكن لا يسهل عليه بعد التسليم أن ينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبع المسيح فاعتناق المسيحية شيء والسير فيها بثبات ومواظبة شيء آخر! في عبارة عن طريق التضحية والاعتزال وتحمل الآلام لأجل المسيح سهل أن تفوز في السباق المسيحي بادئ ذي بدء ولكن هل تفوز إذا مارسته يوما بعد يوم في الصحو والمطر، في الشدة والرخاء، في السراء والضراء.

يعرف العالم أن الحياة المسيحية أما أن تكلف كل شيء وأما لا تكلف شيئا، لذلك فأهله يرقبوننا بعين ثاقبة نافذة. المسيحي المكرس قد يهزأ به في بادئ الأمر، ولكن ما أن يلمس إخلاصه وولاؤه حتى يحترم ويقدر. وعلى عكس ذلك فهم يحطون من قدر من يدعي المسيحية ولا يطبق مبادئها بكل قلبه وقواه وكأنهم يقولون: “هذا الإنسان ابتدأ يبني ولم يقدر أن يكمل، تجدد بعاطفة وحماسة وإرادة كلية. أما الآن فهو كواحد منا. لقد اندفع بأقصى سرعة وهاهو الآن قد توقف ونكص على عقبيه”.

لذلك قال المخلص: يحسن بك أن تحسب النفقة.

أما المثل الثاني الذي ذكره المسيح فهو ملك أراد أن يعلن حربا على ملك آخر. أفلم يكن من الضروري له أن يجلس أولا ويقدر ما إذا كان بإمكانه أن يهزم بجيشه المؤلف من 10000جندي جيش العدو الذي يبلغ ضعف هذا العدد؟ أليس من الغباوة أن يعلن الحرب أولا ثم يعد الجيش، عندما يكاد الجيشان أن يلتحما في الميدان! فما عليه والحالة هذه ألا أن يرفع الراية البيضاء ويرسل وفدا من قبله للتسليم قابلا بانكسار وتذلل، كل الشروط التي يمليها عليه خصمه.
وليس ثمة من مبالغة في تشبيه الحيلة المسيحية بحرب. فهناك أعداء ألداء_العالم والجسد والشيطان. هناك مثبطات ومفشلات ودماء جارية وآلام مريرة. هناك ساعات طويلة متعبة من الجهاد والنضال. وهناك ليل حالك تنتظر فيه النفس بزوغ النهار. هناك دموع وآلام وامتحانات قاسية. “أننا من أجلك نمات كل النهار”.
فكل من اعتزم أن يتبع المسيح، عليه أن يتذكر جثسيماني، وجباثا، الجلجثة. عليه أن يحسب حساب النفقة. فأما تسليم تام للمسيح، أو استسلام مذل للعدو.
بهذين المثلين حذر الرب يسوع سامعيه من التسرع في التقدير بشأن التلمذة والانجراف بدافع التحمس العاطفي. ووعدهم صريحا بأنهم سيلاقون الاضطهاد والضيق والألم، فعليهم أن يحسبوا حساب النفقة.

ترى ما هي النفقة؟ يجيبنا على ذلك العدد التالي: “فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لي تلميذا”(لوقا14: 33).
النفقة إذا هي “كل شيء” _كل ما للإنسان، وكل ما في الإنسان هذا ما عنته النفقة بالنسبة للمخلص ولا يمكن أن تعني أقل من ذلك بالنسبة لتابعيه. فأن كان الغني الذي لا يستقصى غناه قد افتقر طوعا واختيار، فهل ينتظر تلاميذه أن ينالوا الإكليل بنفقة أقل؟ ثم ختم الرب يسوع حديثه بهذه الخلاصة.”الملح جيد. ولكن إذا فسد الملح فبماذا يصلح. لا يصلح لأرض ولا لمزبلة فيطرحونه خارجا”.
يبدو أن الملح، آنذاك ، لم يكن من النقاوة مثل الملح الذي نستعمله اليوم على موائدنا. كان ملحهم مخلوطا بشوائب كالرمل وغيره. فكان ميسورا أن يفقد الملح ملوحته فيصبح بلا طعم وبلا فائدة، وإذ ذاك لا يصلح سمادا للأرض فلم يبق له سوى أن يطرح خارجا تدوسه الأقدام (متى5: 13).
ومغزى المثل واضح. أن غرض المسيحي الرئيسي هو أن يمجدّ الله بحياة يسكبها بتمامها أمامه. وقد يفقد المسيحي ملوحته إذا انصرف لجمع كنوز على الأرض أو سعى وراء راحته وملذاته أو هدف إلى اسم وصيت له في العالم أو بإفساد حياته ومواهبه باستخدامها في عالم لا يستحقها.فإذا أخطأ المؤمن هدف حياته الرئيسي فقد خسر كل شيء. ومصيره كالملح الذي فقد ملوحته: يداس تحت أقدام الناس متحملا تعييرهم وازدراءهم وسخريتهم.

وهذه كلمات المسيح الأخيرة:
“من له أذنان للسمع فليسمع”.
اعتاد الرب يسوع المسيح أن يختم بهذه العبارة تعاليمه الصعبة، لأنه علم أنها تعاليم لا يقدر أن يقبلها الجميع وعرف أن بعض الناس سيحاولون تفسير كلامه بشكل يضيع معناه أو يضعف حدة مطاليبه.
لكنه عرف أيضا أن هناك قلوبا مفتوحة، تخضع لمطاليبه وتستجيب دعواه عالمة أن الكلفة تساوي الربح_ ربح المسيح.
من أجل ذلك ترك الباب مفتوحا قائلا: “من له أذنان للسمع فليسمع”. والذين يسمعون ويحسبون النفقة ويصممون على اتباع يسوع لا يترددون في القول:

صممت أني اتبع يسوع اتبع يسوع بلا رجوع

ولو تركني كل خلاني اتبع يسوع بلا رجوع

العالم خلفي، يسوع أمامي اتبع يسوع بلا رجوع

a ways to deal by a different types of people – بعض الطرق للتعامل مع أنماط مختلفة من البشر

الهدف العام:
تهدف هذه المحاضرة إلى تزويدك ببعض الطرق للتعامل مع أنماط مختلفة من البشر.

الأهداف التعليمية:
ستساعدك هذه المحاضرة على:
معرفة ثمانية أنواعٍ من الحالات المختلفة لـردود أفعال الناس عند تقديم الرسالة لهم، وكيفية قيادتهم لاتِّخاذ قرار.
التعرُّف على نماذج من الكتاب المقدس لكيفية التعامل مع وقيادة شخصيات مختلفة لـ “رسالة المسيح”.
فكرة تعلُّم السباحة.
تطبيق وواجب.

مقدمة:
توجد أنواع وأنماط مختلفة من البشر، وهي تتنوع حسب الشخصية والمرحلة العمرية والبيئة والثقافة، وليس من الذكاء أن نتوقع أن أسلوبًا واحدًا سيكون ملائمًا للجميع، لذا، سنحاول هنا أن نغطي بعض الشخصيات المعتادة والتي غالبًا ما تواجهنا خلال الكرازة.

الحالات المختلفة:
1– المتديِّن
من أكثر النوعيات انتشارًا في عالمنا ومنطقتنا وبلدنا (مصر) هم المتدينون؛ فمنذ فترةٍ أُجرِي بحثٌ في عدة دول من العالم، وكان مضمون البحث يتلخص في سؤال واحد: “ماذا يعني الدين بالنسبة لك؟”
وكانت المفاجأة كالتالي:-
إسرائيل، 50 % من العيِّنة أجابوا: “الدين هو كل حياتنا”، و50 %  أجابوا: “المال، الشهرة ،…..  كل حياتنا”.
السعوديةإيران، 70 % قالوا: “الدين هو كل حياتنا” و30 % أجابوا: “أشياء أخرى هي حياتنا غير الدين”.
مصر، كانت المفاجأة أن  100 %  قالوا: “الدين هو كل حياتنا” وهذه صدمة كبيرة!

مصر هي الدولة رقم 1 على مستوى العالم في التديُّن .
لذلك، فالمتدينون هم غالبًا من أصعب الشخصيات التي قد تجادل بشدة في مرحلة القرار لعدم إحساسها بالاحتياج لهذا القرار، والمشكلة هي أن هذا الشخص قد ذاق وسمع كثيرًا عن جمال العلاقة مع الله، وشارك جسدَ المسيح في كثيرٍ من الأمور دون أن يكون ابنًا حقيقيًّا لله، وربما يكون قد سمع الرسالة سابقًا، بل وقد يكون أحيانًا خادمًا في الكنيسة أو مسؤولًا عن بعض الأمور الإدارية، وهذا يُشعِره بأنه يفهم جيدًا فى الأمور الروحية. يحتاج هذا الشخص أن تسأله بعضَ الأسئلة وتوضِّح له بعضَ المبادئ الكتابية:

  •  إذا مت هذه الليلة، فهل أنت متأكد من أنك ستذهب إلى السماء؟
  •  لنفترض أنك مت هذه الليلة ووقفت أمام الله، وسألك: “على أي أساسٍ سأسمح لك بدخول السماء؟” فماذا ستكون إجابتك؟
  • يقول (يع 2: 10): “لأنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النّاموسِ، وإنَّما عَثَرَ في واحِدَةٍ، فقد صارَ مُجرِمًا في الكُلِّ”

تقدِّم هذه الآية حقيقةً صادمةً لكلِّ متدينٍ؛ فالمتديِّن حتى لو عمل كل الصلاح وكل الخير وعثر في واحدةٍ فقط، فقد صار مجرمًا وخاطئًا في نظر الله.
يحتوي الناموس على (613 وصية)، فبحسب مقياس الله، لو عملت 612 وصية ولم تفعل واحدةً، فقد تساويت مع من لم يفعل ويحفظ أي وصيةٍ (0 % ساقط و راسب، وكذلك  99,999 % ساقط وراسب أيضًا).

مثال :-
إذا وضعنا ماءً مع سُم بنِسَبٍ مختلفةٍ فماذا ستكون النتيجة؟

  1. 1 مل سُم قاتل ومميت + 99 مل ماء = موت             مثلًا الموت بعد 4 ساعات.
  2. 50 مل سُم + 50  مل ماء = موت                         مثلًا الموت بعد ½ ساعة.
  3. 99 مل سُم + 1 مل ماء = موت                            مثلًا الموت بعد 3 دقائق.
    لكن النتيجة  النهائية هي موت، حتى إذا كان هناك فارق زمني، فقد يكون عندك سُمٌّ (خطية) 1 % ، 50 %،
    100 % …النتيجة واحدةٌ في الكل بالرغم من اختلاف النسب وهي موت مؤكَّد.
  4. “لأنَّكُمْ بالنِّعمَةِ مُخَلَّصونَ، بالإيمانِ، وذلكَ ليس مِنكُمْ. هو عَطيَّةُ اللهِ” (أف 2: 8، 9)، واسأله وتناقش معه في معنى كلمة “نعمة”؟

سؤال للمناقشة
ماذا تعرفون عن النعمة؟

اقرأ (رؤ 3: 20) ثم اسأله ماذا يمثل البابُ المذكور هنا

  ما هي مسؤوليتنا؟ وما هي مسؤولية المسيح؟
(مت 7: 22 – 23): “كثيرونَ سيقولونَ لي في ذلكَ اليومِ: يارَبُّ، يارَبُّ! أليس باسمِكَ تنَبّأنا، وباسمِكَ أخرَجنا شَياطينَ، وباسمِكَ صَنَعنا قوّاتٍ كثيرَةً؟ فحينَئذٍ أُصَرِّحُ لهُمْ: إنِّي لم أعرِفكُمْ قَطُّ! اذهَبوا عَنِّي يافاعِلي الإثمِ”، لاحظ كيف كانوا هؤلاء الأشخاص قريبين من المسيح ويصنعون معجزات ويعترفون بربوبية المسيح ولكن كل هذا بلا قيمةٍ؛ لأن المسيح لم يعرفهم وأعمالهم الصالحة لم تنفعهم.
بعد توضيح هذه المبادئ وطرح الأسئلة السابقة على الشخص يمكن دعوته لقبول المسيح بعد مشاركته بمضمون الرسالة كما تعلمنا.

2– المؤجِّل  “غير المهتم”
غالبًا يكون مبدأه: “يوم الله يعين الله” ويرفض التفكير في أبديته، يشعر بأنه لا أحد مهما كان اجتهاده يمكنه أن يضمن الذهاب للسماء، ويقول: “أنا سيِّئ وهناك من هو أسوأ مني!”
قد يكون هذا الشخصُ مقتنعًا باحتياجه، ويريد أن يقبل المسيحَ، ولكن في يومٍ ما في المستقبل، ونحتاج أن نطلب معونة الرب ليكشف لنا بوضوح عن سبب تأجيله على الرغم من اقتناعه، غالبًا قد يكون التأجيل بسبب فهم خاطئ أن العلاقة مع الله ستقيِّده وهو يريد الاستمتاع بحياته الآن، وأحيانًا يكون التأجيل لأنه غير مقتنعٍ بما قلته ولكنه يخجل من مواجهتك، أو لسبب إدراكه أنك ربما تنتمي لكنيسةٍ مختلفةٍ عن كنيسته ويحتاج أن يسأل شخصًا ما أولًا.
وهذا الشخص يحتاج إلى:
اسأله: “ما الذي يمنعك من قبول المسيح ودعوته إلى حياتك الآن؟”
حدِّد المشكلة ثم ساعد غير المؤمن من خلال استخدام الكتاب المقدس والأسئلة على فهم أهمية اتِّخاذ القرار الآن، في هذه الحالة، يمكن التركيز على المشاعر بجانب العقل، بمعنى أنه قد تكون هناك حواجز نفسية بجانب بعض الأفكار والمعتقدات الخاطئة.
اشرح له المكاسب التي يمكنه الحصول عليها إن قرر قبول المسيح (انظر ص13 من الحقائق).
قد تأتي رسالة الترهيب بالأبدية بدورٍ فعَّال في غالبية حالات المؤجِّلين، ولكن دون إغفال محبة الله مثل “إن جهنم مُعدَّة لإبليس وملائكته وليس البشر ولكن بعض البشر يختارون بإرادتهم الانضمام للشيطان في مصيره” وركِّز على أن العمر ليس مضمونًا (بطريقةٍ لطيفةٍ).
استخدم أمثلةً من الكتاب مثل الغني الغبي، أو الطوفان.
– (مت 24: 44): “لذلكَ كونوا أنتُمْ أيضًا مُستَعِدِّينَ، لأنَّهُ في ساعَةٍ لا تظُنّونَ يأتي ابنُ الإنسانِ”.
– (يع 4: 13 – 14): “هَلُمَّ الآنَ أيُّها القائلونَ: “نَذهَبُ اليومَ أو غَدًا إلَى هذِهِ المدينةِ أو تِلكَ، وهناكَ نَصرِفُ سنَةً واحِدَةً ونَتَّجِرُ ونَربَحُ”. أنتُمُ الذينَ لا تعرِفونَ أمرَ الغَدِ! لأنَّهُ ما هي حَياتُكُمْ؟ إنَّها بُخارٌ، يَظهَرُ قَليلاً ثُمَّ يَضمَحِلُّ”.
– قد يكون سبب التاجيل هو محبة غير صحيحة لشخصٍ ما أو شيءٍ ما أو خطيةٍ ما… وضِّح له أن المسيح هو الذي يستطيع تحريره وتعويضه.
– (مر 2: 17): “فلَمّا سمِعَ يَسوعُ قالَ لهُمْ:”لا يَحتاجُ الأصِحّاءُ إلَى طَبيبٍ بل المَرضَى. لم آتِ لأدعوَ أبرارًا بل خُطاةً إلَى التَّوْبَةِ””
– (يو 6: 37): “كُلُّ ما يُعطيني الآبُ فإلَيَّ يُقبِلُ، ومَنْ يُقبِلْ إلَيَّ لا أُخرِجهُ خارِجًا”.
– شجِّعه على أن يتَّخذ قرارًا في حالة اقتناعه، ولكن إن رفض حافظ على علاقةٍ معه وتأكد أن رقم تليفونك معه. “التشجيع له مفعول السحر“.

3– غير المتاكد
غالبًا يكون هذا الشخص قد صلَّى سابقًا، وطلب سيادةَ الرب على حياته بشكلٍ صحيحٍ، ولكن نتيجة خطاياه المستمرة ونقاط الضعف الشخصية هو غير متأكد من أبديته أو إن كان خلاصه حقيقيًّا أم لا، وغالبًا، يحتاج هذا الشخص إلى ما يلي:
“كيف يصبح الإنسان مؤمنًا بالمسيح حسب رأيك؟”
إسأله: “ماذا يعني أن يقبل الإنسانُ المسيحَ؟”
الإيمان هو الطريق الوحيد لقبول المسيح… (أف 2: 8، 9).
– اقرأ (رؤ 3: 20)، ذكِّره بدوره (فتح الباب) ودور المسيح (الدخول).
– هل المسيح كاذب (لا)، إذًا أين يوجد الآن إن كنت قد فتحت الباب؟
(يو 10: 27 – 30)، (رو 8 : 38 – 39)، (1يو 5: 10 – 13).
(يو 5: 24): “الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّ مَنْ يَسمَعُ كلامي ويؤمِنُ بالذي أرسَلَني فلهُ حياةٌ أبديَّةٌ، ولا يأتي إلَى دَينونَةٍ، بل قد انتَقَلَ مِنَ الموتِ إلَى الحياةِ”.
(يو 3: 36): “الذي يؤمِنُ بالِابنِ لهُ حياةٌ أبديَّةٌ، والذي لا يؤمِنُ بالِابنِ لن يَرَى حياةً بل يَمكُثُ علَيهِ غَضَبُ اللهِ”.
– اقرأ (عب 13: 5).
بناءً على ماسبق، هل يمكن أن يتركك المسيح؟ الجواب: “لا”.
إذًا كم مرة حسب رأيك، تحتاج أن تدعو المسيح للدخول إلى حياتك؟
الجواب: “مرة واحدة”.

4- الذين يجاوبون السؤالَ بسؤال
في الغالب هي شخصيات مُحبَّة للجدال، وتهتم بالمناقشات أكثر من الفائدة من وراء النقاش أو الفاعلية منه، وبالتالي قد يستنزف مجهودك وتركيزك دون أن يكون مهتمًّا حقًّا، وهو قد يحتاج لهذه الأسئلة ولفهم هذه المبادئ جيدًا:
– إذا استطعتُ أن أجيب عن سؤالك هذا، فما هو قرارك؟ أم أنك ستستمر في الجدال؟
– لا تتحدَّث عن مبادئ وقوانين عامة، ولكن تحدَّث عن حياته شخصيًّا، بمعنى، لا تقل إن الإنسان يصنع الخطيةَ، ولكن أنا وأنت نصنع الخطية.
(مساعدة غير المؤمن على فهم حاجته للغفران وأن قبوله للمسيح هو قرار إرادي مبني على الإيمان)
– لا تقل ماذا سيفعل الخاطئ أمام الله، ولكن بماذا ستجيب أنت أمام الله.
إذا أصرَّ على الجدال، اطلب منه أن تصلي لأجله قبل المغادرة، و تأكد أنك وضعته أمام قرار بعد شرح الرسالة كاملةً.

5– المخدوع
ربما يكون هذا الشخص قد سمع الرسالة سابقًا بطريقةٍ غير واضحةٍ أو مغلوطةٍ، فأدَّى هذا لقرارٍ غير حقيقي بمعنى أنه أدرك أنه خاطئ، ولكن بدلًا من طلب الخلاص، تعهَّد أمام الله بالتخلُّص من الخطايا المسيطرة على حياته، أو خلط بين الندم على الخطية والتوبة الحقيقية وتسليم الحياة للسيد، وهذا الشخص لن تجد منه مقاومةً شديدةً، وكل ما يحتاجه هو:
عند سؤالك عن اختباره وتدقيقك فيما يقوله، ستكتشف بسهولةٍ أن قراره غير مبني بشكل كامل على عمل المسيح الكفاري.
وضح له أن الإنسان يكون مقبولًا أمام الله فقط بسبب عمل المسيح الكفاري.
لا تحاول إحراجه لتثبت أن قبوله للمسيح لم يكن على أساس سليم.
ركِّز على إدراكه كإنسان أنه خاطئ ومذنب أمام الله.
اشرح كيف يخلص الإنسان ويتبرر أمام الله.
اطلب منه أن يصلِّي ليقبل معك المسيح بشكل مؤكَّد وبناءً على إدراكٍ كاملٍ للخلاص.
تأكَّد بعد الصلاة أنه مدركٌ أنه لا يحتاج طلب المسيح ليدخل قلبه كل يوم، وأنه لن يخرج منه أبدًا.

6– المُلحِد
وهذا الشخص قد يكون إلحاده حقيقيًّا بناءً على ما هو مقتنع به، أو إلحادًا شكليًّا يستمتع فيه الشخص باختلافه عمَّن هم حوله ومحاولة الآخرين إقناعه، ويجب أن تركِّز على:
المنطق والعقل، فهما أمران مهمَّان في هذه الحالة.
تأكَّد من أنه ينكر الله حقًّا؛ لأنه غالبًا يكون مؤمنًا بالله، ولكن بشكلٍ مختلف (قوة علوية مجهولة، الطبيعة، الله بلا أي أديان) ستجد أغلب الملحدين بعد وقتٍ قصير يعترف بوجود الله بشكلٍ ما، ويمكنك أن تبدأ معه من هذه النقطة وتشرح له لماذا تؤمن بالله وتشاركه باختبارك، وتشرح له الفرق بين المسيحية وأي ديانةٍ أخرى.
ابحث عن أسبابٍ خفيةٍ جعلته ينكر وجود الله مثل كرهه لوالده أو مشاكل تعرض لها وشعر بالوحدة.
على سبيل المثال، وضِّح له أن عدم اعترافه بشجرةٍ على جانب الطريق لا يلغي وجودها.
لا يُنصَح بالاستشهاد بالكتاب المقدس في الحوار إلا عندما يعترف بوجود الله، بعدها نبحث عن كلمته أو كيف يتواصل الله مع الناس.
ابحث معه عن الشخص الذي يقف وراء أسرار الحياة، بعدها أعلِن أن هذا الشخص هو الله.

7– المُقيَّد
يكون هذا الشخص مدركًا لفساده لأنه مستعبدٌ لخطيةٍ ما يراها ضخمةً في عينيه (إدمان معين أو مشكلة جنسية)، وهو يعتقد أنه لا يمكنه التخلُّص من تلك الخطية أو العادة، وبالتالي لن يرضي الله أبدًا، أو لن يستطيع الاستمرار معه، فمن الأفضل ألا يبدأ ما لن يقدر على أن ينهيه، أو أن يكون في وظيفةٍ أو بيئةٍ معيَّنة مرتبطة بالخطية تجعله يائسًا من فرصة التحرُّر من الخطية. في هذه الحالة، تحتاج أن:
– تذكر له أمثلةً وقصصًا عمليةً عن أشخاصٍ كانوا بعيدين عن الله والله غيَّرهم (مثل بولس، راحاب، قصص قديسين، وقصص من الواقع المعاصر مثل مدمن أو اختبار شخص معروف معاصر مثل اختبارات كثيرين من الخُدَّام والمرنمين).
– تشرح له المميزات التي سيحصل عليها إن قبل المسيح (انظر ص13 من كتيب الحقائق).
– تؤكد على أن ما يقوله سليمٌ وأنه لن يستطيع أن يتخلص من خطيته بنفسه.
– تقرأ له (أف 2: 8 – 9) وتوضح أن بعد قبوله للمسيح سيقوده الله  في أعماله الصالحة.
– تقرأ له (رو 8: 38 – 39) موضحًا أنه حتى خطيته لن تفصله عن الله.
وأكِّد في مشاركة الرسالة معه على محبة الله وقبوله له كما هو، وشرح قوه الله في الخلاص، ولكن ساعده أيضًا بأفكار عملية للتخلص من الخطية تدريجيًّا مع الاتكال على الله.

8– يعتقد أنه يجب أن يكون أفضل قبل أن يذهب للمسيح.
وضِّح له أنه إذا كان يستطيع أن يحسِّن أو يغيِّر من نفسه لما كان هناك احتياج لموت المسيح على الصليب، ولكن مع دخول المسيح لقلبه هو الذي يستطيع تغييره وإعانته.

  • (أف 2: 8-9): “لأَنَّكُم بِالنِّعْمَــةِ مُخَلَّصـــــُونَ، بِالإِيمَـانِ، وَذلِـــكَ لَيْسَ مِنْكُــمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ”.
  • (تي 3 : 5): ” لا بأعمالٍ في برٍّ عَمِلناها نَحنُ، بل بمُقتَضَى رَحمَتِهِ – خَلَّصَنا بغُسلِ الميلادِ الثّاني وتجديدِ الرّوحِ القُدُسِ”.
  • (يو 3: 36): “الذي يؤمِنُ بالِابنِ لهُ حياةٌ أبديَّةٌ، والذي لا يؤمِنُ بالِابنِ لن يَرَى حياةً بل يَمكُثُ علَيهِ غَضَبُ اللهِ”.

نماذج كتابية للتعامل مع الشخصيات المختلفة:
المسيح والسامرية (يو 4).
تعتبر قصة “المسيح والسامرية” نموذجًا للكرازة للأعداء؛ حيث كانت هناك عداوة بين اليهود والسامريين، فاليهود لا يعاملون السامريين. يعبِّر هذا النموذج أيضًا عن الكرازة للمتديِّنين، أو الذين لديهم معلومات دون اختبار حقيقي للمسيح المخلِّص.

– قدَّم المسيحُ نفسَه للسامرية على أنه هو المحتاج لما معها “أعطيني لأشرَبَ”، حتى اكتشفت أنه ليس معها شيء تقدِّمه رغم المعلومات التي لديها (دعه يدرك احتياجه).
– اعلن المسيحُ للسامرية أن ما ليس لديها متوفر لديه هو إن كانت هي تحتاج (عرِّفه طريق الوصول لاحتياجه).
– استمر في الحديث بطول أناةٍ واستطاع أن يستخدم من المعلومات التي لديها لتوصيل أهمية المضمون عن الشكل “الساجدون الحقيقيون فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا” (لا تحتقر ما لديه ولكن صحِّح وضع المبادئ الأساسية للكرازة من خلال ما لديه “الساجدون الحقيقيون”).
– عندما وجد أن هذه المرأة لديها شيء صحيح، مدح صدقها وشجَّع الإيجابيات التي لديها “بالصدق أجبتِ”، ورغم علمه بخفايا حياتها، إلا أنه احتفظ بأسرارها ولم يعلنها للآخرين، بل هي التي أوضحت للناس أنه “قال لها كل ما لديها”.
تأتي نتيجة الحوار الفكري بالتدريج وليس مرة واحدة.
تذكَّر أن حياة النفس التي أمامك هي هدف أساسي لك كالطعام “طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني”.
قد لا تجني أنت ثمارَ حوارك، لكنك تضع قالبًا في المبنى وآخر سوف يكمل “لتحصدوا ما لم تتعبوا فيه”.

أندراوس وبطرس (يو 1: 42)
يُعتَبَر ما حدث “أندراوس وبطرس” نموذجًا للكرازة لأهل البيت. يعني اسم أندراوس في اليونانية “ذو رجولة، رجل حقًّا”، وكان من تلاميذ يوحنا المعمدان وتدرَّب على الكرازة هناك.
قد نربح أشخاصًا قلائل للمسيح أو حتى شخصًا واحدًا، والذي ربحناه يأتي بالكثيرين مثل “بطرس”.

  • شهوة قلب المؤمن عندما يعرف المسيح أن تكون كل عائلته للمسيح، على سبيل المثال، بولس كان يود أن يكون محرومًا من أجل إخوته وأنسبائه حسب الجسد (رو 9: 3).
  • قد لا تستطيع أن تكلم أهل بيتك بنفسك عن المسيح، لكن في هذه الحاله قُدهم إلى حضور الكنيسة أو النهضة وصلِّ لأجل أن يلمس الربُّ قلبَهم مثلما فعل أندراوس “فجاء به إلى يسوع”.
  • الكرازة للأقرباء تحتاج إلى حياةٍ شخصيةٍ نقية وواضحة جدًّا “لا بد أن يروا التغييرَ بوضوحٍ”.
  • لكي نربح أهل بيتنا، لا بد أن تتَّسع مشاعرنا من مجرد محبتنا الاجتماعية إلى المحبة المسيحية التي تنظر إلى محبة المسيح المخلِّصة.

فيلبس والخصي الحبشي (أع 8: 26- 40)
يمثِّل هذا النموذجُ الكرازةَ للمتدينين، وأيضًا لمن هم في منصب.
قد لا يصلح مع المتديِّن التركيز على المشاعر، ولكن شرح النصوص التي يعرفها، دعه يتكلم أكثر واستمع له وركِّز كلامك على تفسير وتوضيح ما يحتاج إليه مما يعرفه.

  • استخدم مداخل من حديثه ودراسته الكتابية “كما فعل فيلبس”.
  • لا تهدم ما يعرفه، لكن صحِّح له الخطأ في معرفته.
  • ساعده أن ينتقل بإرادته من نقطةٍ إلى الأخرى ولا تكن مبادرة التنقُّل منك.
  • تذكَّر دائمًا أنه يعرف الكثيرَ مما تعرفه أنت فلا تستخدم معه الأسلوبَ الفوقي “كالمعلِّم مثلًا”.

نموذج السباحة
هذا النموذج هو نموذج تمثيلي جميل يوضِّح ويبسِّط اختلافَ نوعيات الناس
وكيفية فهم الخلاص جيدًا.
الشخص الأول: إني أوضح لك لماذا يُسمِّي الكتابُ المقدسُ يسوعَ مُخلِّصنا…
لنفترض أنك يا )…….) لا تجيد السباحة، وأن أحدهم أوقعك في البحر، وبدأت تغرق ورحت تصرخ طالبًا النجدة، وجئت أنا في قارب وسمعتك تصرخ فقلت لك: “خذ هذا الكتاب إنه بعنوان عشرة دروس سهلة في السباحة، اقرأه وستسير كل أمورك على ما يُرام” هل سأكون مخلِّصًا أو منقذًا لك في هذه الحالة؟
الشخص الثاني: لا، بل إنك بهذا ستثير غضبي.
الشخص الأول: صحيح! لنطبِّق هذا على فهمنا لكلمة “مخلِّص”
هذه هي الطريقة التي ينظر فيها بعضُ الناس إلى المسيح؛ يعتقدون أنه جاء لكي يعطينا الكتاب المقدس ثم يقول: “عليكم بقراءته، وإذا استطعتم فهمه والعيش حسب قوانينه فستسير أموركم على ما يرام في يوم ما”.
إذا كان ذلك هو كل ما جاء المسيح لفعله، فإنه ليس مخلِّصنا، أليس كذلك؟!
الشخص الثاني: نعم، لن يكون مخلِّصنا.
الشخص الأول: افترض أني جدَّفت قاربي بالقرب منك، وغطست في الماء ثم قلت لك: “انظر إليَّ وراقبني وأنا أسبح لتتعلَّم السباحة مثلي حتى تنجو” ثم رجعت إلى قاربي وابتعدت عنك بسرعة. هل أكون في هذه الحالة مخلِّصًا لك؟
الشخص الثاني: بالطبع لا.
الشخص الأول: لماذا؟
الشخص الثاني: لأنك لم تساعدني في هذه الحالة؛ فكل ما فعلته لي هو أنك أوضحت لي كيف تستطيع أنت السباحة، وهذا لا يفيدني.
الشخص الأول: هذا صحيح يا (……) دعنا نطبِّق هذا على فهمنا لكلمة “مخلِّص”، يعتقد كثيرون أن يسوع جاء ليضرب لنا مثلًا عن الكيفية التي يجب أن نعيش بها الحياة المسيحية، لكن حقيقة أنه عاش حياةً كاملةً لا تساعدنا أكثر ممَّا يساعد الشخصُ الماهرُ في السباحة شخصًا آخر يغرق بأن يريه كيف يسبح.
الشخص الثاني: هذا صحيح
الشخص الأول: لنفترض أني سبحت إليك وحملتك إلى قاربي، وبعد أن وصلنا إلى بُعد كيلومتر من الشاطئ، فكَّرت وقلت لنفسي: “لم يقدِّم لي هذا الشخصُ الذي خلصتُه شيئًا مقابل ما صنعته لأجله، ولذلك سأرميه ثانيةً في البحر” وهكذا أرميك في البحر، فهل أكون مخلّصًا لك في هذه الحالة؟
الشخص الثاني: لا!
الشخص الأول: بالطبع لا؛ لأني في هذه الحالة قدَّمت مساعدةً وقتيةً، ولم أقدِّم خلاصًا، طبِّق هذا على فهمنا لكلمة “مخلِّص” يعتقد بعضُ الناس أن هذا هو ما يفعله المسيحُ؛ فهم يعتقدون أنه يقول: “لقد متُّ على الصليب من أجلكم، ولكنكم لن تختبروا الخلاصَ ما لم تتبعوا 25 قانونًا” إذا كان ذلك صحيحًا، فإنه لا يكون مخلِّصنا حقًّا.
الشخص الثاني: فهمت.
الشخص الأول: إذا حدث أيُّ موقفٍ من المواقف السابقة، فلن أكون مخلِّصًا لك بالفعل، ما الذي يُفتَرَض فيَّ أن أفعله لأكون مُخلِّصك؟
الشخص الثاني: أن تنتشلني من الماء وتوصلني إلى البر.
الشخص الأول: هذا صحيح؛ فأنا لن أكون مخلِّصًا لك إلَّا عندما أخرجك من الماء وأحملك إلى الشاطئ.
هذا هو ما فعله المسيح تمامًا يا (……) لقد أصبح مخلِّصنا عندما خلَّصنا بشكلٍ كاملٍ من ورطة الخطية بموته على الصليب من أجلنا، أخذ العقابَ الذي نستحقه بسبب تمرُّدنا على الله القدوس، وقد فعل هذا من قبل ألفي عام، والآن، عندما نقبل عمليةَ الخلاص أو الإنقاذ التي قام بها، فإنه يحملنا ويضعنا في قاربه ويوصلنا إلى البر؛ حيث يمكن أن تكون لنا شركة مع الله.

تطبيق وواجب:

تذكَّر أحدَ المتديِّنين وأحد المؤجِّلين الذين تعرفهم وحاول تطبيق ما تعلمته من هذه المادة معهم .