God’s promises is in force – وعود الله ثابتة

اعزائي
ليس هناك اسوأ من السير على غير هدى , والله يعطي لكل نفس هدفا مجددا. في كل حياة توجد لحظات مضيئة, عندما نبدأ في حمل المسؤولية يسير امامنا الضوء. ونقف على جبل الرؤيا مثل موسى لترى نموذج الخيمة التي نقيمها.

الله له غرض ومقصد للنفس كما للجسد. فكل الاعضاء تصورت اذ لم يكن واحد منها, مزمور 139 : 16 “رأت عيناك اعضائي وفي سفرك كلها كتبت يوم تصورت اذ لم يكن واحد منها”.
الله يعتني بأجسادنا وله هدف. وهو سيكشف عن ارادته بالتدريج, وخطوة خطوة  سوف يوضح لنا هدف حياتنا.وعلينا ان نسير يثبات معتمدين على صديقنا العظيم يسوع والذي يعطينا احتياجنا من النعمة والحكمة والقوة. شعور جميل ان تعرف شخصا ما يحبك ويفكر فيك كل الوقت. هذا يريح ويساعد على الاستقرار والثبات وايضا الله يحفظنا من السقوط.
فأذا كان الله يهتم بنا كل هذا الاهتمام الا يجب ان نجد وقتا للتفكير به كل يوم !

اعزائي حين يعطي الله الخطة فهو بالتأكيد يضمن النجاح ,ثق به واحفظ خطواتك معه حيث يقودك الى الامام. نقرأ ان الله دعا ابراهيم ليذهب ويتغرب تكوين 12 : 1 ,3 لقد اخذ دعوته وهو لا يزال اممي وقبل ان يصير أبا للامة العبرانية بثلاثين عاما. والرسول بولس يؤكد بسفر الرؤيا ان هذه الدعوة مضمونة لكل اولاده. نحن الذين بالمسيح لنا بركة ابراهيم اذا كنا نمشي حسب خطوات السائح الاعظم.

فتجارب ابراهيم وخبراته تلتقي مع خبراتنا وتجاربنا في هوة هذه الازمنة, والنفس الكريمة التي ارتبطت  بالله تستطيع ان تكون كريمة مثل ابراهيم الذي ترك كل شيء للوط .ابراهيم كان مطمئنا لان الرب حدد له مكان سكناه ونصيبه وسوف يسلمه كميراث له ,كان عند ابراهيم ثقة ويقين برب الارباب .
اعزائي انتظروا الرب واحفظوا طريقه وهو سوف ينصركم لترثوا الارض. رضي ابراهيم ووافق على الاختيار بثبات وبدون انزعاج ناظرا الى وجه الله وقائلا:
انت نصيبي وميراثي حبال وقعت لي في النعماء فميراثي حسن عندي. ثم بدأ ابراهيم رحلة الانفصال ودعا الله خادمه ليصعد من الارض الى  الابد ودعاه ليعمل فيها ما يشاء. تكوين 13 : 14 ,17 .
دع الله يختار لك خاصة في بداية حياتك, واذ تقف على عتباته وترى الارض تشجع واتبع همس صوته الداخلي,فدعوته لا زالت تدوي عبر العصور : اتبعني انا معك كل الايام.

Love is trust – الحب ثقة

فأرسلت الأختان الى يسوع تقولان “يا سيد ان الذي تحبه مريض” يوحنا 11 :3
سعت مريم ومرثا الى الرب يسوع لطلب المعونة عندما مرض اخوهما. وقد امنتا بقدرته على مساعدتهما لأنهما رأوا معجزاته وامنوا بقوة عمله.
ونحن ايضا نعرف ونرى قوة عمل الرب من خلال الكتاب المقدس ومن خلال تغيير حياة الناس بعد الأيمان بالرب يسوع. 

اعزائي عندما تحتاجون لعون فان الرب يسوع سيقدم لكم مصادر عون جمة ,فلا تترددوا في طلب معونته. ثقوا بحبه لكم كما وثقت مرثا وتعالوا معي لنلقي نظرة على الاختين مريم ومرثا.
كانت هناك عملة ذات وجهين في هذا البيت, مرثا النشيطة المشغولة بكل ما تهيء الراحة للذين تحبهم وتستضيفهم وتخدمهم, ومريم بروحها. لم تشك الاختان بأن يسوع سوف ينقذ العازر لكنه لم يستجب فورا. فقد كان لتأخره قصد خاص. ان التوقيت الذي يختاره الرب وخاصة عند تأخره قد يجعلنا ان نظن أنه لا يستجيب لنا, الا انه سيسد كل احتياجنا حسب قصده وتوقيته, فأنتظر توقيت الرب بصبر.
الحب الالهي هو الذي يستطيع ان يضبط أندفاع قلب المخلص الرقيق, اراد يسوع أن يعلم تلاميذه درسا وكان مشتاق في نفس الوقت ان تختبر الاختان نموا روحيا.
نستطيع ان نطلق على فصل 11 من يوحنا قيامة مرثا. لان يسوع استطاع ان يجعل هذه السيدة الواقعية قادرة على التيقن من انه هو القيامة والحياة.
السيد المسيح أكد على أن ايمانها دعامة رئيسية في قيامة أخيها لذلك نجد التشديد والتنبير في عدد 40 من فصل 11 بيوحنا “قال لها يسوع الم اقل لك ان امنت ترين مجد الله “. الرب يسوع يحتاج لايماننا ليعمل معجزاته في حياتنا . اشتهرت مرثا بأنشغالها الشديد الذي يعوقها عن الجلوس عند قدمي يسوع والتعلم منه.
ولكن دعونا نلمس بمرثا انها تطبق اية 8 برسالة يوحنا الرسول  الثالثة ”  فنحن ينبغي لنا ان نقبل امثال هؤلاء لكي نكون عاملين معهم بالحق”. فمرثا قامت بالضيافة وكانت عاملة بحقل السيد المسيح بمحبة وأيجابية, ونراها امرأة ذات ايمان عميق قوي بالرب يسوع له المجد.
اعزائي تعالوا لنرى الرب يسوع متعاطفا مع مريم ومرثا فأنزعج وأضطرب “وبكى يسوع” . تأكدوا يا اجوتي ان الرب يشعر معك ومعي بلحظات الحزن ويتعاطف ويهتم بأحوالنا ويبكي من اجلنا .ثقوا ان الرب امين بمحبته لأولاده.
الرب يسوع احب العازر وأقامه من الأموات , وهو قادر ان يقيمنا لنحيا بأيمان وتبات لمجد اسمه. فيجب علينا أن نكشف له مشاعرنا الحقيقية, فهو يفهمها لأنه أختبرها.
كن أمينا أتجاه مخلصك فهو يهتم بك.

if the columns are overturned – اذا انقلبت الأعمدة

نرى في هذه الأيام أعمدة منقلبة كثيرة، بدءا بأفراد من المجتمع منساقة ومنغمسة في أوحال الشر والخطية، ثم عائلات مفككة ومحطمة، مجتمعات فاسدة وحتى الحكومات والسلطات تعاني من أزمات سياسية، أقتصادية، حروب وما ألى ذلك. أن الأوضاع على شتى الأصعدة تتأزم من سيء لأسوأ، والأعمدة تنقلب عل مختلف أنواعها، كذلك الشر الذي يبث سمومه في الأفراد، الأسر، المجتمعات، الحكومات وكل نواحي المعمورة، لدرجة أن هذي الأعمدة المنقلبة اصبحت وللأسف هي الأعمدة المقبولة والمتداولة، متخذة اسماء وعناوين أيجابية ومزينة بأطر مجمّلة ولكن فحواها شر وخطية.

أخي الحبيب، نحن أبناء النور نعلم أن أبليس وراء كل ذلك، ونعلم أيضا أننا في الأيام الأخيرة، وقد سبق بولس الرسول وأخبرنا برسالته الثانية ألى تيموثاوس عن هذا التأزم والشر (2 تي 3 : 1 – 9)، كما ويكتب لنا البشير الرائي يوحنا “ويل لساكني الأرض والبحر لأن أبليس نزل أليكم وبه غضب عظيم عالما أن له زمانا قليلا” (رؤ 12 : 12)… فها نحن أمام أعمدة منقلبة، شرور متزايدة وخطايا متسارعة، فماذا يفعل الصديق حيال كل ذلك ؟
بولس الرسول يحث تيموثاوس في مثل هذه الأوضاع قائلا: “وأما أنت فاثبت على ما تعلمت وأيقنت عارفا ممن تعلمت… لكي يكون أنسان الله كاملا متأهبا لكل عمل صالح” (2 تي : 14، 16)، كما ويشجعه قائلا: “تمسك بصورة الكلام الصحيح الذي سمعته مني في الأيمان والمحبة التي في المسيح يسوع، أحفظ الوديعة الصالحة بالروح القدس الساكن فينا” (2 تي 1 : 13)، كما ويحثه أن يتقوى بالنعمة التي في المسيح يسوع (2 تي 2 : 1). الرسول بولس في رسالته ألى أهل فيلبي، وبعد أن يعلن بوحي الروح القدس أن الرب قريب، يوصي أن نصلي لتعلم طلباتنا لدى الله، أي أن نصلي صلوات تصل ألى قلب الله فيستجيب (في 4 : 5 – 7)، ويختم البشير الرائي رؤياه كالتالي: “وقال لي لا تختم على أقوال نبوة هذا الكتاب لأن الوقت قريب. من يظلم فليظلم بعد ومن هو نجس فليتنجس بعد ومن هو بار فليتبرر بعد ومن هو مقدّس فليتقدّس بعد” (رؤ 22 : 10 – 11).
أخي الحبيب … وسط هذه الأوضاع المتأزمة والخطايا البشعة ليتنا نحن المبررين بدم الحمل نقف في الثغر فنصرف غضب الله عن الأتلاف كما فعل موسى وندين الخطية بالوقوف صرحا منيعا ضدها كما فعل فينحاس فيمتنع الوبأ (مز 106 : 23، 30). لنتمسك، لنتقوّ، لنثبت، لنصلّ، لنتقدّس، لنقف في الثغر وكل ذلك بالمسيح … هذا ما يفعله الصديق عندما تنقلب الأعمدة

Human Love VS Divine love – المحبة الالهية عكس البشرية

كانت عازفة البيانو في واحد من إجتماعاتى امرأة شابة تعزف ببراعة؟ علمت من الراعي أنها قد تخرجت بدرجة علمية في الموسيقى من الجامعة في تلك المدينة. لكن عندما تنظر إليها، فتحنى رأسها. كانت تتصرف بغرابة.

سألت الراعي، ” هل هي طبيعية بالكامل؟”

“ياه، إن هذا موقف حزين،يا أخي هيجن،” قال لي.” تخرجت من الجامعة هنا وتستطيع أن ٌتدرّس الموسيقى، لكنها لا تفعل أي شئ. كانت أمها تحاصرها بجناحيها. فلم تكن لديها أبداً صديقة أو صديق في حياتها.”

كانت هذه الفتاة حوالي 27 سنة، ولم تقضى أبداً ليلة واحدة بعيداً عن المنزل. أخبرني الراعي أيضاً أن هذه الفتاة كان لديها 3 أخوة. أمهم أرملة، لم تدع أي منهم أبداً يزوروا منزل صديق أثناء الليل أو يكون عندهم صديق يقضون الليل معه. لم يكن لديهم أصدقاء. شخصية الفرد تصبح ضعيفة في مثل هذه الحالات. ليست هذه المحبة، يا أصدقاء.

تلك هي المحبة البشرية الطبيعية، وهى أنانية. إنها ما أريد، ليس ما تحتاج أو تريد أنت.

 احترم الأولاد أمهم، لكن بمجرد أن انتهوا من المدرسة الثانوية، تركوا البيت. أثناء الوقت كنت هناك في الاجتماع، آخر ولد، الذي قد تخرج للتو في سن 17، ترك البيت. ولم يقل شيئاً لأمه، هو فقط غادر.

أتت لي هذه الأم وهى تصيح، أيها الأخ هيجن، أريدك أن تصلى. فلان وفلان ذهبوا. الآن. إنه ولد صالح- ٌخلص وأمتلئ بالروح القدس- لكنه لا يحترم أمه. أريدك أن تصلى من أجل هذا.”

قلت لها، ” من أجل ماذا؟”

” حسناً، لقد غادر.”

قلت، “شكراً للرب!”

نظرت إلىَ وكأنني قد صفعتها بطبق مبتل مع خلقة. قلت،” إنني مسرور جداً أن لديه إدراك وتمييز كافي ليخرج من هذه الحيرة”

ابتدأت بالبكاء. قالت، ” أحب أولادي”

قلت لها، ” لا، أنت لا تفعلين. أنظري إلى تلك الفتاة البائسة على البيانو. أيها السيد القدير، تستطيع تلك الشابة أن تعزف ببراعة – فهي لديها إمكانية العزف – لكن عندما أنظر إليها فهي تنظر للأسفل كما لو أن شئ سيء حاصل معها. أنت جعلتيها قريبة منك طوال حياتها. ولم يكن لديها صديق أبداً. لم تقضى أبداً ليلة واحدة بعيداً عن المنزل. فأنت لم تدعيها تغيب عن نظرك أبداً. ينبغي أن تخرج بإرادتها.” وأضفت قائلاً ،” بدلاً من الصلاة سوف يرجع، سأصلى لأجلها حتى تغادر.” “ياه، أحب أولادي،” قالت المرأة” أعرف هذا” قلت لها. ” أنت تحبينهم بمحبة طبيعية غريزية. أنت مٌخّلصة. لماذا لا تبدأين في محبتهم بمحبة الله؟ لو أنك ستفعلين هذا، ستكونين مسرورة بهم ولهم في أن يغادروا المنزل. فهم كبروا كفاية “ليخرجوا.”

المحبة البشرية هي أنانية، لكن المحبة الإلهية على عكس ذلك. يستعمل الإنسان المحبة البشرية الطبيعية ليهتم بنفسه أو نفسها، مفكراً، ماذا لديه من أجلى؟

نحن نرى هذا حتى في الواقع المسيحي. الناس الذين خلصّوا – حتى خدام الإنجيل – ممكن أن يدخلون في العالم الطبيعي ويفكرون بمثل هذه الطريقة.

أخي، ينبغي علينا أن نكون سعداء من أجل مملكة الله. العشيرة السماوية هي واحدة. ينبغي علينا أن ندع المجال لمحبة الله الغير أنانية تسيطر علينا.

في كثير من الأحيان لا نسلك بالمحبة الإلهية، لكن يجب علينا أن نفعل. محبة الله قد انسكبت في قلوبنا، وأول ثمار الروح هي المحبة. يجب علينا أن نستجيب لتلك الروح الساكنة فينا، أليس كذلك؟

العديد من الكنائس قد تمزقت بسبب  مجادلة الناس، ” حسناً، لدى ما أقوله- وسأصر على ذلك، أيضاً” لو أنهم يتصرفون ويسلكون في المحبة، فربما يغلقون أفواههم فقط.

ثمر الروح هو المحبة. هذا ما يريد أن يُوجده الرب ثانية في المخلوق الجديد داخلنا. الروح المولودة ثانية لأن حياة المسيح والروح القدس داخلها.

ما هي الخاصية المميزة لنوع المحبة الإلهية التي قد انسكبت في قلوبنا؟

لم يتركنا الرب في الظلام. كاتب المزامير قال في القديم، (مز130:119) “فَتْحُ كَلاَمِكَ يُنِيرُ الذِّهْنَ، وَيَهِبُ الْبُسَطَاءَ فَهْما ” دعونا الآن نُلقى نظرة على الإصحاح الثالث عشر من كورنثوس الأولى. يجب أن يأسف الذي ترجم الكلمة اليونانية للمحبة الإلهية، (أغابى)، في ترجمة (King James) إلى ” خير وإحسان”. أنا لا أعتقد أننا نفهم بالضبط ما يقوله بولس هنا عن” الإحسان والخير”.

ترجمتي المفضلة لهذا الخطاب عن المحبة الإلهية من (Amplified Bible) . فإنها تبدأ بالعدد الرابع من كورنثوس الأولى 13:” المحبة [المحبة الإلهية، محبة الله] تحتمل كثيراً….” لكن البعض يقول، ” لن أطيق وأحتمل بعد ذلك. لقد طفح الكيل!”

هذا هو الكلام الطبيعي، أليس كذلك؟ ” المحبة تحتمل كل شئ وصبورة وعطوفة ….”

لابد وأن هذه هي المحبة الإلهية. كثير من الناس يتحملون لفترة طويلة، وهو كذلك، لأنهم مضطرون لفعل ذلك. يقول آخرون، ” كل ما كنت سأفعله قد عانيت منه كله. لن أضطر أن أحتمل بعد هذا بهذه الطريقة.”

تلك هي المحبة البشرية الطبيعية. محبة الله تحتمل كل شئ وهى صبورة وعطوفة.

ويكمل الشاهد الكتابى,”المحبة لا تحسد أبداً ولا تغلى من الغيرة]المحبة البشرية الطبيعية غيورة[؛ وهى ليست متفاخرة أو غرورة و مجبة بنفسها, ولا تتظاهر وتبّين نفسها بتكبر وتشامخ”.

ويُكمل العدد الخامس قائلاً، ” إنها غير مغترة – متعجرفة و متعظمة ولا تنتفخ متكبرة؛ وهى غير وقحة (عديمة الأخلاق)، ولا تتصرف بما لا يليق. المحبة [محبة الله داخلنا] لا تصرَ في حقوقها ولا طريقها، لأنها لا تطلب ما لنفسها؛ وهى غير سريعة الغضب أو تغتاظ أو تستاء وتغّل، ولا تعمل حساب للشر الذي يٌصنع لها- ولا تعط الاهتمام للضرر أو الأذى الواقع عليها.”

عندما نقرأ شواهد كتابية، مثل تلك، فلا نصرخ كثيراً. خذ الوقت لكي ما تنغمس الكلمة هذه وتتغلغل فيك. أترى، كثير من الناس يقولوا، ” حسناً، نعم، إنني أعرف ما الذي أمتلكه. أنا لدى حقوق، وسأحصل عليها، ولا يهم كيف أن هذا الأمر ممكن أن يؤلم شخص آخر.”

لاحظ أن الكتاب يقول ” المحبة لا تصَر على حقوقها….” لن نتقدم أبداً روحياً مثلما يريدنا الله أن نكون حتى بداية تصديقنا لله. وهذا يعنى تصديق كلمته. هذا يعنى الإيمان بأن محبة الله هي طريقة الله – وهذه هي الطريقة الأفضل- ولأن هذه هي طريقة الله والطريقة الأفضل، إذاً فهي طريقك.

“معيار المحبة” أو “مقياس المحبة” موجود في هذا العدد الخامس: ” المحبة ……غير سريعة الغضب ولا تغتاظ ولا تستاء وتغَل، ولا تعمل حساب للشر الذي يصنع لها. ولا تعطى الاهتمام للضرر أو الأذى الواقع عليها.

من السهل أن نكتشف سواء كنا نسلك بالمحبة أم لا. فقط قس نفسك بما تقوله الكلمة هنا عن المحبة. لو أنك تعمل حساب للشر الذي يٌصنع لك،  فأنت لا تسير بالمحبة. طالما أنك تسلك بالمحبة وتظل ممتلئاً من الروح القدس فلن تعمل حساب للشر الذي يصُنع لك.

Love : first fruit of the spirit – المحبة : أول ثمار الروح القدس

(غلا 22:5-23) ” أَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: المَحَبَّةُ، الفَرَحُ، السَّلاَمُ، الصَّبْرُ، اللُّطْفُ، الصَّلاَحُ، الأَمَانَةُ

23 الوَدَاعَةُ، ضَبْطُ النَّفْسِ. وَلاَ تُوجَدُ شَرِيعَةٌ تَمْنَعُ هَذِهِ الأُمُورِ”

كما وضح (W.E.Vine) وآخرون، أن هذا النص الكتابي في غلاطية لا يشير إلى الروح القدس، بل يشير إلى الروح الإنسانية، على الرغم أن الروح القدس سبيكة واحدة مع الروح الإنسانية.

في أوقاتاً معينة من الصعب أن نخبر سواء أن بولس يتكلم عن الروح القدس أو الروح الإنسانية لأن نفس الكلمة اليونانية، Pneuma، تستخدم.

 لو أنك تقرأ النص بالكامل، على أي حال، سترى أن بولس يقارن أعمال الجسد بأعمال الروح. تقول آية19، ” الآن أعمال الجسد هي ……” ويُكمل عدد 22،” لكن ثمار الروح هي …..”

لذلك هذا النص في الحقيقة يشير إلى ثمار الإنسان الجديد، الروح الإنسانية المولودة ثانية. وهذا, بالطبع, ينتج من خلال حياة المسيح.- الروح القدس – (في داخلها) دعنا الآن نتحول إلى الإصحاح الخامس عشر من إنجيل يوحنا ونلاحظ ما يقوله يسوع: (يو1:15-5) ” وَقَالَ يَسُوعُ: أَنَا الكَرمَةُ الحَقِيْقِيَّةُ وَأَبِي الكَرَّامُ.

2 وَهُوَ يَقطَعُ كُلَّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يُنتِجُ ثَمَرَاً، وَيُنَقِّي كُلَّ غُصْنٍ مًثْمِرٍ لِكَيْ يُنتِجَ ثَمَرَاً أَكثَرَ.

3 أَنتُمِ الآنَ أَنقِيَاءُ بِسَبَبِ التَّعلِيْمِ الَّذِي أَعطَيْتُهُ لَكُمْ.

4 اُثبُتُوا فِيَّ وَأَنَا سَأَثْبُتُ فٍيْكُمْ. لاَ يَسْتَطِيْعُ الغُصْنُ أَنْ يُنتِجَ ثَمَرَاً وَحدَهُ، إلاَّ إذَا ثَبَتَ فِي سَاقِ الكَرمَةِ. كَذَلِكَ أَنتُمْ لاَ تَسْتَطِيْعُوْنَ أَنْ تُنتِجُوا ثَمَرَاً إلاَّ إذَا ثَبَتُّمْ فِيَّ.

5 أَنَا الكَرمَةُ، وَأَنتُمُ الأَغصَانُ. فَمَنْ يَثبُتُ فِيَّ وَأَثبُتُ أَنَا فِيْهِ، يُنتِجُ ثَمَرَاً كَثِيْرَاً. فَأَنتُمْ لاَ تَستَطِيْعُوْنَ أَنْ تَفعَلُوا شَيْئَاً بِدُونِي. “

يستخدم يسوع الشجرة كمثال:” أنا الكرمة ، وأنتم الأغصان ….”

أين تنمو الثمار؟ تنمو الثمار على الأغصان، أليس كذلك؟ مع ذلك لا يستطيع الغصن أن ينتج الثمر من نفسه. اقطع الغصن من الشجرة ولترى كمية إنتاجه. هذا الغصن ينتج ثمر بسبب الحياة- العصارة- التي تمتد عبر الشجرة داخل الأغصان.

نتيجة لذلك، ” ثمر الروح ” هذا ليس بالكامل ثمار الروح القدس، أنه الثمر الذي ينمو في حياتنا. انه ثمار الإنسان الجديد، الروح الإنسانية المولودة ثانية من خلال حياة المسيح داخلها.

لاحظ أن أول ثمار الروح هي المحبة. تلك أول الثمار التي تظهر في المخلوق الجديد، الروح الإنسانية المولودة ثانية.

دعونا الآن ننظر إلى الرسالة الأولى ليوحنا : (1يو14:3) “إنَّنَا نَعلَمُ أَنَّنَا اِجتَزنَا مِنَ المَوتِ إلَى الحَيَاةِ، لأَِنَّنَا نُحِبُّ إخوَتَنَا، وَمَنْ لاَ يُحِبُّ يَبقَى فِي المَوتِ. ”
لا يتكلم بولس عن الموت الجسدي هنا، بل يتكلم عن الموت الروحي. هذا العدد يعنى أننا انتقلنا من الموت الروحي إلى داخل حياة روحية. إنها طريقة أخرى للقول بأننا نعرف أننا خلصُنا – وُلدنا ثانية.

كيف نعرف هذا؟ (ع 14) “إنَّنَا نَعلَمُ أَنَّنَا اِجتَزنَا مِنَ المَوتِ إلَى الحَيَاةِ، لأَِنَّنَا نُحِبُّ إخوَتَنَا، وَمَنْ لاَ يُحِبُّ يَبقَى فِي المَوتِ.

لنرجع الآن إلى إنجيل يوحنا : (يو34:13-35) ” لِهَذَا هَا أَنَا أُعطِيْكُمْ وَصِيَّةً جَدِيْدَةً، وَهِيَ أَنْ تُحِبُّوا بَعضَكُمْ بَعضَاً كَمَا أَحبَبْتُكُمْ أَنَا.

35 أَظهِرُوا مَحَبَّةً بَعضُكُمْ لِبَعضٍ. فَبِهَذَا سَيَعرِفُ الجَمِيْعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيِّذِي. “

الطبيعة البشرية لا تستطيع أن تفعل هذا. ولا تستطيع أن تحب الشخص الغير تائب إذا لم يكون قد وُلد ثانية. عندما تولد ثانية، تسكن الروح القدس داخل روحك. (رو5:5) يقول،” ….. محبة الله [نوع المحبة الإلهية] انسكبت في قلوبنا [أو أرواحنا] بالروح القدس… ” هلليويا! نتيجة لذلك، أترى، نستطيع أن نحب مثلما هو أحب، لأننا نمتلك نفس نوع المحبة داخلنا التي موجودة داخله!

يجب عليك أن تدرك أنه بسبب أن الثمار تنمو، فيجب أن تنضج في كل نواحي سلوكك المسيحي لكن المحبة هي أو الثمار التي ستظهر في روحك وفي حياتك بمجرد أن تولد ثانية.

أترى، لنتبع الله – لنمشى في عالمه الروحي- يجب علينا أن نسلك بالمحبة، لأن الله محبة. ليست هذه المحبة النابعة من الطبيعة البشرية. إنها محبة سماوية، محبة الله.

عندما نولد أنا وأنت ثانية، يصبح الله أبونا. إنه إله محبة ونحن أولاد محبة من إله محب، لأننا قد وُلدنا ثانية من الله، والله محبة. طبيعة الله تسكن داخلنا وهى المحبة. فنحن لدينا طبيعته في داخل أرواحنا، ليس في جسدنا. (لدينا جسد لنقاومه، لكن نستطيع أن ” نصلبه”).

ولا نستطيع أن نقول أننا لا نمتلك هذه المحبة السماوية، لأن كل واحد في العشيرة السماوية لديه تلك المحبة- حتى الآخرون الذين ليسوا من ضمن العشيرة. من الممكن ألا يكونوا يستعملوها لكنها لديهم. نحتاج إلى أن نستمر في إطعام طبيعة المحبة تلك الموجودة بداخلنا بكلمة الله، ندربها، وستنمو نتيجة لهذا. تستطيع أن تنمو في المحبة.

نرى في(1يو 18:4)، ” لا يوجد خوف في المحبة، لأن المحبة الكاملة تطرد الخوف ……” أنني لم أرى أي شخص قد سلك بتلك المحبة الكاملة بعد، هل رأيت أنت؟ لكن، مجداً للرب، البعض منَا في طريقهم لتحقيق ذلك، وسوف نتمسك بهذا ونحافظ على النمو والنضوج. دعنى أكرر هذا لأن هذا مهم جداً: كل شخص في العشيرة السماوية لديه تلك المحبة الإلهية. قال بولس، وهو يكتب للكنيسة في أفسس، (أفسس 14:3-15) ” لِذَلِكَ أَركَعُ عَلَى رٌكبَتَيَّ لِلآبِ

15 الَّذِي تَنتَمِي إلَيهِ كُلُّ أُمَّةٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرضِ.”. نستطيع أن نقول أن هذه العشيرة هي عشيرة المحبة، لأنها عشيرة الله، والله محبة . لا تستطيع أن تقول أنه ليس لديك محبة، أنك لو قلت ذلك، فأنت تَدعى أنك قد كنت غير مولود ثانية.

أتذكر ذات مرة كنت أعقد اجتماعا بكنيسة الإنجيل الكامل في كاليفورنيا. الخدام الآخرين زاروا فصول التعليم الصباحية. ذات يوم العديد من بيننا، بجانب الراعي، خرجوا لوجبة الغداء. أثناء ما كانوا يتكلمون، جلست فقط واستمعت. كانوا يتكلمون عن هذا الموضوع الهام: المحبة.

“هذا ما نحتاجه- نحتاج نهضة محبة. نحتاج إلى معمودية محبة. نحتاج أن نصلى من أجل هذا،” قال البعض منهم. في النهاية سأل الراعي، ” ماذا تقول عن هذا الموضوع، أخي العزيز هيجن؟”

أجبت، ” حسناً، لو أنكم جميعاً يا رفاقي محتاجين إلى المحبة، ينبغي عليكم أن تحصلوا على الخلاص!” لو أنهم قد كانوا واضعين أسنان مزيفة، سيبتلعوها!

استمريت، ” يقول الكتاب المقدس في (رومية5:5) أن المحبة الإلهية قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس. يقول الكتاب أننا نعرف أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب.

” الآن، لو لم تكونوا مولودين ثانية، فليست لديكم تلك المحبة. لكننا لدينا تلك المحبة الإلهية، ومن الممكن أن تنمو وتتطور لأن الثمار تنمو. لذلك لا تحتاجون إلى أن تصّلوا لكي تحبون، تحتاجون أن تعترفون وتقرون بأن تلك المحبة الإلهية موجودة في قلوبكم. تحتاجون أن تستمروا في إطعامها بكلمة الله والحفاظ على التدريب والممارسة بها، وستتحسنون وتنمون في المحبة”.

إبتدأوا يدركون هذا. قائلين، ” كنا جميعاً مخطئين. كنا على وشك أن نصلى لله لكي يمنحنا نهضة المحبة، ونحن قد حصلنا عليها بالفعل!”

غالباً ما نصلى لأشياء نكون قد إمتلكناها بالفعل. ما نحتاج أن نفعله هو أن ندرك كل ما نحتاج إليه، نعترف به، نؤمن به، نسلك في ضوء هذا الأمر، ونمارسه، وسننمو فيه.

محبة الطبيعة البشرية هي أنانية، فهي مهتمة بي، ما هو خاص بي، ما الذي أستطيع الحصول عليه وما الذي علىَ أن أحتمله. المحبة الإلهية هي غير أنانية. فلا يُشغلها كيف أستطيع أن أستغلك وما الذي أستطيع الحصول عليه من خلالك. فهي مهتمة بماذا أستطيع أن أقدم. ياه، كيف أن الكنائس تحتاج إلى أن تعرف وتسلك في ضوء المحبة الإلهية! سوف تحل كل مشاكلك.

المحبة البشرية ستتحول إلى الكراهية أثناء الليل. هذا هو سبب أن كثير من المتزوجين يقولوا، ” أنني فقط  لا أحبه (أو أحبها) بعد. ” أنهم بذلك يشتغلون بالكامل على محبة الإنسان الطبيعي عندما يقولون هذا.

المحبة الإلهية (عندما يسلك الزوج والزوجة بتلك المحبة) فلن يدخلون أبداً محاكم الطلاق. في حين لو أنهم سلكوا بالمحبة البشرية سيتواجدون هناك.

I and the father are one – أنا والاب واحد

لقد لفظ الرب يسوع هذه العبارة في حواره مع اليهود في أنجيل يوحنا أص 10 ع 30، عبارة أغاظت اليهود بشدة حتى أنهم رفعوا حجارة ليرجموه. لقد أعلن يسوع عن وحدته بالآب دون خوف، فلم يقل ذلك بالخفاء أنما أعلنها أمام الملأ، كما صرّح بذلك بولس الرسول برسالته ألى أهل فيلبي أن الرب يسوع لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله.

أن الرب يسوع لم يعلن وحدته بالاب فقط أنما أيضا وحدتنه فينا نحن أولاده عندما رفع صلاته للآب السماوي قائلا “ليكون الجميع واحدا كما أنك أنت أيها الآب فيّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحدا فينا ليؤمن العالم أنك أرسلتني” (يوحنا 17 : 21) ويعلن الرب عن وحدتنا به في العدد الذي يليه.

أذا نرى كم كان وما زال الرب مهتما بوحدة أولاده وكنيسته. كم نحن أذن بحاجة ألى وحدتنا في هذه الأيام الأخيرة، حيث بردت محبة الكثيرين، ولكي نحافظ على وحدتنا ونمكّنها نحتاج أن نثابر ونواظب بل ونضحّي ونجاهد كي نحافظ على وحدتنا في المسيح.

أذا رجعنا ألى القطعة التي ذكرها الوحي في رسالة فيلبي (2 : 1 – 11) نلاحظ تشديد الرسول بولس على وحدة المؤمنين بالفكر الواحد، المحبة الواحدة، النفس الواحدة، وبالتالي فكل ذلك يتطلب أولا وقبل كل شىء المحبة، وفي تتمة القطعة المذكورة يشدد على التواضع، الأهتمام بالآخرين كاهتمامنا بنفوسنا ثم أنكار الذات حتى الموت لأجل المسيح. “فكر المسيح” هو الفكر الذي يأتي بالمجد للمسيح وليس المقصود هو أن نفكّر بنفس الطريقة، فقد خلقنا الرب بتنوّع جميل ورائع، وقد نختلف بالرأي في الأمور غير الجوهرية من ناحية الأيمان، ويجدر أن تأتي بنا الى الحوار الشرعي بمحبة وقبول الآخر، فها نحن نرى بولس وبرنابا يختلفان في أمر أخذ مرقس معهما للخدمة، حتى أدّى بهما الأمر ألى الأفتراق ولكن بهدف خدمة السيد (أع 15 : 36 – 41). فشعار بولس وبرنابا كان: “نتفرق لنخدم” وليس “نخدم لنتفرق” وشتّان ما بين هذا وذاك.

هناك عمودان أساسيان للمحافظة على وحدتنا في المسيح: معرفة الكلمة والأمتلاء بالروح القدس، ففقدان أو نقص واحد من هؤلاء قد يفقدنا فهم الأمور الروحية بشكل صحيح وبالتالي للضلالة والأنشقاق، فقد وبّخ الرب الصدوقيين أنهم يضلون لعدم معرفة الكتب، أي كلمة الله، ولا قوة الله، أي الروح القدس، ونعلم كم هي صعبة عواقب الضلالة الروحية، مثال آخر لشقاق ناتج عن عدم المعرفة للكلمة وضعف روحي نراه في الجدل الذي حدث في الجمع عن هوية المسيح في أنجيل يوحنا أص 7 ع 40 – 43، فبالعض قال أنه نبي، البعض الآخر قال أنه المسيح ومجموعة أخرى قالت أن المسيح ينبغي أن يأتي من بيت لحم وليس من الجليل، “فحدث أنشقاق في الجمع لسببه”، وما هذا الشقاق ألا بسبب عدم الأمتلاء من معرفة الكلمة وقوة الله، فنلاحظ أن كل المجموعات المذكورة تكلمت بمعلومات صحيحة عن المسيح ولكن ليست كاملة، فهو بالحقيقة النبي الآتي الى العالم ولكن ليس فقط نبي، وهو المسيح الذي تكلمت عنه النبوءات وهو الذي ولد في بيت لحم اليهودية وهو أيضا الذي تربى وعاش في الناصرة أي في الجليل، ولكن لسبب عدم معرفة شاملة لكلمة الله لم يدركوا أن كل ما قالوه عن المسيح صحيح ولسبب عدم أمتلائهم من قوة الله انشقوا وافترقوا.

أن موضوع الوحدة لأمر مقدس، الذي يدخلنا ألى حضرة الأب والأبن ويجعلنا واحد بالمسيح، وبالتالي فهو “شغل أبليس الشاغل” الذي يريد أن يضرب وحدة المؤمنين في الكنيسة الخاصة والعامة، كيف لا والرب يحذر بطرس قائلا:” سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى أيمانك وأنت متى رجعت ثبّت أخوتك” (لوقا 22 : 31).

أن عكس الوحدة هو الشقاق، والرسول بولس يخبرنا أن الشقاق هو من أعمال الجسد (غلاطيه 5 : 20)، والشقاق يجلب الضعف لجسد المسيح وللكنيسة، وهذا ما يريده الشيطان.

أخي وأختي العزيزين، أذا كان الرب يسوع قد صلى وأوصى قبيل الصليب لأجل وحدة تلاميذه القريبين والبعيدين فلنأخذ الأمر بغاية من الأهمية والجدية، فلنتوحد ولنتكتل بقوة، ليكن لنا فكر المسيح، فكر المحبة والتواضع والعطاء، ولنتمم كل ذلك بأتحادنا وثباتنا بالمسيح ربنا، بمعرفة كلمته والأمتلاء من روحه القدوس في كل حين فندحر بذلك أعمال أبليس

Treason – خيانه

في أجواء موت المسيح وقيامته وقبيل صلب المسيح ببضعة أيام نرى الأحداث تتسارع نحو صلب الرب، منها وربما أهمها حادثة خيانة يهوذا الأسخريوطي وتسليمه للمسيح. كثيرا ما نسمع المقولة “لقمة العيش”، أما بالنسبة ليهوذا فقد كانت هذه “لقمة الموت”، “فبعد اللقمة دخله الشيطان”، هكذا يخبرنا الوحي بأنجيل يوحنا 13 : 27، تلك اللقمة التي غمسها رب المجد بذاته وأطعمه أياها على مائدة العشاء الأخير، وكانت هذه عادة آنذاك فيها يتم أختيار “الضيف المكرًّم” في أي وليمة بهذه الطريقة، فكم بالحري اذا تم أختيار هذا الضيف على يد الرب نفسه …

لقد عرض الرب بهذا التكريم فرصة يهوذا الأخيرة للتوبة، ولكن ما أقسى قلب يهوذا، فلربما اعتبر هذا الأكرام نقطة ضعف عند الرب أو ربما خوف أو حتى تملق، ولكن على أي حال فقد أضاع يهوذا فرصة حياته، فتحولت لقمة التكريم للحياة والتوبة ألى لقمة الوت للهلاك، الموت ليهوذا والموت ليسوع، ولكن شتّان ما بين موت هذا وموت ذاك … (من فضلك أقرأ عقاب يهوذا في سفر المزامير 69 : 22 – 28).

أن يهوذا الأسخريوطي الذي اختاره الرب كواحد من تلاميذه الأثني عشر لم يسلم الرب “صدفة” ولم تكن تلك نزوة عبرت عليه للحظات ومضت، أنما كانت تلك نتيجة خطايا كامنة في قلبه، رافقته عبر كل فترة اتباعه للمسيح، ونرى ذلك في أنجيل يوحنا أص 12 ع 6، حيث يقول عنه الوحي أنه كان سارقا وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يلقى فيه …

ما أصعب قلب هذا الأنسان، الذي عاشر المسيح، رافقه، أكل معه، سمع كلامه الجميل ذي السلطان، عاين معجزاته بدءا بالشفاء من الأمراض العسيرة وحتى أقامة الموتى وما ألى ذلك من عجائب لا تعد ولا تحصى، وبالرغم من كل هذا “فقد ألقى الشيطان في قلب يهوذاأن يسلمه” (يوحنا 13 : 2)، فيسوع “علم مسلّمه” لذلك قال لتلاميذه “لستم كلكم طاهرين” (يوحنا 13 : 11).

ما أصعب هذه الخيانة وما أرهب عقابها، حتى أن الرب تمنى لو أن ذلك الرجل لم يولد (متى 26 : 24، مرقس أصحاح 14 ع 21)، فقد كان وبأ الخيانة رابض في قلب يهوذا بدءا بالسرقة والنهب طيلة فترة اتباعه للمسيح خاتما بتسليم الرب على الرغم من الفرص التي عرضها بل ووهبها له يسوع للتوبة، ألا أن يهوذا استنزف كل الفرص ولم يتب عن خطيته. كم يذكّرنا هذا المشهد بحادثة قتل قايين لأخيه هابيل، التي بدأت بالحسد الذي دب في قلب قايين ضد أخيه بعد قبول الرب ذبيحة هابيل ورفضه لذبيحة قايين، فأتاه الله وقال: “لماذا اغتظت ولماذا سقط وجهك، أن أحسنت أفلا رفع وأن لم تحسن ففي الباب خطية رابضة وأليك اشتياقها وانت تسود عليها” (تكوين 4 : 4 – 7)، ولكن وللأسف فلم يرتدع قايين من تنبيه الله “فقام على هابيل أخيه وقتله” (تك 4 : 8)، فقد ربضت في قلب قايين خطية الحسد القاتلة (أنظر من فضلك 1 يوحنا 3 : 15) وألهنا الصالح أله الفرص والتنبيهات منح قايين فرصة للتوبة، ألا أن اشتياق قايين وتعطّشه للقتل غلب عليه بمحض اختياره كما غلبت كذلك خطية الأستهانة بالبكورية في قلب عيسو بأرادته، فباعها ليعقوب بأكلة عدس، “ولمّا أراد أن يرث البركة رفض، أذ لم يجد للتوبة مكانا، مع أنه طلبها بدموع” (عبرانيين 12 : 17).

نشدد ونؤكد أن يهوذا لم يكن مسيّرا في تسليم الرب، أذ كان لديه السلطة أن يسود على خطيته كما قرأنا عن قايين أعلاه (تك 4 : 7 “… وأنت تسود عليها”)، بالأضافة لفرص التوبة التي قدمها له رب المجد، والتي ضرب بها يهوذا عرض الحائط وهكذا حكم بالموت على نفسه بأرادته. لقد عرف يسوع مسلّمه كما ذكرنا، بل ولقبه بالشيطان (يو 6 : 70) وقال عنه “الآكل معي … رفع عليّ عقبه” وكانت تلك أيضا أحدى نبوات العهد القديم (مر 14 : 18، مزمور 41 : 9) كما وقال يسوع “يد الذي يسلمني معي على المائدة” (لو 22 : 21)، وهناك آيات أخرى من العهد القديم كانت قد تنبأت بخيانة يهوذا ليسوع (أنظر مثلا سفر أيوب أصحاح 19 ع 19، مز 55 : 20 – 21، أرميا 20 : 10 …).

كلمة “لقمة” تذكّرنا بمائدة طعام التي من الجدير والطبيعي أن تدل على شركة محبة وألفة بين الجالسين حول تلك المائدة (أنظر مثلا مز 23 : 5 “ترتب قدامي مائدة تجاه مضايقيّ”) ولكن ولشدة الأسف فمن مائدة العشاء الأخير صعدت خيانة رهيبة. أن من أصعب الحروب التي يشنها عدو الخير على كنيسة الرب هي الحرب من الداخل، فبالرغم من عظمة الرومان وسلطة وتأثير اليهود في أيام المسيح، لم يستطع كل هؤلاء ألقاء الأيدي على يسوع ألا بعد أن تمت الخيانة من قبل واحد من أقرب أتباع المسيح – واحد من تلاميذه الأثني عشر، والأصعب من ذلك أن يهوذا حاول ولآخر لحظة أخفاء خيانته بتقبيله ليسوع “ساعة التسليم”، تلك القبلة التي كانت بمثابة التحية التقليدية بين الأخوة وعلامة السلام أستخدمها يهوذا كعلامة سيف وقتل ضد يسوع (لوقا أص 22 ع 48)، فبدل من أن تكون قبلة السلام تحولت لقبلة الموت.

الرسول يوحنا يقول بوحي الروح في مطلع أنجيله عن يسوع: “ألى خاصته جاء وخاصته لم تقبله” (يوحنا أصحاح 1 ع 11)، فيسوع لم يرفض ويقاوم فقط من اليهود أنما أسلم من أحد أتباعه المقربين، حتى أسمه “يهوذا” يدل على عظم خيانته، فيسوع هو “الخارج من سبط يهوذا”. يسوع المسيح ربنا حوّل قبلة الموت ألى قبلة السلام، ومن لقمة الموت أعطانا حياة، لقمة الموت لموت يهوذا وأمثاله ولقمة الحياة لحياة يسوع وأتباعه، فلا حياة بدون موت، فلا يمكن أن حبة الحنطة تعيش أذا لم تمت أولا (يو 12 : 24)، “فشكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته بالمسيح كل حين ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان، لأننا رائحة المسيح الذكية لله في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون، لهؤلاء رائحة موت لموت ولأولئك رائحة حياة لحياة” – 2 كو 2 : 14 – 16

riches of his grace – غنى نعمته

النعمة الغنية

النعمة ..

هذه الكلمة العذبة التى تحمل فى طياتها أخباراً مفرحة جداً إلي قلوب الحزاني والمتضايقين والمهمومين والمثقلين بالذنوب ..
فالنعمة تُعلن لهم أن الله يُحبُّهم بلا حدود .. يُحبُّهم فضلاً ، برغم عدم استحقاقهم ..
إنها موسيقي الوحى المريحة جداً ، التى تنساب إلي القلوب بتعزيات حقيقية تُناسب كل احتياج ..
إنها النعمة الغنية .. إنها إعلان السماء المدهش .. أن الله يغفر الذنوب ، ويُفَرِّح الحزاني ، ويزيل الهموم ، ويُحَوِّل اللعنة إلي بركة .. يُنقذ من الموت ، ويقود إلي المجد .. مجاناً .. مجاناً .. مجاناً ..
النعمة .. الكلمة التى أحَبَّها جداً الكارز العظيم بولس حتي أنه كان يبدأ ويختم رسائله بها .. لقد أفاض بالحديث عنها كثيراً ..
النعمة .. الموضوع الهام للغاية الذى شغَل الأناجيل الأربعة ، ولاسيما الإنجيل الثالث الذى كتبه لوقا .. فهو الإنجيل الذى يُبْرِز علي نحو خاص ، حنان الرب العجيب المتجه للتعابي والمحرومين.. للضعفاء والمساكين ومنكسرى القلوب .. للذين يفتشون عن الراحة ولا يجدونها ..
بولس ولوقا ، هما أكثر اثنين استخدمهما الوحى للحديث المستفيض عن النعمة .. النعمة الغنية ..
لقد كانا رفيقى سفر ورحيل من بلد إلي آخر ، ينشران الأخبار السارة ، ويقودان النفوس إلي معرفة يسوع ، ويعلنان النعمة .. أن الله يحب الجميع ويفتح أحضانه لكل من يشتاق إلي الراحة ونوال الغفران ..
كانا ، بولس ولوقا ، رفيقى كرازة النعمة والمجد ، فخصصهما روح الله ليكونا أيضاً رفيقين فى الكتابة ، وبإسهاب عن النعمة وغني مجدها ..
وقـاد الروح القـدس بولس ليشرح للخطاة والمؤمنين كلاهما معاً ، ما هى النعمـة ، وما هو احتياج كل منهما إليها .. وقَدَّمَ الرسول بولس النعمـة للفاجـر .. أعلن أنهـا تُبرِّره ( رو 3: 24 ) ، وتُخلّصه من العبودية ( رو 6: 14 ، أف 2: 8 ) .. كما قدَّم الرسول النعمة للمؤمن ، فهى التى تقويه ( 2تيمو 2: 1 ) ، وتُثَبِّت قلبه ( عب 13: 9 ) ، وهى التى تكفيـه لمواجهـة كل ظـرف طـارئ ( 2كو 12: 9 ) ، والتى تعلمه بالحب أن ينكر الفجور والشهوات العالمية ( تى 2: 11 ، 12) ..
أما لوقا فقد أعطاه الروح القدس أن يشرح لنا مجد النعمة بقصص حيّة محسوسة من حياة مليكنا الرب يسوع وهو علي الأرض ، فقد فاضت حياته بالنعمة الغنية .. كان مملؤاً بالنعمة فأعطي لمؤمنيه نعمة فوق نعمة ( يو 1: 16 ) ..
إننا نقرأ فى إنجيل لوقا أربع قصص عظيمة تشرح النعمة ، لم تذكرها الأناجيل الثلاثة الأُخري ..
• قصتان من أحداث الرب الحقيقية ..
• وقصتان من الأمثلة التى قَصَّها الرب علينا ..
إن كل قصة لها حديثها الخاص عن النعمة .. والقصص الأربع تُقَدِّم معاً صورة متكاملة عن النعمة العظيمة التى يمتعنا بها « إله كل نعمة » ( 1بط 5: 10 ) ..
أبى السماوى ، إله كل نعمة ..
اعمل فيَّ بروحك الآن ..
المس ذهنى وكذا قلبى..
المسهما بحديثك لى عن النعمة ..
كى يدركا عمل النعمة ..
ومجد النعمة ..
وغني النعمة ..
وفيض النعمة ..
وكفاية النعمة ..

القصة الأُولي

يقول إنجيل لوقا فى الأصحاح السابع :
« وسأله [ أى سأل الرب ] واحد من الفريسيين أن يأكل معه فدخل بيت الفريسى واتكأ . وإذا امرأة فى المدينة كانت خاطئة إذ علمت .. جاءت بقارورة طيب ووقفت عند قدميه من ورائه باكية وابتدأت تبلّ قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر رأسها وتُقَبِّل وتدهنهما بالطيب ..
فلما رأي الفريسى الذى دعاه ذلك تكلّم فى نفسه قائلاً لو كان هذا نبياً لَعَلِمَ من هذه الأمرأة التى تلمسه وما هى . إنها خاطئة . فأجاب يسوع وقال له يا سمعان عندى شىء أقوله لك . فقال قُل يا مُعَلِّم . كان لمُداين مديونان . علي الواحد خمسمئة دينار وعلي الآخر خمسون . وإذ لم يكن لهما ما يوفيان سامحهما جميعاً . فقُل . أيهما يكون أكثر حباً له .
فأجاب سمعان وقال أظن الذى سامحه بالأكثر . فقال له بالصواب حكمت … الذى يُغْفـَر له قليـل يُحِبُّ قليلاً . ثم قال لها [ للمرأة ] مغفورة لكِ خطـاياكِ … إيمـانك قد خلَّصَـكِ . اذهــبى بســلام » ( لو 7 : 36 ـ 50 )
أيها الحبيب ، هذه القصة تُحَدِّثك عن النعمة .. إنها تقول لك حقائق هامة ..

1 ـ الرب لا يرفضك مهما كانت حالتك

تأمل ، لم يَصُدّ الرب المرأة الخاطئة علي الرغم من أنها أتت إليه بلا موعد سابق ، ووضعته فى موقف المُلام من سمعان الفريسى .. لقد كانت معروفة فى كل مدينتها بحياة الخطية التى تعيشها .. لم يكن أحد يجرؤ أن يقبلها علانية ، وكم جَرَحَ هذا مشاعرها بقسوة!! فكم هو جارح جداً أن يشعر الإنسان بأنه مرفوض من الآخرين وليس من شخص يحبه حباً خالصاً ..
ياللنعمة الغنية .. الرب يُرَحِّب بها ، يتركها تقترب منه ، تُقَبِّل قدميه .. يغمرها بحبه النقى.. يغفر خطاياها .. يقودها لحياة جديدة مختلفة ..
هذه هى النعمة .. الرب يُرَحِّب بك ، مهما كانت آثامك وشرورك .. هو يدعوك تعال إلىَّ .. وأنا أُريحك..
تأمل أيضاً ما قاله الرب لسـمعان « إذ لم يكن لهما ما يوفيان سامحهما جميعاً » ( لو 7 : 42 ) ..
الذى عليه خمسون ديناراً فقط ، ليس له ما يوفى به .. إنه عاجز تمامـاً مثـل الذى عليـه خمسـمئة ( أى عشرة أضعافه ) .. هذه هى حالة أى إنسان لم يتمتع بعد بالغفران .. فمهما تهذبت طباعه، وارتقت أخلاقياته ، وسَمَتْ مبادئه، فهو لا يمتلك ما يُسـدد به ديون خطـاياه حتي ولو كانت قليلة .. حتي ولو كانت واحدة فقط ..
فأُجرة الخطية ، أية خطية هى موت ( رو 6: 23 ) ..
لكن شكراً للنعمة الغنية التى تفاضلت جداً .. فالرب يسوع يُجيب قائلاً « إذ لم يكن لهما ما يوفيان سامحهما جميعاً » ( لو 7: 42 ) ..
أيها القارئ الحبيب ، تعال أنت أيضاً مثلما أتت هذه المرأة الخاطئة .. تعال إليه بكل قلبك .. ارتمى عند قدميه .. سيقبلك .. قُل له ليس لى أن أُسدد ديونى .. سيُسامحك عن كل آثامك .. فقد سَدَّدَ عنك الثمن كاملاً عندما مات بديلاً عنك ..
إنها النعمة الغنية ..
لقد كان لهذه المرأة إيمان بأن الرب يسوع يُحبُّها ولن يرفضها .. سيُسامحها .. سيُغير حياتها ..
لقد سمعت هذه المرأة خبر الإنجيل المُفرح أن الرب « مُحب العشارين والخطاة ، ( لو 7: 34) .. يغفر خطاياهم ، يُحررهم من قيودهم ، يشفيهم من أمراضهم..
لقد سمعت وانشغلت بما سمعته، فدخلت هذه الأخبار السارة إلي قلبها وهيمنت عليه ، وخلقت فيه إيماناً .. ثقة فى النعمة الغافرة.. إنها نعمة غنية أن الرب يقبل كل الذين يضعون ثقتهم فى كفارته.. تعال إليه .. اعترف بكل شىء .. لن يرفضك مهما كانت حالتك .. سيُسامحك ، وسيغسلك بالدم لتصير أبيض من الثلج ..
لقد قال لها « إيمانك قد خَلَّصَك ».. لقد خَلَّصَها من الإحساس المدمر بالذنب ،، لقد أراحها تماماً ، غمرها بالحب الذى يشفى الأعماق .. لقد عادت مختلفة ، ويالها من كلمات سمعتها « اذهبى بسلام » ..
تعال أنت أيضاً إلي الرب، وستسمع نفس الكلمات .. ستذهب من أمامه مملؤاً بالسلام.. إنها النعمة الغنية ..

2 ـ ويُدخلك دائرة الحب

قال الرب لسمعان « وإذ لم يكن لهما ما يوفيان [ كلاهما الذى عليه خمسون ديناراً والآخر الذى عليه خمسمئة ] سامحهما جميعاً . فَقُل أيهما يكون أكثر حباً له . فأجاب سمعان أظن الذى سامحه بالأكثر . فقال له بالصواب حكمت» ( لو 7 24 ـ 34 ) ..
لقد شعرت المرأة أن الرب غفر لها كثيراً لذلك لم يكن فى مقدورها إلا أن تحبه كثيراً .. فهذا ما يحدث دائماً ، تشتعل قلوب الخطاة بحب نارى لِمَنْ غَفَرَ لهم .. كل قطرة دم سالت من أجلهم يرونها ثمينة جداً جداً فى عينيهم ، وكافية لأن تجعلهم يبغضون الخطية ..
النعمة الغنية تجعلهم يحبون الرب بكل كيانهم ، وما أسمي هذه الحياة !! أن نلتصق بالرب الذى أحبنا بلا حدود ، ونعيش معه فى الحب ..
أيها الحبيب ، هل تعرف كم يُحبُّك الرب ؟ هل تعلم اختبارياً ما هى النعمة الغنية ؟
تعال إليه ليُمتعك بغفرانه الكامل .. وستعلم كم يحبك ..

القصة الثانية

القصة الثانية هى مَثَلْ السامرى الصالح ( لو 10: 25ـ 37) .. والمَثَل يحكى لنا عن شخص سافر فى الطريق الخاطئ .. تَرَكَ أُورشليم ( المدينة التى ترمز للسماء [ عب 12: 22 ] ) ونزل فى الطريق إلـي أريحـا [ المدينة التى ترمز إلي عالم الإثم والواقعة تحت اللعنة ( يش 6: 26 ) ] .. فماذا حَدَثَ له ؟.. « وقع بين لصوص فعروه وجرحوه ومضوا وتركوه بين حي وميت » ( لو 10: 30 ) ..
هذه هى النتيجة الحتمية لكل شخص يترك الرب ويتجه إلي دوائر الإثم .. سيأتى اللصوص ( قوي الظلمة ) ويسلبون منه السلام والراحة والقوة والبركة ، ويتركونه يعانى مِثلَ شخص بين حى وميت..
وماذا فى هذا المثل عن النعمة الغنية ؟
لقد رأي اثنان هذا المتروك بين حى وميت ، كاهن ولاوى .. لكنهما أغلقا أحشاءهما عنه ، تجـاهلاه تماماً .. وأتي ثالث وكان سامرياً « جاء إليه ولما رآه تحـنن فتَقَـدَّم وضـَمَّدَ جراحـاته وصبَّ عليها زيتاً وخمراً وأركبه علي دابته وأتي به إلي فندق واعتني به .. أخرج دينارين وأعطاهما لصاحب الفندق وقال له اعـتن به » ( لو 10: 33 ـ 35 ) ..
لا ، لن يتجاهلك الرب أبداً إذا رآك منكسراً لأنك سرت فى الطريق الخاطئ .. لا ، لن يتجاهلك الرب لأنك اتخذت قراراً مُضراً دون استشارته .. لا ، لن يتجاهلك لأنك انكسرت بسبب انبهارك بأضواء الخطية الخادعة ..
إن قلبه مملؤ بالحنان ، ياللنعمة الغنية !! حين يراك مُحتاجاً يأتى إليك، يتحنن عليك .. جروحك تُحَرِّك قلبه .. سيتحرك نحوك فى حب بالغ .. يتقدم نحوك ليُضَمَّد جروحك ..
ليس غيره يفعل ذلك ، يتعامل مع جروحك بحنان بالغ .. يَصُبّ عليها زيت روحه الشافى ، وخمر محبته المُفرح ..
وماذا فعل أيضاً ؟.. لقد أركبه علي دابته .. والمعني رائع جداً ، إنها دابته الخاصة .. أيها الحبيب ، الرب يأتى لكى يُعطيك قوته الخاصة لكى تسير بها عائداً إلي بيت الآب ..
إبليس لن يقدر أن يقاوم رجوعك .. إنها النعمة المنتصرة ..
وسيسَلَّمك الرب إلي صاحب الفندق ،. وسيُعطيه دينارين وسيقول له « اعتن به » ..
إنها حقاً « نعمة فوق نعمة » .. الرب يُسَلِّمك إلي الروح القدس لكى يعتنى بك بالدينارين .. أى بأسفار العهدين القديم والجديد .. أى بكلمته الحيّة والفعالة التى تبنيك ( أع 20: 32) ، وتُغَذّيك ( عب 5: 14 )، وتجعلك حاراً فى الروح ( لو 24: 32) ..
لقد داوي الرب جروحك .. والآن يقودك بروحه مستخدماً كلمته..
إذا تجاوبت مع أول عمل للنعمة معك فلن تتركك ، إنها نعمة كافية ( 2كو 12: 9 ) ، ستسير معك من الألف إلي الياء ، وستصنع معك العجائب فضلاً ، مُسَدَّدة كل احتياجاتك ..
فى القصة الأُولي رأينا النعمة الغافرة .. وفى هذه القصة نري النعمة التى تعتنى بنا أكثر جداً مما نطلب أو نفتكر ..

القصة الثالثة

هى من الأصحاح الخامس عشر .. إنها قصة الابن الضال ، القصة الشهيرة التى تمتلئ وتفيض بالنعمة ..
وأية نعمة ؟!.. فالأب يجرى لكى يُعانق ابنه العائد متناسياً كل ما صنع .. لقد تَنَكَّرَ الابن له وازدري به .. بَذَّرَ أمواله فى طريق الإثم ، وجعله عرضة لهزء الشامتين وسخرية الحاقدين ..
لكنها النعمة الغنية التى تُعطى غير المستحقين .. لقد نسي الأب كل الماضى ..
إنه حُب الآب السماوى لى ولك أيها القارئ .. أى ترحيب يقابلك به حينما تعود إليه !! ينسي كل ما فعلته ، لا يعود يري خطاياك ، لن يعاقبك ..
وتتقدم بنا القصة لتُرينا جانباً آخراً مجيداً من جوانب النعمة الغنية .. فالأب لا يكتفى بالصفح والترحاب الحار لابنه بل يأمر عبيده أخرجوا الحُلَّة الأُولي وألبسوه .. وقدّموا العجل المُسَمَّن واذبحوه فنأكل ونفرح » ( لو 15: 22 ـ 23) ..
الأب يأكل ( أى يشبع ) .. ويفرح ، بسبب عودة ابنه ..
لقد جعلتنا النعمة موضع شِبَع وفَرَح قلب الآب السماوى ..
تأمل ، لقد قال « أخرجوا الحُلَّة الأُولي وألبسوه » .. كان يريد أن يري ابنه جميلاً ، رائع المنظر .. هذا ما تفعله النعمة الغنية ، تُلبسنا الرب يسوع .. نصير « فى الرب يسوع » ( 2كو 5: 21 ) ..
تأمل ، لقد قال الكتاب إنها الحُلّة الأُولـي .. لمـاذا الأُولي ؟ لأنه لا يوجـد ما هو أعظم من الرب يسـوع .. هو «ثياب الخـلاص .. ورداء البر » ( إش 61: 10) ..
الآب يرانا فى ابنه يسوع .. يرانا فى جمال وكمال ابنه الخاص الذى يحجب نقائصنا وعيوبنا .. يرانا هكذا فيفرح جداً بنا ..
ياللنعمة الغنية ، القدير يُسرُّ بنا « الرب إلهك .. يبتهج بك فرحاً . يسكت [ أى يستريح ] فى محبته [ لك ] . يبتهــج بـك بتـــرنم » (صف 3: 17 ) ..
إنها النعمة الغنية التى تجعلنا نحن الخطاة نُشبع قلب الآب السماوى بعودتنا إليه وبعشرتنا معه ..

القصة الرابعة

سجلها لنا القديس لوقا فى الأصحاح الثالث والعشرين .. هنا ترتقى بنا النعمة إلي قممها العالية ، فالنعمة هنا لا نراها تُقَدَّم إلي شخص عرّوه اللصوص وتركوه بين حي وميت كما فى القصة الثانية بل إلي لِصّ من هؤلاء اللصوص ..
بكل تأكيد كانت تنطبق علي هذا اللص كلمات الرب فى القصة الأُولي أن عليه دين بخمسمئة ( وليس خمسين ) دينار .. ولكن لأنه لم يكن له ما يوفي به ، سامحه الرب مجاناً .. لقد طَرَحَ إثمه فى أعماق البحر ( ميخا 7: 19 ) ..
لقد اعترف اللص بأنه مجرم يستحق الموت صلباً ( لو 23: 42 ).. كان أقصي ما يطمع فيه أن يذكره الرب عندما يأتى فى ملكوته ، فقال له « اذكرنى يارب متي جئت فى ملكوتك » ( لو23: 42 ) ..
والآن أنظر استجابة النعمة الغنية .. لم يقل الرب سأذكرك .. بل ستكون معى ، ولم يقل له إن هذا سيحدث فى المستقبل عندما يأتى فى ملكوته بل قال له اليوم .. اليوم سوف تقفز من محنة الصلب وظُلمة الهاوية إلي المجد .. إلي الفردوس .. اليوم تكون معى ..
إلا تعجب معى لهذه القفزة الهائلة !! لكنها النعمة الغنية التى تُقيم المسكين من التراب والبائس من المزبلة ( مز 113: 7 ) لتُمَلِّكَهُ « كرسى المجد » ( 2صم 2: 8 ) ..
إنها النعمة الغنية التى تجعلك دائماً مع الرب يسوع .. دائماً تتمتع بالمجد ..
• فى القصة الأُولي ، رأينا النعمة التى تغفر الذنوب..
• وفى الثانية ، كانت النعمة التى تعتنى بك كل الاعتناء ..
• وفى الثالثة ، كانت النعمة التى تجعلك تُفرح قلب الآب ..
• وفى الرابعة ، النعمة الغنية التى ترفعك لتكون مع الرب يسوع كل الوقت.. تسير معه من مجد إلي مجد ..
سيدى ..
كم أشكرك ..
كم أشكر نعمتك الغنية ..
فلولا النعمة ما كان لنا إيمان أو رجاء ..
ولانعدم منا كل فرح وسلام ..
ولظللنا فى ظلال الموت ، تطيح بنا أعاصير الحياة ..
كم أشكر نعمتك الغنية التى تهمس فى أذنى مع شروق كل شمس لتقول لى ..
يسوع أحبك ويحبك..
افرح .. هو معك اليوم، ليعتنى بك ..

the Love that changes everything – الحب الذي يغير كل شيء

حب يغير كل شىء

« التلميذ الذى كـان يسوع يحبه .. »
يا لها من آية فى الكتاب المقدس تحوى لك ما هو ثمين للغاية ..
كم كانت كلماتها محببة جداً عند القديس يوحنا ، ولذا كثيراً ما وصف ذاته بها ..
تأمل معى إن الآية ليست هى « التلميذ الذى يحب يسوع » .. لماذا ؟ ببساطة لأن الرسول لم يكن ليستطيع أن يعتمد علي حبه هو لسيده ..
وهناك دليـل علي هذا ، لقد حاول بطرس أن يعتمد علي صدق مشاعره ، فماذا كانت النتيجة ، كانت الظروف أقسي وأشد مما كان يتصور .. فى البداية وعد الرب أن يثبت وقال له: « ان شـك الجميـع فأنا لا أشـك » ( مر ١٤ : ٢٩ ) .. لكن ماذا حدث؟ لقد انكره أمام جارية ..
لا تعتمد علي حبك أنت لسيدك بل ارتكن بكل ما تملك علي حبه العظيم لك ..
آه لو وثقت أنه يحبك جداً ، واعتمدت علي هذا الحب فإن كل شىء سيتغير فى حياتك ، وبقدر ما تنحصر فى حب الله لك بقدر ما ينمو قلبك فى حبه فنحن فعلاً « نحبه لأنه هو أحبنا أولاً » ( ١يو ٤: ١٩ ) ..
وقد تقول لى اننى أعرف جيداً أن يسوع يحبنى .. فقد تعلمت هذا منذ نعومة أظافرى .. حسناً ، ولكن هيا إلي النقطة التالية ، إلي النتيجة الطبيعية لهذه المعرفة .. هل حقاً أنت مشغول بهذا الحب ؟!
حُب الرب لك ليس كأى حب آخر ، إن فيه قوة جبارة جعلت آباءنا يقبلون آلام الموت أثناء الاستشهاد .. فهل تلامست مع هذه القوة .. قوة حبه ؟
هيا ضع اسمك بكل ثقـة بدلاً من كلمة « التلميذ »  فى هذه الآية الذهبية .
«التلميــذ الــذى يسـوع يحبه .. »
اعتمـد عليها كمـا أعتمـد الرسول يوحنا وعش بها وستري أن كل شىء سيتبدل .. ستتغير من « مجد إلي مجد » ومن « قوة إلي قوة » .
آه أيهــا الــرب يســوع ..
أريد أن أخـتبر قـوة حبك لى ..
حب يسوع لك أقوي من قساوتك 
مهما كنت قاسياً وقد رفضت دعوته لك مراراً ، فسيظل يدعوك .. سيواصل قرعاته المستمرة علي باب قلبك دون ملل ..
مهما كانت الخطية حبيبة لقلبك والشهوات تستعبدك ولازلت تتجاهل دعوته .. هو لن ييأس منك أبداً ، لماذا ؟ لأنه يحبك ..
إن قلبه يتألم بشدة من قساوتك .. هذه ليست تصورات من خيال البشر عن مشاعر الله نحوك ، لكنها الحقيقة التى يعلنها الكتاب فى أكثر من موضع .
إنه لا يريدك أن تهلك بسبب الخطية التى أجرتها الموت بل أن تحيا معه ليمتعك بحبه ..
حب الرب حب عجيب بالفعل .. حب مُصرّ إصراراً بلا حدود علي انتشالك إلي المجد .. إنه يناديك أفلا تسمع ؟!
إن نيران محبته ستظل دوماً مشتعلة ، ولن تقوي انهار كراهيتنا وتجاهلنا له أن تخمــد لهيبهــا .. « مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة والسيول لا تغمرها» ( نش ٨ : ٧ ) .
كم من سيول حاولت أن تنقص من حبه لنا لكنها لم تستطع .. لأن هذه هي طبيعته.. الحب .
انظر إلي الجلجثة .. لقد اجتاحتها فيضانات رهيبه من البغضه .. مؤامرات رؤساء الكهنه.. كبرياء الرومان .. جهل الشعب .. سيول غامره .. لكن انظر وداعة المصلوب وحبه ..
لقد انتصرت طبيعته ..
ولم تتوقف لحظة واحدة نبضات حبه الأبدى .. ولم تمنعه قسوة العذاب عن أن ينشغل بنفس مرفوضة من الجميع .. نفس لص منبوذ .. انشغل بها .. ليقودها إلي الفردوس ..
اله لا يشاء موت الخاطى .. مهما كان ماضيه مظلماً .. صُلِب لكى تكون له حياة ..
يبسط يديه داعياً « تعالوا الىَّ يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال وأنا أريحكم » ( مت ١١ : ٢٨ ) .
حب يسـوع لك أقوي من آثامك
فى بداية علاقة الرسول يوحنا ( أحد التلاميذ الإثني عشر ) بالرب يسوع سمع المعمدان يشهد للحق الثمين « هـوذا حمـل الله الذى يحمل خطية العالم » ( يو ١: ٢٩ ) .. لكنه بالتأكيد لم يفهم الكلمات جيداً حتي جاءت الساعة الحاسمة ووقف فى الجلجثة تحت الصليب .. هناك عرف حب الرب له بابعاد لم يدركها من قبل ..
رأي الدماء تنزف من كل موضع من جسد سيده المثخن بالجراح ، آثار جلدات وحشية وشوك حاد ومسامير نافذة بلا رحمة ..
عــرف أن يسـوع يمــوت مكانه ، وأن هذه الآلام كانت ستقع عليه ، لكن الرب رضي أن يكون بديلاً عنه ..
لقد أخطأ يوحنا من قبل وعقوبة أية خطية الموت ، لكن يسوع فى حب عجيب لا يعرفه العالم قَبِلَ أن يموت عوضاً عنه لكى يحيا هو .
فهم الرسول يوحنا أن دماء يسوع أثقل من كل خطاياه وأنها فعلاً تطهر الضمير ، وترفع عقوبة الموت ..
أيها الرب يسوع ..
اعطنى قلباً يفيض بالشكر لك ..
يشكــــرك لأجل الصليب ..
لقد مت بدلاً عنى ..
مت لتُعطنى الحياة..
مت لتحررنى ..
فلتكن حياتى .. كل حياتى تسبحة شكر لحبك ..
وماذا عن عبوية الخطية ، وعدم القدرة علي التحرر منها؟؟ حب الرب هو أيضاً العلاج .. ثق فيما أتمَّه الرب علي الصليب ، لقد انهي تماماً علي قوة الخطية ولم تعد لها أى سلطة علي كل من يتحـد به .. وها هو وعد الكتاب « الخطيــــة لن تســـــودكم » ( رو ٦: ١٤ ) ..

آه .. أيها الكرمة الحقيقية ..
كم أشتاق أن يدوم ثباتى فيك .. لكى أحمل لك كل حين ثماراً كثيرة .. ثماراً لمجدك ..
ثماراً تُشبع قلبك ..
تمتع بحبه .. أثبت فيه ستختبر القوة شيئاً ملموساً فى داخلك ، انه يدعوك أن تتحد به فى سر القوة « خذوا كلوا هذا هو جسدى .. خذوا إشربوا هذا هو دمى » ..
أليس التقدم لمائدة الرب وليمة حب لا توصف .. وقوة تُقتني .. أطلب عمل روحه فى داخلك دائماً وستشدو مع الرسول « يعظم انتصارنا بالذى أحبنا » ( رو ٨: ٣٧)..
حب الرب يسوع أقوي من الظروف المعاكسة
فعلاً حب يسوع يكفى لمواجهة أى حدث ، وهذا ما اختبره كل من وضع ثقته فيه .. لكننا كثيراً ما لا نري هذا ، والسبب أننا نلجأ للحلول البشرية دون أن نلقى رجاءنا بالكامل عليه ..
حين وثق بطرس فى حب يسوع له استطاع أن يسير علي المياه ، ولكن ما أن تحولت عيناه عن مخلّصه والتفت إلي الأمواج المضطربة حتي بدأ فى الغرق ..
ولكن حين صرخ « يارب نجنى ..» ( مت ١٤: ٣٠ ) وجد حالاً يد الحبيب تمتد إلي يده العاجزة وتنتشله من الغرق ..
نعم من يركز علي حب يسوع له ، سيري فى الظروف المعاكسة والمشاكل المستعصية شيئاً جديداً .. هل ستكون قاسية كالنار التى تلتهم كل شىء ؟ ليكن ! فنيران الأتون المحميّ سبعة أضعاف لم تستطع أن تفعل شيئاً مع الثلاث فتية .. فقط حلت قيودهم !! ..
وقد تبدو الظروف كالسجن بلا منفذ للخروج ، ولكن السجن تحول مع الرسولين بولس وسيلا إلي مكان للتسبيح .
يا صديقى حين تداهمك ظروف قاسية وحين تبدأ فى الاضطراب والقلق .. رجاء لا تتلفت حولك ، لا تعطى أُذناً لكلمات إبليس المزعجة .. انظر إلي فوق وثق أن اليد التى تدير الكون كله هى نفس اليد التى ثقبت من أجلك علامة علي حب لا يتغير نحوك ..
هى نفسها ستجعل كل الأشياء تعمل معاً لخيرك .
أصرخ له وقل يارب أريد أن أؤمن أن أياً كان ما يحدث لن يضرنى شىء .. سيدى أتوسل إليك « أعن عدم إيمانى » ( مر ٩: ٢٤ ) .
إلهك حنون جداً ولا يستحيل عليه شىء ..
وكل الذين تمسكوا به فرحوا فى كل حين .
تذكر دائماً أن حبه :
أقوي من يأسك ..
أقوي من آثامك ..
أقوي من مشاكلك ..
الرب « يحبك » .

the power that the world does not have it – القوة التي لا يمتلكها العالم

 قوة لا يمتلكها العالم

فكر معي ..   هل يقدر قادة العالم مجتمعين , بكل جنودهم وعتادهم ان يدخلوا فاجرا واحدا الى السماء ؟!!

                 وهل يستطيعون ان يجعلوا قلبا سودتة الخطية ابيضا, اكثر من الثلج ؟!!

                 وهل ينجحون فى اخراج الارواح الشريرة من اى انسان تسكن فية ؟؟

      لا..لا..كل قوى العالم تقف عاجزة تماما امام هذة الامور ..                      نعم , النفوس الخاطئة لن تدخل السماء والقلوب السوداء لن تتغير والارواح الشريرة لن تطرد باية قوة بشرية مهما كانت ..بل بقوة أخرىلامثيل لها.. قوة تفوق امكانيات البشر والملائكة , هى قوة دم الرب  يسوع ..                       قارئي الحبيب دعنى فى هذا الكتيب ألذذ ذهنك وقلبك بحديث عن هذة القوة العجيبة المقدمة لنا ..             دعنى احدثك باختصار عن دم الرب يسوع.. الدم القوى..الثمين.. المحبوب للغاية..

     ابى السماوى اتوسل اليك ان تستخدم كلمات هذا الكتيب لكىتعرف بها الكثيرين , قوة دم ابنك..لكىيختبروها فى حياتهم..لكى يغلبوا بها الخطية ويهزموا ابليس وجنودة ويضعوهم مسحوقين تحت الاقدام..

ينبوع مفتوح ..

حدثنا زكريا النبى فى واحدة من نبواتة عن ينبوع يغسل النفوس من خطاياها ونجاساتها.. “فى ذلك اليوم يكون ينبوعا مفتوحا لبيت داود ولسكان اورشليم للخطية وللنجاسة ] زك13:1[ .

            لقد كان يتكلم عن ينبوع الدم الالهى الذى تفجر فوق الجلجثة ..                                          كان يتنبا عن الينبوع الثمين الذى انفتح بجلدات وحشية ومسامير قاسية واشواك حادة وحربة ثاقبة..

كان يتنبا عن الينبوع العظيم الذى سيظل مفتوحا الى نهاية الزمن ..

كان يتنبا عن الرب يسوع للدماء المطهرة .

             تامل معى من اين تدفقت منة ..

     * ثقوب المسامير الحادة فى اليدين والقدمين .

    * جروح اكليل الشوك الغائرة فى الراس .

    * اما ظهرة فقد فتحة الجلدات الوحشية التى انهالت علية .. لقد جاد بالسوط الرومانى الرهيب ,حبال تنتهى بكرات من المعدن او العظم..والذين جلدوة كم كانوا قساة القلب لايعرفون الشفقة بسبب كثرة الحروب التى دخلوا فيها .. لقد ذكر لنا العديد من المؤرخين ان الكثير من المتهمين كانوا بالفعل يموتون اثناء الجلد ..

        لقد وصف الرب بنفسة ما حدث لة قائلا “على ظهرى حرث الحراث “..]مز3:129[

          حراث يحرثون ظهرة كالارض التى تحرث!!..نعم فلقد انهال الجنود الرومان بجلداتهمالوحشية على جسدة العارى وهو منحنى براسة كخروف وديع على عمود قصير قيدوة بة ..

       كل هذا من اجلى ومن اجلك ..يقول لنا الرسول بطرس “الذى بجلدتة شفيتم “]1بط25:4[.. انظر الرسول لا يقول بجلداتة بالجمع بل بجلدتة بالمفرد .. يالدقة الوحى فى الوصف .. فجروح السياط كانت عديدة جدا ,الا انها لكثرتها قد تداخلت معا حتى صارت كما لو كانت اثر جلدة واحدة غضت كل منطقة الظهر..  لقد سالت الدماء من كل مكان فى جسمة ,لقد صار الرب ينبوعا مفتوحا لكل من ان يغتسل من خطاياة.   لقد تحدث العهد القديم عن القوة العجيبة التى لهذا الدم بصور رمزية كثيرة.. اطلب من اللة ان يمتعك معى بالتامل فى بعض منها .

اولا : الدم على الابواب

   كلمة اللة تعلن ان “اجرة الخطيةهى موت “]رو23:6[ ..لقد شرحت لنا هذة الحقيقة فى قصة خروج الشعب من ارض مصر ..فقداعلن اللة وقتها انة سيقتل الابن البكر لكل بيت اما البيت الذى سيرش بابة بدماء خروف مذبوح فهذا ان يقترب الية الموت..    فى العهد القديم كانت كلمة اللة تحكم على كل انسان فى الوجود بالموت بسبب الخطية ولكن الرب يسوع فى حبة العجيب رضى ان يموت بدلا من الجميع “اللة بين محبتة لنا لانة ونحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا “]8:5[  .  مات الرب بدلا منى واعطانى دمة لكى احتمى خلفة فلا اموت وياتى العدل الالهى الى فيرى الدم فلا يطالب بهلاكى .. الدم يقول لة ان الرب قد وفى كل ديونى .. قد عوقب مكانى ..قد مات بدلا منى ..

          ايها القارى.. هل تؤمن بهذة الحقيقة التى يعلنها الوحى..هل تؤمن بقوة هذا الدم الذى يحمى من الهلاك؟.. الايمان مهم للغاية فالكتاب يقول”بدون ايمان لايمكن ارضاؤة” ]عب6:11 [ .

       انتبة..  اية خطية لم تغفر تحرم الانسان من السماء وتلقية فى البحيرة لمتقدة بالنار والكبريت.. ولكن شكرا شكرا لمن قدم حياتة لاجلنا فان دمة يطهر من كل خطية ..ويقول القديس يوحنا”ان سلكنا فى النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح ابنة يطهرنا من كل خطية .. ان اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل حتى يغفر لنا خطابانا ويطهرنا من كل اثم “]1يو 9,7:1[.

    ترى هل تتمتع بدم يسوع المسيح الغافر.. هل تتمتع بغفران الجطايا انظر معى كيف يسبح ميخا النبى اللة.. انظر معى ماذا يقول لة : “من هو مثلك غافر الاثم وصافح عن الذنب ..   يسر بالرافة  يعود يرحمنا .. يدوس اثامنا وتطرح فى اعماق البحر جميع خطاياهم ” ] ميخا 19,18:7[ هل تعلم ان المحيط يصير مظلما تماما بعد ان نهبط عشرات قليلة من الامتار تحت سطحة , ثم هل تعلم ان اعماق مياهة قد تتجاوز فى بعض الاماكن العشرة كليو مترات .. فكر معى كيف اذا انة امر مستحيل تماما لعيوننا ان ترى شيئا فى اعماق البحر.. ياللنعمة الغنية فهكذا يفعل اللة بالخطايا التى يغفرها بدمة.. يطرحها فى اعماق البحر .. لايعود يراها.. لايعوديذكرها..

     دم يحمى

الم تكن دماء الخروف التى على باب البيت تحمى الابن البكر من الموت.. نعم ونحن ايضا حينما نتغطى بدم الرب يسوع نحمى انفسنا من الهلاك كما نحمى انفسنا من ايذاء ابليس.

انظر الكتاب يعلن بوضوح هذة الحقيقة الثمينة”وهم (اى المؤمنون)غلبوة (غلبوا ابليس)بدم الخروف ]رؤ11:12[…الدم يحمينا, ولكن ليس انفسنا فقط بل كل ما نصنعة بالايمان تحتة, يحمية من ايذاء مملكة الظلمة..  تامل كيف ان الدماء التى رشت على ابواب البيوت لم تحم من الموت ابكار البشر فقط بل ايضا ابكار الحيوانات.. ضع كل خططك واعمالك بالايمان تحت حماية الدم الالهى حتى لاتقترب لها الارواح الشريرة .. دم المسيح يحمى.. وليضع الاباء والامهات اطفالهم الصغار بالايمان اسفل مظلة الدم المقتدرة حتى يمتعوهم بالحماية من هجوم مملكة الظلمة .

    ربى يسوع ..اعطينى ان ارى دائما دمك الثمين .. يغطينى ويمتعنى بالحماية فلا اخاف من ابليس ..بل اثق انة هو الذى يخاف منى ويهرب من امامى

ثانيا : الدم فى قدس الاقداس

فى النقطة السابقة راينا الدم على الابواب للحماية وها نحن نرى الدم داخل قدس الاقداس للقبول.. فى يوم الكفارة كان رئيس الكهنة يدخل الى قدس الاقداس حاملا الدم فى يدة . يرشة فوق غطاء تابوت العهد.

هل تعرف انة بدون هذا الدم لم يكن لرئيس الكهنة حق الدخول الى قدس الاقداس ….                               والى ماذا يرمز قدس الاقداس ؟ ..الى السماء , وعن ماذا يتحدث تابوت العهد ؟ عن عرش اللة.. وماهو المعنى ؟لن يقدر اى شخص ان يتقدم الى عرش النعمة ليتحدث مع اللة ويتمتع بالشركة معة بدون الدم ..

يقول الرسول بولس :”لنا ثقة بالدخول الى الاقداس بدم يسوع “ ]عب19:1.[ ..فما اثمن هذا الدم ,عندما نحتمى بة نقدر ان نتكلم مع اللة كاب , بدالة وبدون خوف..

نعم لن يقبل اللة اية تقدمة مادية من انسان مهما ارتفعت قيمتهل او اى عمل منة مهما عظم ان لم يكن هو اولا قد احتمى بدم المسيح وتمتع بغفران خطاياة.. تذكر ان اللة لم ينظر الى قرابيم قايين لانة لم يحتمى بالدم..

    اعظم دم يسوع  اعظم دم الحمل الذى بلا عيب لانة بة استطيع ان ادخل الى اقداس السماء لاتحدث مع ابى الالة بدالة وبدون خوف.. اتحدث معة فاجد رحمة ,وانال نعمة عونا فى حينة ..

ثالثا : الدم على الابرص الذى شفى

هذة صورة ثالثة من العهد القديم تتحدث لنا بطريقة رمزية عن قوة الدم فى تقديس الانسان.

البرص يرمز فى الكتاب المقدس الى الخطية ..فالخطية كالبرص خطيرة جدا..مرضيقضى على كل شى جميل فى الانسان وفى التهاية يدمرة تماما .. والاصحاح 14 من سفر اللاويين يتحدث عن طقس شفاء الابرص.. الاعداد من (1) الى (7) تتحدث عن تطهيرة من المرض..اما بعد ذلك فيكمل الوحى حديثة عنة ولكن دون ان يطلق عليةابرص,لقد شفى الاانة لايزال يحتاج الى تنقية ولذا فانة كان يعود الى الكاهن بعد سبعة ايام..كيف ؟ الم تغفر خطاياة؟ ..نعم فقد”كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد “.. نعم لقد عاد تائبا معترفا بما فعل نعم لقد محا اللة كل ذنوبة , لكنة مع هذا فهو يحتاج الى تنقية اعمق حتى يتحرر من اثار الماضى ويتعمق تكريسة للة..من الذى ينقية؟وباى شى؟يجيبنا الرسول بولس قلئلا “يسوع.. لكى يقدس الشعب بدم نفسة تالم” ]عب12:12[ .   الرب يسوع هو الذى يقدس التائب وهو يقدسة بدمة ..كيف؟لنتامل ما كان يتم مع الابرص بعد شفائة..

   “ياخذ الكاهن من دم ذبيحة الاثم ويجعل على شحمة اذن المتطهر اليمنى وعلى ابهام يدة اليمنى وعلى ابهام رجلة اليمنى على دم ذبيحة الاثم “]لا17:14[ .. لماذا يركز الوحى على الجهة اليمنى ؟.. اليمين فى الكتاب المقدس هو دائما رمز للجهة التى يعضدها اللة .. ثق انك لن تكن ابدا بعيدا عن عونة اذا تمسكت بدمة الثمين.والنص السابق يشرح لنا التقديس فى اربعة امور محددة..دم على الاذن,دم على اليد,دم على القدم,زيت بعد ذلك على هذة الاماكن..

  (1)الدم يوضع على الاذن.. الاذن هى احد مداخل الذهن ..فلدم الرب قوةان يقدس اذهاننا.. انظر الى اكليل الشةك الذى وضعة الجنود فوق راسة ليسخروا منة ..لم يكن حلقة دائرية بل كان طاقية غطت كل راسة من اعلى.. لقد ضفرت من شوك مدبب انغرس فى جلدة ,احدث لة الاما قاسية زادت على نحو كبير عندما ضربة الجنود بالقصبة على راسة ]مت3.,29:27[  اة ,ايها القارى اىحب احبك بة الرب حتى احتمل كل هذه العذاب من اجلك ..لقد قبل فى راسة هذا الشوك المؤلم..كان يقبل بدلا من البشر الالام التى تحدثها الافكار والخيالات الضارة التى يوذى بها ابليس رؤوسهم..لقد قبل الامهم وسال دمة الثمين منتصرا عليها. لذا افرح..فالرب يريد ان يغطى دائما راسك بدمة الواقى..لقد اشتراها بدمة فصارت ملكا لة,ولهذا ام يعد لابليس اى سلطان عليها..لقد تحمل الرب بالشوك كل متاعب ذهنك ليعطيك سلامة ونقاوة افكارة.. تمسك بالدم الثمين والتفت الى ابليس وانتهرة بكل حزم رافضا جميع افكارة التى تتعلق بالنجاسة او بالخوف او التشتيت او الشك او التى تحمل اتهامات كاذبة او تسبب صراعات عنيفة داخل ذهنك,قاوم ابليس معلنا انك مفدى بالدم ..قاومة وستتمتع بذهن مقدس للة..

    (2) الدم يةضع على اليد

اليد فى الكتاب المقدس ترمز للعمل(لو62:9) لقد انسكبت دماء غزيرة من يدى الرب عندما غرسوا فبهما المسمارين الحادين ..ثمينة تقدس ايادينا.. دماء ثمينة تحول كل اعمالنا الروحية كالصوم والخدمة والتوبة الى ذبائح يقبلها الاب السماوى..ذبائح تفرح قلبة..لنمعن النظر فى الدم الثمين ,ولنثق ان الرب قد اشترانا بة ..لم نعد لانفسنا..لقد صارت يدا كل منا ملكا لة وصارت اعمالنا بة معمولة .

             صديقى ..اذاارد ابليس انيلوث اعمالك بخطاياك المظلمة وان عزم ان يفيد خدمتك , انتهرة سريعا معلنا ان يديك قد صارتا بالدم الثمين ملكا لملك الملوك ..يدين جديدتين مكرسين لة.. يدين لقتال العدو “مبارك الرب صخرتى الذى يعلم يدى القتال واصابعى الحرب”(مز1:144) .

 

(3) والدم يوضع على القدم

لقد سمرت قدما الرب وسالت منهما الدماء الغالية لنحرر اقدامنا من السلوك بحسب الانسان العتيق (الانانية والشهوة والبغضة ..الخ ) سالت لتقدس سيرها مع الاب السماوى..      اة ايها الحبيب فى كل مرة تنقطع شركتك مع الاب , بسبب خطية فعلتها رجاء اطل النظر فى الدم المسفوك الغافر رافعا قلبك للرب بصلاة ارميا الصدقة “توبنى فاتوب “ (ار18:31).. اعترف بما ارتكبت وثق ان دم الرب يطهر الضمير وينقى القلب ويعيد الشركة مع الاب ..ثق ان دم الرب يحفظ القدمين مكرستين لة

 

 

(4) الزيت فوق الدم

كان الكاهن يضع الزيت فقط فوق الاعضاء التى وضع عليها الدم من قبل ..نعم حيث لايوجد دم لن يكون هناك زيت .. الزيت رمز للروح القدس .. فلن يعمل فينا روح اللة .. لن يشعل قلوبنا بحب الرب يسوع ..لن يملانا بغيرة لربح النفوس ..لن يعطينا النصرة على ميول الانسان العتيق , لن ننال كل هذا قبل ان نثق اننا قد اشترينا للة بالدم الثمين ..

     ثق فى حمالة الدم لك واطلب عمل الروح القدس .. ستتمتع بالزيت على اذنك ويدك وقدمك .. سيقدس الروح كل كيانك : سيجدد ذهنك , سيغمرة بالسلام .. وسيملا اعمالك وخدمتك بقوة غير عادية ..وسيغنى مسيرتك بتعزياتة الفائقة وافراحة المشبعة ..

رابعا:الدم على الكتاب

                    هذة صورة رابعة لقوة الدم يقدمها لنا العهد القديم .. يقول الرسول بولس شارحا “لان موسى اخذ دم العجول والتيوس ..ورش الكتاب نفسة وجميع الشعب قائلا هذا هو دم العهد الذى اوصاكم بة” ] عب 9: 19-2.[-هنا تظهر قوة الدم .. لقد ربط الدم الشعب باللة وبوصاياة (الكتاب)..  وفى العهد الجديد عندما قدم الرب حياتة للتلاميذ قال لهم “هذا هو دمى الذى للعهد الجديد الذى يسفك لاجل كثيرين “] مر24:14[.

   نعم فى كل مرة نتقدم الى مائدة الحب لنتناول دم الرب لنتناول الحياة فنحن نوكد تمتعنا بالعهد الجديد مع اللة .. الدم الثمين هو الذى ربطنا باللة بهذا العهد ..واى عهد ؟!

الرسول بولس يلخصة لنا قائلا “هذا هو العهد يقول الرب اجعل نواميسى فى قلوبهم واكتبها فى اذهانهم ولن اذكر خطاياهم وتعدياهم فى ما بعد ]  عب 1.: 16-17 [ اة يالة من عهد .. قلب جديد لنا يحب وصايا اللة , لقد صارت  الخطية هى الامر العارض..وذهن جديد يفكر تلقائيا بحسب مقاصد اللة .. وضمير جديد يتمتع بسلام حقيقى لان كل الخطايا مغفورة..    صديقى افرح .. افرح جدا فى كل مرة نتقدم لنشرب هذا الدم .. دم العهد الجديد ..فما اعظم هذا العهد لقد تسجلت كل تفاصيلة فى الكتاب المقدس ولاسيما فى اسفار العهد الجديد .. هل تقدر ان تفصل صفحاتة عن دم الرب كلا ,ستتحول الى كلمات ميتة خالية من الحياة ..لان دم الرب هو الحياة..        اة ايها الحبيب ..ان دم يسوع فوق كل صفحة من كتابك المقدس.. يملاة بالحياة ..بفيض الحياة ..انة فوق كل اية كتبت قية .. فوق كل وعد .. نعم لا يوجد وعد واحد فى الكتاب الا وفد لمستة دماء الرب الثمينة,لتضمن لنا تحقيقة ..لقد دفع الرب ثمن تنفيذ كل وعود الكتاب .. دفع دمة الذى لايقدر بثمن ,وفى اخر اصحاح من العهد الجديد وقع بامضائة على ما جاء كاتبا “انا يسوع “] رؤ 16:22[  نعم هو يضمن تحقق كل وعد فى كتابة لكل من يحيا لة ,متمسكا بقوة دمة.

    دم يحمى .. دم يدخلنى الى الاقداس .. دم ينقينى ..دم يعطينى حياة .. دم يضمن تحقيق كل وعد لى فى الكتاب ..          نعم انا اؤمن بقوة الدم ..                                                                    فهل تؤمن انت ايضا …. هل … ؟

you are the one that my heart loves – أنت من تحبه نفسي

هو من تحبه نفسى

أتيت لتكون لهم أفضل (يو 10:10)

لا ، ليست العلاقة مع الرب يسوع كأى علاقة اّخرى ..

إن أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها من السماء .. إنها تمتع بالمجد ..

فالرب يسوع ليس كأى شخص اّخر أيا كان .. إنه مختلف تماما عن كل الذين عرفهم العالم ..

هو للذين عرفوه بحق ، أحلى ما فى حياتهم وأعظم مافى وجودهم ..

لا .. لا مثيل لحبه ..

لا .. لا مثيل لعنايته ..

لا .. لا مثيل للذة التلامس معه ..

وأنت.. كن صادقا مع نفسك ، هل تتمتع بهذه العلاقة ؟ .. هل تحظى بحبه العظيم ، وعنايته الفائقة ؟ .. هل لك حوار مشبع معه كل يوم !! هل تتمتع بالمجد ..

أيها القارئ الحبيب ، دعنى فى هذا الكتيب احدثك عن جانب هام جدا من جوانب هذه العلاقة الخاصة التى يجب أن تكون بينك وبين الرب يسوع ..

دعنى أحدثك عن الجانب العرسى ..

لقد صور الكتاب المقدس العلاقة بين الرب والمؤمن الحقيقى بالعلاقة بين العريس والعروس ..

نعم ، الرب يريد أن يكون له علاقة خاصة جدا جدا بك ..علاقة حب حار ، علاقة حب عميق متبادل ..

فهو العريس الذى يشبع قلبك بحبه العجيب ..

وهو العريس الذى يعوضك عن أى شئ اّخر ، معه لا تشعر بالوحدة ، وتنسى الهموم والاتعاب ، وتمتلئ بالثقة والرجاء ..

ما أحلى رفقته .. وما الذ الحديث معه ..

سر معه .. سيشبعك .. سيعطيك من ملئه  “نعمة فوق نعمة”

(يو16:1) .. وسيسدد كل احتياجاتك ..

من مثله ، عريس يعينك فى الصعاب مهما كانت قسوتها .. يحول ” اللعنة إلى بركة ” (تث 5:23) ويخرج لك ” من الجافى حلاوة” (قض 14:14) .

من مثله ، عريس يحرر من القيود الثقيلة ويشفى من الأمراض المستعصية ويفرح القلب ، ويجعل كل شئ فى الحياة يعمل لخيرك !!

هو حبيبك الأول فهل تقول له صادقا ” أنا لحبيبى .. وحبيبى لى ” (نش 3:6) ..

هل تمتعت به كعريس لك .. إنها المعجزة الأولى فى حياتك ..

المعجزة الأولى :

والآن اقرأ معى هذا الجزء الهام من انجيل يوحنا .. “هذه بداية الآيات فعلها يسوع فى قانا الجليل وأظهر مجده ” (يو 11:2) ..

هذا الجزء يتحدث عن معجزة تحويل الماء إلى خمر ..

ولتدقق معى النظر .. إن اسم البلدة “ قانا ” مشتق من كلمة عبرية تعنى يقتنى الشئ عن طريق الشراء ..

وإن كلمة “اّية ” فى أصلها اليونانى تعنى معجزة لها مغزى ..

وإن الخمر (الغير مسكر) الذى تحول إليه الماء وملأ الأجران .. هو اشارة إلى الفرح الفائض المتدفق (مز 15:104، قض 13:9).

ما معنى كل هذا ؟ ..

معجزة تحويل الماء إلى خمر فى عرس قانا الجليل هى أول المعجزات لأنها تشير إلى المعجزة الأولى التى تحدث مع كل مؤمن حقيقى والتى لا تعلو فوقها معجزة اّخرى .. هى معجزة تمتع المؤمن بالرب يسوع عريس له .. عريسا يعطى خمرا جيدا فائضا ، يعطى فرحا متدفقا لا يعرفه العالم .. عريسا يلمس الماء ، أى شئ نضعه فى يديه فيحوله إلى خمر .. إلى مصدر فرح ..

خذ المسيح عريسا لك ، وبكل تأكيد سيلمس بيده الرقيقة دموع فشلك ويأسك ، واحساسك بالعجز وبأن حياتك بلا جدوى .. سيلمسها لمسة حب وشفاء لتتحول إلى دموع فرح .. فرح .. فرح لم تذقه من قبل .. إنها المعجزة الأولى فى حياة المؤمن أن يتمتع بالرب يسوع العريس الذى اقتناه بالشراء ( معنى اسم قانا ) ..

وما هو الثمن الذى دفعه ؟ ..

ياللنعمة الغنية !! لقد دفع حياته .. لقد سفك دمه .. لكى يشتريك عروسا له ..

ياللنعمة الغنية !! .. كما لو كان هو هذا التاجر الثرى الذى مضى وباع كل ما يمتلكه لكى يشترى بالثمن لؤلؤة واحدة غالية جدا .. هى أنت !!

أيها الحبيب ، هيا تمتع معى بالصور البديعة الرائعة التى قدمها لنا الوحى ليشرح بالتتابع ابتداء من أول سفر التكوين جوانب هذه العلاقة التى لم تكن لتخطر على قلب أحد .. أنا هو العروس والرب ملك الملوك ورب الارباب هو العريس ..

 

1- صورة اّدم وحواء :

المثال الأول .. لقد اوقع الله على اّدم سباتا عميقا ثم أخذ منه واحدا من أضلاعه ، وكون من هذا الضلع حواء .. قدمه عروسا لآدم ..

هنا نرى رمزا جميلا .. السبات رمز لرقاد الرب فى القبر .. لقد تألم الرب ومات لكى تصير أنت عروسا له .. هل تصدق هذا؟!! .. مات لا لتكون فقط عروسا بل لتكون له عروسا مميزة ، من لحمه ، ومن عظامه (تك 32:2 ، أف 15:14:2) !! عروسا لمعونته (تك 20:2) !! هل تصدق أيضا هذا ؟ !! اّه ، لاتضاع الرب العجيب .. يريدك عروسا تعينه ، تحمل حبه وحريته وشفاءه لكثيرين وكثيرين ..

2- إبراهيم وسارة :

سارة تحدثنا عن العروس التى انجبت بعد سنوات طويلة من العقم .. لقد صارت أما بعد أن كانت عاقرا لنحو تسعين سنه !! وأما لشعب الله (غلا 26:4) ..

أيها الحبيب ، مهما كان ماضى حياتك بلا ثمر لمجد الله ، وان طال عقمك زمنا طويلا مثل سارة ، فهوذا الآن يوم خلاص ” (2كو 2:6) ، يوم خلاص من العقم .. نعم الوقت قد اّتى ، ها هو الرب يسوع يرحب بك عروسا له ، ليجعلك مثمرا ..

لن تظل عقيما ، استسلم لقيادة العريس .. التصق به وسيجعلك تأتى بكثيرين إلى المجد .. وها هو الوعد الألهى يسكب فى قلبك فيضا من التعزيات ..

” ترنمى أيتها العاقر التى لم تلد ..

أشيدى بالترنم ..

أوسعى مكان خيمتك ..

لا تمسكى !!

لأنك تمتدين إلى اليمين وإلى اليسار ..

لاتخافى لأنك لا تخزين ، ولا تخجلى لأنك لا تستحين ..

فإنك تنسين خزى صباك وعار ترملك لا تذكرينه بعد .. ” (إش-1:54-4

3- إسحق ورفقه :

اقرأ القصة كاملة فى أصحاح 24 من سفر التكوين .. لقد قام اليعازر الدمشقى باحضار رفقه إلى إسحق .. لقد سار بها مسافات طويلة عبر صحراء قاحلة .. لقد اعدها لتكون عروسا لاسحق ..

ما المعنى ؟ !

لاحظ فى هذا الأصحاح ، الوحى لا يذكر اسم اليعازر.. لماذا ؟ .. لانه يشير إلى عمل الروح القدس الذى يختفى وراء الاحداث والعظات وخدام العمل الفردى .. الذى يختفى لكنه يعمل لكى يدفعك دفعا إلى الرب يسوع .. الذى يتحدث إلى قلبك بالحاح لكى تأتى إلى الرب .. الذى يمسك بيدك لكى يعبر بك صحارى اليأس ومحبة العالم ليسلمك عروسا للرب ..إنه الروح القدس الذى بيكتك على الخطية .. لا لتيأس وتستسلم للفشل بل لتعطيه أن يسرع بك إلى احضان الرب الدافئة .. لتأتى نادما ومعترفا فيغسلك الرب بدمه فتبيض أكثر من الثلج ..

والرب مثل إسحق يقف فى الحقل متطلعا (تك 63:24) منتظرا مجيئك ، لكى يدخلك إلى حجاله .. ويمتعك بحبه ..

4- يعقوب وراحيل :

كم قطع يعقوب من مسافات طويلة لكى يبلغ إلى مكان راحيل .. وهناك اشتغل بكل جدية لكى يقبل ابوها أن يعطيها له .. لقد عمل سبع سنين ثم سبع سنين اّخرى قال عنها هو بنفسه “كنت فى النهار ياكلنى الحر وفى الليل الجليد .. وطار نومة من عينى ” (تك 40:31) .

لكن انظر معى هذا التعليق ذات المغزى الحلو الذى يضيفه لنا الوحى .. “فخدم يعقوب براحيل سبع سنين . وكانت فى عينيهكأيام قليلة بسبب محبته لها ” (تك 20:29) .

يالحبك المذهل أيها الرب يسوع (يعقوب الحقيقى ) .. لقد احتملت اضعاف اضعاف  ما احتمله يعقوب من أجل راحيل عروسته .. لكن كم كان تعبك قليلا جدا فى عينيك بسبب حبك لى ..

اّه ، كم أنا مديون لك ..

كم أنا مديون لمحبتك ..

أنا لك .. ولك

أعطى كل قلبى ..

 

5- يوسف وأسنات :

أسنات  كانت غربية (من جنس اّخر ) ، لكن يوسف ارتبط بها فى وقت كان هو مرفوضا من اخوته ..

أيها الحبيب .. كثيرون الآن يرفضون الرب يسوع .. كثيرون من الذين لهم الحياة الروحية الشكلية يرفضونه عريسا ، لا يعطونه الكل ، يكتفون باعطائه القليل من الوقت أو المال ليغطوا به برودة قلوبهم فى الحب .. وكثيرون يرفضون سلطانه علانية ، ويحتقرون وصاياه ، ويزدرون بنعمته وحبه ..

كن أنت مختلفا .. كن مثل أسنات .. مهما كان ماضى حياتك مظلما .. مهما كان احتقارك لنفسك لما صدر منك ، تذكر أسنات لقد كانت لتعزية يوسف على الرغم من أنها كانت فى ماضى حياتها مستعبدة لأوثان مصر .. إنها النعمة الغنية التى تعطيك برغم كل الماضى أن تكون مصدر شبع لقلب الرب يسوع .. مصدر شبع لقلبه .. بتوبتك ، باصرارك عل الالتصاق به والشهادة له ..

نعم يمكنك إن جاز التعبير أن تكون عروس الرب الذى تعوضه عن رفض الكثيرين له ، هل سمعت كلمات الوحى التى تؤكد هذا “يبتهج ( الرب ) بك (بنفسك) فرحا ، يسكت (يستريح) فى محبته (لك) .. يبتهج بك (بنفسك) بترنم ، (صف 17:3) .. “كفرح العريس بالعروس يفرح بك إلهك ” (إش 5:62) .

 

6- موسى والمرأة الكوشية :

ياللتناقض ، موسى نبى الله قائد شعبه ، يتزوج بأمراة  كوشية سوداء اللون !! ..

مرة اّخرى اقول إنها النعمة الغنية التى ترفع النفس من التراب ..من المزبلة لكى تملكها كرسى المجد ( 1 صم 8:2 ) ..

النعمة الغنية لا ترى سوادك ، نعم بإمكانك أن تقول ” أنا سوداء وجميلة ” (نش 5:1) .. نعم أنت جميل جدا فى عينة الرب لأنه احبك جدا ..

لم يعبأ موسى بنقد أخيه وأخته وإعتراضهما على إرتباطه بالكوشية ( عد 1:12) .. لم يتراجع .. أيها الحبيب ، وعود الرب لك هىبلا ندامة .. لا تلتفت إلى كلمات الآخرين غير المشجعة ..

ثق أنه إختارك عروسا له .. ولن يتراجع أبدا عن إختياره ..

7- راعوث وبوعز :

ونأتى إلى مثالنا الأخير ..

راعوث تتحدث عن النفس التى تصر على أن تكون عروسا للرب .. كم تكلمنا قصتها عن الاصرار .. الاصرار هو الوجه الثانى للايمان ..

تأمل راعوث .. اصرت أن تترك الماضى ، أن تنكر لالهتها القديمة .. أصرت أن تترك مكان الخطية وأن تأتى مع نعمى إلى شعب الله .

أصرت أن تأتى برغم محاولات نعمى فى منعها وبالرغم من أن ما سمعته منها كان يلقى باليأس إلى قلبها .. لكنها أصرت ..

وبعدما أتت اصرت أن تتمتع بثمار أرض الموعد .. وظلت تلتقط وراء الحصادين فى حقل بوعز من الصباح إلى المساء .. كانت مصرة أن تأخذ من يد الله ..

تأمل أيضا ، إنها لم تكتفى بهذا .. لم تكتفى بأن تأخذ من الثمار المتروكة فى حقل بوعز .. عرفت من كلمة الله أنها من الممكن أن تصير عروسا له .. كان هو ثانى ولى لها وكان الناموس يقر أن من حقها أن تتزوجه لو رفض الولى الأول ، ولو أراد هو ..

يالثقة راعوث .. يا لقوة إيمانها ، يا لاصرارها ، لم تنظر إلى انها ارملة معدمة فقيرة ، لم تنظر إلى أصلها أنها مواّبيه من بلاد الخطية .. ولم تتراجع بسبب فكرة أن بوعز الولى الثانى غنى جدا ورجل معروف وكيف يقبل أن يكون عريسا لها ..

لم تكتف بعطايا بوعز ، ارادته هو ..

هذا هو الايمان الحقيقى للمؤمن الحقيقى .. لا يريد عطايا من الرب يسوع بل يريد الرب نفسه .. يصر أن يلتصق به ليصير معه روحا واحدا (1كو 17:6) ..

كم يفرح الرب يسوع بالنفوس التى تفعل مثل راعوث ، تتشبث بهكعريس .. تريده هو ، على الرغم من هزائمها السابقة وحالتها السيئة ..

كم يفرح الرب بالنفوس التى تريده هو قبل عطاياه .. كم يفرح بالنفوس التى تثق أن حبه لها أعظم من حالتها ، وأن نعمته ستعالج كل شئ ..

إن معنى اسم بوعز هو ” فيه قوة ” ..

الرب يسوع هو بوعز الحقيقى الذى فيه كل القوة الكافيه   لتحريرك من اختبارات الفشل .. إن فيه الأشباع لاحتياجاتك .. الذى يعوضك عن أيام مواّب التى أكلها الجراد .. تعال إليه حالا .. افتح قلبك له .. سلمه قيادتك .. اقبله عريسا لك ، ولن تظل فى الضعف والهوان .. ستتغير ، نعم ستتغير بالكامل ، وستصير حياتك الجديدة شاهدا حيا للرب الذى يصنع العجائب ..

أيها القارئ ..

لا تتردد أن تعطى حياتك للرب يسوع .. اعطه كل شئ كما تعطى العروس ذاتها وكل ما تمتلك لعريسها ..

وستحيا حياة المجد .. وستمتلئ بالمجد .. وستشع بالمجد ، لأن عريسك هو ” رب المجد ” (يع 1:2).

نعم ستتمتع بالمجد ، ستكون “إكليل جمال بيد الرب وتاجا ملكيا بكف إلهك ” (إش 3:62).

تنبأ هوشع عن العلاقة بين الرب والمؤمن الحقيقى فقال ” يكون فى ذلك اليوم يقول الرب أنك تدعيننى رجلى

ولا تدعيننى بعد بعلى (           ) ” (هو 16:2).(ishi (

 

إن كلا من كلمتى “رجل” و “بعل” كانتا تطلقان على العريس ، فلماذا التغيير من “بعلى إلى “رجلى ” ؟ ..

كلمة “بعلى ” تعنى ربى أو سيدى وهى تشير إلى طاعة وخضوع العروس للعريس ..

بينما كلمة ” رجلى ” تعود بنا إلى أساس العلاقة بين أدم وحواء “لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدا واحدا ” (تك 24:2) .. إن تعبير رجل هنا يتحدث عن الشركة الحقيقية والارتباط الكامل بين العريس والعروس ..

نعم ، النفس التى اتخذت الرب عريسا لها ستخضع له فى كل شئ ، لكن الأمر لن يكون خضوعا يخلو من المشاعر ..

كلا إنه خضوع النفس التى تحب عريسها ، ومن حبها له مهما قدمت له لا تشعر أنها فعلت شيئا .. دائما ترى عمله هو لأجلها لا عملها هى لأجله .. إنها دائما مأسورة بحبه ..

إنها شركة الحب والوحدة .. تسير النفس مع عريسها الرب وتلتصق به فتتمتع بما تمتع به تلميذى عمواس حينما سارا معه ، لقد التهبا قلباهما بكلماته (لو 24).

اّه أى عريس هو ..

يلهب قلبك بكلماته ..

يقدم لك جسده ودمه لتثبت فيه وهو فيك ..

أى عريس هو ..

حمل اّثامك ليعطيك بره ..

وحمل أحزانك ليغمرك بسلامه وفرحه ..

وحمل أوجاعك ليعطيك شفاءه وحريته ..

أى عريس هو ..

يسدد احتياجاتك .. كل احتياجاتك ..

هو راحتك المؤكدة ، وسلامك الدائم ..

ثرى هل تقبل دعوته ؟ ..

هل تقبله عريسا لك ..

وهل تقول عنه .. هو “من تحبه نفسى ” (نش 4:3).

the greatest books – أعظم الكتب

أعظم الكتب .. 

أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل (يو 10:10)

 

ما أعظم الكتاب المقدس ..

أليس هو إعلان الله عن نفسه ؟ أليس هو رسالته الشخصية لكل منا ؟

إقرأ معى آخر صفحة من الكتاب المقدس وركز معى فى هذه العبارة التى جاءت بها   ” أنا يسوع كوكب الصبح المنير (رؤ 16:22) .. “

وكأن الرب فى نهاية كتابه يوقع بإسمه الغالى .. وكأنه يقول لكل منا :

هذا الكتاب هو كتابى الخاص : إنه يحوى كلماتى الغالية ووعودى العظيمة .. إننى أحبك بلا حدود ولذا فقد قدمته لك مجانا ..

صديقى .. هل أنت فعلا ترى أن الكتاب المقدس هو من أعظم عطايا الله لك ؟

دعنى أساعدك على الاجابة .. دعنى أضع أمامك بعض الأسئلة التى تكشف لك إجاباتها عن حقيقة تقديرك لهذا الكتاب الفريد ..

  •             هل حرصت اليوم على قراءته .. ؟
  •             وهل حرصت أن تقرأه فى أحسن أوقات إنتباهك
  •             وإذا كنت بالفعل قد قرأت فيه .. فهل تم هذا دون أن يتشتت ذهنك ؟
  •             ثم هل رأيت فى قراءة اليوم رسالة من الله خاصة لك تتعلق بظروف حياتك ؟
  •            وهل وقت القراءة كان وقتا ممتعا قضيته مع الرب .. وهل وجدت فى كلمة الله بركة خاصة ولذة مميزة ؟؟

صديقى إن أحسست بإحتياج إلى ما يساعدك حتى تتمتع وتنتفع أكثر بقراءة الكتاب ، فهذا الكتيب هو لك ..

والآن إرفع قلبك معى إلى الله وأطلب منه أن يعطيك أن تستفيد من هذه الصفحات القليلة ..

حين تقرأ الكتاب لا تقرأه كأى كتاب آخر .. هذه النقطة هامة جدا جدا .. لأن الكتاب المقدس ليس فقط أعظم من كل الكتب ، بل هو يختلف عنها تماما فهو ليس كلام إنسان بل الله ذاته ، لذا لابد أن تقرأه بطريقة مختلفة تماما ..

  •                  إقرأه وأنت واثق أنك جالس عند قدمى القدير .. ثق أن الله المحب هو بذاته الذى يتحدث معك ، وحين تثق أنك جالس بالفعل فى حضرته  فستلمس بنفسك أن قراءتك صارت شيئا مختلفا تماما عن ذى قبل ، وسترى كيف يجعل الرب قلبك حساسا ، يدرك قوة الكلمات ويعرف سلطانها ..

لذا أينما كان المكان الذى تقرأ أو تسمع فيه كلمات كتابه ، ثق أنك فى قدس الأقداس تجلس .. ثق أن المعلم الوديع هو بنفسه الذى يشرح لك الكلمات وينقلها إلى أعماقك ، بل ويحفرها فى قلبك بأحرف من نور ..

هذه الثقة شرط هام للغاية بدونه لن تستفيد شيئا مهما طالت مدة قراءتك للكتاب ..

تعلم إذا أن تبدأ قراءتك بصلاة كالتى كان يرددها ماراسحق السريانى (يارب أعطنى أن أكتشفك هنا .. وإمنحنى أيضا أن أكتشف  قوة كلماتك)

تعلم أن ترفع قلبك بصلاة داود النبى ” إكشف عن عينى فأرى عجائب من شريعتك (كتابك)” (مز 18:119)

  •             إقرأ الكتاب وفى قلبك إيمان بأن كلماته هى كما يقول الرب يسوع “روح وحياة ” (يو 63:6) .. إنها كلمات “ حية وفعالة ” (عب 12:4) فإذا قرأتها بهذا الايمان نفذت إلى أعماقك وألهبت قلبك  بحرارة الروح القدس ..
  •            يقول لنا أوريجينوس ( من القرن الثانى ) : (أتريد أن أظهر لك كيف تشعل نار كلمات الروح القدس قلوب المؤمنين .. إقرأ ما قاله تلميذى عمواس بعد حديث الرب لهما “ألم يكن قلبنا ملتهبا فينا إذا كان (الرب) يكلمنا فى الطريق ” (لو 32:24 ) .. أتريد أن تشتعل بالنار .. أتريد أن يمتلئ داخلك بالجمر المتوهج ، دع كلمات الرب وحديث الروح القدس يلهبك .. إنصت إلى ما يقوله داود “حمى قلبى فى جوفى ، عند لهجى (بالكلمة ) إشتعلت النار ” (مز 3:39) .
  •             إقرأ الكتاب وأنت واثق أن كلماته تحرر وتشفى .. الرب يسوع يقول لنا ” تعرفون الحق (كلمة الله ) والحق يحرركم ” (يو 32:8) وداود يشهد فى المزمور قائلا : أرسل كلمته فشفاهم ” (مز 20:107) .

وباختصار لتكن جلستك مع الكتاب لقاءا حيا مع إلهك الذى يحبك

لقاء مع إله المواعيد العظمى والثمينة :

حين تقرأ الكتاب ، لا تتردد أن تضع بقلمك خطا أو أكثر تحت الآيات التى يشعرك الله أنها تحمل لك وعودا خاصة منه .. لماذا ؟ لأن هذه المواعيد لابد أن تتحقق معك “لأن الله ليس إنسانا فيكذب أو إبن إنسان فيندم . هل يقول ولا يفعل. أو يتكلم ولا يفى” (عد 16:13) .

ستلمع جدا هذه الوعود أمامك وستحدث فرحا غامرا فى قلبك ..

  •                فإذا كنت تعانى من تأنيب الضمير بسبب نجاسات الماضى ، فها هى وعوده الذهبية التى تملأ الكتاب تخبرنا بأنه يقبلنا متى أتينا إليه ، وأن دمه يطهرنا من خطايانا مادمنا نعترف بها ونتوب عنها ..
  •                وإن كنت يائسا بسبب هزيمتك المتكررة من الخطية ، فتش فى الكتاب ، فستجد وعودا تؤكد أن المسيح يحرر ..
  •                وإذا كنت قلقا كثير التحير ، فإمسك بالآيات التى يعدك الله فيها بالسلام الحقيقى ..
  •                أما إن كنت تعانى من موجات حزن لا تعرف لها سببا فهناك الآيات الكثيرة التى تؤكد وعد الله لأولاده بالفرح الكامل والمجيد ..
  •                وإن كنت تتعرض لهزائم متلاحقة من إبليس فآيات الكتاب تعلن أن للمؤمن الحقيقى سلطانا أن يدوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو (لو 19:10)

الكتاب يعلن أن كل هذه الوعود هى لك ، لكن لن تنالها إلا بعد أن تثق بقلبك فى صدقها .. خطوة هامة أن تعرف ، ولكنها خطوة وحدها لا تكفى بل لابد من خطوة أخرى هى أن تثق بقلبك أن إلهك أمين وسيحقق وعوده ..

لكن كيف تقتنى الثقة ؟

الثقة أيضا كالمعرفة تأتى من قراءة الكتاب .. تأمل فى الآيات .. رددها أكثر من مرة ومع الوقت سيمتلئ قلبك بالثقة فى صدقها .. الرسول بولس يوضح لك الآمر قائلا : “الايمان (يأتى) بالخبر والخبر (هو) بكلمة الله ” (رو 17:10) .

و “كلمة” فى هذا النص هى باليونانى “Rhema” وهى التى تطلق على كلمة خاصة (a specific word) موجهة إلى شخص معين تخصه هو بالذات كما تطلق على كلمة قيلت لتواجه أمرا محددا ..

ففى كل مرة أقرأ كلمات الكتاب المقدس وأنا أصلى ليكن لى هذا التوقع أن الروح القدس سيشير إلى آية أو أكثر مما اقرأه ككلمة خاصة (rhema) موجهة من الله لى أنا بالذات لتناسب تماما احتياجى فى هذا الوقت المحدد ..

لأردد هذه الآيات بفهم .. مع الوقت ستسكن فى قلبى وستنشئ فيه إيمانا .. وهذا الايمان القلبى هو الذى يفتح لى باب الامتلاك والتمتع .

لقاء مع إله راع يطعم خرافه ويغذيهم ..

كلمة الله غذاء ضرورى لكل مؤمن .. بغيره يصاب حتما بالهزال الروحى والنتيجة هزائم متكررة من إبليس ثم عبودية مستمرة لميول الانسان العتيق الشريرة .. إن كلمة الله ” لبن عقلى عديم الغش ” (1بط 2:2) ضرورى جدا للمبتدئين فى حياتهم مع الله ، وهى ايضا “طعام قوى للبالغين ” (عب 12:5 ) ، بدونه يفقدون حرارة حبهم الأول للمسيح .

تأمل معى هذه الآية التى قالها ارمياء النبى ” وجد كلامك فأكلته ” (أر 16:15) لا تقرأ الكتاب قراءة سطحية سريعة كأنه حمل ثقيل تريد أن تتخلص منه حالا .. هذه القراءة لا تعبر عن كلمة ارمياء “أكلته ” .. لا تكذب على نفسك فهذه القراءة لا تفيد شيئا ..

لا تنسى أن السبب الرئيسى للسطحية الروحية التى تتسم بها حياة الكثيرين ، إنهم لا يقضون وقتا كافيا منفردين مع الكتاب .. نعم لن تكون أبدا قويا أمام صعاب الحياة ولن تصبح شاهدا للمسيح مؤثرا فى الناس إذا حرمت نفسك من وقت كاف كل يوم مع الكتاب ..

تعود أن تقرأ كلمات الكتاب أكثر من مرة ، فليس دائما ما يكون إعلان الله الذى فى كلماته مباشرا وظاهرا على السطح .. كم كان صادقا القديس العذب مار أفرام السريانى حين تأمل قائلا : (حقا من هو كفء يا الله لآن يدرك كل الثراء الذى فى كلمة واحدة من كلماتك ) .

الرب يدعوك أن تدخل إلى العمق وأن تفتش فى الكتاب (يو 39:5) .. وان تقارن ما تقرأه بالأجزاء المثيلة لها ” قارنيين الروحيات بالروحيات ” (اكو 13:2)..

إقرأ الكتاب بانتظام كل يوم لكى تستمر قويا .. إنك لا تستطيع أن تتوقف عن الطعام الجسدى يوما واحدا ولا تخور ، هكذا الأمر تماما مع الغذاء الروحى ..

وليكن هذا شعارك : الكتاب كل يوم .. والكتاب فى أفضل وقت من اليوم ..

لقاء مع الاله القدوس الذى ينقى أولاده :

لابد أن تعرف أن إرادة الله قداستنا، وأن هذا ممكن متى إعتمدنا على توجيهاته لنا ، ووثقنا فى عمله فينا .. خطة الله أن نتنقى بالكلمة ..

لذا أترك الكتاب يحكم على أخطائك ويفضح المختبئ منها فى القلب من إلتواءات شريرة خادعة .. آه لو تركت الكلمات تفحصك وتدينك .. آه لو عرفت عمليا كيف أن الكلمة تميز ” أفكار القلب ونياته” (عب 12:4) ستعرف الظلمة التى فيك ومتى عرفتها إعلن فى محضر القدير رفضك لها .. سينقيك منها سريعا .. قصص الكتاب  وآياته هى المصباح المتقد الذى يظهر شرورك وكما يقول الأنبا أنطونيوس : ( من يعرف خزيه ، يعرف كيف يطلب النعمة ) .. وياللروعة إن إلهنا هو إله كل نعمة “شمس البر والشفاء فى أجنحتها ” .. إنه يشفينا من كل جروحنا التى نشكفها أمامه ..

لقاء مع إله يمتعك بأعماق أعماق قلبه ..

كيف أعرف أفكار الله ومقاصد قلبه نحوى .. لا شئ آخر غير الكتاب كما يقول ” سراج لرجلى كلامك ونور لسبيلى ” (مز 105:119) .. لكن هذا لا يحدث إلا عندما يكون لى الايمان بأن الروح القدس روح الله الذى وحده “يفحص أعماق الله ” (1كو 10:2) هو الذى يهيمن على القراءة ، وهو الذى يمنح ذهنى إستنارة خاصة .. فى هذا الوقت فقط سألمس فى الكلمات أمورا أعمق بكثير من ظاهرها وأدخل بالفعل إلى قلب الله وأدرك أعماقه ، وكل يوم تزداد معرفتى به ، وبالتالى ينمو حبى له ..

وفى كل مرة أقرأ قصة فى الكتاب أو اطالع تعليما به أو أقابل صلاة من صلوات رجاله سأجد شيئا جديدا رائعا ، سيقودنى الروح لمعرفة أعماق قلب الآب وأسرار ملكوته .. أى أمتياز هذا .. وهذا هو الطريق للفرح الغامر كما يقول ارمياء النبى ” وجد كلامك فأكلته فكان كلامك لى للفرح ولبهجة قلبى .. ” (أر 16:15)

والآن إلى بعض الارشادات العملية :

فى كل مرة تجلس فيها مع الكتاب المقدس حاول أن تجد إجابات لمثل هذه الأسئلة ..

+  هل أمامى آية تلمس قلبى بعمق .. هذه الآية يجب أن أحفظها وأرددها مع نفسى بين الحين والآخر أثناء اليوم ..

+  هل الآيات تشير إلى خطية أو أكثر فى حياتى ، هذا يعنى أن يسوع يدعونى أن أتوب وأعترف بها ..

+  هل فى الأصحاح ما يتحدث عن المسيح ، شخصيته أو طرقه .. شئ عرفنى عنه أكثر .. فلا تأمل فيه فهذا سيقودنى إلى ثبات أكثر فى حبه وشبع دائم به .

هل فيما أقرأ شئ عن علاقتى بالرب يسوع .. كلمات عن الصلاة أو الصوم أو التناول .. لأسأل نفسى ماذا يريد الرب أن يعلمنى هنا .. ولأصلى أعطنى يارب قوة أن أخضع لك ..

+  هل أقرأ تحذيرا لا بد أن أتنبه له .. مبدأ يجب أن أطبقه .. وعدا لأفرح به وأثق فيه وأصلى لتحقيقه ..

+  هل هناك صلاة لأصلى بها ..

أيها الحبيب ..

لاتنسى مطلقا كلمات القديس جيروم ( الذى يجهل الكتاب هو بكل تأكيد يجهل المسيح ) ..