مؤتي الأغاني في الليل

مَن منا لم يجتز ليلاً ؟……….. قد يطول أحياناً ويبدو بلا نهاية..

وقد يختلف ليلك عن ليلي……….. أحيانا نظن أن الآلام الجسدية هي أصعب شيء.. وربما يكون ليلك هو الشعور بالوحدة.. وهو أقسى عليك من أي شيء آخر ، أو إحساس متواصل بالخزي… أو عار نتيجة فشل أو ترك……. آلام نفسية وأحزان.. والإعياء الداخلي أو كآبة القلب وحيرته من الأمور التي نجتاز فيها من وقت لآخر، وأحياناً وكأننا دخلنا في نفق مظلم مخيف بلا نهاية…. وتسمع تعيير المضايق وقد تفزع منه كل يوم (51: 13)…. ويقول لك… أين الهك ؟ (مز 42 : 10) لماذا أصابتك كل هذه (قض 6 : 13 )….. وقد تغيب التعزيات الإلهية أيضاً وتصيرالدموع خبزاً (مز 42 :3) وقد تظن في نفسك أنك قد طُرِدت من أمام عيني الرب (يون 2 :4) أو نُسيت منه (إش 39 :27)…….

أُمور وأُمور تعبر علينا بل ونعبر فيها متألمين…… ولكن….. اطمئن لك رئيس كهنة مثلك مُجرب في كل شيء ويقدر أن يعين المُجربين (عب 4 :15 ، 2 :18).. على الصليب حمل كل أوجاعك (إش 53 :4 )… لذا .. ارفع عينيك إلى فوق  وانظر إليه..

 

…. بغتة

يأتي الرب إلي قلبك وبهدوء شديد يقول لك أنا الرب الممسك بيمينك (إش 41 :13) الذي يجتاز معك المياه والنيران (إش 43 :2)، لن تغرق، ولن تمس النار ثيابك (دا 3: 27) بل وستعلو صوت الأغاني في الليل (أي 35 :10)، لا تخف لو صارت المياه كثيرة (مز 32 :6) لأن الرب مخبأ لك من الريح وستارة من السيل (إش 32 : 2)، حتى لو كنت ترى نفسك قزماً صغيراً أمام جبال شامخة.. لاتنسى إلهك هو إله الجبال والوديان (ا مل20 :28) يريد أن يضع  في فمك أغنية وترنيمة جديدة (مز 40 :3)، الذي أعطى لبولس وسيلا أن يسبحا وسط الآلام والظلام يعطيك أنت أيضا أن تترنم وتناجي بروحك (مز 77 : 6)، لا تنسى أن القدير الذي يصنع العظائم (لو 1 : 49) هو هو الذي يريد، بل ويملأ لسانك بالترنم…..

يعينك ويشددك ويؤتي لفمك بالأغاني في الأوقات الصعبة..

 

 

بقلم سوسن ثابت – أنهار الحياة