صرخة امرأة

متى 15 : 21 – 28

” 21. ثم خرج يسوع من هناك وانصرف الى نواحي صور وصيدا. 22. واذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت اليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود. ابنتي مجنونة جدا. 23. فلم يجبها بكلمة. فتقدم تلاميذه وطلبوا اليه قائلين اصرفها لأنها تصيح وراءنا. 24. فأجاب وقال لم أرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة. 25. فأتت وسجدت له قائلة يا سيد أعنّي. 26. فأجاب وقال ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب. 27. فقالت نعم يا سيد. والكلاب ايضا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة اربابها. 28. حينئذ اجاب يسوع وقال لها يا امرأة عظيم ايمانك. ليكن لك كما تريدين. فشفيت ابنتها من تلك الساعة “

سَمعت صرخات عديدة فى العام الماضى ومازالت تسمع فى هذا العام  فى كل العالم ولأسباب كثيرة  وعديدة من مرضى وحزانى ومتوجعين فى الجسد وفى النفس وفى أحداث اليمة وكوارث فى الطبيعة وغيرها من الاسباب التى يمتلىء بها عالمنا فقد صرح رب المجد ان العالم قد وضع فى الشرير ، لذا نجد أن الألام أمر واقعي فى هذا العالم الذى نحيا فيه

ولهذا اعطانا الاب السماوي النعمة والرحمة والصلوات المستجابة لنحيا بقوة منه فى هذا العالم المتألم

 اتت هذه المرأه العظيمة صارخة من كل قلبها المتألم وعندما لم تجد من يسمع لها او ظنت هكذا بل وجدت من يطلب ان تنصرف او تصمت لكنها لم تصمت او تنصرف بل صرخت وألحًت وأصرت بكل ما فيها من ألم ووجع من أجل ابنتها فلذه كبدها ( المجنونة جدا ) واستمرت فى تضرعها بكل إلحاح بأن تصل طلبتها وصرختها الى الرب فلم تتردد لحظه أن  تأتى عند قدمي السيد متمسكة بكل ثقة واتضاع ان تقدم للرب طلبتها بكل ما فى قلبها من وجع معلنة بهذا ثقتها ان الرب السيد وحده هو القادر على استجابة طلبتها بالرغم مما أبداه الرب  من عدم تجاوبه معها او ربما ظنت انه يرفض طلبها لعدم استحقاقها لكنها تمسكت به واصرت بشكل عجيب ان تنال طلبتها بكل اتضاع و ثقه فى محبة الرب ونعمته ورحمته له كل المجد نعم اصرت ان تاخذ طلبتها بكل اقتدار كما قال الرب ليعقوب جاهدت مع الله والناس وقدرت

فلم تفتر همتها اوعزيمتها متمسكه بقدمى السيد منتظره منه الاستجابة  فكان جواب الرب ما اروعه اكثر مما تظن او تفتكر فاعطاها الرب هذه الشهادة  العظيمة … عظيم ايمانك يا امرأة هذه الشهاده التى نتغنى بها حتى اليوم بل ايضا استجاب الى صرختها وشفيت ابنتها ايضا ، مبارك اسم الهنا له كل المجد

لذا دعونا أحبائى فى هذه الايام وفى كل الايام ان نأتي لإلهنا بكل تضرع وإلحاح وإصرار متمسكين بكل  الثقة فى إلهنا والاتضاع امامه فى ان طلباتنا وتضرعاتنا و صلواتنا امامه تستجاب بحسب نعمته ومحبته ورحمته العظيمة

و نحن فى ملئ محبة الله و نعمته له كل المجد . امين.

inarabic.org