انهض الآن يمكنك أن تغلب

وكان يجلس في لسترة رجل عاجز الرجلين مقعد من بطن أمه ولم يمش قط.
هذا كان يسمع بولس يتكلم فشخص إليه وإذ رأى أن له إيمانا ليشفى
قال بصوت عظيم: ((قم على رجليك منتصبا )). فوثب وصار يمشي.

المدينة

اسمها لسترة : يفدي – يحرر (مدينة  في آسيا الصغرى ليست تجارية ولا تقع على طريق تجاري ). هذا المقعد يعيش في مدينة الاحرار . فهل تشعر انك مثله ؟ عاجز وسط اصدقاء من الاحرار ؟ مقعد في عائلة من الاقوياء ؟

المجتمع : يتكون من ثلاث طبقات

1- طبقة الحكام : المحاربون الرومانيون القدماء ولغتهم اللاتينية

2- طبقة اليونانيين(المثقفين) : وكان منهم والد تيموثاوس اع 16: 1 وكانت لغتهم اليونانية

3- طبقة العامة : وهم الشعب الاصلي ويسمون (ليكاؤنيين) ولغتهم الليكاؤنية وهم طبقة غير متعلمة. وهذا المقعد كان من ضمن هذه الطبقة . فهل تتخيل معي كم المعاناة التي يعانيها ؟ من اقل طبقة فيها . وهو عاجز بدون اي قدرة على الحركة . فهل شعرت في وقت من الاوقات بذلك ؟ هل شعرت انك لا تملك اي قدرة وسط اناس يعيشون الحياة بسهولة ؟

أوصاف هذا الرجل

أولا من الطبقة الدنيا في المجتمع : كما تحدثت سابقا . افقر رجل في افقر طبقة في المدينة وبذلك يكون افقر رجل في المدينة كلها

ثانيا عاجز : اي انه لا يملك اي قدرة لحل مشاكله وممارسة حياته .

ثالثا مقعد من بطن أمه : مقعد هي اسم مفعول في اللغة العربية. بمعنى ان شخص اخر يقعده . اي انه لا يملك قدرة لكي يجلس بنفسه بل اناس اخرين هم الذين يتحكمون في طريقة حياته. فهل تتخيل معي ان موعد قضاءه للحاجة يتحكم فيه الناس . وموعد تحركه يتحكم فيه الناس. فهل وصل بك الحال مثل هذا الرجل ؟ الجميع يتحكم بك وليس لك ان تقول “لا” . وتعتمد في حياتك كلها على ابتسامة الناس لك. وبخلاف ذلك فهذا الرجل مقعد من بطن امه. اي انه لم يعرف المشي مطلقا ومنذ ولادته وهو عاجز . فهل انت كذلك . تشعر ان عائلتك حرمتك القدرة على الاختيار والتمتع بالحياة والقرارات الشخصية ؟

رابعا لم يمشي قط : اي انه لم يكن في اي لحظة من لحظات حياته في وضع الوقوف . بل دائما مقعد جليس طريح . معتمد على الناس في طعامه وشرابه وقضاء حاجته وكل شئ في حياته معتمد على الناس. وليس لديه اي قدرة على فعل اي شئ. فقط ينتظر احسان الناس له.

مشكلاته

أولا مشكلة مع الله (او الآلهة) : كان هذا الرجل وثني يؤمن بتعدد الالهة . ومن الجائز انه يظن ان احد الالهة اثناء تسليته فعل فيه هذا. وهو الان يرى ان هذه الالهة تسكن على جبل الاولمب العالي ولا تعرف عنه شئ ولن تتحرك نحوه بشئ. فهو منسي منها ومضروب بسببها. فهل انت ايضا كذلك ؟ ترى الله بعيدا لا يهتم ولا يراعي ولن ينظر اليك ؟ وتركك في هذا الوضع وكأنه نسيك ولن ينظر اليك ابدا ؟

ثانيا مشكلة اجتماعية: فقير من طبقة فقيرة وكونه شحات فان عائلته ايضا فقيرة . فهو يعاني الاحتياج المادي والذل من جميع البشر من حوله. فلو تخيلنا انه يرغب في الزواج فهل يمكنه فعل ذلك ؟ حتى الفقير يمكنه ان يكون اسرة ومجتمع صغير اما ذلك الرجل فان ابسط الاشياء لا يمكنه اني فعلها.

ثالثا مشكلة جسدية : كما ذكرت في اوصافه فهو ممتلئ بمواصفات العجز الكلي

رابعا مشكلة نفسية: هل نتخيل مدى الصراعات الداخلية التي يعانيها هذا الرجل داخليا؟ صراع الحياة كلها. من انا ؟ لماذا انا موجود ؟ من السبب في وجودي بهذا الشكل ؟ ولماذا علي ان اعيش ؟ كلها اسئلة بلا اجابات . بخلاف كل الذل والعار الذي يعانيه يوميا لانه شحات .

رسالة العالم

”انا لا شئ ولن اقدر على عمل شئ“

المعجزة

أولا سمع : بولس كان يعظ ببشارة الإنجيل (1كو 15: 1-11). البشارة التي تقول ان الله يحب يهتم ومن اجل خلاصه نزل من السماء وتجسد واحتمل العار والذل والاهانة . واخيرا اجتاز الموت حتى لا ندخل الجحيم . سمع كل هذا وانتبه الى اله اخر مختلف غير الهة الاولمب . فهو ليس ببعيد بل هو قريب . تألم مثله تماما .

ثانيا آمن: الإيمان  ليس حماسة نفسية بل هو عملية تنمو معنا كلما اقتربنا من الله ويمكن تلخيصها في هذه الثلاث مراحل :

1- تسمع : رو 10 :17

إذا الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله . (ترجمة فانديك)

فالإيمان إذا من السماع، والسماع يكون سماع كلام على المسيح. (الترجمة اليسوعية)

اول خطوة في الايمان هو سماع كلام عن المسيح . وهذا ما حدث مع الرجل .

2- تطيع : متى 7:  21 : ((ليس كل من يقول لي: يا رب ، يا رب ! يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات.

الطاعة هي تنفيذ ما تقوله كلمة الله . فليس كل من يصلي لله ويطلب مشيئته فهذا جيد بل كل من يسمع ويعمل فهذا هو الابن الحقيقي. وهذا الرجل اطاع عندما طلب منه بولس ان يقوم. فشعر بالقوة داخله والرغبة في القيام وعندما حاول كان الروح القدس ماسكا يده ناهضا به.

3- الاتكال : امثال 3: 5 توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد.

اي ان تفعل ما يطلبه منك الرب وتترك الامور له وهو يفعل ما يريد. هذا الرجل لو فكر للحظة انه لا يمكنه ان يقوم فلن يقوم ولن يخضع لقول بولس له. لكنه عندما فكر بانه يمكنه فعل ذلك . مكنه الله من القيام بدون اي مشكلة.

حينما يتطلب الامر معك معجزة فلا تعجز لان اله المستحيلات هو من يفعل ولن يتركك تعجز.

ثالثا استجابة الله للإيمان : كيف استجاب الله لايمان هذا الرجل ؟ :

1- مجئ بولس : جاء بولس الى هذه البلدة ليبشر باسم المسيح . فهو مرسل من الله.وكأن الله يرغب في ارسال رسالة لهذا الرجل مفادها ان الله يهتم به لدرجة ان يرسل له اشحاصا للاهتمام به

2- القوة المصاحبة للأمر الإلهي: بولس لم يأمر فقط بل امر بصوت عالي وصاحب هذا الامر الالهي قوة غير عادية ساعدت هذا الرجل على النهوض بشكل رائع.

تخيل معي :

شخص مقعد منذ ولادته عاجز الرجلين. اي ان رجليه ليس فيها اي عضلات والاوتار لا تعمل والمفاصل تيبست والاعصاب معطوبة . ورجليه صغيرة جدا لا يمكنها ان تتحمل اي شئ. وبكل بساطة يأمر خادم الله بولس هذا المقعد ان يقوم فيقوم في لحظات . يا لها من معجزة عظيمة .

الشفاء النفسي

هل شفى الله هذا الرجل نفسيا ؟ ام انه مجرد شفاء جسدي فقط ؟ في النص نرى ان الله شفاه نفسيا واجتماعيا ايضا

أولا رد فعل بولس

1- نظر : لم تكن مجرد نظرة شفقة . بل نظرة فاحصة تبحث عن الايمان في قلبه

2- أدرك : وجد بولس ما كان يبحث عنه وهو الايمان .

3- تكلم: نطق بالامر الالهي

امر غريب في وسط هذا الجمع الكبير يهتم بولس بهذا الرجل الفقير الشحات العاجز . فهو يرى ان الله يهتم بكل انسان مهما كان وضعه غريبا . ويرى في ايمانه معجزة قوية يمكن ان تغير كل من حوله. فهو رآه نافع لله على عكس فكرة الشخص عن نفسه. فهو يرى نفسه عاجز غير مفيد وعالة على كل من حوله.

 

ثانيا الله استجاب لإيمانه: صدق ان الله قريب منه ويحبه وجاء من اجل خلاصه وان الايمان به يعطي قوة ومعجزة . والله لم يبخل عليه بذلك بل فعل ما توقعه الرجل منه. يا له من شخص رائع هذا الاله . يحب ويعلن نفسه للناس ومن يؤمن به لا يخزيه ايمانه بل يفعل الله ما هو اكثر من توقعاتنا نحن البشر نحوه.

اجتماعيا : فان هذه المعجزة حدثت امام الجميع وصارت معلومة للجميع . وصارت سببا في تغيير الكثير واصبح هذا الشخص من اوائل الناس في كنيسة المسيح في هذه المدينة . واصبح ذو شأن في عظيم. وليس اعظم من ان يتم كتابة قصته في الانجيل ليصير معلوما لكل الاجيال . وتكون معجزته محفزة لكثيرين تعابي على مر الاجيال.

 

الرسالة الإلهية

”أنا كل شيء في المسيح وبالمسيح أستطيع كل شيء“

الخلاصة

–  انت محبوب من الله

– تحتاج الى الإيمان لكي تحصل على المعجزة

– والإيمان هو نتيجة لعلاقة حية مع الله وليس مشاعر فجائية

– تستطيع كل شئ بالايمان فأنت لست بعاجز أو فاشل

 صديقي العزيز

ان كان العالم يسبب لك الفشل والاحباط . تشعر بالعجز التام عن عمل اي شئ في حياتك . في نفسك صراع رهيب وتسأل لماذا خلقني الله هكذا ؟ لماذا انا موجود ؟ ان كان العالم يرسل لك رسالة انك لست شئ ولن تقدر على فعل اي شئ لحياتك ؟

لا تصدق

لان الله قريب منك ويرغب في الدخول الى حياتك وتغييرها بالتمام. هو جاء من اجل خلاصك وفداءك فكيف لا يهتم بك ؟ انه فقط يرغب في ان تطلبه وتدعوه للدخول الى قلبك. دعه يمتلك حياتك واتركه يفعل فيها ما يشاء. هو يحبك وجاء خصيصا من اجلك فهل تطلبه الان ؟

خادم الرب اميل منصور

 

 

عزيزي القارئ

انت مدعو الان لتستمتع بالعلاقة الحميمة مع الله الذي ظننت انت كثيرا انه بعيد عنك

لكنه قريب منك ويرغب في شفاءك وخلاص نفسك اذا آمنت بفداء المسيح وانه كفر عنك وعن خطاياك

فانت ستنال حتما الغفران والطبيعة الجديدة التي تكره الاثم

فهل تقبل المسيح الان ربا ومخلصا لحياتك ؟

هل تأتي اليه راكعا ساجدا نادما على كل خطاياك

انت مدعو لتكون واحدا من عائلة

ليست عائلة عادية بل عائلة ملك الملوك ورب الارباب

الولادة من فوق فقط هي التي تؤهلك لتنال هذا الامتياز

نور لجميع الأمم