ساعةُ تخلٍ ام الوقوع في التجربة

كثيراً ما نسمع مَنّ يقول ويسأل اين هو الله ولماذا هو بعيد كل البعد عن حياتهم.يشعروه وكأنّهم متروكون لا معين لهم.لذا يسألون وخاصةً عندما تأتيهم المصائب من كل حدبٍ وصوب اين انت يا الله؟ هل الله يخلف بوعوده وهل هو بشر مثلنا لكي ينسى ويهمل؟

اسئلة كثيرة تأتي وتقتحم افكارنا ولا نجد لها اجوبة وكأننا بتنا متروكين نتصارع مع امواج الحياة والرب ينظر الينا من بعيد او حتى لا يهتمّ بنا.هو القائل انا معكم والى إنقضاء الدهر فماذا حصل؟ وهو ايضا قال ان كل ما اجتمع اثنان او ثلاثة بإسمي انا اكون في الوسط.اطلبوا حتى الآن لم تطلبوا شيئاً و الكثير الكثير من الآيات التي تدعونا لعدم الخوف ولنتشجّع ولنتشدّد في كل الاوقات والازمنة لانّه هو معنا والذي معنا اقوى من الذي علينا.اذا من اين اتت المشاكل الى حياتنا وهل وعدنا الله بالنعيم على الارض او انّه قال لنا انّه في العالم سيكون لكم ضيق ولم يكتفِ الرب بذلك بل اردف قائلاً:ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم.كل شيء تطلبونه بالإيمان تنالونه.

الرب طلب منّا ان يكون عندنا ايمان وثقة بشخصه وعندما نفقدهما معاً او احداهما تتزعزع حياتنا وننهار ونشعر بالوحدة وباننا متروكين.هل الله يترك الانسان ويهمله او العكس؟سؤال يُطرَح والجواب نجده في اعماق نفوسنا عندما نراجع تصرّفاتنا واهمالنا وعدم ايماننا والاتّكال على الذات التي تُبعدنا عن الخالق ووصايا الخالق فتأخذنا عواصف العالم بعيداً ويفرش لنا الشيطان طريقاً معبّدة للخطيئة وينثر على جوانبها ما يثير غرائزنا وشهواتنا البشريّة فنبتعد عن الله ونسير عكس الطريق التي رسمها الله لنا ونتبع شهواتنا وعيوننا فلا نعد نرى سوى السراب الذي يتلألأ مياهاً صافية من بعيد فنسير ونبتعد رويداً رويداً علّنا نصل ولكن دون جدوى فلا يقدّم لنا الشيطان سوى السراب.فنتعلّم الغضب القاتل وحبّ الذات وانا او لا احد . ضللنا الطريق وفقدنا كل النور وبتنا نعيش في ظلمةٍ دامسة فتُصبح الخطيئة محلَّلة وسهلة ونأكل الاثم كل يوم ونعيش حالة اللآوعي ويُصبح الله في طيّ النسيان وعندما تشّتد علينا المصائب نصرخ ونقول اين انت يا رب ولماذا تركتنا او نبرّر فعلنا بالقول انّها ساعة تخلٍ.السؤال هنا مَنّ تخلَّ عن مَنّ.هل الله تخلّى عنا ام نحن تخلّينا عن الله؟الجواب يأتي من دواخلنا التي اعتادت على الخطيئة ونعاتب الرب على تركه لنا ولكن في قرارة انفسنا نعلم اننا نحن من ابتعد عن الله واهملناه ورحنا في اعماق ضجيج العالم حتى لا نسمع صوته ينادينا ويبكي على حالنا لا بل نعاتب الرب على تخلّيه لنا وخاصة عند الشدائد.اتى التلاميذ يوماً الى الرب يسألونه ان يعلّمهم كيف يصلّوا فقال اذا اردتم ان تصلّوا فصلّوا هكذا:ابانا الذي في السموات ليتقدّس إسمك…..

ويختم الصلاة بالدعاء و لا تُدخلنا بالتجارب ولكن نجّنا من الشرير لانّ لك القوة والمجد الى الابد.آمين.اذا الله لا يتخلّى عنّا إنما يسألنا ان نبقى في حالة صلاة دائمة وان نصلّي اكثر فأكثر كلما تعرّضنا لضعف او تجربة. صلّوا ولا تملّوا..صلّوا لئلا تدخلوا في تجربة.الامر واضح وجليّ الرب يسألنا ان نصلّي لكي لا ندخل في تجربة لانّ الشيطان يكمن لنا على كل الطرق والمفارق ينتظر ساعة ضعفنا لكي ينقضّ علينا ويسرقنا من العيش مع الرب والسلام الذي يُدخله الرب الى قلوبنا عندما نكون بقربه فنتخلّى عنه ونتبع شهواتنا ونقع في المحظور ومن ثمّ نعاتب الرب ونسأله لماذا تخلَّ عنّا.ان نُخطئ هذا طبيعي لاننا بدون المسيح نحن ضعفاء ونقع في تجارب متعدّدة لذا يجب ان نبقى في حالة صلاة دائمة وان نجلس عند قدمي الرب في سفينة هذه الحياة ولا نهتمّ مهما عصفت الرياح واشتدّت الامواج وتصاعدت وشعرنا وكأننا نهلك ونغرق فلا نهتمّ لانّ الرب معنا وهو عالم بما يحدث لنا وهو في سفينة حياتنا وليس ببعيد وفي وقته ينجّينا ويحملنا على الاذرع الابديّة ولا يصيبنا مكروه.

عندما نُخطئ هو امين وعادل نأتي اليه بتوبةٍ صادقة فيغفر لنا ويضمّنا من جديد الى صدره.امّا ان نرتكب الخطيئة تلو الاخرى دون ندم او توبة ونقول انّها ساعة تخلٍّ هذا امرٌ مرفوض من قبل الله لانّ الله يحب الخطاة ولكنّه يكره الخطيئة لذا قال :إن اثآمكم اصبحت فاصلة بينكم وبين الهكم.قال للمجدلية اين هم الذين يدينونك اما دانك احد.قالت لا يا سيد فقال لها وانا لا ادينك إذهبي بسلام ولا تُخطئي مرةً اخرى.ومنذ تلك اللحظة انضمّت مريم المجدلية الى رعيّة الرب وتلاميذه وكرّست ما تبقّى من حياتها لخدمة السيد والبشارة باسمه وبقيامته.نعم نقع في تجارب كثيرة عندما نبتعد عن الله ووصاياه ونسير في طريق الشر التي يعبّدها لنا الشيطان ومن ثمّ نقول انّها ساعة تخلٍّ.نعم هي ساعة تخلّينا عن مبادئ الرب ووصاياه وتعاليمه هي ساعة تخلينا نحن عن الصلاة وعن سماع صوت الرب من خلال قراءتنا للكتاب المقدّس كل يوم لانّه هو خبزنا اليومي الذي من خلاله نستطيع ان نتمسّك بوعوده ونعلم اننا لسنا بمتروكين بل نعيش تحت رعايته ومحبّته وحنانه ومهما حصل واجهتنا التجارب نثق عندها انّ الذي معنا اقوى من الذي علينا له كل المجد الى الابد.

آمين

 

arabicchristianchurch.com.au