الدم هو سبب حياة الانسان ووجوده وبدون الدم الانسان يموت والجسد يفنى ولا حياة فيه.عندما خلق الله الانسان خلقه كاملاً صحيح انّه جبله من التراب ونفخ فيه نفساً حيّة ولكنّه جعل من هذا الجسد ان تدبّ فيه الحياة وان يعمل بإنتظام وجعل من الدم ان يلعب الدور الاساسي في التدفّق بواسطة صمّامات القلب ليوزّعه على جميع الاوردة التي في جسد الانسان من اعلى رأسه الى اخمص قدميه. وعندما يتوقّف ضخ الدم في اي مكان في جسم الانسان نرى بوضوح حالة اهتراء وموت.وللدم ايضاً رمزاً للتدبير الذي وضعه الرب لخلاص الانسان قبل تأسيس العالم. وكل ما اشير له في الكتاب المقدّس عن سفك الدم للمغفرة ألا وهو رمز للفداء العظيم الذي به الرب سيفدي العالم في الوقت المعين.
اول ذبيحة صنعها الرب بنفسه عند سقوط آدم يذكر الكتاب المقدّس انّه صنع الرب لآدم وامرأته اقمصة من جلد والبسهما. اول ذبيحة كانت من اجل الانسان لكي يغطّي الرب عورته بعد ان عرّته الخطيئة وانفصل عن الله بعد ان طرده من الجنّة.عندما اراد الرب ان يُرسل الملاك المُهلك لكي يُهلك جميع ابكار مصر اوصى موسى ان يذبح شعب الرب ذبيحة معيّنة بحسب طاقة كل بيت ويرشّ من الدم على القائمتين والعتبة عند الباب حتى عندما يمرّ الملاك المهلك يرى الدمّ فيعبر.
وهكذا كان وتتالت الذبائح بعدها بأمر من الرب من اجل المغفرة والشكر وامور اخرى لا مجال لذكرها كلّها اليوم وهي مكتوبة في سفر التثنية.كل هذه الامور تشير الى الذبيحة الكبرى التي ستحصل ولمرّة واحدة وفي ملئ الزمان . رموز عاشها شعب الرب وتمسّك بها ومارسها في كل اوقاته وظروفه حتى ينال المغفرة ولا يموت بخطاياه.
وفي الوقت المحدّد جاء المخلّص الحقيقي الرب يسوع من السماء الخروف الغالي والذبيحة الطاهرة والحمل الذي بلا عيب.جاء الرب من السماء حتى يضع حدّاً للذبيحة الحيوانيّة ويكون هو الذبيحة المقدّسة معَلّقاً على عود الصليب لكي ينزف كل دمه حتى آخر نقطة دمٍ وماء ويكون دمه المقدّس شفاءً لجراحنا وغفراناً كاملاً لخطايانا. تواضع الرب واخذ جسد بشريّتنا لانّه علم انّ الانسان لا يُمكن ان يَخلص بنفسه يُلزمه لا قِديس ليشفَع عنه انما قُدّوس لكي يُطهّره بدمه و مَن هو القدّوس غير الله.هناك قدّيسين كُثُر ولكن يوجد قُدّوس واحد اوحد لا قبله ولا بعده هو الرب من السماء يسوع المسيح المخلّص.
اتى الرب لتكون لنا حياة وليكون لنا افضل.وضع نُصب عينيه خلاصنا ولم يُميّز بين انسان وآخر لانّه مكتوب هكذا احبّ الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لا يهلك كل من يُؤمن به بل تكون له الحياة الابديّة.كإبن الانسان جاع وعطش والمجرّب لم يُفارقه وكثيراً ما أغراه وجرّب بكل وسائله ان يمنعه من إتمام عمل الفداء وسفك دمه من اجل البشر والذي في الكثير من المشاهد نرى الانسان يبصق عليه ويعيّره ويصفعه ويكون قاسياً الى اقصى حد معه وعند الصليب غرزوا في يديه ورجليه المسامير عدا إكليل الشوك الذي ادمى هامته ومن ثمّ طعنوه بحربةٍ في جنبه لكي يتأكّدوا انّه اسلم الروح فنزل من جنبه دمٌ وماء اشارة انّه لم يبقى في جسده الطاهر نقطة دمٍ. نعم نسمعهم يقولون ان هذا الانسان دمه طاهر وخاصةً الجندي او المقاوم الذي يستشهد على جبهة القتال من اجل الدفاع عن بلده من الظالمين والمخرّبين نسمعهم يقولون انّه قدّم دمه الطاهر على مذبح الوطن.
ولكن هناك انسان وحيد وهو الإله الوحيد الرب من السماء يسوع المسيح لم يُقدّم جسده ودمه فقط على عود الصليب من اجل خلاص الانسان فقط ولكن بدمه هناك تطهيراً لخطايانا لانّه مكتوب ودم يسوع المسيح يُطهّرنا من كل خطيئة.امتياز عظيم لا يستحقّه الانسان ولكن محبّة الله التي لا تتبدّل او تتغيّر عبر الزمن جعلته ينسى عصياننا وتعدّياتنا وعدم طاعتنا له ويجعل من جسده ذبيحة حيّة لغفران خطايانا،لانّه مكتوب بدون سفك دم لا تحصل مغفرة. الرب يسوع وضع نصب عينيه خلاصنا لذا لم يُثنيه عن اكمال العمل الذي جاء من اجله لا رفض الشعب له واختيارهم للمجرم باراباس عوضاً عنه وهو الذي جال في وسطهم يصنع خيراً ويشفي من تسلّط عليهم ابليس ولا ايضاً حين صرخوا وبأصواتٍ عالية الى بيلاطس اصلبه اصلبه. ولا ايضاً كل المراحل ابتداءً من ليلة القبض عليه وخيانة احد تلاميذه له وبيعه بثلاثين من الفضة ولا الجنود الذين كانوا يسخرون منه ويجلدونه ويصفعونه ويضعون إكليل الشوك على رأسه ويُعيّرونه ولا ايضاً نكران بطرس له ولا نحيب امّه على عود الصليب ولا تعييرات اللصين ولا امور كثير كُتِبَت وايضاً لم تُكتَب جعلوه لا يُكمّل ما جاء لاجله حتى استودع روحه بين يديّ الله وصرخ قد أُكمل وهي صرخة الفوز والنصر بأنّه اكمل العمل وصار للإنسان خلاصاً ابدياً.
نشكرك يا رب من اجل دمك الطاهر ومن اجل انك قد اشتريتنا وطهّرتنا بدمك وصار لنا خلاص لانّه مكتوب لا دينونة منذ الآن على الذين هم في المسيح يسوع.ننحني إجلالاً وإكراماً لدمك الطاهر والمُطهّر ونسألك يا رب ان تعطينا في كل حين النعمة حتى لا نزدرِ بهذا الدم وان نكون اولاداً نفتخر بخلاصك ونبشّر بإسمك بين كل الناس ونغنّي ونقول اننا عوجنا المستقيم ولم نُجازى عليه وذلك بفضل فداءك ودمك الطاهر لك المجد الى الابد. آمين
الكنيسة المسيحية العربية