الخوف من الفشل من أصعب المشاعر التي قد تمر بك يوماً، فحينها تشعر أنك في منتصف طريقك ولا تستطيع الرجوع ولا المُضي قدماً. وتبدأ تتساءل إن كان هذا طريقك بالفعل؟ أم أنك إرتكبت خطأً من البداية؟ والسؤال الأصعب أحياناً: أين ذهب الله؟
في الحقيقة أن الله لم يذهب في أي مكان، ولكن كل ما يقوله أن تتحرك وأنت لا تثق به ولا تريد أن تتحرك لئلا تفشل أو ربما لئلا يفشل هو، فأنت لا تثق به.
خطوة واحدة للراحة:
أخبرتني صديقتي عن كيف أصبح المكان الذي تعمل فيه مكاناً صعباً جداً وكنت أشجعها، أنا و مرشدها الروحي، أن تتركه وأنها غير مجبرة على البقاء و أكدنا لها مِراراً أننا نرى أن هذه الخطوة مُهمة و صحيّة جداً لحياتها الروحية ولكنها كانت دائماً تقول كيف أنها تخشى أن تُمضي يوماً بدون عمل لأنها تحتاج للمال بشدة.
لم أكن أعرف ماذا ينبغي أن ُيقال، فأنا لست بالثقة الكافية في الله أنه يعول لهذه الدرجة حتى أنها لا تمُر ب “يوم واحد” بدون عمل ولست بهذه المحبة كي أتحمل لومها على فشل شيء شجعتها عليه.
كانت متعبة جداً وتعاني أوقات مرعبة في العمل ولا تستطيع أن تشكوا أو تطلب أو تعترض علي أي شيء، كانت فقط عبدة مرتاعة، إلى أن أقنعتها أن التقديم على وظيفة أخرى لن يجعلها بلا عمل وبعد خلافات وصراعات كثيرة قدمت أخيراً.
ذهبت هناك ووجدت أن المكان هاديء ومريح جداً، قالت لي أنها لم تكن تظن أن مكان مثل هذا يمكن أن يكون موجوداً أبداً و كيف أن الله دبّر هذا المكان لها بالأسم وليس لأي شخص آخر وأخيراً بدأت رحلة سلامها.
لم يكن الله بعيداً عنها كما تصورت، لم يكن الفشل مصيرها كما توهمت، كان كل ما في الأمر خطوة إيمان لترى مجد الله كما قال المسيح لأخت لعازر: “إن آمنت ترين مجد الله”
الإله الوهمي الفاشل:
المشكلة أننا أحياناً نرى الله فاشل، لايقدر أن يفعل لنا كل ما نرجوه فنحن نطلب أمور كبيرة وهو لا يقدر أن يفعل كل شيء لكل الناس بنفس العظمة والقدرة، فتتجلى مشكلة أننا لا نعرف من هو الله.
إن كان الله فاشل بالنسبة لنا فبالتاكيد تابعيه فشلة مثله كما أرسى المبدأ: «ليس التلميذ أفضل من المعلم، ولا العبد أفضل من سيده. يكفي التلميذ أن يكون كمعلمه، والعبد كسيده».
أحيانا أخرى نرى أن الله شخص حازم ومرعب مثل روؤساءنا في العمل، كما كانت صديقتي تظن أحياناً، نظن أن لنا عدد معيّن من الطلبات أو على الأقل لن ينفذ الله الأمور التي خارج خطته لحياتنا التي نحن سجناء فيها.
الله ليس فاشل! وأنت لن تكون هكذا طالما أنت سائر معه، وإن كنت تطلب ما هو عكس مشيئته فلن يعاقبك بل سيشرح لك ما يريده لحياتك حتي تفهم ماذا هو فاعل معك في حياتك.
تذكر أن في خطوة الإيمان مع الله تقع القيود وتتعرف على نفسك التي كانت مرتعبة وترى الله شخص لا يؤتمن على حياتك، ترى أيضاً كيف أنه أحق شخص بهذه الأمانة التي هي أصلاً هبة منه وقادر أن يحفظها.
lifeinchrist.tv