السلام الداخلي في عالم مضطرب

كيف تحصل على السلام بدلاً من القلق في أوقات عدم الإستقرار ؟

هل هناك مكان تستطيع أن تشعر به بالاستقرار بغض النظر عما يحدث من حولنا في العالم أو ما يحدث في حياتنا الشخصية، هل يمكننا النظر إلى المستقبل بأمل بغض النظر عن الظروف المحيطة بنا في العالم؟

في هذه الأيام نرى الكثير من الطلاب يعتبرون الله مصدر ثبات واستقرار بالنسبة لهم. إن العالم من حولنا يتغير باستمرار ولكن الله لا يتغير أبداً. هو ثابت ويمكن الإعتماد عليه والوثوق به فهو يقول: “لا ترتعبوا ولا ترتاعوا. أما أعلمتك منذ القديم وأخبرتك فأنتم شهودي هل يوجد إله غيري لا صخرة، لا أعلم بها” (أشعياء 44: 8).
“لأني أنا الرب لا أتغير ” (ملاخي 3: 6) الله يمكنه أن يعرفنا على شخصه ويعطينا سلاماً في عقولنا وأذهاننا وبإمكانه أن يريح قلوبنا.

هل يمكننا الحصول على السلام الداخلي؟

قال أحدهم:” أن تكون في علاقة حية مع الله هو حقيقة يومية جميلة ومدهشة، ولن أستبدل هذه العلاقة بالعالم كله”
لقد قام الطالب ستيف سويير بالبحث عن الاستقرار والأمان عندما علم أنه تعرض للإصابة بمرض فقدان المناعة(الايدز) عن طريق نقل دم من شخص آخر مصاب بالمرض. في بداية الأمر شعر ستيف بإحباط كبير. ولام الله على ما حدث له ولكن بعدها عرف كيف يتواصل مع الله وكيف تكون له علاقة شخصية معه ونتيجة لذلك أمضى ستيف السنوات الأخيرة من عمره يتنقل من جامعة إلى أخرى متحملاً الآلام التي كان يعاني منها ليخبر الطلاب كيف تكون لهم علاقة شخصية مع الله حتى يختبروا مثله المحبة و السلام والطمأنينة التي وضعها الله في داخله، قال الله: “سلاماً أترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا، لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب” (يوحنا 14: 27).

وكما هو الحال مع ستيف قفد أدرك الكثير من الطلاب أنه بغض النظر عن ما نعاني منه في حياتنا وفي العالم من حولنا فإن هذه ليست النهاية لأن الحياة لن تنتهي عند هذا الحد.

إله الخنادق

يعترف الكثير من الناس أنهم لا يلتجؤون إلى الله إلا عندما تصبح الأمور صعبة وخارجة عن السيطرة، وقد عبّر عن ذلك قسيس عسكري من الحرب العالمية الثانية بقوله:” لا يوجد ملحدون في الخنادق”، لا يشعر الناس بأنهم بحاجة لله عندما تكون حياتهم على ما يرام ولكن كل شيء يتغير عندما يصبحون في ورطة.

تصف سوزي إحدى الطالبات الجامعيات سيرها مع الله بقولها: “كنت أعتقد بأني مسيحية فقط لأنني كنت أذهب كل يوم أحد إلى الكنيسة ولكنني لم أكن أعرف من هو الله حقاً لقد كانت سنتي الأخيرة في الجامعة مثل السنوات الثلاث التي سبقتها فكنت أكثر من شرب الكحول وكنت أبحث عن شخص ما ليحبني. كنت أنهار وأموت داخل نفسي ولم يكن لدي أي سيطرة على نفسي ولكم أردت أن تنتهي حياتي، هل هذا كل شيء الأ يوجد هناك أمل؟ بعد ذلك طلبت من الله أن يدخل إلى حياتي وقد أظهر لي المحبة والغفران والدعم والراحة و العزاء و القبول فهو الآن سبب وجودي وهو قوتي ولولا وجود الله في حياتي لما كنت موجودة الآن . يقول الله: “قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام، في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم” (أشعياء 16: 33).

ويقول أيضاً: “أنا أنا الرب وليس غيري مخلص” (أشعياء 43: 11) ويقول أيضاً: “إلتفتوا إلي واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأني أنا الله وليس آخر” (أشعياء 45: 22).

الخنادق غير المرئية

من جهة أخرى هناك بعض الناس يلتفتون إلى الله في الأوقات الجيدة فمثلاً الطالب جمال قال “في سنتي الأخيرة حققت كل ما أخبرني الناس عن أنه يجلب الإكتفاء والرضا، دور قيادي في التنظيمات والنوادي الطلابية وحضور الحفلات والحصول على درجات جيدة و مواعدة فتيات كنت أنجذب لهن. فقد حققت كل ما كنت أحلم به ومع ذلك لم أشعر بالاكتفاء كان هناك شيء ما ينقصني وبالتأكيد لم يشعر أحد من حولي بهذا لأني لم أظهره لأحد أبداً.”

حتى عندما تبدو الأشياء بأنها تسير بطريقة جيدة فهناك في الحياة بعض “الخنادق” التي لا يمكن رؤيتها فعلياً ولكن يستطيع القلب الشعور بها.
“رانيا” طالبة جامعية تصف هذه الظاهرة بالطريقة التالية: “كم مرة قلت في نفسك أنك لو إمتلكت قطعة الملابس تلك أو أصبحت صديقاً لذلك الشخص أو زرت ذلك المكان فإن حياتك ستكون سعيدة؟ ولكن بعد أن تشتري الكثير من القمصان و يصبح ذلك الشحص صديقك وتزور المكان الذي كنت تتمنى أن تزوره وينتهي كل ذلك فإنك ستشعر بفراغ أكبر من الذي كان لديك قبلاً.

ليس علينا أن نختبر الفشل أو الحزن للشعور بتلك ” الخنادق” فغالباً ما نعاني من نقص السلام الداخلي في حياتنا بسبب عدم وجود الله فيها، تقول رانيا أنها منذ أن عرفت الله شخصياً تغيرت حياتها و مع أنها واجهت العديد من الصراعات والمشاكل الاّ أنها الآن تنظر للأمور بمنظور مختلف لأنها تعلم أن هناك إله حنون ومحب إله أزلي أبدي يقف بجانبها و يساعدها في ضيقاتها لذلك فهي مكتفية بعلاقتها مع الله لأن الفراغ الذي كان في حياتها قد إمتلأ و وجدت ما كانت تبحث عنه .

عندما يكون الله في حياتنا يمكننا أن نرتاح ونشعر بسلام في داخلنا فعندما نعرف الله ونصغي إلى ما يقوله في الكتاب المقدس سوف يكون هناك سلام في حياتنا لأننا عندئذٍ سنعرف أن الله أمين و قدير وهو يهتم بنا وبشؤوننا لذلك يمكننا أن نلقي آمالنا عليه بكل ثقة وهذا ما يريده إن قبلناه وسمحنا له بالدخول إلى حياتنا .

السلام الداخلي الحقيقي ..بناء على الصخر

كل منا يبني حياته على شيء ” أساس ” معيّن ويضع إيمانه و رجاؤه في ذلك ” الأساس ” ممكن أن يكون ما تبني عليه هو نفسك فتقول: “يمكنني أن أحقق النجاح بنفسي إن حاولت ذلك جاهداً” أو المال “إذا جمعت مالاً كثيراً فهذا سيكون رائعا” أو أن تضع أحلامك على الوقت أو الزمن أي أن تقول: “إن الألفية الجديدة سوف تحدث الكثير من التغييرات.”

الله لديه منظار مختلف لرؤية هذه الأمور فهو يقول في الإنجيل: “فكل من يسمع أقوالي هذه ويعمل بها أشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبت الرياح ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط لأنه كان مؤسساً على الصخر وكل من لا يسمع أقوالي هذه ولا يعمل بها يشبه برجل جاهل بنى بيته على الرمل، فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبت الرياح وصدمت ذلك البيت فسقط وكان سقوطه عظيماً.” (متى 7: 24 – 27).

من الحكمة أن ندخل الله إلى حياتنا وقت الكوارث، ولكن قصد الله لنا أن تكون لنا حياة فياضة مهما كانت الظروف فهو يريد أن يكون لديه تأثيره الإيجابي في كل جانب من جوانب حياتنا
عندما نعتمد على الله وعلى كلمته فإننا نبني حياتنا “على الصخر” .

السلام الداخلي غير المحدود

بعض الناس يشعرون بالآمان كون آبائهم من أصحاب الملايين و بعضهم لأنه يمكنهم الحصول على معدّلات دراسية مرتفعة ولكن هناك آمان وسلام أعظم من ذلك بكثير وهو أن تكون على علاقة شخصية مع الله.

الله – بخلافنا- يعلم ما سوف يحدث غداً، وما سيحدث في الأسبوع القادم وما سيحدث في العام القادم. قال الله: ” لأني أنا الله وليس آخر.الإله وليس مثلي. مخبرٌ منذ البدء بالأخير ومنذ القديم بما لم يُفعل ” (أشعياء 46: 9، 10).

الله يعلم كل ما سوف يحدث في العالم، والأهم من ذلك هو يعلم ما سوف يحدث في حياتك وسيكون هناك من أجلك إن اخترت أن تُدخِلهُ حياتك ، فهو يخبرنا أنه سيكون ملجأنا وقوتنا “الله ملجأ لنا وقوة عوناً في الضيقات وجد شديداً” (مزمور 46: 1)، ولكن علينا أولاً أن نطلبه بإخلاص؛ “تطلبونني فتجدونني إذ تطلبونني بكل قلوبكم”
(أرميا 29: 13).

لكن هذا لا يعني أنّ مََن يعرف الله معرفة شخصية ويثق به لن يتعرض للأوقات الصعبة. هذا غير صحيح. فإنّ الذين يعرفون الله سيتعرضون للصعوبات أيضاً ولكن الفرق أنهم يملكون السلام والقوة التي مصدرها وجود الله في حياتهم ، وقد صاغ الوحي ذلك على لسان أحد المسيحين المؤمنين بقوله:” مكتئبين في كل شيء، لكن غير متضايقين متحيرين ولكن غير يائسين، مضطهدين، لكن غير متروكين، مطروحين لكن غير هالكين” (2كورنثوس 4: 8 – 9).

يخبرنا الواقع أننا سنواجه المشاكل في حياتنا فنحن في عالم تزداد فيه الكراهية والعنف وترتفع فيه نسبة الطلاق، ولكننا إن واجهناها ونحن نعرف الله ونثق به فإننا سنتعامل معها بمنظور مختلف وليس بقوتنا الشخصية بل بقوة مستمدة من عند الله الذي لا يعسر عليه أمر، الله الذي يحبنا ويهتم بأمرنا أكثر من أي شخص آخر والذي هو أعظم من أعظم مشكلة ،ونحن لسنا وحدنا بل هو معنا ولن يتركنا.

تقول كلمة الله :”صالح هو الرب حصن في يوم الضيق. وهو يعرف المتوكلين عليه” (ناحوم 1: 7).
“الرب قريب لكل الذين يدعونه، الذين يدعونه بالحق، يعمل رضى خائفيه ويسمع تضرعهم فيخلصهم” (مزمور 145: 18 – 19).

قال الرب يسوع المسيح هذه الكلمات المطمئنة لأتباعه : “أليس عصفوران يباعان بفلس؟ وواحد منهما لا يسقط على الأرض بدون أبيكم. وأما أنتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة. فلا تخافوا ! أنتم أفضل من عصافير كثيرة!” (متى 10: 29 – 31).
إذا التجأت إلى الله بصدق فإنه سوف يتكفل بكل أمورك ويهتم بك بطريقة لا يستطيعها أحد غيره.

الله فقط هو من يعطينا السلام الداخلي

ليس لدينا أية فكرة حول ما تخبئه لنا الأيام، إن كانت تحمل لنا أوقات صعبة وشاقة فإن الله سوف يكون معنا ليساعدنا ويقف إلى جانبنا، وإذا كانت تحمل لنا الأشياء الجيدة فنحن أيضاً نحتاج لوجود الله إلى جانبنا ليملأ الفراغ الذي بداخلنا وليعطي معنى لحياتنا.

المهم هو أن تكون لنا علاقة مع الله ولا نكون منفصلين عنه. فعندما نتمتع بعلاقة متواصلة معه فسوف نشعر بالسلام مهما كانت الظروف وسننظر للأمور بطريقة مختلفة وسيكون لدينا أمل. لماذا يجب أن يكون الله محور حياتنا؟ لأنه لا سلام حقيقي ولا رجاء بعيداً عنه، فقد خلقنا وبداخلنا حاجة لوجوده في حياتنا، يمكننا أن نحاول تسيير حياتنا بدونه لكننا سنفشل.

الله يريدنا أن نسعى نحوه وأن نطلبه لكي يدخل حياتنا ولكن هناك مشكلة يقول الكتاب المقدس: “كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا” (أشعياء 53: 6) كلنا حاولنا أن نسير حياتنا كما نريدها نحن بدون تدخل الله وهذا ما يقول عنه الإنجيل (الخطيئة).

يقول أحد الطلاب فيما يتعلق بالخطيئة أنه عندما دخل الجامعة لم يكن مسيحياً مؤمناً ولم يكن يهتم بأي شيء ديني أو روحي ويضيف:” كنت أذهب لحضور إجتماعات سياسية كنت أحضر محاضرات حول مواضيع مثل العدالة الإجتماعية والعنصرية وانخرطت في مركز الخدمة الإجتماعية، آمنت بالقوة الكامنة الموجودة في داخلي والتي أستطيع بها أن أحدث تغييراً حقيقياً في العالم قمت بتدريس أطفال المدرسة الابتدائية المعدمين, أدرت مخيم في مأوى للأطفال المشردين، جمعت طعام لتغذية الجياع. ومع ذلك كلما قمت بمحاولة عمل تغيير أصبت بالإحباط أكثر وأكثر. واجهت البيروقراطية والفتور و الإثم، إعتقدت أنه ربما الطبيعة البشرية بحاجة إلى إصلاح أساسي وشامل.

السلام الحقيقي هو السلام مع الله

إن تغيير العصور وتطوير التكنولوجيا لا تؤثر كثيراً في مجرى الأحداث ،لماذا؟ لأن مشكلتنا الأساسية كبشر هي أننا أبعدنا أنفسنا عن الله. وهذا يعني أن أكبر مشاكلنا ليست مادية بل روحية. الله يعلم كل هذا لذلك منحنا فرصة ثانية لنصل ما انقطع معه عن طريق يسوع المسيح:
يقول الإنجيل: “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” (يوحنا 3: 16).

لقد ترك المسيح مكانه الآمن والمريح في السماء وأتى إلى عالمنا القاسي الذي نعيش فيه و اختبر-كإنسان- التعب والعطش والجوع، أتُهم جزافاً من قبل الآخرين نُبذ من قبل العائلة والأصدقاء ليس هذا فحسب بل أنه احتمل مشقات أكبر من هذه بكثير حيث أنه حمل عنا خطايانا ودفع ثمنها طوعاً بموته على الصليب عوضاً عنّا “بهذا قد عرفنا المحبة أن ذاك وضع نفسه لأجلنا ” (1يوحنا 3: 16) لقد تحمل يسوع الكثير من الألم والتعذيب ومات على الصليب بطريقة فيها إذلال ليمنحنا المسامحة والغفران.

لقد أخبر يسوع المسيح الناس في ذلك الوقت أنه سوف يصلب وأنه سوف يقوم من الموت بعد ثلاثة أيام من موته على الصليب مثبتاً بذلك أنه هو الله الظاهر في الجسد فلقد قال أنه بعد ثلاثة أيام من موته سوف يظهر حياً لأولئك الذين شاهدوه مصلوباً وهذا ما حدث فعلاً فبعد ثلاثة أيام وجِد القبر فارغاً وشهد كثيرون أنهم رأوه حياً.

وهو الآن يعرض علينا حياة أبدية و هي عطية من الله لنا عندما نقبل يسوع المسيح مخلصاً شخصياً لنا ونطلب منه أن يدخل حياتنا “. وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا” (رومية 6: 23) إذا تبنا عن خطايانا ورجعنا إلى الله فسننال هبة الحياة الأبدية من خلال يسوع المسيح الذي يريد أن يدخل حياتنا: ” وهذه هي الشهادة ان الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في إبنه. من له الإبن فله الحياة ومن ليس له إبن الله فليست له الحياة” (1يوحنا 5: 11, 12).
يمكنك أن تقبل يسوع المسيح مخلصاً لك الآن “وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون بإسمه” (يوحنا 1: 12) يمكننا استعادة علاقتنا مع الله عن طريق يسوع المسيح. “قال يسوع: أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي” (يوحنا 14: 6).
يقول يسوع المسيح: “هأنذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه ” (رؤيا 3: 20)

يمكنك أن تطلب من الله أن يدخل حياتك الآن، يمكنك فعل ذلك عن طريق الصلاة. الصلاة( الدعاء) هي محادثة شخصية صادقة بينك وبين الله يمكنك الآن أن تصلي هذه الصلاة بإخلاص إذا كانت تعبر عن رغبة قلبك:

“يا الله لقد ابتعدت عنك من كل قلبي ولكني أريد تغيير ذلك الآن. أريد أن أعرفك أريد أن أقبل يسوع المسيح في حياتي وأتمتع بغفرانه لخطاياي. لا أريد أن أكون منفصلاً عنك بعد الآن، كن سيداً مُكرماً على حياتي من الآن فصاعداً. شكراً لك.”

هل صليت هذه الصلاة الآن و طلبت من الله بصدق أن يدخل حياتك ؟ إذا كنت قد فعلت ذلك فعليك أن تتوقع الكثير، فإن الله قد وعدك أن يعطي معنى لحياتك و أن يجعل مسكنه في قلبك وأن يمنحك حياة أبدية . (يوحنا 10:10)، (يوحنا 14: 23) (1يوحنا 5: 11-13).

روت طالبة جامعية إسمها نانسي هذه القصة قائلة: لقد تطلق والدي منذ كنت طفلة صغيرة لم أكن أعي حقيقة ما يحدث من حولي كل ما كنت أعرفه هو أن والدي لم يعد يأتي إلى المنزل، يوماً ما ذهبت لزيارة جدتي وأخبرتها أنني متضايقة ومجروحة لأن والدي تركني وحدي واختفى، قامت جدتي بمعانقتي وأخبرتني أن هناك شخص يحبني ولن يتركني وحدي أبداً هذا الشخص يدعى يسوع. واستشهدت بآيات من الإنجيل مثل عبرانيين 13: 5 ومزمور 68: 5 والتي تقول أن الله لن يتركنا أبداً ولن يهملنا لقد كنت سعيدة جداً لسماعي أن الله يريد أن يكون أباً لي.

مهما يحدث في العالم من حولك يجب أن يكون هناك سلام في داخلك لأن الله موجود إلى جانبك، وبغض النظر عما تخبئه الأيام يمكنك أن تعتمد على الله كمصدر ثبات بالنسبة لك.

 

everyarabstudent.com

اغفر لنفسك

هل تشعر أحياناً بذكريات مؤلمة من الماضي ؟  ربما تكون خطايا أثرت على نفسيتك ؟ وتركت جروح في شخصيتك جعلتك تقول مراراً أنا لن أسامح نفسي ؟ لأني لا أتخيل كيف فعلت ذلك ؟!!

دعني أكلمك من المنطق أولاً:

اعتبر الأحداث الماضية أحداثاً

هذا المثل قاله هوميروس في كتابه ( الإلياذة ) ، وقد أشتق منه المثل الإنكليزي :

دع جميع الأشياء الماضية تمضي

هذا منطق بشري سليم، لكنه لا يقدم حل مستقبلي، فمنطق العالم يقدم التشخيص والعلاج الجزئي أو لا يقدم شفاء كامل، لكني الآن أبشرك بروعة هذا القول الصادق من كلمة الله

(( ولكنني أفعل شيئاً واحداً إذ أنسى ما هو وراء وامتد إلى ما هو قدّام ))   فيلبي13:3

ليس فقط أنسى بل أنظر للأمام، وأقدم لك حالتين كانتا مستعصيتين بنظرتنا البشرية، الأول حلف ولعن وأنكر أنه لا يعرف المسيح ، نعم أنه الرسول بطرس مقدام التلاميذ لكنه اعترف بخطيئته باكياً فغفر له الرب وهو أيضاً غفر لنفسه ولم يعد يتذكر فعلته أنه كذب ولعن وظهر جبنه أمام جارية عندما أنكر المسيح وذلك لسببين:

أولا: إنّ محبة المسيح لا تحتفظ بتسجيل الأخطاء !!!

ثانياً: ودم المسيح دم الابن الحبيب يطهر من كل خطية‍‍‍‍

وركض بطرس إلى ما هو قدام فربح في يوم واحد 3000 نفس للمسيح.واستطاع في عظته أن يقول لسامعيه أنتم أنكرتم القدوس البار أي المسيح !!! ( أعمال 14:3 ) قالها بكل شجاعة‍‍‍.

والمثال الأخر شاول الطرسوسي الذي كان يوافق على قتل كلّ من يؤمن     بالمسيح !!! لكن الرب يسوع ظهر له ( أعمال الرسل 9 ) وغيّره وطهره من خطاياه… لقد غفر بولس (شاول) لنفسه ونسيّ ماضيه الذي كان فيه مجدفاً ومضطهداً للكنيسة وراضيا على قتل استفانوس … لقد أصبحت هذه الأحداث في خبر كان ( أنا الذي كنت قبلاً … ) 1 تيموثاوس 13:1 . وأمتد بولس إلى ما هو قدام فأصبح فاتح بسيف الروح لقارة أسيا وأوربا !!!! والمدن والموانئ  في رحلاته  أضأت مناراتها ليس للسفن فقط بل أضاءت شعلة الإنجيل للساكنين في ظلام الخطية !!!!

لقد كان بولس الرسول ينظر إلى الأمام ليس للأمام الأفقي لكي لا ينخدع بسراب الحياة الزائلة بل للأمام العمودي السماوي، فإذ تسأله ماذا أنت ترى وتنتظر ؟؟ لكان الجواب على الفور : الجائزة وأكاليل المجد ، وإذ تقول له ما هي الجائزة؟؟ لجاءك الجواب : لأن يسوعي قد فاز بي يوم خلاصي !!!! فأنا أيضا يحق لي أن أفوز به فهو جائزتي!!!.

أخوتي الأحباء … كل الذين سبقونا قد أكملوا شوطهم في السباق، وحياتهم مثل سحابة شهود الإيمان واصبحوا مثالاً لنا لتشجعينا ونحن نركض باجتهاد في السباق الممتد أمامنا وأنظارنا مثبتة على الرب يسوع  (( ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزي فجلس في يمين عرش الله )).

هكذا يقول الرب

لا تذكروا الأوليات والقديمات لا تتأملوا بها. ها أنا صانع أمراً جديداً. الآن ينبت. ألا تعرفونه؟؟؟؟ أجعل في البرية طريقاً في القفر أنهاراً… هذا (……)  جبلته لنفسي يحدث بتسبيحي. لأني أكون صفوحاُ عن آثامهم ولا أذكر خطاياهم وتعدياتهم في ما بعد.

نعم يا رب نضم أصواتنا قائلين بفرح وسلام من هو إله مثلك غافر الإثم وصافح عن الذنب لبقية ميراثه. لا يحفظ إلى الأبد غضبه فإنه يسّر بالرأفة يعود يرحمنا يدوس آثامنا وتطرح في أعماق البحر جميع خطايانا .

 

agape-jordan

الاختلال الوظيفي في العائلة

الأسرة مؤسسة وضعها الله بحكمتــــه، لكي يحقق في النــــاس مقاصد حبه، ونقول أن الزواج مؤسسة لأنه اتفاقية بين شخصين بكامل إرادتهما ، ليعيشا معا متحدين في محبة الله ، ويعملان معا لصالح الأبناء الذين يهبهما الله للزوجين . ما معنى الاختلال الوظيفي في العائلة؟ الاختلال الوظيفي يعني أن واحدا أو أكثر من أفراد العائلة قد أخذ واجبات أو دور فرد آخر أكثر سلطة منه، إمّا بحكم الظروف الصعبة، أو رغبة في التــشبه بالأكثر سلطة وهيبة..أو بسبب غياب أو تخلِّي صاحب الدور الأساسي طوعا عن دوره ، بالطبع فإن ذلك ليس أمرا مثاليا فالأفضل والأحسن أن يقوم كل فرد في العائلة بالدور الذي حدده الله له .

تتسبب سلوكات أخذ دور الآخر ، والتي تكون غير ملائمة وغير ناضجة، لأحد أفراد العائلة ، وعلى الأغلب أحد الوالدين في تدمير نمو وتطور المهارات العلاقاتية الشخصية والسليمة بين أفراد العائلة الواحدة. “من يُكدِّر بيتهُ يرِثِ الرِّيح والغبِيُّ خادِمٌ لِحكِيمِ القلبِ.” (أمثال 11: 29) في حالة الاختلال الوظيفي في العائلة يكون أفراد العائلة متعبون عاطفياً ونفسياً وروحياً. أ. أنواع العائلات : العائلة الفعّالة “فِي مخافةِ الرّبِّ ثِقةٌ شدِيدةٌ ويكُونُ لِبنِيهِ ملجأٌ.” (أمثال 14: 26)

•السلوكيات الملائمة والناضجة لكل من الوالدين تزرع وتحصد التوازن السليم ما بين المهارات العلاقاتية وبين المهارات الشخصية في أفراد العائلة الواحدة.
•يتم زرع وحصاد النمو والتطور العاطفي والنفسي والروحي السليم بين أفراد العائلة .
•عندما يواجه أحد أفراد العائلة المشاكل والمصاعب، فإنه يستمد من عائلته المتفاهمة القدرة على مواجهة هذه المصاعب بكل ثقة وبواسطة الدعم من بقية أفراد العائلة.
•ينشأ الأبناء في العائلة الفعالة بحيث يعرف كل منهم واجبه تجاه الآخر ويحترم صغيرهم كبيرهم بينما يعطف كبيرهم على من هم أصغر سنا . ينشأ الأطفال في هذه العائلة أسوياء وفي المستقبل تكون عائلاتهم فعالة وسوية .. أساليب العائلة الفعّالة العائلة الراعية والمشجعة
•يتم المحافظة على البنيّة العائلية والانضباط من قبل الأهل.
•المسؤولية الفردية مطلوبة وضرورية.
•يتم تطوير وتنمية محبة وطاعة الله.
•يشعر الأطفال بالأمان. النتيجة: العلاقات العائلية متوازنة جداً. العلاج: ” وتأكُلُون هُناك أمام الرّبِّ إِلهِكُم وتفرحُون بِكُلِّ ما تمتدُّ إِليهِ أيدِيكُم أنتُم وبُيُوتُكُم كما بارككُمُ الرّبُّ إِلهُكُم.” (تثنية 12: 7) العائلة المختلة وظيفيا الأطفال الذين ينشأون في بيت يعاني من الاختلال الوظيفي، ستكون عائلاتهم تعاني أيضا من اختلال وظيفي من نوع ما.. العائلة المشوشة
• تكون الروابط ضعيفة البنيّة بين أفراد العائلة. • العائلة مبتلية بويلات المشاكل.
• الأبوان غير مترابطين منطقياً وذهنياً وليس لديهم خطة واضحة لبناء العائلة.
• الأطفال مهجورين عاطفياً. النتيجة: لا يوجد تواصل ولا ارتباط بين أفراد العائلة. العلاج: ” لكِن بِذِي فهمٍ ومعرِفةٍ تدُومُ.” (أمثال 28: 2) العائلة المسيطرة • البنيّة العائلية قاسية بإفراط.
• نبرة الصوت سلطوية ودكتاتورية.
• الوالدان يعملان على إيجاد الأخطاء كي يكونا منتقدين.
• يتم إصدار الأوامر للأطفال لأداء المهام … ويتم تقييمهم حسب هذا الأداء. النتيجة: لا يشعر أفراد العائلة إلا بالخوف فقط ويكونوا عديمي الحساسية. العلاج: ” وأنتُم أيُّها الآباءُ، لا تُغِيظُوا أولادكُم، بل ربُّوهُم بِتأدِيبِ الرّبِّ وإِنذارِهِ.” (أفسس 6: 4) العائلة المُد لِّلة
• عدم وجود السلطة الأبوية.
• الإفراط في حماية المشاعر دون أخد اعتبارات أخرى
• الاتفاق دون حدود بهدف ضمان التوافق.
• الأطفال هم محط الاهتمام والتركيز. النتيجة: عدم وجود الانضباط عند أفراد العائلة. العلاج: ” من يمنعُ عصاهُ يمقُتُ ابنهُ ومن أحبّهُ يطلُبُ لهُ التّأدِيب.” (أمثال 13: 24) العائلة مختلطة التبعية والاعتماد:
• يكون الأهل مسيطرين على كل شيء بإفراط زائد.
• يكون الخضوع والامتثال قوياً في العائلة.
• يكون الإشراف أو الإدارة الذاتية، ضعيف أو معدوم نهائيا.
• يكون الأطفال مكبوحين ومقموعين. النتيجة: يشعر أفراد العائلة بعدم الأمان. العلاج: ” فتُحِبُّ الرّبّ إِلهك مِن كُلِّ قلبِك ومِن كُلِّ نفسِك ومِن كُلِّ قُوّتِك.” (تثنية 6: 5) السبب الرئيسي معتقد خطأ: لم يمنحني أهلي المحبة غير المشروطة والأهمية والأمان الذي كنت بحاجة لها وأنا طفل. لا يمكنني تغيير ما أنا عليه في الوقت الحاضر بسبب ماضيّ الذي لا يمكن تغييره. معتقد صحيح: لقد لبى المسيح احتياجي للمحبة غير المشروطة وللأهمية والأمان لأنه يسكن في داخلي. على الرغم من أنه ليس باستطاعتي تغيير ماضيّ، إلا أنه بإمكاني تغيير مواقفي تجاه ذلك الماضي. سوف أعتمد على الله كي يقويني حتى أتعلم الطريقة الصحيحة للتواصل مع أفراد عائلتي. “لأنّكُم قد مُتُّم وحياتُكُم مُستتِرةٌ مع المسِيحِ فِي اللهِ.” (كولوسي 3: 3) “مُحتمِلِين بعضُكُم بعضاً، ومُسامِحِين بعضُكُم بعضاً ان كان لأحدٍ على احدٍ شكوى. كما غفر لكُمُ المسِيحُ هكذا انتُم ايضاً.” (كولوسي 3: 13) العناصر المسببة للاختلال الوظيفي في العائلة الأهالي
• الوالدة / الوالد المعضلة … البعض يعتقد أن إدارة شؤون العائلة تتطلب تسلطا وتعسفا ولذلك يتورط بعض الآباء والأمهات في أساليب تعامُل قاسية متشددة ومدمرة لأفراد أسرته مسببة الضرر والأذى لأفراد العائلة الآخرين. ” وأنتُم أيُّها الآباءُ، لا تُغِيظُوا أولادكُم، بل ربُّوهُم بِتأدِيبِ الرّبِّ وإِنذارِهِ.” (أفسس 6: 4)
• الوالدة / الوالد السلبي … مخاطر سلبية أحد الوالدين لا تقل خطرا عن القسوة والتشدد ، حيث أن السلبية تجعل كل فرد يتصرف على هواه دون مراعاة لمصلحة الأسرة ككل ، وتخلي الأب أو الأم عن مسؤولياتهما في ضبط الأمور وتوجيهها الوجهة الصحيحة .. يفكك العائلة وتصبح عبارة عن تجمع غرباء ، لا يربطهم سوى اسم العائلة . 13المرأةُ الجاهِلةُ صخّابةٌ حمقاءُ، مُجرّدةٌ مِن كُلِّ معرِفةٍ. 14تجلِسُ عِند بابِ بيتِها، على مقعدٍ فِي أعلى مشارِفِ المدِينةِ، 15 تُنادِي العابِرِين بِها، السّالِكِين فِي طُرُقِهِم بِاستِقامةٍ قائِلةً: 16«كُلُّ من هُو جاهِلٌ فليمِل إِلى هُنا». وتقُولُ لِكُلِّ غبِيٍّ: 17«المِياهُ المسرُوقةُ عذبةٌ، والخُبزُ المأكُولُ خُفيةً شهِيٌّ» الأطفال حين تكثر الخلافات والمشاكل العائلية، وتصبح عرضة للفضيحة بين الناس يظهر أحد أنواع هؤلاء الأطفال
• الطفل المسؤول إلى حد الإفراط. قد يحاول الطفل “البطل” حل وتصويب المشاكل العائلية ويساعد على خلق الصورة العائلية الإيجابية، بواسطة تحقيق وإنجاز أعمال جديرة بالملاحظة. قد يتلقى هذا الطفل الاهتمام الإيجابي ، ولكنه كثيراً ما يطور وينمي السلوكيات التي يحاول حهده أن تصل حد الكمال والإلزام.
• الطفل المتمرد إلى حد الخطورة البالغة. يبعد الطفل “كبش الفداء” التركيز والانتباه عن المشاكل العائلية ويحولها إليه بواسطة ممارسة السلوكيات المتمردة والثائرة وغير القابلة للسيطرة. يستهلك هذا الطفل ويستنزف وقت وطاقة أفراد العائلة وكثيراً ما يطور وينمي أنماط الحياة المدمرة للذات.
• الطفل الحساس والمتنسك. يأمل “الطفل الضال” أنه بتجاهله لمشاكل عائلته، فإن المصاعب سوف تختفي وحدها. يتجنب هذا الطفل الاهتمام وكثيراً ما يكون وحيداً ومنسحباً عن الجميع.
• الطفل الوقح أوالمضحك يستخدم الطفل “المهرج” المزاح والتهريج لتوجيه التركيز بعيداً عن مشاكل العائلة. كثيراً ما يكون هذا الطفل نشيط على نحو مفرط أو مرضيّ وعادة ما يسعى كي يكون محط اهتمام الجميع. عكس أو تحويل الأدوار التعافي والشفاء من أنماط الاختلال الوظيفي ليس بالأمر السهل أبداً … أنه يتطلب التغيير والتحويل على أعمق المستويات… لقد وعد الله أنه سوف يكون مشاركاً بكل فعّالية في عملية التحول هذه.
• في طفولتنا اعتدنا على فعل كل ما يتطلبه الأمر حتى نتمكن من إسعاد وإرضاء أهالينا.
• أما في الوقت الحالي، فإن الأهالي هم الذين يفعلون كل ما يتطلبه الأمر كي يتمكنوا من إسعاد وإرضاء أطفالهم. يجب على الأشخاص الراشدين أن يتواصلوا كأشخاص راشدين وبطريقة محترمة وإيجابية مع أطفالهم. (لا تكوني مدافعة عن طفلك بإفراط.

 

مسيحيات

حقائق أساسية عن الزواج

“أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب.. أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسة واسلم نفسه لأجلها..” أفسس 5: 22،25 في بداية حديثنا نبدأه عن المزواج لنعطي بعض التوضيحات عن أهميته في بناء المجتمع، فهو اللبنة الأساسية في تكوينه فان كان الزواج أساسه صالحا نتج عنه مجتمع صالح وإلا فالعكس تماما هو ما سيحدث.. أي سنعيش وسط مجتمع كل مقوماته الايجابية منهارة.. بسبب الانهيار الأخلاقي للزواج الفاسد!

وسوف نتحدث هنا في معرض حديثنا عن الحقائق الأساسية للزواج ألا وهي: الزواج هو بترتيب من الله: إذن الزواج هو مخطط الهي.. فمنذ البدء الله هو من رسم الزواج عندما خلق ادم وحواء، لان الله يحب خيرنا ويهدف أن يسمو بنا إلى حياة مليئة بالاستقرار والحب والطمأنينة.. فالزواج ليس من ترتيب الزوج أو من صنع المؤسسات! الزواج رُسم قبل سقوط ادم في الخطية: فعندما بارك الله الزواج.

بان أعطى ادم وحواء بركة بان يثمروا ويملؤا الأرض.. هذه البركة جاءت قبل السقوط في الخطية ومعصية الله وحتى بعد سقطوهما.. فلم يمنع أو يتراجع الله عن هذه البركة، فبالسقوط أو بعدمه كان الزواج في فكر الله، فهو لم يكن نتيجة السقوط وإنما قبل حدوثه! الزواج مقدس وشريف وطاهر: هذا الأمر يؤكده الكتاب المقدس في الله القدوس الذي خلق الإنسان على شبهه وصورته لا يمكن أن يدعه يفعل إلا ما هو طاهر وشريف فالله لا يقبل إلا القداسة والطهارة.. وكل ما هو عكس ذلك إنما هو من أفكار البشر..إذن علينا أن نحيا ما يقوله في هذا الخصوص.. أي “ليكن الزواج مكرما عند كل واحد والمضجع غير نجس” كما في رسالة العبرانيين 13: 4، فما قدسه الله لا ينجسه إنسان.. الزواج لا العزوبة هي الأساس: وعلى عكس ما يظن البعض من أن العزوبة أفضل وذلك لان الله منذ البدء خلقهما ذكرا وأنثى.. وقد رأى انه ليس جيداً أن يبقى ادم لوحده! والله بذاته احضر حواء إلى ادم.. إلا انه إن رغب احد في العزوبة مثلاً بسبب دعوة من الله فحسن أن يفعل وهذا ما يوضحه الرسول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثس 7: 8 إذ يقول “ولكن أقول لغير المتزوجين وللأرامل انه حسن لهم إذا لبثوا كما أنا” وكلمة الله تقول إن من يُحرِّمون الزواج هم من صنع التابعين للأرواح المضلة والتعاليم الشيطانية وانه من علامات الارتداد في الأزمنة الأخيرة كما ورد في تيموثاوس 4: 3 الزواج وُجد ليبقى: يقول الكتاب المقدس “يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسداً واحداً” تكوين 24:2 ، فلا وجود لفكرة الطلاق.. لان المرأة ترتبط برجلها ما دام رجلها حياً.. فلا شيء يفرق بين الزوجين إلا الموت! فالزواج ليس صفقة تجارية لها تاريخ محدد تنتهي عنده متى تحقق هدفها.. بل هي عقد شراكة مدى الحياة، فما جمعه الله لا يفرقه إنسان مهما كان.. الزواج هو بين رجل واحد وامرأة واحدة:

فالزواج ليس بين عدد من الزوجات وزوج واحد.. إذ أن الله أساسا خلقهما ذكرا وأنثى.. ادم و حواء. فلو أراد الله حقا أن يكون لآدم أكثر من زوجة لفعل ذلك منذ البداية لأننا نعلم أن الله خلق كل شيء حسناً منذ بدء الخليقة. والزواج المسيحي الحقيقي يجب أن يكون ثلاثي الأطراف الله والزوج والزوجة فلا يُعقل أن يكون الله طرفاً في علاقة غير مقدسة في نظره! أحبائي.. هذه بعض الحقائق الرئيسة المتعلقة بالزواج المسيحي والتي تم تقديمها بصورة مختصرة علها تنال استحسانكم وتجدوا فيها ما يشبع قلوبكم.

 

مسيحيات

الخلاص بالإيمان أم بالأعمال؟

يشعر بعض الناس بأنهم خطاة فيحاولون استرضاء الله بوسائل مختلفة لكي يغفر لهم خطاياهم . فمنهم من يلجأ إلى الأعمال الصالحة , ظنا منهم أنها الطريق المؤدي إلى السماء . و لكن يا صديق , ليتك تنتبه إلى ما يقوله الكتاب المقدس عن هذا الموضوع , فعلى الرغم من أن للأعمال الصالحة قيمة طيبة في حد ذاتها , ولكنها لا تستطيع أن تنال غفران الله عن الخطايا السالفة.

هذه الحقيقة أعلنت على لسان إشعياء النبي , حين قال : قد صرنا كلنا كنجس وكثوب عدة كل أعمال برنا , وقد ذبلنا كورقة وآثامنا كريح تحملنا. (إشعياء 46 :6) وهذه الحقيقة نفسها كشفت للرسول بولس , فكتب لنا وصيته الملهمة بالروح القدس : “ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد , لأننا نحن عمله , مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة , قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها .” ( رسالة أفسس 2: 9-10) ونفهم من قول الرسول بولس , إن الأعمال الطيبة , التي يقوم بها الإنسان , لا يمكن أن تنيله الخلاص من أجرة الخطية التي هي الموت . لأن لا فضل له فيها , إذ هي من الواجبات الضرورية , التي وضعت عليه , والمسيح نفسه , أشار إلى هذه الحقيقة حين قال :” متى فعلتم كل ما أمرتكم به فقولوا إننا عبيد بطالون , لأننا عملنا ما كان يجب علينا ” . (الإنجيل بحسب لوقا 7: 10 ) صحيح أن الأعمال الصالحة ضرورية جدا , نظرا لتوفقها مع أفكار الله , لكن الأعمال الصالحة لا يمكنها أن تشتري الخلاص , وإلا لحذفت كلمة نعمة من معاجم اللغة .

وكلمة نعمة تعني إظهار محبة الله للخطاة إذ أن نعمة الله تخلصهم من الخطية بدون أن يستحقوا ذلك. إذا كيف يخلص الإنسان من العقاب الإلهي للخطية؟ يقول الكتاب المقدس : ” لأنكم بالنعمة أنتم مخلصون بالإيمان …” أي ليس بأي شيء آخر لا أعمال صالحة ولا بطرق أخرى . فقط بالإيمان بالمسيح يسوع يمكن أن ننال طريق السماء أو طريق الحياة الأبدية . كما هو مكتوب أيضا في الكتاب المقدس : ” لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له حياة أبدية “. ذلك لا يكفي لنكون مؤمنين , والإيمان ليس شعوريا أو فهما لحقيقة معينة . صحيح أنه يبدأ بالمعرفة و الفهم , أي يجب أولا أن ندرك ما يعلنه لنا الله كي نؤمن بوجوده ,أن ندرك خطة خلاصه لنا نحن بني البشر , موت المسيح لأجلنا ليدفع ثمن خطايانا و يخلصنا من الدينونة, و يمنحنا الحياة . ثم نطلب هذا الإيمان بصدق نية و قلب تائب و مطيع فيعطينا إياه , و هكذا يمكننا أن نصرح بشفتينا وبأعمالنا . فحين يطلب أحدنا برهانا حسيا لمسألة ما ليؤمن و يصدق بعدها , نقول له هذا ليس إيمانا

و ذلك لأن الإيمان يجب أن لا يكون عقليا فحسب بل تصديقا و ثقة في القلب بأن على صاحبهما النفع والفائدة والبركة . فمثل هذا الإيمان يجعلني إنسانا سويا في مجتمع معوج . ويجعلني أحب أعدائي وأدعو الله لأجلهم . و يغير حياتي و يعطيني امتيازا عظيما لا تعطيه معارف العالم المجتمعة و هذا الامتياز هو الحياة الأبدية في السماء مع الله كما وعد الله كل من يؤمن به قائلا “له يشهد جميع الأنبياء , أن كل من يؤمن به (أي بالمسيح ) ينال باسمه غفران الخطايا .”

 

مسيحيات

علاقة مع الله

ها هي بعض الشواهد الكتابية توضح العلاقة التي بينك وبين الله يوحنا 1: 12 “وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله. أي المؤمنون باسمه” سؤال: كيف يمكن لأي شخص أن يصبح ابناً لله؟ قد تعتقد أن قرارك باتباع يسوع المسيح هو كأي قرار آخر مثل شراء سيارة على سبيل المثال ولكن الأمر مختلف تماماً لأن قبولك المسيح يعني السماح له بالتدخل في أمور حياتك. يوحنا 15: 16 “لستم أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم، واقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم، لكي يعطيكم الآب كل ما طلبتم باسمي” 1كورنثوس 1: 9 “آمين هو الله الذي به دعيتم إلى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا” أفسس 1: 4 “كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم، لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة، إذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته” سؤال: في أفسس 1: 4 ماذا كان دافع الله في اختيارنا؟

أفسس 2: 4 “الله الذي هو غني في الرحمة، من أجل محبته الكثيرة التي احبنا بها” أفسس 2: 5 “ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح بالنعمة أنتم مخلصون” كولوسي 1: 13 “الذي أنقذنا من سلطان الظلمة، ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته” كولوسي 1: 14 “الذي لنا فيه الفداء، بدمه غفران الخطايا”

سؤال: اذكر أربعة اشياء قام بها الله من أجلك من الأعداد السابقة؟ رومية 5: 9 “فبالأولى كثيراً ونحن متبررون الآن بدمه نخلص به من الغضب” سؤال: عندما يقول الكتاب المقدس “نخلص” فمن ماذا خلصنا الله؟ أفسس 2: 8 “لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله” أفسس 2: 9 “ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد” سؤال: هل الخيار يعود لنا في طلب الخلاص؟ سؤال: هل يمكن لأي شخص أن ينال الخلاص عن طريق القيام بالأعمال الصالحة؟ الخاتمة: ما ورد في الشواهد الكتابية السابقة عن دور الله في كونك صرت مؤمناً؟

 

مسيحيات

قضاء نصف يوم مع الرب

لقد أعتدت في السنوات السابقة وما زلت أخصص باستمرار نصف يوم من كل شهر لأمضيه مع الرب. تحول ذلك ليصبح من أكثر التجارب المتنامية التشجيع والتي خدمتني كفترة فحص ومراجعة لسيري مع الرب. تكون النتائج في بعض الأحيان إنني أخرج وفي ذهني أفكار عملية محددة عن التغيرات التي أسعى لإنجازها. وفي أحيان أخرى أشعر بالانتعاش وبالتركيز الروحي والعاطفي المتجدد حيث أنني أجد الوقت الكافي للقراءة والتفكير والاستماع والتمحيص. سوف أحاول على عجالة أن أعطيكم بعض من أفكاري حول كيف يمكنكم قضاء نصف يوم، أو إذا لم يكن هناك مشكلة، أنكم تريدون قضاء يوم كامل مع الرب.

دعونا أولاً نبدأ مع الله. يتحدث مزمور 139 عن عظمة الله – التي يعرفها هو الله وانه يعرف كل شيء وأنه موجود في كل مكان نذهب إليه وأن الله سيكون دائماً موجود لقيادتنا وتوجيهنا. يطلب كاتب المزامير من الله بعد التفكير بعظمة الله واهتمامه بنا: “اختبرني يا الله واعرف قلبي،امتحني واعرف أفكاري، وانظر إن كان فيّ طريق، باطل وأهدني طريقاً أبدياً”.مزمور 23:139-24 فيما يلي طرق عظيمة للبدء بقضاء الوقت مع الله: أن تنتعش مجدداً وتتذكر عظمة وتميز الله. تذكر أن الله مرتبطاً بك ومهتماً بك كفرد. اطلب من الله أن يمتحن قلبك وأفكارك وحياتك وإرشاده لحياتك. عملياً، هذا ما أحاول أن أفعله للبدء بقضاء وقت مطول مع الرب ولكن ليس دائماً مع مزمور 139 بالطبع. لإني أجد أن أي معادلة سوف تفقد تأثيرها في قلبي بعد استخدامها مرة أو اثنتين، ولكني دائماً أستعد لأوقاتي مع الله.

أحاول أن أقرر أي من الفقرات أو المواضيع أو الآيات الكتابية ومن أي إصحاح، أو حتى أنني أجهز مجموعة من الأشرطة الموسيقية لأبدأ بهم نصف يومي مع الله. بعد حصولي على “بداية” مخططة، فأن بقية وقتي غير مخطط له وبدون تعليمات. من المرجح أنني سوف… اقرأ إصحاح كامل من الكتاب المقدس واكتب بعض الملاحظات عن التطبيقات البسيطة بالنهاية. أكون متشجعاً لتمحيص حياتي وصراعاتي وعلاقاتي واطلب حكمة الله في بعض المجالات المحددة. أتمشى قليلاً وأصلي من أجل ما يثقل قلبي حالياً. مراجعة برنامج عملي للشهر الماضي وأرى كيف تعامل الله معي بطرق لم ألحظها لانهماكي في إنجاز الأمور بسرعة.

اطلب من الله أن يعطيني بعض الأفكار العمليّة المحددة على أساس التركيز والتوجيه للأسابيع القادمة. أين يجب أن أذهب؟ مكاني المفضل هو كفتيريا لا تبعد كثيراً عن شاطئ البحر حيث أشعر بالحرية هناك. بإمكاني التنزه على الشاطئ بكل سهولة ويذكرني بعض الناس المثيرين للاهتمام هناك أن وقت الخلوة هذا مع الرب لن يكون منفصلاً بالكامل عن الواقع. بغض النظر عما يقوله الله لي أو كيف يوجهني، فأن ذلك بحاجة للتواصل مع الحياة الواقعية وأنني لست مضطراً لأكون في وسط جزيرة معزولة عن العالم. هل يجب وجود الناس حولنا؟ جميعنا من نوعيات مختلفة. أنا شخصياً استطيع التركيز أكثر مع وجود أنشطة حولي تحفزني. بالنسبة لي، فأن الموسيقى الصاخبة والناس الصاخبين لا يساعدون كثيراً في تركيزي، ولكن النشاط المستمر والناس من حولي يساعدوني على التركيز. قد تكونون مختلفين.

تعلموا مع مرور الوقت كيف ومتى يمكن أن يكون تركيزك في أفضل حالاته. ماذا يحصل إذا غفوت؟ لن أهتم كثيراً. من تعتقد برأيك أنه سيشعر بالإساءة؟ الله؟ من المرجح أنها دليل جيد على مستوى شعورك بالإجهاد وأنك بحاجة إلى القليل من الراحة قبل أن تبدأ بالتركيز على الرب. بعض من أفضل أوقاتي مع الرب اشتملت مرات عديدة من القيلولة يتبعها تفكير وفهم عميقان. الرب معك حتى وأنت نائم لذلك لا تقسو على نفسك. أشكر الرب على القيلولة الجيدة! ماذا لو اخترت مكاناً وحصل بعد ذلك فوضى عارمة؟ لا أعتقد أن الله سيمانع أن ينتقل معك إلى مكان أخر حيث تستطيع التركيز أكثر. أو من المرجح أنه يريد منك أن تصلي من أجل الناس الذين يزعجونك وتتفهم المزيد عن حياة الناس الذين هم بدون رجاء مفترضين أن الإزعاج يأتي من أناس مزعجون بطبيعتهم. ماذا لو انتهيت من كل الأمور مثل القراءة والصلاة أو التفكير بأمور أخرى؟ الحمد ينجح في أي وقت، لذلك وبكل بساطة أفتح كتابك المقدس وأشكر الله لأن ما يقوله الكتاب المقدس عنه حقيقي، على سبيل المثال فأن مزمور 138 يقول، “أسجد في هيكل قدسك واحمد اسمك على رحمتك وحقك…في يوم دعوتك أجبتني…لأن الرب عالٍ ويرى المتواضع” .

ماذا لو احتجت للمزيد من الوقت لأهدئ من روع قلبي؟ لا تفترض أنك بحاجة لدواء قلب. من المرجح أن كل ما يريده الله منك أن تفعله بهذا الوقت معه هو أن يوصلك إلى حالة من الهدوء أمامه. كثيراً ما تصيبنا الحيرة لدرجة تصل حد التحدي. تصبح هذه العملية أسهل مع مرور الوقت، لذلك أسمح لنفسك بالتعود عليها.أتمنى أن ينتج عن هذه المقالة القصيرة ما يفيدك. أتمنى أن يكون واضحاً أن الهدف من هذا الوقت هو أن تقضيه مع الله. هذا الوقت يدور حول الله أكثر مما يدور حولنا. أنه ليس حول توقعاتنا أو احتياجاتنا أو طلباتنا أو تصورنا لما سوف يحدث. تصيبني الدهشة في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى اشعر بعدم الراحة لكن في أحيان أخرى أشعر بالابتهاج لحد النشوة. لكن شيء واحد يكون ظاهر التفوق بالنسبة لي ألا وهو أنني بحالة أفضل كتابع للمسيح لأنني استطعت تخصيص هذا الوقت على جدول أعمالي. أنصح بقوة بتخصيص هذا الوقت المقدس لقضائه مع الله الحي بغض النظر عن مدى طول “جدول أعمالك” أو حجم المتطلبات التي بداخلك.

 

مسيحيات

فرصة العمر

نقرأ من كلمة الرب( مرقس 46:10-52 ،لوقا 36:18)

” وجاءوا الى أَرِيحا. وفيما هو خارِج من أَرِيحا مع تلاميذه وجمع غفيرٍ كان بارتيماوس الأعمى ابن تيماوس جالساً عَلَى الطَّرِيقِ يستعطي. فلما سمع الجمع مجتازاً سأَل: «ما عسى أن يكون هذا؟» فلما سمع أَنه يسوع الناصرِي ابتدأ يصرخ ويقول: «يا يسوع ابن داود ارحمني!» فانتهره كثيرون ليسكت فصرخ أَكثر كثيراً: «يا ابن داود ارحمني». فوقف يسوع وأَمر أن ينادى. فنادوا الأَعمى قائلين له: «ثق. قم. هوذا يناديك». فطرح رِداءه وقام وجاء إِلى يسوع. فسأَله يسوع: «ماذا ترِيد أَن أَفعل بك؟» فقال له الأَعمى: «يا سيدي أَن أبصر». فقال له يسوع: «أذهب. إيمانك قد شفاك». فللوقت أبصر وتبع يسوع في الطرِيق. ”

بارتيماوس رجل أعمى ومعنى اسمه ( ابن المحترم أو المعتبر ) لكن للأسف لم يكن أحد يحترمه أو يعتبره .. أجبره فقدان بصره على مهنة رذيلة وهي الشحاذة… لقد ضجر سنين عديدة من التوسل بالذاهب والآتي، وكل الذي ينتظره هو حسنة من إنسان،لقد كان يدرك أن مد اليد للإنسان لا تنفع شيئاً. وكان في قلبه أن يرى يسوع، لكن للأسف فقدان بصره كان يمنعه من رؤية يسوع،ورغم أن بارتيماوس أعمى العينين لكنه مفتوح البصيرة،وإن لم يكن قد رأى أي واحدة من معجزات المسيح، لكنه آمن بان المسيح يشفي ويخلص وهو القادر على كل شيء.

وفي أحد الأيام عندما كان جالساً على طريق أريحا يستعطي،سمع وقع أقدام موكب كبير، وقد دفعه حب الفضول للسؤال:من المار؟وكان الجواب يسوع الناصري مجتاز في الطريق. لقد جاءه الرجاء… انتعشت روحه…إذ عرف أن فرصة شفاءه بل فرصة العمر قريبة جداً ولا يريد أن يضيعها. لكن الأمور ليست بهذه البساطة،فهناك إعاقات عديدة وأولها العمى فلا يقدر أن يعرف أين يسوع بين أصوات الجماهير،فبين زحمة الحياة كثيرون لا يرون يسوع، لكن تخطى هذه العقبة بالصراخ وطلب المراحم ( يا يسوع ابن داود ارحمني). لم يصرخ كأنه يضارب الهواء … لكنه كان يدرك أن يسوع يسمعه،وما أروع عبارته التي تنمّ عن إدراك روحي إذ عرف أن يسوع الناصري هو الملك وصاحب العرش الملكي، وكأنه يقول يا يسوع أنا أستغيث بك …استخدم سلطانك أيها الملك وارحمني.

لكن جاءت إعاقة أخرى، حيث بعض المتقدمين وربما التلاميذ وبخوه وحذروه لكي يسكتوه ولسان حالهم -هذا ليس وقتك أيها المتسول، لكن بارتيماوس عرف أن الرضوخ لهذه المطالب سوف يضيّع منه فرصته الذهبية.فهذه الأصوات ليست من الله، أصوات مفشلة، أصوات لا تريد للمسكين أن يلتقي بيسوع المسيح. وكم مرة نحن أيضا نريد أن نلتقي بيسوع لكن إعاقات متنوعة من العالم الجاهل بالروحيات وفلسفاته الكثيرة و أصوات مفشلة من حولنا كثيرة نسمعها مثل من أنت لكي تطلب؟…….هل من المعقول أن يلتفت يسوع لواحد مثلك ؟ …وهل هذا وقت مناسب ؟

إن جميع هذه الأصوات والآراء البشرية تصّب في إطار- اصمت أو أسكت ولا تصرخ ليسوع ولا تطلب منه!! وللأسف الذي يسمع لها فضياع فرصة الخلاص مؤكدة له.‍‍‍!!! لكن لا … لا … لأصوات العالم المفشلة والمثبطة …لا أريد أن أكون شحاذ على قارعة طريق الحياة بل أريد أن أتبارك بغنى المسيح الذي لا يستقصى.. ولنصرخ أكثر مرة بعد الأخرى. يا ابن داود ارحمني … يا ابن داود ارحمني…يا يسوع ارحمني وافتح بصيرتي ..

لقد أمر يسوع تلاميذه أن ينادوا على الأعمى * وكم كان مشجعا له الكلمات التي سمعها من التلاميذ قم . ثق . إنه يناديك نعم أيها الأخ ابتهج .. ولا تحزن ..انهض يسوع يناديك ..إنها كلمات لك أيها القارئ تعال إلى يسوع .. إنه يناديك لقد سمعت صوته اليوم فلا تقسي قلبك

كان لبرتيماوس أشواق ملتهبة لذلك اللقاء الفريد ، إذ خلع رداءه القديم وطرحه بعيدا مع خَرْج النقود، وكأنه يقول: لن أدع شيئاً يعيقني عن فرصة الخلاص والشفاء، لن يمنعني فقدان بصري …ولا الجماهير التي تسكتني وتوبخني …ولا حتى ردائي …سأتقدم بثقة للمخلص يسوع .. إنه يناديني وأنا أثق بمحبته لي.. لقد وثب بارتيماوس وجاء مسرعا ليسوع . * وعندما جاء إلى يسوع قال له “ماذا تريد مني أن افعل بك” ؟ وكان هذا امتحان لذلك الأعمى وهو امتحان لنا أيضا ، فهل سيظهر كبرياءه ويقول ألا ترى أنني أعمى فماذا أريد؟ لكن بارتيماوس نجح في الامتحان إذ طلب بكل تواضع وثقة ( يا سيدي أن أبصر ) ونحن نحتاج أن نقول يا سيدي افتح بصيرتي الروحية.

أيها القارئ أن يسوع اليوم يسألك نفس السؤال: ماذا تريد أن أفعل بك ؟ فهل تطلب شيئا أرضيا أم سماويا ؟ أم تقول لا أحتاج لشيء لأني غني وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شيء!!! لكن بارتيماوس فرح إذ سمع كلمات النعمة، وانفتحت عيناه وأبصر يسوع أولاً . * ” اذهب . إيمانك قد شفاك . فللوقت أبصر وتبع يسوع في الطريق”.

عرف بارتيماوس كيف يتمسك بثقة الرجاء، فقد ربح فرصة العمر الذهبية ونال شفاءً وخلاصاً أبدياً، ووجد من يحترمه في وسط عالم لا يحترم الآخرين، فاصبح بالحقيقة ( ابن المحترم ) لارتباطه بشخص ربنا يسوع المسيح .

واليوم أيها القارئ العزيز نحن أيضا جالسين على قارعة الطريق والعمر يجري، ونسمع أحيانا عن يسوع ، فهل نتهاون ونقول إذا أراد المسيح أن يفتح بصيرتنا ويخلصنا فليفعل ذلك ألا يعرف أننا خطاة عميان روحياً لكن أيها الأحباء لنتحذر من طريق الكبرياء ، الذي يضيع فرصة العمر فنفقد فرصة النجاة الأبدي !!!

وما أروع وما أبهج تلك اللحظة التي يشرق فيها نور المسيح في قلوبنا وفي عيون أذهاننا فتنجلي ظلام خطايانا وتشرق شمس البّر في حياتنا فننجذب لمحبة المسيح ونعمته ونتبع يسوع طول الطريق .إذ نسمع صوت يسوع قائلا أنا قد جئت نورا إلى العالم حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة.

 

مسيحيات

طبيعة الإيمان

يومياً وباستمرار نحن نمارس الإيمان و 99% من كل معتقد وقيمة نمتلكها تكون بالإيمان، فهو المحور المركزي لكل الحياة. على سبيل المثال، دعونا نقول أنك أُصبت بمرض فتذهب إلى طبيب لا تعرف حتى أن تلفظ اسمه أو تحدد تخصصه. يعطيك وصفة طبية لا تستطيع قراءتها فتذهب بها إلى الصيدليّ الذي لم تقابله أبداً من قبل ويعطيك مركب كيميائي لا تستطيع فهمه. تذهب بعدها إلى البيت لأخذ الدواء كما هو مكتوب على العلبة. أنت تثق بكل ذلك بإيمان مخلص. الإيمان أيضاً هو المحور المركزي للحياة المسيحية. تظهر كلمة الإيمان 232 مرة في الكتاب المقدس.

ما هو الإيمان؟

أعتقد أولاً أنه سيكون من المفيد إخباركم ما هو الإيمان.

الإيمان ليس عاطفة، أعني أن يكون شعورك حسناً تجاه الله.

الإيمان ليس انتقال مفاجئ كأعمى في الظلام على الرغم من أنه حقيقة.

الإيمان ليس قوة كونية تستخدمها ببراعة لتحصل على ما تريده من الحياة. مثل القوى في أفلام الخيال العلمي
لسوء الحظ أن هذه الأفكار عن الإيمان تُعلّم في بعض الكنائس في الوقت الراهن.

يروي لنا هانك هانغيراف في كتابه ”المسيحية في أزمة” قصة لاري ولوكي باركر اللذان أوقفا حقن الأنسولين عن أبنهما المصاب بمرض السكري لأنه قد تم إخبارهما أنه لو أنهما يؤمنان فحسب إذا استخدما مجرد القوة فأن ولدهما سيشفى. لكن دخل أبنهما في غيبوبة بسبب ذلك وتوفى في وقت لاحق. وبدلاً من إقامة جنازة له، أقاموا له خدمة القيامة مؤمنين أنه لو كان لديهما إيمان كافٍ، أي بما معناه إنهما إذا قالا الأشياء الصحيحة وآمنا بقوة بدون إظهار أي علامات للشك، حينها سوف تٌرجع قوة إيمانهما ولدهما من الموت. حوكم لاري ولوكي وأدينا بجريمة قتل والإساءة المتعمدة للطفل. لماذا؟ لأنه كان لديهما الفكرة الخطأ عن الإيمان.

تظهر الأناجيل في العهد الجديد متى ومرقس ولوقا ويوحنا أن التلاميذ كثيراً ما كانوا مشوشين فيما يتعلق بالإيمان. إلا أنهم كانوا حكماء بما فيه الكفاية ليسألوا يسوع عنه. ونرى التلاميذ في إنجيل لوقا الإصحاح 17 يطلبون من يسوع أن يزيد إيمانهم، وهذه كانت هي إجابة يسوع لهم: “لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذه الجميزة انقلعي وانغرزي في البحر فتطيعكم” لوقا 6:17. إجابة يسوع كانت مثيرة للاهتمام. لاحظوا أن يسوع لم يقل بعض من الأمور التي أعتدنا على قولها كثيراً في الكنائس. يسوع لم يقل، “انتم بحاجة لأن تحاولوا أكثر” ولم يقل “عليكم أن تؤمنوا فحسب.” إجابة يسوع تكشف عن حقيقة مهمة عن طبيعة الإيمان. حبة الخردل هي الحبة الأصغر بين كل الحبوب. أستخدم يسوع تلك الحقيقة لتوضيح أن حجم إيمانك ليس هو المهم. بل بالحري…أن قوة الإيمان موجودة ضمن مصداقية هذا الإيمان وليس مدى الثقة التي تتمتع بها.

دعوني أوضح لكم ما أعنيه. افترضوا أنني أقف على حافة بحيرة إثناء الأسابيع الأولى الباردة من فصل الشتاء في الجزء الشمالي الشرقي من الولايات المتحدة. بدأت البحيرة بالتجمد مكونة طبقة رقيقة من الجليد فوقها. أقوم وأنا ممتلئ بالإيمان والثقة بمحاولة السير على الجليد المكون حديثاً. لسوء الحظ، حتى وأنا كلي ثقة و”ممتلئ بالإيمان” فأن النتيجة ستكون صدمة مبللة وباردة. طالما أن طبقة الجليد رقيقة جداً، فإيماني لا يهم أبداً لأنه ليس للجليد مصداقية.

تخيلوا معي الآن المنظر بعد عدة أشهر، بعدما أثر الشتاء على المنطقة تأثيراً فعّالاً. أصبح الجليد الآن أكثر سماكة بينما كنت واقفاً على حافة البحيرة. وبسبب تجربتي السابقة، فأنا سأكون حريصاً جداً بينما أفكر بالسير على الجليد. أنا لست واثقاً أن الجليد سيتحمل ثقلي. فعلى الرغم من كل شيء فهو لم يتحمل ثقلي من قبل. على الرغم من خوفي و”إيماني أقل” ممّا كان عليه في السابق، إلا أن الخطوة الصغيرة المترددة التي سأتخذها ستشعر بصلابة الجليد. ما هو الفرق؟ أصبح الآن الهدف أكثر مصداقية.

صحيح أن قوة الإيمان موجودة في مصداقية هدف الإيمان، لكن…درجة الإيمان التي يضعها الشخص في الهدف من الإيمان تتناسب مباشرة مع معرفة الهدف من الإيمان.

على سبيل المثال لا الحصر، تخيلوا رجلاً يخاف من الطيران. أول ما يصل إلى المطار يقوم بشراء بوليصة تأمين على الحياة. يقوم بوضع حزام الأمان قبل عشرين دقيقة من ميعاد الإقلاع ويستمع بعناية فائقة “لتعليمات الطوارئ” الروتينية. ليس لديه إيمان أن الطائرة ستوصله إلى وجهته. لكن ما أن تستمر الرحلة بدون أي شيء، يشعر الرجل بالراحة. يقوم أولاً بفك حزام الآمان ومن ثمَ يتناول طعامه وسرعان ما يبدأ بتبادل الحديث والمزاح مع الشخص الجالس بجانبه. لماذا هذا التغير؟ ما الذي حصل؟ هل يوجد إيمان أكثر على ارتفاع 36000 قدم؟ بالطبع لا. كلما ازدادت معرفته بهدف إيمانه – الطائرة – كلما ازداد الإيمان الذي وضعه في ذلك الهدف.

هكذا هو الإيمان المسيحي. كلما تعلمنا المزيد عن الرب، كلما ازداد إيماننا به. تعلم أن تعيش حسب حقائق كلمة الله بدلاً من أحاسيسك. امضي الوقت في قراءة الكتاب المقدس متفكراً فقط واطلب من الله أن يظهر لك المزيد عن ذاته. يوجد الكثير والكثير من الآيات التي تستطيع أن تبدأ بها. مزامير 145 و146 و147 هي ثلاثة إصحاحات رائعة تصف من هو الله. اطلب من الله في الكتاب المقدس كله أن يعلمك المزيد عن ذاته ولاحظ على وجه التحديد كيف يريد منك أن تثق به. اطلب من الله في أي موقف يصادفك، “ماذا عنك يا إلهي، هل سيكون مفيداً لي أن أعرف عنه لأنني أثق بك في هذا الموقف.” اقرأ الكتاب المقدس وكن تلميذاُ لله وأقم العلاقة معه.

قال ل. د. مودي ذات مرة: “لقد كنت أصلي يومياً حتى يمنحني الله الإيمان. بعد ذلك، كنت اقرأ في أحد الأيام رومية 17:10 التي تقول، “إذاً الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله.” لذلك بدأت بقراءة كتابي المقدس وابتدأ إيماني ينمو منذ ذلك الحين.”

 

مسيحيات

لماذا لا نسمع التحذير

في يوم 19/ 12/ 2001 كان رجل من ولاية فلوريدا يبلغ من العمر 37عاماً يتمشى مستمتعاً بسماع موسيقى صاخبة عبر سماعتي أذن ( head phone) وكان هذا الرجل يتمشى فوق قضبان السكة الحديدية، لكن قطار الشحن كان قادم من خلفه وأطلق صفارته، مرة تلو الأخرى، ولم يسمع الرجل صوت القطار قادم ‍‍… فصدمه القطار فأصيب بجروح بليغة ونقل إلى المستشفى في حالة خطيرة جداً … ربما نقول عن هذا الرجل هو وحده يتحمل نتيجة تصرفاته الخاطئة ، وربما نشفق عليه ونقول كيف تحولت لحظات الطرب إلى كارثة مفجعة ؟ لكن أيها الأحباء أليس لنا رسالة من الله في هذه الحادثة ؟
لقد كان هذا الرجل معطياً ظهره للقطار فلم يشاهده ، وكان قد سد أذنيه بسماعة المسجل فلم يسمع صفارة القطار، وكأنّ الصفارة تقول له ( ابتعد سريعا وإلا تهلك هلاكاً عظيماً ) لكنه للأسف حواسه وأفكاره مُمتلكة بضجيج الموسيقى !!!

أيها القارئ الكريم لو سألتني ما هي رسالة الله لنا ، لقلت للجميع : كما أنذر القطار ذلك الشخص من موت محقق هكذا الخطاة أيضاً يُسمّعهم الله أصوات التحذير ، التي تحذرهم من النهاية المؤلمة في الأبدية المظلمة إن لم يطيعوا صوته !!

إنّ الكتاب المقدس مليء بالتحذيرات والإنذارات، فهو يحذر المهملين وغير المهتمين بأمر خلاصهم “فكيف ننجو نحن إذا أهملنا مثل هذا الخلاص العظيم ؟” ( رسالة العبرانيين 3:2 ) ، ويحذر من يؤجل خلاصه “اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسّوا قلوبكم ” ( رسالة العبرانيين15:3 ) ، وينذر من عاقبة الاستمرار في الخطية التي تؤدي إلى قساوة القلب ” لا يقسّى أحد منكم بغرور الخطية ” ويحذر من موت الإنسان بخطاياه وبذلك ينتظر الدينونة ” وضع للناس أن يموتوا مرةً ثم بعد ذلك الدينونة ” ( رسالة العبرانيين 27:9 ) ، فهذه التحذيرات وغيرها من الإنذارات هي كصفارة القطار تحذر وتنبه كل واحد فينا ، لكن لماذا لا يسمع البعض صوت التحذير؟
ولماذا لا يهرب الكثيرين لحياتهم من هذه الأخطار ؟؟ بكل بساطة أقول إنّ حياتنا تشبه كثيراً ذلك الشخص الذي كان يتمشى على سكة القطار منعزلاً عن العالم الخارجي، فأذنيه تسمع ما يطربها ولا تسمع ما ينذرها !! . وكثيرة هي الأشياء التي تشبه السماعة وتجعلنا نسمع لأصوات العالم بما فيه من مشغوليات ومغريات ..فنحسب أنّ تنعم يوم بالخطية لذة!! . فنبقى طوال حياتنا نسمع … ونسمع للعالم أو للشيطان … وتدريجياً تصبح حياتنا في معزل عن سماع كلمة الله ، فينطبق علينا قول الرب يسوع ” لهم آذان ولا يسمعون ” !! وكم كان الرب يسوع في نهاية تعاليمه يقول للجموع هذه العبارة “من له أذنان للسمع فليسمع” فقد كان يعرف إن الكثيرين سيعطون ظهرهم لكلمته ويصّمون آذانهم وما أخطر ذلك، والكتاب المقدس يوضح إن كل من يسد أذنه عن كلمة الله فهو كالأفعى الصماء !! أي إن حياته في شرٍّ عظيم.علينا إذاً أيها الأحباء أن نرفع كل معطل يعيقنا عن سماع كلمة الله ، وكل واحد عليه أن يكون صريحاً مع نفسه ويقول : هل أنا في خطر ؟ فقطار الأبدية قادم !!! وهل لازلت عائش في الخطية ومستعبد لها؟ أم أنا في أمان ؟ لأني مخلص بالنعمة وتائب عن الخطية .

صوت النعمة :
الفرصة مفتوحة الآن لكل شخص ميت بالذنوب والخطايا يوبخه الروح القدس على خطاياه ، فقط أفتح قلبك للرب يسوع وادعه ليدخل إلى حياتك ، اسمعه وهو يقول ” هاأنذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه .. ” رؤيا يوحنا 20:3 ، ويقول الرب أيضاً ” الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله
1. حياة أبدية
2. ولا يأتي إلى دينونة
3. بل قد انتقل من الموت ( الروحي ) إلى الحياة إنجيل يوحنا 24:5

 

مسيحيات

كيف يغيرنا الله

تنتاب حياتنا من حينٍ لأخر مجالات نصارع فيها كثيراً؛ المجالات التي نتمنى أن تكون مختلفة. من المرجح أن يكون سبب شعورنا بالإحباط هو عثرات أو عادات أخلاقية. كيف يريدنا الله أن نتعامل مع هذه المجالات؟ هل يوجد طريقة لإيجاد الحرية والتغيير الحقيقي؟ نعم يوجد. الذي فهمته عن نعمة الله أحدث فرقاً قوياً في حياتي. وأنا واثقة أنه من الممكن أن يحدث نفس الفرق القوي في حياتكم. ماذا يتبادر إلى ذهنكم عندما تسمعون كلمة النعمة؟ أعتقد أن أفضل تعريف وجدته كان قد كتبه المؤلف جوزف كوك ، “النعمة ليست أكثر أو أقل من الوجه الذي تعتريه المحبة عندما تقابل بالنقائص والضعفات والفشل والخطية.”

رومية 2:5 نحن جميعنا نعرف أنه يوجد في داخلنا جزء جيد وجزء باطل. جميعنا لديه ذلك الجزء الذي نريد من العالم كله أن يراه – عندما تكون سلوكياتنا في أفضل حالاتها. ولكن لجميعنا أيضاً ذلك الجزء الذي نريد أن نخفيه عن أعين العالم – الأمور التي تجعلنا نشعر بالخجل بسببها. نحن نعيش في حضارة تنزع إلى التحسين الذاتي. نمضي الكثير من الوقت والطاقة ونحن نحلل أنفسنا ونحاول أن نكتشف ما الذي يحسن الجزء الباطل ويجعله أفضل. نحن نذهب للتسوق أو إلى الصالات الرياضية مكرسين أوقاتنا وطاقاتنا وأموالنا على تحسين ما نعتبره الجزء الباطل بداخلنا، والجزء الذي لا نستطيع تحسينه أو لم نحسنه بعد، ننزع إلى إخفائه. يمكننا اختبار نعمة الله؟ من الصعب أن نفهم النعمة بدون أن نفهم الشريعة. نحن نرى شريعة الله الكاملة ووصاياه وكيف يريدنا أن نعيش…وبصراحة، نحن كثيراً ما نفشل في العيش حسب معاييره. ما الذي نفعله بشريعة ووصايا الله؟ الشريعة هي بمثابة المرآة بالنسبة لنا.

عندما تنظر إلى المرآة فأنت قد ترى بقعة وسخ كبيرة على وجهك والتي لم تكن تعرف أنها موجودة. لا يمكن للمرآة أن تزيل بقعة الوسخ، ولكن أنت بالتأكيد سعيداً لأنك نظرت إلى تلك المرآة قبل خروجك من البيت. بنفس الطريقة، فأن شريعة الله تكشف نقائصنا وخطايانا ونحن نكون شاكرين لرؤيتهم، لأنه بهذه الطريقة يمكن أن نضعهم أمام الله حتى يستطيع الله أن يتعامل معهم بواسطة نعمته. تقول الآية في غلاطية 24:3، “إذن كانت الشريعة هي مؤدبنا حتى مجيء المسيح. لكي نبرر على أساس الإيمان.” عندما نأتي للمسيح فأننا نأتي لمعرفتنا أننا بحاجة لمخلص. الحقيقة هي أننا سوف نحتاج دائماً إلى مخلص لبقية عمرنا. تقول آيات عبرانيين 13:4-16، “ليس هنالك مخلوق واحد محجوب عن نظر الله. بل كل شيء عريان ومكشوف أمام عينيه. هو الذي سنؤدي له حساباً. فما دام لنا رئيس كهنتا العظيم الذي أرتفع مجتازاً السموات. وهو يسوع أبن الله فلنتمسك دائماً بالاعتراف به. ذلك لأن رئيس الكهنة الذي لنا ليس عاجزاً عن تفهم ضعفاتنا. بل إنه قد تعرض للتجارب التي نتعرض نحن لها. إلا إنه بدون خطية. فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة.

لننال الرحمة ونجد نعمة تعيننا عند الحاجة.” لكن في بعض الأحيان كنت لا أزال أصارع وخصوصاً ذهنياً. على سبيل المثال، كنت اعلم أنني سأذهب إلى مؤتمر كبير لغير المتزوجين في كيستون، كولورادو، وفكرت “يجب أن أخفف من وزني قبل ذهابي إلى كيستون.” فأحاول جهدي ولكن محاولتي لم تنجح تماماً. وفكرت مرة أخرى، “حسناً، سأبدأ يوم الاثنين المقبل.” كان الوقت يقترب بسرعة، لذلك وقبل حوالي أسبوعين من موعد ذهابي إلى المؤتمر، كنت لا أزال أرغب في أن أخسر خمسة كيلوغرامات من وزني. لكن كلما كانت محاولاتي تزداد كلما كانت قدرتي على عمل ذلك تقل. لذلك أفضيت بهمومي لصديقة عزيزة قائلة، “كما تعلمين يا كاي، أنا محبطة كثيراً بسبب وزني ولا أستطيع أن أتعامل مع الموقف بشكل سليم. يجب أن أخسر خمسة كيلو غرامات من وزني قبل الذهاب إلى كيستون.

” وأخبرتها عن وزني. فقالت، “هل تعتقدين يا ني أنهم سيحبونكِ أكثر في المؤتمر إذا كان وزنك أخف؟” أحسست أني أكاد أختنق وأنا أقول، “هل تعلمين يا كاي إنني أعتقد أنه يوجد شيء بداخلي يجعلني أفكر هكذا.” فنظرت إلي وقالت، “إني أحبكِ يا ني كما أنتِ ولا يهمني كم هو وزنكِ.” وانتابتني نوبة من البكاء لأن صديقتي كاي أظهرت لي النعمة عندما تواضعت وأخبرتها الحقيقة. وهل تعلمون ماذا حصل؟ لقد وجدت دافع داخلي جديد وخففت بعضاً من ذلك الوزن. ما لا تستطيع الشريعة إنجازه، النعمة تنجزه. تقول الآية في عبرانيين 9:13، “…فمن الأفضل أن يثبت القلب بالنعمة…”. سوف يفعل الله نفس الشيء معنا إذا ما تقدمنا إليه بصدق. أنظروا إلى الآيات في لوقا 9:18-4 حيث يقول يسوع هذا المثل: “وضرب ايضاً هذا المثل لأناس يثقون في نفسهِم بنهم ابرار ويحتقرون الآخرِين:صعد إنسانان الى الهيكل ليصليا، أحدهما فريسي والآخر جابي ضرائب فوقف الفريسي يصلي في نفسه هكذا: شكرك، يا الله ، لأني لست مثل باقي الناس الطماعين الظالمين الزناة، ولا مثل جابي الضرائب هذا اصوم مرتين في الاسبوع، واقدم عشر كل ما اجنيه ولكن جابي الضرائب، وقف من بعيد وهو لا يجرؤ ان يرفع عينيه نحو السماء، بل قرع صدره قائلاً: ارحمني، يا الله ، انا الخاطيء اقول لكم: ان هذا الإنسان نزل الى بيته مبررا، بعكس الآخرِ. فإن كل من يرفع نفسه يوضع؛ ومن يضع نفسه يرفع.

” بطرس الأولى 5:5-7. أن أفضل الأشخاص الأصحاء هم الأشخاص الذين يدركون أنهم مقصرون وبدلاً من أن يدافعوا عن أنفسهم، يكونوا قادرين على أن يقولوا، “أرحمني يا الله أنا الخاطئ.” حاول الفريسي جهده أن بكون قديساً وأن يحافظ على الشريعة ولكن دوافعه هذه كانت لمجرد أعطاء الآخرين الانطباع الحسن عنه. دعاهم يسوع بـ “القبور المفتوحة”. كانت هيئتهم الظاهرية تبدو وكأنهم متدينون ولكنهم كانوا أموات داخلياً وقلوبهم مليئة بالحقد والمرارة تجاه يسوع. على سبيل المثال كانوا يطبقون الشريعة إلى حد التطرف وخصوصاً “عدم العمل في أيام السبت.” عندما شفى يسوع بدافع محبته العظيمة شخصاً في يوم سبت، قام الفريسيين بانتقاده. من الأسهل لنا في بعض الأحيان أن تكون علاقتنا مع الشريعة بدلاً من يكون لنا علاقة مع الرب. وأكثر ما يفضله الشيطان هو أن نركز على الشريعة وصايا الله بدلاً من التركيز على الله. هل نريد أن نختبر نعمة الله؟ إذن، يجب أن نتقدم إليه بصدق وتواضع. جاءتني منذ عدة سنوات امرأة شابة بعد أحدى الحلقات الدراسية. كان وجهها يبدو معتماً وكان يبدو عليها أنها مثقلة بالهموم وتشعر بالإدانة. عندما بدأنا بالتكلم، أدركت أن المسيح موجود في حياتها، ولكنها تعاني من عادة في حياتها تجعلها تشعر بالخجل الشديد. لقد حاولت جهدها التخلص منها لكن دون فائدة تذكر ولم تستطع إيقافها. على الرغم من جميع تعهداتها ومحاولاتها، فأنها لم تستطع إيقافها. وعندما يحدث ذلك الشيء تشعر بأنها بغيضة ومدانة. فوضحت لها أن الشيطان يحب منا أن نرتكب الخطايا ويحب أن يقض مضاجعنا ورؤوسنا بها حتى ندين أنفسنا. وسألتها إذا ما كانت قد وضعت المشكلة أمام الرب. فكانت إجابتها بالنفي. لقد كانت تشعر بالخجل الشديد لدرجة أنه لم تعرضها أمام الرب أبداً. “وفِي هذا نرى المحبة الحقِيقِية، ل محبتنا نحن لِلهِ، بل محبته هو لنا. فبِدافِعِ محبتِهِ، رسل ابنه كفارةً لِخطايانا” يوحنا الأولى 10:4. فقلت لها، “في المرة القادمة التي يحدث بها ذلك، وبدلاً من أن تبقي منعزلة، وبدلاً من أن تبقي تشعري بالإدانة، أريد منكِ أن تستخدمي خطيتكِ لتذكركِ بمحبة الله.” وأخبرتها أنه عندما يحدث ذلك مرة أخرى أن تظهره إلى النور وأن تقول شيئاً مثل هذا، “أشكرك أيها الرب لأنني أنتمي إليك. أشكرك أيها الرب لأنك تحبني. اجعل أيها الرب دم يسوع المسيح أن يطهرني من كل خطاياي. أني أعترف أيها الرب بخطيتي ولكني لا أستطيع مقاومتها ما لم تمكنني من ذلك أنت أيها الرب. أنني أضع إرادتي ونفسي أيها الرب بين يداك معتمدة على كلمتك. هل تعمل في وبواسطتي بروحك القدوس ما لا أستطيع عمله أنا.” صليت معها وشكرنا الله معاً من أجل نعمته وسلامه. لقد كان واضحاً جداً لي أنها تريد أن تترك هذه الخطية وأن تتوب عنها ولقد فعلت ذلك. استلمت منها بعد شهرين رسالة لأنني طلبت منها أن تكتب لي وتخبرني عن أوضاعها. تقول في رسالتها، “كم أنا مندهشة يا ني كيف أنه في هذين الشهرين كل ما كان يسبب لي المشاكل بدأ بالتلاشي إلى شيء ضئيل مقارنة مع ما كانت عليه الأمور.” لقد كانت تحت سيطرة الخطية ولكن خارج سيطرة النعمة.

عندما تواضعت أمام الرب وأمامي ووضعت خطيتها تحت نور نعمة الله، فأنه لبى احتياجها هناك. رومية 20:5، “وما الشرِيعة فقد دخِلت لِتظهِر كثرة المعصِيةِ. ولكِن، حيث كثرتِ الخطِيئة، تتوافر النعمة كثر جِداً.” نعمة الله موجودة ولكن يجب أن نؤمن بها حتى نحصل عليها. يجب أن نثق بكلمة الله التي تقول أن النعمة موجودة حتى يصبح بمقدورنا الحصول عليها. قال أحدهم أنه يوجد شرطاً لا غنىٍ عنه على الإطلاق يجب تلبيته من قبل أي شخص إذا ما كان يريد أن تغير النعمة حياته، وهو أنه يجب أن يؤمن بنعمة الله. يجب أن نتجاوب مع الله بثقة متبادلة وهو سوف يعمل. إذا كنت أعلم أن الله جدير بالثقة المطلقة وإذا كنت أعلم أن محبته هي حقيقة مطلقة وأن لطفه يكون بإخلاص مطلق وأن اهتمامه بي يعني فعلاً حياة أفضل، فأنه سوف يفعل حينها ما يجب على طبيعته المميزة أن تفعله. أنه سوف يصل إلى أعمق أعماق نفسي حيث أعيش فعلياً ويمكن لنعمته أن تحولني فعلاً. يمكن لنعمة الله أن تلمس أعمق أعماق دوافع قلبي المحفزة ويجعل مني شخصاً جديداً. وهذا هو الشيء الذي يتعهد الله أن يفعله لنا. يقول الله، “فهذا هو العهد الذِي أبرِمه مع بنِي اسرائِيل، بعد تِلك اليامِ، يقول الرب: ضع شرائِعِي داخِل ضمائِرِهِم، وكتبها على قلوبِهِم، وكون لهم الهاً، وهم يكونون لِي شعباً” رومية 10:8. يعمل الله في حياتنا بنعمته ما لم تستطع الشريعة الخارجية عمله أبداً. تقول الآية في كورنثوس الثانية 18:3 “ونحن جميعا فيما ننظر الى مجد الرب بوجوه كالمرآة لا حجاب عليها،نتجلى من مجد الى مجد لنشابه الصورة الواحدة عينها، وذلك بفعل الرب الروح.” التحول هو العملية المقصودة.

عندما نثق بالله وبكلمته، فأنه سيكون متحرراً ليحول قلوبنا وأذهاننا. لكن يجب أن يكون مفهوماً أن هذا التغيير لا يحدث كله مرة واحدة. أنها عملية متواصلة. ألف لويس سبيري شافر كتاباً شاملاً عن النعمة يقول فيه، “الشهادة الشاملة الصادقة لكلمة الله هي أن كل مظهر من مظاهر الخلاص وكل بركة للنعمة الإلهية في الوقت الحالي وفي الأبدية يكون شرطهم الوحيد هو الإيمان فقط.” العلاقة مع الله أقوى بكثير من الشريعة. أكثر ما يريده الشيطان هو أن نبقى مرتبطين بالشريعة حسب الناموس حتى نشعر دائماً بالذنب ونشعر بأننا مدانون طوال الوقت. لكن الرب يقول في رومية 1:8 “فالآن إذاً ليس على الذين في المسيح يسوع أية دينونة بعد.” عندما نكون تحت النعمة يكون لدينا أكثر من مجرد مصادرنا الخاصة. لدينا روح الله القدوس الذي يمكننا من عمل مشيئته. الحياة الممتلئة بالروح تدرك نعمة الله لحظة بلحظة.

الحياة الممتلئة بالروح تعرف متى تفشل وتسقط وتضع كل الأمور أمام الله مرة أخرى. لا يحدث النمو إلا عندما نتحمل المسؤولية الشخصية لخطايانا ونطلب من الله أن يغيرنا. مات يسوع على الصليب من أجل خطايانا وسيئاتنا. لقد كنا مذنبين ويسوع دفع ثمن تلك الذنوب. عندما نعترف بخطايانا، فأننا نتعامل مع ما هو خطأ بالطريقة الصحيحة والذي دفع ثمنها مسبقاً يسوع المصلوب على الصليب. مسألة كونك رجل أو امرأة لا يهم، الذي يهم هو أن نكون متواضعين وصادقين فيما يتعلق بخطايانا وأن نقبل نعمته وأن ننمو. قال جون بويل التالي، “نحن نعتقد أنه يجب علينا أن نتغير وأن ننمو وأن نكون صالحين حتى نكون محبوبين. لكن بالحري فان الله أحبنا ومنحنا نعمته حتى نتغير وأن ننمو وأن نكون صالحين.” العائق الوحيد للشفاء في حياتنا هو الدرجة التي نكشف بها عن أنفسنا.

حتى ننمو يجب أن نلتزم بما هو حق. تمنحنا نعمة الله الحرية لمواجهة الله ومواجهة حقيقة أنفسنا تحت نور كلمة الله. عالمين أن الله يحبنا ويقبلنا، فأنه يدعونا لنتقدم إليه بكل شيء حتى ليساعدنا على اختبار الحرية يوحنا 32:8 والحصول على حياة أفضل يوحنا 10:10. لا دينونة بعد الآن أتذكر امرأة شابة جاءت إلي من أجل المشورة. وحسب وصفها فأنها كانت تعاني من التقلصات العصبية في معدتها وأن ذنبها عظيم وأنها لا تستطيع النوم. كان شعورها بالدينونة والخوف الشديد والإهانة فوق التصور. السبب أنها كانت تشعر بهذه الطريقة هو أنها تورطت بعمل لاأخلاقي. أنها تعرف ما تقوله كلمة الله وأنها لا تريد أن تتورط بهذه الطريقة. لقد علقت في أحدى مواقع الإنترنت وكانت خائفة من إخبار أي أحد لأنها كانت تخشى الرفض. قصت على مسمعي القصة بأكملها وهي مطأطئة الرأس. لم تترك أي تفاصيل حتى ولو كانت صغيرة لأنها كانت فعلاً بحاجة للمساعدة. لقد كانت متشحة بالندم بكل صدق على خطاياها. لقد كانت نادمة. اعترفت بحضوري بخطيتها للرب وقبلت مغفرته ونعمته. وأخبرتني لاحقاً أنها عندما جاءت لرؤيتي كانت حبيسة سجن عاطفي داخلي وما وجدته حين جاءت كان المحبة والقبول بدلاً من رفضها. وبعد عدة أشهر استلمت منها رسالة تقول، “لقد تحطمت قيودي وفتح باب الزنزانة ورفع عن كاهلي الآلاف من الأثقال. اشعر الآن بشعور الحرية والانتعاش. عندما كنت معكِ لم أفعل أي شيء.

أنتِ الذي قمتِ بالعمل كله. لقد كنتِ أنتِ من فعل ذلك. لقد بينتِ لي محبة يسوع وقبوله ومغفرته.” كنت قد طلبت منها في ذلك الوقت أن أكون مسؤولة عن محاسبتها وأخبرتني لاحقاً أنها لم تشعر أن تلك المحاسبة شكلت أي ثقل. لكنها شعرت بالأمان لأنها يجب أن تحاسب أمام شخص لديه نعمة عظيمة. استمرت بالحصول على مساعدة إضافية وأصبحت تتفهم احتياجاتها أكثر فأكثر وقالت أن النعمة أصبحت أكثر من مجرد نظرية لاهوتية بعدما كانت قد اختبرتها. الشريعة التي كانت كلها خير وقداسة وكمال كشفت خطيتها كالمرآة. لقد تواضعت واعترفت بخطاياها. قالت الحقيقة لنفسها ولي وللرب. والنتيجة كانت أنها حصلت على النعمة في وقت الحاجة. بوضعها لخطيتها تحت النور وأمام الرب بتواضع وبصدق سمحوا لها بالحصول على النعمة وتحريرها لتنمو. فكروا بمجال أو مجالات تشعر فيها أنك مدان أو تخاف الرفض…حيث لا تشعر بأنك كامل. أنت بحاجة لأن تتقدم إليه بتواضع وصدق حيث أنت مقصراً عن شريعة الله. لا يوجد حاجة لأن تكذب ولا حاجة لأن تختبئ ولا حاجة لتشعر بالإدانة.”فالآن إذا ليس على الذين في المسيح يسوع أية دينونة بعد. لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد حررني من ناموس الخطيئة ومن الموت.فإن ما عجزت الشرِيعة عنه… أتمه الله إذ رسل ابنه…حتى يتم فينا البر الذي تسعى إليه الشرِيعة، فينا نحن السالكين لا بحسب الجسد بل بحسب الروح” رومية 1:8-4.

 

مسيحيات

كلمة الله

كثيرًا ما نقوم بتشبيه أمور معينة في حياتنا بأمور أخرى كي نفهمها بشكل أفضل أو لنفهم عملها أكثر، وهذا ما نجده واضحًا في الكتاب المقدس، فنجد أن الكتاب المقدس يشبه بعدّة أمور فهو كالسيف ذي حدين يصل إلى مفارق النفس والروح والمفاصل، وهو كالعسل الذي هو شهي لنفوسنا، وهو كاللبن الذي يشتهيه المؤمن ليعرف الله أكثر، وهو كالمرآة التي بها نرى حقيقية أنفسنا.

إن كلمة الله التي بين أيدينا هي من أعظم بركات الله للإنسان، فالله وضع بين أيدينا ما يمكننا أن نعرف عنه ونعرفه من خلاله، وليس ذلك فقط ولكنه كلمته تلك هي حية وفعّالة ومغيّرة للحياة. وكلمته تحيي النفوس وتقوي القلوب وتغذي الأفكار وتقوم السلوك وتغني الحياة  وترشد النفوس وهي مصدر تشجيع وقوة وتعزية لنا. فهل ندرك ونعلم أن بين أيدينا هذه البركة وننساها أو نتجاهلها أو لا نستغلّها! إن فعلنا هذا فنحن الخاسرون، ونحن نقود أنفسنا بعيدًا عن طريق البركة. هذا يشبه من يملك امتياز الحصول على شيء مميز أو الدخول إلى مكان خاص ولكنه لا يستغل هذا الامتياز فيخسره.

فلنعبر كلمة الله ولنجعلها تعبر قلوبنا فتغيّرنا، فنرى العالم كما تصوّره هي، ونرى أنفسنا والآخرين من خلالها. فكلمة الله صادقة وفعّالة، ونحن بحاجة لها في عالم شرير ساقط. ولنتعلّم من حياة شعوب تسطر قصّتهم، وقصص أشخاص عاشوا وماتوا وما بين حياتهم وموتهم حدث الكثير. ولنأخذ منها عبر ومعاني لحياتنا، ولنكتشف وعود وبركات غنية، ولنمسك منها برجاء لمستقبلنا. ولنبحث فيها عن مبادىء لحياتنا وسلوكياتنا وطرق ووسائل تعاملنا مع أبنائنا وأصدقائنا والمختلفين عنا. لنكتشف خطايانا وسقطاتنا ولنجد طرق توبتنا وتبريرنا وتقديسنا.

فما دام أمامك العسل لم لا تسمتع به، وما دام معك السيف لماذا لا ترفعه عاليًا، وما دامت أمامك المرآة لم لا تنظر بها فتعرف كيف تتغير إلى تلك الصورة عينها أي تكون أكثر شبهًا بيسوع.

الطريق