سمات العصر

لدى قراءة أو سماع عبارة « سمات العصر » قد يتبادر للذهن مباشرة أفكار مرتبطة بعصرنا الحالي , و هي صحيحة بالتأكيد, إنما قد تكون هناك سمات مختلفة في العصور الماضية و المستَقْبَلة. لكن تبقى هناك سمات أساسية مُشتَرَكة تلك المتعلّقة بطبيعة الإنسان. و سنستعرض أهمّها بحسب ما تُعلّمنا إياه الكلمة الإلهية المُباركة.

و ذلك من عدّة أمكنة في الكتاب المقدس , و بشكل رئيسي : رومية ١ و تيموثاوس الثانية ٣

أصلي أن تكون هذه السلسلة من التأملات في كلمة الله سبب بركة و فائدة للجميع.

١- ( استبدال حقّ الله بالكذب )

اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ ( رومية ١ : ٢٥ )

منذ بدء الخليقة و حتى اليوم, دأب الإنسان لتحقيق ارتباط ما مع قوة أعظم منه, لشعوره بالفراغ و الحاجة و الضعف , فقام الإنسان بابتداع صور و أشخاص و منحوتات للعبادة مُستحِقّة˝ صفة الكذب, ف تلك الأنماط هي كذبة وتمثيل زائف لله. والإنسان الذي يعبد صورة مخلوق ,يهين بهذا الخالق و يحتقره، و هو المستحق ليس الإهانة بل الإجلال والمجد إلى الأبد. و هذا ما يُسمّى عبادة الأوثان.
ما أكثر ما يعمل الإنسان مسوقا˝ من إبليس على إلباس ما يعبده صفة الإلوهية,
و بديهي أن كل ما هو غير الحق فهو كذب , لذلك فكل تَقدُّم لله- بغير ما رسمته إرادة الله المُعلَنة لنا في الكتاب المُقدّس- هو كذب و إهانة لله.
أخي أختي هل استبدلت حقّ الله بالكذب ؟
أدعوك لقراءة كلمة الله لتعرف إعلان الله عن ذاته للبشر فتختبر ارتباطا˝ حقيقيا˝ معه يُشبع قلبك و روحك.

 

٢- ( أهواء الهوان ) . ( الانحطاط الأخلاقي الأدبي )

( رومية ١ : ٢٦ – ٢٧ )

خَلَق الله الإنسان حَسَنا˝, و وضع غرائز طبيعية في الجسد البشري ، لكن سوء استخدام هذه الغرائز بصورة خاطئة ( خارج الرؤية الإلهية ) هو ما يُشار إليه ب ” الزنا و العهارة “ . بينما المقصود ب « أهواء الهوان » هو الممارسات الشاذة بين أفراد الجنس الواحد ( المثليّة ).
فالشهوات الشاذة غير الطبيعية تنزل بالإنسان إلى ما هو أحط من الحيوان. و جليٌّ لكل عاقل أن البهائم تتكاثر وفق عملية جنسية بين ذكر و انثى, فبالتالي أن انسياق الإنسان وراء غرائز شاذة حتى عن البهائم يجعله منحطا˝ لأدنى الدرجات.
لمن المستغرب و المستهجن كيف أن الإنسان يترك مقامه الفريد و قيمته , لينحطّ لأدنى مستويات الانحطاط, فيبدأ يبحث في عالم الحيوان ليأخذ مبررات لسلوكه الشاذ.
لقد انغمست البشرية لهذه الأمور المُهينة و المُخجِلة , بل واستعبدت لها بواسطة شهواتها التي ليس لها حاجز أو رادع, و للأسف حاليا˝ في البلاد المتحضّرة بالاسم لا بالخُلق ( الغرب ) تمارس هذه الشرور الشاذة الفظيعة المخجلة بكيفية علنية بدون حياء أو خجل. لا بل و تأخذ حماية من التشريعات و القوانين تحت مُسمّى الحرية الشخصية.
ولكن أمام هذه الصورة المُذلِّة نرى صورتنا بحسب الطبيعة ’’بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين‘‘ (أفسس 3:2).
إنما هذه الصورة في الوقت نفسه تُعظّم نعمة الله التي افتقدتنا، و تزيدنا شكراً لفادينا ومحرّرنا العظيم, له كلّ المجد.

 

( ٣ ) ( الُبعد عن الله )

رومية ١ : ٢٩ – ٣١

انغمس البشر بقائمة مطوّلة من الشرور المهينة, على الصعيدين الشخصي و العام , و يسرد لنا الوحي المقدّس ثلاثة وعشرين شراً واصفا˝ الناس ليس فقط بالأشرار بل بأعلى حد من الشر ’’مملوئين‘‘ و’’مشحونين‘‘.
و لو قمنا بنظرة سريعة على قائمة الشرور البشرية هذه , لاستطعنا تقسيمها إلى قسمين :
١- شرور شخصية ’’إثم وزنا وشر وطمع وخبث‘‘ محورها محبة الذات وإشباع شهواتها , فالإنسان الطبيعي البعيد عن الله مملوء بهذه الصفات الرديئة.
٢- شرور تتعلق بالعلاقة مع الآخرين ’’حسداً وقتلاً وخصاماً ومكراً وسوءاً نمامين مفترين‘‘.
و هذا ما ينطبق على عالمنا حول علاقات الناس الشخصية. وعلاقات الأمم السياسية التي يحكمها الخصام والمكر والسوء والنميمة والافتراء.

يستمر الوحي بسرد قائمة طويلة من الشرور يتمايز منها بشكل مُلفِت صفة ” مبتدعين شروراً “ إنها الصفة المتعلّقة بتحّول الإنسان من مرتكب للشر إلى مُنتِج له, فهو يُخرِج مما له, أي من الفاسد و النجس و الشرير, فإبليس أبوه لا يكتفي بجعله يرتكب الشر , بل يجعله مُثمِرا˝ في فعل الشر.

و كذلك يُبرز لنا الوحي صفات قاسية لأجيال بعيدة عن الله , يبرز منها و يتقدمها التمرّد على الوالدين و عدم طاعتهما, و هو ما كان سائداً في أيام المسيح قديما˝ إذ كان الولد يُقدِّم قربانا˝ مادّيا˝ بدلا˝ عن الاهتمام بأهله, و في أيامنا تزداد للعلن هذه الصفة المخزية التي تتمرد على ترتيب الله و فِكرِه.
و لا يفوتنا صفات عدم الحنو و العهد , ف نكث العهود و الخروج عن الميثاقيات و المعاهدات , أمر شائع بين ممالك الأرض منذ بدء الخليقة.

هذه هي صفات البشرية البعيدة عن الله التي يصفها في هذه الأعداد من رسالة رومية, بأنهم مبغضين لله.

لكن مجدا˝ لإلهنا الغني برحمته الذي لم يصنع معنا حسب آثامنا, بل بمقتضى حبّه و نعمته أرسل لنا فداءا˝ به نتغيّر من هذه الطبيعة الفاسدة و منتوجاتها المشينة, إلى طبيعة إلهية يهبنا إياها حين يلدنا ثانية بعمل الروح القدس حينما نقبل خدمة المصالحة بتدبير الخلاص العجيب بيسوع المسيح, فنتحرّر و نُنتِج صلاحا˝ و بِرّا˝ بحسب الروح الساكن فينا.

 

٤- ( التديّن الظاهري ) ( صورة التقوى )

تيموثاوس الثانية ( ٣ : ٥ )

تخيّل أنك بحالة إسعافية و تحتاج سيّارة, و من ثم تنظر حولك فتجد سيارة رائعة الجمال فخمة , تدخل لتنطلق بها لكنها للأسف لا تُقلِع, تحاول عبثا˝ لكن دون جدوى.. إن هذه السيارة كالفريسيين الذين يقول عنهم الرب أنهم كالقبور المبيَّضة لكن داخلها عظام أموات. و هذا حال الإنسان بدون المسيح, إنه يجمّل صورته الخارجية ليكون مقبولا˝ لله, لكن الداخل لا يمكن لأحد أن يجملّه سوى الله.
عندما دخل بولس إلى أثينا وجد هناك آلهة كثيرة , كسائر الأمم التي لها دياناتها و عباداتها و معتقداتها, مع ما توجبه تلك الديانات من ممارسات و فرائض و شعائر. و أينما اتجهنا نلحظ ميلا˝ نحو التقوى و التديّن سواء بالقول او الفعل, دون اقترانها بطهارة حقيقية داخلية.
هؤلاء ما أكثرهم في أيامنا للأسف, فنراهم يرتادون دور العبادة , يتلون الصلوات و يصومون و يقدمون التبرعات و أعمال الرحمة ,و يتحدثون بعبارات طنانة , لكنهم بنفس الوقت يحيون في الخطية و تحت سلطتها,
قد يبدو كلامي مستغربا˝ و مستهجنا˝ لكنه واقعي, فالفريسي الذي صعد للهيكل ليصلي متكلا˝ على أصوامه و التزامه بتقديم العشور كان حقيقية ما زال يحيا في الخطية , و كذلك اليهود الذين كان يقدمون المسيح للصلب لم يدخلوا دار الولاية لئلا يتنجسوا, و القائمة تطول و تطول, أجل إنه الإنسان في شره و فساده, يحاو. الاقتراب لله عبر فعل ما لا يتطلب قداسة داخلية , فيقترب بماله و بلسانه و بجسده, لكن القلب يبقى بعيدا˝, لذلك يقول عنهم الله : «لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى، وَلكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا ».
إنهم كتلك التينة غير المثمرة التي تكلم عنها يسوع , و مصيرهم نفس المصير أي الموت.
إن ما يرضي الله ليس صلوات تؤدى أو أصوام أو شعائر, بل القلب المنكسر التائب, الروح المنكسرة التي تعلن عجزها و عوزها و حاجتها , فتتقدم بيدين فارغتين لعرش النعمة معتمدة على عمل المسيح و كفايته, فتنال الشبع و البركة و العون.
يقول الكتاب : يا ابني أعطني قلبك و لتلاحظ عيناك طرقي. فهل تفعل يا أخي و تتمتع بقوة التقوى لا بصورتها فقط؟

 

خادم الرب صموئيل سمعان

خطوات الاتفاق بين الزوجين

للازواج والزوجات

1-تعاملا مع الاهل بطريقة صحيحة:
هناك خصوصية خاصة ليس من حق أحد أن يقتحمها ، حتى لو كانوا الاهل  , ليحترم كل شريك اهل الشريك الاخر ويتحدث عنه بطريقة لائقة

2- وزعا الادوار بعناية
ليقم كل شريك بدوره بعد أن تتفقا على تقسيم ومسئوليات كل منكما.

3- تعاملا مع الخلافات بحكمة
اترك فرصة للشريك ان يعبر عن ماضايقه بلا اى مقاطعة ثم يعبر الاخر بنفس الطريقة, اتفقا على ان لايرفع احد صوته او ينطق بعبارات جارحة, تحكما فى غضبكما. لاتهاجما بعضكما بل هاجما المشكلة وتوصلا لحلول لها, لا تعاتبيه ولا ترفعي صوتك عليه أمام الأولاد أو في الأماكن العامة

4- اتفقا على تنظيم ميزانية الصرف معا :
اتفقا على اسلوب الصرف . تحررا من الطمع او تقليد الاخرين بشراء مالانحتاجانه  ويرهق ميزانيتكما مما يوثر على علاقتكما , كونى مدبرة ومقتصدة وامينة- إياك وكثرة الشكوى، اكثر مايؤلم الرجل أن تذكره زوجته بأنه لايلبى احتياجات اسرته.

 

inarabic.com

البيت السعيد

1- تفاهم + حب = بيت سعيد مستقر :
التفاهم ينشأ من التواصل اللفظى بالكلام وغير اللفظى بالتعبير عن المشاعر وبلغة الجسد ، أما الحب فهو ذلك الميل القلبي نحو الزوج أو الزوجة، حيث إن الله فطر الرجل والمرأة على ميل كل منهما إلى الآخر وهذا لايرتبط بحياة بها بحبوحة من العيش، لكنها تبحث عن السعادة فلا تجدها، والسبب في ذلك أن المشاعر قد جفت وانحصرت، وأصبحت هشيمًا، وهذه العلاقة أصبحت كجسد لا روح فيه توشك أن تنقضي وتقع وتنهار، والجميع يعرف حقوقه ولكنه دائمًا ما ينسى تمامًا واجباته.ومع زحمة الحياة وتصارع وتيرة الهموم والأهداف والطموح قد ينسى الزوج أو تنسى الزوجة أهمية رعاية شجرة الحب بينهما وقد يظنا أن العلاقة بينهما قوية ومتينة وأن الحب راسخ ، ومع مرور الأيام تضعف الشجرة وتصبح عرضة لأي ريح عاصفة تسقطها، وتدمرها وينهار البيت والسبب هو جفاف المشاعر.
والحفاظ على المشاعر والعلاقة العاطفية غضة طرية ندية، ليس معناه أن لا يختلف الرجل مع زوجه أبدًا، ومن هو الذي خلا من الأخطاء والعيوب، ولكن هناك فرقًا بين العتاب وتصحيح الخطأ، وبين القسوة وجفاف المشاعر ، وكلنا ذوو خطأ ولكن يبقى الحب وتبقى المشاعر .
ويجب أن نفرق بين الخطأ وبين الشخص الذي أخطأ وهناك قاعدة تقول: “فرق بين الفعل والفاعل” فالفاعل زوجي وحبيبي، والفعل تصرف خاطئ، وهذه القاعدة الجليلة هي إحدى طرق السعادة والتغيير الفعال وحسن الاتصال.
الاستماع ثم الاستماع جيدا للشريك هو مفتاح التفاهم الجيد

2- القبول غير المشروط: اغفر لشريك حياتك
الزواج هو حب الشرك الاخر كما هو وقبول نقاط قوته وضعفه وليس الحب عندما يخلو من العيوب , ويجب على كل من الزوجين التغاضي عن بعض ما لا يحب أن يراه في الآخر، ويضع كلاهما في حسبانه أنه إذا كره في الآخر صفة فلا بد أن تكون فيه صفة أخرى تشفع له. افهم نفسية زوجك وطبيعته من حدة أو عصبية أو حساسية وغيرها فتتجنب الأمور والأحوال التي تخالف طبيعته أو تؤدي إلى انفعاله وغضبه.

3- الثقة والصراحة
تعامل مع شريكك بمبدأ الثقة وأحسن الظن به فالشك د\اء هدام جدا يحطم البيوت السعيدة.
كن صريحا وواضحا في جميع شؤونك مع زوجك .

4- تعامل مع الاهل بطريقة صحيحة:
لايترك اى منكما البيت ابدا , لتكن لكما خصوصياتكما , ليحترم كل شريك اهل الشريك الاخر ويتحدث عنه بطريقة لائقة
5- وزعا الادوار بعناية

inarabic.com

رحلة خدمة الطفل

ببساطة هي رحلة، لأنها مليئة بتحديات تكاد تستنفذ قوى الخادم. خاصة عندما يخدم لسنين طويلة بدون معرفة سابقة عن خدمة الطفل أو حتى عن سمات مراحل عمر الطفل، وأيضًا دون أن تفتح له سوى القليل من أبواب المعرفة. لكنها أيضًا رحلة مليئة بالاكتشافات المُغيرة تمامًا لحياة الخادم والطفل. فور قبولي مُلك المسيح على حياتي وبعد وقت ليس بطويل أدركت هدف الله في حياتي ونوع الخدمة التي يُريدني أن أقوم بها. لقد بدأت خدمتي مع الطفل في سنة 1991 في مؤسسة خيرية في محافظة أسوان بمصر. ولأن أسوان تبعد كثيرًا عن العاصمة وبالإضافة لقلة الخدام بين الأطفال في ذلك الوقت فلم يكن هناك تطور في مناهج الطفل وكانت الخدمة بدائية جدًا وهذه كانت واحدة من أقوى التحديات (صغر سن، عدم معرفة مسبقة، لا وجود لتدريب للخدمة مع الطفل، ولا وجود لموارد سوى مناهج قديمة). بعد حوالي22 سنة بدأت أسمع وأتعلم قليلًا عن الإرسالية، فجاء سؤال استنكاري إلى ذهني، لماذا مهمة الإرسالية قاصرة على الكبار فقط، ألا يصلح الأطفال أيضاً لهذه المهمة؟ فَهُمُ الأقدر على توصيل رسالة الخلاص ببساطة إيمان. لكني بعد وقت قليل رفضت الفكرة وكأنها فكرة مجنونة وضرب من الخيال. لكني شعرت أن الله ظل يحاصرني بإمكانية تحقيق هذه الفكرة، لكن لمدة سنتين كنت رافضة تمامًا، إلى أن جاءتني طفلة صديقة لي تبلغ من العمر 10سنوات، وهي بالفعل قَبِلت الإيمان في هذا العمر. أخبرتني قصة حدثت معها أكثر من مرة وقالت: “في يوم جاءت إليها مجموعة من زميلاتها في الصف ليسألوها عن يسوع الذي تعبده؟” فجاوبتهم قائلة: “هو أبي وصديقي، يحبني كثيرًا كما أنا لأنه خالقي. لا يغضب مني إن فعلت أي خطأ، لكنه يحزن لأجلي. فهو يريدني أن أكون جميلة دائمًا كما هو جميل”. عاتبني إلهي على قلة إيماني بقوته، القادرة على جعل كل من قبلوه مُرسلين حتى (الأطفال). أصبحت هذه رؤيتي التي أصلي من أجلها كثيرًا. اختلفت أماكن خدمتي في مصر بين المدينة والقرية. أختلف الطفل الذي أخدمه بين صبي وفتاة. اختلفت المراحل العمرية للأطفال بين الطفولة والمراهقة لكني تعلمت حقيقة واحدة، الطفل لا يريد أن يسمع كلمة الله. الطفل لا يريد أن يرى قصص الإنجيل في أفلام الكرتون. الطفل لا يريد أن يتعلم الحقائق الكتابية السليمة ليعيش بتميز أخلاقي وسط عالم ملئ بالشر. الطفل خاصة الذي يعيش من أبوين لا يمجدون الله، يريد أن يتلامس جسديًا مع الله من خلال حضن أبوي أو أمومي طاهر من خادمه في الكنيسة. الطفل يريد أن يكون مقبول، ومحبوب من الله رغم العيوب، من خلال قبول ومحبة، وطول أناة خادمه. الأطفال لا يسمعون كلماتنا، ولا يرون أفعالنا الوقتية، لكنهم يراقبون حياتنا، ويحللون سلوكنا، ويتفاعلون مع ردود أفعالنا بالإيجاب أو بالسلب.

باختصار “أرني أعمالك فأشتاق لأعرف إلهك”. أليست هذ الحقيقة يحتاجها كل إنسان؟

فأين نحن كخدام الله من تحقيقها؟

إيمان جرجس – كلية اللاهوت المعمدانية العربية

أهمية الحدود في حياة طفلك

نوع المرض الذي سأناقشه في هذا المقال هو مرض فقدان أو تجاهل الحدود مع الطفل، هذا المرض عندما يتواجد في الأسرة
يدمر علاقة الأباء بأطفالهم.. كما يُدمر علاقة الأولاد بأندادهم. وحتى تتضح الصورة سنطرح هذه الحدود عليهم خلال السطور القادمة مع توضيح أهميتها في حياة طفلك:
الحدود الأولى حدود تلبية رغباته: هذه الحدود وضعها لنا الكتاب المقدس في جامعة “لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ…” (جامعة 1:3 – 7) فليس كل شيء متاح، ولكل شيء تحت السماء وقت. من المهم أن يعرف الطفل هذا، ويسمع كلمة “لأ” وهذا خطأ، وهذا ليس وقته، أمثلة، اللعب، الحلويات، الكمبيوتر….
الحدود الثانية حدود في التعبير عن غضبه: الكثير يعاني من مشكلة عدم التحكم في غضبه، أو أنه غير قادر على التعبير عن نفسه وما يشعر به، أن هذا الأمر بسبب عدم استخدام الأباء لمبدأ الحدود في التعبير عن غضبه، وهذه الحدود هي إتاحة الطفل أن يعبر عن ما يُغضبه، لكن عليه أن يتعلم أن يكون هذا دون أن يتعدى حدود احترامه لوالديه.. فيتعلم كيف يعبر عن رأيه بدون أن يتعصب ويرفس على الأرض ويضرب… إن وجود هذا النوع من الحدود مهمة للطفل فمن خلالها يتعلم كيف يتحكم في أعصابه ويضبط نفسه، لأنه إن لم يتعلم وهو طفل كيف يعبر عن مشاعر غضبه بطريقة صحيحة، ستكون النتيجة أنه سيخسر علاقاته بالآخرين بسبب غضبه وعصبيته معهم. لكن على الأباء الحذر بأن يطبقوا هذه الحدود بطريقة خطأ، بأن يمنعوهم تماماً بالتعبير عن ما يغيظهم، لأنه بهذا سينشأ طفل ضعيف الشخصية غير قادر عن التعبير عن نفسه، والنتيجة فقدان العلاقة الصحيحة مع الغير لأنه لم يتعود على التعبير عن مشاعره للآخر. هذا بجانب أنه من الممكن أن يتعرض لمشكلة التحرش الجنسي لأنه لم يتعود أن يتكلم ويعترض على سلوك ضايقه، بل على العكس كان يُنتهر من والديه إذا حاول التعبير عن نفسه ورفض ما يضايقه، فأصبح يخاف يعبر عن هذه المشاعر. ومن هنا نجد أهمية هذه الحدود للطفل، حيث يتعلم كيف يعتمد على نفسه، ويكون قادراً على تكوين علاقات صحيحة، بل ويحمي نفسه أيضاً.
الحدود الثالثة الخصوصية: وخاصة مع أولادنا في مرحلة المراهقة، بعض الأهل يبحثوا في الأشياء الخاصة بأولادهم، مما يسبب ضيق لأولادهم ويشعروا بعدم الأمان لأنه لا توجد خصوصية لهم. أعزائي الأباء مهما كان تبريركم لهذا التصرف من اقتحام خصوصية ابنك وابنتك أرجو أن تتوقفوا عنه، فهذا الأسلوب وعدم وجود هذه الحدود لأمر خطير جداً ويسبب دمار في العلاقة بينكم، فهذه ليست الطريقة لحماية أبنائكم من الخطأ، فهم بكل بساطة سيفعلوا ما يرضيكم أمامكم ويخفوا ما يريدون عنكم. لكن لو يتعلم الأهل وجود الحدود واحترام الخصوصية، مع بناء حوار معهم ستكون وسيلة أفضل لحمايتهم بجانب تكوين علاقة أفضل بين الأهل وأبنائهم. لأنكم بهذا ترسلون لهم رسالة أنكم تثقوا فيهم وتحترمون شخصيتهم التي هي منفصلة عن شخصيتكم.
لكل أب وكل أم.. إن وجود حدود في التربية يعلمهم أن يحموا أنفسهم ويتحكموا في أعصابهم، وتحميهم من السلوك في الظلام حتى لا تكشفوهم. ولتتذكروا وصية الله في “أَيُّهَا الآبَاءُ، لاَ تُغِيظُوا أَوْلاَدَكُمْ لِئَلاَّ يَفْشَلُوا.”. كولوسي 21:3
وفي النهاية لا تنسوا أن تصلوا من أجلهم وتتركهم بين يد الله هو يرعاهم

بقلم: هايدي حنا – دبلوم في المشورة الأسرية

inarabic.com

لأن الحداثة والشباب باطلان

أيام الصبا والشباب ستمضي حتماً، هذا ما يقوله الكتاب ويؤكده الواقع.. وإننا لنجد المفارقة الكبيرة بين مرحلتي الشباب والشيخوخة في الإنسان. وخير مثال على ذلك نجده في حياة داود، فنجد مفارقة هائلة بين ما كان عليه هذا الرجل في شبابه وبين ما آل إليه في شيخوخته!

ولنأخذ أمثلة:

بينما كان داود وهو فتي يرعي غنماً في البرية، كان إذا هجم أسد أو دب على القطيع واختطف حملاً ، يسرع وراءه ويقتله وينقذ الحمل! ( 1صم 17: 34 ) ونجده في ميدان المعركة يواجه جباراً هائلاً ويصوب نحوه ” زلطة ” من مقلاعه ويقتله!(1صم 17: 49 و 50 ).. وكان فارساً لا يُشق له غبار في ميدان القتال، وفي كل معاركه مع أعدائه كان ينتصرعليهم. ولم يُهزم أبداً في أية معركة!

لقد كان داود في حداثته وشبابه مثالاً للقوة والرشاقة وخفة الحركة. وهو ينسب هذه الإمتيازات لمن أعطاها فيقول: ” أُحِبُّكَ يَا رَبُّ، يَا قُوَّتِي ” (مز 18 : 1) ولكن الرب أعطى له هذه القوة في سن الشباب، وذلك بحسب الناموس الطبيعي الذي جعله الله في الإنسان في هذه المرحلة العمرية.

ولكن لما وصل داود إلى سن الشيخوخة فهذه القوة قد تضاءلت تدريجياً حتى أصبحت في خبر كان! إذ أصبح في منتهى الوهن والضعف وأصابته برودة شديدة ( نتيجة لضعف الدورة الدموية ) لم تفلح معها الأغطية لتجعله يشعر بالدفء! (1مل 1: 1)

.. ليتك يا عزيزي الشاب تدرك هذه الحقيقة، وهي أن الشيخوخة بما فيها من ضعف وتداعي لكل أجهزة وأعضاء الجسم، آتية عليك حتماً، لأن الحداثة والشباب باطلان! ولذا عليك أن تذكر خالقك في أيام شبابك، قبل أن تأتي أيام الشر أو تجئ السنون إذ تقول ليس لي فيها سرور ( جا12: 1)

 

inarabic.com

العهـد الأفضـل – التنوع والثراء

العهـد الأفضـل – التنوع والثراء، عن كتاب يقودني

أعط  عجلة حياتك للرب ولن تحيا حياة عـادية روتينية بل حياة جميلة تحفـل بالتنوع والثـراء … ربمـا تقول، إنني لست مثل الشـعب في أرض سـيناء، ليس ليعمـود سحـاب يتحـرك أمامي يُـظهر لي اتجاه السـير ويحـدد توقيته مثلمـا كان للشـعب في العـهد القـديم ..

إنك في العـهد الجـديد الأفضـل مـن القـديم .. لذا تيـقـن أن قيادة الرب لك لن تكـون أقـل وضـوحـًا عما كانت عليه في العـهد القـديم .. اعلن للرب أنك ترفض أن تقـود نفسـك .. وأنـك تقبله هـو قائدًا لك وتريد بكل قلبـك أن تعـرف إرادته لكي تفعلهـا .. رجاء اقرأ بتمـعن هـذه الآية التي قالهـا الرب يسـوع:

“إن شـاء  أحـد أن يعمـل مشـيئته [مشـيئة الله] يعـرف التعـليم هـل هو من الله أم أتكلم أنا من نفسـي” (يوحنا ١٧:٧)

معنـى الآية واضح، إن كنت من قلبـك تشـاء أن تعمـل مشـيئة الله فسـيهبك القـدرة على التمـييز .. سـتعرف أن تميز التعليم الذي تسـمعه، هل هو حـقــًا منه أم لا .. سـتقدر أن تميز صوت الله عن الأصوات الأخرى الخادعـة .. سـتميزه في قيادته لك .. فهـل تقول له الآن وبكل قلبـك نعـم إنني أريد أن أفعـل لامشـيئتي بل مشـيئتك؟ .. لا تتردد أن تقول له هـذه العبـارة .. لا تتردد أن تسـلمه قيادة حياتك حتى تسير في الخطـة العظيمـة التي رسـمها لك .. آه كـم سـتخسـر كثيرًا وكم سـتعاني إذا كنت أنت الذي تقـود نـفسـك، وكم سـيكون نجاحـك عظيـمـًا جـدًا حينما تفعـل مثل موسى والشـعب وهـم في البرية وتترك القيادة للـرب  .. لقد أدرك إرميا هـذه الحقيقة فتحـدث مع الله قائلاً:

“عرفـت يـارب إنه لـيس للإنسـان طريقـه .. ليـس لإنسـان يمـشي

أن يهـدي خطواته ” (إرميا ٢٣:١٠)

 

أنهار الحياة

اهربوا من الزنا

«لأنكم قد اشتُريتم بثمن. فمجّدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله» ( 1كورنثوس 6: 20 )
عندما أتت التجربة «أَبَى» يوسف ( تك 39: 8 ). ولم يرفض فقط بل علَّل رفضه بقوله: «كيف أصنع هذا الشر العظيم وأُخطئ إلى الله؟» (ع9). إن الزِّنى ـ هذا هو الاسم الذي يُطلقه الكتاب على ”هذا الشر العظيم“ ـ ليس فيه إساءة إلى الشخص المضرور فقط، بل هو شرٌ عظيمٌ؛ خطأ ”إلى الله“. وهذا هو ما اُقتِيدَ داود إلى الاعتراف به في مزمور 51 «ارحمني يا الله حسبَ رحمَتكَ … إليكَ وحدَكَ أخطأتُ، والشرَّ قدامَ عينيكَ صنعتُ».

ويوسف ليس فقط رفض هذه الخطية رفضًا قاطعًا، بل نقرأ: «إذ كلَّمت يوسف يومًا فيومًا أنه لم يسمع لها» (ع10). وعندما أتت اللحظة المُفجعة حيث لم يكن أمامه وسيلة أخرى للنجاة «تركَ ثوبَهُ في يدها وهربَ وخرجَ إلى خارج» (ع12).

«اهربوا من الزنا» ( 1كو 6: 18 ). من المهم أن نعرف أن نقول: ”لا“ في الحــال، متى شعرنا بالخطر «أ يأخُـذُ إنسانٌ نارًا في حضنهِ ولا تحترق ثيابه؟» ( أم 6: 27 ). وإذا أتت التجربة وأصبحت مُلحَّة، يجب أن نعرف ألاَّ نستمع إليها، وإذا لزَم الأمر أن نهرب. قال الرب يسوع: «إن أعثرتك يدُكَ فاقطعها .. وإن أعثرَتكَ رجلُكَ فاقطعها .. وإن أعثرَتْكَ عينُكَ فاقلعها» ( مر 9: 43 – 47). يلزَم القطع، أي الانفصال الفوري؛ عدم اللقاء أو المراسلة.

في سفر الأمثال 7: 6- 27 نرى أين يقود الكسل في المساء، والتمشي في الليل في الشارع وقت العشاء، والفضول غير السليم، فسرعان ما يأتي الليل على النفس، فيبدأ بـ «مساء اليوم»، ثم في «في حدقة (أي باطن) الليل والظلام». ولكن مثل هذه المخاطر لا تكمن فقط في زوايا الشوارع، بل يمكن أن تظهر حتى في دائرة حياتنا العادية. كان يوسف يقوم بعمله المعتاد، عندما هاجمته التجربة.

لنهتم بشدة بالتحريض الدقيق «ولكن الجسد ليس للزنا بل للرب، والرب للجسد .. أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس؟ .. لأنكم قد اشتُريتم بثمن. فمجِّدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله» ( 1كو 6: 13 – 20). نحن نُدرك بسهولة أن تكون نفسنا ـ أي كياننا الداخلي ـ للرب. ولكنه يُريد أيضًا جسدنا «وإله السلام نفسه يُقدِّسكم بالتمام. ولتُحفَظ روحُكُم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح».

 

طعام وتعزية

الحماية

الحماية – عن كتاب يقودني

إن قيادة الرب لشـعبه في العـهد القـديم من خلال عمـود السـحاب تحـدثنا عن قيادته لنا، إن عمـود السحاب يقول إن قيادة الرب لنا تتسـم بالحماية، والراحـة، والنعـمة، والمجـد .. وإنهـا مسـتمرة في كل الظروف وحتى في أحـلك الأوقـات ..

نعـم فحينمـا صار موسـى والـشعـب في خـطر محـقق وأطبـق علـيهـم فرعـون مع جيـشـه ليفتـك بهـم “انتقل عمـود السـحاب من أمامهم [موسى والشـعب] ووقـف وراءهـم. فدخـل بين عسـكر المصريين وعسـكر إسـرائيل [شـعب الله] وصـار السـحاب والظـلام وأضـاء الليـل .. فلم يقترب هـذا إلى ذاك كل الليـل” (خروج ١٤: ١٩، ٢٠) ..

تـأمـل هـذه الحمـاية .. عمـود السـحاب يصير بين شـعب الله وبين أعـدائه .. وماذا أيضـًا؟ .. لقـد تحـول عمـود السـحاب إلى عـمود نــار بالنسـبة لشـعب الله “وأضـاء [لهم] الليل”، أمـا الأعـداء فكان نصيبـهم العـكـس تمـامـًا “السـحاب والظـلام” .. تحـول الليل إلى نهـار لشـعب الله بينمـا صـار الليل ظـلامـًا دامـسـًا بالنسـبة للأعـداء ..

هللويا، العـمود الذي قاد الشـعب بنور قوي كان هو نفسـه لحمايته .. سـورًا بينـه وبين أعـدائه .. كان نورًا للشـعب وظلامـًا لأعـدائه ..

ألا تعـظم الرب بكل قلبـك لأنه عندمـا يقودك يحمـيـك .. ينير أمـامـك الطريق ويظـلمـه لأعـدائك .. فهل تضع ثقتـك فيه؟ .. إذ يقودك الرب يفصـل بينـك وبين كل ما يهـدد أمـانك وسعـادتك ونجاحـك حتى يظـل قلبـك متمتعــًا بالسـلام

 

أنهار الحياة

نجاتكم تقترب

سأل التلاميذ مُعلّمهم قبل صلبه بيومين أو ثلاثة: «ما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر؟»، فكانت كلماته الصريحة أن الأيام الأخيرة التي تسبق مجيئه ليست أيام رخاء وازدهار، بل أيام مُعاناة وضيق. وتَجَمُّع الكثير مما قاله المسيح في حديثه الجامع المانع، في نبوة جبل الزيتون

عَلَى الأَرْضِ كَرْبُ أُمَمٍ بِحَيْرَةٍ …وَمَتَى ابْتَدَأَتْ هَذِهِ ..، فَانْتَصِبُوا وَارْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ لأَنَّ نَجَاتَكُمْ تَقْتَرِبُ ( لوقا 21: 25 – 28)

سأل التلاميذ مُعلّمهم قبل صلبه بيومين أو ثلاثة: «ما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر؟» ( متى 24: 3 )، فكانت كلماته الصريحة أن الأيام الأخيرة التي تسبق مجيئه ليست أيام رخاء وازدهار، بل أيام مُعاناة وضيق. وتَجَمُّع الكثير مما قاله المسيح في حديثه الجامع المانع، في نبوة جبل الزيتون، في الأيام التي نعيشها الآن، يجعلنا نعتقد جازمين أننا وصلنا إلى الأيام التي تسبق مجيء الرب مباشرة.

من ضمن ما قاله المسيح في هذا الحديث: “على الأرض كَرْب أُمم بحيرة … والناس يغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة”. ثم يقول: “ومتى ابتدأت هذه تكون، فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب”( لوقا 21: 25 – 28).

وعبارة ”كَرْب“ التي وردت في حديث الرب تعني، في الأصل اليوناني: ”ضغطات من كل جانب “. وعبارة ”حيرة“ في الحديث ذاته، تعني حرفيًا بحسب الأصل اليوناني أيضًا ”لا مخرَج “. وعليه فإن عبارة “على الأرض كَرب أُمم بحيرة “هي وصف في منتهى الدقة للأزمات السياسية التي نعيشها اليوم، حتى لم يَعُد أحد، ولا أقدر السياسيين، يدري كيف يمكن حلها. وهذا كله صوت قوي، بحسب تعليم هذه العظة، على أننا نعيش في الأيام الأخيرة.

ولكننا نوّد أن نلفت النظر أننا بحسب هذه الكلمات الرائعة، نقف في مُباينة كاملة مع الناس، لأننا نتبع عالمًا مختلفًا. فهذه الحيرة وهذا الارتباك من جانب البشر، يقابله من جانب المؤمنين أن يرفعوا رؤوسهم لأن نجاتهم تقترب!

إن الله معنا في هذه الظروف “الله لنا ملجأ وقوة. عونًا في الضيقات وُجد شديدًا. لذلك لا نخشى ولو تزحزحت الأرض، ولو انقلبت الجبال إلى قلب البحار.” وكما بدأ بنو قورح مزمورهم بالقول «الله لنا»، فإنهم ختموه بالقول: “رب الجنود معنا. ملجأنا إله يعقوب مز 46: 1، 2، 11” . وبين بداية هذا المزمور الفائضة بالتعزية، ونهايته الممتلئة بالثقة، تَرِد هذه الكلمات العجيبة: “هلمُّوا انظروا أعمال الله، كيف جعل خِربًا في الأرض ( مز 46: 8 )”.

إخوتي الأحباء: ارفعوا أعينكم عما يفعله الأشرار، وانظروا أعمال الله! تأملوا كيف أن الله من وراء كل الخراب، يتمم مقاصده الصالحة، وكلمته التي لا يمكن أن تسقط أبدًا. ثبِّتوا عيونكم إلى العلاء واعرفوا أنه ما زال على العرش، ولن يتم مطلقًا سوى ما انتواه.

يوسف رياض – طعام وتعزية

دعوة هامة – بناء السور

حان الوقت (الآن) لبناء سور الانفصال عن محبة العالم والمال ، الانعزال عن الفساد وتعظم المعيشة وعن المنظور والحياة بالتدقيق وتثبيت ابصارنا نحو فادينا والمجد الابدي العتيد أن يستعلن فينا.  هذا واننا تتجه بسرعة نحو المزيد من التلاحم مع قوى الشر ونحو مجئ الرب. ولان الرب قادم بسرعة وقد اعطى كلمته بذلك.

“لا تخافوهم بل اذكروا السيد العظيم المرهوب وحاربوا من أجل إخوتكم وبنيكم وبناتكم ونسائكم وبيوتكم” (نحميا 4: 14) يعني السور الانفصال والتخصيص. والمقصود بالانفصال هو انفصال عن العالم الموضوع في الشرير، وهذا الانفصال يعني التميز والاختلاف البين بين اولاد الله والاشرار في الصرفات واسلوب الحياة والعادات ونمط المعيشة واسلوب الكلام بل والاحلام والاماني ياله من وقت حرج ينبغي لاولاد الله ان ينعزلوا عن فساد العالم الحاضر ويتقدسوا للعمل باقامة اسوار فاصلة بيننا وبين العالم الحاضر! وقد طلب الرب يسوع من الآب ان يسمح لنا بان نحيا في العالم ولكن ان لا يحيا العالم فينا بل أن يحفظنا من الشرير. والدعوة اليوم لكي نقيم اسوار عاليه تفصل بيننا وبين الشر الذي في العالم وان نحيا حياة البر والتقوى والشهادة بكل قوة لاسم المسيح كما اوصانا الرب وكما سلك تلاميذه في بدء عصر الكرازة بالكلمة اذ جالوا مبشرين برغم الاضطهاد والعنف لكن لم يثني عزمهم اي تهديد حتى قال بطرس عبارته الشهيرة بانه ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس! لن يمكن لنا أن نكون نور للعالم وملحاً للارض إلا بان نقيم الاسوار ونبنيها بالصلاة والتكريس وتخصيص ذواتنا قدس وملك للرب وحده! وقت البناء يتهكم الاعداء ويقاوم افرب الناس الينا كما إننا داخل تلك الاسوار العالية نتمتع بعناية القدير وحمايته لنا. سيحدث إضطهاد في مصر، وليس المقصود منه الاضطهاد في حد ذاته،  بل المقصود منه “الغربلة” اي الفصل بين التبن والقمح، ولكي يفصل بين المؤمنين الحقيقين وغيرهم وللتمييز بين المسيحي الحقيقي وبين من يدعون على اسم المسيح وليس لهم اي صلة به . لم يكن الهجوم المتوالى على الكنائس العربية امراً مفاجئاً!  بل مازال الرب يؤكد لابناءه بانطلاق قوى الشر لكي تعمل باقصى ما يمكن لها من قوة بينما يقترب العالم من النهاية بسرعة مزهلة ويستعد لمجئ المسيح!  الامر الأمر الذي بات واضحاً ان الرب سيغربل ويصنع تمييزاً وفصلاً واضحاً جداً بين النور والظلمة وبين الحق والزيف ليميزابناءه واتباعه من غيرهم. سينشر ابليس الخراب والفوضى والقتل، تحت شعارات مختلفة منها الدين او لاسباب امنية. لكن يد الرب ستكون واضحة جدا على ابناءه كما ستأتي للرب أعداد كبيرة وشخصيات لم نكن نظن انها سوف تأتي للرب في يوم ما. يسعى العدو أن يجعل امر مجئ الرب بعيداً عن توقعات البشر ولاسيما بعض المؤمنين! لكن مازالنا نذكر جيداً ما اعلنه الحق الكتابي على فم الرسول بطرس في رسالته الثانية والاصحاح الثالث: “عالمين هذا اولا انه سياتي في اخر الايام قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات انفسهم وقائلين اين هو موعد مجيئه لانه من حين رقد الاباء كل شيء باق هكذا من بدء الخليقة.” لا يكن هذا شعور المؤمنين اليوم لكي ننغمس في مصالحنا الشخصية، بل ليقل الضعيف بطل انا بالرب، ونستيقظ لنعمل ونبشر بالانجيل بكل مجاهرة مادام الوقت يدعى نهار، مفتدين الوقت لان الايام شريرة. أمام كل التحديات المعاصرة للشهادة نذكر انفسنا وبعضنا البعض بأنه ينبغي أن يطاع الله اكثر من الناس، ونحن نسمح لنداء الرب يسوع أن يدون في اذاننا قائلاً: “فليس مكتوم لن يستعلن ولا خفي لن يعرف.  لذلك كل ما قلتموه في الظلمة يسمع في النور وما كلمتم به الاذن في المخادع ينادى به على السطوح.  ولكن اقول لكم يا احبائي لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون اكثر.   بل أريكم ممن تخافون. خافوا من الذي بعدما يقتل له سلطان أن يلقي في جهنم. نعم أقول لكم من هذا خافوا. (لوقا 4:12-6)

ماهي رسالة الله لنا؟ وماذا علينا ان نفعل؟

حان الوقت (الآن) لبناء سور الانفصال عن محبة العالم والمال ، الانعزال عن الفساد وتعظم المعيشة وعن المنظور والحياة بالتدقيق وتثبيت ابصارنا نحو فادينا والمجد الابدي العتيد أن يستعلن فينا.  هذا واننا تتجه بسرعة نحو المزيد من التلاحم مع قوى الشر ونحو مجئ الرب. ولان الرب قادم بسرعة وقد اعطى كلمته بذلك.• انها دعوة لتجمع كل ابن لله مع رفاقه في منطقته، وفي كنيسته، في المكان الذي يحيا فيه للصراخ للرب بان يسرع في مجيئة ويقصر الوقت القادم ويهب شعبه الوحدة والايمان والامانة للشهادة وإنتشار بشارة الانجيل بكل قوة.• نقدم دعوة لعقد اجتماعات صلاة مكثفة ذلك ايام (الاثنين والثلاثاء والاربعاء الموافق 18، 19، 20 ابريل 2011) انه وقت بناء الاسوار . لنجتمع سويا من يحيون داخل مصر ومن هم خارجها يوميا من الاثنين للاربعاء الساعة السادسة مساءا يوميا . أشكر الله لاجل بعض الكنائس التي اعلنت بالفعل بلوائح علقت داخل الكنيسة عن جداول مجموعات الصلاة التي تبدا من اول اليوم حتى نهايته . • ابحث عن رفاقك في نفس المنطقة شجعوا بعض واجتمعوا سويا . واعلم انك ستكون متحدا مع باقي جسد المسيح في شتى بقاع الارض. انها دعوة لكل اولاد الله في مختلف الكنائس بكل طوائفها للاتحاد من اجل بناء اسوار الانفصال عن العالم والخطية وتكريس حياتنا للرب يسوع واستعدادنا لمجيئة وللبشارة والكرازة بكل جرأه حسب وصيته العظمى لنا . وسوف نبني الاسوار بنفس كيفية البناء في وقت نحميا.

اولا:  سيقف كل واحد امام الرب للتضرع من اجل عائلته واهله واقاربه واصحابه وكل ما هو تحت سلطانه (نحميا 3) وفي النهاية سنجد ان السور اصبح في كل عرض مصر وطولها كما حدث وقت نحميا (نحميا 4: 6 – 6: 15)

ثانيا:  ستقف المجموعة امام الرب من اجل المنطقة التي هم يقطنون فيها ومن اجل الكنيسة المحلية الموجودة هناك (نحميا 3)

ثالثا: ونحن نصلي من اجل منطقتنا نطلب من الرب ان يعلن لنا خطايانا التي يتخذها ابليس كثغرة للدخول الى حياتنا من اجل التوبة عنها (نحميا7:4)

رابعا:

سنحارب ونتضرع أمام الرب عن عائلاتنا وكنائسنا وبلادنا بالصلاة ومقاومة عمل الظلمة ومواجهة مملكة الشيطان التي تحرك اتباعها على الارض (نحميا 4: 13-23)هيا لنتحرك الان لان الوقت مقصر جدا وابليس اطلق جنوده باقصى قوة. فلماذا نقف مكتوفين الايدي؟ ونحن نمتلك من القدرات اعلى واعظم بكثير من قوات الجحيم . الحياة اقوى من الموت . والهنا هو اله الحياة اما ابليس فهو اله الموت. وقد انتصر اله الحياة على اله الموت في الصليب والقيامة . لأن الهنا انتصر فنحن ايضا اعظم من منتصرين ونسير في موكب غلبته.”

لا تخافوهم بل اذكروا السيد العظيم المرهوب وحاربوا من أجل إخوتكم وبنيكم وبناتكم ونسائكم وبيوتكم” (نحميا 4: 14)

 

إميل منصور – نور لجميع الأمم

إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضًا معه

أَلم يكن الله قادرًا أن يحفظ عبيده الأمناء من الدخول إلى الأتون؟ ما كان أيسر ذلك عليه، ولكن لم يفعله لأنه أراد أن يضع إيمان عبيده في بوتقة الامتحان. أراد أن يمتحنه بالنار، أراد أن يمحصه في الأتون لكي «يوجد للمدح والكرامة والمجد» ( 1بط 1: 7 ). إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضًا معه (رومية 8 : 17 )

إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضًا معه (رومية 8 : 17 ) 

الإناء الأثري الفاخر

كان العروسان مغرمين بشراء الأواني الفخارية الثمينة والأثرية. في إحدى رحلتهما إلى أوربا ذهبا إلى متجر خاص بالأثريات.

لفت نظر العروس إناء فخاري ثمين موضوع في إحدى زوايا المتجر وكان حوله زينة جذابة. انطلقت العروس إليه وأمسكت به في إعجاب. نادت عريسها وهي تقول: “لم أرَ في حياتي مثل هذا الجمال الرائع. يا لصانعه من فنان رائع!”

بينما كانت العروس تتأمل فيه وهي تحدث عريسها عن جمال كل جزء منه، إذ بها تسمع صوتا يخرج من الإناء يقول: “أيتها العروس الجميلة ، انك لاً تفهمين من أنا. أنا لم اكن هكذا في هذا الجمال الرائع!”

صمت الإناء قليلاً ثم قال لها: “ألاً تعرفين أنني كنت حفنة من تراب، لو لمستيني لغسلتي يديك إذ تصيران متسختين.

امسك بي سيدي ووضع عليَّ ماءً وصار يعجني كنت اصرخ:

“اتركني على الأرض، لماذا تعجني بهذا العنف؟

ماذا فعلت بك؟”

نظر إلىّ سيدي وهو يبتسم قائلا:ً “ليس بعد!”

شعرت بمرارة وقلت: “ماذا يفعل بي بعد؟”

وضعني في دولاب الفخار وصار يحركه بقوة، شعرت كأن الأرض كلها تدور حولي. وصرت أصرخ: “كفي، كفي، فإنني اشعر بدوار شديد. إني أموت. ارحمني”.

هز سيدي رأسه وهو يبتسم ويقول: “ليس بعد!”

أمسك بي وصار يتأمل فيَّ، وإذا به يضعني في الفرن. كانت الحرارة مرتفعة للغاية، لم اختبر مثلها قط.

قلت له: “لماذا تحرقني بالنار؟ ماذا فعلت بك لتقتلني. يا لك من قاسي القلب!”

صرخت: “افتح لي باب الفرن. كفي”.

بعد فترة فتح الباب ورأيت على وجهه ابتسامة وهو يقول: “ليس بعد!”

حملني من الفرن ووضعني على رف، فتنسمت الهواء، وبدأت الحرارة تزول.

امسك بي من جديد وإذ به يضرب بالفرشاة ليرسم على أشكالاً جميلة، لكن رائحة الألوان صعبة للغاية. أحسست بحالة قيئ شديد. قلت له: “كفي، كفي، إني لا احتمل رائحة الألوان”. أما هو فهز رأسه وقال: “ليس بعد!”

كدت أموت وهو يمسك بي ليضعني ثانية في الفرن ليثبت الألوان ويغير من طبيعتي.

كانت حرارة الفرن مضاعفة. توسلت إليه ألاً يضعني فيها، لكنه أصر كنت أتطلع إليه وأنا أبكي أما هو فكان يرد: “ليس بعد!”

فتح الباب وحملني من الفرن، ووضعني على الرف حتى أبرد .

بعد قليل قدم لي مرآة وقال لي: “يا حفنة التراب المتألمة انظري!”

دهشت حين رأيت نفسي في هذا الجمال الباهر. قلت له: “إنني لست أنا! إنني لست حفنة التراب المداسة بالأقدام”.

قال لي: “هذا ما فعلته بك مدرسة الألم”.

سيدتي العروس، لا تخافي من الألم، فان سيدك يدخل معك في طريق الآلام.

لو تركك بدون أن يعجنك تصيرين ترابا بلاً قيمة.

وان لم يحملك إلى دولابه الفخاري، تصيرين قطعة طين بلاً شكل.

إن لم يدخل بك إلى الفرن تجفين وتتشققين.

إن لم يلقِ بالألوان برائحتها الصعبة لاً تحملين صورًا جميلة.

إن لم تدخلي الفرن ثانيةً ما تستحقين أن تكوني في مركز رائع محوطة بالمجد.

لتصرخي معي قائلة: “مرحبًا بمدرسة الألم، مرحبًا بمدرسة الأمجاد الأبدية”.

وهب لكم لا أن تؤمنوا به فقط بل أن تتألموا لاجله (فيلبي 29:1)

ها أنا ناظرٌ أربعة رجالٍ محلولين يتمشون في وسط النار وما بهم ضررٌ

هل يمكن ان يكون الأتون مكان للشركة ؟

أ لَم نُلقِ ثلاثة رجال موثقين في وسط النار؟ ... ها أنا ناظرٌ أربعة رجالٍ محلولين يتمشون في وسط النار وما بهم ضررٌ ( دا 3: 24 ،25)

أَ لم يكن الله قادرًا أن يحفظ عبيده الأمناء من الدخول إلى الأتون؟ ما كان أيسر ذلك عليه، ولكن لم يفعله لأنه أراد أن يضع إيمان عبيده في بوتقة الامتحان. أراد أن يمتحنه بالنار، أراد أن يمحصه في الأتون لكي «يوجد للمدح والكرامة والمجد» ( 1بط 1: 7 ).

 هل يضع الصائغ الذهب في النار لأنه لا يقدِّر قيمته؟ كلا، بل لأنه يقدّرها، وغرضه ليس إزالة الزغل فقط بل إلماع المعدن الثمين أيضًا.

إنه من الواضح أن الرب لو حفظ عبيده من دخول الأتون بعمل معجزي، لم يحقق خطة الله ومجده كما حدث من خلال دخولهم الأتون، كما أن الفتية كان لهم فرصة لاظهار ولائهم وحبهم لله بالرغم من تحدي الاتون وناره المشتعلة ونالوا بركة الطاعة والاخلاص للرب، فكان خيرًا لهم أن يتمتعوا بحضوره ومواساته داخل الأتون من أن يَحظوا بقوته في حفظهم خارجًا عنه.

ما أعظم المجد للرب وأكبر الامتياز الذي تمتعوا به عندما نزل هو بنفسه ليسير في الأتون الذي قادتهم أمانتهم إليه! فقد سبق أن ساروا مع الرب في قصر الملك، ولذلك سار الرب معهم في أتون الملك، وكان ذلك بلا شك أسمى وقت في حياة شدرخ وميشخ وعبدنغو، ولم يكن الملك ليدري أنه بإنزال حمو غضبه بأولئك الرجال إنما رفعهم إلى ذلك المستوى السامي، حتى تحولت كل عين من النظر إلى تمثال الملك العظيم إلى الشخوص بدهشة إلى أولئك الأسرى المسبيين. يا للعجب! كانوا ثلاثة مقيدين، فإذا بهم أربعة محلولون. أ صحيح هذا؟ وهل كان الأتون ذا نار حقيقية؟ نعم، كانت ناره حقيقية، حتى أنها أحرقت «جبابرة القوة في جيش الملك»، ولكن كانت هناك حقيقة أعظم وهي أن الله كان هناك. وهذه الحقيقة قد غيَّرت كل شيء؛ غيَّرت كلمة الملك، وحوَّلت الأتون إلى مكان للشركة السامية المقدسة، وحوَّلت أسرى نبوخذنصّر المقيدين إلى مُحرري الرب الطليقين.

كان الله هناك، هناك بقوته لكي يستهزئ بمقاومات الناس، هناك بعطفه وحنانه ليواسي عبيده المجرَّبين، هناك بنعمته الساطعة ليطلق الأسرى أحرارًا ويقود قلوب نذيريه الأمناء إلى تلك الشركة العميقة معه التي كانت تتعطش إليها نفوسهم.

نور لجميع الأمم