جاء من الأمجاد السماوية

“والآن مجدني أنت عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم” يوحنا 5:17. العالم يسأل دوما  من هو المسيح ومن هو هذا الرجل الذي جاء من ألفي عام ومن أين جاء وما كانت مهمته، وما زال العالم بأسره حتى يومنا هذا متحيّر بالمسيح. وهناك أكثر من 339 نبوة عن هذه الشخصية المميزة والمدهشة.

واذا ابتدأنا بالمراقبة لعمل الله في الخليقة منذ البدء من آدم إلى كل الحقبات التاريخية ودرسنا موضوع الخطية ومسألة الإنفصال عن الله والسقوط  والذبيحة والكفارة حيث قال الكتاب “لأن الدم يكفّر عن النفس” اللاويين ١١:١٧ وكيف أن الإنسان غير قادر للحصول على الغفران في مجهوده الشخصي، فأصبحنا مدركين أن تدخل الله شخصيا كان حتميا من أجل خلاص النفس البشرية، لهذا جاء المسيح من أمجاده السماوية وهو الله بكامل صفاته وامتيازاته تدخل من أجل  الإنقاذ ومنح الغفران لكل من يقبل هذه العطية، فولد من مريم ومن ثم خدم وصنع العجائب وبعد هذا صلب وحمل كل خطايانا وأعلن الكتاب المقدس بكل وضوح وصراحة عن خلاص الناس من خلال المسيح “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” يوحنا 16:3.

نعم هو الله المتجسد بهيئة بشر وهو الذي جاء من الأمجاد السماوية حيث كان جالسا على العرش وممسكا بكل شيء، وهو الذي صالحنا مع الله الآب إذا أعادنا إلى شركة محبته بعدما دفع كل الثمن “هكذا المسيح أيضا بعدما قدّم مرّة لكي يحمل خطايا كثيرين سيظهر ثانية بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونه” عبرانيين 28:9.

عزيزي القارىء: هل تأملت بعمق بهذا التواضع الكبير وهل فكرت يوما كيف ستخلص من خطاياك التي تنهك حياتك؟ يسوع الذي جاء من أمجاده خصيصا ليرفعك من الموت إلى حياة جديدة معه يقدم لك ذاته إذ يقول “تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا اريحكم” متى 28:11، فهل تأتي اليه.

elhaq.com

لماذا يكره العالم أولادَ الله؟

المُتأَمّل في اتِّجاهات العالَم والمُجتمع تُجاه أَولادِ الرَّبِّ والمُدقّق في كثيرٍ من الأَحداثِ والسّلوكيّات وطريقةِ التَّعامُل لا يُمكن إِلَّا أَنْ يسأَلَ لماذا؟ لماذا يكرهُ العالَمُ أَولاد الله بهذا الشَّكلِ؟ لماذا يكون أَولادُ الله الحقيقيُّون مُبْغَضِينَ مِنَ الجميعِ؟

بالرّغم من أَنَّ أَغلى القِيَم لديهم هِي المحبَّة الحقيقيّة المُضحّيِة وَالغُفْرَان غير المشروط  والعطاء بِلَا حُدُود، ورغم أَنَّهم  يَرْغَبُونَ دائمًا  في خيرِ الآخرين وسلامِهِمْ
وتسديد احتياجاتهم وخلاصهم وإِنقاذهِمْ مِنَ الهلاكِ الأَبديّ الَّذي هو مصيرُ البعيدين عَنِ الرَّبِّ يسوع، ورغم أَنَّ أَكثرَ الطُّرُق مَشقةً هُو خدمةُ الآخرين وَمنفعتهُمْ، وقد اتَّخذوهُ أَولاد الله وكان يُمكن أَنْ يُوفّرُوا على أَنفسِهِمْ هذه الْمَشقّة بِأَنْ يُفكّرُوا فقطْ في نُفُوسِهِمْ، ولكنَّهُم يَسِيُرونَ في هذا الطّريق الَّذي كثيرًا ما تَنْتَهِي فيهِ حياتهُمْ على أَيدي مَنْ خَدَمُوهُمْ. ورغم أَنَّهم لا يكرهون ولا يُؤْذُونَ ولا يستخدمون القوّة ولا العُنف ولا حتَّى الكلمات غير اللائقةِ ولا حتَّى مُجرّد عدم المُبالاة بالآخرين، ورغم أَنَّ المبادئ الَّتي يُرِيدُون أَنْ يَنْشُروها هِيَ مَا يَنْشِدُهَا كُلُّ مَنْ يُرِيدُ خيرَ وَتقدُّمَ هذا العالَم. لكن لماذا يكونوا مُبْغَضِينَ مِنَ الجميعِ؟ ما سِرُّ هذه الكراهية الْمُتَعمَّدة وَالْمُسْتَمِرّة الَّتي لا تَقِفُ فقطْ عِنْدَ حدودِ المشاعر تُجاههم بل تتطوّر إِلى الكلماتِ الجارحة والأَفعال المقصودة مِثل التَّمييز والاضطهاد بَلْ والقتل أَيْضًا؟
يَصِفُ الرَّبُّ يسوع هذه الصّورة في كَلِمَاتٍ مِثْل: غَنَم وَسَط ذِئَابٍ: وَالذِّئَابُ هِي حيواناتٌ عدوانِيَّة لا تَتَهاون مع الأَغْنَامِ الضَّعيفة، وَبالتَّالي فالأَغنامُ تَشْعُرُ بالخطرِ الدَّائمِ مِنَ الذِّئَابِ، وَكَيْفَ يكون الأَمُرُ عندما تَكُون مُهِمَّةُ الأَغْنَامِ هِيَ أَنْ تتواجدَ مَعَ الذِّئَابِ وَتَتَعاملَ معهُمْ دُونَ أَنْ تَعْتَزِلَ؟
ولقد شدّد السَّيِّدُ أَيْضًا بالقولِ: احْذَرُوا مِنَ النَّاسِ، أَي كونُوا واعِينَ بِمَا سيحدثُ لَكُمْ، فَهُنَاك صِرَاعٌ مَعَ الْمُتديّنين الْمُتشدّدين الَّذين يَدّعون أَنَّهم يعرفونهُ وَغيّورِينَ لهُ، وبالتَّالي هُنَاك اضطهادٌ مِنْ هؤلاء بِاسْمِ الدّين. وَهُنَاك أَيْضًا صِرَاعٌ مَعَ السُّلطاتِ والحكومات والولاة، وبالتَّالي تُفصّل القوانين واللّوائح والدّساتير ضدّكم لإِيذائكُمْ، وَهذَا اضطهادٌ سِيَاسيٌّ.  وَهُنَاك أَيْضًا صِرَاعٌ مع أَهْلِ الْبَيْتِ، فقبولُ المسيح سَيَحِلُّ الرُّبط الأُسرِيَّة وَيُصْبِحُ أَعداءُ الإِنْسان أَهْلَ بيتهِ، وَبالتَّالي حياةُ المسيحيّ في وسطِ أَهلِ بيتهِ مِنْ غيرِ المؤمنين بالسَّيِّدِ هِي أَيضًا مُخَاطرةٌ، وهذا اضطهادٌ أُسريّ. وتصل الحالة إِلى وصفِ السَّيِّد لِمَا يُمكن أَنْ يُقَاسي مِنْهُ أَولاد الله بِأَنَّهُ كُلّ مَنْ يَقتلهم يَظِنُّ أَنَّهُ يُقدّم خدمةً للهِ, وما أَكثر الَّذين يَتَبَرّعون بهذه الخدمة. وَيَسْرِدُ مُصطلحات في غايةِ الصُّعوبَةِ مِثل «يَطْرُدُونَكُمْ، يُسلّمُونَكُمْ، يَضْطهِدُونَكُمْ، يَفْتَرُونَ عَلَيكُمْ، يَحْكُمُونَ عَليكُمْ، يَقُولُونَ عليكُمْ كُلّ كَلِمَةٍ شِرّيرة، يَقْتُلُونَكُمْ» دُون تَأْنِيبٍ للضَّميرِ، بل سيكون مُمَارسةُ هذه الأَفعال مَعَكُمْ نَوعًا مِنْ أَنواعِ إرضاءِ الضّمير وتتميم الواجبات الدّينيّة لنوالِ مُستقبل بهيج.
لكن خلف هذه الصُّورة الظَّاهرة توجد الصُّورة الجوهريّة والسّبب الحقيقيّ لِكُلِّ هذه الْمُمارسات ضدّ أَولادِ الله وَهِي «مَلَكُوتُ الظُّلمةِ الَّذِي يَقِفُ أَمَام مَلَكُوتِ النُّورِ».
وَبالتَّالي يُوضّح لهم المسيحُ:
1- إِنَّ  العداءَ الحقيقيّ ليس ضدّكم, وأَنْتُمْ لَسْتُمْ المقصودين بهذهِ المُمارسات العدائيّة لكن أَنَا المقصودُ بِهَا «مِنْ أَجْلِي… مِنْ أَجْلِ اسْمِي… لَا يَعْرِفُونَ الَّذِي أَرْسَلَنِي». وَأَنْتُمْ الصُّورة الظَّاهرة  لهم لذلك تُوجّه إِليكُمْ كُلّ ما يُقْصد أَنْ يُوجَّهَ لي أَنَا. لَقَدْ قَالَ المسيحُ لِشَاول لِمَاذَا تَضطِهَدنِي بالرّغمِ مِنْ أَنَّ الاضطهاد كَانَ فِي ظاهرهِ تّجاه كُلّ مسيحيٍّ.
2- يُوضّحُ السّيد بمجموعةٍ مِنَ الأَمْثَالِ أَنَّ التّلميذَ لَيْسَ أَفضلَ مِن مُعلّمهِ، والعبدَ لَيْسَ أَفضلَ مِنْ سَيِّدِهِ، وبالتَّالي ما قدَمهُ العالَمُ للمسيحِ لَنْ يكونَ تَابعيه أَوْفرَ حظًّا مِنْهُ بَلْ لأَنَّهُمْ يحملون اسمهُ ورسالتهُ وصِفَاتهُ فَسَيَنْصَبّ عليهِمْ نَفْسُ مَا كَانَ لهُ.
3- إِنَّ الْمُضطهِدِينَ الذَّين نراهم في أَشخاصٍ وَحُكُومَاتِ وسِيَاساتٍ على اختلافهِمْ لكنَّهم يتَّفِقُونَ في أَنَّهم ليسوا أَولاد الله ولا يعرفونهُ، وبالتَّالي هُمْ عبَارة عن وسائلٍ يُحرّكها إِبليس في دائرةِ سلطان الظُّلمة الَّتِي يَعِيشُونَ فيها وَتَحْتَ قِيادتهِ, فَهُوَ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانهُمْ وَغَلَّظَ قُلُوبهمْ واستخدم عقولهم ولسانهم وأَيديهم لكي يُصَارِعَ ملكوت المسيح الَّذي يَظْهَرُ في العالَمِ في أَبناءِهِ، وبالتَّالي فَأَولادُ الله لا يُضطهَدُونَ مِنْ أَشخاصٍ لكن من ملكوتِ الظُّلمةِ الَّذي يقودهُ إِبليس.
4- بِهَذَا يُصْبِحُ الأَشخاصُ في الطَّرفَيْنِ هُمْ مُجرّد كائنات ظاهرة ملموسة للصِّراعِ، لكنَّ الصِّرَاعَ الخفيّ والجوهريّ هُوَ مَا بَيْنَ المسيحِ وإِبليس, بَينَ ملكوتِ الظُّلمَةِ وملكوتِ النُّور.
5- لأَجْل هذا لَمْ يَدْعُنَا المسيحُ أَبدًا إِلى كراهيةِ أَو بُغْضِ الْمُضطهِدِينَ لأَنّهُمْ مساكين يَحْتَاجُونَ إِلى استنارةٍ. وَلِذَا يجِب أَنْ يَسْتَعِدَّ المسيحيّ لِبذلِ نَفْسهُ لكي يُنْقِذَهُمْ من ملكوتِ الظُّلمةِ كما فعل السَّيِّدُ. وبالتَّالي لا مَجَالَ للكراهيةِ أَو الانتقامِ بَلْ المجال للمحبَّةِ وَالعطَاءِ والتَّضحِيَةِ والخدمةِ والكرازة، وكُلّما زاد اضطهادُ أَولاد الله كُلَّما كانَتْ الظُّلمةُ الَّتي يَعِيش فِيهَا أَتباعُ ملكوت إِبليس أَشدَّ وأَقْسَى.
6- سَيَظلُّ الصّراع مُحْتَدِمًا مَا بَيْنَ قِيَمِ، وَمَبادِئ، وَأَفْكَارِ، وَدَوافعِ، وَأَهْدَافِ أَبناءِ الظُّلمةِ وَأَبناءِ النُّورِ حتَّى يَأْتِي المسيحُ لِيُنْهِي ملكوت الظُّلمةِ تَمامًا.
فالاحتياجُ دَائِمٌ للعملِ وَالْحُبِّ وَالعطَاءِ.

 

الحياة المنتصرة

أربعة أنواع من البشر

فِي (مَتَّ13: 1- 9) «فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ خَرَجَ يَسُوعُ مِنَ الْبَيْتِ وَجَلَسَ عِنْدَ الْبَحْرِ، فَاجْتَمَعَ إِلَيهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، حَتَّى إِنَّهُ دَخَلَ السَّفِينَةَ وَجَلَسَ. وَالْجَمعُ كُلُّهُ وَقَفَ عَلَى الشَّاطِئ. فَكَلَّمَهُمْ كَثِيرًا بِأَمْثَالٍ قَائِلًا: «هُوَذَا الزَّارِعُ قَدْ خَرَجَ لِيَزرَعَ، وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى الطَّرِيقِ، فَجَاءَتِ الطُّيُورُ وَأَكَلَتْهُ. وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الْأَمَاكِنِ الْمُحْجِرَةِ، حَيْثُ لَمْ تَكُنْ لَهُ تُرْبَةٌ كَثِيرَةٌ، فَنَبَتَ حَالًا إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عُمْقُ أَرْضٍ. وَلَكِنْ لَمَّا أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ احْتَرَقَ، وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ جَفَّ.

وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ جَفَّ. وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الشَّوْكِ، فَطَلَعَ الشَّوْكُ وَخَنَقَهُ. وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الْأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَأَعْطَى ثَمَرًا، بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلَاثِينَ. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمعِ، فَلْيَسمَعْ».
فِي (مَثَلِ الزَّارع) نَرَى أَنَّ الْبذُورَ هِيَ كَلِمَةُ اللهِ، وَهُنَاك أَرْبَعَةُ أَنْوَاع مِنَ الْبَشَرِ، مِنَ الَّذِين يَسْتَمِعُونَ لَهَا، وَالَّذِينَ يُشْبِهُونَ الطَّرِيق؛ وَالْأَرْض الْمُحْجِرَة؛ وَالْأَرْض الشَّائِكَة؛ وَالْأَرْض الْجَيِّدة.
وَالْبِذُورُ «كَلِمَة الله» إِنْ دَخَلَتْ الْقَلْبَ تَمْنَحهُ حَيَاةً رُوحِيَّةً جَدِيدَةً، وَتَجْعَلُ الْقَلْب يُعْطِي ثَمَرًا حُلْوًا وَفِيرًا. وَالْوَحْيُ الْمُقَدَّس يَأْمُرُنَا «فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ.» (يَعْ1: 21). «مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لَا مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لَا يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الْأَبَدِ.» (1بُط1: 23).
هَذَا الْمَثَلُ الْمَشْهُور يُقَدِّم لَنَا نَوعِيَّات الْبَشَرِ الَّذِين يَسْتَمِعُونَ لِكَلِمَةِ الله، وَكَيْفَ يَتَجَاوبُونَ مَعَهَا:
أَوَّلًا: الْإِنْسَانُ الْمُهْمِلُ الَّذِي لَا يُقَدِّرُ قِيمةَ نِعْمَةِ الله:
يَقُولُ الرَّبُّ يَسُوع عَنْ صَاحِبِ «الْأَرْض الطَّرِيق» [لَا يَفْهَمُ] قِيمَةَ الْكَلِمَة وَلَا مَعْنَاها (مَتَّ13: 19) «كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَةَ الْمَلَكُوتِ وَلَا يَفهَمُ، فَيَأْتِي الشِّرِّيرُ وَيَخْطَفُ مَا قَدْ زُرِعَ فِي قَلْبِهِ. هَذَا هُوَ الْمَزْرُوعُ عَلَى الطَّرِيقِ». وَلَا يُقَدِّرُ قِيمَةَ الْبذُور.
إِنَّهُ الشَّخْصُ الَّذِي يَسْمَعُ بِأُذُنِهِ لَا بِقَلْبِهِ فَلَا يَنْتَبِهُ لِمَا يَسْمَعهُ، وَلَا يُدْرِكُ مَعْنَاهُ الرُّوحِيّ، مِثْلَ الشَّخْصِ الْجَاهِلِ -الَّذِي بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الرَّمْلِ- الَّذِي يَسْمَع وَلَا يَعْمَلُ. (مَتَّ7).
إِنَّهُ الشَّخْصُ الَّذِي يُفَضِّلُ الْمُتْعَةَ الْوَقْتِيَّة عَنِ السَّعَادةِ الْأَبَدِيَّة، وَيُعْطِي الْأَولويَّةَ لِلْمَصْلَحَةِ الذَّاتِيَّة الْوَقْتِيَّة أَكْثَر مِنَ الْأَعْمَالِ الرُّوحِيَّة الْأَبَدِيَّة، مِثْل الْغَنِيِّ الْغَبِيِّ الَّذِي لَا يُفَكِّرُ إِلَّا فِي ذَاتِهِ وَلَذَّاتِهِ. (لُو12).
إِنَّهُ الْإِنْسَانُ الَّذِي لَا يَرَى وَلَا يُدْرِكُ قِيمَةَ نِعْمَةِ اللهِ الَّذِي يَنْطَبِقُ عَليهِ مَا جَاءَ فِي (2كُو4: 4) «إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلَّا تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ».
إِنَّهُ الْإِنْسَانُ الْمُهْمِلُ الَّذِي أَعْطَى إِبْلِيسَ الْفُرْصَةَ لِيَسْرِقَ الْكَلِمَةَ فَلَا تَأْتِي بِثَمَرٍ فِي حَيَاتِهِ، إِذْ أَعْطَى إِبْلِيسَ الْفُرْصَةَ لِيَسْرِقَ أَحْلَامَهُ وَقُوَّتَهُ وَنَجَاحَهُ، فَإِبْلِيس سَارِقٌ وَلِصٌّ، «وَيَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ.» (1بُطْ5: 8).
هُنَاك مَقُولَةٌ مَشْهُورةٌ تَقُولُ: يُوجَدُ أَعْظَمُ رَجَاء لِأَعْظَمِ خَاطِئ يَقْرَأُ الْكِتَابَ الْمُقَدَّس، وَيُوجَدُ أَعْظَمُ خَطَرٍ عَلَى أَعْظَمِ مُؤْمِنٍ لَا يَعْبَأُ بِقِرَاءةِ الْكِتَاب الْمُقَدَّس.
لِهَذَا يَقُولُ الرَّسُولُ بُولُس لِتِلْمِيذِهِ تِيمُوثَاوُس «لَاحِظْ نَفْسَكَ وَالتَّعْلِيمَ وَدَاوِمْ عَلَى ذَلِكَ، لِأَنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ هَذَا، تُخَلِّصُ نَفْسَكَ وَالَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ أَيْضًا.» (1تِي4: 16).
ثَانِيًا: الْإِنْسَانُ السَّطْحِيّ:
الْأَرْضُ الْحَجَرِيَّة لَيْسَ لَهَا عُمْقُ أَرْض، عِنْدَمَا تَسْقُطُ عَلَيهَا الْبِذَارُ وَتَبْدَأُ فِي النُّمُوِّ سُرْعَان مَا تَجِفُّ وَتَنْتَهِي مِثْلَ يَقْطِينَةِ يُونَان بِنْت لَيْلَةٍ كَانَت وَبِنْت لَيْلَةٍ هَلَكَتْ.
الْإِنْسَانُ السَّطْحِيّ صَاحِب الْأَرْضِ الْحَجَرِيَّة غَيْرُ مُسْتَعِدٍ لِأَنْ يَدْفَع حِسَابَ تَكْلُفَةِ إِتِّبَاعِ الْمَسِيح. إِنَّهُ مِثْلُ يِهُوذَا الْإِسْخَرْيُوطِيّ، الَّذِي تَخَيَّلَ أَنَّهُ سَيَصِلُ إِلَى مَكَانَةٍ أَرْضِيَّةٍ فِي مَلَكُوتِ الْمَسِيح، وَعِنْدَمَا اكْتَشَفَ أَنَّ الْمَسِيحَ يُقِيمُ مَلَكُوتًا رُوحِيًّا، وَأَنَّ إِتِّبَاعَهُ يَعْنِي التَّضْحِية بَاعَ السَّيِّدَ بِثَلَاثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. (مَتَّ26: 15).
وَلَقَدْ قَالَ الرَّبُّ لِلنَّبِيِّ حِزْقِيَال إِنَّ رِسَالتَهُ سَتَكُونُ لِبَعْضِ النَّاسِ «كَشِعْرِ أَشْوَاقٍ لِجَمِيلِ الصَّوْتِ يُحْسِنُ الْعَزْفَ، فَيَسْمَعُونَ كَلَامَكَ وَلَا يَعْمَلُونَ بِهِ.» (حِزْ33: 32). (حِزْ11: 19؛ 36: 26) «وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا وَاحِدًا، وَأَجْعَلُ فِي دَاخِلِكُمْ رُوحًا جَدِيدًا، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِهِمْ وَأُعْطِيهِمْ قَلْبَ لَحْمٍ».
كَمْ مِنْ أُنَاسٍ قُلُوبهمْ حَجَرِيَّة، لَكِنْ نِعْمَة الله قَادِرَةٌ أَنْ تُحَوَّلَ الْقُلُوب الْحَجَرِيَّة إِلَى قُلُوبٍ لَحْمِيَّةٍ، فَمَكْتُوبٌ فِي (حِزْ11: 19) «وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا وَاحِدًا، وَأَجْعَلُ فِي دَاخِلِكُمْ رُوحًا جَدِيدًا، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِهِمْ وَأُعْطِيهِمْ قَلْبَ لَحْمٍ». مَعَ (حِزْ36: 26، 27). فَكَمَا أَنَّ الْحَجَرَ لَا يَسْمَحُ لِلْجُذُورِ أَنْ تَمْتَدَّ لِتَحْصُل عَلَى الْغِذَاءِ وَالْمَاءِ؛ فَتَمُوتُ النَّبْتَةُ الْمُبْتَدِئَةُ هَكَذَا الْقُلُوب الْحَجَرِيَّة لَا تَنْمُو فِيهَا كَلِمَةُ اللهِ إِذْا لَا تَحْصُلُ عَلَى الْغِذَاءِ الرُّوحِيّ.
إِنَّهُ الْإِنْسَانُ الْقَاسِي الْقَلْب، الَّذِي يَحْمِلُ قَلْبًا حَجَرِيًّا، بِسَبَبِ التَّعَوّد عَلَى الْخَطِيَّةِ، وَمِنْ ثَمَّ يَنْطَبِقُ عَليهِ مَا قَالهُ الرَّسُولُ بُولُس «مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ، تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَبًا فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلَانِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ.» (رُو2: 5).
ثَالِثًا: الْإِنْسَانُ الْمَهْمُوم وَالْمُتَردّد أَوْ الْمُتَذَبْذِب:
سَقَطَتْ الْبذُورُ عَلَى الْأَرْضِ الَّتِي فِيهَا شَوْك، فَنَمَتْ لِأَنَّهَا أَرْضٌ صَالِحَةٌ بِدَلِيلِ نُمُوِّ الشَّوْكِ فِيهَا، إِلَّا أَنَّ الشَّوْكَ خَنَقَ النَّبَاتَ الْجَيِّد، فَالشَّوْكُ مَوجُودٌ بِالتُّرْبَةِ وَيَسْتَمِدُّ غِذَاءهُ مِنْهَا، فَيَلْتَهِمُ غِذَاءَ الْبذُورِ.
يَرْمُزُ الشَّوْكُ إِلَى الطَّبِيعَةِ القديمةِ فِينَا، وَالَّتِي تُهَدِّدُ الطَّبِيعَةَ الْجَدِيدةَ «لِأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ، وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهَذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لَا تُرِيدُونَ.» (غَلَا5: 17). وَلِذَلِكَ قَالَ الرَّبُّ يَسُوع: «اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ.» (مَتَّ26: 41).
وَهُوَ مِثْلُ الشَّابِّ الْغَنِيِّ الَّذِي رَفَضَ أَنْ يَتْبَعَ الْمَسِيحَ «وَمَضَى حَزِينًا، لِأنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَالٍ كَثِيرَةٍ.» (مَرْ10: 22).
وَهُوَ مِثْلُ دِيمَاس الَّذِي قَالَ الرَّسُولُ بُولُس عَنْهُ «تَرَكَنِي إِذْ أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ.» (2تِي4: 10).
إِنَّ التُّرْبَةَ الَّتِي بِهَا شَوْكٌ تُشْبِهُ الْإِنْسَان الْمُتَردّد، وَهَذَا لَا يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ السَّمَواتِ، كَمَا قَالَ الرَّبُّ يَسُوع: «لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ.» (لُو9: 61، 62). وَكَمَا قَالَ الرَّسُولُ يَعْقُوب: « رَجُلٌ ذُو رَأْيَينِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ.» (يَعْ1: 8).
مَا أَكْثَرَ الْأَشْوَاك الَّتي تُنَافِسُ الْبذُورَ الْجَيِّدَةَ: هُنَاك أَشْوَاك هُمُومِ هَذَا الْعَالَمِ وَمَتَاعبهُ، مَعَ أَنَّ الرَّبَّ يَسُوع كَثِيرًا مَا يُطْمئِنَا أَمَام ضَغْطِ الاحْتِيَاجَاتِ الْمَادِيَّة قَائِلًا: «فَلَا تَهْتَمُّوا قَائِليَنَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الْأُمَمُ. لِأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا.» (مَتَّ6: 31، 32).
وَهُنَاك أَشْوَاكُ غُرُورِ الْغِنَى الَّذِي يَجْتَذِبُ عيُونَ الأَغْنِيَاءِ، وَهُنَا نَجِدُ الرَّسُول بُولُس يَقُولُ: «لِأَنَّنَا لَمْ نَدْخُلِ الْعَالَمَ بِشَيْءٍ، وَوَاضِحٌ أَنَّنَا لَا نَقْدِرُ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهُ بِشَيْءٍ. فَإِنْ كَانَ لَنَا قُوتٌ وَكِسْوَةٌ، فَلْنَكْتَفِ بِهِمَا.» (1تِي6: 7). فَإِنَّهُ «مَتَى كَانَ لِأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ.» (لُو12: 15).
هُنَاك أَشْوَاكُ غُرُورِ الْمَرْكَزِ وَالسُّلْطَةِ، فَالنَّاسُ تَتَصَارعُ وَتَتَقَاتلُ مِنْ أَجْلِ الوصُولِ إِلَى السُّلطَةِ وَالأَضْوَاءِ.  وَهُنَاك أَشْوَاكُ الشَّهَواتِ الْمُخْتَلِفَةِ، وَالْوَحْيُ يَقُولُ: «الْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الْأَبَدِ.» (1يُو2: 17).
رَابِعًا: الشَّخْصِيَّةُ السَّوِيَّة الْمُتَّزِنَة:
أَصْحَابُ الْأَرْضِ الْجَيِّدَةِ «هُمْ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ فَيَحْفَظُونَهَا فِي قَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ، وَيُثْمِرُونَ بِالصَّبْرِ.» (لُو8: 15). وَالْقَلْبُ الصَّالِحُ يَسْمَعُ وَيَقْبَلُ وَيَلْهَجُ بِهَا؛ فَتَنْمُو وَتُثْمِرُ بِالصَّبْرِ سُلُوكًا صَالِحًا. وَيُصْبِحُ الْمُؤْمِنُ «كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لَا يَذْبُلُ.» (مَزْ1: 3).
صَاحِبُ الْأَرْضِ الْجَيِّدَةِ مِثْل تِيمُوثَاوُس الَّذِي قَالَ لَهُ الرَّسُولُ بُولُس: «إِنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ، الْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلَاصِ، بِالْإِيمَانِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.» (2تِي3: 15).
الْأَرْضُ الْجَيِّدَةُ تَتَجَاوبُ مَعَ الْمَطَرِ فَتَأْتِي بِثَمَرٍ، إِذْ تَنْمُو الْبِذَارُ  وَتُثْمِرُ كَمَا قَال (إِشَعْيَاءُ55: 10، 11): «لِأنَّهُ كَمَا يَنْزِلُ الْمَطَرُ وَالثَّلْجُ مِنَ السَّمَاءِ وَلَا يَرْجِعَانِ إِلَى هُنَاكَ، بَلْ يُرْوِيَانِ الْأَرْضَ وَيَجْعَلَانِهَا تَلِدُ وَتُنْبِتُ وَتُعْطِي زَرْعًا لِلزَّارِعِ وَخُبْزًا لِلْآكِلِ، هَكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي. لَا تَرْجِعُ إِلَيَّ فَارِغَةً، بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ».
وَالْأَراضِي الْجَيِّدة أَنْواعٌ مُتَعَدَّدةٌ: فَبَعْضُهَا يُثْمِرُ ثَلَاثِينَ ضِعْفًا؛ وَبَعْضُهَا سِتِّينَ؛ وَبَعْضُهَا مِئَةَ ضِعْفٍ.
عِنْدَمَا أَلْقَى الْمَسِيحُ هَذَا الْمَثَلَ كَانَت الْأَرْضُ تُعْطِي عَادَةً مَا بَيْنَ ثَمَانِيَةِ أَضْعَاف إِلَى خَمْسَةِ عَشر ضِعْفًا، وَمِنْ ثَمَّ فَإِنَّ الرَّبَّ يَنْتَظِرُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ثَمَرًا أَكثر، عَمَلًا بِالْوَصِيَّةِ: «إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.» (مَتَّ5: 20).
وَيَبْقَى السُّؤالُ: لِمَاذَا يُعْطِي مُؤْمِنٌ ثَلَاثِينَ ضِعْفًا، بَيْنَما يُعْطِي غَيْرُهُ سِتِّينَ أَوْ مِئَةَ ضِعْف؟ الْفَرْقُ بَيْنهمْ هُوَ مَدَى اسْتِعْدَادِ كُلٍّ مِنهمْ لِطَاعَةِ الرَّبِّ، وَامْتِدَادِ تَكْرِيس الْحَيَاةِ لَهُ.
خَامِسًا: اللهُ يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ:
إِنَّ اللهَ هُوَ خَالِقُ الْجَمِيع، وَيُحِبُّ الْجَمِيعَ، وَيَتُوقُ إِلَى أَنَّ الْجَمِيعَ يَخْلُصُونَ فَمَكْتُوبٌ: «هَكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ؛ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الْأَبَدِيَّةُ.» (يُو3: 16).
فِي هَذَا الْمَثَلِ نَرَى أَنَّه بِالرَّغم مِنْ أَنَّ الزَّارِعَ يَعْلَمُ أَنَّ التُّرْبَةَ أَنْوَاعٌ، وَأَنَّ جُزْءًا مِنْ بذُورِهِ سَيَضِيعُ بِدُونِ فَائِدَةٍ، إِلَّا أَنَّهُ يَسْتَمِرُّ فِي بَذرِهَا. إِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُبَارِكَ الْأَرْضَ وَيَجْعلَهَا تَأْتِي بِثَمَرٍ، وَالزَّارِعُ يَرْجُو أَنْ تَتَغَيَّرَ بَعْض أَنْوَاعِ التُّرْبَةِ نَتِيجَة الْعِنَايَةِ وَالرِّعَايةِ، فَعِنْدَمَا تُزَال الْأَحْجَار تَجِدُ البذُورُ عُمْقَ أَرْضِ، وَعِنْدَمَا تُقْلَعُ الْأَشْوَاك لَا تَعُود فَتَخْنقُ النَّباتَ الْجَيِّدَ.
لَعَلَّنَا نُلَاحِظُ أَنَّ الزَّارِعَ هُوَ نَفْسهُ لَمْ يَتَغَيَّر، وَالبذُور هِيَ نَفْس البذُورِ فِي كُلِّ حَالَةٍ، وَلَكِنَّ الْعَيْب يَرْجِعُ إِلَى إِبلِيس، الَّذِي نُعْطِيه الْفُرْصَةَ لِكَي يَخْطِفَهَا، وَإِلَى الْقَلْبِ الْبَشَرِيِّ الَّذِي يَرْفضهَا.
سَادِسًا: الْإِنْسَانُ بِكَامِلِ حُرِّيَّتِهِ لَهُ أَنْ يَقْبَلَ أَوْ يَرْفُضَ عَمَلَ اللهِ:
خَتَمَ الْمَسِيحُ هَذَا الْمَثَل بِالْقَولِ: «مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ.» (مَتَّ13: 9). وَهَذَا يَعْنِي أَنَّ الْحَقَّ مُعْلَنٌ لِلْجَمِيعِ، وَلِكُلِّ مُسْتَمِعٍ الْحُرِّيَّة فِي أَنْ يَقْبَلَ الْحَقَّ إِنْ هُوَ أَرَادَ، كَمَا أَنَّ لَهُ مُطْلَقُ الْحُرِّيَّةِ فِي أَنْ يَرْفُضَهُ. قَالَ الرَّبُّ يَسُوع: «هَأَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي.» (رُؤْ3: 20).
اللهُ لَا يُجْبِرُ أَحَدًا لِكِنَّهُ أَعْطَى لِكُلِّ إِنْسَانٍ أُذُنَيْن، ثُمَّ وَجَّهَ لَهُ الدَّعوةَ، فَأَيُّ نُوعٍ مِنَ التُّرْبَةِ قَلْبكَ.
إِنْ كَانَ كَالطَّرِيقِ فَإِنَّ اللهَ يُمْكِنُ أَنْ يَحْرُثَهُ بِمِحْرَاثِ نِعْمَتِهِ بِصَوْتٍ لَطِيفٍ أَوْ بِتَهْدِيدٍ مُخِيفٍ، كَمَا قَالَ: «أُضَيِّقُ عَلَيهِمْ لِكَيْ يَشْعُرُوا.» (إِرْ10: 18). قَدْ يَنْفَتِحُ قَلْبُكَ بَعْدَ نُورٍ مُبْهِرٍ يُعْمِي الْعيُون، كَمَا حَدَثَ مَعَ شَاوُل الطَّرْسُوسِيّ (أَعْ9: 3، 4). وَقَدْ يَنْفَتِح بِسُرْعَةٍ وَهُدوءٍ كَمَا حَدَثَ مَعَ لِيدِيَّة (أَعْ16: 14). وَقَدْ يَنْفَتِح بَعْدَ زِلْزَالٍ كَمَا حَدَثَ مَعَ سَجَّانِ فِيلِبِّي (أَعْ16: 26- 34).
وَإِنْ كَانَ قَلْبُكَ حَجَرِيًّا فَالرَّبُّ قَادِرٌ أَنْ يَنْزِعَ مِنْكَ قَلْبَ الْحَجَرِ وَيُعْطِيكَ قَلْبَ لَحْمٍ (حِزْ11: 19). إِنْ كَانَ يَحْتَوِي عَلَى شَوْكٍ يَخْنِقُ البذُورَ فَهُوَ قَادِرُ أَنْ يَقْتَلِعَ الشَّوْكَ. وَإِنْ كُنْتَ تَأْتِي بِثَلَاثِينَ ضِعْفًا يُعْطِيكَ مِئَةَ ضِعْفٍ.

 

الحياة المنتصرة

ما هي المسيحية؟

ما هي المسيحية وبماذا يؤمن المسيحيون؟

كورنثوس الأولي 1:15 – 4 يقول “علي أني أذكركم، أيها الأخوة بالأنجيل الذي بشرتكم به، وقبلتموه ومازلتم قائمين فيه، وبه أيضا أنتم مخلصون، ان كنتم تتمسكون بالكلمة التي بشرتكم بها، الا اذا كنتم قد آمنتم عبثا. فالواقع أني سلمتكم، في أول الأمر، ما كنت قد تسلمته، وهو أن المسيح مات من أجل خطايانا وفقا لما في الكتاب “.

باختصار هذا هو المعتقد المسيحي. وما يميز المسيحية عن جميع الأديان الأخري هو أنها تعتمد علي العلاقة مع الله وليس علي مجرد ممارسة طقوس معينة للعبادة. وبدلا من اتباع ما هو محلل وما هو محرم فأنها تركز علي بناء وتوطيد علاقة حقيقية مع الله الآب. وهذه العلاقة ممكنة بسبب عمل يسوع المسيح، وبسبب تواجد الروح القدس في حياة المسيحي المؤمن .

المسيحيون يؤمنون أن الكتاب المقدس موحي به من الله، وأنه كلمة الله التي بلا عيب ، وأن تعاليم الكتاب المقدس هي السلطة العليا لحياة المسيحي (تيموثاوس الثانية 16:3، وبطرس الثانية 20:1- 21). وايضا يؤمن المسيحيون بأن الله واحد ويظهر لنا شخصه من خلال الثالوث الأقدس : الآب، والأبن (يسوع المسيح)، والروح القدس .

ويؤمن المسيحيون بأن الأنسان قد خلق ليتمتع بعلاقة مع الله، ولكن الخطيئة تفصل كل البشر عن الله (رومية 12:5، ورومية 23:3). وتعلم المسيحية أن يسوع المسيح عاش علي الأرض بكامل ألوهيته ولكن في صورة انسان (فيليبي 6:2 -11)، ومات علي الصليب، وأن المسيح دفن، ولكنه قام من بين الأموات، والأن يعيش علي يمين الآب، كشفيع للبشر الي الأبد (عبرانيين25:7). وتعلن المسيحية أن موت المسيح علي الصليب كان كافيا لدفع ثمن الخطيئة والدين الواجب علي البشر بصورة كاملة وأن بموته تم مصالحة الله مع الانسان واعادة علاقته معه (عبرانيين 11:9 -14، وعبرانيين 10:10، ورومية 23:6، ورومية 8:5).

لكي نخلص، يحب علينا أن نضع ثقتنا وايماننا في الله وعمله علي الصليب من أجلنا. ان آمن أحد بأن المسيح مات علي الصليب بدلا عنه وأنه بذلك دفع ثمن ذنوبه، وأنه قام من الأموات، فهذا الشخص قد نال الخلاص. لا يمكن أن يفعل أي شخص أي شيء للحصول علي الخلاص. لا يمكن أن يكون أي أحد “صالح” بمجرد أعماله، لأننا كلنا خطاة (أشعياء 4:64-7، وأشعياء 6:53). ثانيا، لا يوجد أي شيء أخر يحتاج اليه الأنسان. فالله أكمل عمله. و من كلمات الرب يسوع علي الصليب قال: “قد أكمل” (يوحنا 30:19). المقدس) في حياته، وبالخضوع للروح القدس فمن خلال ذلك يسمح الانسان لله بقيادة حياته في كل الظروف .

وبما أنه لا يمكن للانسان أن يحصل علي الخلاص بأعماله ولكن بمجرد وضع ثقته وايمانه في الله، فبنفس الطريقة لا يستطيع الأنسان أن يفقد خلاصه بأعماله. يوحنا 27:10-29 يقول: “خرافي تصغي لصوتي، وأنها أعرفها وهي تتبعني، وأعطيها حياة أبدية، فلا تهلك الي الأبد، ولا ينتزعها أحد من يدي. ان الآب الذي أعطاني اياها هو أعظم من الجميع، ولا يقدر أحد أن ينتزع من يد الآب شيئا “.

ربما يفكر البعض، “هذا رائع، بما أنني حصلت علي الخلاص، فيمكنني أن أفعل ما أريده، ولن أفقد خلاصي!” ولكن الخلاص هو ليس الحرية أن تفعل ما تريد. الخلاص هو التحرر من الطبيعة الخاطئة، والتفرغ للتمتع بعلاقة حقيقية مع الله. وطالما يعيش المؤمنون علي الأرض فمن المؤكد أنهم سيواجهون صراعا مع الجسد والخطيئة. الخطيئة تحول بين الانسان وبين التمتع بالعلاقة التي يرغبها الله معه. ولكن المسيحي المؤمن يمكنه الانتصار علي الخطيئة بدراسة وتطبيق وصايا الله (الكتاب المقدس) في حياته، وبالخضوع للروح القدس فمن خلال ذلك يسمح الانسان لله بقيادة حياته في كل الظروف .

ففي حين أن معظم الأديان الأخري تزود الانسان بما يجب أو لا يجب أن يفعله، فأن المسيحية مبنية علي أساس العلاقة الدائمة مع الله. المسيحية مبنية علي الايمان بأن الله المسيح مات علي الصليب دافعا ثمن خطايانا، وقام ثانية. يمكنك أن تحصل علي شركة مع الله. يمكنك الانتصار علي طبيعتك الخاطئة وأن تعيش في شركة واطاعة الله. هذه هي المسيحية الحقيقية المبنية علي الكتاب المقدس وتعاليمه.

 

مسيحيات

من هو الله ؟

صفات الله تعني أن للجوهر الإلهي غير المحدود السرمدي غير المتغير صفاتٍ خاصّة به مُعلنة في الطبيعة والكتاب المقدس.. والله يريدنا أن نعرفة لا أن نعرف عنه، لذا أعلن لنا عن نفسه من خلال اظهار وإعلان صفاته لنا. وهنا نذكر خمس صفات لله

الله هو الخالق المبدع كل المصنوعات البشرية مكونة من عناصر موجودة أصلاً، لكنّ الله لديه القدرة أن يقول للشيء كن فيكون ؛ فالمجرّات وجميع أشكال الحياة خُلقت من العدم، وليس هذا فقط فالله بقدرتة الفائقة بإمكانه أيضاً حل مشاكلنا و مساعدتنا في ضيقاتنا وهو يريدنا أن نكون مدركين لقدرته ومتكلين عليه.
“عظيم هو ربنا، وعظيم القوة. لفهمه لا إحصاء” (مزمور 147: 5)
“ارفع عينيّ إلى الجبال، من حيث يأتي عوني! معونتي من عند الرب، صانع السموات والأرض” (مزمور 121: 1، 2)

الله هو الصادق الأمين يسمح لنا بعض الأشخاص أن نعرف أفكارهم ومشاعرهم، والله أيضاً (من خلال الكتاب المقدس) يخبرنا بوضوح عن نفسه مع وجود فارق أساسي بين ما يطلعنا عليه الأشخاص وما يخبرنا إياه الله وهو أن الله دائماً صادق، لذلك علينا أن نثق بكل ما يقوله عن نفسه أو عنّا فأقواله أصدق من مشاعرنا وأفكارنا، وبالإضافة إلى ذلك فإن الله دقيق تماماً وأمين بشكل مطلق فهو يعني ما يقول، لذلك يجب أن نكون على ثقة أن كل ما يقوله هو حقيقة وأن كل وعد قطعه لنا لا بد أن يوفي به.
” ليس الله إنسانا فيكذب.ولا ابن إنسان فيندم.هل يقول ولا يفعل أو يتكلم ولا يفي” (عدد 23: 19)
“فتح كلامك ينير، يعقل الجهال” (مزمور 119: 130)
“سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي” (مزمور 119: 105)

الله هو العليم الحكيم كيف كنت ستبدو إن كنت دائماً على حق دون أي مجال للخطأ ؟!.أوكيف كنت ستبدو إن كنت على صواب في كل ما تفعله أو تقوله ؟! بالنسبة لنا كبشر هذا مستحيل ولكن بالنسبة لله فالأمر ليس كذلك؛ فحكمته غير محدودة ومعرفته لامتناهية؛ فهو يدرك كل المواقف والظروف و يحيط بدقائق كل الأمور بما في ذلك التاريخ الماضي و الحاضر الحادث و المستقبل الآتي، ليس علينا أن نطلعه على المستجدات أو نصحح له المعلومات فهو لا يخطىء ولايَخدَع أبداً لذلك يمكننا الوثوق به وبدوافعه النقية تجاهنا في كل الظروف وفي جميع الأوقات.
” لاني عرفت الأفكار التي أنا مفتكر بها عنكم يقول الرب أفكار سلام لا شر لأعطيكم آخرة ورجاء”( ارميا 29: 11)
“وليس خليقة غير ظاهرة قدامه بل كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه أمرنا” ( عبرانيين 4: 13)

الله يريدنا أن نعرفه لا أن نعرف عنه فقط إن هذا الكون بكل اتساعه وتفاصيله البديعة يخبرنا عن عظمة الله الخالق ولكن الله يريد أكثر من مجرد أن يخبرنا عن ذاته ، فهو يرحب بنا لنكون في علاقة معه حتى نتمكن من معرفته معرفة شخصية حميمة. فكر في هذا : خالق هذا الكون يريدك أن تكون في علاقة شخصية معه!! “لا يفتخرن الحكيم بحكمته، ولا يفتخر الجبار بجبروته، ولا يفتخر الغني بغناه، بل ليفتخرن المفتخر: بأنه يفهم ويعرفني أني أنا الرب الصانع رحمة وقضاء وعدلاً في الأرض، لأني بهذه أسر يقول الرب” (إرميا 9: 23، 24).

الله يريدنا أن نتواصل معه الله يدعونا للتحدث معه ولإشراكه فيما يخصنا فهو يشتاق للحديث معنا والاستماع لنا و ليس علينا أن نخشى التحدث معه فالله بطبيعته المُحبة يقبل كل من يأتي إليه بقلب صادق وهو يهتم بصدقنا وتواضعنا وليس بمفردات كلماتنا أو بأسلوبنا . “الرب قريب لكل الذين يدعونه، الذين يدعونه بالحق” (مزمور 145: 18)..

 

مسيحيات

الرد على كذبة إنجيل برنابا

من الثوابت أن الكتاب المعروف باسم إنجيل برنابا لا يمت إلى المسيحيةبصلة . وإنما هو شهادة زور على الإنجيل المقدس ، ومحاولة تشويش على الدينالمسيحي . مثله كالقرآن الذي كتبه مسيلمة الكذاب ، أو القرآن الذي ألفهالفضل بن ربيع . وهذا الكتاب المنسوب إلى برنابا نقله إلى العربية الدكتورخليل سعادة عن نسخة الانكليزية سنة 1907 ، وذلك بإيعاز من السيد محمد رشيدرضا ، منشئ مجلة المنار . فرفضه المسيحيون رفضاً باتاً ، لأنه كتاب مزيف
أما الذين قبلوه فهم فريق من المسلمين ، لسبب بسيط جداً ، وهو أن بعضمحتوياته تؤكد القول بأن المسيح لم يصلب ، بل ألقى شبهه على يهوذاالاسخريوطي فصلب بديلاً عنه .

ويجمع العلماء المدققين على أن هذا الكتاب المزور على برنابا ، لم يكنموجوداً قبل القرن الخامس عشر ، أي بعد موت برنابا بألف وخمسماية عام . ولو وجد قبلاً لما اختلف فقهاء المسلمين كالطبري والبيضاوي وابن كثير ،وفخر الدين الرازي في آخرة المسيح ، وفي تحديد الشخص الذي قيل انه صلبعوضاً عن المسيح . بل كانوا اجمعوا على أن الذي صلب هو يهوذا الاسخريوطي. ولو عدنا إلى المؤلفات الإسلامية المعتبرة ، كمروج الذهب للمسعودي . والبداية والنهاية للإمام عماد الدين ، والقول الابريزي للعلامة احمدالمقريزي ، نرى أن هؤلاء الإعلام سجلوا في كتبهم أن إنجيل المسيحيين إنماهو الذي كتب بواسطة أصحاب الأناجيل الأربعة ، وهم متى ومرقص ولوقا ويوحنا . ومما قاله المسعودي : (وذكرنا أسماء ألاثني عشر والسبعين ، تلاميذالمسيح وتفرقهم في البلاد وإخبارهم وما كان منهم ومواضع قبورهم . وانأصحاب الأناجيل الأربعة منهم يوحنا ومتى من ألاثني عشر ولوقا ومرقص منالسبعين) . التنبيه والإشراف صفحة 136 .

وكذلك لو عدنا إلى مخطوطات الكتاب المقدس القديمة والتي يرجع تاريخ نسخهاإلى ما قبل الإسلام ، وقد أشار القرآن إليها وشهد بصحتها ، لا نجد فيهاهذا الإنجيل المنسوب إلى برنابا . كما انه لا يوجد له أي ذكر في الجداول ،التي نظمها آباء الكنيسة ، للأسفار التي يتألف منها الكتاب المقدس .
ثم لو بحثنا في التاريخ نجد أن النسخة الأصلية لهذا الإنجيل المنحول ظهرتلأول مرة عام 1709 وذلك لدى كريم مستشار ملك بروسيا. ثم أخذت منه و أودعتفي مكتبة فينا عام 1738 وكل العلماء الذين فحصوها، لاحظوا أن غلافها شرقيالطراز. وان على هوامشها شروح وتعليقات باللغة العربية ويستدل من فحصالورق والحبر المستعملين في كتابتها، أنها كتبت في القرن الخامس عشر أوالسادس عشر.

ويقول العلامة الانكليزي الدكتور سال انه وجد نسخة من هذا الكتاب باللغةالاسبانية ، كتبها رجل اروغاني اسمه مصطفى العرندي . ويدعي هذا ، انهترجمها عن النسخة الايطالية . وقد جاء في مقدمتها أن راهباً يدعى مارينو ،مقرباً من البابا سكستوس الخامس ، دخل ذات يوم من سنة 1585 إلى مكتبةالبابا ، فعثر على رسالة للقديس ايريناوس ، يندد فيها بالرسول بولس . وانهذا القديس ، اسند تنديده هذا إلى إنجيل برنابا . فأصبح من ذلك الحين شديدالرغبة في العثور على هذا الإنجيل ، فحدث أن دخل يوماً والبابا سكستوسالخامس المكتبة البابوية . وفيما هما يتحدثان استولت على البابا سنة النوم . فاقتنص الراهب الفرصة ، وبحث عن الكتاب ، فوجده وأخفاه في إحدى ردنيه . ولبث إلى أن استفاق البابا من النوم، فاستأذن بالانصراف حاملاً الكتابمعه. على أن من يراجع مؤلفات القديس ايريناوس ، لا يرى فيها أي إشارة إلىإنجيل برنابا ، ولا أي نقد للرسول بولس .
وهناك حقيقة يستطيع كل إنسان أن يدركها وهي انه مكتوب في سفر الإعمال ، أنبرنابا نفسه كان رفيقاً لبولس في كرازته بالإنجيل ، في أورشليم وإنطاكيةوايقونية ودربة ولسترة . وكرز أيضا بالإنجيل مع ابن أخته يوحنا مرقص فيقبرص. مما يدل على أن برنابا ، كان مؤمناً بإنجيل الصليب ، الذي كرز بهبولس ومرقص وسائر الرسل ، والذي يتلخص في كلمة واحدة ، وهي أن المسيح ماتكفارة لخطايا العالم على الصليب ، وقام في اليوم الثالث لتبرير كل من يؤمنبه ، ولما كان الكتاب منسوباً برنابا ينكر هذه الحقيقة ، فالبرهان واضحابأنه كتاب مزور.

ويميل بعض العلماء المدققين إلى الاعتقاد بان كاتب إنجيل برنابا هو الراهبمارينو نفسه ، بعد أن اعتنق الإسلام ، وتسمى باسم مصطفى العرندي . ويميلبعض آخر إلى الاعتقاد بأن النسخة الايطالية ليست النسخة الأصلية لهذاالكتاب . بل أنها منقولة عن أصل عبري ، لان مطالع إنجيل برنابا المزعوم ،يرى أن للكتاب الماماً واسعاً بالقرآن . لدرجة أن الكثير من نصوصه يكاديكون ترجمة حرفية لآيات قرآنية. وفي مقدمة أصحاب هذا الرأي ، العلامةالدكتور هواية سنة 1784 . وعلى كل حال فأياً كان رأي العلماء ، فالثوابت أن هذا الإنجيل يروي تاريخيسوع المسيح بأسلوب يتفق مع نصوص القرآن ، ويغاير محتويات الأناجيلالصحيحة ، مما يحملنا على الاعتقاد بأن الكاتب نصراني اعتنق الإسلام . وأننا لنلمس هذا في الأمور التالية:

أ – في تفضيله محمد على يسوع . فقد جاء فيه أن يسوع قال : ولما رأيتهامتلأت عزاء قائلاً يا محمد ليكن الله معك ، وليجعلني أهلا أن احل سيرحذائك . لأني أن نلت هذا صرت نبياً وقدوساً (ف 44: 30-31).وجاء أيضا وقاليسوع: مع إني لست مستحقاً أن احل سير حذائه. فقد نلت نعمة ورحمة .

ب – في العبارات التي تتفق مع كتابات المسلمين القدماء : أجاب يسوع أن اسم مسيا عجيب ، لأن الله نفسه سماه لما خلق نفسه ووضعها في بهاء سماوي قال : اصبر يا محمد لأني لأجلك أريد أن اخلق الجنة والعالم وجماً غفيراً منالخلائق ، التي أهبها لك . حتى أن كل من يباركك يكون مباركاً ، وكل منيلعنك يكون ملعوناً . ومتى أرسلتك إلى العالم أجعلك رسولي للخلاص وتكونكلمتك صادقة . حتى أن السماء والأرض تهنان ولكن إيمانك لا يهن أبدا . أناسمه المبارك محمد.حينئذ رفع الجمهور أصواتهم قائلين يا الله ، أرسل لنا رسولك . يا محمد تعال سريعاً لخلاص العالم (ف 97 : 14-18( فلما انتصب آدم على قدميه رأى في الهواء كتابة تتألق كالشمس، نصها لا الهإلا الله محمد رسول الله.. فقال آدم أشكرك أيها الرب الهي، لأنك تفضلت فخلقتني. ولكن اضرع إليك أن تنبئني ، ما معنى هذه الكلمات محمد رسول الله .. فأجاب الله: مرحباً بك يا عبدي آدم. واني أقول لك انك أول إنسان خلقته . وهذا الذي رأيته إنما هو ابنك، الذي سيأتي إلى العالم، بعد الآن بسنين عديدة. وسيكون رسولي الذي لأجله خلقت كل الأشياء، الذي متى جاء سيعطي نوراً للعالم، الذي كانت نفسه موضوعة في بهاء سماوي ستين ألف سنة، قبل أناخلق شيئاً. فضرع آدم إلى الله قائلاً: يا رب هبني هذه الكتابة على ظفرأصابع يدي. فمنح الله الإنسان الأول تلك الكتابة . على ظفر إبهام اليداليمنى، ( لا اله إلا الله )، وعلى ظفر إبهام اليد ليسرى محمد رسول الله ) ف 39: 14 -26( فاحتجب الله وطردهما الملاك ميخائيل من الفردوس ( آدم وحواء ) فلما التفت آدم ورأى مكتوباً فوق الباب (لا اله إلا الله محمد رسول الله ) فبكى عندذلك ، وقال عسى الله يريد أن يأتي سريعاً (يا محمد) وتخلصنا من هذا الشقاء )ف 41 : 29-31( فهذه الأقوال تتفق نصاً وروحاً مع ما جاء في مؤلفات المسلمين القدماء ،كالاتحافات السنية بالأحاديث القدسية ، والأنوار المحمدية من المواهباللدنية ، والإسراء معجزة كبرى . وغير ذلك من المؤلفات .

هذا والأدلة كثيرة على أن الكاتب لا يمت بصلة إلى رسل المسيح أو حوارييه،الذين كتبوا مسوقين من الروح القدس. ومن هذه الأدلة القاطقه :
أ – جهله في جغرافية فلسطين والبلاد التي كانت مسرحاً للروايات الدينية فقد قال: – وذهب يسوع إلى بحر الجليل ونزل في مركب مسافراً إلى الناصرة، مدينته،فحدث نوء عظيم في البحر حتى اشرف المركب على الغرق (ف 20:1-2).فالمعروف أنالناصرة مدينة قائمة على جبل مرتفع في الجليل وليست مدينة بحرية كما قالالكاتب.
– اذكروا أن الله عزم على إهلاك نينوى ، لأنه لم يجد أحدا يخاف الله فيتلك المدينة فحاول الهرب إلى طرسوس خوفاً من الشعب ، فطرحه الله في البحرفابتلعته سمكة وقذفته على مقربة من نينوى ( ف 63 : 4-7).والمعروف أن مدينةنينوى كانت عاصمة الإمبراطورية الأشورية . وقد شيدت على الضفة الشرقية مننهر دجلة ، على فم رافد صغير اسمه رافد الخسر . فهي إذن لم تكن على البحرالمتوسط كما قال الكاتب.

ب – جهله في التاريخ الخاص بحياة يسوع المسيح . فقد جاء في الفصل الثالث من هذا الإنجيل المزور : حين ولد يسوع كان بيلاطس حاكماً في زمن الرياسة الكهنوتية لحنان وقيافا (ف 3: 2) وهذا غير صحيح لأن بيلاطس تولى من عام 26 إلى عام 36 بعد الميلاد . أما حنان فكان رئيساً للكهنة من سنة 6 إلى 15 بعد الميلاد . وقيافا سنة 8إلى 36 بعد الميلاد .وجاء في الفصل الثاني والأربعين بعد المائة ، أنالمسيا لا يأتي من نسل داود بل من نسل إسماعيل ، وان الموعد صنع بإسماعيللا بإسحق (ف 142 : 13).هذه غلطة صارخة لان من يقرأ سلسة نسب المسيح فيالإنجيل الصحيح يرى انه من جهة الجسد تجدر من نسل داود ومن سبط يهوذا .

ج – شحن كتابه ببعض القصص التي لا أساس لها ومنها : وحينئذ قال الله لإتباع الشيطان: توبوا واعترفوا باني الله خالقكم. أجابواإننا نتوب عن سجودنا لك لأنك غير عادل. ولكن الشيطان عادل . وبريء وهوربنا … وبصق الشيطان حين انصرافه على كتلة التراب فرفع جبريل ذلك البصاقمع شيء من التراب، فكان للإنسان بسبب ذلك سره في بطنه (ف 35: 25-27).أجابيسوع الحق الحق أقول لكم، إني عطفت على الشيطان لما علمت بسقوطه. وعطفتعلى الجنس البشري ، الذي يفتنه ليخطئ . لذلك صليت وصمت لإلهنا الذي كلمنيبواسطة ملاكه جبريل: ماذا تطلب يا يسوع وما هو سؤلك ؟ أجبت يا رب أنت تعلمأي شر كان الشيطان سببه ، وانه بواسطة فتنته يهلك كثيرين وهو خليقتك .. فارحمه يا رب. أجاب الله : يا يسوع انظر فاني اصفح عنه فاحمله ، على أنالصلح.ط أيها الرب الهي لقد أخطأت فارحمني ، فاصفح عنه وأعيده إلى حالتهالأولى . قال يسوع لما سمعت هذا سررت جداً موقناً إني قد فعلت هذا الصلح . لذلك دعوت الشيطان ، فأتى قائلاً : ماذا يجب علي أن افعل لك يا يسوع . أجبت انك تفعل لنفسك أيها الشيطان. لأني لا أحب خدمتك وإنما دعوتك لما فيهصلاحك. أجاب الشيطان : إذا كنت لا تود خدمتي فاني لا أود خدمتك لأني اشرفمنك . فأنت لست أهلا لان تخدمني، أنت يا من هو من طين. أما إنا فروح فهذه الخرافة لا يمكن لعقل سليم أن يصدق أنها من الإنجيل الذي أوحي به منالله. أولا لأن الله سخط على الشيطان لما سقط، وطرده من حضرته. ولا يتفقمع عزته الإلهية أن يتفاوض معه للمصالحة. وثانياً لأن المسيح منذ البدايةدخل في حرب مع الشيطان لا هوادة فيها . وقد جاء في الكتاب المقدس : منيفعل الخطية فهو من إبليس ، لأن إبليس منذ البدء يخطئ . لأجل هذا اظهر ابنالله لكي ينقض أعمال إبليس (1يوحنا 3 : 8) وثالثاً أن الشيطان في حربه معالمسيح لم يجرؤ على القول انه اشرف من المسيح . على العكس انه في مجمع كفرناحوم حين آمره أن يخرج من إنسان صرخ بصوت عظيم ، ما لنا ولك يا يسوعالناصري ، أتيت لتهلكنا ، إنا اعرف من أنت قدوس الله ( الإنجيل بحسب لوقا 4 : 34 .)

الجزم بإسلام الكاتب أن من يطالع إنجيل برنابا المزعوم بتدقيق يجد فيه من اللمسات الإسلامية وأبرزها :
أ – رواية الشبه : فقد جاء في الفصل الثاني عشر بعد المائة : فاعلم يابرنابا انه لأجل هذا يجب علي التحفظ و سيبيعني احد تلاميذي بثلاثين قطعةنقود . وعليه فاني على يقين ما أن من يبيعني يقتل باسمي . لان اللهسيصعدني من الأرض ، وسيغير منظر الخائن حتى يظنه كل واحد اياي . ومع ذلكفانه لما يموت شر ميتة ، امكث في ذلك العار زماناً طويلاً في العالم . ولكن متى جاء محمد رسول الله المقدس تزال عني هذه الوصمة (ف 112 : 13-17)فهذه الرواية من صميم الإسلام في القرون الوسطى

ب – دعوى التحريف : إذ يقول في الفصل الرابع والعشرين بعد المائة على لسانالمسيح : الحق الحق اقول لكم انه لو لم يمح الحق من كتاب موسى لما أعطىالله داود أبانا الكتاب الثاني . ولو لم يفسد كتاب داود لم يعهد اللهبإنجيله إلي لان الرب إلهنا غير متغير ولقد نطق رسالة واحدة لكل البشر .. فمتى جاء رسول الله يجيء ليطهر كل ما افسد الفجار من كتابي (ف 124 : 8-10)
فهذه المقالة تطعن بصحة الكتب المقدسة جميعاً ، الامر الذي لا يمكن أنيصدر عن المسيح الذي قال : السماء والارض تزولان ولكن كلامي لا يزول) الإنجيل بحسب متى 24 : 35).

إنجيل برنابا شهادة زور على القرآن في مستهل رسالتي قلت أن الكتاب المنسوب إلى برنابا شهادة زور على الإنجيللان معظم نصوصة تخالف الإنجيل ، وها إنا اقدم لك في ما يلي بعض النصوصالتي وردت فيه وهي بحق شهادة زور على القرآن :

1 – فسافر يوسف من الناصرة إحدى مدن الجليل مع امرأته وهي حبلى … ليكتتبعملاً بامر قيصر . ولما بلغ بيت لحم لم يجد فيها مأوى إذ كانت المدينةصغيرة وحشد جماهير الغرباء كثير . فنزل خارج المدينة في نزل جعل مأوىللرعاة . وبينما كان يوسف مقيماً هناك ، تمت ايام مريم لتلد ، فأحاطبالعذراء نور شديد التألق وولدت ابنها بدون ألم (ف 3 : 5-10) بينما روايةالقرآن تؤكد أنها تألمت كغيرها من النساء . إذ يقول فحملته فانتبذت بهمكاناً قصياً فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة ، قالت يا ليتني مت قبل هذاوكنت نسياً منسيا ( مريم 22 – 23 ) فالمخاض هو اوجاع الولادة .

2 – ما اتعسك ايها الجنس البشري لان الله اختارك ابناً واهباً اياك الجنةولكنك ايها التعيس سقطت تحت غضب الله بفعل الشيطان وطردت من الجنة (ف 102 : 18-19) . بينما القرآن يحسب الاعتقاد بأبوة الله كفراً يستوجب نار جهنم ، إذ يقولوينذر الذين قالوا اتخذ الله ولداً (الكهف 4).فليقنع الرجل إذا بالمرأةالتي أعطاه إياها خالقه ولينسى كل امرأة أخرى ( ف 116 : 18) بينما القرآنيعلم بتعدد الزوجات : فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع . فان خفتم أن لا تعدلوا فواحدة (النساء 3 ).

3 – لما خلق الله الإنسان خلقه حراً ليعلم أن ليس لله حاجة إليه ، كمايفعل الملك الذي يعطي الحرية لعبيده ليظهر ثروته وليكون عبيده اشد حباً له (ف 155 :13) فهذا النص يخالف القرآن ، لان القرآن يقول وكل إنسان الزمناهطائرة في عنقه ( الإسراء 13 ) وقد فسر هذه الآية الجلالان بالإسناد عنمجاهد بالقول : ما من مولود يولد إلا وفي عنقه ورقة مكتوب فيها شقي أوسعيد . فحينئذ يقول رسول الله : يا رب يوجد من المؤمنين في الجحيم من لبثسبعين الف سنة . أين رحمتك يا رب . إني اضرع إليك يا رب أن تعتقهم من هذهالعقوبات المرة. فيأمر الله حينئذ الملائكة الأربعة المقربين لله أنيذهبوا إلى الجحيم ويخرجوا كل من على دين رسول الله ويقودوه إلى الجنة (ف( 137 : 1-4.هذا النص يخالف القرآن الذي ينفي مسالة العفو نفياً باتاً ، إذيقول : أن الله لعن الكافرين واعد لهم سعيراً خالدين فيها أبدا ولا يجدونولياً ولا نصيراً ( الاحزاب64-65)
فاعترف يسوع وقال الحق أقول لكم إني لست مسيا (المسيح) فقالوا أنت إيلياأو ارميا أو احد الأنبياء القدماء ؟ فأجاب يسوع كلا . حينئذ قالوا من أنتقل لنشهد للذين أرسلونا ؟ فقال يسوع إنا صوت صارخ في اليهودية اعدوا طريقرسول الرب ( ف 42: 5-11) بينما القرآن يقول : إذ قالت الملائكة يا مريم أن الله يبشرك بكلمة منهاسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين ( آلعمران 45) في الواقع هل يوجد شهادة زور على الإنجيل والقرآن اشر من هذه الشهادة ؟ هل يوجد مسلم يصدق هذا الاختلاق أن المسيح هو محمد بن عبد الله وليس عيسى ابن مريم ؟

 

مسيحيات

من هو الروح القدس؟

الروح القدس هو (شخص) حقيقي جاء إلى الأرض ليحل على تابعي يسوع المسيح الحقيقيين .و بعد أن قام يسوع المسيح من الأموات وصعد إلى السماء (أعمال الرسل 2).

قال لتلاميذه:

• “وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر يمكث معكم إلى الأبد روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم. لا أترككم يتامى إني آتي إليكم”
(يوحنا 14: 16 – 18).

الروح القدس ليس ظلاً روحياً غامضاً ولا هو مجرد قوة ولكنه الله بكل ما تحمله الكلمة من معنى وهو مساوي لله الآب والله الإبن في كل شيء.

• قال يسوع: “دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى إنقضاء الدهر” (متى 28: 18 – 20).

الله هو الآب والإبن والروح القدس وكل الصفات الإلهية المنسوبة إلى الآب والإبن تنسب بالتساوي إلى الروح القدس. يولد الشخص ولادة روحية ثانية عندما يؤمن بالرب يسوع المسيح ويقبله سيداً ومخلصاً (يوحنا 1: 12 – 13) (يوحنا 3:3 – 21) وعندها يسكن الله بالروح القدس داخل الشخص المؤمن (1كورنثوس 3: 16) و الروح القدس لديه التفكير والعاطفة والإرادة (1كورنثوس 2: 11) (رومية 15: 30) (1كورنثوس 12: 11) وهذا يعني أنه ليس مجرد قوة.

إن أحد الأدوار الرئيسية للروح القدس هو أن يكون شاهداً عن يسوع المسيح (يوحنا 15: 26) (يوحنا 16: 14) فهو يخبر قلوب الناس عن حقيقة يسوع المسيح. ويُعد الروح القدس مُعلماً للمسيحين المؤمنين (1كورنثوس 2: 9 – 14) ويكشف إرادة الله لنا.

• “أما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب بإسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم” (يوحنا 14: 26)
• “وأما متى جاء روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية” (يوحنا 16: 13).

إن الروح القدس أعطي ليسكن في الذين يؤمنون بيسوع المسيح ليحيوا حياة كما يريد الله. حياة تعكس صفات الإله الذي يؤمنون به ، فالروح القدس سيُظهِر ثمره في حياتنا: المحبة، الفرح، السلام، طول الأناة، اللطف، الصلاح، الإيمان، الوداعة، التعفف. (غلاطية 5: 22 – 23).

فبدلاً من أن تحاول أن تكون محب وصبور فإن الله يطلب منك أن تعتمد عليه وهو سوف يبني كل هذه الأشياء و يُظهرها في حياتك. لذلك علينا كمسيحيين أن نسلك بالروح القدس (غلاطية 5: 25) وأن نملتئ بالروح (أفسس 5: 18) بالإضافة لذلك فإن الروح القدس يعطي المؤمنين القوة ليستثمروا مواهبهم ويقوموا بواجباتهم وخدماتهم والتي تُنتح نمواً روحياً بين المؤمنين (رومية 12) (1كورنثوس 12) (افسس 4).

يقوم الروح القدس أيضاً بدور آخر في غير المؤمنين فهو يُبكّت القلوب حول حقيقة أننا خطاة وأننا بحاجة إلى الغفران من الله. وكم أن يسوع بار إذ جاء وتعذب ومات على الصليب من أجلنا وبدلاً عنا نحن الخطاة دافعاً ثمن خطايانا وقام بعدها من بين الأموات، وأن الله في النهاية سوف يدين العالم وكل من لا يؤمن بالمسيح رباً ومخلصاً سيدان (يوحنا 16: 8 – 11) الروح القدس يُلح على قلوبنا وعقولنا ويطلب منا أن نتوب وأن نرجع إلى الله لنحصل على الغفران وعلى حياة جديدة

 

everyarabstudent.com

كيف تفسر الثالوث؟

نعيش كلانا –أنا وأنت-في عالم ثلاثي الأبعاد. فكل الأجسام المادية لها طول وعرض وارتفاع. من الممكن أن تجد شبهاً بين إنسان وآخر، أو قد تكون تصرفات فرد ما مطابقة لتصرفات شخص آخر، وقد يبدو إنسانٌ ما كأنه نسخة طبق الأصل لشخص آخر، ولكن من غير الممكن أن يتطابق إنسان مع إنسان آخر بشكل كامل،

إذ أن لكلٍ فرادته المتمايزة.

في حين يحيا الله غير المحدود فوق نطاق الكون الثلاثي الأبعاد، فهو روح، وأكثر تعقيداً منّا. ولذا نقول أن يسوع الابن متمايز عن الآب مع أنه واحد مع الآب.

يحدثنا الكتاب المقدس بوضوح عن: الله الآب، الله الابن، والله الروح القدس، مع أنه يجزم بوحدانية الله.

ولو أردنا أن نستخدم المنطق الرياضي، فإننا لا نتكلم هنا عن عملية جمع 1+1+1=3، بل عن عملية ضرب 1x1x1=1.

الله ثالوثي، والمصطلح يأتي من “Tri” والتي تعني ثلاثة، “Unity” والتي تعني وحدة واحدة، ويكون بالتالي Tri+Unity= Trinity أي ثلاثة + وحدة واحدة= ثالوث. وهذه وسيلة للإقرار بما يكشفه الكتاب المقدس لنا عن شخص الله؛ بأن الله هو ثلاثة “أشخاص” لهم الجوهر الإلهي ذاته.

لقد حاول بعض الناس أن يقدموا إيضاحات حول الثالوث، كمثل الماء H2O، الذي يمكن أن يوجد كجليد، وبخار، وسائل، أي يختلف شكل الماء ولكنه صيغته تبقى واحدة H2O. هناك مثل آخر مأخوذ عن البيضة التي لها قشرة خارجية، وآح (بياض البيض)، ومح (صفار البيض)، لكن هذا الإيضاح غير مناسب تماماً للفكرة لأنه يرينا “أجزاء” البيضة، فيظنّ القارئ بأن الله له “أجزاء”، وهذا ليس القضية.

إن الله الابن (يسوع) هو تماماً الله بالكامل، والله الآب هو تماماً الله بالكامل، والله الروح القدس هو تماماً الله بالكامل، ومع ذلك الله واحد. من الصعوبة بمكان أن ندرك الثالوث من خلال خبرتنا البشرية المحدودة في عالمنا المادي، إلا أننا نرى الله بهذه الصورة في الكتاب المقدس:

لاحظ مثلاً استخدام ضمير الجمع (نحن) والضمير المتصل (نا) في (تك 1: 26) “وَقَالَ الله: “نعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ”.

مع العلم أن النص كتب في العبرية حيث أن صيغة الجمع تدل على الجمع حتماً لا على التفخيم كما هو الحال في اللغة العربية. بل على العكس من اللغة العربية والفرنسية التي تستخدم الجمع للاحترام والتفخيم فإن هذه الخاصية لا توجد في العبرية وغالبية اللغات السامية.

وها هنا أسرد فقط بضعة أجزاء من الكتاب المقدس والتي تظهر وحدانية الله في الثالوث، وهي ليست كل القائمة:

  • “اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ”. (عدد 6: 4)
  • “أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لاَ إِلهَ سِوَايَ. نَطَّقْتُكَ وَأَنْتَ لَمْ تَعْرِفْنِي”. (إش 45: 5)
  • “فَمِنْ جِهَةِ أَكْلِ مَا ذُبحَ لِلأَوْثَانِ: نَعْلَمُ أَنْ لَيْسَ وَثَنٌ فِي الْعَالَمِ، وَأَنْ لَيْسَ إِلهٌ آخَرُ إِلاَّ وَاحِدًا”. (1كو 8: 4)
  • “فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ، وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ، فَرَأَى رُوحَ اللهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ»”. (متى 3: 16-17)
  • “فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ”. (متى 28: 19)
  • “أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ». (يوحنا 10: 30)
  • “قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا هذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: أَرِنَا الآبَ؟” (يوحنا 14: 9)
  • “وَالَّذِي يَرَانِي يَرَى الَّذِي أَرْسَلَنِي”. (يوحنا 12: 45)
  • “وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ، إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِنًا فِيكُمْ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ، فَذلِكَ لَيْسَ لَهُ”. (رو 8: 9)
  • “وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ”. (مت 1: 20)
  • فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. (لو 1: 35)
  • “وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ، رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ… أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:«إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً. (يو 14: 16-17، 23).

 

everyarabstudent.com

الغفران

الغفران هو ذلك الأمر الذي كثيراً ما نتجاهله في مجتمعاتنا الشرقية. ربما لجهلنا أحياناً بوجود مثل هذا الأمر. أو ربما للنظرة الدونية الموجودة عندنا كشرقيين لمثل تلك الصفة وكأن غفرانك لشخص آخر يندرج تحت بند الضعف أو التهاون في الحق. والآمر أبعد ما يكون عن هذا.

وعلى الرغم من أن الغفران هو آمر تقوم به لمن أخطأ في حقك إلا ان الذي يحتاج الآمر بشكل أكبر ليس المعتدي بل المعتدى عليه.

نعم ورغم غرابة كلامي الا ان هذه هي الحقيقة المجردة. فالمعتدي يحتاج لغفران إلهي بالإضافة لغفرانك وهو شق آخر من الموضوع. أما غفرانك للمعتدي فأغلب منفعة هذا الغفران تعود عليك بالكامل. لأن الشخص المجروح او المعتدى عليه ان استمرت حياته في مرارة الآلام يتجرع كل يوم حزن دفين متذكراً من أساءوا اليه هو بذلك يختار بإرادته الحرة تدمير مستقبله وحياته بالكامل. فهذا الجرح المفتوح داخلك سيعيفك باستمرار عن مواصلة حياتك بالشكل السليم. تضحك وتنشغل في العمل محاولاً تناسي ما مررت به من جرح أو إهانة. معتقداً أن الأيام كفيلة بمداواة الجرح، لكن صدقني أبداً. وكلما خليت لنفسك يبدأ رثاء الذات والبكاء. بدون غفران حقيقي منك للمسيء يظل الجرح بلا شفاء مستنزفاً منك الكثير والكثير، وتصبح نقطة ضعف في حياتك التي كلما لمسها أحدهم نزفت من جديد وبقوة. ويصبح هذا الجرح في حياتك باب مفتوح لإبليس ليدخل منه وقتما أراد ويطرحك أرضاً بكل سهولة. وتظل هذه المرارة موجودة طالما انت لم تغفر وظللت متمسكاً بحقك في التعويض.

نعم أنت تحتاج ان تغفر لمن أساءوا اليك ودعني أخبرك بعض المعلومات عن الغفران. الغفران ليس كما يعتقد البعض بشكل خاطئ انه موقف عاطفي – وربما هذا السبب الرئيسي في فشل الكثيرين في الغفران-. لكن الغفران هو عمل عقلي يتسم بالسمو والنبل في التعامل مع الآخر(المعتدي)، والغفران لا يعني العدل. فهذا السمو في التعامل يعني أنك تسامح الشخص دون أن تكون قد حصلت على حقك. ودون اي استحقاق لهذا الشخص. فالغفران يعني تنازلي عن حقي الإنساني في المطالبة بالتعويض.

ولهذا ولكي يحدث الغفران بالشكل الصحيح ينبغي عليك أولاً أن تدرك حجم الخطأ والظلم الذي حدث في حقك. ثانياً تدرك أن الشخص المخطئ في حقي لن يستطيع إصلاح الضرر النفسي الذي حدث في داخلي. وهذه قاعدة هامة جداً يجب ان تكون واضحة لنا. انه لا يوجد أحد يستطيع ان يصلح الضرر النفسي في حياة شخص آخر، لكن الشخص نفسه الذي تعرض للضرر هو الذي يستطيع إصلاح نفسه.

ولكي تحدث عملية الغفران نحتاج ان نضمن الصدق مع النفس، وعدم الإنكار، وتزييف المشاعر. فنحن لكي نغفر ينبغي ان نعترف أننا قد جرحنا وتألمنا. وما أكثر التزييف والإنكار الذي يتم تحت مسمى الغفران (لقد غفرت له ولكن ….). إدراكنا لجروحنا والاعتراف بها هو الخطوة الأولى والأساسية لحدوث الغفران. فكبت المشاعر لا يؤدي سوى لغفران نظري غير حقيقي يسقط مع الزمن. فكيف تنوى ان تغفر لمن لم تتألم بسببه وماذا ستغفر له؟؟. نحتاج ان نعترف بجروحنا على الأقل بيننا وبين أنفسنا ولكن دون رثاء للذات. أن عدم اعترافنا بالجروح هو كبرياء في المقام الأول لأننا نرفض ضمنياً أن نكون في مصاف البشر. ونعترف اننا مثل سائر البشر نتعرض للجروح.

ثم يلي اعترافك بجروحك قرار إرادي واعي بالغفران لمن أساء اليك. وهذا القرار لا يعتمد على المشاعر. لأننا لو انتظرنا موافقة مشاعرنا – المتقلبة دائماً – لما حدث الغفران أبداً. بالإضافة إنه عند تعرضنا للإساءة تكون مشاعرنا غير مهيأة لاتخاذ أي قرار سليم. أو حتى المساعدة فيه. إلا أن عواطفنا وبعد وقت تنساق لقرارتنا العقلية وتخضع لها. ومن ثم يجب تدريب الإرادة يومياً لاتخاذ هذا القرار العقلي. مذكراً مشاعري كلما ثارت او حاولت إعادة جرحي من جديد بأن قراري الإرادي هو الغفران. والغفران دائماً طارداً المرارة المدمرة خارج حياتي.

لهذا طلب منا السيد المسيح أن أغفر لأخي سبعين مرة سبع مرات يومياً. لأستطيع ان اتعامل مع مشاعري التي قد تثور ضدي يومياً.

ودعني أخبرك هذه القصة عن أسرة من الأبطال المجهولين للكثيرين. ذهبوا للإقامة في إحدى الدول العربية. لكن وبشكل غادر قامت أحد الجماعات المتطرفة باغتيال الزوج بينما كانت زوجته حامل بطفلة لن تتح لها الفرصة ان تستمتع بحضن الأب. ورغم ذلك خرجت الزوجة على قنوات التلفاز بشجاعة معلنة غفرانها لقاتليه. يا لصعوبة الموقف. ودموعها المنهمرة وارتعاش شفتيها تعلن ثورة مشاعرها وعدم موافقة المشاعر بشكل لحظي على قرار الغفران. إلا انها اختارت أن تتبع خطى السيد المسيح. الذي جسد بنفسه الغفران الإلهي الذي أعده الله للبشر رغم عدم استحقاقهم.

 

 

everyarabstudent.com

من الذى يجلس على العرش؟

وضع فيلسوف ذاتَ مرة البديهية التالية للوصول إلى حقيقة أنه موجود فعلاً فقال: “أنا أفكر إذاً أنا موجود” ،لاحظ أنه لم يقل:” أنا أفكر إذاً أنا أتخيل بأنني موجود” لأنه بمُجرّد أن ضَمَّن الـ “أنا” في كلامه فإذ به يعترف أن الذات موجودة.

لكل منا ذاته الشخصية المستقلة و الفريدة ، وهذه من أكثر الحقائق عمقاً في الكون

والتي يجب أن تدفعنا للتواضع والتفكير ملياً في حقيقة أننّا أفرادٌ منفصلون

عن بعضنا البعض، فنحن كالجُزر المعزولة ؛ فلا أحد منا يمكنه أن يشعر تماماً بنفس المشاعر التي تشعر بها ولا أن يفكِّر بنفس أفكارك بالضبط ، فمشاعرك وأفكارك ملكك وحدك وهي جزء لا يتجزأ منك أنت .

و بداخل الذات الإنسانية يكمن شيء ذو أهمية قصوى بالنسبة لله ألا وهو الإرادة الشخصيّة، التي هي جزء منّا و ملكٌ لنا. تخيّل أن حياة كل منّا هي قاعة بداخلها عرش ، و أن إرادتنا تجلس على عرش عالمنا الصغير الخاص بنا، و عندما تلفت إنتباه إرادتنا معلومة آتية من الخارج فنحن نفعل بها ما يحلو لنا و هذا يعني أننا نمتلك الخيار لفعل ما نشاء. ولأنه عالمنا ولأن إرادتنا هي التي تجلس على العرش فأن الخيار سيكون نهائي وحاسم .

وبينما إرادتنا لم تزل على العرش تأتي معلومة مصدرها جزء آخر من عالمنا، فنسمع صوتاً يقول: “أيها الملك العزيز أعتقد أنك سوف تتألم بكثيرا إن أكلت تلك القطعة الثالثة من الفطيرة.” هذا هو ضميرنا الذي يتكلم هنا ويمكننا أما أن نتجاهل هذه المعلومة أو أن نصغي لها ونهتم بها، وهنا ترد الإرادة قائلة: “ابتعد عني أيها الأحمق السخيف فسوف أغادر بعد العشاء و سأكون على ما يرام.”

الإرادة و تجاوبها مع الضمير أمر مهم جداً و ينبغي علينا فهمه جيداً لأنه متعلق بشكل كبير بكيفية نظرنا لله، ففي وقت ما من حياتنا من الممكن أن يأتينا ضميرنا ببعض المعلومات المتعلقة بالله والتي قد تكون على الصورة التالية :-

“أيها الملك العزيز، أريد أن أنبهك إلى حقيقة مفادها أن كائناً يدعى الله يريد أن يدخل عالمك، ويقول أن لديه مطلق الحرية ليحكم أينما يريد و لكنه لن يدخل عالمك ما لم تدعوه أنت  و يقول أيضاً أنه إن دخل عالمك سيكون له تأثير كبير على القرارات التي تتخذها مِن على عرشك. أنا آسف حقاً أيها الملك ولكن هذا ما يقوله ،وإنك إن دعوته سيصبح عالمك – بحسب قوله- مكاناً أفضل، فهو يحبك كثيراً وكل ما يريده هو لخيرك،نعم هذا ما قاله ، و أرجو يا جلالة الملك أن لا تمانع إذا قلت أنه ملك مثالي، بخلاف ما أنت عليه، و يقول أن بإمكانك الوثوق به أكثر من ثقتك بنفسك .

ما رأيك بعد كل ما عرفته ؟

هل تحب إعطاءه الإذن ليدخل عالمك ؟”

ألم نختبر جميعنا شيئاً كهذا؟ الله يسمح لنا بإتخاذ القرارات ، وهذا مظهر من مظاهر الإحترام الذي يعاملنا به فهو لا يقتحم عالمنا ولا يقلب عروشنا و لكنه يطلب المجيء والدخول إلى حياتنا فقد قال

“ها أنا ذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه.”  رؤيا 2: 20

 

everyarabstudent.com

لقد غيّر حياتي – شهادة

يسوع المسيح حي. وإن حقيقة كوني على قيد الحياة وأقوم بما أقوم به برهان على أن يسوع المسيح قام من الأموات. كتب توما الإكويني: “هنالك عطش للسعادة والمعنى في كل نفس.” فعندما كنت في فترة المراهقة أردت أن أكون سعيداً. ليس في ذلك عيب.

وأردت أن أكون أسعد إنسان في العالـم كله. كما أردت أن يكون لحياتي معنى. كانت لديَّ أسئلة تحتاج إلى أجوبة. “من أنا؟ ما سبب وجودي وقصده؟ ما هو مصيري؟”

لكنني أردت أكثر من أي شيء آخر أن أكون أكثر الناس حرية في العالـم. والحرية ليست هي الإنطلاق وعمل كل ما تريده. فأي شخص يستطيع أن يفعل ذلك، وهنالك كثيرون يفعلونه. فالحرية هي أن تكون لديك القدرة على عمل ما تعرف أن عليك عمله. يعرف كثيرون ما يتوجب عليهم أن يفعلوه، لكن لا توجد لديهم القدرة على فعله، لأنهم مقيّدون. وهكذا بدأت أبحث عن أجوبة. فوجدت أن معظم الناس منغمسون في التدين. فقمت بمـا هو متوقع مني وانطلقت نحو الكنيسة. ويبدو أني لـم أجد الكنيسة المناسبة. ولابدّ أن بعضكم يعرف ما أعنيه: ازداد إحساسي بالتعاسة. كنت أذهب إلى الكنيسة في الصباح وبعد الظهر وفي المساء.

أنا شخص عملي دائماً، فعندما أتأكد من عدم فائدة شيء. فإني أنبذه. وهكذا نبذت التدين. ولـم أحصل من التدين إلاّ على ربع الدولار الذي كنت أقدمه أثناء الإجتماع والعصير الذي يساوي خمسة وثلاثين سنتاً الذي كانوا يقدمونه لنا على سبيل الضيافة بعد الإجتماع. وهذا هو تقريباً كل ما يحصل عليه كثير من الناس من “التدين.”
بدأت أسأل نفسي ما إذا كان الحل يتمثل في القيمة والإعتبار. فقد يحصل المرء على هذه القيمة وهذا الإعتبار إذا أصبح قائداً لقضيّة يتبنّاها ويكرّس نفسه لها ويصبح مشهوراً. عندما التحقت بالجامعة وجدت ان قادة الطلبة يتحكمون بالأمور المالية وأن لهم وزناً واحتراماً. وهكذا فقد دخلت الإنتخابات وانتخبت رئيساً لطلبة السنة الأولى. كم كان احساسي بنفسي عظيماً فقد كنت أعرف الجميع، وكان الكل يحيّيني “مرحبا يا جوش”، كنت صاحب القرارات، حراً في صرف أموال الجامعة وأموال الطلبة. وفي اختيار المتكلمين للندوات. لقد استمتعت بذلك لفترة ولكن بدأ هذا الأمر يفقد بريقه وجاذبيته، كالأشياء الأخرى التي قمت بتجربتها. وعادةً في صباح كل يوم إثنين كنت استيقظ من النوم مع صداع بسبب حفلة الليلة السابقة، وكأن لسان حالي يقول، “ها قد مضت خمسة أيام اخرى.” كنت اجاهد حتى أحتمل الأيام من الإثنين حتى الجمعة. كانت السعادة تحوم حولي ثلاث ليالٍ في الأسبوع: الجمعة والسبت والأحد. ثم تبدأ الحلقة المفرغة من جديد. لقد خدعتهم حقاً في الجامعة. اعتقدوا بأنني أكثر الناس حظاً وسعادة. واستخدمنا أثناء الحملات الإنتخابية شعار “السعادة هي جوش.” أقمت حفلات بمال الطلبة أكثر من أي شخص آخر، ولكنهم لـم يدركوا قط أن سعادتي لا تختلف عن سعادة كثير من الناس. اعتمدت سعادتي على ظروفي الخاصة، فعندما كانت أحوالي تسير على ما يرام، كنت سعيداً، وعندما كانت تسوء، كنت سيء المزاج. كانت حياتي أشبه بقارب تتلاعب به الأمواج في منتصف المحيط، وكانت ظروفي هي الأمواج. يوجد تعبير كتابي يصف هذا النوع من الحياة وهو الجحيم. غير أني لـم أستطع أن أجد شخصاً يعيش حياته بطريقة أخرى، أو يدلني كيف أعيش حياتي بطريقة مختلفة، أو يعطيني القوة على أن أفعل ذلك. أخذ الجميع ينصحونني بمـا يتوجب علي فعله، ولكن أحداً منهم لـم يستطع أن يعطيني القوة اللازمة لفعله. فبدأت أحس بالإحباط وخيبة الأمل. أعتقد أني كنت من بين القلائل المعدودين في جامعاتنا الذين كانوا مخلصين في محاولة البحث عن معنى الحياة وحقيقتها وقصدها. ولـم أعثر على جواب بعد، ولكني لـم أدرك ذلك في البداية. لاحظت وجود جماعة صغيرة داخل الجامعة وحولـها. كانت المجموعة تتألف من ثـمانية طلاب وطالبات بالإضافة الى إثنين من أعضاء الـهيئة التدريسية، كان هنالك شيء مميّز في حياتهم. بدا انهم يعرفون لماذا إيمانهم وبماذا يؤمنون. وانا بـطبيعتـي احب عشرة مثل هؤلاء الناس بغض النظر عمّا إذا كانوا يتفقون معي أم لا. إن بعض أقرب أصدقائي يعارضون بعض الأشياء التي أؤمن بها، لكني اعجب دائماً بشخص ذي قناعات. (لا أقابل الكثيرين منهم، ولكني اعجب بهم عندما اقابلهم). ولـهذا فإني أحس احياناً براحة في رفقة بعض القادة الثوريين أكثر مما أحس في رفقة كثير من المؤمنين (المسيحيين). فبعض هؤلاء المؤمنين ضعفاء في إيمانهم حتى انني اعتقد أن خمسين بالمائة منهم يتنكرون كمسيحيين. لكن بدا لي ان أعضاء هذه الجماعة الصغيرة يعرفون طريقهم. وهذا شيء غير عادي بين الطلبة الجامعيين. لـم يكتفِ هؤلاء الناس بمجرد التحدث عن المحبة، لكنهم أظهروها في كل نشاط اشتركوا فيه. فبدا أنهم يركبون الأمواج المتقلبة للحياة الجامعية، بينما بدا الآخرون تحت هذه الأمواج. لاحظت شيئاً واحداً يميّزهم، وهو السعادة الظاهرة عليهم. كما أن حالتهم النفسية أو مزاجهم لـم يكن يعتمد على الظروف. بدا أنهم يملكون مصدر فرح داخلي دائم. كانوا فرحين الى حد أغاظني. فقد كانوا يملكون شيئاً لا أملكه. وهكذا، كأي طالب عادي، فعندما يكون لدى طالب آخر شيء لا أملكه أنا فإني أسعى للحصول عليه. فالطلاب يحاولون تقليد بعضهم بعضاً. وإني أعتقد أنه لو كان التعليم هو جواب مشكلتنا، لكانت الجامعة اكثر مجتمع قويم خلقياً في الوجود (وعندها لن نضطر لإقفال دراجاتنا في الجامعات خوفاً عليها من السرقة). لكن الواقع هو غير ذلك. ولهذا فقد قررت أن أصادق هؤلاء الناس المثيرين.

بعد أسبوعين من إتخاذي لـهذا القرار، كنت أجلس مع هذه المجموعة حول طاولة في مبنى إتحاد الطلبة. وبدأ الحوار يتجه نحو للـه. إن من عادة الأشخاص الذين يفتقرون الى الإحساس بالأمان ان يميلوا الى المقاومة حين يكون اللـه موضوع الحوار. يوجد في كل حرم جامعي او مجتمع صغير شخص ثرثار يقول “المسيحية؟ ها ها ها. إنها للضعفاء وليست للمفكرين.” (وكلما اتسع فم هذا الثرثار، كان ذلك دليلاً على اتساع الفراغ والخواء فيه).

كنت متضايقاً منهم. وأخيراً نظرت الى واحدة من أعضاء المجموعة، وهي طالبة جميلة (كنت أعتقد قبل ذلك ان كل المؤمنات غير جميلات) وأسندت ظهري الى كرسي، لئلاّ أعطي انطباعاً للآخرين بأني مهتم فعلاً، وقلت لـها: “أخبريني. ما الذي غيّر حياتكم؟ لماذا تختلف حياتكم عن حياة غيركم من الطلاب والقادة والأساتذة في الجامعة؟ لماذا؟” كانت الفتاة الشابة مقتنعة جداً بما تؤمن به. نظرت اليّ بدون أية ابتسامة وقالت كلمتين لـم أعتقد قط بأنني سأسمعهما كجزء من الحل في الجامعة. قالت “يسوع المسيح” قلت لـها “ارجوك ألا تلقي عليّ بهذه القمامة. لقد سئمت الدين والكنيسة والكتاب المقدس. لا تحدثيني عن قمامة الدين.” ردّت عليّ بقولـها “يا سيد، لـم اقل (الدين)، ولكني قلت (يسوع المسيح).”

أوضحت لي شيئاً لـم أكن أعرفه من قبل. فالدين هو محاولة البشر للوصول الى اللـه عن طريق الأعمال الصالحة، بينما المسيحية هي اقتراب اللـه الى الناس من خلال يسوع المسيح عارضاً عليهم إقامة علاقة معه.

إن عدد الناس الذين يحملون افكاراً خاطئة عن المسيحية في الجامعات يفوق أي عدد آخر في أي مكان في العالـم. قابلت مؤخراً أستاذاً مساعداً في إحدى الكليات يعتقد بأن كل من يدخل كنيسة يصبح مسيحياً! فأجبته “هل تصبح سيارة لمجرد دخولك كراجاً للسيارات؟” لا يوجد هنالك اي إرتباط بينهما. فالمسيحي هو الشخص الذي يضع ثقته في يسوع المسيح. وضع اصدقائي الجدد أمامي تحدّياً ذهنياً بأن أدرس كل اقوال المسيح بأنه ابن اللـه، وأنه اتخذ جسداً بشرياً، وانه عاش بين أناس حقيقيين. ومات على الصليب من أجل خطايا البشر، وأنه دفن وقام في اليوم الثالث، وأنه يستطيع ان يغير حياة شخص في القرن العشرين.

أعتقدت أن هذا الأمر مهزلة. فقد كنت اعتقد في حقيقة الأمر ان المسيحيين أشخاص أغبياء. كنت قد تعرفت الى بعضهم، وكنت أنتظر الواحد منهم حتى يتكلم لأمزقه إرباً بالنقد والتجريح، وأوجه اللكمات القوية لأي استاذ يبدو مهزوزاً في إيمانه. كنت أتخيل أنه لو كان للمسيحي المؤمن خلية دماغية، فإنها ستموت من الوحدة.

هذا هو المدى الذي وصلت اليه معرفتي. لكن هؤلاء الناس استمروا يتحدونني المرة تلو الأخرى. وأخيراً قبلت تحدّيهم بدافع الكبرياء حتى ادحض أسس إيمانهم وأفنّدها. لـم أكن أعلـم أن هنالك حقائق أو أن هنالك أدلة وبراهين يمكن للمرء أن يقوّمها. وأخيراً توصل عقلي الى النتيجة بأنه لا بدّ أن تكون اقوال يسوع المسيح عن نفسه صحيحة. وفي حقيقة الأمر، فقد بدأت تأليف أول كتابين لي إنطلاقاً من رغبتي في دحض المسيحية. وعندما فشلت في ذلك انتهى بي الأمر الى أن أصبح مسيحياً مؤمناً. أمضيت ثلاثة عشرة سنة وأنا أبيّن بالوثائق سبب اعتقادي بأن الإيمان بيسوع المسيح أمر معقول عقليّاً.

غير أنه واجهتني مشكلة في ذلك الوقت. فقد كان عقلي يؤكد لي بأن هذا صحيح، ولكن إرادتي كانت تشدّني الى إتجاه آخر. فقد اكتشفت بأن الإيمان المسيحي يحطّم الأنا. قدّم يسوع المسيح تحدياً مباشراً لإرادتي حتى أضع ثقتي فيه. دعوني أُعيد صياغة ما قاله يسوع، “أنظر!! أنا واقف على الباب وأقرع بإستمرار. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل اليه” (رؤيا يوحنا 20:3). لـم يكن يهمني أنه مشى على الماء أو أنه حوّل الماء خمراً. لـم أرغب في وجود شخص مثله يفسد بهجة الحفلات. (اعتقدت بأن الإيمان بالمسيح يعني القضاء السريع على أي استمتاع بالحياة). وهكذا فقد كان عقلي يشير بأن المسيحية صحيحة بينما كانت إرادتي في مكان آخر.
كان الصراع في نفسي يشتد في كل مرة أكون في صحبة هؤلاء المؤمنين المتحمسين. فحين تكون في صحبة هؤلاء الناس السعداء وأنت تكون تعيساً، فإنك ستفهم كيف يمكن أن يزعجوك. كانوا في منتهى السعادة، بينما كنت في منتهى التعاسة، حتى أنني كنت أندفع خارج مبنى إتحاد الطلبة هرباً منهم. وقد وصل بي الأمر إلى أنني كنت أذهب إلى الفراش الساعة العاشرة مساءً دون أن أتمكن من النوم قبل الرابعة صباحاً. فأدركت بأنّ عليّ أن أنزع هذا الأمر من عقلي قبل أن أجن. كنت دائماً منفتح العقل، ولكن ليس إلى درجة أن يبدأ عقلي بالتلاشي. ولكن بما أنني منفتح العقل، فقد قررت في الساعة الثامنة والنصف من مساء يوم 19/12/1959 أثناء سنتي الدراسية الثانية في الجامعة، أن أصبح مسيحياً مؤمناً.

سألني أحدهم، “كيف تستطيع التأكد؟” فأجبت “لقد غيّر حياتي. وأنا شاهد على ذلك.” صليت في تلك الليلة، وبدأت علاقة مع المسيح المقام الحي الذي غيّر حياتي منذ ذلك الحين. صليت أربعة أشياء.

أولاً، “أشكرك أيها الرب يسوع لأنك مت على الصليب من أجلي.” ثانياً، “أعترف بأن هنالك أموراً كثيرة في حياتي لا ترضيك، وأطلب إليك أن تسامحني وتطهرني.” (يقول الكتاب المقدس: إن كانت خطاياكم كالقرمز، فإنها تبيّض كالثلج). ثالثاً “والآن أفتح باب قلبي وحياتي لك بكل إخلاص وأضع ثقتي فيك مخلّصاً ورباً. إستلم حياتي. غيّرني من الداخل أولاً ثـم الخارج. واجعلني ذلك الشخص الذي خلقتني حتى أكونه.” وكان الجزء الأخير من صلاتي، “أشكرك لأنني أؤمن أنك دخلت حياتي.” كان إيماناً مبنياً لا على الجهل، وإنما على الأدلة والحقائق التاريخية وكلمة اللـه. أعتقد أنكم سمعتم عدة أشخاص متدينين يتحدثون عن اختباراتهم المثيرة لحظة الإيمان. غير أن شيئاً من هذا لـم يحدث لي. لـم يحدث أي شيء مثير على الإطلاق بعد أن صليت. ولـم تنبت لي أجنحة حتى الآن! وفي الواقع أحسست بالمرض. فسألت “ما الذي ورّطت فيه نفسك الآن؟” لقد شعرت بأنني فعلاً قد فقدت عقلي (وأنا متأكد بأن هذا هو شعور بعض الناس أيضا!).

لكني أستطيع أن أؤكد لكم شيئاً واحداً، وهو أني اكتشفت بعد ستة أشهر إلى سنة ونصف فيما بعد بأني لـم أفقد عقلي. فقد تغيّرت حياتي فعلاً. اشتركت في حوار مع رئيس قسم التاريخ في إحدى الجامعات وقلت خلاله بأن حياتي تغيّرت. فقاطعني قائلاً، “هل تحاول يا ماكدويل أن تقول لنا في القرن العشرين بأن اللـه غيّر حياتك حقاً؟ حدثنا عن النواحي التي غيرها؟” بدأت أشرح لمدة خمس وأربعين دقيقة عن بعض هذه النواحي، فقاطعني قائلاً “حسناً. هذا كافٍ.” كانت إحدى النواحي التي حدثته عنها، قلقي المستمر. كان لابدّ لي أن أشغل نفسي دائماً، فأذهب إلى بيت صديقتي أو أذهب لأشغل نفسي في أية جلسات وأحاديث. كنت أمشي في الحرم الجامعي والصراعات تدور في عقلي كدوّامة تتقاذفني من حائط لآخر. كنت أجلس محاولاً أن أدرس أو أفكر دون جدوى. لكن بعد عدة أشهر من إيماني بالمسيح، صار لدي نوع من السلام العقلي. وأرجو هنا ألاّ يساء فهمي، فأنا لا أتحدث هنا عن غياب الصراع. فإنني لـم أختبر في علاقتي مع المسيح غياب الصراع بقدر ما اختبرت القدرة على التعايش معه. وأنا أرفض أن أبادل هذا السلام بأي شيء في العالـم.

وهنالك ناحية أخرى تغيّرت في حياتي ألا وهي مزاجي الحاد. كنت أنفجر إذا حاول أحدهم أن يهزأ بي. وما زلت أحمل في جسدي آثار جراح حين كنت على وشك قتل شخص عندما كنت في سنتي الجامعية الأولى.كانت عصبيتي جزءاً طبيعياً مني حتى أنني لـم أسعَ للتخلص منها. وحين حاولت بعد الإيمان أن أعالج مشكلة مزاجي الحاد معالجة واعية وجدت أنها اختفت. ولـم أفقد أعصابي إلاّ مرة واحدة خلال أربعة عشرة سنة – وعندما فقدتها، عوّضت عن حوالي ست سنوات من ضبط النفس! وهنالك ناحية أخرى لست فخوراً بها. ولكني سأذكرها هنا لأن أشخاصاً كثيرين يحتاجون إلى نفس التغيير في حياتهم، وقد وجدت مصدر التغيير: وهو علاقة مع المسيح المقام الحي. وهذه الناحية هي الحقد. كان في قلبي كثير من الحقد والمرارة. لـم يكن الحقد ظاهراً، ولكنه كان يطحنني من الداخل. كنت أضيق ذرعاً بالناس والأشياء والقضايا. فقد كنت أفتقد للإحساس بالأمان كأشخاص كثيرين غيري. ولـهذا كان كل شخص مختلف عني أقابله يشكل تهديداً لي. لكني كرهت أبي أكثر مما كرهت أي إنسان آخر. كرهته بقوة. كان بالنسبة لي سكير البلدة. وحين يكون أحد والديك سكيراً في بلدة صغيرة، فإنه سيكون حديث البلدة. كان أصدقائي يأتون إلى المدرسة الثانوية ويطلقون النكات حول والدي. لـم يعتقدوا بأن نكاتهم تزعجني. فقد كنت أضحك من الخارج، لكني كنت أبكي من الداخل. أساء والدي معاملة أمي، كنت أراها منهكة من ضرب والدي لها مستلقية بين روث البقر خلف الحظيرة. وعندما كان يأتي أحد لزيارتنا، كنت أخرج والدي وأربطه في المخزن وأوقف السيارة حول معلف الدواب حتى لا يراه أحد. كنا نخبر أصدقاءنا بأنه اضطر للخروج إلى مكان ما. ولا أعتقد أن أحداً يمكن أن يكره والده كما كرهته. بعد أن قبلت يسوع مخلصاً – ربما بعد خمسة شهور – دخل قلبي حب إلهي من خلال يسوع المسيح. كان هذا الحب من القوة بحيث نزع حقدي وحوّله رأساً على عقب. أصبح في مقدوري أن أنظر إلى والدي وجهاً لوجه وأقول له “أحبك يا أبي.” وكنت أعني ذلك بالفعل. وهزّته هذه الكلمات بعد مواقفي السابقة منه. عندما انتقلت إلى جامعة خاصة، تعرضت لحادث سيارة خطير. وضعت رقبتي في الجبص وعدت إلى البيت. لن أنسى ما حييت والدي الذي دخل غرفتي وسألني “يا إبني، كيف يمكنك أن تحب والداً مثلي؟” فقلت له يا أبي، قبل ستة شهور كنت أحتقرك. ثـم شاركته النتائج التي توصلت إليها حول يسوع المسيح، وقلت له “يا أبي لقد دعوت يسوع المسيح أن يدخل حياتي. لا أستطيع أن أشرح لك ما حصل معي بشكل كامل، ولكنه نتيجة لتلك العلاقة الجديدة مع اللـه وجدت القدرة على أن أحبك وأقبلك، واحب الناس الآخرين أيضاً وأقبلهم كما هم.” وبعد خمسة وأربعين دقيقة حصل أحد أعظم الحوادث إثارة في حياتي، فقد قال لي والدي، وهو أحد أفراد عائلتي الذين يعرفونني جيداً ولا يمكنني خداعهم، “يا أبني، إذا كان اللـه قادراً أن يفعل في حياتي ما رأيته يفعله في حياتك، فإني أريد أن أعطيه الفرصة ليغير حياتي.” وهناك صلّى والدي معي وقبل يسوع مخلّصاً لحياته.

تحدث التغييرات عادة على مدى عدة أيام أو أسابيع أو أشهر أو سنة. فقد تغيرت حياتي ما بين ستة أشهر إلى سنة ونصف. ولكن حياة والدي تغيرت أمام عيني، كما لو أن أحدهم ضغط على زر كهربائي. لـم أر تغيراً بمثل هذه السرعة قبل أو منذ ذلك الحين. لـم يلمس والدي الخمر إلاّ مرة واحدة بعد ذلك. فقد وصلت الخمر إلى شفتيه فقط لكنه لـم يذقها. وقد وصلت إلى نتيجة واحدة وهي أن العلاقة مع يسوع المسيح تغيّر الحياة.

تستطيع أن تسخر من المسيحية أو تهزأ بها. لكنها فعّالة لأنها تغير الحياة. وإذا آمنت بالمسيح، فابدأ بمراقبة مواقفك وأعمالك لأن يسوع المسيح نشط في تغيير حياة الناس. لكن المسيحية ليست شيئاً يمكنك أن تجبر شخصـاً عليه وتدسّـه في حلقهِ. فلديك حياتك الخاصة كما أن لدي حياتي الخاصة. وكل ما أستطيع أن أقوله لك هو أن أخبرك بما تعلمته واختبرته.

ويظل القرار بعد ذلك قرارك وحدك.

قد تساعد الصلاة التي صليتها:

“أيها الرب يسوع. أنا أحتاجك. أشكرك من أجل موتك على الصليب من أجلي. إغفر لي وطهرني. أقبلك الآن مخلصاً ورباً. إجعلني ذلك الشخص الذي خلقتني حتى أكونه. بإسم يسوع. آمين

 

everyarabstudent.com

هل تجسد الله أم أرسل ابنه الوحيد؟

السؤال
يعتقد المسيحيين أن الله سبحانه وتعالى قد أخذ جسداً بشري وأتى بنفسه للعالم بينما نجد أن كاتب إنجيل يوحنا  16:3 يقول : لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد. و قال يوحنا في رسالته الأولى 9:4 :  إن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به .
نحن نسأل :  هل الله قد تجسد كما تزعمون وأتى بنفسه للعالم أم انه أرسل للعالم ابنه الوحيد كما تزعم النصوص؟ ومما لا شك فيه أن الراسل غير المرسل والباعث غير المبعوث. وهناك العديد من النصوص التي تنص على أن الله لم يتجسد وينزل ولكنه أرسل ابنه للعالم انظر الرسالة الأولى ليوحنا 14:4

الإجابة
هل سمعت عن رئيس الدولة الذي شغل منصب وزير الدفاع بالإضافة الى منصبه كرئيس للدوله؟ … هذا الرجل كان عندما يجتمع وزراء الدفاع العرب في اجتماع ما، كان كل رؤساء الدول يرسلون وزراء دفاعهم كممثلين للدولة. بينما كان صاحبنا يرسل نفسه ممثلاً عن الدولة كوزير للدفاع، فهو يحضر المؤتمر مبعوثا عن رئيس الجمهورية وممثلاً عن الجمهورية التي ينتمي اليها، وبهذا يكون هذا الرجل قد أرسل نفسه، والراسل هنا هو المرسل.
هذه البداية أردت ان أوضح فيها خطأ تلك العبارة التي تفضلت ونوهت عنها عزيزي السائل والتي تقول ” ومما لا شك فيه أن الراسل غير المرسل والباعث غير المبعوث” وها نحن نريك إمكانية أن يكون الراسل هو نفسه المرسل، في حالة إزداوج المهام.
والله القاضي العادل، هو نفسه الذي “يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ” (تيموثاوس الأولى 2: 4) لذلك أرسل الديان العادل المخلص لكي يسد القصاص عن الناس، وهنا نرى المرسل والمرسل منه شخصاً واحداً باختلاف المهمات. لذلك التسليم أن الراسل –دائما – غير المرسل، وصف جانبه التوفيق، وهذه مجرد مقدمة قبل أن ندخل في الرد على السؤال.
ولكي نجيب على السؤال الذي تفضلت بسؤاله يجب أن نضع بعض النقاط لتكون موضوعاً للبحث.
المعنى المقصود من لفظ الأبن
بالتأكيد تعبير”الابن” في معناه البشري هو تعبير واضح ومفهوم، ولكن عندما ينسب هذا الأبن لله فهل يكون له نفس المعنى؟!! … ما هو المقصود بأن يكون لله ابن؟ وبالنسبة لتساؤل الناقد فهو يرى أنه لا مشكلة في اعتبار المسيح ابن الله ، مفضلا هذا التعبير عن لفظ ان الله تجسد، لما لا والكتاب وصف آخرين بأنهم أبناء الله، وصف آدم أنه ابن الله “بْنِ أَنُوشَ، بْنِ شِيتِ، بْنِ آدَمَ، ابْنِ اللهِ” (لوقا3: 38) كما وصف داود بأنه ابنه “إِنِّي أُخْبِرُ مِنْ جِهَةِ قَضَاءِ الرَّبِّ: قَالَ لِي: «أَنْتَ ابْنِي، أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ” (مزمور 2: 7) ..” لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَمًا أَحْبَبْتُهُ، وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي”(هوشع11: 1)، أيضا كل المؤمنين بالمسيح دعاهم الله أبناءً “وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.”(يوحنا 1: 12)
وبهذه الفكرة يكون الناقد قد ساوى السيد المسيح بآدم وبإسرائيل (كشعب) وبداود النبي وبكل المؤمنين باسم المسيح في نفس الصفة، أن كل هؤلاء أبناء لله.
وأقول أننا نتفق معك ونرضى أن نقول أن المسيح هو ابن الله، فهذا اللفظ ذكره الكتاب المقدس 48 مرة بالنص، هذا عدا المعاني المتضمنة نفس المفهوم … فهذه حقيقة لا يمكن أن نرفضها أن المسيح هو ابن الله … وهذا يأتي بنا الى الفكرة الثانية وهي:
هل بنوة المسيح تتساوى مع لفظ البنوة العام في الكتاب المقدس؟
هناك فرق كبير بين البنوة والتبني، فالنصوص التي تتكلم عن إسرائيل الابن البكر أو داود أو المؤمنين بالمسيح تتكلم عن أن الله (جعلهم) أبناء … فهذه اللفظة تعني التبني، ما عدا آدم الذي جعل ابناً بالخلق الأول فهو ابن لله كنتاج خليقته المباشرة … فهل تنطبق هذه البنوة على السيد المسيح؟ … وهنا يأتي خلاف عميق … فنرى أن الكتاب المقدس يصف السيد المسيح وميلاده العذراوي بأنه مولود وليس متبنى (معتبر ابناً) … اقرأ معي ما ورد في إنجيل متى في حادثة ميلاد المسيح: “أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ” (انجيل متى 1: 18) وهنا نجد الفرق الواضح … فالمسيح ولد من عذراء، ليس من زرع رجل، وبالطبع لم ينشأ الأمر من تزاوج ولكن يقولها الكتاب ببساطة وجدت حبلى … فالمسيح ابن الله وليس مُتبنى … هذه حقيقة تفصل المسيح عن كل من وُصِفوا بأنهم أبناء الله … لذلك نحن نتفق على أنه ابن الله، مع التنويه على أنه ابن فريد مختلف عن أي شخص آخر.
نأتي الى النقطة الأخرى التي ترفضها على أساس أن “الراسل غير المرسل والباعث غير المبعوث”، وهذا ما نرفضه من سؤالك لأنه كما سبق وقلت إنه من الممكن أن يكون الراسل هو المرسل إذا كانت المهمة لا يمكن أن يفعلها شخص آخر … في الواقع كان من الممكن أن استرسل لنرى أهمية الرسالة ولكني أرى أنه في ال 100 سؤال أسئلة أخرى إجابتها ترد على هذا الأمر، فلنترك هذه الفكرة الى أن يأتي مكانها، ولكن أنت تقول أن الكتاب المقدس ركز على أن المسيح هو ابن الله … ولكنه لم يقل أنه الله … وهنا علينا أن ندرس هذه الفكرة
هل يوجد نصوص فيها يساوي المسيح نفسه بالله؟؟
في الحقيقة كتاب الأناجيل أوضحوا كثيرا أن المسيح هو الله وأبسط مثل هو ما ذكره كاتب إنجيل يوحنا عندما قال ” فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ، وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ.” (إنجيل يوحنا 1: 1-5) وهنا نجد يوحنا يصف المسيح بالكلمة والأمر ليس قاصراً على تعريف أو تشبيه واحد عندما شَبَّهَ الكتاب المقدس المسيح بابن الله فها نحن نراه ككلمة الله … ويسترسل كاتب الانجيل فيقول ببساطة (وكان الكلمة الله).
وفي الواقع يحتاج الأمر بحثاً كاملاً لكل الكلمات التي قالها السيد المسيح عن نفسه لكي يوضح انه الله 1.
وهنا نأتي للسؤال المهم وهو : هل في الآيات التي فيها يوصف المسيح كابن تتناقض مع الآيات التي فيها يوصف المسيح كشخص مساو لله ؟
إذا رأينا أن بنوة المسيح تختلف تماما عن بنوة الآخرين، وإذا عرفنا أن بنوة المسيح هي الطريق الذي من خلاله وصل الله لعالمنا في هيئة بشرية فهذا معناه أنه لا تناقض في الفكرة مطلقاً … فالمسيح الإله المتجسد هو إنسان مولود من امرأة عاش كإنسان عادي مارس العبادة ومارس بشريته تماماً كبشري … وواجه إبليس وانتصر عليه … وجاز حكم الموت نيابة عن البشر … وقام من بين الأموات بعد أن سدد كل الدين … الأمر الذي لا يستطيع أن يفعله بشري عادي!
لديَّ كلام كثير، فاليهود حاولوا قتل المسيح لأنه أعلن عن نفسه أنه إله …” أَجَابَهُ الْيَهُودُ قَائِلِينَ:«لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَل حَسَنٍ، بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ، فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلهًا” يوحنا 10: 33، على أي حال لن أسترسل في هذه الفكرة ولكني رأيت أني سأجيب على مائة سؤال وخلالها سأقول كل ما ينبغي قوله … لذلك أكتفي بهذا الرد وسأكمل بحقائق أخرى عندما يأتي الوقت من خلال بقية الأسئلة المائة.
تنويه أخير
زعمتم أن هناك العديد من الآيات التي تنص على أن الله لم يتجسد وينزل ولكنه أرسل ابنه للعالم … ولكنك لم تتفضل وتعطينا تلك الآيات … هل لك أن تذكر نصاً يقول أن الله لم يتجسد كما زعمت ؟
هذا سؤال يبحث عن إجابة عندك، أرجو ان تتفضل بإجابته
على أي حال: أنت ترضى بأن المسيح هو ابن الله وتصدق هذا … هل عرفت ما هي رسالته؟ … لماذا أتى وماذا يريد؟ … إنه يقول عن نفسه إن عنده الحياة الأبدية … بل هو الحياة كلها فنحن نرى المسيح وهو يقول “أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.” (يوحنا14: 6) … فهل تؤمن برسالته الحقيقية؟ سؤال أتركه لك.

عماد حنا
ماجستير في اللاهوت

الحياة