ساعةُ تخلٍ ام الوقوع في التجربة

كثيراً ما نسمع مَنّ يقول ويسأل اين هو الله ولماذا هو بعيد كل البعد عن حياتهم.يشعروه وكأنّهم متروكون لا معين لهم.لذا يسألون وخاصةً عندما تأتيهم المصائب من كل حدبٍ وصوب اين انت يا الله؟ هل الله يخلف بوعوده وهل هو بشر مثلنا لكي ينسى ويهمل؟

اسئلة كثيرة تأتي وتقتحم افكارنا ولا نجد لها اجوبة وكأننا بتنا متروكين نتصارع مع امواج الحياة والرب ينظر الينا من بعيد او حتى لا يهتمّ بنا.هو القائل انا معكم والى إنقضاء الدهر فماذا حصل؟ وهو ايضا قال ان كل ما اجتمع اثنان او ثلاثة بإسمي انا اكون في الوسط.اطلبوا حتى الآن لم تطلبوا شيئاً و الكثير الكثير من الآيات التي تدعونا لعدم الخوف ولنتشجّع ولنتشدّد في كل الاوقات والازمنة لانّه هو معنا والذي معنا اقوى من الذي علينا.اذا من اين اتت المشاكل الى حياتنا وهل وعدنا الله بالنعيم على الارض او انّه قال لنا انّه في العالم سيكون لكم ضيق ولم يكتفِ الرب بذلك بل اردف قائلاً:ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم.كل شيء تطلبونه بالإيمان تنالونه.

الرب طلب منّا ان يكون عندنا ايمان وثقة بشخصه وعندما نفقدهما معاً او احداهما تتزعزع حياتنا وننهار ونشعر بالوحدة وباننا متروكين.هل الله يترك الانسان ويهمله او العكس؟سؤال يُطرَح والجواب نجده في اعماق نفوسنا عندما نراجع تصرّفاتنا واهمالنا وعدم ايماننا والاتّكال على الذات التي تُبعدنا عن الخالق ووصايا الخالق فتأخذنا عواصف العالم بعيداً ويفرش لنا الشيطان طريقاً معبّدة للخطيئة وينثر على جوانبها ما يثير غرائزنا وشهواتنا البشريّة فنبتعد عن الله ونسير عكس الطريق التي رسمها الله لنا ونتبع شهواتنا وعيوننا فلا نعد نرى سوى السراب الذي يتلألأ مياهاً صافية من بعيد فنسير ونبتعد رويداً رويداً علّنا نصل ولكن دون جدوى فلا يقدّم لنا الشيطان سوى السراب.فنتعلّم الغضب القاتل وحبّ الذات وانا او لا احد . ضللنا الطريق وفقدنا كل النور وبتنا نعيش في ظلمةٍ دامسة فتُصبح الخطيئة محلَّلة وسهلة ونأكل الاثم كل يوم ونعيش حالة اللآوعي ويُصبح الله في طيّ النسيان وعندما تشّتد علينا المصائب نصرخ ونقول اين انت يا رب ولماذا تركتنا او نبرّر فعلنا بالقول انّها ساعة تخلٍ.السؤال هنا مَنّ تخلَّ عن مَنّ.هل الله تخلّى عنا ام نحن تخلّينا عن الله؟الجواب يأتي من دواخلنا التي اعتادت على الخطيئة ونعاتب الرب على تركه لنا ولكن في قرارة انفسنا نعلم اننا نحن من ابتعد عن الله واهملناه ورحنا في اعماق ضجيج العالم حتى لا نسمع صوته ينادينا ويبكي على حالنا لا بل نعاتب الرب على تخلّيه لنا وخاصة عند الشدائد.اتى التلاميذ يوماً الى الرب يسألونه ان يعلّمهم كيف يصلّوا فقال اذا اردتم ان تصلّوا فصلّوا هكذا:ابانا الذي في السموات ليتقدّس إسمك…..

ويختم الصلاة بالدعاء و لا تُدخلنا بالتجارب ولكن نجّنا من الشرير لانّ لك القوة والمجد الى الابد.آمين.اذا الله لا يتخلّى عنّا إنما يسألنا ان نبقى في حالة صلاة دائمة وان نصلّي اكثر فأكثر كلما تعرّضنا لضعف او تجربة. صلّوا ولا تملّوا..صلّوا لئلا تدخلوا في تجربة.الامر واضح وجليّ الرب يسألنا ان نصلّي لكي لا ندخل في تجربة لانّ الشيطان يكمن لنا على كل الطرق والمفارق ينتظر ساعة ضعفنا لكي ينقضّ علينا ويسرقنا من العيش مع الرب والسلام الذي يُدخله الرب الى قلوبنا عندما نكون بقربه فنتخلّى عنه ونتبع شهواتنا ونقع في المحظور ومن ثمّ نعاتب الرب ونسأله لماذا تخلَّ عنّا.ان نُخطئ هذا طبيعي لاننا بدون المسيح نحن ضعفاء ونقع في تجارب متعدّدة لذا يجب ان نبقى في حالة صلاة دائمة وان نجلس عند قدمي الرب في سفينة هذه الحياة ولا نهتمّ مهما عصفت الرياح واشتدّت الامواج وتصاعدت وشعرنا وكأننا نهلك ونغرق فلا نهتمّ لانّ الرب معنا وهو عالم بما يحدث لنا وهو في سفينة حياتنا وليس ببعيد وفي وقته ينجّينا ويحملنا على الاذرع الابديّة ولا يصيبنا مكروه.

عندما نُخطئ هو امين وعادل نأتي اليه بتوبةٍ صادقة فيغفر لنا ويضمّنا من جديد الى صدره.امّا ان نرتكب الخطيئة تلو الاخرى دون ندم او توبة ونقول انّها ساعة تخلٍّ هذا امرٌ مرفوض من قبل الله لانّ الله يحب الخطاة ولكنّه يكره الخطيئة لذا قال :إن اثآمكم اصبحت فاصلة بينكم وبين الهكم.قال للمجدلية اين هم الذين يدينونك اما دانك احد.قالت لا يا سيد فقال لها وانا لا ادينك إذهبي بسلام ولا تُخطئي مرةً اخرى.ومنذ تلك اللحظة انضمّت مريم المجدلية الى رعيّة الرب وتلاميذه وكرّست ما تبقّى من حياتها لخدمة السيد والبشارة باسمه وبقيامته.نعم نقع في تجارب كثيرة عندما نبتعد عن الله ووصاياه ونسير في طريق الشر التي يعبّدها لنا الشيطان ومن ثمّ نقول انّها ساعة تخلٍّ.نعم هي ساعة تخلّينا عن مبادئ الرب ووصاياه وتعاليمه هي ساعة تخلينا نحن عن الصلاة وعن سماع صوت الرب من خلال قراءتنا للكتاب المقدّس كل يوم لانّه هو خبزنا اليومي الذي من خلاله نستطيع ان نتمسّك بوعوده ونعلم اننا لسنا بمتروكين بل نعيش تحت رعايته ومحبّته وحنانه ومهما حصل واجهتنا التجارب نثق عندها انّ الذي معنا اقوى من الذي علينا له كل المجد الى الابد.

آمين

 

arabicchristianchurch.com.au

كيف نواجه التعاليم المنحرفة؟

“أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ. بِهَذَا تَعْرِفُونَ رُوحَ اللهِ: كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ. وَهَذَا هُوَ رُوحُ ضِدِّ الْمَسِيحِ الَّذِي سَمِعْتُمْ أَنَّهُ يَأْتِي، وَالآنَ هُوَ فِي الْعَالَمِ. أَنْتُمْ مِنَ اللهِ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، وَقَدْ غَلَبْتُمُوهُمْ لأَنَّ الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ. هُمْ مِنَ الْعَالَمِ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ يَتَكَلَّمُونَ مِنَ الْعَالَمِ، وَالْعَالَمُ يَسْمَعُ لَهُمْ. نَحْنُ مِنَ اللهِ. فَمَنْ يَعْرِفُ اللهَ يَسْمَعُ لَنَا، وَمَنْ لَيْسَ مِنَ اللهِ لاَ يَسْمَعُ لَنَا. مِنْ هَذَا نَعْرِفُ رُوحَ الْحَقِّ وَرُوحَ الضَّلاَلِ” (1يوحنا 4: 1-6).

لو وقف أمامنا رجلان يلبسان نفس الزى وكل منهما يدعي أنه رسول من الله ويبدأ كلامه بالتعبير “هكذا قال الرب” هل يمكن أن نكتشف أيهما يقول الحق وأيهما لا يقوله؟ وكيف؟
لقد انتشرت في الأونه الأخيرة أفكار مضلله وخرافات عجائزية وهرطقات متنوعه بعضها في الفكر وبعضها في السلوك – بعضها يمسنا من قريب والآخر من بعيد ولعل آخرها وأقربها إلى الذهن شفرة دافنشي وغيرها من الأكاذيب وحديثنا هنا لا ينصب على هذه القضية على وجه التحديد ولكننا نحاول أن نتصدي لجذور المشكلة بصفه عامة إذ نحاول الإجابة على سؤال:
كيف نواجه التعاليم المنحرفة؟
عادة يميل الناس البسطاء إلى قبول كل تعليم على أنه وحي من الله دون تفكير أو نقد و هذه مشكلة خطيرة أن يرى البعض كل ما هو فوق طبيعي على انه إلهي وهذا خطأ محفوف بالمخاطر كما يقول فندلاي Findlay فقد سيطرت على مر الزمان الخرافات على عقول الكثيرين كوحش مسيطر كاسر والمشكلة أن الناس أحبت هذا الوحش ولم تقاومه.
وهنا وفي هذا النص من كلمة الله يقودنا يوحنا الرسول إلى الطريقة التي من خلالها يمكننا أن نميز بين ما هو حق وما هو باطل بين الجمال والقبح بين التعليم الصحيح والتعليم غير الصحيح بين المعلمين الحقيقيين والمعلمين الكذبة.
وقد لخص لنا يوحنا هذه الطريقة في العدد الثاني عندما قال “بهذا تعرفون روح الله كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله”.
ونحن نستطيع أن نقولها بطريقة أخرى إذ يمكننا أن نسأل أنفسنا دائماً ونحن نستمع إلى أي معلم أو خادم أو كاتب أو قناة فضائية :-
1. ماذا يقولون؟
2. كيف يعيشون؟
أولاً : ماذا يقولون؟
الأعداد (1- 3)، الإيمان المسيحي ليس إيماناً ساذجاً أو سطحياً بل يفحص ويمتحن كل شيء والامتحان هنا هو كشف العملة الصحيحة من الزائفة لأنه كما يقول أحدهم خلف كل نبي أو متكلم أو كاتب روح وخلف كل روح إما الله أو الأكاذيب. لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم وقد سبق الرب يسوع وحذرنا “مرقس 13 : 21” وكذلك الرسول بولس في (أعمال 20 : 29)
هذا يعني أن هناك مسئولية مشتركة علينا كأفراد ينبغي أن نفحص ونميز وندقق ولا نكون محمولين بكل ريح تعليم وككنيسة وجماعة ترى وتقود موجهة ومصححة كأهل بيريه الذين كانوا أشرف من الذين في تسالونيكي إذ قبلوا الكلمة بكل نشاط فاحصين الكتب كل يوم هل هذه الأمور هكذا؟ (أعمال 17 : 11).
ولعلنا نستطيع أن نكتشف بسهولة جماعة كشهود يهوه إذ أنهم ينكرون لاهوت المسيح بوضوح ولكن المشكلة الحقيقية في رأيي أن هناك جماعات ليست بقليلة منتشرة في كنائس كثيرة لا تنكر لاهوت المسيح ولكنها تقدم تعاليم خاطئة ولعل هذه الأسئلة التالية إذا سألناها لأنفسنا وأجبنا عليها بأمانه تساعدنا على أن نكتشف نوع التعليم وصحته وهذه الأسئلة هي :-
 هل هذا التعليم يتفق مع مضمون كلمة الله؟
 هل هذا التعليم يشجع الكنيسة على عبادة الله وطاعته؟
 – هل هذا التعليم يعمق ترابط الجماعة كلها معاً؟
 هل هذا التعليم يعمق في الجماعة الانتماء للكنيسة المحلية؟
 هل هذا التعليم يعلن فقط ما يود الناس سماعه أم يقدم إنجيلاً كاملاً فيه البركات وفيه المسئوليات؟
وهذا يعني إننا نحتاج أن نمتحن كل شيء فينا وحولنا (يمكننا الرجوع إلى تثنيه 13 : 1 – 5، إرميا 23 : 15 – 25، 28، 38).
ثانياً: كيف يعيشون؟
الأعداد (4 – 6)، كانت الفكرة الأولى تواجه التعاليم المنحرفة من خلال السؤال ماذا يقولون؟ أي مضمون التعليم الذي يقدمونه. المحك الثاني كيف يعيشون. وهو المحك العملي الذي نراه في سلوك وحياة هؤلاء المعلمين وفي حياة من يسمعونهم ويتبعونهم.
لاحظ معي الضمائر التي استخدمها يوحنا في الأعداد من 4 -6 حيث يقول:
(أنتم من الله: هم من العالم).
(الذي فيكم: الذي في العالم).
(نحن من الله: هم من العالم).
وهنا يقول يوحنا أنهم يعيشون كأهل العالم لا يختلفون عنه في شيئ لأنهم مخادعون ويضع لنا الكتاب المقدس صوره واضحة لحياة هؤلاء المعلمين الكذبة فهم:-
 يظهرون بأنهم يتكلمون برسالة الله لكنهم في الواقع لا يعيشون بحسب مبادئه.
 يتكلمون كثيراً عن التواضع والوداعة ويطالبون الناس به بينما هم ممتلئون كبرياء وأنانية وحباً للذات.
 يطالبون الجماعة بالخضوع لهم وحدهم وعدم مناقشتهم في كثير من الأشياء بينما هم لا يخضعون لأحد وينمون في سامعيهم تحدياً لعدم الطاعة أو الخضوع لأحد غيرهم.
 أنهم لا يقبلون الآخر المختلف عنهم شكلاً أو موضوعاً.
 الغفران والتسامح قيم لا تعرف طريقها إلى حياتهم.
أما أولئك الذين بالفعل هم من الله فلديهم ألفة وتجاذب بينهم وبين كلمة الله. لهذا قال الرب يسوع: “خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي”، “وَأَمَّا الْغَرِيبُ فلاَ تَتْبَعُهُ بَلْ تَهْرُبُ مِنْهُ” أما الغريب فلا تتبعه بل تهرب منه (يوحنا 10 : 27، 5)، ولعل هذا يذكرنا بما كتبه الرسول بولس لتلميذه تيموثاوس في الرسالة الأولى الإصحاح الرابع إذ يقول “وَلَكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحاً: إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحاً مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ، فِي رِيَاءِ أَقْوَالٍ كَاذِبَةٍ، مَوْسُومَةً ضَمَائِرُهُمْ” ثم يختتم الرسول بولس حديثه بالقول “إِنْ فَكَّرْتَ الإِخْوَةَ بِهَذَا تَكُونُ خَادِماً صَالِحاً لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، مُتَرَبِّياً بِكَلاَمِ الإِيمَانِ وَالتَّعْلِيمِ الْحَسَنِ الَّذِي تَتَبَّعْتَهُ. وَأَمَّا الْخُرَافَاتُ الدَّنِسَةُ الْعَجَائِزِيَّةُ فَارْفُضْهَا، وَرَوِّضْ نَفْسَكَ لِلتَّقْوَى” (1تيموثاوس 4: 1-7).
وهنا نأتي عزيزي القارىء إلى بعض الملاحظات الختامية والضرورية :-
 ختم يوحنا الإصحاح السابق (3) بوصية أن نحب بعضنا بعضاً وبدأ الإصحاح الرابع بطلبة أن نمتحن الأرواح هل هي من الله؟ وهنا نلاحظ الدعوة المزدوجة لأن نحب ولأن نمتلك القدرة على النقد الإيجابي وتمييز ما نسمعه وما نقرأه.
وهذا ما يؤكده الحكيم سليمان في سفر الأمثال 14 : 15 “الغبي يصدق كل كلمة والذكي ينتبه إلى خطواته الحكيم يخشى ويحيد عن الشر والجاهل يتصلف ويثق”
 الله نور ولكنه يوماً ما لم يكن معلناً بالنسبة لنا لقد كان الله النور مجهولاً أما الآن فالله في النور كما يقول يوحنا إن سلكنا في النور كما هو في النور والمسيح قال عن نفسه من رآني فقد رأى الأب إذاً في المسيح نحن نعرف الله ونعاينه وبعيداً عن المسيح نحن نعبد إلهاً مجهولا وهذا ما يعلمه لنا الكتاب المقدس فكيف يمكن بعد هذا أن نسلم أنفسنا لفكر يقدم لنا أوهاماً وأحلاماً رآها في الظلام والمنام بينما عندنا الكلمة النبوية وهي أثبت.
 استخدم الله ما يسمى بالإعلان المتدرج فمثلاً في “مزمور 19 ” يعلن لنا الله عن نفسه في الجزء الأول من المزمور من خلال الطبيعة وهذا هو الإعلان العام “السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه……” أما في النصف الثاني من المزمور فيعلن لنا عن نفسه من خلال الكلمة وهذا هو الإعلان الخاص “ناموس الرب كامل يرد النفس… “.
وهذا ما يؤكده لنا كاتب رسالة العبرانيين عندما يقول “الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه” وفي قراءة أخرى للأب متى المسكين يقول فيها “على أجزاء كثيرة وبطرق عديدة كلم الله قديماً الآباء بالأنبياء أما في هذه الأيام الأخيرة كلمنا في ابنه وفيه كان كمال الإعلان.
وهذا الإعلان الذي كان قبل المسيح انتهى مرة واحدة بدخولنا في عصر الأيام الأخيرة حيث الابن شخص واحداً وحيد كامل في كل شيء أستعلن في ذاته الاستعلان الكلي والنهائي.
 الله سيدين من يِخدع ومن يُخدع وهذا ما يؤكده سفر الرؤيا 22 : 15 “لأن خارجاً الكلاب والسحرة والزناة والقتلة وعبدة الأوثان وكل من يحب ويصنع كذباً – كل من يحب الكذب وكل من يصنعه”. من يخدع ومن يُخدع.
لذلك فلننتبه عزيزي القارىء ولنمتحن كل شيء حولنا وفينا حتى لا يضلنا أحد ولا نضل أنفسنا.

 

الحياة المنتصرة

ليضئ النور!

وَلَيْسَ أَحَدٌ يُوقِدُ سِرَاجًا وَيُغَطِّيهِ بِإِنَاءٍ أَوْ يَضَعُهُ تَحْتَ سَرِيرٍ، بَلْ يَضَعُهُ عَلَى مَنَارَةٍ، لِيَنْظُرَ الدَّاخِلُونَ النُّورَ. (لوقا 8: 16)

هل يعقل أن نوقد سراجًا ونرى النور الصادر منه، النور الذي ينير الظلمة ويهدي في المسير ويكشف ويوضح ويريح، أيعقل أن نخفيه، أيعقل أن لا نجعله مرئيًا للآخرين! بالطبع لا يعقل، ولكننا في حياتنا نفعل هكذا. فنور المسيح الذي أنار حياتنا وقاد سبيلنا وأرشدنا وأراحنا، هذا النور في كثير من الأحيان نخفيه ولا نظهره للآخرين. إننا نخسر بركة ونجعل الآخرين معنا خاسرين كذلك.

فلنجعل نور المسيح الذي يضيء حياتنا يظهر للآخرين، لنجعل كلماتنا تعكس النور وتصرّفاتنا كذلك. لنجعل مسالكنا وأهدافنا وطموحاتنا وكافة مسالك حياتنا تعكس النور. ولنؤثر فيمن حولنا بكلمة أو بخدمة أو بابتسامة أو بمجرد تربيت على الأكتاف، وليشع النور.

 

الطريق

هل هناك سعادة بعيدًا عن الله؟

سؤال:
أنا أتمتع بالسعادة في حياتي.. لماذا أحتاج أن أستمد الإحساس بالسعادة أو الهدف من حياتي عن طريق ” الله”؟

الجواب:
معك حق فيما تقول، يمكنك الحصول على السعادة دون أن يكون الله موجوداً في حياتك. فالعديد من الناس يستمتعون بالحياة عندما يكون لديهم الثراء المادي وعائلة مُحبة والقليل من المشاكل الحياتية، ولكن مهما كانت سعادتك الآن إلاّ أنه مع الله ستكون حياتك أكثر معنى لأن الله يحدث تغييراً جوهرياً وكبيراً في الحياة.

خذ المثال التالي لتقريب الفكرة: يعد ركوب دراجة هوائية ذات الثلاثة عجلات أمراً مسلياً بالنسبة لطفل ولكن عندما يكبر ويقود سيارة فخمة مثل (بورش) فإن الدراجة ذات الثلاث عجلات تبدو مملة جداً بالنسبة له، وأنت كذلك قد تعتقد أنك تملك كل ما تتمناه في الحياة ولكن تذكر أن إعتقادك ذلك قد يكون بحسب منظور شخص يقود الدراجة ذات العجلات الثلاثة.

لقد أخبرنا يسوع المسيح أن بإمكانه أن يشبع رغبات فينا لا يمكن لأي شيء آخر إشباعها (يوحنا 4: 13 – 14) (يوحنا 6: 35) وهذا لأننا لسنا كائنات جسدية فقط بل روحية أيضاً. الله وحده يمكنه أن يشبع جوعنا وعطشنا الروحي. حتى وإن كنا نشعر بالسعادة إلا ّ أننا مع الله سنعرف الهدف من الحياة و نختبر الفرح والسلام الحقيقيين.

هناك سؤال حول الأبدية والخلود. ماذا لو كان وجودك على الأرض لفترة محدودة هو إختبار من الله؟ ليختبر إن كنت سوف تعرفه وتقبله أم لا ؟ إذا كان هذا صحيحاً . . فماذا سوف تكون نتيجتك في هذا الامتحان؟ فهل أنت- كما يقول سفر “رومية”- ترى الدليل على وجود الله في كل مكان ولم تقر به بعد ولا تريد أن تعرفه؟

ماذا لو لم تقبل الله في حياتك؟ إذا كان ما قلته أنت صحيح فإنك سوف تتمتع بالحياة، ولكن إعلم أن هذه المتع سوف تنتهي يوماً ما لأنك رفضت أن تقبل الله مخلصاً شخصياً لك. فأنت قبلت الهدية وهي وجودك في هذه الدنيا ولكنك رفضت مَن منحك إياها.

ماذا لو لم يكشف لنا الله عن كل شيء ولكنه خطط لكثير من الأمور التى لا تخطر على بال لِما بعد هذه الحياة؟ ماذا إذا فاقت تلك الحياة في الآخرة هذه الحياة الدنيا جمالاً ومتعة أكثر مما تتفوف فيه من سيارة البورش على الدراجة؟ إذا كنت قد رفضت الله فلن يكون لديك فرصة لرؤية الحياة الأخرى فهي فقط للذين يقبلون الله..

 

everyarabstudent.com

أيعبدون خروفاً أم الله ؟

بينما كنت أستمع الي احدى المناقشات تعجبت من سؤال طرحه أحد الحاضرين بشكل يميل الى السخرية و الشماتة فقد سأل: ” لماذا يعبد المسيحيين خروفاً ؟” بل و زاد في ادعائه و قال متهكماً ” الخروف أبو سبع قرون. ”

وصرت أتساءل أيعبد المسيحيين خروفاً؟ و ماذا عن هذا الخروف ذي السبعة قرون؟؟؟؟؟؟؟؟

و بدأت أفكّر… فرجعت رأسي بكل ما تحويه من افكار الى كتاب تعجبت حقيقيةً من انه خطر على بالي انه كتاب ” متن لمعة الاعتقاد الهادي الى سبيل الرشاد للإمام \موفق الدين ابن قدامه المقدسي” فقد قال في صفحة 13:

” كل ما تُخيل في الذهن أو خطر في البال فان الله تعالى بخلافه ..بل وأيضا ان أسماء الله توفيقيه لا مجال لاعمال العقل بها ، و مما أجمع السلف رمحهم الله – على نقله و قبوله بلا تشبيه ولا تأويل و لا تمثيل ولا تعطيل .”

وذلك يوضح من أين جاءت هذه الفكره المغلوطه عن عبادة المسيحيين لخروف.

ان المسيحيةَ مختلفة تماماً عن الاسلام فهناك تشبيه و تمثيل و تأويل لتوضيح صفات الله كما ان الله استخدم اسلوب الأمثال لتوضيح الفكرة التي يريد توصيلها للبشر. لذا فعلينا أن نعود الى الكتاب المقدس بعهديه لنستدل على معنى الخروف؛ فلقد جاءت كلمة خروف مرات عديدة في العهدين القديم و الجديد و سآخذ بعض الآيات على سبيل المثال لا الحصر:-
ففي سفر اللاويين 1: 3 يحدثنا الكتاب عن ذبيحة المحرقه التي تُقدم لاستعادة العلاقه بين الكاهن (الممثل للشعب) و الله وتشرح هذه الذبيحة كيفية انتقال الخطيه من البشر( بواسطة الكاهن الممثل لهم أمام الرب) الى الذبيحه التي تقدم للتكفير عنه (و يضع يده على رأس المحرقه فيرضى عليه للتكفير عنه )

و هذا مثال لما حدث في الصليب حيث انتقلت خطايانا وآثامنا ليحملها المسيح على خشبة الصليب و يستعيد العلاقة بيننا و بين الله مره اخرى فيرضى الرب عنا و نستطيع ان نكون في محضره.

و ايضا الذبيحة التي أشير اليها في سفر الخروج 12: 5- 14 و المعروفة بخروف الفصح حيث أن هذا الرمز يحوي بين طياته اشارات الى المسيح ففي خروف الفصح الذي قدمته جماعة بني اسرائيل رموز كثيرة عن المسيح كماوضح لنا الكتاب المقدس في العهد الجديد في (1كو 7:5) “لان فصحنا ايضاً المسيح قد ذبح لاجلنا”

و يرمز خروف الفصح للمسيح برموز عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر ؛ انه من خلال هذا الخروف قد عُفي عن ابادة كل الابكار المحتميين في دمه،بل و ايضا عبور القصاص و الدينونه من خلال دم هذه الذبيحة (فأرى الدم و اعبر) ،الدم الذي يعطي الحياه لمن يحتمي به و هذا تمثيل بسيط لما حدث في الصليب حيث نُقِلَ الانسان الشرير الذي اقبل الى المسيح و احتمى بدمه من سلطان الظلمة(الذي انقذنا من سلطان الظلمه و نقلنا الى ملكوت ابن محبته-كو13:1).

أما في العهد الجديد فقد ذُكر الخروف في سفر الرؤيا 6:5 الذي يتحدث عن المسيح مشبهاً اياه بخروف كأنه مذبوح لانه قد صلب و مات لكنه قام ايضا ،له سبعة قرون وتشير كلمة قرون الى القوه و السلطه فاذا راجعت هذه الشواهد (1مل 22: 11، 12) تجد أنه رُمِز للقوه المعطاه لصدقيا بقرني الحديد و ايضا في (زك18:1) قد شرح الملاك لزكريا ان (قوة)القرون هي التي بددت يهوذا واسرائيل و اورشليم اما بالنسبه لكون هذه القرون سبعه فان العدد سبعه يتحدث عن الكمال بلغة الكتاب المقدس و بهذا نصل الى كمال الفداء و كمال القوه و السلطة .

ومن هنا نفطن أن الكتاب المقدس يستخدم اللغة الرمزية ،وقد يستخدم المسيحيون بعض الرموز التي ذكرت به مشيرين الى المرموز (المسيح) لا الرمز ، الذي دخل بذبيحة نفسه مرة واحده الى الاقداس فنال فداء ابديا. الذي صار ذبيحة خطية أي الذبيحة التي تكفر عن الخطيه و محى بدمه الصك الذي كان لابد ان يدفعه بني البشر وهو الموت الابدي بالانفصال عن الله.

بموت المسيح صار لنا الفداء و غفران الخطايا و بقيامته صار لنا اليقين بالنصره و القيامة لملاقاتة . لهذا فاننا لنا الشرف ان نتبع ذاك الذي صار مثل الخروف لكي يخلصنا من خطايانا وآثامنا ذاك الذي يبحث عن كل خروف ضال أي الانسان الضال لكي يرده الى القطيع السماوي نعم سنتبعك و نعبدك يا رب و سنسير في موكبك لانك انت الذي تتقدمنا و تعطينا النصره و اهم من ذلك الحياه…يا صانع الحياة وخالقها.

 

everyarabstudent.com

القيمة الحقيقية للإنسان

ويظل الانسان يسعى حتى يحصل على قيمته في المجتمع وبين الناس بفضل أحد تلك الأشياء. فيلهث الفقير باحثا عن فرصة لكي يصبح غني أو يبحث البسيط لكي يكون له نفوذ وسلطة، فيشعر بالقيمة التي يفتقدها.تشعر الانثى في المجتمعات البدائية أو التي تفتقر الى تقدم حضاري بالمعاناة من التمييز العنصري لأنها إمرأة

يصرخ السائق في الولد الذي يعمل معه ليساعد الركاب في الركوب ولجمع الأجرة منهم، قائلاً: (هات الربع ده). كانت الأجرة في ذلك الوقت ربع جنيه مصري ( خمسة وعشرون قرشاً). ويعني السائق ان كل راكب رجل او سيده ماهو الا ربع جنيه يضاف الى رصيد حصيلته من الدخل ولذلك يشير الى الركاب بكلمة (ربع) ويعني بذلك لا تدعنا نخسر الربع جنيه من وراء هذا الراكب. وهكذا مع كل فرصة راكب جديد يصرخ السائق على صبيه فيكرر (هات الربع ده) كلما رأى أحد الركاب ينتظر في الطريق. إن قيمة الإنسان بالنسبة لسائق أتوبيس الأجرة هي فيم يحصله من الراكب (ربع جنيه) ولا يرى في الراكب سوى (ربع)!

تنظر بعض الدول الى الانسان على أنه:

1-       عبارة عن رقم يشكل اجمالي تعداد سكان الدولة

2-       قيمة الفرد يحددها ما يملكه من المال أو الاعمال التجارية التي يديرها

3-       المركز والشأن الذي يمثله الفرد وسلطته ونفوذه

4-       المؤهلات والشهادات العلمية التي حصل عليها شخص ما

5-       العائلة والنسب التي ينتمي اليها الفرد

6-       جنس الشخص سواء ذكر ام انثى

7-       الدين الذي يتبعه ويؤمن به أو معتقد الانسان

8-       الدولة التي ينتمي اليها الانسان

9-       مظهر الشخص، ملامحه، ملابسه، سيارته، طريقة كلامه، قوته البدنية أو عمره

للأسف يقيم العديد من البشر انفسهم في ظل هذه المفاهيم. ويظل الانسان يسعى حتى يحصل على قيمته في المجتمع وبين الناس بفضل أحد تلك الأشياء. فيلهث الفقير باحثا عن فرصة لكي يصبح غني أو يبحث البسيط لكي يكون له نفوذ وسلطة، فيشعر بالقيمة التي يفتقدها.

تشعر الانثى في المجتمعات البدائية أو التي تفتقر الى تقدم حضاري بالمعاناة من التمييز العنصري لأنها إمرأة فهي اقل من الرجل شأناً وعليها ان تقوم بكل الاعمال المهينة فتتعرض لاشكال كثيرة من القهر والاستبداد بل والضرب والقمع حتى يتهمن بالقصر العقلي وانهن السبب وراء كل كوارث الزمن مما يسبب للمرأة الاحباط والشعور بأنها عديمة القيمة بلا نفع في الاسرة وفي المجتمع!

يمثل الطفل كما مهملا في المجتمعات البدائية فيتعرض للاهانة والاحتقار والسخرية والضرب. تعطى له الاعمال المهينة ويستغل الاطفال في اعمال قد تكون فوق طاقتهم. تحطيم نفسية الطفل والضحك عليه والاستهتار به والتطاول عليه امام الجميع تسلية بعض الكبار بل مزاج للاشقاء الكبار ان ينتقموا باخراج طاقة غضبهم مم تسلموه من اهانات من الكبار فيصبونها على من هم اقل منهم سناً في العائلة! ينال الطفل تجاهلا ومركزا متدنيا امام الضيوف وزوار العائلة فغير مصرح للطفل بالمشاركة برأيه امام الاخرين او مناطحة الكبار في أحاديثهم. كما لا تخلو مدارسنا من اضطهاد الطفل والتهكم عليه وضربه بل وشتمه واهانته والسخرية منه مما يقتل فيه كل مواهب الابتكار واحترام الذات والثقة بالنفس والابداع.

ربما تخلو بذاتك متسائلاً:

هل سبق أن تسبب الناس في شعورك أنك بلا قيمة؟

تحاول جاهدا أن تحصل على قيمة ولو بسيطة لكي تكون مميزا ولكي يكون لك شأن وسط أهلك وجيرانك واصدقاؤك

ترغب في الحصول على المال حتى لو كان بالتهاون مع مبادئ الامانة والصدق ولك في ذلك مبررات عديدة تبرير ذلك بانك لا تضر احد او ان الجميع يفعل ذلك او ربما الحكومة والظروف تضطرك الى ذلك الى آخر المبررات التي لا يقبلها ضميرك مع انك تتجاهله؟

هل تنازلت عن شهامتك ومبادئك في سبيل الوصول إلى النفوذ؟

هل خنت وخزلت أعز الناس لك حتى تحصل على مركز أو منصب أو ترقية او منفعة ما ؟

بعض الاسباب التي معها لا يشعر الانسان بقيمته:

  1. الأحتياج المادي
  2. سخرية الاخرين منك بسبب شكلك أو إسمك او طريقة كلامك او تعليمك او بلدك …الخ.
  3. اختلافك البين عن اقرانك بسبب مظهرك، ثقافتك، عمرك، جهلك باصول الاتيكيت.
  4. انك منبوذ بسبب ديانتك أو طائفتك أو عائلتك أو بلدك
  5. انت محبوب او محترم ليس من قلب نقي لشخصك ولكن اما بسبب المجاملة لمصلحة ما او لاتقاء الضرر

كثيراً ما يفقد الانسان قيمته بسبب اخيه الانسان الذي يلعب التمييز والانحياز للاسباب التي شرحناها سلفا دوراً هاماً في رسم قيمة الفرد في المجتمع. من الصعوبة أن تجد قيمتك لدى الآخرين دون وجود مصالح متوقعه او علاقات منفعة متبادلة أو مطلوبة منك. لذلك عندما نجد شخص ما يعطينا قيمة وكرامة واعتبارا ولو قليلاً نجري خلفه وننسى أولويات حياتنا حتى يمكننا أن نتجاهل أهم المبادئ والقيم التي نؤمن بها!

هل تعلم أن هناك حب بلا مقابل وبدون شروط ؟

هل تعلم أن هناك شخص يقدر قيمتك جيداً ويعتز بك بلا حدود وليس له أي مصلحة معك أو له اية توقعات منك؟

اخالك تبتسم الان وانت تقرا هذه الكلمات لو اتيح لك ان تنطق تقول هل تهذي ام تتخيل. هذه المشاعر ليست على ارض الواقع كفاك خيالا وحلماً!

الأخبار السارة:

اسمح لي ان اخبرك بعض الشئ عن هذا الشخص

إنه موجود وحي ويعرفك باسمك ويراك ويسمعك وانت تهمه جداً

هذا الشخص يرغب فعلاً في أنك تسترد قيمتك الحقيقية وليست القيمة التي يعطيها لك العالم.

لا يهمه كم تملك من المال ولا يقدرك بأموالك

لا يعنيه في شئ مستوى تعليمك وما حصلت عليه من شهادات

لا يفرق معه من اي عائلة تنحدر وما هو نسبك

لا يقدرك بقواك الذهنية او العضلية

اهميتك لديه تفوق اغلي ثمن يمكن ان تبيع به اعضاءك!

لا ينبهر بمنصبك ومركزك مهما كان

لا يحتقرك لاي سبب، لا يعايرك بسبب ضعفك ..حتى أي نوع من أنواع ضعفك

مع ذلك لا يمكنك ان تخدعه او تخفي عنه حقيقتك لانه يعرفك تماما

لا يمكنك ان تبهره وتحصل على صداقته بعطاياك لانه مالك الكون كله

ولكنه يحبك ولك قيمة لديه تفوق قيمة الكون كله فلا مقارنة بين قيمتك لديه وبين الكواكب وكل الوجود!

من فضلك لا تصرخ بصوت عال انا اسمعك وانت تقول:

أنا …؟ تقصدني أنا؟…..لماذا؟……

أنا لا شئ…..

لماذا أنا بالذات؟….

بصراحة.. لا افهم…لا اصدق

انا لا شئ

هو كل شئ

أين انا … واين هو….

يبدو انك لا تعلم من أنا ….

انا ما إلا حفنة تراب!!

الاخبار السارة:

  1. لقد خلق العالم كله لأجلك، لا شئ في العالم باسرة يساوي قيمتك امامه، بل أنت أغلى من الكون كله بجميع كنوزه المُعلنة والمخبأة. كل ذهب العالم وكل حجارته الكريمة هي لأجلك وليس العكس.
  2. نفسك الخالدة قيمتها لديه تفوق أعظم كنوز العالم.
  3. أنت أمامه أهم بكثير من منصبك أو الكرسي الذي أنت فيه أو تسعي إليه، فمنصبك ولقبك كان بسماح منه.
  4. لقد سمح لك ان تكون احد افراد عائلتك فلست تستمد قيمتك من نسبك بل يهتم بك لذاتك انت

تصور؛ شاب احب فتاة ومن أجلها ضحي بحياته حتى تنعم هي بالحياة! ألا تكون هذه الفتاة أسعد فتاة؟ بالفعل ستكون كذلك، لأنها تحيا بسبب من ضحي لاجلها، فحبه تاج على رأسها وهبها كرامة لا مثيل لها وهبها قيمة عالية جداً لانها لديه أغلى من عمره!

هل اكتشفت من هو هذا الشخص الذي يعطيك قيمتك التي ربما تعتقد انها اكثر مم تستحق! ولا يبخل عليك أو يقلل من قيمتك. بل هو بالفعل يعطيها لك كما تستحق.

لعلك تسألني، ان كان شخص احبني بهذا القدر فما الذي فعله لاجلي؟ وكيف اعرف قيمتي أنا في نظره؟

أولا خلق العالم كله من أجلك ( تكوين 1). إذن قيمتك لديه أغلى من العالم كله بكل ما يحويه من كنوز وأموال وبيوت ومناصب وملابس ومؤهلات وشهادات. بكل ما يحويه من حيوانات ونباتات وصخور. أنت الأعلى قيمة فيها كلها. لأنها كلها خُلقت من أجلك.

ثانياً وهبك حرية الإختيار ( تكوين 2) : بالرغم من أنه يمتلك القدرة لتحديد إقامتك وإختياراتك لكنه إحترم حرية إرادتك وأعطاك كل الحرية للإختيار.

ثالثاً الستر والفداء: عندما أسأت الإختيار وإخترت الخطيئة التي نهايتها النار الابدية لم يجبرك على الرجوع في قرارك. بل جاء بنفسه لكي يُعيدك إلى صوابك ويردك اليه ويصالحك مع نفسه. كان لابد ان يسدد دين اثامك فيتحمل بنفسه العقاب الذي كان حتما يجب ان تاخذه انت حتى تنجو أنت من عقاب كان يجب ان تناله بسبب عصيانك.

هذا هو المحور الاساسي لما عمله لاجلك بفداؤه لك لكن عطاياه واهتمامه بك لا حدود له مما يفعله معك ومن أجلك عندما تقبل محبته العظيمة لك. فهل تعلم من هو؟

هو الله الذي أحبك للدرجة التي جعلته يخلق لك العالم بكل ما فيه من كنوز لأجلك انت! ونفسك لديه أهم واغلى من العالم بأسره. بل الأكثر من ذلك هو أنه يحترم رغبتك وقراراتك وحريتك ويترك لك حرية الاختيار. وبسبب إحترامه لرغبتك وقرارتك فقد قرر أن يتحمل الجحيم بالنيابة عنك مع علمه انه من حقك ان تقبل النجاة التي اعدها لك او ترفضها!!!

قيمة الإنسان كما يعلنها الله في الإنجيل:

1-       تجسدت كلمة الله (الله الكلمة) يسوع المسيح الازلي على الارض لكي يقدم فداء عن الجنس البشري والله الآب اعلن محبته لك انها تستحق التضحية بالفداء الذي قدمه الكلمة (الله المتجسد) يسوع المسيح. اعلن الانجيل عن ذلك في يوحنا 16:3 “لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.

2-       أنت تساوي قيمة دم إبن الله المسفوك لاجلك والتي لا يُقدر بثمن. اعمال الرسل20-28: اِحْتَرِزُوا اذاً لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ.

3-       يحبك في علاقة حميمة تشبه محبة العريس لعروسه (تشبيه قوة المحبة من خلال علاقة روحية طاهرة). افسس 5-25: أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضاً الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا،

4-       لا يتوان أبداً أن يقبلك لكي تكون ابنا او ابنة له بل عضواً في ملكوته ومملكته. أعلم أن بعض الأديان تحرِّم التبني. لكن الله أعلنها صراحة أنه يرغب في تبني الإنسان وأن يحصل الإنسان على كل ما لله. ويصبح لك عائلة وإسم عظيم تفتخر به. غلاطية ٥:٤ لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ.

5-       أعطاك القوة لتدعوه ( أبي). أليس ذلك مدعاة للفخر أن يكون الله أبيك؟. رومية ١٥:٨  إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ:«يَا أَبَا الآبُ».

6-       جهَّز لك مدينة عظيمة أساساتها وأعمدتها من أنقى حجارة كريمة. وبها ما لا يمكن لعينك أن تبصره أو يتخيله عقلك أو تسمعه أذنك ( رؤيا 21: 9-27)

والآن, ما هو قرارك؟ هل تصمم على إختيارك للجحيم؟

هل تظل تبيع نفسك للخطية وعبدا لكل من يشتري ابديتك بأبخس الأثمان؟

هل سمعت صوته محذرا يدوي في اعماق كيانك محذراً: ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟

الله يحبك ويقدم نفسه لأجلك فهل تأتي إليه طوعاً وحباً لكي تنجو من الجحيم والعذاب الأبدي؟

 بقلم خادم الرب: اميل منصور – نور لجميع الأمم

أنت محبوب رغم العيوب

هو الحب الذي يكون ليس بحسب أهلية الشخص واستحقاقه لهذا الحب ولكن بحسب عواطف قلبي تجاهه، وهذا هو حب الله لنا، فمهما فعلنا ومهما كانت شخصياتنا: طالما أن قبلنا الرب مخلص وفادي ورفضنا الخطية فان الرب ينظر الينا ويقول: ياه ما أجملكم! ما أطيبك! بالرغم من أنك قد تكون بالحقيقة سمينًا وأنت لا تطيق بدانتك! أو يكون ابنك أو ابنتك هزيلةً فتقول: ما أحلى هذه العظام! قد تكون لا تحب نفسك وترى أن فيك عيوب ولكن الله بمحبته الفائقة المعرفة والادراك، ينظر الينا ويحب الشيء الذي لا نحبه في شخصياتنا.. هو بالتأكيد يكره الخطية (لا أتكلم عن هذا الأمر) ولكن حتى ونحن نرتكب الخطية يُحبنا لان الله في طبيعته محبة (الله محبة) … ولأننا رفضنا الخطية ونحتمي بالدم هو لا يراها بل يرى جمالنا “أنا سوداء (أنا خاطئة) لكني جميلة” لا عيب فينا.. لأن الله محبة وحبه بدون شروط ومحبته ترانا من خلال دم يسوع.

لا عيب فينا نحن محبوبون بالمسيح يسوع! نحتاج الى الكثير لكي ندرك هذا الحب! الموضوع اليوم كبير جدًا والأكبر منه عدم حبنا لأنفسنا، وان كنت لا تحب نفسك لا تقدر أن تعطي أو تكون مؤثرًا أو سعيدًا في حياتك.. ولن تقدر أن تحب نفسك الا عندما ترى أن الله يحبك.

أنت لا تحب ذاتك (لا يوجد فيك شيء يُحب) ولكي تقدر أن تحب نفسك، أعلن بالأيمان “الله يحبني كما أنا!” هذا يعني أنني جدير بأن أُحَبّ! وهو صادق لا يكذب. هو يحبني من كل قلبه! اذًا أنا جدير بأن أحَب، وأنا محبوب وأغدو أحب نفسي لأن الله يحبني..

أريدك اليوم أن تحب نفسك! حتى ولو رسمت خربشات فبالنسبة له فأن هذا أجمل مما يمكن أن يرسمه بيكاسو والآخرون.. عندما يرسم ابنه الحبيب (أنت وأنا) ويخربش ينظر فيقول: ما أجمل هذا الرسم! مثلما يفعل الأهل مع أولادهم… فمهما عملوا يقولون لهم: هذا جميل! هذا رائع! لنتوقف اليوم عن الصورة التي نرى بها أنفسنا مثل أرميا: أنا غير قادر! يا رب أنا طفل! أنا ولد! يقول الله: أنا أحبك.. أنت ابني.. أنت عظيم! أنا أطلقتك الى الشعوب! تعالوا نصلي لدقائق: محبة الله الفائقة المعرفة.. يا رب أنا لا أقدر أن أفهم أو أن أدرك..

إنّ هذا الأمر يحتاج الى الروح القدس! الى اعلان الروح القدس! أنا محبوب! شكلي محبوب! شخصيتي محبوبة! على قدر ما أتكلم سلبيًا عن نفسي أنا أكسر هذا الكلام باسم يسوع! على قدر ما يتكلم الناس سلباً عني أنا أكسر هذا الكلام اليوم باسم الرب يسوع لأنك أنت اليوم تتكلم عني ايجابيًا وأنا أصدق من كلمتك أنك من الرحم دعوتني وقدّستني ولا أقول أنا ولد أو أنا صغير أو لست جيدًا، بل أقول أنا جدير وصالح لأنك أنت تقول عني كذلك! ان كنت تقول انني صالح ومحبوب فأنا أصدق كلمتك أكثر مما أصدق نفسي وأكثر من الأشياء السلبية التي يقولها الناس عني! أنا أحبك أيها السيد الرب لأنك أنت تحبني!

باسم يسوع آمين.

 

القس ريمون سمير – لينغا

حلم الجنة

تخيل أن الغالبية العظمى من الحروب وقتل الأبرياء وهدم الدول وتشريد الشعوب.. هي بسبب “حلم دخول الجنة”.
ولكن ماذا لو لم تكن هذه الجنة حقيقة؟ وأن الطريق إليها كان في الواقع الطريق إلى الجحيم؟! الأمر يستحق أن نقف ونتأمل الجنة في الإسلام والمسيحيّة..

الجنة في الإسلام

في الإسلام الاستشهاد يكون بغرض الحصول على مكافآت الجنة التي سيخلدون فيها.. هذه المكافآت هي:

– الحور العين
جميلات لدرجة أنه إذا أطلت واحدة منهم لأضاءت الأرض.. يختلف عدد الزوجات في الجنة، فللشهيد 72 زوجة من الحور العين. ويعطى للرجل قوة كبيرة للجماع تعادل قوة مائة رجل!
تكون نساء الجنة مطهرات من الحيض والنفاس.

– الطعام والشراب
إلى جانب أشجار الجنة وثمارها، وأنهارها وعيونها، فإن لأهل الجنة مايشتهون من الأطعمة المتنوعة.
وإن من ما فُصّل من شراب الجنة في الوصف خمرها، فقد ذُكر خمر الجنة بأنه يختلف عن خمر الدنيا، فهو لا يصدع الرؤوس ولا ينزف العقول.
ولا ينتج عن طعام وشراب الجنة الفضلات والأذى والدنس من البول والغائط وما شابه، ولكن تخرج بقايا الطعام والشراب على هيئة رشح كرشح المسك يفيض من أجسادهم، كما يتحول بعض منه أيضًا إلى جشاء كجشاء المسك تنبعث منه الروائح الطيبة العبقة.

– لباسهم وحليهم ومباخرهم
يلبس أهل الجنة أفخر اللباس، ويتزينون بأنواع من الحلي، ومن لباسهم الحرير، ومن زينتهم وحلاهم أساور الذهب والفضة واللؤلؤ..
وثياب أهل الجنة كما ثبت لا تبلى ولاتفنى..

– أبناء خالدون
يخدم أهل الجنة غلمان صغار يخلقهم الله لهذه المهمة. وهم مخلدون على حالتهم لا يكبر سنهم، وهم في غاية الجمال، ووصفوا في القرآن بأنهم كاللؤلؤ.
– امتيازات الشهيد في الإسلام
• الشفاعة في سبعين من أقاربه
• دخول الجنة بلا حساب
• سبق الدخول إلى الجنة
• مضاعفة الحسنة بعشرة أمثالها
• نوال الفردوس الأعلى
• يهون عليه سكرات الموت

الجنة في المسيحية

انتهت الجنة على الأرض بعد سقوط آدم وحواء في الخطية وخروجهم منها..
المسيحية تؤمن بأن هناك سماء، هي مكان للأبرار والقديسين والملائكة الذي ساروا في طرق الله وسمعوا وعملوا وصاياه.
يختلف الإيمان المسيحي عن باقي العقائد في العالم بأنه يضمن لكل شخص قبل السيد المسيح، وقبل فداءه، بأن يدخل السماء.
ولكننا لن ندخل للسماء بهذه الأجساد المادية، بل سنتطور أو سنرتقي إلى أجساد لها طبيعة مختلفة، يصفها الكتاب المقدس بأنها نورانية. هي أكثر توافقًا مع الحياة الجديدة الأبدية.. لذا فهي لا تحتاج للاحتياجات المادية الحالية من أكل وشرب وجنس.. إلخ.

مواصفات السماء بحسب الكتاب المقدس
– السماء مكان سكنى الله نفسه مع المؤمنين والملائكة، هذا الإله الغير محدود، المليء بالمجد والسلطان والعظمة، القادر على كل شيء، سيكون حاضرًا وساكنًا مع المؤمنين إلى الأبد.
“هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا، وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلهًا لَهُمْ”. رؤيا 21: 3

– السماء مكان لا يوجد فيه ألم أو بكاء أو مرض، مكان يملأوه السلام والحب والفرح.
وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ”. رؤيا 21: 4

– لا يمكن لخيالك أن يتصور روعه هذا المكان الجديد. «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ». 1 كورنثوس 9: 2

اسأل قلبك

بعد الموت لا يوجد ندم، الحياة هي الفرصة الأخيرة للبحث عن الإله الحقيقي.
لذا لن أشير عليك أي طريق تسلك، لن أحاول إقناعك بإيماني، ولكن عليك أنت وحدك أن تبحث عن الطريق الصحيح إلى الله، اسأل قلبك ولو لم يجيبك فارفعه إلى الله واطلب منه أن يرشدك إليه.

 

maarifa.org

الصوم في المسيحية، متى وأين وكيف؟

ما هو الصّوم؟

هو الإمساك عن الطعام والشراب لفترة من الزمن بغرض الاقتراب إلى الله في توبة وإيمان، وفي الكتاب المقدس، عادة ما يجتمع الصّوم مع الصّلاة.

نقرأ عن النبي دانيال قوله في سِفر دانيال 9: 3.

يصوم المسيحي بناءً على محبته لله ورغبته في التقرّب منه والتذلل والانكسار أمامه طاعة له. لقد التزم شعب الله في العهد القديم بالصّوم كعلامةٍ على تمسّكهم بالله وتعبيرٍ منهم عن خضوعهم لسلطانه وتذللهم أمامه عربون محبةٍ وطاعةٍ له. وكذلك الأمر في العهد الجديد، فللصّوم مكانةٌ هامةٌ في الإيمان المسيحي وفي حياة المؤمن بالمسيح. لقد بيّن الرب أهمية الصّوم  وجدّيته في علاقتنا مع الله، وقد التزم به رسل المسيح والمؤمنون على مرّ تاريخ الكنيسة منذ نشأتها وحتى يومنا هذا، وسيبقى الصّوم حتى مجيء السيد المسيح ثانيةً علامة إيمانٍ ثابتةٍ في المسيح.

متى موعد الصّيام  ولماذا يجب علينا أن نصوم؟

لا يحدد لنا الكتاب المقدس أوقاتاً أو شهوراً للصّوم. فقد تُرك الأمر للضمير الشخصي. وتبعاً لنموذج الكتاب المقدس، قد تقوم جماعة من المسيحيين أو الكنيسة بتحديد وقتٍ للصّوم من أجل أمرٍ هامٍ في حياة المؤمنين، أو من أجل خدمة المسيح والإنجيل، مثال على ذلك ما فعله بولس وبرنابا حيث نقرأ في الإنجيل المقدس في سِفر أعمال الرّسُل 14: 23 . لكن أيضاً يوجد عند طوائف مسيحية زمن معيّن للصّوم يسبق عيد الفصح بأربعين يوماً، ولكن هذا التحديد الزمني لا يرتبط بتعليم كتابي بل هو يندرج في سياقِ ترتيبٍ أو تقليدٍ كنسيٍّ، الغاية منه الصّوم كعملٍ إيمانيٍّ يسبق موعدَ ذكرى موت المسيح وقيامته.
أمّا لماذا يصوم المؤمن المسيحي، فلأن الصّوم علامةٌ مميزةٌ في حياة الإيمان، يعبّر فيه المؤمن بالمسيح عن خضوعه وطاعته للرب كما يطيعه في الصلاة ووصاياه الأخرى. ومثالنا الأعلى وقدوتنا في الصّيام هو السيد المسيح نفسه (إنجيل متّى 4: 2). بالإضافة إلى كون الصّوم مفتاحاً أساسياً للتفرّغ من كل المشاغل والروتين وأمور الحياة اليومية (حتى الطعام) للانصراف إلى الصّلاة، كما يوجد أسباب أخرى هامة للصّوم بحسب نصوص كتابية، كما يلي:
*الصّوم عربون توبة وإعلان رجوع إلى الله طلبا لغفرانه ورحمته، (يوئيل 2: 12).

* الصوم طلباً لاستجابة الرب طلبات وتضرّعات وخاصة في الأوقات الصعبة والظروف القاسية، (إرميا 36: 9.

*الصّوم (والصّلاة) طلباً لقوة روحية من الله للتغلّب على الأرواح الشريرة أو على أوقات الشرّ، (إنجيل متّى 17: 21، رسالة كورنثوس الأولى 7: 5). 

أين يجب علينا الصّوم؟

ليست للمكان أهميةٌ في زمن الصّوم، ولا يوجد تعليم كتابي يحدد المكان الذي ينبغي فيه على المؤمن أن يقضي فترة صيامه، المهم في الصّوم هو الصّوم بحدّ ذاته والنيّة بالالتزام به، وعدم تباهي الصّائم بصومه أمام الناس لكي يكسب منهم مديحاً، بل الصّوم المقبول عند الله هو  الصّوم الخفي المعلن لله، لأن الصّوم هو أمر شخصي وليس فرصةً للتظاهر. الله يهتم باتجاهات القلب ونيّاته أكثر من المظاهر الخارجية، ولا يصبح للصّيام أي معنى إن لم نظهر محبة لله ورحمة تجاه الآخرين في حياتنا اليومية. قال السيد المسيح في إنجيل متّى 6: 17 – 18.

كيف يصوم المؤمن المسيحي وما هي مدة صيامه في اليوم؟

يصوم المؤمن بالمسيح بامتناعه أو إمساكه عن تناول الطعام أقلّه اثنتي عشرة ساعة في اليوم، يقضيها دون طعامٍ ودون شراب. هذه الفترة الزمنية تبدأ، عادة، من بداية اليوم وحتى انقضاء الاثنتي عشرة ساعة، ولكن هذه ليست قاعدة إذ يوجد مسيحيون يصومون وقتاً أطول.

 

maarifa.org

كيف تختار زوجتك؟

إن زيجات كثيرة قد تحطمت على صخرة الاختيار الخاطئ والشاب العاقل هو الذي لا يقدم على الزواج إلا بعد تأمل وانتظار وتفكير.

حدثنا أحدهم عن شاب أراد الزواج، فأرشده صديق له إلى رجل كان له سبع بنات جميلات، كن يملأنا البيت روعة وجلالاً، وكان اسم الفتاة الأولى “الجمال” واسم الثانية “الأنوثة” واسم الثالثة “الخفة” واسم الرابعة “الحنان”، واسم الخامسة “الوفاء” واسم السادسة “الصحة”، واسم السابعة “العقل”، لكن الشاب مضى وراء عينيه، فلم يختر الوفاء، ولم يختر العقل،

ولم يختر الحنان، وإنما اختار “الجمال”، فلما أخذ عروسه وذهب بها إلى بيته وهو يظن أنه أسعد من في الوجود، إذا به يرى ذلك الجمال وقد ذبل وانهار وتحول إلى تمثال من الملح البارد الجامد الخالي من كل عاطفة أو إحساس.

منذ وقت ليس ببعيد أبدى مستر جورج ايفالدي، وهو أحد رجال الصناعة في فيلادلفيا استعداده للتنازل عن كل ثروته للمرأة المثالية على شرط أن توجد هذه المرأة.

لكن ما هي شروط المرأة المثالية؟ هل هي التي تقوى فيها عاطفة الأمومة؟ أم هي المرأة الوفية؟ أم هي المرأة الصبورة المحتملة؟ في اعتقادي أن المرأة المثالية هي المرأة التي تسعد الرجل الذي تتزوجه، وتنشر الهناء في المحيط الذي تعيش فيه، وتحمل معها الحنان، والحب، والعطف، أينما ذهبت، وتجعل العطاء قاعدة حياتها إنها المرأة التي تشعر زوجها بالحياة في شبابه، وتكون صديقته إذا انتصف به العمر، وممرضة له إذا وهن منه العظم.

فهل يمكن أن يجد الشاب هذه الزوجة؟ هناك بعض إرشادات تقي كل مقدم على الزواج من الاختيار الخاطئ نذكرها فيما يلي:

1- لا تتزوج بفتاة غير متجددة بحجة أنها قد تتجدد مستقبلاً:

إن أمر الرب “لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين” 2 كو 6: 14 وكل تعد لهذا القانون يجر على صاحبه الشقاء.

ذهب أحد الشبان إلى راعي كنيسته يسأله رأيه في أمر زواجه قال: “ما رأيك في الآنسة افلين، إنها شابة جميلة، ومثقفة ومن عائلة عريقة، فهل توافق على أن أطلبها من أبيها؟” سأله الراعي: “هل هي مولودة من الله يا ابني؟” أجاب: “كلا! إنها مؤدبة ومتدينة، ولطيفة جداً”. وهنا ارتسمت علامات الجد على وجه الراعي الوقور ثم قال: “أنت يا ابني ابن الله، فأنت تسير على شاطئ نهر الحياة الأبدية، وهي ليست ابنة لله، فهي تسير على حافة الجحيم الأبدي، فكيف يكون بينكما توافق وانسجام؟ قد تسعدا في الشهور الأولى يا ولدي، لكن سعادتكما ستكون في عمر الزهر، ثم تتسع شقة الخلاف بينكما، وتنقلب سعادتكما إلى أشجان، ولن يكون هناك علاج بعد فوات الأوان … واذكر يا ولدي أن “كل بيت منقسم على ذاته لا يثبت” مت 12: 26 .

فحاذر أيها الشاب عندما تختار فتاتك، أن تختار فتاة غير متجددة إن معنى هذا أنك ستعيش في شقاء مقيم. وما نقوله للشاب نقوله للفتاة “خير ألف مرة أن تنتظر الفتاة بغير زواج من أن تتزوج شاباً ينغص عليها حياتها، ويفسد إيمانها، ويقودها إلى الخطية”.

2- تأكد قبل زواجك من التوافق التام بينك وبين الفتاة التي ستتزوجها:

ليس الإيمان هو كل شيء في الزواج، فليس كل شاب مؤمن يصلح لكل شابة مؤمنة، فلا بد إذاً من الانسجام في الأشياء الآتية:

أ- العمر: والعمر أمر هام في الزواج، فاحذر أن تتزوج فتاة تصغرك بعشرين عاماً، إن طبيعة الحياة تنفر من هذا، فالربيع لا يعيش مع الشتاء، والمال، والأثاثات الجميلة، والقصر الملآن بكل معدات المدنية المريحة لا يمكن أن تعوض ربيع العمر وقوة الشباب، لذلك فلا بد من أن يكون السن متقارباً، لقد كان الترتيب الإلهي أن يكبر آدم حواء في حساب الزمن، وأقصى مدة معقولة للفرق في السن بحسب آراء المفكرين هي سبع سنوات.

ب – الثقافة والعقلية: لا بد مع توافق العمر، من التناسب في الثقافة والعقلية، ولا ضير في أن يكون الزوج أكثر ثقافة من زوجته، فطبيعة الحياة لا تأبى ذلك، لكن الأمر الهام هو توافق العقلية والمزاج، فمن الصعب أن تعيش امرأة مع رجل غبي، أو يعيش رجل مع فتاة بلهاء ولو كانت في جمال “فينوس”

جـ – البيئة والعائلة: يجب أن تعرف البيئة التي نشأت فيها الفتاة التي ستصبح أماً لأولادك، وشريكة لحياتك. سل أين تعلمت، فبعض الشبان تعجبهم الثقافة الفرنسية، وبعضهم يحبون الثقافة الأمريكية، وآخرون يرغبون الثقافة الشرقية، والبيئة التي تعلمت فيها زوجتك هي التي صنعت منها المرأة التي ستعيش معك.

ومع دراسة البيئة ادرس عائلة الفتاة، إن أخاها هو خال أولادك العتيد، ووالدها هو جدهم، وأختها هي خالتهم، فلا بد إذاً من أن تحسن اختيار الأسرة التي ستأخذ منها فتاتك، ولا بد من التناسب بين عائلتها وعائلتك حتى لا يكون هناك أي مجال للتفاخر والغرور.

وأخلاق الأهل، في معاملتهم، وحسن تصرفهم، وكياستهم في تصريف الأمور، ومحبتهم، وعواطفهم، وقلوبهم المتسعة لها أهميتها ففكر في هذه الأمور وأنت مقدم على الزواج.

3- حاذر من زواج البرق، فالزواج القائم على الأساس الجسدي المحض زواج فاشل:

إن الأشياء الروحية لها البقاء بلا شك، لهذا قال لموئيل ملك مسه “الحسن غش والجمال باطل. أما المرأة المتقية الرب فهي تمدح” أم 31: 30

كتبت إحدى الفتيات في اعترافاتها هذا الاختبار “أحببت رجلاً لي من زملاء الدراسة من على بعد، راعني جماله، ورشاقة جسمه، وخفة حركاته، وتمنيت في قلبي أن أصير له زوجة، ومرت الأيام وحبه كامن في قلبي، حتى جاء اليوم الذي دعاني فيه إلى نزهة فأحسست بالسعادة تغمرني، وسرت معه وأنا أحس بأن الدنيا لا تسعني، لكنه عندما بدأ يتكلم أحسست أن هناك شيئاً ناقصاً في ذلك التمثال الجميل، فقد كان حديثه خالياً من العاطفة، وكانت أنفاسه تفوح منها رائحة الخمر، وبدا أمامي كأنه قبر من المرمر، وكانت هذه الدعوة هي أول لقاء وآخر لقاء، وقد تعلمت من ذلك اليوم ألا أحلق في وادي الخيال أو أتعلق بالأوهام”,

فاحترس يا أخي من أن يجذبك الجمال وحده، أدخل إلى الأعماق لترى ما وراء الحسن، فإن العاطفة الحارة، والحنان الدافق في وجه امرأة متوسطة الجمال، أحسن ألف مرة من الجمود والقسوة في قلب امرأة جميلة.

4- اطلب وجه الرب للإرشاد بإخلاص:

يقول سليمان الحكيم “البيت والثروة ميراث من الآباء. أما الزوجة المتعقلة فمن عند الرب” أم 19: 14، ولاحظ أن الزوجة المتعقلة من عند الرب! أما الزوجة غير المتعقلة فليست من عنده بحال من الأحوال!! لذلك يجب أن تصلي كثيراً قبل الزواج بإخلاص من القلب، وتقول للرب أن يختار لك شريكة الحياة. لما صلى عبد إبراهيم أرشده الله إلى رفقة وكانت خير زوجة لاسحق. والرب ما زال مستعداً أن يرشد من يطلب وجهه بلا غرض، ففي صلاتك فرغ نفسك من كل الأغراض المادية، واحذر أن يكون غرضك في الزواج، هو المال، أو وظيفة زوجتك، أو مركز عائلتها، فالزواج التجاري لا يعيش.

الحياة المنتصرة

المسيح «الحياة الجديدة»

نحيا في مجتمع تتضارب فيه الأقوال، ويتباعد فيه القول عن الفعل، وتغيب فيه القدوة والمثال. ونعيش في حقبة الازدراء والسقوط من جديد التي نزعها تجسد السيد المسيح منذ أكثر من ألفى عام. لتدفع بالذهن والقلب إلى البحث عن المعنى في الحياة. لذا يقول المفكر اللاهوتي بول تليش: “كيان المسيح هو عمله، وأن عمله هو كيانه” فلا يجوز الفصل بين المسيح كإنسان والمسيح كعمل فقد أصبح الله ظاهرًا ومشاركًا في مأزق الإنسان. بناءً على ما سبق،

سوف أعرض تعبيرات الكيان الجديد، ومدى اتساق القول فيها مع الفعل، من خلال عرض مُختصر  لفكر بول تليتش:
التعبير الأول: كلام المسيح
أول تعبير عن كيان يسوع باعتباره المسيح هو كلامه الذي هو “كلام الحياة الأبدية” والعهد الجديد يدعو المسيح نفسه “الكلمة” وهذا يظهر إن ما يجعله المسيح ليس كلماته بل كيانه المُعلن وهو يدعى “الكلمة” لأنه الاستعلانُ الذاتي النهائي لله. إلى جانب إن كيانه المدعو بـ “الكلمة” يُعبر أيضًا عن نفسه في كلماته، فكلمات يسوع لها القدرة على خلق الكيان الجديد، وهذا يُوضح صعوبة فصل يسوع عن أقواله، إذا تم ذلك لصار المسيح مثل بقية الأنبياء السابقين يعلم ويعظ فقط، وسيؤدي إلى الاعتقاد في تخليص الذات بالناموس. “الكلمة صار جسدًا، وحل بيننا” أي صار المسيح طبيعة إنسانية مُستعلنة.
التعبير الثاني: أفعال المسيح
المسيح هو الحياة الجديدة، فلا يمكن الفصل بين كلامه وأفعاله. وجعله مجرد مثل يُحتذى به. وهذا يتبين بوضوح في العهد الجديد الذي يظهر الصورة الحقيقية يسوع كالمسيح لكونه يمثل الجانب الإيماني العملي الذي أظهر في حياة التلاميذ والكنيسة الأولى والمتفق عليها بان المسيح هو المسيا المنتظر. هذا ما جعل بطرس يُطلق اعترافه “أنت هو المسيح” نتيجة أعمال المسيح التي تفوق عظمة كل الأنبياء السابقين وتفوق حدود الطبيعة المحدودة. توقع بطرس وبقية التلاميذ أن هذا هو النظام الجديد بشكل أرضي، ولكنهم شاهدوا خيبة أمل بسبب موت المسيح على يد النظام القديم على عود الصليب. وهذا قمة الفعل المسيحي الكفاري للمسيا المنتظر الذي صار واقعًا معلناً. هذه الأفعال لم تجعل يسوع هو المسيح، ولكن كيان يسوع الذي هو المسيح هو صنع هذه الأفعال؛ بالتالي لا يمكن الفصل بين كيان المسيح وأفعاله.
التعبير الثالث: الفعل يسبق القول
لم  يقف المسيح عند حد التعليم؛ بل كان يُعلم بالفعل معتمدًا على قاعدة العلاقة الصحيحة التي يتخللها الحب التي تسبق التعليم! فقدم للتلاميذ والمجتمع دروساً عملية منها الانفتاح على الأخر المختلف معه في الجنس فقبل المرأة السامرية المختلفة عنه في النوع والعرق وانفتح على المختلفين عنه فكريًا فقبل الفريسيين وبني معهم حواراً. كما قبل الخطاة والمهمشين وقدم لهم إشباعاً، وهذا ما جعل التلاميذ يعلنون ذلك، فبطرس يُعلن أنه المسيح؛ مما دفع الرب يسوع يمنع التلاميذ من إعلان طبيعته المسيانية، هذا ما دفع الناس تلتفت إلى تعاليمه التي كانت تجاوب على أسئلة الناس من يكون هذا؟
من خلال العمل فكان “يعمل النهار كُله”. وهذا يؤكد مركزية المسيح في الإعلان، التي تؤكد على أننا لن يمكن لنا أن نعرف المسيح من أمور هو لم يعلنها عن نفسه. من ثّمَّ يكون التجسد هو تحويل فكرة الخلاص داخل الذهن البشري إلى واقع معاش في التجسد والصليب والقيامة.
التعبير الرابع: القيامة
أخذ المسيح الموت على ذاته، بهذه الطريقة (وحدها) استطاع المسيح الاشتراك الكامل في الوجود وتحقيق النصرة على قوى الاغتراب التي حاولت تفتيت وحدته مع الله. فالله هو الفاعل دائمًا، والوسيط هو الذي يتم به العمل. ولكون المسيح هو متحد بالله، فهو اشتراك الله في الوجود الإنساني ليزيل الابتعاد. كما أن الخلاص دليل قوي على اتحاد المسيح بعمله، فلا يمكن الحصول على الخلاص إلا من خلال الشخص الذي اشترك في الوجود الإنساني. كما أن الصليب الذى أخضع نفسه فيه لموت الاغتراب الوجودي، والقيامة التي قهر فيها الاغتراب، فالصليب والقيامة متحدان معًا ولا يمكن فصلهما.
يا كنيسة اليوم! أين أنت من أقوال المسيح، الذي أعلن أن حاجة من حولنا هي المحرك الأساسي لخدمتنا، وليست رغباتنا الشخصية هي المحرك لخدمتنا؟
يا كنيسة اليوم! أين أنتِ من حقيقة: إن المحبة والعطاء من الأمور غير المشروطة التي لا ترتبط باللون أو الجنس أو العقيدة، بل قيمة العطاء بالكيف وليس الكم؟
يا كنيسة اليوم! أين أنتِ من توافق القول مع الفعل؟ وهل تعتمدين على القول (الوعظ) فقط دون الاهتمام بالفعل.
يا كنيسة اليوم! هل تَسعِين إلى تحويل الضغوط المُحيطة بكِ إلى اجتهادات ودافع للتغيير والإبداع والسعي نحو المسيح؟

 

الحياة المنتصرة

به كل الرجاء

“له يشهد جميع الأنبياء أن كلّ من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا” (أعمال 43:10). عزيزي القارىء: منذ بدأ الخلق تمرد الإنسان عن طاعة الله فكانت النتيجة الحتمية السقوط الكبير، لا منقذ ولا منجيّ فهرب آدم من وجه الله، لأنه علم بما فعله “فاختبأ آدم وامرأته من وجه الله” (تكوين 8 : 3). ومنذ ذلك التاريخ والإنسان يبحث عن إنقاذ نفسه من الخطية ولكن من دون جدوى.

ولكن محبة الله التي لا توصف بادرت نحونا لإنقاذنا من الهلاك الحتمي. فجاء الله الأبن بنفسه وتنازل عن عرشه السماوي واصبح إنسانا مثلنا لكي يحمل عنا كل خطايانا، “الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبّر. الذي بجلدته شفيتم” (1بطرس 24:2). فجميع الأديان الموجودة في العالم تحاول جاهدة لتخلص الإنسان، ففي الإسلام ميزان الصالح والطالح قد فشل لأن الجميع تحت غربال الخطية وفي الأديان الباطنية فشلت أيضا لأنها توهم أتباعها بأنهم سيصبحون أصحاب طبيعة إلهية. والوثنيين قد انهارت كل معتقداتهم أمام مصداقية الله.

فالشخص الحكيم والفهيم في هذا العالم والذي يريد أن ينال الحياة الأبدية فلينظر ويبحث عن ما هو قصد الله الحقيقي، سيجد حتما أن الله يريد خلاص الإنسان عبر يسوع المسيح الذي به كل الرجاء “الذي يؤمن بالإبن له حياة أبدية والذي لا يؤمن بالإبن لن يري حياة بل يمكث عليه غضب الله” (يوحنا 36:3).

قف وفكر أيها الإنسان بكل شفافية وموضوعية وفتش جيدا في كتبك التي تظن أنها من عند الله، هل تجد فيها السلام الحقيقي وهل تجد في داخلها حلول لمرض الخطية المميت، إذا كنت تشعر أنك في بحر هائج والصورة غير واضحة أمامك وأنك في ضياع كبير، اعلم أن لا رجاء لك سوى بالمسيح، كل الذي يحيطون بك لا يستطيعوا أن يقدموا لك شيئا، فمحطة الرحال حيث هناك الطمأنينة المدهشة والغفران الحقيقي تحت مظلة الرب يسوع المسيح الذي يريد أن يمنحك الخلاص.

“ليس بأحد غيره الخلاص لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص” (أعمال 12:4). تعال للمسيح من دون تردد ولا تجعل مجتمعك أن يكون عائقا بينك وبين خلاص نفسك. فمحبة الله لك كبيرة جدا، لا تستهر بها بل تخلى عن الذي يريد أن يشدك نزولا وإذهب إلى الرب يسوع الذي يريد أن يمنحك الرجاء والخلاص والغفران كما شهد له الجميع من أنبياء وعلماء ومفكرين وأشخاص عادين.

elhaq.com