دور التنظيم في الحركة الروحية :
يعمل الله من خلال التنظيم البشري. ورغم ميل البعض إلي اعتبار التنظيم أقل روحانية. إلا أن الله كثيرا ما استخدم ويستخدم الرجال والنساء بصورة منظمة ( أنظر خر 18: 13-26 ، نح 2: 20 ، 3: 5) أو ( عد 6: 1-6).
إن الحركة الروحية ليست انشطة فردية عشوائية، ولا مجرد رغبات عظيمة، فهي تحتاج لمجموعة لديها رؤية، مُنظمة. ويتم إدارتها بعناية. وهو ما يتطلب خلق بيئة من التشجيع والمسئولية والمحاسبة بين التلاميذ المكرسين لذلك. والعمل كفريق واحد (حسب 1 كورنثوس 12)، مع التركيز على الهدف (صناعة تلاميذ مضاعفين)
توجد ستة مبادىء أساسية لبناء حركة روحية في اي مكان :
1- بناء حركة صلاةٍ واسعةٍ.
حيث أنّ الحركة الروحيَّة هي عمل الله، فلا يمكن إنجازها إلاّ بقوّة الله. ولا يمكن أن نحصل على قوة الله دون حركة صلاة واسعة حركة تطلب قيادة وتأثير الله وتُذكّرنا باعتمادنا الكلي على الله. وتوجد طرقٌ مختلفةٌ لبناء حركة صلاةٍ واسعةٍ منها: تنظيم أوقات صلاةٍ ثابتة مع أعضاء فريق خدمتك، تنظيم أوقات صلاةٍ كلّ الليل، تنظيم سلسلة صلاةٍ على مدى ال 24 ساعة، وإشراك الكنائس المحليّة في حركة صلاة واسعة لأجل المنطقة.
2- بناء تلاميذ متضاعفين
إن الحركة الروحيّة ستستمرّ إذا استمرّ تضاعف التلاميذ في الخدمة وستتوقّف الحركة إذا اعتمدت على الشخص أو الأشخاص المؤسسين. فقد درّب الربّ يسوع اثني عشر تلميذاً وأوصاهم أن يعلّموا جميع الأمم ما تعلموه (متّى 19:28-20)، وكذلك حدّد بولس الرسول طريقته في بناء تلاميذ متضاعفين. (2تيموثاوس 2: 2) وأشرك الربّ يسوع تلاميذه في الكرازة (لوقا 10: 1-24). فالتلميذ المتضاعف هو الذي يربح الآخرين ويعمل على بنائهم حتّى يقوموا هم أيضاً بدورهم في الكرازة وتدريب قادة جدد. ولكي تختار وتعد قادة جدد للحركة الروحية ..
– ابحث واكتب أسماء المؤمنين / القادة المؤثرين في المنطقة.
– اهتم بأن تقابلهم وتوطد علاقة مودة حقيقية بهم،
– صلي لأجلهم وانتهز الفرصة لمشاركتهم بالأخبار السارة وبما وضعه الله على قلبك.
– شجعهم على دعوة أصدقائهم للتعرف أكثر على المسيح، أو المواقع التي تقدم رسالته.
– إعط القـادة الجدد مسؤوليـات متزايدة، مع تطويرهم للخروج لمنـاطق أخـرى وإلى العـالم أجمع (أعمال 1: 8).
3- بناء قناعاتٍ شخصيّةٍ
يتزايد انضمام الناس في الحركة بمقدار ازدياد اقتناعهم بها. ولهذا يجب أن تسعي الحركة الروحية إلى تعميق الاقتناع الشخصي في أعضائها بأهمية هذا العمل وضروريته. ومن أهم الأمور التي تساعد التلاميذ على زيادة قناعاتهم بارسالية المسيح: تعليمهم كلمة الله، إشراكهم في اختبارات وتحديات تدفعهم إلى تطبيق كلمة الله، وضع فرص دائمة أمامهم للخضوع لسيادة المسيح، وجعل الأعضاء يشتركون معك في أنشطة ذات رؤية عالية ولها قوة دفع مستمرة.
4- الكرازة الواسعة (الزرع الوفير)
لقد طلب الله منّا في كلمته أن نزرع الكلمة بوفرةٍ لكي نحصد بوفرةٍ أيضاً. فلا بدّ لكي نحصد كثيراً أن نزرع بذاراً كثيرةً، فلا يكفي أن نجلس ونخطّط ونرتّب دون أن نخرج للكرازة. فقد كرز الربّ يسوع لمجموعاتٍ كبيرةٍ. متّى 1:5 ، وكذلك في البيوت لمجموعاتٍ صغيرةٍ. لو7: 36-50،مر 2: 1-12 ، وكرز لأفرادٍ مثل المرأة السامريّة. يوحنا 4: 4-42 وهكذا فعل التلاميذ أيضاً.
5- التحرك مع المتحركين (فرز الثمار الناضجة)
لقد علّمنا الربّ يسوع في (لوقا 8: 4-15) أنّ الناس تستجيب للكلمة بطرقٍ مختلفةٍ، فمنهم من ينمو بسرعةٍ ومنهم من ينمو ببطءٍ ومنهم من لا ينمو على الإطلاق. لذلك علينا أن نختار المؤمنين الناضجين المتحركين لنتحرك ونعمل معهم، ونصلّي لأجل غير الناضجين. فمعنى جمع الثمار الناضجة: أن نتحرّك مع المتحرّكين. فقد قضى معظم وقته مع تلاميذه ألاثني عشر بينما قضى وقتاً أقلّ مع أشخاصٍ آخرين. كما أنه أيضاً صرف الشابّ الغني عنه (متّى 19: 16-30).
6- تأكيد المصداقية :
تكثر الشكوك حول أي شئ جديد في منطقة مستهدفة. إلا أن تأثير أي حركة متوقف علي قدرتها علي التأثير في الجماهير، وكسب ثقتهم، واحترامهم لتصنع تغييراً حقيقيا يدوم. ولقد علَّم الرب يسوع ذات المفهوم إذ قال فليضئ نوركم هكذا قدام جميع الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة ويُمجدوا أباكم الذي في السموات. (مت 19:5). كما أن الشك وعدم الثقة يضع جدا التأثير ويسبب المقاومة لنمو حركتك واستمرارها.
صلاة مقترحة:
ربي يسوع.. أشكرك لمحبتك التي منتحتني حياة جديدة، واشكرك لانك تريدني أيضاً أن أشترك كتلميذ في عمل حركة روحية تصنع تغييراً في مئات البشر. أمنحني فكرك، امنحني قوة وقيادة روحك القدوس لاشارك في صناعة حركة روحية تغير المنطقة.
تطبيق مقترح:
راجع الخطوات العملية المذكورة في خطوة (1) وابدأ الآن ببعض الخطوات العملية، مع وضع جدول زمني مبدئي لإتباع هذه الخطوات (1: 5).