ما أبعد أحكامك يا رب

يحكى انة فى احدى الدول الاوربية حيث يكسو الجليد كل شئ بطبقة ناصعة البياض . كانت هناك ارملة فقيرة ترتعش مع ابنها الصغير. فدرجة الحرارة منخفضة جدا . و هى كافية لتجمد الانسان . حاولت هذة الام  ان تحافظ على ابنها , فحضنتة بقوة حتى يتسرب الدفء من جسدها الية . ولكن لم يكن البرد هو المشكلة الوحيدة فيبدو انهما قد ضلا الطريق … ولكن سرعان ما تصادف عبور عربة يجرها زوج من الخيل .. وكان الرجل سائق العربة من الكرم حتى أركب الارملة وابنها .وفى اثناء الطريق بدأت اطراف السيدة تتجمد من البرودة وكانت فى حالة سيئة جدا حتى كادت تفقد الوعى .وبسرعة بعد لحظات من التفكير اوقف الرجل العربة وألقى بالسيدة خارج العربة وانطلق بأقصى سرعة !! …تصرف يبدو للوهلة الاولى فى منتهى القسوة ولكن تعالوا ننظر ماذا حدث . عندما تنبهت السيدة ان ابنها وحيدها فى العربة ويبعد عنها باستمرار قامت وبدأت تمشى ثم سارعت فى خطواتها فتحرك الدم داخل عروقها .فبدأت تشعر بالدفء واستردت صحتها مرة اخرى هنا اوقف الرجل العربة واركبها معه ليكمل رحلتة .

كثيرا ما لا نفهم تعامل الرب معنا.. نتوقع حدوث امر، يحدث آخر.. نتوقع ان يعمل الرب بطريقة ما، لكنه يفاجئنا واحيانا يصدمنا، فيفعل ما لا نتوقعه ويتعامل بطريقة غريبة لم تخطر على بالنا.
و امام الامور المستعصية  قد نشك فى صلاحة احيانا او نتذمر على تعاملاتة , قد نفقد الايمان او حتى نتسائل ” الا يهمك امرنا يا رب ”
و لكن يقول هذا الالة الصالح عن نفسة فى الكتاب المقدس فى سفر اشعياء 55:  8-9
لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ، وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي، يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ، هكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُمْ.
حقا انة الة عظيم لة حكمتة و لة طرقة . انة دائما ما يعطينا ما نحتاج الية  و ليس ما نريد . اننا  لابد و ان نثق ان جميع تعاملات اللة  تعمل كلها معا للخير للذبن يحبونة . فمن دفع اغلى شئ لاجلنا و لم بشفق على ابنة بل بذلة لفدائنا , كيف يمنع عنا خير او احتياج .
فلنردد دائما  قول زكريا  فى كل موقف و خصوصا حين يتسلل عدو الخير فى أذاننا ليشتكى على اللة
«ما اعظم صلاحه!‏».‏ (‏زكريا 9:‏17)

 

inarabic.org