ملك الملوك

اعتاد الانسان منذ الزمن القديم ان يكون خاضعاً تحت سيطرة حاكمٍ معيّن ام ملك ام رئيس او زعيم وان اختلفت التسميات تبقى القاعدة حاكم ومحكوم. والشعب القديم ثار على صموئيل النبي مطالبين بملك يملك عليهم كسائر الشعوب وعندما إغتاظ صموئيل مما طلبه الشعب قال الرب له لماذا إغتظت فهم رفضوني انا وليس انت فليكن لهم ما يريدون. وهكذا كان وعيّن صموئيل الشاب شاوول ملكاً اولاً على اسرائيل بناءاً لطلب الشعب ورغبتهم به لانّه كان ممشوقاً طويل القامة فارادوه ان يملك عليهم.وهكذا كان فاصبح الملك يفرض جزية على الشعب لمصاريف مملكته وتسليح جيشه لكي يقوده الى الحرب.

ومنذ ذلك الحين وما قبل ينقسم الشعب الى اقسام مختلفة وتتعدّد الآراء من ناحية الحاكم او الملك منهم من يؤيّدون عن حق او بدونه ومنهم من يعارضون ايضاً عن دراسة ويضعون علامات الاستفهام حول تصرّفات الحاكم ومصاريفه ومنهم كما يقولون عنزه ولو طارت هم معارضون فقط لانهم يكرهون هذا الانسان وهم موالون لإنسان آخر فمهما فعل من اعمال جيدة لا تُحسَب انما فقط يضعون اصبعهم دائماً على ما هو سيء بنظرهم.

الانتقاد البنّاء الذي يشير الى مكمن الضعف والغلط في الممارسة هو ضروري وضروري جداً لبناء دولة او مؤسسة ما ولكن يجب الابتعاد عن الحساسيّات الشخصيّة والمذهبيّة والعقائديّة لياتي النقد في محلّه ويتمّ إصلاحه دون اللجوء الى التحقير والشتائم والحروب والقتال.اعتاد الناس وفي مجالسهم الخاصة ان يحوّلوا رئيسهم او زعيمهم الى كبش محرقة ويحاولون رجمه بشى انواع الشتائم دون هوادة.هذا امر مرفوض ومستهجن على الاقل عند الشعوب الراقية. لا احد يمنع اي انسان ان يعبّر عن رأيه ويشير الى الاغلاط او الارتكابات التي في غير محلّها ولا تصب في مصلحة الوطن والشعب انما تصب في مصلحة الملك وحاشيته او الحاكم ومعاونيه.عندما طلب الرب من النبي صموئيل ان يمسح داود ملكاً بدل شاول الذي زاغ واخطأ ولم يكترس لكلام الله. علم شاول وراح يطارد داود من مكان الى مكان كي يقتله.في احد الايّام جاءرجال داود يُخبرونه انّه في امكانه وللوقت ان يقضي على شاول الذي ينام في الكهف فما كان من داود ان اجابهم:حاشا لي من قبل الرب ان اعمل هذا الامر بسيدي بمسيح الرب فأمدّ يدي اليه لانّه مسيح الرب هو.

امّا نحن اليوم في عصر التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا كلٌّ يقف عند مصطبته ويصيح ويشتم كما يحلو له دون رادع او منّبه والابشع من كل هذا ان اغلبيّة الشعب يشتمون نوابهم ورؤسائهم وعند صندوق الاقتراع البعض يعمل لصالح هؤلاء والبعض الآخر يقترع لدواعي طائفيّة ومذهبية وصلة القربى او التحزّب لهذا البيت السياسي ابّاً عن جد. ويعود الاشخاص انفسهم او عيالهم او المقرّبين منهم.وبعد ذلك نشتمهم.يقول بولس الرسول في رسالته الى تلميذه تيموثاوس وهو أي بولس كان يعاني الكثير من ظلم الملوك والحكام والذين هم في منصب وليس هو فقط بل كل الرسل والتلاميذ وما كانوا ايضاً يطلقون عليهم شيعة الناصريين اي الذين يتبعون تعاليم يسوع الناصري يقول:اطلب اول كل شيء ان تُقام طِلبات وصلوات وإبتهالات وتشكّرات لاجل جميع الناس ،لاجل الملوك وجميع الذين هم في منصب لكي نقضي حياةً مطمئنّة هادئة في كل تقوى ووقار. لانّ هذا حسن ومقبول لدى مُخلّصنا الله الذي يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يُقبلون.نعم يريد منّا الله ان نصلّي لجميع الناس اي من هم يحبّوننا ومن ايضاً يكرهوننا.ان نسامح ونبارك لاعنينا لا ان نلعن.

ان نحب اعداءنا لا ان نتمنّى لهم الموت وان نتصرّف بالحسنى وعمل الخير مع من يضطهدنا ويسيء الينا. هذا هو المسيح وهذه هي تعاليمه.مملكتي ليست من هذا العالم هذا كان جوابه لبيلاطس الحاكم الروماني الذي بكلمة منه كان يستطيع ان يخلّصه من ايدي الذين يطالبون بصلبه.ولد في مزود وعاش فقيراً تبعه الناس ليس لانّه القى عليهم بيانه الانتخابي ووعدهم بما هو افضل على الارض انما قال لشعبه في العالم سيكون لكم ضيق.لم يمد سيفاً لكي يطيعه الناس بل انتهر بطرس لانه استل سيفه بقوله رُدّ سيفك الى غمده من اخذ بالسيف بالسيف يؤخذ. جمع من حوله الملايين من البشر ليس لانه حارب وانتصر بالسيف بل لانّه زرع المحبّة في قلوب البسطاء والفقراء وحمل جراحه وصليبه ولم يفتح فاه واضعاً نصب عينيه خلاص البشر وكل البشر دون استثناء وارتفع على الصليب ليرفع عنّا خطايانا . شتموه وعيّروه واهانوه وبصقوا عليه وطعنوه وفي المقابل صرخ الى الآب طالباً الغفران لهم.ولم يبخل على لصٍ صُلِب معه ان يغفر له ويعده بالجنة في اليوم نفسه.هذا هو ملكنا هذا هو رئيسنا هذا هو يسوع ملك الملوك ورب الارباب الكل ياتي ويزول مهما عظم شأنه امّا هو باقٍ الى الابد وهو القائل: ها انا معكم والى إنقضاء الدهر.

احبّائي لدينا ملك الملوك رب السماء مالك السماء والارض والكون بأسره ولا نزال نركض وراء اشخاصٍ مع احترامي للجميع هم للفناء.صلّوا لاجلهم ولا تشتموهم حتى الرب ينير عقوله ويدلّهم على طريق الحق طريق ربنا يسوع المسيح الذي به وحده الخلاص.يسوع ملك الملوك مجداً هليلويا. أمين

الكنيسة المسيحية العربية