كثيرًا ما نقوم بتشبيه أمور معينة في حياتنا بأمور أخرى كي نفهمها بشكل أفضل أو لنفهم عملها أكثر، وهذا ما نجده واضحًا في الكتاب المقدس، فنجد أن الكتاب المقدس يشبه بعدّة أمور فهو كالسيف ذي حدين يصل إلى مفارق النفس والروح والمفاصل، وهو كالعسل الذي هو شهي لنفوسنا، وهو كاللبن الذي يشتهيه المؤمن ليعرف الله أكثر، وهو كالمرآة التي بها نرى حقيقية أنفسنا.
إن كلمة الله التي بين أيدينا هي من أعظم بركات الله للإنسان، فالله وضع بين أيدينا ما يمكننا أن نعرف عنه ونعرفه من خلاله، وليس ذلك فقط ولكنه كلمته تلك هي حية وفعّالة ومغيّرة للحياة. وكلمته تحيي النفوس وتقوي القلوب وتغذي الأفكار وتقوم السلوك وتغني الحياة وترشد النفوس وهي مصدر تشجيع وقوة وتعزية لنا. فهل ندرك ونعلم أن بين أيدينا هذه البركة وننساها أو نتجاهلها أو لا نستغلّها! إن فعلنا هذا فنحن الخاسرون، ونحن نقود أنفسنا بعيدًا عن طريق البركة. هذا يشبه من يملك امتياز الحصول على شيء مميز أو الدخول إلى مكان خاص ولكنه لا يستغل هذا الامتياز فيخسره.
فلنعبر كلمة الله ولنجعلها تعبر قلوبنا فتغيّرنا، فنرى العالم كما تصوّره هي، ونرى أنفسنا والآخرين من خلالها. فكلمة الله صادقة وفعّالة، ونحن بحاجة لها في عالم شرير ساقط. ولنتعلّم من حياة شعوب تسطر قصّتهم، وقصص أشخاص عاشوا وماتوا وما بين حياتهم وموتهم حدث الكثير. ولنأخذ منها عبر ومعاني لحياتنا، ولنكتشف وعود وبركات غنية، ولنمسك منها برجاء لمستقبلنا. ولنبحث فيها عن مبادىء لحياتنا وسلوكياتنا وطرق ووسائل تعاملنا مع أبنائنا وأصدقائنا والمختلفين عنا. لنكتشف خطايانا وسقطاتنا ولنجد طرق توبتنا وتبريرنا وتقديسنا.
فما دام أمامك العسل لم لا تسمتع به، وما دام معك السيف لماذا لا ترفعه عاليًا، وما دامت أمامك المرآة لم لا تنظر بها فتعرف كيف تتغير إلى تلك الصورة عينها أي تكون أكثر شبهًا بيسوع.
الطريق