“الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته…” (عبرنيين 3:1)
الأصدقاء الأعزاء: من هو الذي يستطيع أن يحمل كل شيء ومن هو الذي يستطيع أن يتسلط على كل الأمور المنظورة والغير منظورة، هو صاحب الطبيعة الإلهية الذي خلق الكون من عدم وبكلمة حيث قال كن فكان كل شيء، يسوع المسيح الذي انتظره الكثير في العهد القديم وشاركه الكثر في حياته اليومية هو نفسه:
حامل الكون: “كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء ممّا كان، ففيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس” (يوحنا 2:1)، هو الذي يحرك كل المجرّات بدقة وعمق، فيجعل المسافات لها أهمية تقنية بشكل رهيب، فإذا ابتعدت الأرض مترا واحد عن الشمس يتغير كل شيء، يسوع حامل الكون بحكمته وسلطانه ويسيره كما يشاء، وكل تلك النجوم التي تضيء في سماء الليل هي من صنع يديه “السموات تحدّث بمجد الله. والفلك يخبر بعمل يديه” (مزمور 1:19)، ما أعظم هذه الحكمة المميزة وما أجمل تواضعك يا الهي وأنت حامل كل الأشياء.
حامل خطايانا: “…هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم” (يوحنا 29:1)، هو نفسه الذي حرّك كل شيء تعلق بين الأرض والسماء على صليب الجلجثة لكي يحمل هو خطايانا، فهو صاحب الدم الثمين الذي بلا عيب أصبح لعنة وسحق من الآب مباشرة لكي يفتدينا، كان علينا نحن أن نتحمل هذه الآلام العميقة، لكنه ارتضى وبكل تواضع ومحبة بعد أن كان جالسا على عرشه تنازل لكي يحمل عنا آثامنا “هكذا المسيح أيضا بعد ما قدّم مرّة لكي يحمل خطايا كثيرين سيظهر ثانية بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونه” (عبرانيين 28:9)، هذا هو يسوع المتواضع الذي حمل خطايانا.
حامل همومنا: “لذلك لا نفشل بل وإن كان انساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدّد يوما فيوما” (2 كورنثوس 4:16)، من يهتم بك وأنت ملىء بالهموم والمشاكل من ينظر إلى قلبك المجروح وأنت تأن تحت حمل الأحزان التي ظهرت عبر السنين ومن يريد أن يبلسم هذه الجراح النازفة، ومن غير المسيح يهتم بالخاطىء كما اهتم باللص الذي كان عن يمينه في الصلب وصياد سمك مثل بطرس وجابي ضرائب كمتى العشار وأيضا هو اليوم يريد أن يهتم بك لكي يحمل عنك كل همومك فهل تقبل إليه.
elhaq.com