يا ترى ما الذى تبادر إلى ذهنك عندما قرأت عنوان هذا المقال “ تحت السيطرة ” هل توقعت أننا سنتكلم عن أن كل الأمور والظروف تحت سيطرة الله او سيطرتك؟! ليس هذا فى الحقيقة الذي سوف نتحدث عنه فى هذا المقال،
نعم الله صاحب سلطان ويستطيع التدخل فى تغيير الظروف والأمور، قد يفعل وقد لا يفعل إذا تعارض فعله مع حريتك التى منحك هو إياها، لكن ما سنتحدث عنه اليوم هو الأمر الذى أنت مطالب فيه بأن تكون مسيطر وهذه السيطرة هي على ” ذاتك “، يقول الكتاب عن الإنسان الفاقد السيطرة على نفسه أنه كالمدينة التي بلا أسوار،” مَدِينَةٌ مُنْهَدِمَةٌ بِلاَ سُورٍ، الرَّجُلُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى رُوحِ ” أمثال 25 : 28 .
وما أسوء حال تلك المدينة التى ليس بها سور فهي عرضة للخطر وللعدو وللصوص، معرضة للهزيمة بكل سهولة، فهل تشعر أنك فقدت سلطانك على ذاتك، لم تعد لديك القدرة على ضبط النفس وأصبحت مثل العصافة التى تذريها الريح؟!
فى مزمور 1 يتكلم عن فئتين او نوعين من الناس
أحدهما ثابت فى الكلمة يحفظ الوصية، يضحي بكل ما يحرمه من حياة القداسة يلهج فى ناموس الرب القادر ان يثبته ويبنيه، فهو كالشجرة المغروسة عند مجاري المياة متأصل فى الارض وجزوره ثابتة ،
والنوع الثاني هو نوع كالقشة التى تطوح بها الريح حيثما تشاء، يعاني من عدم الثبات، ضعيف ومتزعزع وليس له أصل فى ذاته
هل فهمت المغزى من المزمور؟
بداية الثبات وضبط النفس هو كلمة الله التي كالصخر، ليس فقط أن تعرفها وتحفظها بل تسير بمقتضاها، تتبعها فتعلمك ضبط النفس، تأكلها فتُبني كالحصن، تصونها فتصونك، تضبطها فى قلبك فتمنحك سلطانها.
عماد مجدي – inarabic.org