المسيح يتألم لآلام الكنيسة

احيانا نتألم لاننا نحصد مازرعناه من أهمال أو تدخل فيما لا يعنينا أو بسبب إختياراتنا الخاطئة والمغلوطة لأسباب تمثل طمع أو أنانية .. مثل تلك المعاناة لا يجوز لنا أن نحمل الله مسؤليتها أو نتهمه بالتقصير. ولا يخفى علينا أن الله يسمح ايضا بتأديب شعبه ويتوقع منا أن نقبل ذلك التأديب. عبرانيين 6:12 لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله.

 

كولوسي 24:1  الَّذِي الآنَ أَفْرَحُ فِي آلاَمِي لأَجْلِكُمْ، وَأُكَمِّلُ نَقَائِصَ شَدَائِدِ الْمَسِيحِ فِي جِسْمِي لأَجْلِ جَسَدِهِ، الَّذِي هُوَ الْكَنِيسَةُ،

لكي نفهم المقصود من هذه الآية المباركة نذكر ثلاث ملاحظات:

 

أولاً: لا يتحدث بولس الرسول هنا عن الآلام الكفارية للرب يسوع. فقد تألم المسيح كنائب عن البشرية وهذه الآلام تدعى الآم كفارية. والآم المسيح تلك كاملة وكافية وليست ناقصة.

بطرس الاولى 18:3 فإن المسيح أيضا تألم مرة واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة، لكي يقربنا إلى الله، مماتا في الجسد ولكن محيى في الروح،
أعمال 18:3 وأما الله فما سبق وأنبأ به بأفواه جميع أنبيائه أن يتألم المسيح قد تممه هكذا.

ثانياً: مايؤلم الكنيسة يؤلم المسيح: يؤكد الرب يسوع أنه يتألم كرأس للكنيسة فهذه الآلام مستمرة في جسده الذي هو الكنيسة. فما يحدث للكنيسة من الام هو منسوب شخصيا للمسيح. لذلك عند مقابلة المسيح لبولس في البداية اخبره بانه يضطهد الرب مع بولس كان يضطهد الكنيسة وليس الرب. فلا يمكن ان يضطهد اي بشر الرب شخصيا. لكن اضطهاده للكنيسة جعله الرب اضطهادا له نفسه.
أعمال 14:26 فلما سقطنا جميعنا على الأرض سمعت صوتا يكلمني باللغة العبرانية: شاول شاول لماذا تضطهدني؟ صعب عليك أن ترفس مناخس

فيلبي 6:3 من جهة الغيرة مضطهد الكنيسة. من جهة البر الذي في الناموس بلا لوم.

ثالثا: لأن الآم الكنيسة مستمرة فلذلك الآم المسيح في تزايد مستمر! لذلك ما عبر عنه بولس هنا يخص جسد المسيح بان يكمل ما نقص من الآمها. ومن المفترض أن يكون هذا هو نفس تعبير حالنا. اننا مستعدين دائما لاكمال نقائص شدائد المسيح في جسده الذي هو الكنيسة. اي ان الام الكنيسة هي الام المسيح شخصيا. وهذا يعزينا اننا في رحلة حياتنا نتيقن ان ما يؤلمنا يؤلم الرب شخصياً.

احيانا نتألم لاننا نحصد مازرعناه من أهمال أو تدخل فيما لا يعنينا أو بسبب إختياراتنا الخاطئة والمغلوطة لأسباب تمثل طمع أو أنانية .. مثل تلك المعاناة لا يجوز لنا أن نحمل الله مسؤليتها أو نتهمه بالتقصير. ولا يخفى علينا أن الله يسمح ايضا بتأديب شعبه ويتوقع منا أن نقبل ذلك التأديب. عبرانيين 6:12 لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله.

لكن قد يسمح الله بالألم لأولاده وهذه الآلام نتيجة حتمية لاشتباك اولاد النور مع مملكة الظلمة وحرب قوى البر مع الشر، ولكن هذه المعاناة تمجد الله عندما يبرهن أتباع المسيح أن محبتهم له ليست محبة انانية مغرضة وان إيمانهم به مشرف للبشر والملائكة والشياطين. ولكن وعد المسيح اولاده وبناته انهم فيه أعظم من منتصرين (رومية 37:8) وانهم في المسيح غالبين دائماً. (يوحنا 33:16)

رابعا: ترتكز الرسالة الى كولوسي حول شخص واحد فقط هو ” المسيح رأس الكنيسة التي هي جسده” لذلك وفي نفس الآية يتحدث أن الآم بولس كانت في جسد الرب يسوع أي الكنيسة.
كولوسي 18:1 وهو رأس الجسد: الكنيسة. الذي هو البداءة، بكر من الأموات، لكي يكون هو متقدما في كل شيء.

لقد افتدانا بدمه ولم يبخل علينا بحياته بل قدمها طوعاً لكي نحيا بموته وننجو من عقاب خطايانا بفدائه. وبعد ان يهبنا الغفران يمنحنا سلطان البنوية ثم يسكن فينا روحه القدوس ليحيا ويتحدث معنا ومن خلالنا، كما يضمن لنا حياة ابدية فيه اذ يكتب اسمائنا في سفر الحياة الأبدية ويعطينا طبيعة جديدة سماوية لا تطيق الإثم وتطوق للوجود في حضرته. كما يتعهد برعايتنا والحديث معنا بل والبحث عنا ان ابتـــعدنا عنه.. ويقدم لنا حب عجيب اذ يهتم بشعر رؤوسنا (لوقا 7:12) وباحوالنا جمعيها (متى 20:28 ). وهو هنا يؤكد لنا أن ما نجتازه من الآلام يشعر به هو شخصيا ويتألم به في جسده ومشاعره واحشائه. كيف لا وهو الذي يقول: هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم إبن بطنها؟ حتى هؤلاء ينسين، وأنا لا أنساك. اشعياء 15:49

 

أميل منصور – نور لجميع الأمم