الاختلال الوظيفي في العائلة

الأسرة مؤسسة وضعها الله بحكمتــــه، لكي يحقق في النــــاس مقاصد حبه، ونقول أن الزواج مؤسسة لأنه اتفاقية بين شخصين بكامل إرادتهما ، ليعيشا معا متحدين في محبة الله ، ويعملان معا لصالح الأبناء الذين يهبهما الله للزوجين . ما معنى الاختلال الوظيفي في العائلة؟ الاختلال الوظيفي يعني أن واحدا أو أكثر من أفراد العائلة قد أخذ واجبات أو دور فرد آخر أكثر سلطة منه، إمّا بحكم الظروف الصعبة، أو رغبة في التــشبه بالأكثر سلطة وهيبة..أو بسبب غياب أو تخلِّي صاحب الدور الأساسي طوعا عن دوره ، بالطبع فإن ذلك ليس أمرا مثاليا فالأفضل والأحسن أن يقوم كل فرد في العائلة بالدور الذي حدده الله له .

تتسبب سلوكات أخذ دور الآخر ، والتي تكون غير ملائمة وغير ناضجة، لأحد أفراد العائلة ، وعلى الأغلب أحد الوالدين في تدمير نمو وتطور المهارات العلاقاتية الشخصية والسليمة بين أفراد العائلة الواحدة. “من يُكدِّر بيتهُ يرِثِ الرِّيح والغبِيُّ خادِمٌ لِحكِيمِ القلبِ.” (أمثال 11: 29) في حالة الاختلال الوظيفي في العائلة يكون أفراد العائلة متعبون عاطفياً ونفسياً وروحياً. أ. أنواع العائلات : العائلة الفعّالة “فِي مخافةِ الرّبِّ ثِقةٌ شدِيدةٌ ويكُونُ لِبنِيهِ ملجأٌ.” (أمثال 14: 26)

•السلوكيات الملائمة والناضجة لكل من الوالدين تزرع وتحصد التوازن السليم ما بين المهارات العلاقاتية وبين المهارات الشخصية في أفراد العائلة الواحدة.
•يتم زرع وحصاد النمو والتطور العاطفي والنفسي والروحي السليم بين أفراد العائلة .
•عندما يواجه أحد أفراد العائلة المشاكل والمصاعب، فإنه يستمد من عائلته المتفاهمة القدرة على مواجهة هذه المصاعب بكل ثقة وبواسطة الدعم من بقية أفراد العائلة.
•ينشأ الأبناء في العائلة الفعالة بحيث يعرف كل منهم واجبه تجاه الآخر ويحترم صغيرهم كبيرهم بينما يعطف كبيرهم على من هم أصغر سنا . ينشأ الأطفال في هذه العائلة أسوياء وفي المستقبل تكون عائلاتهم فعالة وسوية .. أساليب العائلة الفعّالة العائلة الراعية والمشجعة
•يتم المحافظة على البنيّة العائلية والانضباط من قبل الأهل.
•المسؤولية الفردية مطلوبة وضرورية.
•يتم تطوير وتنمية محبة وطاعة الله.
•يشعر الأطفال بالأمان. النتيجة: العلاقات العائلية متوازنة جداً. العلاج: ” وتأكُلُون هُناك أمام الرّبِّ إِلهِكُم وتفرحُون بِكُلِّ ما تمتدُّ إِليهِ أيدِيكُم أنتُم وبُيُوتُكُم كما بارككُمُ الرّبُّ إِلهُكُم.” (تثنية 12: 7) العائلة المختلة وظيفيا الأطفال الذين ينشأون في بيت يعاني من الاختلال الوظيفي، ستكون عائلاتهم تعاني أيضا من اختلال وظيفي من نوع ما.. العائلة المشوشة
• تكون الروابط ضعيفة البنيّة بين أفراد العائلة. • العائلة مبتلية بويلات المشاكل.
• الأبوان غير مترابطين منطقياً وذهنياً وليس لديهم خطة واضحة لبناء العائلة.
• الأطفال مهجورين عاطفياً. النتيجة: لا يوجد تواصل ولا ارتباط بين أفراد العائلة. العلاج: ” لكِن بِذِي فهمٍ ومعرِفةٍ تدُومُ.” (أمثال 28: 2) العائلة المسيطرة • البنيّة العائلية قاسية بإفراط.
• نبرة الصوت سلطوية ودكتاتورية.
• الوالدان يعملان على إيجاد الأخطاء كي يكونا منتقدين.
• يتم إصدار الأوامر للأطفال لأداء المهام … ويتم تقييمهم حسب هذا الأداء. النتيجة: لا يشعر أفراد العائلة إلا بالخوف فقط ويكونوا عديمي الحساسية. العلاج: ” وأنتُم أيُّها الآباءُ، لا تُغِيظُوا أولادكُم، بل ربُّوهُم بِتأدِيبِ الرّبِّ وإِنذارِهِ.” (أفسس 6: 4) العائلة المُد لِّلة
• عدم وجود السلطة الأبوية.
• الإفراط في حماية المشاعر دون أخد اعتبارات أخرى
• الاتفاق دون حدود بهدف ضمان التوافق.
• الأطفال هم محط الاهتمام والتركيز. النتيجة: عدم وجود الانضباط عند أفراد العائلة. العلاج: ” من يمنعُ عصاهُ يمقُتُ ابنهُ ومن أحبّهُ يطلُبُ لهُ التّأدِيب.” (أمثال 13: 24) العائلة مختلطة التبعية والاعتماد:
• يكون الأهل مسيطرين على كل شيء بإفراط زائد.
• يكون الخضوع والامتثال قوياً في العائلة.
• يكون الإشراف أو الإدارة الذاتية، ضعيف أو معدوم نهائيا.
• يكون الأطفال مكبوحين ومقموعين. النتيجة: يشعر أفراد العائلة بعدم الأمان. العلاج: ” فتُحِبُّ الرّبّ إِلهك مِن كُلِّ قلبِك ومِن كُلِّ نفسِك ومِن كُلِّ قُوّتِك.” (تثنية 6: 5) السبب الرئيسي معتقد خطأ: لم يمنحني أهلي المحبة غير المشروطة والأهمية والأمان الذي كنت بحاجة لها وأنا طفل. لا يمكنني تغيير ما أنا عليه في الوقت الحاضر بسبب ماضيّ الذي لا يمكن تغييره. معتقد صحيح: لقد لبى المسيح احتياجي للمحبة غير المشروطة وللأهمية والأمان لأنه يسكن في داخلي. على الرغم من أنه ليس باستطاعتي تغيير ماضيّ، إلا أنه بإمكاني تغيير مواقفي تجاه ذلك الماضي. سوف أعتمد على الله كي يقويني حتى أتعلم الطريقة الصحيحة للتواصل مع أفراد عائلتي. “لأنّكُم قد مُتُّم وحياتُكُم مُستتِرةٌ مع المسِيحِ فِي اللهِ.” (كولوسي 3: 3) “مُحتمِلِين بعضُكُم بعضاً، ومُسامِحِين بعضُكُم بعضاً ان كان لأحدٍ على احدٍ شكوى. كما غفر لكُمُ المسِيحُ هكذا انتُم ايضاً.” (كولوسي 3: 13) العناصر المسببة للاختلال الوظيفي في العائلة الأهالي
• الوالدة / الوالد المعضلة … البعض يعتقد أن إدارة شؤون العائلة تتطلب تسلطا وتعسفا ولذلك يتورط بعض الآباء والأمهات في أساليب تعامُل قاسية متشددة ومدمرة لأفراد أسرته مسببة الضرر والأذى لأفراد العائلة الآخرين. ” وأنتُم أيُّها الآباءُ، لا تُغِيظُوا أولادكُم، بل ربُّوهُم بِتأدِيبِ الرّبِّ وإِنذارِهِ.” (أفسس 6: 4)
• الوالدة / الوالد السلبي … مخاطر سلبية أحد الوالدين لا تقل خطرا عن القسوة والتشدد ، حيث أن السلبية تجعل كل فرد يتصرف على هواه دون مراعاة لمصلحة الأسرة ككل ، وتخلي الأب أو الأم عن مسؤولياتهما في ضبط الأمور وتوجيهها الوجهة الصحيحة .. يفكك العائلة وتصبح عبارة عن تجمع غرباء ، لا يربطهم سوى اسم العائلة . 13المرأةُ الجاهِلةُ صخّابةٌ حمقاءُ، مُجرّدةٌ مِن كُلِّ معرِفةٍ. 14تجلِسُ عِند بابِ بيتِها، على مقعدٍ فِي أعلى مشارِفِ المدِينةِ، 15 تُنادِي العابِرِين بِها، السّالِكِين فِي طُرُقِهِم بِاستِقامةٍ قائِلةً: 16«كُلُّ من هُو جاهِلٌ فليمِل إِلى هُنا». وتقُولُ لِكُلِّ غبِيٍّ: 17«المِياهُ المسرُوقةُ عذبةٌ، والخُبزُ المأكُولُ خُفيةً شهِيٌّ» الأطفال حين تكثر الخلافات والمشاكل العائلية، وتصبح عرضة للفضيحة بين الناس يظهر أحد أنواع هؤلاء الأطفال
• الطفل المسؤول إلى حد الإفراط. قد يحاول الطفل “البطل” حل وتصويب المشاكل العائلية ويساعد على خلق الصورة العائلية الإيجابية، بواسطة تحقيق وإنجاز أعمال جديرة بالملاحظة. قد يتلقى هذا الطفل الاهتمام الإيجابي ، ولكنه كثيراً ما يطور وينمي السلوكيات التي يحاول حهده أن تصل حد الكمال والإلزام.
• الطفل المتمرد إلى حد الخطورة البالغة. يبعد الطفل “كبش الفداء” التركيز والانتباه عن المشاكل العائلية ويحولها إليه بواسطة ممارسة السلوكيات المتمردة والثائرة وغير القابلة للسيطرة. يستهلك هذا الطفل ويستنزف وقت وطاقة أفراد العائلة وكثيراً ما يطور وينمي أنماط الحياة المدمرة للذات.
• الطفل الحساس والمتنسك. يأمل “الطفل الضال” أنه بتجاهله لمشاكل عائلته، فإن المصاعب سوف تختفي وحدها. يتجنب هذا الطفل الاهتمام وكثيراً ما يكون وحيداً ومنسحباً عن الجميع.
• الطفل الوقح أوالمضحك يستخدم الطفل “المهرج” المزاح والتهريج لتوجيه التركيز بعيداً عن مشاكل العائلة. كثيراً ما يكون هذا الطفل نشيط على نحو مفرط أو مرضيّ وعادة ما يسعى كي يكون محط اهتمام الجميع. عكس أو تحويل الأدوار التعافي والشفاء من أنماط الاختلال الوظيفي ليس بالأمر السهل أبداً … أنه يتطلب التغيير والتحويل على أعمق المستويات… لقد وعد الله أنه سوف يكون مشاركاً بكل فعّالية في عملية التحول هذه.
• في طفولتنا اعتدنا على فعل كل ما يتطلبه الأمر حتى نتمكن من إسعاد وإرضاء أهالينا.
• أما في الوقت الحالي، فإن الأهالي هم الذين يفعلون كل ما يتطلبه الأمر كي يتمكنوا من إسعاد وإرضاء أطفالهم. يجب على الأشخاص الراشدين أن يتواصلوا كأشخاص راشدين وبطريقة محترمة وإيجابية مع أطفالهم. (لا تكوني مدافعة عن طفلك بإفراط.

 

مسيحيات