أنا في أمان، فهل أنت أيضًا؟

«الوبار طائفة ضعيفة، ولكنها تضع بيوتها في الصخر» (أمثال 30: 26)

ربما كان أكثرُ الأماكن أمنًا في فلوريدا خلال موسم الأعاصير هو المركز الوطني للإعصـار في ميامي بفلوريدا؛ هذا المبنى الضخم الذي صُمِّم ليواجه رياحًا بسرعة 210 كم في الساعة. فلأن العواصف القوية تهُّب كل سنة، أُقيم هذا المركز ليوفـر الأمان للعاملين فيه ممَّن يُراقبون الطقس ويُصدرون التعليمات والتحذيرات. وعندما يضطر الآخرون إلى مُغادرة منازلهم، يتعيَّن على العاملين في المركز أن يَبقوا فيه. وقد حدث ذلك فعلاً عندما هبَّت رياحٌ قوية في مدينة ميامي، وقد كانت سرعة الرياح مُخيفة، فقد وصلت إلى 195 كم في الساعة واقتلعت الأشجار والبيوت، ولم تُبقِ شيئًا في مكانه إطلاقًا. فكل شيء أصبح مُبعثرًا في كل مكان، إلا مبنى واحدٌ فقط لم يتأثر بشيء، ولم يُصبـهُ ضـرر، وهو ذلك المبنى المُصمَّم خصيصًا لمثل هذه الظروف. فقد كان جميع الذين في الداخل مطمئنين وغير خائفين، إلا أنهم كانوا قلقين على الناس الذين في الخارج.

ونشرت الصحف يومها صورة كُتبَ عليها تعليق يمكن أن يكون مثالاً لنا في حياتنا عندما تهُّب الرياح والعواصف، لتقتلع أساسات الأمان في الحياة. كانت تلك الصورة لشخص داخل ذلك المبنى، يقف خلف زجاج نافذة، وهو يحتسي ـ كوبًا من الشاي الساخن، وينظر بأمانٍ شديد إلى الخارج، بدون خوف أو ارتباك، وهو يعلم أنه لو خرج لذهبَ مع الرياح. والتعليق على هذه الصورة كان: ”رجل هادئ يحتسي ـ قدحًـا من الشاي وعواصف هوجاء تحتسي ـ الناس والبيوت والأشجار“. والذي أدهش الكثيرين في الصورة كان النظرة المُطمئنة التي ملأت وجه الرَجُل في الداخل، رغم هيجان العواصف المُدمرة في الخارج.

صديقي: إن العواصف في حياتنا تهُّب بصورة مُفاجئة، دون سابق إنذار، وهناك إعصار غضب الله سوف يأتي على كل العالم قريبًا، ولن ينجو منه إلا كل مَن احتمى في الرب يسوع المسيح وفي عمله الكفاري الكامل على الصليب، فهل تحتمي عزيزي القارئ في المسيح صخر الدهور فتحظى بالأمن والأمان؟

 

طعام وتعزية – برنامج كل الكتاب