Emotional Healing and Cleansing-الشفاء العاطفي

الشفاء العاطفي

إذا أردت أن تكون جزءًا من جيش الحلم ومن كنيسة الله، فإن الله يريد أن يشفيك من إساءات الماضي وآلامه. معظمنا يحمل ثقلًا من طفولته. فالبعض يرون حالات فشلهم في الماضي، وبعضهم قد تعرضوا للإساءة بقسوةٍ.

إذا كنت لا تزال تعيش حاملًا جروح الإساءة وآلامها، فأنت لست حرًا. وإذا لم تكن حرًا، فأنت لا تملك الفرح في حياتك. لأنّ الحرية تمنحك الفرح.

عندما نحمل جروحًا عاطفية، فإنه من السهل جدًا أن ننفجر ونخلق ردود أفعالٍ هائلة لأحداثٍ عديمة الأهمية. حيث أمر صغيرٌ ما يجعلنا نثور ونتصرف بفورة غضب. وعندما يحدث ذلك نعلم أن هنالك مشكلة أعمق من هذا الأمر. ولكن، أيًّا كان سبب هذا الانفجار، نحن بحاجة إلى لمسة الله الخارقة للطبيعة.

هناك مشكلة أخرى فيما يخص الأذى العاطفي. وهي أنّ الباب مفتوح أمام إبليس. فهو يستخدم ماضينا ويكذب علينا فيما يتعلق بقيمتنا. جاءت سيّدةٌ إلى كنيستنا. وفي بداية تواجدها كانت لها رائحة تكاد لا تُحتمل. فسألت الرب: “ما هذا يا رب؟” ثم قلت لها: “أنتِ تخضعين لسحر، وتذهبين إلى وسطاء، وتمارسين العِرافة، والشيطان على اتفاق قوي معك. كما أنّكِ تحت إرادة وسلطان الشيطان وهو على وشك أن يأخذ حياتك منك.” فسقطت هذه المرأة على وجهها نحو الأرض وقدّمت توبةً وقبلت يسوع المسيح كربٍّ ومخلّصٍ شخصيٍّ لها. لقد خُلِّصت بشكل مجيد. والآن يتعيّن على الله أن يطهرها وينقيها من الكذب والخداع، ومن كل النفايات التي سمحت لها أن تغزو فكرها.

في وقتٍ لاحق، طلبت منها أن تقرأ شيئًا ما، قائلًا: “أنت فتاةٌ طيبة للغاية، اقرئي هذا لي.” يا للهول!! فجأةً بدأت بالصراخ والصياح في وجهي قائلةً: “لا تقل ذلك لي مطلقًا! أنا أكره الناس الذين يخبروني بأن أكون فتاة طيبة.” إن هذا كان مثالًا عن ثوران الغضب. لقد تعرضت إلى الاعتداء وهي طفلة. حيث كانت والدتها تقول لها: “اذهبي. وكوني فتاة طيبة.” بينما كانت ترسل ابنتها إلى المعتدي ثلاث مراتٍ أسبوعيًا.

مثالٌ آخر عن ثوران الغضب: الرجل المسنّ الذي اعتدت أن أعمل معه، كان يُقلقني في كثير من الأحيان. فسألت الرب: “ما الذي يجري؟ ولماذا يزعجني؟” وبعد أصوامٍ وصلوات أراني الله أن السلوك السلطوي والعدواني لهذا الرجل كان يذكرني بوالدي. لقد ظهرت جروح بداخلي بسبب والدي، ما جعلني بحاجةٍ إلى الشفاء. ودعاني لأن أطلب من الرب أن يمنحني قوة غفرانٍ ومحبة خارقة لوالدي. وبعدها أصبحت لديّ قوة الغفران والمحبة نفسها لهذا الرجل المسن. توجّب عليّ أن أدخل بعمقٍ مع الرب للحصول على الإجابة. يقول الكتاب المقدس “وَتَطْلُبُونَنِي فَتَجِدُونَنِي إِذْ تَطْلُبُونَنِي بِكُلِّ قَلْبِكُمْ.‏” (إرميا 29: 13).

لكي نحصل على الشفاء، علينا أن نسمح للروح القدس أن يقوم بعمله في قلوبنا وأفكارنا. فهو سيكسر كل قيود العبودية عندما نسمح له بذلك. فهناك الكثير من حالات إيذاء الناس بداخل الكنيسة. و “الإساءة للناس تؤذي أناسًا آخرين.”

في الأصحاح الأول من سفر راعوث، نرى أن نعومي كانت عائدة إلى بيت لحم مع كنّتها راعوث. وحالما وصلا، بدأت نساء القرية بالهتاف: “أهذه نعومي؟” ثم قالت لهنّ: “لا تدعوني نعومي، بل ادعوني مرّة (والتي تعني المرارة والألم)، لأنّ القدير قد جعل حياتي مرّة جدًا. إني ذهبت ممتلئة، ولكن الرب أرجعني فارغة. لماذا تدعونني نعومي. والرب قد أذلّني؛ القدير قد جلب لي المصيبة.”

في بعض الأحيان نضطر إلى الرجوع للوراء من أجل المضيّ قدمًا. لا أطلب منك أن تعيش في الماضي، ولكنك بحاجة للوصول إلى جذور المشكلة مع ماضيك. يمكن لجروحك العاطفية أن تؤثر على صحة جسدك. إذا كنت فردًا من كنيسة الحلم التابعة لله، فإنّك بحاجة إلى التعافي في قلبك وفكرك. لا يمكن السماح للأمور التي حدثت في الماضي أن تتغلب عليك فيما بعد. إن زوج نعومي وأبناءها قد ماتوا جميعهم أما هي فقد قررت العودة إلى موطنها القديم، وبهذا نرى أنها امتلكت فهمًا خاطئًا لله.

كم من الأشخاص الذين نعرفهم قد تعرضوا للإساءة من أحد المقرّبين لهم. ويقولون لأنفسهم: “لو كان الله صالحًا، لما سمح لهذا الأمر أن يحدث.” اسم “نعومي” العبري يعني “بهجتي وسروري” باللغة العربية. ولكنها كانت تشعر بمرارة عظيمة، ولهذا السبب قالت “ادعوني مرّة”. ربما الله يقول لك أن تعود بذاكرتك إلى الماضي إلى المكان الذي حصلت به الأذية أو الرفض أو الاعتداء أو الإساءة. وبما أنك لا تستطيع أن تضمّد هذه الجروح بشكلٍ كافٍ يسترها، قدّمها ليسوع. اليوم، يجب أن توقف التستر على الألم. أنت بحاجة إلى أن تتعافى بذهنك. والأمور التي حصلت في الماضي لن تتمكن من التغلب عليك بعد الآن.

لقد شفى الله في الماضي مئات الجروح في قلبي وفكري. وبمقدوره أن يفعل الشيء نفسه معك. يمكنك اليوم أن تحصل على الشفاء إذا أوقفت الأكاذيب والتقلقل الفكري الذي يسببه إبليس. نعم! تستطيع أن تشفى الآن. لقد جعل يسوع أمر الشفاء سهلًا من أجلك. يقول كاتب المزمور في (مزمور 147: 3)” يَشْفِي الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، وَيَجْبُرُ كَسْرَهُمْ.‏” إنّ الله يعتني بمنكسرِي القلب، ويرغب بأن يجعل قلبك صحيحًا من جديد. لا يمكن لأي أحدٍ أن يفعل هذا لك. فقط يسوع المسيح يمكن أن يضمّد جروحك ويشفي تلك الأضرار التي أصابت قلبك.

يقول الكتاب المقدس في أمثال 16: 24 “اَلْكَلاَمُ الْحَسَنُ شَهْدُ عَسَل، حُلْوٌ لِلنَّفْسِ وَشِفَاءٌ لِلْعِظَامِ.‏” هذه هي كلمة الرب لك؛ هذه هي كلمته الحيّة.

هل تشعر بالعار والذنب؟ ربما قد ارتكبتَ الكثير من الأخطاء في حياتك، الخطأ تلو الآخر. ربما تقول باستمرار: “لقد أضعت حياتي.” أو “هل هناك أملٌ لي؟”. بالطبع هناك. إذا كنت تعيش حياة الطاعة، يستطيع الله أن يطيل سنواتك. لقد حان الوقت لكي تحصل على الشفاء العاطفي. هناك خطوتان نحو الشفاء.

الخطوة الأولى هي التقيؤ عاطفيًا. اسكب قلبك أمام الرب. هو يعرف كلّ الأشياء التي جرت لك والتي قمت بها، ولكنك بحاجة إلى أن تعترف بها. فقط تكلّم إليه. ثم اطلب منه أن يظهر لك حقّه. وادعُ الروح القدس لكي يشفيك ومن ثمّ اقبل الروح القدس. أليس هذا سهلًا؟ نعم. لقد يسوع الأمر سهلًا من أجلك.

الآن وبعد أن تقيأت كل الأذى والألم من ماضيك؛ اتخذ الخطوة الثانية وهي أن تسكب الماء بتدفّق. تمامًا كتدفق مياه الاستحمام، وسوف تأخذ معها كل تلك الأشياء التي لطالما أرهقتك وأثقلت عليك، الآن وبعد أن تم الاعتراف بها ومعالجتها. ستقوم بغسلها. وعندما تعود الأفكار ثانيةً لأنها ستفعل ذلك، ستغسلها ثانيةً. وربما كلّ يومٍ وإلى حين سينبغي عليك أن تقول: “في اسم يسوع، أنا أنزعها عني وأغطي نفسي بسلطان يسوع المسيح المطهّر. أنا أطلق هذا الثقل وأسلّمه لك، باسم يسوع المسيح.” أبقِ المياه متدفّقة على قدر ما يحتاج الأمر.

هذه الكلمة هي تشبيه جيّد. إذا أبقيت السموم في داخلك ستبقيك مريضًا. لذا ينبغي عليك أن تُخرجها إلى الرب أو تتقيأها. ثم تدفق المياه عليها.

يقول كاتب العبرانيين في (عبرانيين 10: 22) “لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِق فِي يَقِينِ الإِيمَانِ، مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ، وَمُغْتَسِلَةً أَجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ.‏” وفي (عبرانيين 9: 22) “وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيبًا يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!‏” لذلك خذ هذه الكلمة لحياتك، واستخدم دم يسوع المسيح من أجل تطهيرك. إنّ دم يسوع يمتلك قوة تطهير وغفران وتحرير وشفاء. لذلك اجعل الكلمات التالية إعلانًا حقيقيًا: “أنا ابن للرب. أنا تحت دم يسوع المسيح.”

لقد كانت نهاية قصة نعومي مختلفة تمامًا. فعندما عادت إلى بيت لحم مع راعوث، سدد الرب احتياج نعومي وراعوث بكلّ ما احتاجتاه. والتقت راعوث ببوعز وتزوجت منه.

‏فَأَخَذَ بُوعَزُ رَاعُوثَ امْرَأَةً وَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَأَعْطَاهَا الرَّبُّ حَبَلاً فَوَلَدَتِ ابْنًا. ‏فَقَالَتِ النِّسَاءُ لِنُعْمِي: “مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَّذِي لَمْ يُعْدِمْكِ وَلِيًّا الْيَوْمَ لِكَيْ يُدْعَى اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيلَ. ‏وَيَكُونُ لَكِ لإِرْجَاعِ نَفْسٍ وَإِعَالَةِ شَيْبَتِكِ. لأَنَّ كَنَّتَكِ الَّتِي أَحَبَّتْكِ قَدْ وَلَدَتْهُ، وَهِيَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ سَبْعَةِ بَنِينَ. ‏فَأَخَذَتْ نُعْمِي الْوَلَدَ وَوَضَعَتْهُ فِي حِضْنِهَا وَصَارَتْ لَهُ مُرَبِّيَةً. ‏وَسَمَّتْهُ الْجَارَاتُ اسْمًا قَائِلاَتٍ: “قَدْ وُلِدَ ابْنٌ لِنُعْمِي” وَدَعَوْنَ اسْمَهُ عُوبِيدَ. هُوَ أَبُو يَسَّى أَبِي دَاوُدَ.” (راعوث 4: 13-17)

إن الله سيجدد حياتك، ويمنحك كلّ ما تحتاج إليه أيضًا. ويمكنك أن تحصل على الشفاء والتجديد والفداء. فهذه كلها من أجلك. قل اليوم” “ارحل!” لعدم إيمانك، واحصل على شفائك العاطفي.

هو يريد أن يحررك لتتمكن من أن تحيا حياةً استثنائية