دروس في النمو “النضج” الروحي – الدرس الثاني

النـمو “النضج” الروحي

الدرس الثاني – القداسـة

اقرأ معي الشواهد التالية ولاحظ معي أن قصد الرب لأولاده أن يحيوا في القداسـة

  • “بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ” (١بطرس١٥:١)
  • “لأَنَّ هذِهِ هِيَ إِرَادَةُ الله: قَدَاسَتُكُمْ” (١تسالونيكي٣:٤)
  • “وَإِلهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ” (١تسالونيكي٢٣:٥)
  • “وَمِنْهُ أَنْتُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرًّا وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً” (١كورنثوس٣٠:١)
  • “اِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ، وَالْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ”(عبرانيين١٤:١٢)

ما معنى القداسة؟؟

هل تعني غياب الخطية بالكامل؟؟

بالتأكيد لا ” لأَنَّ تَصَوُّرَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ ” (تكوين ٨: ٢١) لهذا قال الرسول يوحنا ” إِنْ قُلْنَا: إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا (١يوحنا ١: ٨). من أجل هذا رنم داود قائلاً: ” هأَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ، وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي. (مزمور ٥١: ٥).

إذن القداسة ليست هي غياب الخطية لأن طبيعة الإنسان الفاسدة تخرج
منتجات فاسدة باستمرار يتعذر معها الحياة في القـداسـة

في العبرية كلمة قداسة Qadesh وهي تعني نتطهر ونتكرس، ونتخصص ونفرز وقد استخدمت هذه الكلمة في وصف أشياء وأماكن ومواسم مخصصة للرب وسفر اللاويين يمتلئ بها، وعلى سبيل المثال:

ـ “ثُمَّ أَخَذَ مُوسَى دُهْنَ الْمَسْحَةِ وَمَسَحَ الْمَسْكَنَ وَكُلَّ مَا فِيهِ وَقَدَّسَهُ،… وَقَدَّسَ هَارُونَ وَثِيَابَهُ وَبَنِيهِ وَثِيَابَ بَنِيهِ مَعَهُ” (لاويين ٨: ١٠، ٣٠).

ـ “فِي الْقَرِيبِينَ مِنِّي أَتَقَدَّسُ (لاويين ١٠: ٣) “لأَنَّ لِي كُلَّ بِكْرٍ… قَدَّسْتُهُمْ لِي” (عدد ٨: ١٧).

ـ “وَالآنَ قَدِ اخْتَرْتُ وَقَدَّسْتُ هذَا الْبَيْتَ لِيَكُونَ اسْمِي فِيهِ إِلَى الأَبَد”ِ (٢ أخبار ٧: ١٦، ٢٠).

وفي اليونانية كلمة قداسة Hegias ومرادفاتها أن تصير طاهراً نقيـًا ومكرسـًا، ومقدسـًا.

وقد استخدمت في مواضع كثيرة مثل

ـ “قَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ عَبِيدًا لِلْبِرِّ لِلْقَدَاسَةِ” (رومية ٦: ١٩).

ـ “وَمِنْهُ أَنْتُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرًّا وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً” (١كورنثوس٣٠:١)

ـ ” لأَنَّ اللهَ لَمْ يَدْعُنَا لِلنَّجَاسَةِ بَلْ فِي الْقَدَاسَةِ ” (١ تسالونيكي ٤: ٧).

ـ ” مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ ” (٢كورنثوس ٧: ١).

ـ ” لِكَيْ يُثَبِّتَ قُلُوبَكُمْ بِلاَ لَوْمٍ فِي الْقَدَاسَةِ ” (١تسالونيكي ٣: ١٣).

القداسـة هي أن تصير مخصصـًا ومفـرزًا ومـكرســًا ومنفصلاً للرب

القـداسـة هي الانفصـال عن العـالم لنـصير مـلكـًا لله

هل القداسة عمل اجتهادي أو قدرة بشرية؟

مكتوب: ” إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ”(٢كورنثوس١٧:٥) (أي بالولادة الثانية تنال طبيعة جديدة) لأننا

بالإيمان بالمسيح يسوع قد خلعنا العتيق ولبسنا الجديد الذي يتجدد حسب صورة خالقه.. في البر وقداسة الحق

(غلاطية ٣: ٢٧، كولوسي ٣: ١٠، أفسس ٤: ٢٤، ٢ كورنثوس١٧:٥)

القداسة هبة مغروسة في طبيعتنا الجديدة تمامـًا كما أن مواهب الروح القدس نعمة وعطية

ولأن إرادة الله ومشيئته هي قداستنا لذا هو يعطينا إمكانية الحياة على هذه الصورة. كيف؟؟

١. الآب نفسه مقدسنا ” أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُكُمْ ” (لاويين ٢٠: ٨، وخروج ١٩:٢٠).

٢. الابن صار لنا قداسة (١كورنثوس ١: ٣٠)، إذ قدسنا بدم نفسه (عبرانيين ١٣: ١٢)، فصرنا مقدسين بتقديم جسد يسوع مرة واحدة (عبرانيين ١٠: ١٠، ١٤).

٣. الروح القدس (رومية ١٥: ١٦) روح القداسة يقدسنا ويعمل داخلنا

القداسة هي الانفصال عن الشر للالتصاق بالله الذي اختارنا فيه (في المسيح)
من قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة مشابهين
صورة ابنه (أفسس ١: ٥، رومية ٨: ٢٩، ٣٠)

القداسة اختيار أيضـًا .. اختيار داخلي لنسلك كما سلك ذاك (يسوع). ينبهنا الرسول بولس بكلماته لكنيسة كورنثوس “لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ ” (٢كورنثوس ٧: ١) ويرنم زكريا قائلاً ” نَعْبُدُهُ بِقَدَاسَةٍ وَبِرّ قُدَّامَهُ جَمِيعَ أَيَّامِ حَيَاتِنَا. ” (لوقا ١: ٧٥).

كيف نستمر في حياة القداسة يوميا؟؟

١. لنثبت في الإيمان ” لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ ” (كولوسي ٣: ٣) مسئوليتي أن اختبأ في المسيح الذي هو رأساً فوق كل شيء (أفسس ١: ٢٢ ـ ٢٣).

٢. إذا كان الرأس هو قدوس القديسين فنحن أيضاً نـتـقدس به.

٣. جدد ذهنك بالحق وتغذى عليه، وتأمل فيه، وألهح به  أننا خلعنا العتيق ونلبس الجديد المخلوق بحسب الله في البر، وقداسة الحق (أفسس ٤: ٢٢، ٢٤)..  وكما قدمنا أعضاءنا عبيداً للنجاسة والإثم هكذا الآن نقدم أعضاءنا عبيداً للبر والقداسة (رومية ٦: ١٩ ـ ٢٠).

٤. ثق أن “الرُّوحُ أَيْضًا يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا” (رومية ٨: ٢٦).

نحن قديسين في المسيح يسوع. اختارنا فيه لنكون قديسين

 

أنهار الحياة

 

انتقل مباشرة إلى

دروس في النمو “النضج” الروحي – الدرس الثالث

دروس في النمو “النضج” الروحي – الدرس الأول