النِعمة الإلهيّة

النعمة كلمة صغيرة بعدد احرفها انما كبيرة وشاملة بمعناها وتأثيرها على حياة الانسان.والنعمة هي عطيّة مجّانية وبدون مقابل.إن جميع معاملات الله في الوقت الحاضر مع الجنس البشري هي على اساس النعمة اي الله يهب الانسان النعمة المجانيّة بدون استحقاق لاننا كبشر عصينا على الله وعوّجنا المستقيم ولا نستحق سوى الطرد من امام وجه الله.وهذه النعمة اتت نتيجة محبّة الله للإنسان الفائقة العقل، اجل لانّه كيف يُعقل لأيّ شخص ان ينعم على احد قد اساء اليه وخانه واحبّ غيره واتّبع الشر وفعل المعاصي وبالرغم من كل هذا احبّه وانعم عليه وغفر له وفتح له ذراعيه لاستقباله.

هذه هي النعمة الحقيقيّة التي لا يستطيع احد من البشر ان يمارسها او ان يهبها حتى لاقرب المقرّبين اليه انها النعمة الإلهية التي لا حدود لوصفها ولا لتعداد تأثيراتها وخيراتها على الانسان.جلست مرة افكّر بهذا الامر وسألت نفسي لما الله يحبّني ولماذا يغفر لي وماذا فعلت لكي يُكرمني ويَنعم عليّ بخيراته وبركاته؟وباشرت بتعداد النعم التي وهبها الله لي. نعمة النظر والسمع والفكر والادراك الى نعمة المشي والحركة ويزداد خوفي وشكري ايضاً عندما اصادف احد الاشخاص المقعدين اوالمكفوفين او ذوي العاهات والاحتياجات الخاصة فأعرف قيمة النعمة التي انا فيها واشكر الله اكثر فأكثر وتوقّفت عن العدّ لانّ نِعَمُ الله لاتُعَدّ ولا تُحصى.هل يجب ان يتوقّف شكرنا لله من اجل كل نعمه التي لا إحصاء لها؟ تخلص الدنيا وتنتهي الحياة ولا تنتهي معاملات الله ونعمه على البشر.

اذا صادف احدهم وانعم عليك بأي امر او خدمة او عطيّة فتُصبح مديوناً له مدى الحياة وكلما صادفته او جلست مع الآخرين واتوا على سيرته تمدحه بالكلام وتشكر الله على امثاله لانّه انعم عليك بأمر معيّن مع ان البعض اذا فعل خيراً مع احد يذكّره به كلما التقاه،هذا هو الانسان فعطيّته مشروطة وبمقابل اما عطيّة الله هي مجانيّة وكثيرة ولا حدود لها يهبها الله للإنسان لانّه هو احبّه اولاً وهو وهبه كل شيء ولم يبخل عليه بشيء بالرغم من عصيانه وخيانته.الرب عادل ونعمته على كل البشر كما هو مكتوب:لانّه يُشرق شمسه على الاشرار والابرار معاً.الله لا يُفرق فهو احبّنا جميعاً لانّه مكتوب ايضاً:لانّه هكذا احبّ الله العالم اي كل العالم و بدون استثناء.محبّة الله للإنسان لم تكن كلاميّة كما الانسان يحبّ انما تُرجِمت بالدمّ ،دم يسوع المسيح الغالي والثمين والذي لا ثمن له دم الحمل الذي بلا عيب.

يقول الرسول بولس واذ بعد نحن خطاة مات المسيح لاجلنا.هذه النعمة الالهيّة المرفقة بالمحبّة التي لا حدود لها جعلت من رب الارباب وملك الملوك ان ياخذ جسد بشريتنا ويخلو عرشه ويأتي الى عالم الخطيّة الذي افسده الانسان بأعماله وخطاياه وتعدّياته لكي يتمّم لنا نعمة الفداء.هذه هي النعمة الالهيّة كنّا مطروحين ومذلولين وعدوّ النفوس يُهشّم بنا ويطرحنا قتلى على قارعة الطرق تحنّن الرب من السماء وسمع صراخنا وترأّف بنا وبذل نفسه لاجلنا فكان الابن الحبيب نعمة الخلاص لكل البشر نعم النعمة اتت لخلاص كل البشر ولكن من يرفضها هو منّ يتحمّل, يقول الكتاب :لانّه هكذا احب الله العالم لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابديّة.او بالحري هي نعمة الحياة الابديّة ايضاً ليس بالاعمال كي لا يفتخر احد انما بالإيمان.

يقول بولس الرسول:انتم بالنعمة مخلّصون بالإيمان وذلك ليس منكم فهو عطيّة الله.نعم انها نعمة الله بشخص ربنا ومخلّصنا يسوع المسيح الذي تحمّل عارنا وخطايانا. مات عنّا ليغفر لنا وقام من اجل تبريرنا فأصبحنا مبرَّرين بدمه وهذه هي النعمة الحقيقيّة التي نقلتنا من الموت الأبدي الى الحياة الأبديّة مع الأبرار والقديسين. هل نزدرِ بهذه النعمة؟ نحن الذين تبرّرنا مجّانا بنعمته بالفداء بيسوع المسيح ربنا؟يقول ايضاً الرسول بولس: فإذا قد تبرّرنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح الذي به ايضاً صار لنا الدخول بالإيمان الى هذه النعمة التي فيها نحن مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله.بماذا انت تفتخر يا انسان؟ولماذا تشيح بنظرك عن عطايا الله لك ونعمه الغزيرة التي ينعمها عليك كل يوم وتزدري بعمله الكفّاري من اجلك وترفض النعمة التي انت مقيم فيها وتعلن العصيان وكأنّك تعيش ابداً ولا تعلم ان جرثومة صغيرة قد لا تراها حتى في المِجهَر يقضي عليك ويفقدك حياتك وسعادتك وتعود الى التراب من حيث اتيت.

لا دينونة منذ الآن على الذين في المسيح يسوع هذه النعمة اخذتها مجّانا يا إنسان من عطيّة العطايا شخص ربنا يسوع المسيح الا يستحق الشكر على هذه النعمة التي لا نستحقّها؟ شكراً لك يا رب على جميع نعمك وعطاياك الكثيرة والتي يا رب لا يُمكن إحصاءها هذه النعم الالهية الصادرة من قلبك المحبّ وحنانك الذي لا حدود له. شكراً لك لاننا نحن بنعمتك نلنا الخلاص وليس مقابل اي عمل من جهتنا لاننا يا رب نحن كما يقول بولس الرسول: كلما حاولت ان افعل الحسنة اجد الشر واقف امامي. شكراً لك لانك تغمرنا بلطفك ومحبّتك وتسيّج حولنا بذراعيك المثقوبتين من اجلنا وتمسح دموعنا التي ذرفناها عصياناً وتمرّداً عندما ازدرينا بعمل النعمة.اجعل يا رب في قلوبنا وعلى السنتنا كلمات الشكر من الآن والى الأبد ولا نستطيع ان نفيك حقّك وقدرك ونعمك علينا لك المجد الى الابد

آمين.

 

arabicchristianchurch.com.au