المسيحي الحقيقي

في أعمال 7: 54 –60 نرى صورة واضحة لمَن هو المسيحي الحقيقي كما نراه في استفانوس:

(1) إنه شاخص إلى السماء (ع55): بينما كان الذين حوله ناظرين إلى أسفل، ليتناولوا حجارة ليرجموه «وَأَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ»؛ هذا هو المسيحي حتى بالمُباينة مع المؤمن اليهودي الذي كهنوته أرضي، بركاته أرضية، ميراثه أرضي. لكن المسيحي شاخص إلى السماء. وكلمة ”شَخَصَ“ تختلف عن كلمة ”نظر“؛ فيمكن أن أنظر نظرة عابرة، لكن ”شَخَصَ“ تعني أنه ركَّز عينيه، ثبَّت عينيه. يا تُرى، هل نحن شاخصين إلى السماء؟

(2) «وَهُوَ مُمْتلِئٌ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ»: وهذا التعبير نقرأه في لوقا 4: 1 «أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ». ومن مواصفات الشمامسة في أعمال 6: 3 مملوئين من الروح القدس. ثم نقرأ عن استفانوس أنه «رَجُلاً مَمْلُوًّا مِنَ الإِيمَانِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ» ( أع 6: 5 ). وكلمة ”مملوءًا“ تَصف حالة مستمرة، بينما ”امتلأ“ تصف حالة عارضة تنتهي بانتهاء الغرض منها. فالمسيحي شخص يُسيطر عليه روح الله ويمتلك كل كيانه. إنه امتياز عجيب للمؤمن المسيحي. وما الذي يتمخَّض عنه هذا الأمر كونه مُمتلئًا من الروح القدس؟

(3) «فَرَأَى مَجْدَ اللهِ»: إن إنجيلنا هو «إِنجِيلِ مجد اللهِ المُبارك» ( 1تي 1: 11 )؛ مجد الله المُعلَن في شخص المسيح المُمجَّد في الأعالي. والمؤمن في رومية 5: 2 يفتخر، أي يفرح ويُسـرّ، على رجاء مجد الله. فالمسيحي مؤهل للوقوف أمام مجد الله، والمدينة السماوية أورشليم المقدسة في رؤيا 21 تُرى ولها مجد الله.

(4) «وَيَسُوعَ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ»: لا يقول: ”ورأى ابن الله قائمًا“- هذا ليس غريب. فهو كابن الله أتى من السماء وذهب إليها – لكن رأى ”يسوع“ اسمه البشري الإنساني – أي أن هذا الشخص الذي قيل عنه «رجُل أوجاع ومُختبر الحَزَن» هو بعينه عن يمين الله. ذاك الذي جالَ يصنع خيرًا ورُفض وصُلب – هذا الشخص الذي مَثَّلَني على الصليب – الذي حَمَل خطاياي هو الذي عن يمين الله، وهذا يَدُّل على أن خطاياي التي حملها انتهت تمامًا، وإلا ما كان المسيح ليُرى قائمًا عن يمين الله. وهنا نرى مقامنا ومركزنا كمؤمنين.

 

طعام وتعزية – فهد حبيب