العقاب السماوي

عندما سقط الانسان وخالف وصيّة الله سقطت معه كل القيَم والكمال الذي كان قد وهبه الله للإنسان عندما قال خلقنا الانسان على صورتنا كشبهنا ومثالنا.ولكن كما هو مكتوب احبّ الانسان الظلمة اكثر من النور واشتهى الخطيئة التي ذهبت به الى الموت فكان لا بدّ من القصاص.وبدلاً من ان يتّعظ الانسان ويعمل مشيئة الله ويسمع لوصاياه ذهب بعيداً واراد الاختباء من وجه الله لظنّه انّ الله لا يمكن ان يراه.اول جريمة قتل في تاريخ البشريّة قام بها الانسان كانت بدافع الغيرة والحسد والبغض ومن هذه الحادثة نستطيع ان نرى مجموعة خطايا تجتمع مع بعضها البعض لكي تنتج جريمة فظيعة وبدمٍ باردٍ وغيرة ليست مبرّرة انما فقط إرضاءً للانا التي زرعها ابليس في قلب الانسان.لماذا اخي وليس انا فقام قايين على اخيه هابيل وقتله وهرب واختبأ كما فعل ابوه آدم عندما كسر وصيّة الرب.

الهروب والاختباء ورثها الانسان من ابيه آدم ولغاية اليوم،ظنّاً منه ان الله لم يره ولن يراه وانّه هرب من العقاب .هذا هو الانسان يفور ويثور ويغضب ويقوم بأعماله الشريرة التي ورثها عن الشيطان وليس هذا فقط انما وصل بنا الامر في هذه الايام ان نتفنّن ونختلق اساليب جديدة وقحة وقاتلة جداً ليس فيها ولا ذرّة تفكير او الانتباه من ان يسقط احد الابرياء او الاطفال والشيوخ والمسنّين.فلتأتِ كما تأتي المهم ان يموت الناس وتُنَفّذ الجريمة.لا تقتل هي من جملة وصايا الله العشر المعروفة في معظم الاديان وخاصةً في الكتاب المقدّس حيث قال الله لا تقتل ولم يوضح الله او يعطي اسباباً للقتل هي كلمة واحدة لا وكلمة لا تعني النفي الكامل.انما الانسان وضع للقتل اسباباً ودوافعاً لكي يُخفّف من الحكم على الشخص القاتل ويبرّر له فعلته ويقف المتّهم في قفص الاتهام امام القاضي ويترك لمحاميه ان يسرح بخياله ويشرح الاسباب الموجبة للقتل ويستعين ببعض القوانين الارضيّة لكي يدعم مرافعته وبناءً عليه يصدر القاضي الارضي حكمه المخفّف وربما البراءة للمتّهم والنتيجة ان الضحيّة قد مات ورحل دون عودة.هذا هو الحكم الارضي ولست هنا لأناقش القوانين واسبابها وحيثياتها انا اعرف قانوناً واحداً الهياً <<لا تقتل>> ومهما نجا الانسان المجرم من العقاب الارضي والبشري فلن ينجو حتماً من العقاب السماوي إلاّ بعد ان يتوب ويعترف بخطيّته وللرب وحده خالق السماوات والارض ان يدينه.

شكراً للرب انّه لم يجعل الدينونة بيد البشر لكنّا اشقى الناس ولفنينا بعضنا البعض دون رحمةً وهوادة.انما جعل الرب الدينونة في يده وحده له كل المجد واوصانا ان لا ندين احداً بقوله :لا تدينوا لكي لا تُدانوا.نعم عدالة السماء لا تشوبها شائبة اما عدالة الارض فيها الكثير من علامات الاستفهام والامور المبهمة.عدالة الرب مكشوفة وظاهرة ولا يُمكن للمُرتكب ان ينكرها فبيد الرب كل الدلائل ولكن العدالة الارضيّة ينقصها في الكثير من الاحيان الدليل وكم من المُذنبين خرجوا من السجن لعدم توفّر الادلّة.مهما تعاظمت يا انسان وتحايلت على القوانين وظننت انك ستنجو من فعلتك ربما على الارض قد تنجو ولكنك لن تنجو من العقاب السماويّ.الله اوصى ان لا تقتل وهم يقتلون ويذبحون على اسم الله امرٌ غريب وفي إعتقادهم انّهم يقدّمون خدمةً لله ويعملون مشيئته.لا تدينوا كيلا تُدانوا وهم يدينون الناس كل الناس وحتى بدون محاكمة هم القاضي والجلاّد والمدعي العام والمحامي فيصدرون احكامهم كما يشاؤون وينفّذونها على الفور ويعرضونها على شاشات التلفزة كي يُرعبوا الآخرين.قام رجل في العقد السادس من العمر واطلق النار على مجموعة من الناس دون شفقة او رحمة وفي كل الاتجاهات فسقط العديد من الابرياء هم في رحلة استجمام ولم يخطر في بالهم انّهم سيعودون في صناديق خشبيّة الى ديارهم. حقاً امر مؤسف بالفعل وتدمي له القلوب هم يعتقدون انّهم يعيشون في بلد امان وسلام ولا احد يجرؤ ان يطالهم ولكن كما يقول الرسول بولس الى اهل تسالونيكي الاولى:لانّه حينما يقولون سلام وامان حينئذٍ يُفاجئهم هلاك بغتةً كالمخاض للحبلى فلا ينجون.

نعم احبّائي نحن نعيش في ارضٍ يسكنها الشرّير فلا نأمن له بل نكون دائماً مستعدّين ونتذكّر قول الرب يسوع اسهروا وصلّوا كي لا تدخلوا في تجربة.قتل نفسه هذا الانسان وحكم على نفسه بدلاً من ان يُعاقب من المحكمة الارضيّة ظنّاً منه انه قد نجا بفعلته وبقتله للناس الابرياء ولكنّه غاب عن باله انّه سيخضع حتماً للمحكمة السماويّة ولن ينجو ابداً من العقاب السماوي.

كل واحد منّا سيقف امام كرسي المسيح الديّان العادل ليقدّم حساباً عمّ ما فعل خيراً كان ام شرّاً.العقاب السماوي ليس فيه محاباة ولا تشفّعات ولا رشاوي ولا تهديداً للقضاة لانّه يوجد قاضٍ واحد لا يقبل المحاباة ولا التضرّعات والشفاعات. الرب يسوع المسيح الذي مات وقام من اجل خطايانا ومن اجل تبريرنا فلن ننجو نحن إن اهملنا خلاصاً بهذا المقدار.الرب من السماء ينظر ويتأنّى علينا رحمةً بنا ومن اجل التوبة كي لا يغلق الباب ونحن في الخارج، عندها لن ينفع البكاء والنحيب لاننا اهملنا كلامه ولم نستمع الى وصاياه ولم نعمل مشيئته .سامحنا يا رب واجعلنا دائماً مستعدّين للقائك واطرد يا رب كل فكر شرير من قلوبنا ومن حياتنا حتى يا رب نعمل مرضاتك كل حين ونستحقّ ان نُدعى اولادك .لك الشكر والحمد الى ابد الآبدين.

آمين

 

arabicchristianchurch.com.au